خطف قلبى

By meromerom

430K 8.3K 263

الكاتبه مروه ممدوح بدأ الأمر كانتقام .. خطفها ... اذلها جمع كل المتناقضات القسوه و الحنان .. الكره و الحب حول... More

١
٢
٣
٤
٥
٦
٧
٨
٩
١٠
١١
١٢
١٣
١٥
١٦
١٧
١٨ و الاخير

١٤

12.8K 342 13
By meromerom

يقولون أن الحب نبتة ،خلقنا بها،
نرويها بمشاعر فطرية
نجابه كل ما يعرقل الطريق لسعادتنا
الكاملة مع من نحب ،
منا من يصل إليها بعد معاناه ،
و منا من تسحق مشاعره عراقيل
الحياة .

دلفت السكرتيرة لمكتب عبد الله و أعلنت : سالم بيه عايز يقابل حضرتك .
اضطرب و رعده اكتنفت كل جسده , ازدرد لعابه و هتف بصوت أبح : خليه يتفضل .
وقف عبد الله يستقبله و مد يده يصافحه : أهلاً سالم بيه .
نظر سالم ليد عبد الله الممدودة و تجاهلها و هتف بصوت ينذر بعاصفة وشيكة : انا مش فاهمك .. حقيقى مش فاهمك .. انت ليه ما نفذتش اللى اتفقنا عليه .. ليه أخليت باتفاقنا مع بعض .
اعترض عبد الله : بس أنا نفذته فعلاً .. و زى ما اتفقنا بالظبط ... خساره .. وخسرناه .. بنته و وجعناه فيها ... عايز ايه أكتر من كده
سالم : ههههههه ... انت طلعت حنين و أنا معرفش بقى ...الراجل سبتله حاجه يقدر يقف ويكمل
عليها ...و بنته وسيبتها ترجع ..لا ..و روحت اتجوزتها ... لا و إيه وطلعت أصيع من أبوها وخليتك تحبها وتنسى كل حاجه .
ضرب سطح المكتب في غضب و هتف: مراتى مسمحلكش تتكلم عنها بالطريقه دى .. أنا بحذرك.
لوح سالم بيديه في استهزاء : مراتك دى أنتى حر فيها تبلها وتشرب مايتها ...أنا بتكلم عن الراجل
اللى كان سبب في مووت أخويا .... و موت امك و أختك .. الراجل اللى نسيت تارك معاه علشان
قاطعه عبد الله : قلتلك .... مش هسسمح لك تهين مراتى ...انا نفذت اللى اتفقنا عليه أما تارى ده فيخصنى لوحدى ... محدش ليه يدخل في قراراتى ... و أنا شايف ان كده كفايه أوى ... كل واحد
منه للى خلقه رغم ..اننا كمان هنتحاسب معاه .
سالم في عدم تصديق : لا ... انا مش مصدق اللى بسمعه ... لا دا انت كمان ندمان على اللى عملته... تصدق انا نفسى أشووف مراتك دى اللى توبتك وخليتك تنسى تارك ... وتنسى اتفاقاتك
مع الرجاله ... الرجاله اللى مابتنسيهمش النسوان ... هما تارهم عند ميين .
عبد الله في ثورة : ملكش دعوه بمراتى ... فاهم .. انت ايه يا أخى مبتخفش من حساب ربنا ... نفذت اللى اتفقنا عليه ويا ريتنى ما سمعت كلامك ... أنا عمرى ما ندمت في حياتى على حاجه زى ما ندمت انى قابلتك ... انا بقيت بكره نفسى على الأذيه اللى اتسببت فيها للناس .
سالم : و أختك واللى جرالها بسبب الراجل ده .. مش أذيه... وأخويا و اللى حصله .. وحصل لغيره ... مش أذيه
عبد الله في انفعال : أذيه و أذيناه ... في ماله .. وفي بنته ... عايز ايه اكتر من كده .... عايز تموته
وتبقى مجرم زيه .... اذا كان ده اللى انت عايزه .... أنا آسف ... أنا مش مجرم ... انا هعيش عمرى كله أكفر عن ذنبى ..
ويا ريت ربنا يسامحنى ... والمسكينه اللى أذيناها تسامحنى .
صفق سالم بيديه و هتف : لا ... بجد برافو عليها ... انا لازم أشكرها بنفسى .. لازم أعرف ايه السر اللى فيها ... اللى خلى أبوها يتووب ... وخلك انت كمان تنسى تارك ... لا و مش بس كده
.... لا .. وتندم الندم ده كله ... بجد لازم أحييها وبنفسى .
تركه سالم و سار حتى باب المكتب .. أمسك قبضة الباب و قبل أن يغادر : اذا كنت انت نسيت ... أنا مش ناسى ... ومش هنسى ..أنا اديتلك فرصه .. اتجوزتها و عالجتها أظن انا كده عملت اللى عليا ... متزعلش من اللى جاى
بقى .
وخرج و تركه يرافقه اثنان
الوجوم و القلق
ارتمى على الكرسي خلف مكتبه و هو يشعر بالقلق يتآكل قلبه .. من الواضح أن سالم لن يتواني عن تنفيذ انتقامه مهما حدث .. غلي قلبه خوفاعليها من مجهول يترصدها .. يتوارى خلف أجمة

الحقد الدفين .. آه لو يستطيع الكشف عنه .. ليتخلص منه للأبد .
أمسك هاتفه و ...
_ ألو .. حبيبي إزيك
حاول أن يخفي المشاعر القلقه التي تموج بداخله : أنا تمام الحمد لله .. إنتي كويسة يا حبيبتي ؟!
ضحكت ريناد و نظرت حولها قبل ان تهمس : وحشتني على فكرة .
ابتسم : و انتي كمان يا قلبي وحشتيني جدااا .
سمع صوت سلمى تهتف بالقرب من ريناد ليصله صوتها : هييييييح .. خلاص يا عم ... كلها ساعتين و تروحلك..... اوعدنا يا رب .
ضحك عبد الله : اهو القر ده اللى جايبنا ورا .
عبد الله : رينو ... خدى بالك من نفسك ... ماشى .
بعث لها بقبلة عبر الهاتف و غمغم : .. بحبك .. لا اله الا الله .
ريناد : وأنا كمان ... محمد رسول الله .
أغلقت ريناد الهاتف و خبطت سلمى على ذراعها : ايه ده ... هو مفيش احترام خالص .. واحد بيكلم مراته إيه الحقد بتاع الناس ده يا ربي ..طب والله القول لمروان يشوفله حل معاكى ... يا
معدومة الهيييح انتي .
ظهر مروان في تلك اللحظة ليجلس بالقرب من سلمى و يتساءل : سامع حد بيجيب ف سيرتي .. ماله مروان ؟!
بصت سلمى لريناد نظره تحذير : مروان سالم ... حبيبى وخطيبى.. لازم نجيب سيرته .. بالخير طبعا مش كده يا رينو .
ضحكت ريناد و بادلتها سلمى الضحكات فنظر لهم و تنهد : هو ... انا هعرف آمد معاكو حق ولا
باطل .. أنا اللى غلطان أصلاً اني حبيت واحده بتحب صاحبتها اكتر منى .... يالا أعمل ايه بحبها
سلمى : و أنا بمووت في حبيبى اللى بيفهم ويقدر ..المهم أنا ميته من الجوع هتغدينا ايه النهارده .
مروان : عايزه تاكلى ايه يا ريناد ... اللى انتو عايزينه أنا معاكو .
وقفت ريناد : لا .... ميرسى ... انا هروح بيتنا ... أتغدى مع جوزى حبيبي ... انت بقى استفرد باللمضه دى ... وقلها كلمتين حلوين ... خليها تبطل حقد على الناس ... يالا سلااام .
مروان : ايه ده ... انتى بتشتكينى لصاحبتك يا سلمى ...طووويب يا سلمى .
بمجرد أن خرجت ريناد من باب الكلية و قبل أن تتوجه لسيارتها ..
" ريناد .. مدام ريناد "
اتسعت عينا ريناد في ذهول و هتفت " انت ؟! .. انت جيت هنا ازاي "
**************************
وقفت ميرنا حائرة لا تدري كيف طاوعته .. كيف استطاع أن يقنعها بالمجيء لبيته .. نظرت حولها
في توجس .. لم يكن أحد غيرهما في الشقة ؛ ابتلعت لعابها في وجل و همست : امال فين الناس
اللي قلت هيستنونا .. مفيش حد هنا غيرنا .
اقترب منها و همس : ايه يا ميرو .. انتي خايفه مني ولا إيه ؟!
ابتعدت باتجاه الباب مع اقترابه منها و همست بصوت مرتجف : لا يا عماد مينفعش .. مينفعش نقعد أنا و انت لوحدنا .. أنا لازم أمشي .
رن جرس الباب في تلك اللحظة فابتسم في ظفر : اهم جم اهم يا ستي .. عشان متقوليش اني
بكدب عليكي .. أو عايز أستفرد بيكي ولا حاجة
فتح الباب لعدة أصدقاء مشتركين من فتيات و شباب .. استمرت الحفلة حتى منتصف الليل تخللها
رقص و لهو و كل ما يذهب بالعقول .. اختلط هؤلاء بهؤلاء حتى لم يعد هناك من يملك السيطرة على عقله .
ما بين النوم و اليقظة حاولت السيطرة على إبقاء عينيها مفتوحتان .. حاولت التمسك بوعيها الذي لا تدري كيف فارقها و متى ؟!
هبت جالسة في ذعر و هي تكتشف أنها ترقد على فراش في غرفة لا تعرفها ؛ تحيط ذراعي أحدهم
بخصرها .
أبعدتها عنها في رعب و اشمئزاز كمن تلمسه حيه ؛ تبينت النائم بقربها فهتفت في انهيار : يا نهار اسود .. ايه اللي جابني هنا ؟!
اكتشفت انها لا ترتدي ثيابها كما الجسد الراقد بجانبها و انهمرت الدموع من عينيها بغزاره و هي
تشعر بأن السماء قد سقطت على رأسها .
نهضت تحاول أن تستر نفسها بأي شيء .. عيناها تجوبان المكان برؤية شبه منعدمه بفعل دموع تنهمر منهما دون توقف بحثا عن ملابسها ، و قلب يكاد أن يعلن توقفه عن العمل
.
ارتدتهم على عجل .. تعثرت في حقيبة يدها فسقطت و تبعثرت محتواياتها
انحنت لتلملم أشيائها في سرعة .. تريد الهرب من المكان كمن يهرب من الجحيم .. أمسكت بين يديها ورقة تحمل إمضائها .. ورقة أنهت بها عهدها كفتاة .. ورقة جعلتها أسيرته .. و لن تكفيها كل
دموع العالم لتنجيها مما هي فيه .
**********************
نظرت ريناد له في دهشة " انت ؟! .. انت جيت هنا إزاي ؟! "
طارق : وهو ممنوع آجى كليتى ولا ايه ؟
ارتبكت ريناد : لا أبدا مقصدش ... بس مستغربه لأني عرفت انك سافرت تكمل بره .
طارق : أنا فعلاً كان المفروض أسافر من أسبوع .. بس كان لسه فى أوراق مش كامله ... وده اللى أخرنى ... و يمكن من حظى علشان أشوفك .
ريناد : أنا مبسوطه انى قدرت أشوفك قبل ما تسافر ...وكنت عايزه .... عايزه ...
طارق : عايزه اييه .. تعتذريلى ؟! .... آسف اتأخرتى كتيير قوى .
ريناد في أسف : آسفه يا طارق ... بس والله كان غصب عنى ..كل حاجه حصلت بسرعه .. وملحقتش أفهمك .
طارق : بصيلى ... وهاتي عنيكي في عنيني .. وقوليلى علشان أرتاح .
اشاحت بوجهها : طارق .. أنا ...
وضع كفه على خدها و ادار رأسها لتنظر إليه : انتى كنتى بتعرفيه .. وكدبت عليا .. كنت هتتخطبى ليا من غير ما تقوليلي ان فى حد ف حياتك

