أن يكَون شَجرة.

By nourwu

5K 683 1K

يشَعرُ بأستمرارٍ أنهُ ليسَ أنساناً بقدرِ ما هو شجرة. More

أن يَكونَ شَجرة.
مَـنسياً.
تَداخل.
تَعيسـة.
على الطاولةِ تَضخم الألم.
حزيناً أمام النهرِ الى الأبد.
تُزهر في فَمي.
روحٌ قَوية .
هذا الصيف لا يشبهُ أي صيفٍ آخر .
تَملكُ جناحين ولا تَعلم أين تطير .
لا عَناوينَ ضرويةً للأيام .
ليلةٌ خاليةٌ مِن النُعاس
رائحةُ خَشب الصَندل .

زهرةٌ نَبتت في وريدهِ .

235 41 92
By nourwu

شَعر أن الأشياء تَضحكُ في كل مكان وأن التَوهج والأشجار والدفئ هو كلُ ما يراه كان الصباحُ قد أنسَلخ الليلُ حل لكن لسببٍ ما كان يشعرُ بحرارةِ الشمس تتدفقُ في أوردتهِ الخَضراء

أرادَ أن يقولَ شيئاً لكنهُ شَعر أن صوتهُ ينزف
أرادَ تذكر شيءٍ نسيهُ للأبد

بيكيهون آفاق من أحد أحلامه الدافئة
وتذكر كلماتِ أختهِ
لسببٍ هو ما بكى

كانت دموعهُ تنسلُ من عينيهِ
بينما أنسل من سريرهِ كغصنٍ سلبتهُ الرياح من شَجره

كانت الأرض الخشبية باردة
كان البَرد يصل سريعاً لعظامهِ فينخرها
يخطو ببطئ كأنهُ مسكونٌ بأكثر من روح

العَتمة كانت تحيط زوايا البيت المغلف بالصمت
لمَح شاباً طويلاً مُمداً على الأريكة

كان تشانيول قد غط في نومهِ كرجلٍ مَيت
جَلس بيكهيون أمام الأريكة تأمل النائم هُناك
تأمل حتى كأنهُ غار عميقاً 

لمح في عنقهِ و تحت أذنهِ تماماً
وشماً ما
كان وشم لزهرة الخُزامى صَغيرة..أقول صغيرة..زهرةٌ صغيرة..أنها مُرعبة الزهور الصَغيرة.. تنمو وقد يمضي المَرء كل حياتهِ في تأملها .

أراد أنتزاع الزهرة وألصاقها بجسده
اراد ان يعرف ان كانت هُناك رائحةٌ لتلك الزهرة
أراد أن يضيء المكان ويعرف ما لون تلك الزهرة

دام صمتٌ بارد في المكان كل في عقل بيكهيون كان تلك العنق وتلك الزهرة في اللحظة التي قرر فيها الصًغير أنتزاع الزهرة سمعى صوت خطى ثَقيلة

"ماذا تَفعل ؟ "

تسلل صَوت شقيقهِ الأكبر الى الأذنهِ

في أذنهِ كانت ثمة غاباتٌ تعصف بها الرياح
لذا كان بيكهيون يميل للصمت لأنه يصغي لتلكَ الرياح غالباً
لكن هُبوبها كان يتوقف حين يسمعُ صوت شقيقهِ

" هُناك زهرة "

أجاب بعد صمتٍ مطبق مشيراً للوشم في عنق تشانيول

"أتريدها ؟ "
قال الأكبر بينما اكمل سَيره نحو المطبخ

"أجل أريدها "

رد بيكهيون بينما يلحقه

كانَ المنزل مُوحشاً كعادتهِ حتى الأشخاص الذين يدخلونهُ يكتسبُون صفة الُوحشة كل زاويةٍ فيهِ كانت تملكُ برودتهَا الخاصة

مَنزلٌ لا تستطيعُ الصراخ فيهِ كل طبقاتٍ صوتكَ تحت سطوةِ المكان

أخذَ الأكبرُ كأس ماء بينما صَار الأصغر واقفاً أمام النافذة هُناك خارج المنزل لَمح شخصاً جالساً على الرصيف أمام منزل السيدة وندي التي تمضي ليلتَها الاولى في مثواها الأخير

سَاورتهُ الشكوك قد لا يكون الجالسُ شخصاً لقد كان ثابتاً ومتأصلاً في مكانهِ تماماً كشجرة كأنهُ ولد هناك كأنهُ سيبقى هناك الى الأبد 

منَظر الشَخص على الرصيف في هذه الليلة المعتمة البَاردة كان منظراً شديد المأساوية ولكنهُ كان خلاباً وجميلاً يستحق التأمل
هذهِ حقيقة الحُزن
لا يمكن مطلقاً تجاهل سِحره

أخرجهُ من شرودهِ العميق صوت
"أعطني يدك "

نَظر لمصدر الصَوت كان شقيقه

في كل مَرة يسمع فيه صوت شقيقهِ كان بيكهيون يَشعُر بأنه يحب شيئاً ما لأول مرةٍ في حياتهِ مع أنهُ وطوال حياتهِ أحب أشياء كثيرة أشياء لا تعد .

