ماذا يحدث لنا عندما يخفق القلب
ترانا نفكر بنصف عقل ..
كل رد فعل منا يحدث دون وعي ..
دون إرادة .. يصير كل عقلك .. قلب
كل مشاعرك .. قلب .. كل ردود أفعالك .. قلب
فتحنو حين يقسو هو .. تعشق حين تكره هي
تغفر له ............... كل ذنب
ترانا حين نحب .. نفقد كل عقل .
فتهشم لألف قطعة ؛ أشار لحماة بأصبع الإتهامألقى عبد الله الموبايل أرضا : انت السبب .. ريناد بتضيع بسببك .. من الأول و هي اللي بتتحمل نتيجة أفعالك .. انت إيه يا أخي .. مفكرتش فيها و انت بتعمل كل البلوي دي
أحمد في إنكسار : قولى أنا المفروض أعمل ايه وانا أعمله .
عندما يتحول الغضب لمراجل تشتعل و تحرق كل ما يعترض طريقها ، لولا بقية من تعقل و كثيير من حب يمتلكه لابنة هذا الرجل كان سيكون مقصلته ؛ ليقتص منه كل ألم سببه لذلك الملاك الذي لا
ذنب له في تلك الحياة سوى أن ذلك الرجل أباها .
عبد الله في غضب : تاري أنا اتنازلت عنه علشان حبيت ريناد .. عشان رجعتني لنفسي اللي كنت قربت أنساها .. صالحتني على الدنيا اللي مكنتش بشوف منها غير سوادها .. ريناد كانت دعوة أمي ليَّ ... انما تارك مع سالم بيه لسه ما انتهاش وشكله مش هينتهى .. هو عايزك ميت َّ.. عايزك ما تقدرش تقف على رجليك تانى وتموت بحسرتك زى
ما حصل لأخوه ... و يا ريتك انت اللي بتدفع تمن أخطاءك .. ريناد هى اللى بتدفعها .
أحمد : مين سالم ومين أخوه .. انا مش فاهم حاجه .
هتفت سلمى باكيه : أنا مش فاهمة حاجة .. ريناد فين و ايه علقة انكل سالم بالموضوع .
تحول عبد الله ببصره إليها و قد التمع الدمع في عينيه و هتف في عدم فهم : انتي تعرفي سالم زهران ؟!
سلمى : أيوه .. ده أبو مروان خطيبي .
هتف في ذهول : مش معقول !!
شرح عبد الله : فاكر لما قلتلك انى اتنازلت عن تارى معاك لكن في تار تانى ... حسين زهران .. الأسم ده مش بيفكرك بحاجه .
الذنب يلتصق بالمرء علَّ الله يعفو و يسترأو يعاقب و يفضح .. و لقد عوقب أحمد بكل الطرق ..
ذنوبه التي طوقته و اعتصرته لا تلبث أن تطفو على السطح .. بدءاً بوفاة زوجة بمرض خبيث .. فأخرى تموت بلا ذنب مع ابن لم يره و لم يعترف به .. فجلدات بسياط على إبنه أبعدها عنخطاياه فعادت خطاياه تبحث عنها لتقتص منها فيموت قلبه كمدا و ألما.
صدم و امتقع وجهه و هو يغمغم في ذهول : حسين زهران !! .. حسين زهران ده هو اللى فوقني ..هو اللى خلانى أحس انى حيوان مبيرحمش ... الموضوع كان بيزنس في الأول ..وبعدين بقى منافسه ... اتحولت لعناد لحد ما خسر كل حاجه ... ولما عرفت انه مات فُقت و قررت أني مش هعمل حاجة تغضب ربنا تاني .
عبد الله : أخوه سالم زهران ... ما نساش بقى ليك انك قتلت أخوه كلمني من فتره وهددني علشان أكمل انتقامى و إلا ريناد هي اللى هتدفع التمن .. واهو حصل .
سلمى في لهفه : انكل سالم يبقى أبو خطيبي ... انا هكلم مروان و نروحله
أصلاً زمان مروان معاه دلوقتى ... يالا يا عمو نروحله .