لم يستطع عبد الله الإنتظار ليراها في المنزل .. منذ أصبحت تحمل جنينه صار يخاف عليها أكثر ..
لا لأنه يريده لا .. فموقفه منه و إحساسه به لم يتغير .. انه يخاف اكثر لأنها صارت أضعف .. أكثر هشاشة من ذي قبل .. و هو صار يهواها أكثر من ذي قبل أيضا
ربما هذا هو الفرق بين الأم و الأب ..
فالأم تعشق جنينها منذ لحظة تكوينه ..
أما الأب فيستغرقه الأمر تسعة أشهر كاملة
قبل أن ينبض قلبه لطفل خلق منه و ربما اكثر .
قرر الذهاب إليها .. سيحاول قدر المستطاع ألا يتركها وحدها ؛ خاصة بعد زيارة سالم له قد يفعل أي شيء .
كان يغلق باب سيارته عندما رآهما .. هذا الطارق يضع يده عليها .. يلمس براحته وجهها .. ينظر في عينيها بنظرة أشعلت النيران بجسده كله .
طارق : جاوبينى
أبعدت يده عن وجهها و أنكرت : لا مكنتش أعرفه ... مكنتش قابلته لسه .. والله .
طارق : بتحبيه ؟!

و قبل أن تجيب ريناد .. هب عبد الله كالإعصار .. جذبها من يدها في عنف .. و سار بها مبتعدا
عن طارق الذي نظر إليه في ذهول
و هتف : استنى ... انت بتعمل ايه .. بالراحه عليها
وقف بعد ان أوشك على الوصول للسيارة .. استدار ببطء لينظر له في جمود : نعم ؟! .... بتقول حاجه حضرتك .
طارق : بقولك .. بالراحه عليها ... ده مش أسلوب متحضر على فكرة .
ترك معصمها ، و التهم الأمتار القليلة التي تفصل بينهما و نظر له في نظرة نارية .
عبد الله : حضرتك .. هتعرفنى اتعامل ازاى مع مراتى .. لا شكرا
..... خليك ف حالك .
طارق : وايه الأسلوب اللى بتكلمنى بيه ده ... مش من حقك على فكره تعمل كده لا معايا ولا معاها
.
زم عبد الله شفتيه بغيظ : أاااااه .. انت عايز تتربى بقى .
اندفع باتجاهه و أحكم قبضتيه علي ملبسة يجذبه و يهزه في عنف .
نظرت ريناد
حولها في ذعر و قد بدأ الناس بالتجمهر و اتجه إليهم حرس الجامعة أيضا .. هرولت باتجاههما .

أمسكت ذراع عبد الله تجذبه بعيدا : عبد الله ... كفايه عشان خاطرى ... يالا نمشى من هنا .
لم يستجب لها كأنه لم يسمعها فهزته ليستجيب : عبد الله .... من فضلك ... الناس ابتدت تتلم علينا ... يالا عشان خاطرى .
نظر إليها و الذعر في عينيها جعله يحاول السيطرة علي مارد الغضب و الغيرة بداخله .. تركه و عاد
يجذبها من معصمها ليهروال مبتعدين عنه .
و قبل أن تبتعد هتفت : أنا آسفه يا طارق
ركل عبد الله إطار السيارة بغضب ، فتح لها الباب و بعد أن استقرت في المقعد الأمامي أغلق الباب في عنف و انطلق بالسيارة .
تشبثت ريناد بمقعدها و هو يسير بسرعة فائقة
هتفت في خوف : عبد الله .. هدى السرعه شويه .
لم يرد عليها و لم ينظر باتجاهها حتى فعادت تهتف : عبد الله .. هدي السرعة .. بليييز .
تجاهلها و نفس الملامح الغاضبة ترسم على وجهه أسوأ لوحه ممكن تخيلها .
صرخت : هو فى ايه ... انت بتعمل ليه كده ؟!
هتف دون أن ينظر لها : مش ده اللى بيحبك .. وكان عايز يتجوزك .
هتفت : ايوه .. بس ... ويحط ايده عليكى .
هتفت : عبدالله .. هدى السرعه .. لو سمحت .
استمر صراخه : لا و بتتأسفيله كمان .
ريناد : كان لازم أعتذر له ... كان المفروض أقوله ليه اختفيت بدون مبرر .. و رجعت متجوزه حد تانى .
الغضب بداخله يزيد ... كأتون تتصاعد نيرانه بالتدريج حتي أوشك على الإنفجار
صرخ عبدالله : وهو ميين أصلاً .. علشان تبرري ليه اى حاجه ... انتى عمرك وعدتيه بحاجه .. عمرك وافقتى على مشاعره ناحيتك .. انطقى .
وضعت يدها على ذراعه تحاول تهدئته : اهدى بس علشان نعرف نتكلم
خبط مقود السيارة في غضب و نظر لها بعينين يتطاير منهما الشرر.
عبدالله : اهدى اييه .. انتى شايفانى مجنوون .
صمت عندما رأى الذعر على وجهها .. شيء ما أمامها أرعبها .. نظر للجهة التي تنظر إليها فرأى
سيارة تأتي من اإلتجاه المعاكس .. حاول تفاديها و لكنه لم يستطع .. و اصطدمت السيارتان في عنف .
شعر بسائل لزج دافيء يسيل على وجنتيه .. شعر بالدوار و بغشاوة أمام عينيه .. حارب ليبقي عينيه مفتوحتان .
نظر باتجاهها و تساءل : ريناد انتي كويسه ؟!
لم يجد ردا لسؤاله نظر باتجاهها و رأى الدم يسيل من جرح في رأسها و هي لا تتحرك فهتف : رينااااد .
حاول التحرك إلا أن الدنيا غامت أمام عينيه و لم يلبث أن غاب عن الوعي هو الآخر .
فتح عبدالله عينيه و هتف '' ريناد ''
حاول النهوض إلا ان الطبيب أعاده للوراء : أستاذ .. عبدالله ..ممكن ترتاح لو سمحت.. الحركه مش كويسه علشانك .
نظر للطبيب في استنكار و حاول النهوض ثانية فصرخ من الألم هذه المرة .
الطبيب : استنى بس .. أنت عنيد ليه كده
عبداهلل : لازم أطمن على مراتى ... كانت معايا ... لازم أروح أشوفها .
الطبيب: انتى لسه مش مستوعب انكوا عملتوا حادثه .. والحمد لله نجيتوا من الموت بأعجوبه .. مش هتقدر تروح في أى حته .. انت ايدك و رجلك الشمال مكسورين ... ده غير الارتجاج اللى فى المخ ... يعنى لازم ترتاح و ما تتحركش .
عبدالله : لازم أقوم .. مراتى لازم أشوفها .. و أطمن عليها ... ساعدنى .. لأنى كده كده هروح .
