(سيظل عشقك مرادي) By:Noonaz...

By NehalAbdElWahed

66.7K 3K 520

أحبها وهام بها عشقًا، انتظرها وانتظرها... ولما طال الإنتظار أقسم ألا تكون إلا له مهما كان المقابل، ولكن... J... More

مقدمة
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
(7)
(8)
(9)
(10)
(11)
(12)
(13)
(14)
(15)
(16)
(17)
(18)
(19)
(20)
(21)
(22)
(23)
(24)
(25)
(26)
(27)
(28)
(29)
(30)
(الأخير)

(1)

7.5K 184 26
By NehalAbdElWahed

بقلم نهال عبد الواحد

الحب من أحلى وأسمى المشاعر، بل هو من أفضل الأرزاق، ما أروع أن تشعر بانجذاب لشخص ما! تتسابق نفسك للقائه ورؤياه، تطوق روحك لعناق روحه، تحتضن عينيه بعينيك، تقدم المزيد من المشاعر والممتلكات، تضحي من أجله بأغلى الأشياء، دون انتظار مقابل ولا جزاء، قليل من الأنانية والامتلاك...

لكن الأروع بلا شك، أن يكون لهذا الحبيب نفس المشاعر مع بعض التفاوت وإلا سيتحول كل هذا الفيض والعطاء إلى سببٍ للهلاك، أو ربما دروب بعيدة، يا ويل من يسلكها ويسلط عليها!

في زمن التسعينيات، يوم ليس كغيره من الأيام، تحركات أكثر من المعتاد وسط الطرقات، وأصوات زغاريد تعانق الأجواء، تصدع من مختلف الأنحاء.

نجده يغدو ويروح هنا وهناك، لا يستطيع السيطرة على هذا القلق المتصاعد؛ فاليوم نتائج الثانوية العامة، وهو يحاول بشتى الطرق أن يخرج من عمله باكرًا قبل موعده؛ يذهب إليها، يطمئن عليها، تملّكه القلق بشكلٍ مريب لدرجة أفقدته الثقة بمستواها، تُرى ماذا فعلت في نتيجة الإمتحان! 

ولمَ لا؟! وهي عشق السنين والأعوام، ساكنة فؤاده، سلطانة عرش قلبه، لم ينسى قط ذلك اليوم، يوم اجتماع العائلة في بيت جدته أواخر شهر رمضان، الجميع مشغول بصنع كعك العيد وغيره من الحلويات...

كان طفلًا صغيرًا ابن سبع سنوات، يركض هنا وهناك، يعبث في العجين حينًا ويختطف من الناضج بعض الوحدات، غلبه النعاس وفي اليوم التالي استيقظ على أجمل خبر مع صوت بكاء وليد حديث الميلاد.

ركض مسرعًا طرق حجرة عمته، كان يعرف أن بداخل هذه البطن المنتفخة طفل صغير، مؤكد قد وصل هذا الضيف أثناء نومه.

فتحت أمه الباب، استأذن ودلف، رأى عمته طريحة الفراش، مكتسيًّا وجهها الشحوب والإعياء، ممسكةً بيدها كوب به مشروب سميك متناثر فوقه الدخان...

وجم قليلًا ثم أهدر فجأة: إنتِ فاطرة يا عمتو!

ابتسمت أمه ناظرة بينه وبين عمته، ثم قرصته توبخه بخفة من وجنته، أجابت عمته بإعياء معتلية ثغرها ابتسامة باهتة: معلش يا حبيبي، بس انا لازم أفطر عشان لسه والدة والنونة دي تعرف ترضع.

تحركت بؤبؤتاه لليسار، رأى جدته حاملة طفلة وليدة ملفوفة بأغطية لا تسمح إلا برؤية أم رأسها الصلعاء، كانت تتمايل بهدوء تهدهدها.

تقدم خطواتٍ قليلة للأمام، اقترب من عمته، وضع كفه الصغير على بطنها، تأكد اختفاء الانتفاخ، ابتسمت له مومئة بتعب، أشارت لطفلتها قائلة: اللي كانت جوة الدكتور طلعها، أهي مع تيتة، روح شوفها وبوسها من إيديها.

تساءل ببراءة: اسمها إيه؟

أجابه صوت رجولي من خلفه: سميتها عشق.

