١٦

12.3K 329 5
                                    

اشتقت لك
لا تخبرني كم اشتقت لي فلقد توقفت عن التفكير بك
لم أعد أذكر أين التقينا، لم أعد أحصي كم التقيت بك
لم أعد أبحث عنك في عيون تشبه عينيك، لم أعد أبحث عنك
لم أعد أعرف كيف أحببتك و لا كيف عشقت احساسي بك
لم تعد تجلب ذكراك ابتساماتي لم أعد أهفو للقائي بك
لم تعد تملأ عقلي و لا يخفق بك قلبي لم أعد أحيا بكبعد بعدك ..بعد جرحك ..صرت أقسى ..صرت أكذب ..
لا تصدقني عندما أعلن اني لم أعد ..
أشتاق لك .

أخذ عماد يجول في غرفته بحنق فمنذ ذلك اليوم لم يرها و لم تجب على أي من اتصالاته ؛ تتجاهله

تماما مما يسبب له الغضب و الحنق ؛ لم يسبق لإحداهن ان فعلت معه ذلك كن يأتين راكعات تحت قدميه ليأخذ منهن ما يريد متعة و مال فضحاياه دوما كن َّثريات؛  .. تلك الفئة اللتي يكن
كثيرات المال ؛ لا يحظين برقابة من عائلتهن قليلات ؛ ينهل من عذب شبابهن و جمالهن حتى الملل و يتركهن للبحث عن ضحية أخرى .
و لكن ميرنا لم تكن كذلك ؛ لم تخف مثلهن من الفضيحة التي قد يتسبب لها بها ؛ حتى أنها لم تره و لو لمرة واحدة منذ تركته في تلك الليلة .. ترى هل يذهب هو إليها و يخبر أهلها بكل شيء .. هز رأسه في نفي و هتف بنفسه " يالك من أحمق .. انهم فاحشي الثراء و ذوي نفوذ .. قد يقتلوك و هي في النهاية ابنتهم .
عاد يهتف في حنق : تبا لك ..لماذا لا تستجيبي كالآخريات ؟!
طرق الباب و دخلت "ريم " أخته فأشاح بوجهه في ضيق : ايه اللي جابك دلوقتي يا ريم .. أنا مش فايقلك .
ارتسم الضيق على ملامحها و لكن العلاقة بينهما لم تكن وطيدة على أي حال .. لم يكن يهتم بها
او يسأل عنها إلا ليستغلها في الإيقاع بالفتيات و معرفة كل ما يريد عنهن .. لطالما حسدت تلك الحمقاء "ميرنا" على علقتها بأخيها .. كان صديق لها أكثر مما هو أخ و هذا ما لم يكن و لن يكون مع عمادأبدا .
همت بالمغادرة إلا أنه استوقفها : ريم .. ما شفتيش ميرنا .. بتيجي الجامعة ؟!
نظرت له في دهشة : ايه ده يا عماد !! .. انت متعرفش ؟! مش المفروض انكو أصحاب .
هوى قلبه بين قدميه : معرفش إيه ؟!
و منزلتش الجامعة من أسبوعين .
ريم : ميرنا تعبانه جدا
تساءل في تردد : و انتي .. روحتيلها تسألي عليها .. أو كلمتيها في التليفون .

هزت رأسها نفيا : اتصلت كذا مرة بس معرفتش أكلمها .. دايمابيقولوا أخدت الدواء و نامت .
شعر بالتوتر يجتاح معدته و أخذت الأفكار تجول في عقله محدثة جلبه من مخاوف لا تنتهي .. ترى ما الذي حدث ؟! .. و ما ذلك المرض الذي حبسها في المنزل أسبوعين لا تخرج و لا تتحدث مع أحدهم .
احتار ما هو المانع الذي يمنعها عنه و عن الخروج من المنزل .. انه مرض بالفعل .. مرض بالذل و الندم .. فيروس إلتقطته .. اسمه عماد .

نظر لها بأسى .. لا يدري ما أصابها .. بعد يومكانت تذبل أمامه يوما .. ماذا أصاب الوردة اليانعة خاصته .. كانت كما لو تم حرمانها من الماء و الهواء .
اقترب منها في تردد فلم يبدو أنها رأته أو شعرت به .. لم تعره اهتماما .
جلس بجانبها و تمتم : ميرو حبيبة قلبي .. سرحانه في إيه يا عمري ؟!
نظرت له و تنهدت في عمق ثم عادت تشيح بوجهها بعيداعنه من جديد دون أن تكلف نفسها عناء الرد عليه .
تلحقت الأفكار في رأسها ..
و هاجمتها الذنوب فأصابت قلبها في مقتل ، هي الملمة و هم أيضا
ملمون معها .. أعطوها أكثر مما تستحق فمنحتهم طعنة غادرة في رجولتهم و شرفهم .
في أسىهب واقفا .. يكاد يجن .. أخته لم تعد هي من عرفها .. لا يدري ما أصابها منذ فترة ليست بالقليلة .. و كأنما تم استبدالها بأخرى ..
فارقتها الحيوية و المرح اللتان تمتعت بهما دوما .. و رافقها الشرود و الحزن .
حتى هو و رغم قربه الشديد منها لم يستطع أن يحصل منها على ما يريح قلبه .
سالت دمعة من عينيها أطالت حبسها ؛ وضعت يديها على رأسها توقف الأفكار التي اودحمت في عقلها خشية أن تصل لمسامع اخيها .. ليس هيناعليها ان تخفي عنه ما يريحه لا لشيء إلا انه لن
يريحه أبدا .. بل على العكس .. لو علم بما أصابها سيرتكب جريمة .. تعلم هذا جيداو تثق به تمام الثقة .
لو علم بما فعله بها ذلك الحقير سيقتله .. و هي ليست على استعداد لخسارة أخيها .. كما أنها لن تحتمل أن تسقط من نظرة .. لن تحتمل هذا أبدا .
كانت في أضعف حالاتها ..
لم تكن تدري أن الحياة ستدير لها ظهرها بهذا الشكل
تشعر بأنها ملوثة .. استخدمها أحدهم كأداة لتحقيق غرائز مشينة .. و لقد ساعدته في ذلككانت لعبة في يده فعل بها ما يشاء وقتما شاء .. و تركها تكتوي بنيرانأحلام بعثرها هو في الهواء
لم يحبها .. لو أحبها ما فعل بها ما فعل
لم تحبه .. لو احبته لحافظت على نفسها من أجله و هاهي الآن ..
ذليلة .. منكسرة تبحث عن مساعده و لا تدريمن قد يعينها لإخراجها من مأزق غزلتهو أحكمت خيوطة بيديها .
*************
" رينو .. الهدية دي علشانك . "
نظرت ريناد لأبيها و ابتسمت : ميرسي يا بابي .. الورد يجنن .. و شيكولاته كمان

خطف قلبى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن