٤

25.7K 513 6
                                    

قلوب تتهاوي من مرتفعات الحب الساحقة
على جانبي طريق مفروش بالورود البرية
التي رغم بهاءها و جمالها .. بالأشواك مروية
الحب قدر محتم علي قلووووب البشرية
قلوب تحلق في السماء و اخري تحيا و تمووت مدمية

أوقف عبد الله سيارته أمام الجامعة حيث ترددت ريناد قليل فى النزول
و لأول مره منذ ركبت معه تتطلع إليه و قالت فى امتنان : أنا مش عارفة أشكرك إزاي .. ميرسي انك وقفت جنبى و مسيبتنيش .
منحها إبتسامة خلابة شعرت معها بنبضات قلبها تتسارع كما لو انها ركضت عشرات الأميال دون توقف ..
غمغم : أنا معملتش حاجة أصلاً عشان تشكريني .
و نظر لها بعينين لا تمتان إلى ما يشعر به تجاهها بصله ؛ أو بالأحرى لما يفترض أن يشعر به تجاهها .. عينين تحملن شيئا لم يفهمه صاحبهما خفقان متزايد لقلبها ؛ و جفاف بحلقها ؛ حتي أنها ابتلعت
ريقها في صعوبة عندما همس : و هو فى حد يشوف الجمال ده كله و يسيبه لحظه واحدة .
ارتبكت و ارتجفت و نظرت أرضا فى حياء ؛ بحمرة خجل ادتها رونقا و جمال .
أغمض عينيه للحظات ليعيد لنفسه رشده الذي فقده للحظات .
صمت و شعرت هي بالإرتباك الشديد ؛ امتدت يدها لتفتح باب السيارة و ترجلت منها .
من المفترض أن تتركه ؛ و لكن قلبها يأبي أن يفعل هاتفا بها " أخيرا إلتقيته ؛ أخيرا وجدته "
أغلقت باب السيارة في بطء و إذا بها تهتف في لهفه " أستاذ عبد الله  .. أنا عيد ميلادي بعد يومين
.. يشرفني لو قدرت تيجي عشان أعرفك على بابي و أخليه يشكرك بنفسه
تنهد عبد الله  و ابتسم فى انتصار هاتفا لنفسه " أيوة بقى " ها قد وصلت لمبتغاي .
قال لها في خفوت : إذا كان سبب دعوتي لعيد ميلادك عشان تشكريني أو والدك يشكرني فأنا أخدت من الشكر ما فيه الكفايه و يمكن أكتر ما بستحق كمان .. أما إذا كان عشان عيد ميلادك و بس فأنا معنديش مانع طبعا .
ابتسمت ريناد ابتسامة أذابت قلبه و حولته إلى شيء هلمي لا يدري كيف يصنفه
و هتفت : عشان عيد ميلادي طبعا .. حد قال حاجه غير كده .
ضحك قائل : خلاص إذا كان كده ماشى .
ريناد : تمام .. هستناك يوم الخميس إن شاء الله .. فيلتنا فى المريوطية عنوانها .......
عبد اهلل : خلاص تمام .. أشوفك يوم الخميس .
ابتعدت ريناد عن السيارة بخطوات متباطئة يرغمها عليها قلبها الذي لم يتوقف عن عصيانه لأوامر عقلها الذي يجبرها على الإبتعاد و تبذل هي مجهودا بالغا لكى لا تلتفت إليه ثانيه و عند باب الجامعة أرغم قلبها كل جوارحها على الإذعان لما يريد فنظرت له بعينين حالمتين ؛ و ارتسمت على شفتيها ابتسامه خلابة و لوحت له مودعه كما لو كانت تودع حبيبها .
.. مررت سلمي يدها أمام عيني ريناد التي كانت تبدو كما لو أنها تنتمي لعالم آخر تعيشه فيه بكل جوارحها ؛ و عندما لم ترها ريناد
ضحكت و هتفت : انتي روحتي فين يا رينو .
ريناد : هااه .. إنتِ بتكلمينى يا لومي
سلمى فى مرح : لااا .. دا انتى حالتك صعبة أوى يا بنتي .
تلفتت سلمي حولها ثم همست في خبث : هاا .. مش هتحكيلي على المز اللي وصلك للجامعة
النهاردة ؛ و قابلتيه فين و إزاي .. عايزه أعرف كل حاجه و بالتفصيل الممل .
تنهدت ريناد في عمق و همست : سيبينى يا سلمى أبوس إيدك .. أنا أصلاً مش عارفة أتلم على نفسي من ساعتها .
سلمي : رغم إن الفضول هيقتلنى بس هسيبك تتلمي على نفسك الأول .
أشارت سلمى برأسها و قالت : رينو فوقي بقي يا قمر من التوهان أصل طارق وصل .
.........
ترجل عبد الله من سيارته أمام ڤيلا أنيقه .. استقبلته رائحة أشجار الليمون و اليوسفي التي تصطف
علي جانبي ممشى في تصميم هندسي أنيق ؛ لم يلحظ هذه المره أزهار الربيع التى بدأت تزدهر و تحول حديقة الفيلا إلي جنه مبهرة من ألوان متنوعة و رغم ذلك شديدة التناسق .
كان عقلة مشغول عن رؤية جمال ما يحيط به لإنشغاله بجمال من نوع آخر .. جمال لم يره من قبل ؛ أو ربما رآه و لكنه لم يسبق له أن شغله أو أخذ أى حيز من عقله كما يفعل الآن .. جمال من
خمسة حروف .. ريناد .
استقبلته على باب الفيلا فتاة فى العشرون من عمرها تحمل جمال ملائكي هادىء ؛ و عيون بنية
واسعة بلون البندق و بشره فاتحة صافية ؛ قصيرة القامة إلى حد ما ؛ فظهرت بجانب طول عبدالله 
الفارع كما لو كانت قزمة استقبلته بابتسامة واسعة و ملامح تنطق بالحبور

خطف قلبى Where stories live. Discover now