التفت الجميع نحوه، أهدرت العمة باعتراض: برضو يا سيد عملت اللي في دماغك!

أجاب: أنا قلتلك هسميها نبيلة على اسمك ما رضتيش، فسميتها عشق يا عشق السنين.

قضمت شفتها السفلية بتحذير ثم تابعت على استحياء: وبعدين معاك!  الواد واقف وماما!

تقدم نحوها حتى جلس جوارها، طوق كتفها قائلًا: طب زمان كنتِ بتتكسفي مني وأنا ابن عمك بس، دلوقتي بآيت جوزك وابو بنتك.

ثم قبّل رأسها فابتسمت، أهدرت أمها بسعادة: ربنا ما يحرمكمش من بعض يا ولادي ويهدّي سركم، ويفرحكم ببنتكم عشق وتخاويها ويطوّل في عمري لحد ماافرح بيها عروسة...

ثم التفتت نحو الطفل المنصت بكل جوارحه لحديثهم وأكملت: وافرح بيك يا واد يا ياسر انت كمان! 

لكن قد توفيت الجدة، فقدت العمة رَحِمَها بعد ذلك فلم تنجب غيرها، كما لم ينجب أبويه غيره.

منذ ذلك الوقت وقد اختلفت نظرته للحياة، كان أول عيد يمر بعد ولادتها عيدًا مختلفًا بحق، لم ينكر أنه في بادئ الأمر كان يتصرف معها بحدة من منطلق أنه الأكبر منها، وأنه المسؤول عنها، هو الرجل وعليها إطاعته، لكن كلما كبرت ومرت عليها الأيام والأعوام، تحول شعور المسؤولية إلى قلب نابض يولد الحب، العشق والهيام.

كلما مر عام تضاعف وتضخم هذا الشعور، انتظر  وانتظر ولا زال ينتظر، ممنيًّا نفسه بقصة عشقٍ تماثل قصة عمته وابن عمها التي كثيرًا ما اختلس السمع لحكاياتهما وحديثهما.

أخيرًا استطاع الحصول على إذن ساعة أبكر من موعده، فأسرع إلى بيت عمته، يطمئن على عشقه ونتيجة اختبارها، كم أراد لو طار ليصل أسرع ويكون أول المهنئين، لكن في الأخير قد وصل.

طرق الباب فاستقبلته عمته أحسن استقبال كما عهد منها طوال عمره، فهو ابنها قبل أن يكون ابن أخيها، دلف واضعًا صندوق الحلوى على المنضدة (جاتوه)، ابتسمت عمته وأهدرت: برضو يا ياسر كلفت نفسك كده!

سلم على سيد زوجها وجلس جواره مردفًا بابتسامة  عريضة: هي فين التكاليف دي بس يا عمتو؟! المهم دلوقتي طمنوني عشق عملت إيه!

ربت سيد على فخذه بترحاب قائلًا: الحمد لله نجحت وجابت مجموع معقول.

صاحت نبيلة: يا عشق، يا عشق، تعالي يا حبيبتي.

كانت عينا ياسر في اتجاه الممر المؤدي إلى الحجرات، التي إحداها حجرة عشق، ظل معلّقًا عيناه في انتظار ظهور سلطانة عرش قلبه، تطوق عيناه لاحتضان ملامحها، تتسابق أنفاسه ونبضاته التي على أتم استعداد للخضوع لجلالة الملكة، تمنى هذه اللحظة التي يستقبلها لتنير مملكتها وتتسلم مقاليد أمور حياته.

وأخيرًا طلت السلطانة بطلعتها البهية، عودها شبه الممتلئ، وجهها قطعة القمر، شعرها البني المجموع ببساطة للخلف متدليًّا على ظهرها، يزين ثغرها الرقيق أروع ابتسامة، تطل من عسليتيها سعادة غامرة، هاهي تتقدم مقتربة في خطوات معتدلة.

وقف من فوره يمنّي نفسه بعناق كفه لكفها في شوقٍ كاد يقتله، لكن دائمًا بعد الأحلام مهما بلغت طولها لابد من الاستيقاظ والعودة للواقع...

