سِيلا ✓

By Luna_Sierra

823K 60.4K 9.9K

سابقا، «لايكان ألبينو». 🎴 آلبينو 24/08/2018 ✓ 🎇 آلباستر 24/08/2019 ✓ 🌌 آسترايا 24/08/2021 ✓ More

المقدمة
-
•|الجزء الأوّل|•
|01|
|02|
|03|
|04|
|05|
|06|
|07|
|08|
|09|
|10|
|11|
|12|
|13|
|14|
|15|
|16|
|17|
|18|
|19|
|20|
|21|
|22|
•||الجزء الثاني||•
||01||
||02||
||03||
||04||
||05||
||06||
||07||
||08||
||09||
||10||
||11||
||12||
||13||
||14||
||16||
||17||
||18||
||19||
||20||
||21||
||22||
||23||
||24||
•|||الجزء الثالث|||•
|||01|||
|||02|||
|||03|||
|||04|||
|||05|||
|||06|||
|||07|||
|||08|||
|||09|||
|||10|||
|||11|||
|||12|||
|||13|||
الخاتمة

||15||

9K 697 65
By Luna_Sierra


«هل أنتِ بخير؟».
سألها لِيونار ما إن فتحت عينيها بعد أن لاحظ أنفاسها المضطربة.

«أظّن ذلك... حلم غريب فقط».
تفقدّت شعرها فوجدت أن طوله ما زال كسابقه -يصِل إلى منتصف ظهرها- وليس كما رأته في حلمها يتدلى على الأرض ويلفّ جسدها.

«هل حدث شيء لـ ميكا؟».
ضاق حاجباه في قلق لتُريحه بحركة من رسغها وتخبره أنها لم تره أصلا ما يعني أنه استيقظ على الأرجح.

بعد ذلك دخلت الحمام لتغتسل فأغراها لتقصير شعرها مِقص موضوع فوق المغسلة، نظرت لانعكاسها وتخيّلت شكلها الجديد لكن طرقا قويا على الباب أفزعها لوهلة.

«لا تفعلي ذلك!».
صدر صوت الطبيب من الجهة الأخرى فاستفسر منه الثعلب سبب صياحه ليأتي هو الآخر ويضرب الباب بطرق أقوى من السابق.

«إن قصصتِه سأشنقكِ ببقاياه!».
هددها سيزار ففتحت الباب تحمِل المِقص وتحدّق فيه بابتسامة سادية.

«سأقص لِسانكَ أفضل...».
ثم لاحقته حول الغرفة بينما صاح بهما لِيونار أن ينتبها حتى لا يجرحا نفسيهما.

واصلا شِجارهما الطفوليّ إلى أن تعثر الثعلب ووقع على السرير لتثِب سِيلا فوقه وتخنقه بيديها -فقد أوقعت سلاحها سابقا-. وسط قهقهاتهم، التي كان سببها حصولهم أخيرا على قسط كافٍ من النوم، دخلت الأميرة ثيرسا لتجد اللايكان مع توأمِها في وضع مُريب.

«سموّ الأميرة...».
حيّاها الطبيب بإيماءة برأسه.

عند سماع حديثه، توقف الثنائيّ عن العبث ونظرا للدخلاء على جناحهم. أخذا كل وقتهما للانفصال والنهوض، فقط لاستفزاز سموّها.

«الساحرة هيوغي تحمِل رسالة لكم مِن سيلين».
تكلّمت ثيرسا بجفاء فتقدمت من خلفها نفس الساحرة التي كانت في حاشية الملك سابقا وأحنت رأسها لهم.

«قوى الآلبستارز تضاعفت وقد تلفِت النظر إليهم أكثر، سيلين تأمركم بالبحث عنهم أسرع».
نقلت هيوغي الرسالة بنبرة جامِدة.

«نحن على عِلم بذلك».
أجابها سيزار ومد ذراعه التي التفّت حولها نار بيضاء كثعبان نحيل.

انحنت الساحرة مجددا وهمّت بالمغادرة فلحقتها سيلا لتستطلع منها خبرا عن توأم روحها. هل ما زال يُعاني في غيبوبته؟ هل استيقظ وبدأ البحث عنها؟ هل استيقظ وتزوّج فيولين بالفعل؟... كل تلك الفرضيات تقودها للجنون.

أخذت هيوغي منعطفا ثم وقفت تحت ضوء الشمس الداخل من النافذة العالية المزخرفة واستدارت لتُحدّق بنظرات غير مفهومة في اللايكان الواقفة في الظلّ.