تحرك عبد الله : و أنا هروح لريناد .. أنا عارف ممكن ألاقيها فين .و مضى كل منهم بطريق.. تفرقهما السبل و يجتمعون على حبها ؛
كان يتآكله القلق عليها .. مثل العادة .. فبقدر حبها الذي يغمره.. هناك أضعافه قلق و خوف .
لذلك القلق الذي يتزايد بداخله دون أدنى تفسير منطقي ،
تبا المفترض ألا يقلق فإن لم يجدها
فسلمى و مروان سيصلوا إليها إلا أن قلبه لا يصدقه .. يشعر في قرارة نفسه أن الأمور لن تمضي على ما يرام ....
و كان على حق .
**********
لم يسبق له أن ذاق الألم من قبل ؛ كم سمع عنه ممن ذاقو الحب و أشفق عليهم ؛ لم يكن يدري أن كلمتان فقط من شأنهما ان تقضيا عليه ..تذبحا قلبه .. تخنقا أنفاسه .. كلمتان هوتا بهراولة من حديد فوق أحلمه فتهشمت .. شعر بوخزات الألم التي اكتنفته فهز رأسه في عدم تصديق ؛ تراجع للوراء حتى اصطدم بباب الغرفة : ميرنا .. انتي بتقولي إيه ؟!!!
أخفت وجهها بين كفيها و أجهشت بالبكاء .. كانت المرة الأولى التي صرحت بها بما صار .. لا تدري لما .. و لماذا هو بالتحديد .. كان ذهولها لا يقل عنه .. و ندمت بمجرد أن تفوهت بما قالت .. ها هو قلب جديد ستحطمه بغباءها .
هتفت وسط دموعها : كنت فاكراك هتقدر تساعدني .. مقدرتش أقول لحد .. لا بابي ولا مروان ..
خُفت أكسرهم .. خُفت .... أتاريني أذيتك انت أول واحد .. أنا آسفة .. سامحني يا محمود .. لو .. لو لي .. معزة و لو صغيرة عندكسامحني .. انسى اللي قولتهولك .. و أنا هنسى اللي سمعته منك دلوقتي .. بس عشان خاطر ربنا سامحني .
أدارت له ظهرها و همست : روح يا محمود .. سيبني و امشي أنا .. قولتلك مبقاش ينفع .
أخفض رأسه في انكسار .. لم يحب سواها فطعنته طعنة نجلاء أزهقت روحه .. كسرته .. أي حبيبة تلك التي تفعل بنفسها و به ما فعلت ... أين كان عقلها ؟! .. كيف .. انها دميته .. حبيبته .. انها خاصته ولا تنتمي لسواه كيف .. كيف ؟!
خرج من غرفتها يجر أذيال الألم .. ينزف قلبه مع كل خطوة يخطوها مبتعدا
تطلعت للفراغ الذي كان يشغله منذ لحظات و تسابقت عبراتها و بدأت في النحيب .. شهقت في ألم و شعرت بثقل فوق صدرها يكتم أنفاسها .. دارت بها الحجرة و غشي عينيها السواد فسقطت مغشياً عليها.
" مبقاش ينفع !! "
" : يا ريتني فضلت صغيرة و فضلت كل مشاكلي عروسة اتكسرت و ولاد مش عايزيني ألعب معاهم و يضربهملي ميدو حبيبي . "
" أنا بحبك !! "
" أنا اتجوزت "
وضع كفيه على أذنيه لتتوقف الهمهات التي يتردد صداها في عقله فتلسع قلبه بسياط من وجع ..
اغرورقت عيناه بالدموع و صورتها ماثلة أمام عينيه ذليلة .. منكسرة .حبيبته .. دميته .. خاصته .. تحرك قلبه سيستمع إليها .. لن يقسو عليها .. سينسى لأنه يحب .. سيغفر لو أخطأت .. سيحنو حتى لو قست عليها الحياة .. لن يخذلها .. لقد ائتمنته على سرها .. سيبقى لها ميدو حبيبي .. حتى لو صارت هي حبيبة غيره .. سيساعدها في
مصابها أولاً .. حتى لو لزمه الأمر أن يبتعد ليداوي جراح انكساره و خيبة أمله فيها ثم بعد ذلكيغادر مصر كلها .