مدت يدها مصافحة لمدة لحظة في ابتسامة مصطنعة لم تبلغ عينيها، سريعًا ابتعدت واضعة صينية بها مشروب الضيافة، جلست جوار أمها، فكانت كدلو ماءٍ بارد سُكب عليه فجأة في ليلة باردة فهب من نومه مزعورًا.

ابتلع ريقه في كسرة، جلس بتباطؤ ناظرًا بين كفه وبينها، لقد خطفت سلامها وابتعدت كأداء واجب، عاد سريعًا من شروده، حاول استعادة حالته الأولى لكن لم يستطع، غلب على ملامحه القهر والكسرة.

استطرد بابتسامة باهتة: إزيك يا عشق؟ ألف مبروك!

أومأت مجيبة: الله يبارك فيك!

- وناوية على إيه يا بت عمتي؟!

- ربنا يقدم اللي فيه الخير.

قالتها بجفاء، تابع: أنا شايف إنك تدخلي كلية التجارة، وأنا أساعدك في المذاكرة واشرحلك المحاسبة، طول عمري شاطر فيها، وممكن كمان أخليكِ تتعيني معايا في البنك، هه إيه رأيك؟

- لا طبعًا، مش عايزة أدخل تجارة، ما فكرتش فيها، أو بمعنى أصح مش هكتبها في رغباتي الأولى.

- ليه يعني؟ هو بكالوريوس التجارة حاجة وحشة!  ماانا أدامك أهو!

- ما قُلتش كده وما قصدتش، بس انا مش عايزة أدرس تجارة، إلا لو جت لي غصب عني هضطر أتحملها.

- ما أنا باقولك هساعدك.

- أكيد مش هدخلها لمجرد إنك هتساعدني وتذاكرلي وتجيبلي شغلة مضمونة بعد التخرج.

- إوعي تكوني ناوية على حاجة برة إسكندرية وتسافري وتغتربي!

قالها بلهجة يشوبها تهديد، فتابعت نبيلة مسرعة: لا طبعًا، ما عندناش بنات تسافر وتعيش لوحدها.

عقدت حاجبيها، ساد الغضب على ملامحها وصاحت: أنا ما جيبتش سيرة إغتراب برة إسكندرية يا ماما، ومع احترامي ليك يا ياسر، إنت بتأمر وتنهي بمناسبة إيه؟!

رمقها أباها لتسكت؛ فقد أحرجت ابن خالها بردها الثائر، وتابع: ما يصحش كده، وصوتك يوطى، هو بيطمن عليكِ ما جراش حاجة، ما هو زي أخوكِ الكبير.

لتأتي كلمات سيد بمادة كاوية لجراحه التي تسببها دائمًا ابنة عمته بتجاهلها له وردودها الجافة والحادة أحيانًا.

طأطأت رأسها بخجل ثم أهدرت بهدوء وعلى استحياء: أنا آسفة يا ياسر ماقصدتش، أنا بس عايزة أكون براحتي وأختار رغباتي بحريتي.

رفع عيناه مسرعًا عقب اعتذارها، من يكون هو لتعتذر له هذه السلطانة، هو لا شيء جانبها، لا يقبل لأحدهم أن يزجرها حتى ولو كان والدها، فتضطر لتخفض رأسها وتعتذر، فبادر بسرعة: لا لا يا عشق مش لدرجة إنك تعتذري، أنا بس قصدي أطمن عليكِ بس يمكن خانِّي التعبير.

أومأت بهدوء قائلة: ما جراش حاجة، أنا برضو اندفعت في ردي.

تدخلت نبيلة: تبقوا خالصين، خلاص بأه يا ولاد!

تابعت عشق: أنا كل الحكاية إني عايزة لما أدرس حاجة يكون فيه أدنى قدر من تقبل المجال اللي هدرسه، مش عشان خاطر حد.

تحدث سيد: خلاص بأه، يبقى خلاصة الكلام إنك يا بنتي هتدرسي اللي انتِ عايزاه بس من غير سفر وغربة، لو ضروري يبقى حاجة تروحي وتيجي عليها من غير إقامة، ودي حاولي تستبعديها عشان ما تتعبيش من كتر الإرهاق.

أومأت عشق مؤيدة كلام أبيها، أكمل سيد ملتفتًا إلى ياسر: وانت يا بني عامل ايه في شغلك؟

أومأ مجيبًا: الحمد لله بخير يا عمي، الأمور ماشية تمام، حتى اتعرفت على مقاول واتصاحبنا وناويت أدخل مجال المقاولات مع شغل البنك، اديته مبلغ كده يشغلهم لي.