«لا يجب على النجوم أن تختلط بالظلام...».
تحدّثت بنبرة غريبة وأخفضت عينيها إلى نقطة ما.

«ماذا؟... أردتُ فقط أن أسألكِ إن كان ملك اللايكان قد استيقظ من غيبوبته».
ردّت سِيلا مُحتارة من كلامها.

لم تتغيّر نظرات الساحرة وطالت كثيرا حتى توتّرت اللايكان وانكمشت يدها على طرف ثوبها.

«إنه مستيقظ...».
نطقت أخيرا وسارت بخطوات لا تكاد تُصدر صوتا على الرخام.

بينما بقيت سيلا تنظر إلى ظهرها غير مصدّقة ما سمعته وكادت تقفز لتعود لجناحها لولا الألم الذي صدر من جرحها. لكنها انتبهت لضوء برز من كتف إلى عنق هيوغي ثم تحرّك واختفى في شعرها ؛ بدا مألوفا لدرجة أنه جعل قشعريرة تسري في جسدها.

زفرت نفسا متقطّعا ثم مشت بحذر حتى لا تؤذي نفسها مجددا واختارت أن تؤجل علاجها إلى حين عودتها إلى قصر اللايكان، فلا مجال للثقة بالثعالب كما أخبرهم سيزار، ولامت ما رأته على مخيّلتها.

داخل الجناح الذي يمكثون فيه، كانت ثيرسا تُحدّق بتعجّب في نار توأمها فريدة اللون.

«تُريدين لمسها؟».
تحدث سيزار ببراءة مصطنعة يمدّ يده نحوها كدعوة.

قاومت الأميرة نفسها وسارعت في المغادرة قبل أن يُغريها لحرق القصر بأكمله ثم دفنِه في رماده.

«لم تقُل لا...».
علّقت سِيلا لدى انضمامها لهم فضحِك الثعلب ببرود.

«افتح الخريطة لنرى محطتنا القادمة».
لم يكن الثعلب مهتما بذلك بقدر رغبته في الخروج من مملكة الثعالِب الناريّة.

لِيونار كان قد قرأ أفكاره بالفعل ووضع الخريطة على الطاولة ليتتبّعوا النقاط المضيئة عليها؛ أغلبها تجمّعت في مملكة اللايكان أو كانت متّجهة نحوها لذا تلك إشارة جيدة.

«مهلا، لِم تُضيء هذه بسرعة؟».
انتبهت سيلا لنقطة تتوهج أسرع من البقيّة، وموقعها قريب من المملكة.

«لا أدري، سيلين لَم تُعطِنا دليل استعمال لهذا الشيء».
رد سيزار وحاول حملَها لكنها أشعرته بضعف شديد كما لو أنه عاد لما قبل الخسوف الثاني.

«ولِم أصبحتْ تُضعفني أكثر من ذي قبل؟».
وأبعد يديه عنها ينفضهما للتخلص من ذلك الشعور.

«ربما لأنك كنت ضعيفا بالفعل فلم تشعر بتأثيرها الكامل...».
أجابه لِيونار، وتجنب لمسها هو أيضا.

للحظات راقبوا تلك النقطة الغريبة حتى انطفأ ضوءُها تماما وطال هدوءهم.

«هل مات آلبستار؟».
سألت سِيلا بخوف فكان صمتهما جوابها.

----

منذ بضعة أيام، بدأت ڤاليرا والمجموعة التي أنقذتها من الصيّادين رحلتهم نحو مملكة اللايكان؛ والآن ها قد لاحت أمامهم غابتها العالية.

«لم يبقى أمامنا الكثير؛ سنمرّ عبر مدينة 'لَيبوات' ثم سنصل في اليوم التالي».
طمأنتهم ونظرت إلى آركاين الذي كان مركّزا طاقته في تكثيف الغطاء النباتيّ حولهم.

خطتهم السابقة في السير مع مجرى النهر باءت بالفشل عندما حدث الخسوف وجعل الآلبستارز بمثابة منارة لجذب الصيادين لهم. نجوا من هجومهم بأعجوبة بفضل قواهم الجديدة لكن ذلك يعني أن الصيادين سيعودون بأسلحة أسوء في المرة القادمة.

«أنتَ تنزِف...».
نطقت هيذر بصوت خافت لتوأمها فتفاجأ بوجودها بالقرب منه وتعثر فكاد يقع على وجهه.