الطبيب : مراتك لسه ف العمليات مخرجتش .. بس هتبقى كويسه انشاء الله .
عبدالله : ايه اللى حصلها .. طمنى أرجوك .
الطبيب : مش عارف الحاله بالظبط بس أول ما تخرج من العمليات هآجى أطمنك ... دلوقتى انت اخدت حقنه مسكنه ... ومهدئ ... حاول تنام علشان جسمك يرتاح .. وانا هطمنك اول ما تخرج .. اوكى .
عبد الله : مش هقدر ارتاح غير لما اطمن عليها .
الطبيب : مش هتأخر عليك .
هتف عبد الله به قبل ان يغادر الغرفة : يا دكتور ... ريناد حامل .
الطبيب : تمام .. هبلغهم ما تقلقش .
وقف دكتور بهاء أمام مكتب الإستعلم ليسأل عن ريناد ما إذا كانت قد خرجت من العمليات أم لا .
تساءل : هاله .. قوليلى هى الحاله اللى جت مع جوزها من شويه في حادثه عربيه أخبارها ايه .. خرجت من العمليات ولا لسه .
تصفحت هالة الأوراق أمامها و هتفت :  للأسف يا دكتور الحاله توفت
هشام : لا حول ولا قوه إلا بالله ... دى كانت حامل ..وجوزها جوه في العنايه المركزه هيتجنن عليها
.
هاله : مع الأسف يا دكتور ... الحاله ماتت في العمليات ..
و الحاله التانيه كمان بين الحياه والموت .. لسه ف العمليات ..يعنى مريضك يا دكتور أكتر واحد
محظوظ فيهم .
هشام : طب ممكن تتصلو بأهلهم علشان يكونوا معاه .. و محدش يجيبله سيرة قبل 48 ساعة ..لأن عنده ارتجاج في المخ ... ده غير الكسور المضاعفه اللى في جسمه.. مش عايز الحاله تسوء أكتر
من كده .... ياريت تبلغى التمريض المسئول عن الحاله ... ممنوع يعرف ... اوكى ... واذا سأل قولوله انها في العنايه المركزه .. وانا هبلغه بنفسى .
هرولت سلمى ومعها والد ريناد ووقفا أمام مكتب الإستقبال و هتف أحمد : أنا أحمد زهران ... والد ريناد ... اللى جت مع جوزها ف حادثة العربية ... انا عايز أشوفهم من فضلك .
موظف الإستقبال : ثوانى هتصل بالدكتور المختص .
استقبلهم دكتور هشام أمام العناية المركزة حيث يرقد عبد الله .
سلمى في لهفة : دكتور ... هى ريناد وعبد الله كويسين عايزين نطمن عليهم من فضلك .. ممكن نشوفهم .
أخفض هشام عينيه في مواساه : أنا آسف ... مدام ريناد .. اتوفت .
صرخت سلمى : لاااا ... ريناد .... مستحيل
تابعه أحمد بعينين ازئغتين و أنفاس متلحقه .. لم ينطق و كأن ما سمعه أفقده النطق .. بدأت بشرته في الشحوب .. وضع يده على قلبه وسقط أمامهم .
سلمى : عمووووووو .
هشام : بسرعه خدوه دى أزمه قلبيه ... على الإنعاش بسرعه .
مسحت سلمى العبرات التي تسارعت على وجنتيها بل توقف .. لا تصدق أن صديقة عمرها ماتت ..
كيف لها أن تتخيل القادم من حياتها بدونها .. كيف ستحيا بلا ريناد .
هبت واقفة عندما رأته مقبل في اتجاهها ، استقبلته بشهقات بكاءها ارتعشت شفتاها فجذبها
لتستكين بين ذراعيه للحظات قبل أن تنفجر باكية من جديد هتفت من بين نشيجها: شفت يا مروان ايه اللى حصل ... ريناد .... ريناد يا مروان ..مش هشوفها تانى .... و عبد الله حالته خطيره .. والدكاتره مخبيين عليه علشان ما يتعبش أكتر ....وهو هيتجنن عايز يطمن عليها ... وعمووو جاتله
أزمه قلبيه وكان هيرووح فيها ... أنا كمان ... حاسه أنى همووت والله .. مش قادره أستحمل .