عاد إليها في سرعة و لسان حاله يقول : لن أكون أنا و الألم عليها .. سأساعدها ما استطعت .. سأبقى حماها كما كنت دوما
اندفع باتجاه الباب الذي لا يزال مفتوحاٌ .. هتف : ميرنا ..أنا ..
بتر عبارته و هو يراها قابعة على أرض الغرفة بلا حراك .. هرول باتجاهها اقترب منها ليجس نبضها ..
كانت شاحبة شحوب الموتى ؛ جابت عيناه الغرفة في يأس للعثور على ما يساعدها به ؛ حملها و أرقدها على فراشها .. اندفع باتجاه طاولة الزينة و اقترب بالعطر من أنفها .. دلك معصميها و عنقها بالعطر فبدأت بهمهمات باكية دون أن تفتح عينيها .
هزها : ميرنا .. فوقي يا ميرنا عشان خاطري .. متعمليش فيَّ كده
َّتساقطت العبرات من اويتي عينيها المغمضتان و بدأت تنتحب دون أن تعي ما تقول : بابي .. مروان أنا آسفه .. مكنش قصدي .. عماد .. انت حيوان .. ازاي تعمل معايا كده .. محموود سامحني أرجوك .
بدأت الدموع تتجمع في مقلتيه و يديه لا تزال تدلك معصميها تارة و تضغط عظمتي أنفها تارة أخرى : فوقي يا ميرنا .. فوقي قبل ما مروان ييجي و يشوفك كده .. فوقي عشان تفهميني ايه اللي حصل .. فوقي عشان أعرف الحيوان ده عمل فيكي إيه .. ميرنا عشان خاطري .
بدأت تفتح عينيها ببطء و بمجرد أن رأته بجانبها يمسك معصميها .. قريب منها بهذا الشكل
انتفضت جالسه مبتعدة عنه في ذعر .
فابتعد هو الآخر في ذهول : ميرنا !! .. اوعي يكون ...
لم يستطع أن يكمل .. ذلك الذعر الذي رآه في عينيها يخبره أنه أخذها عنوة .. زم شفتيه و ضم قبضتيه في تحفز .
اقترب قليل و هتف في تهديد : ميرنا .. انطقي إيه اللي حصل
انقبضت معدتها للذكرى فانتفضت مهرولة للحمام مفرغة ما في معدتها ؛ خانتها قدماها أثناء عودتها هم باسنادها إلا انها أشارت له باإلبتعاد : ما تلمسنيش .
اعتصر الألم قلبه فدميته كبرت قبل الأوان .. هناك من انتهكها .. آلمها .. أشعرها بالنفور حتى منه .
تابعها بعيناه و هي تترنح حتى جلست على طرف سريرها فهتف : ميرنا .. انتي كويسه ؟!
همت بالرد ..
"محمود .. ميرنا .. أنا لازم أمشي حالاً .. معلشي يا محمود ممكن تقعد مع ميرنا لحد ما أرجع .. بابا خرج و سلمى عايزاني في حاجة مهمه و صوتها مش مطمني .. أنا هخرج و مش هتأخر إن شاء الله . "
نظر محمود لميرنا و هتف : ما تقلقش يا مروان .. أنا هفضل معاها .. أنا هستناكي في الجنينة يا ميرنا .

أنت تقرأ
خطف قلبى
Romanceالكاتبه مروه ممدوح بدأ الأمر كانتقام .. خطفها ... اذلها جمع كل المتناقضات القسوه و الحنان .. الكره و الحب حوله الانتقام الى شيطان فقابل ملاك ذكره بأنه إنسان . كرهتك كما لم اكره احد من قبل . حملت لك و لكل ما يمت لكة بصله بغضا و حقدا لم اكن اعلم اننى...