مَد يدهُ النَحيلةَ لشقيقهِ في تلك اللحظة عندما تقاربت أيديهم لبعضها تسلل لبيكهيون ذات الدفئ الذي راودهُ في حلمهِ
كانت أيدي شقيقهِ بارده لكنهُ أحس بالدفئ

كالانهار الزرقاءِ في الأرض كانت عروق أيدي شقيقهِ مغروسةً تحت جلدهِ الأبيض

على ذاتِ الطاولة المُطلة جلسَا أمام بعضهما 

كان شقيقهُ الأكبر يمسك قلماً بيدهِ
كَشف بأصابعهِ عن وريد بيكيهون وهناك بدأ
بوضعِ خطوطٍ غامضة وداكنَةٍ بالنسبة للأصغر قد يقطع وريديِ بدفئ يديهِ الباردتين!!
  قد يقطعهُ بدفئ ذاك القَلم!!

هذا ما فكر بهِ الأصغر الذي عَاد لتأمل الشخص الجَالس على الرصيف كان منظراً يثير البكاء
حتى الصَمت المطبق كان يشبهُ الرثاء شبهاً كبيراً

مَر دقائق باردة حتى صدح صوتٌ خافتٌ في الأرجاء
خافتٌ كأنه المساء

"في ذاكَ الوقت..عندما هَربت الى الغَابة..كان علي ألا أعيدكَ أنا كنتُ نادماً لوقتٍ طويل كان علي أبقائكَ هُناك حيثُ تحب مع أشجار السرو 
في ذلك الوقت لم أكن افهم سَبب هربكَ منا من عائلتكَ
يبدو أنكَ أدركتَ قبلنا جميعاً أننا لم نكن معاً
طاول حياتي لم أشعر أننا معاً سوى في هذهِ اللحظة
لكن لو عاد الوقت كنت سأفعل الشيء ذاته كنت سأحتمل الم النَدم "

كانتَ أعينُ بيكهيون جاحظةً وقد طفقَ الدمع يخرجُ منها
كل دمعةٍ كانت ضخمةً كمحيط
كانت عيناهُ تتفجر دمعاً
كان كأنهُ تعرض لفجيعهٍ ولطاقة ذعُرٍ عظيمة
كانت الذكرياتُ  القديمة تعود كصفعةٍ لعظيمة لرأسه

كل كلمةٍ صدر من فم شفيقةٍ كانت كنيزكٍ ضَرب أرضاً محدثاً كوارثَ لا تعد

نظر لعينِ شقيقهِ تمكن لأولِ مرةٍمن رؤيةِ كمٍ هائلةٍ من الحنانِ الذي يثير الآسى

وضع شقيقهُ  القَلم على الطاولةِ وترك يد بيكهيون
مغادراً المكان

نظر الأصغر ليدهِ تحديداً مكان وريده وأبصَر هناكَ
رسمة لزهرة خزامى
في تلك اللحظة أحس بيكهيون لاول مرة في حياتهِ بثقل قلبه

تَذكر كلماتِ أختهِ
"ترعبني فكرة أنهُ ثمة ألمٌ لا أستطيع حمايتكَ منه "
لكنهُ في ذاتِ اللحظةِ أدركَ أنه نسي صوتها تماماً

شيئاً فشيئاً تأملَ الزهرة النابتة في وريدهِ تعالت شهقاتهُ
لم يكن هناكَ سببٌ واحد يدعوهُ لتوقف عن البكاء

آفاق تشانيول للصوتِ الشهقاتِ أبصر بيكهيون جالساً على الأرض كقرفصاءٍ  وقد تقلص حجمهُ كان مَنظراً مزق نياق قلبهِ
لم يدري ما يفعل كان منظراً يثير الجَزغ
وقف هناكَ امامه تماماً
سامحاً للصغير بأكمال البكاء الجنائزي الذي أنتابه

كان الصَغير يردد بين شهقاتهِ
"زهرة نَب..نبتت في وريدي..زهرة"

-

اتمنى أن لا يكون الفصل مخيباً للآمال 

-

Continue Reading

You'll Also Like

170K 14.9K 167
قصص قصيره ولطيفه تحكي عن علاقة اخوه تجمع سبع فتيان لا تربطهم صلة دم او اي شي فقط جمعهم الحب الاخوي والعاطفة تجاه بعض تراه ترهم يحبوا بعض وتاره يتشاجو...
120K 2.6K 107
سلام عليكم.. بعد غياب فقصة #أحببت_رجلا رجعت برواية جديدة تحت طلب ديالكم قصة جديدة احداث متنوعة نايضة غيرة وتشوييق عقد كوميديا دراما مواااقف... #جن...
714K 17.6K 63
الكثير يتزوج بمن يحب ولكن ليس الجميع يتزوج بشخصا محبا كأحمد المنشاوي. حصلت علي المركز الاول عام 2022
208K 9.5K 28
Bart2