ربت على ظهرها مهدئا : اوعى تقولى كده بعد الشر عليكى .
سلمى : أنا لسه مش مستوعبه ... ريناد كانت لسه معانا من كام ساعه... مش هنشوفها تانى معقووول
مروان : اهدي يا حبيبتى ... ده قضاء الله .. ولازم نرضى بيه .... ربنا يصبرنا.... انتى شفتى عبد الله؟
هزت رأسها بالنفي : لا مش قادره ... مش هقدر أخبى عليه ..... هيبان عليا .. الدكاتره مانعين عنه الزياره لما يمر 48 ساعه علشان حالته ما تدهورش
مروان : ربنا يصبره و يصبرنا .
ابتعدت سلمى و نظرت له بعينين حمراوتان من البكاء : مروان ... انا عايزه أشوفها ... عايزه أشوف ريناد .
امتقع وجه مروان : بلاش يا سلمى .. مش هتقدرى تستحملى .
ترجته وهى بتبكى : علشان خاطرى ... أشوف صاحبه عمرى لأخر مره ... وخلييك معايا .
تردد : بس يا سلمى ...
هتفت في رجاء : عشان خاطري .. أرجووك .
مروان في استسلم : حاضر يا حبيبتى اللى يريحك .
ارتعدت فرائصها و هي تقف أمام باب المشرحة ؛ نظر لهم الطبيب و تساءل : جاهزين ؟!
َ
تشبثت بمروان تستمد منه القوة التي افتقر إليها أيضا  فريناد لم تكن صديقة حبيبته و حسب .. كانت صديقته هو أيضا و الموقف الذي هما فيه لا يحسدا عليه أبدا
احتضن مروان سلمى التي كانت تنتفض في خوف بالقرب منه
مروان : ايوه .
وقف كلهما أمام الجثة الراقدة علي احدى المحفات الخاصة بالموتي في منتصف حجرة كبيرة
تسري البرودة فيها فتجعلك تشعر بأن لوح من ثلج قابع في أسفل ظهرك فترتعد ولا تعلم هل السبب في برودة المكان أم الخوف من قاطني المكان .
رفع الطبيب الغطاء الذي كان يغطي وجه الجثة .. و من فورها تهاوت سلمى فاقدة للوعي وسط نظرات مروان الذاهلة

          ___________________
ارجوكوا التفاعل

Continue Reading

You'll Also Like

12.4M 248K 37
جميع الحقوق محفوظه للكاتبه آية يونس ... ممنوع النشر او الاقتباس الا بإذن الكاتبة آية يونس ... رواية بالعاميه المصرية يقال أن ....الجميلة يقع في غرام...
11M 238K 46
رومانسيه صعيديه المركز الاول في عشق علي الواتباد بتاريخ 2019/12/13 المركز الاول عائلي بتاريخ 2019/12/13 المركز الاول اثاره بتاريخ 2019/12/14 المركز...