الآن وقد امتلكت جميع قِواها كـ تيرايدا، لا شك في أنها توأم روحه، فجميع المشاعر التي سمع عنها من العامّة تُراوده وتُصيبه بالاضطراب الشديد.

«أ- أين؟».
سأل بعدما تدارك خطواته.

«أنفك...».
وأشارت لسيل الدماء الذي يكاد يُلامس شفتيه والذي لم يكن يشعر به بتاتا بسبب اِلتهائه بحمايتهم.

«اه، شكرا».
رفع كمّه ليمسحه وتجنّب النظر إليها خجلا.

حوارهما جذب انتباه ڤاليرا فتراجعت لتسير بجوارهما، في وسط مجموعتهم الصغيرة تلك.

«لقد أجهدْتَ نفسك؛ يمكنك التوقف، نكاد نصل لحدود المدينة».
صحيح أن قدراته هي ما يُبقيهم بأمان حتى تلك اللحظة، لكن الأميرة ليست مُستعدّة للمخاطرة بمراهق -ووريث مملكة التيرايدا- من أجل ذلك.

«لا بأس، أستطيع المواصلة».
تظاهر بالقوة ففضحه سيل جديد من الدماء.

«يُمكنني القيام بذلك بدلا عنه».
التفتت هيذر للأميرة وأرَتها قدراتها، بدت ثابتة بما يكفي لتُغطّيهم بقية الطريق لذا أجبرت آركاين على الاستراحة قبل أن يتأذى أكثر.

بضعة عشرات الأمتار وتبادرت إلى سمعهم ضوضاء المدينة وصوت العربات التي تدخُلها.

«سنجذب الانتباه إن دخلنا معا...».
نطقت ڤاليرا مشيرة لهيئتهم المريبة بسبب تغطية الآلبستارز لملامحهم.

«يمكننا أن ننفصل. ليدخل اثنان أو ثلاثة منا كل ساعة تقريبا ثم نلتقي في نُزل "العرِين الدافئ"، إنه في وسط المدينة».
اقترح أحد الفتيان، ذو الذيل الأبيض والأنف الصغير.

«حسنا. لننقسم ولتدخل أنتَ أولا حتى توجّهنا إلى النزل».
وبذلك بدأوا تنفيذ خطتهم وبقيت ڤاليرا والمستذئب سيڤان الأخيرين لتتأكد من دخول الجميع.

لكن لدى انضمامها إليهم، اكتشفت أن مُرشِدهم قد اختفى ولم يجده أيّ من البقيّة منذ تركهم قبل ساعات.

«كيف افترقتم؟».
سألتْ ڤاليرا الفتاة التي دخلت معه.

«كان بجانبي أمام باب النُزل، ظننتُ أننا خطونا داخله معا إلا أني لم أجده؛ حتى عندما بحثت قليلا في الشارع لا أثر له».
ردّت بنبرة قلِقة.

«هذه مدينة فصيلته، لا يُعقل أن يضيع فيها».
أضاف آركاين.

«نعم، لكن يُمكن أن يُختطف... سأذهب لتقفي أثره؛ ابقوا هنا، وفي حال وجود أي خطر، أعلِمني من خلال طير ما».
بعد موازنة الاحتمالات، خرجت ڤاليرا بتلك الخطة.

لديها أربعة مراهقين، أربعة من الآلبستارز لتحميهم وواحد مفقود لتُعيده. قد تبدو مهمة إيجاده تضييعا للوقت وتعريضا للبقية للخطر لكن إن سبقها إليه أحد جماعة جيزمون وتعرّف عليه أنه من سجنائهم السابقين، ستتعرض المدينة بأكملها للإبادة بحثا عن البقية ولن ينجو منهم أحد.

«سآتي معك».
تطوّع أمير التيرايدا بصوت مُنهك.

«أنت بالذات عليك الاستراحة، سآخذ سيڤان. هيذر، اعتني به!».
أشارت لتوأمِه فهزّت رأسها موافقة أما الذئب الصغير فرفع كتفيه عاليا في تكبر على الأمير ولحِق اللايكان ليُفيدها بحاسة شمّه.

كان اليوم يقترِب من نهايته لكن الشوارع لم تكن مضاءة جيدا، فسُكّان المدينة من السنّوريّات ورؤيتهم الليليّة جيدة بما يكفي حتى لا يحتاجوا فوانيس كثيرة.