قال سيد: بس الحاجات دي يا بني بتحتاج راس مال كبير.

- إحنا اتفقنا أدخل معاه بأي نسبة حتى ولو بسيطة، أنا دخلت معاه باللي معايا على شوية مساعدة من بابا وهيكون لي دور كامل إن شاء الله بعد ما تتبنى، لما يتباع هيكون فيه مكسب كبير إن شاء الله، شغل المقاولات له مستقبل هايل واديني بجرب ولو مِشِي الحال نعيدها لحد ما نكبر.

اتسعت ابتسامة نبيلة وأهدرت: وماله يا حبيبي! الرزق الشباب، ربنا يوقفلك ولاد الحلال! وممكن تاخدلك شقة من الدور ده إن شاء الله!

أجاب بابتسامة وعيناه تلاحق عشق: لا يا عمتي، أنا جبت شقة في حتة تانية، شقة كبيرة تلات أوض وصالة كبيرة تاخد انتريه كبير وسفرة كبيرة تمن كراسي كمان و...

قاطع استرسال حديثه وقوف عشق، فتوقف عن الكلام وأومأ بتساؤل، فأهدرت: عن إذنكم، بس محتاجة أدخل أرتاح شوية؛ لفيت كتير مع صحباتي بعد ما جبنا الشهادة، ومن ساعة ما جيت وكل شوية ناس تيجي تبارك، انت مش غريب طبعًا والبيت بيتك...

وما أن تحركت بضع خطوات حتى استوقفتها أمها قائلة: طب إدخلي اعملي لابن خالك الكورونا الساقعة اللي بيحبها.

فنظرت إليها عشق بغيظ جآزّة على أسنانها، لكن قد قطع كل هذا الموقف وقوف ياسر قائلًا: سبيها ترتاح يا عمتو، أنا كمان هستأذن أنا استأذنت بدري عشان آجي أطمن على عشق وأباركلها.

فأردفت نبيلة: وده ينفع برضو! لازم تقعد تتغدى معانا، اقعد مع عمك سيد وهندخل إحنا نجهز الغدا.

أومأ رافضًا وتابع: معلش يا عمتو خليها فرصة تانية، عشان كمان أروح أطمن بابا وماما.

قالت نبيلة: هم اتصلوا واطمنوا وباركوا كمان، وهيجوا بكرة يباركولنا هنا.

- هشوف ظروفي واحاول آجي معاهم، ألف مبروك يا بنت عمتي.

ابتسمت قائلة: الله يبارك فيك يا ياسر، ألف شكر لتعبك ولاهتمامك، سلملي على خالو وطنط ماجدة كتير لحد ما أشوفهم بكرة إن شاء الله!

أومأ وانسحب بهدوء، وما أن انصرف حتى...

Noonazad  💕💗💕

Continue Reading

You'll Also Like

451K 30.6K 40
انا السَيدُ جُيون ، السَيد الذي اُئتُمِنَ عَلى حَريمِ مَولاهُ و غَضَّ عَلى بَصرِه عَنهُنَّ سِواك ~ آمنتُ بِمقولَةٍ حَللها عَقليَ قَبل القَلب { مَن خَ...
Lelice By جيمي

Historical Fiction

40.8K 3.3K 35
علاقتنا علاقة زمن طويل روبي اعرفكِ منذ كنتي في الثامنه لقد غبت عنكِ كثيراً هل سوف تسامحيني لغيابي اثنتا عشر عام ؟ جيون جونكوك روبي ماكبرايد
409K 14.2K 55
بنت يتيمة الاب وتعيش مع امها واختها لي بعمر15سنه وعندها عمام ثنين الجبير حنون ورباها هيه واختها والثاني رجل لٱ يعرف الرحمه مو زين سكرجي اغلب اوقاته ب...
1.5M 45.8K 32
(ROMANTIC) JEON JUNGKOOK. KIM RIMASS. ••••• ~+18~ «هُو خَطِيئَة إِقَْترَفْـتُهَا، إِلاّ أَنّ فِتْنَته تُبِيحُهَا» _مَا نَقُومْ به مُـح...