بدآ بالتجول عشوائيا في السوق أملا في أن يلتقط أحدهما رائحته لكن مرّت بضعة ساعات وخلد الأغلب لبيوتهم ولم يظهر له أثر.

وفي طريق عودتهما لتفقّد البقيّة في النزل، لفتت انتباههما ضوضاء عالية من نُزل آخر كان أكثر فخامة وخاصا بالأشخاص الأثرى والأغنى. تبيّن لهما المصدر حين تلصصا من خلف أحد المنازل وراقبا رجلا ضخم البنية يرفع أحدهم عاليا ويرميه من نافذة الطابق الثاني.

رائحة الضحية كانت مألوفة، من فصيلة لَيبوات السنوريّة ؛ كان يُفترض أن يقع على قدميه وليس على ظهره دون حركة...

«سيڤان! قِف ورائي ولا تُصدِر أيّ صوت».
أمرته ڤاليرا وجعلت يدها على كتفه كي تتأكد من وجوده خلفها وعدم رؤيته لما يحدث.

في تلك الأثناء، قفز الرجل ولحِق بضحيّته يرفعه من شعره الأبيض ويهزّه كدمية بالية.

«من تظنّ نفسك حتى تتبع سموّها إلى هنا؟!».
صاح في وجهه بعدائية.

«توأم... روح... سموّها...».
أجابه بضعف فكان رد الآخر أن رماه بقوّة ليصطدم بعربة فارغة ويكسرها.

إذا لهذا انفصل عنهم. شهقت ڤاليرا ولعنت في همسة ثم نظرت حولها أملا في إيجاد حل أو معجزة، لكن العدد الهائل من الحرّاس الملكيين الذين أحاطوا المكان جعلها تتردد في القيام بأي خطوة.

«هراء! هل تتوقع مني تصديق هذا؟ مسخ شاحب هو توأم روح أميرة اللَيبات!؟».
صاح مجددا ولحق به مُبرِزا مخالبه.

وقبل أن تقوم ڤاليرا بأي رد فعل وتخطو نحوهما، غرز يده في صدر الفتى مُخرِجا قلبه بسهولة كمن يُخرج كرة من الماء.

صدرت صرخة هزّت المكان فالتفتت ڤاليرا سريعا لـ سيڤان تُسكِتُه إلا أنه لم يكن مُطلِقها، بل فتاة ركضت خارج النزل وشهدت آخر أنفاس ضحيّة أخيها.

لم تنتهي صرخاتها بل ازدادت حدة وبدأت تضرب يسار صدرها حتى أدْمته وهرع الرجل إلى جانبها يُحاول تهدئتها رفقة خدمها. لكن لا علاج لما أصابها، فقد قُتِل توأم روحها بينما اختبأت هي مُتجنّبة إياه.

تراجعت ڤاليرا بهدوء خوفًا من لفت انتباههم للآلبستار المصدوم الذي برفقتها ثم حملته وركضت إلى نُزلهم؛ ستُخرج الجميع من هناك حالا قبل أن ينتبهوا لهم وتفقد واحدا آخر منهم.

فيبدو أن جماعة جيزمون كانت أرحم من بني جنسه...

----

Continue Reading

You'll Also Like

2.9K 275 13
رَماد ...؟ رَكَضَت بِأقصى سُرعَتِها وَ الهواء المُتَجَمِد يَخرُج مِن فَمِها وَاصَلت الرَكض بَينما تَغلغَلت الدموع فيّ طَرفِ عَينيها قامَ بِفَتح باب...
56.1K 3.6K 34
هَلْ كُل ما نَراهُ في القِصص و رِوايات حَقيقي؟ انا فَتاة قَويةَ لا يَهُزُني شَيء و ذاتُ عَقلٍ لا بأسَ به، عَقلي لا يُصَدِقُ الخُرافاتْ.. لَكنَّهُ ببس...
14.6K 1K 18
هل ستعزفين على البيانو المظلم ؟ Cover by the enchanting : @aseel-l ♡. ( ملاحظة : تم تأليف الرواية سنة 2012 م ، و تم نشرها سنة 2015 م ، و تم الانتهاء...
18.7K 1.2K 18
في احدى الازمنه وداخل اقوى الممالك لذلك العالم قد تم إلقاء 《لعنه》! _ يقال في حالة ظهرة صاحبة الصندوق تختفي اللعنه!