٥

23.9K 500 3
                                    

أبكي .. أتألم على ذنب لم تقترفه يداي
و من يؤلمني .. أنت من ظننته موالي
تؤذيني رغم أن قلبك لم يدق لسواي
أنت من بيده موتي و بأمره محياي
الحياة ليست جنة بالورود مفروشة يا دنياي
كتب على كلينا الألم و في حبك أنا حبيسة سماي

انتشرت قوات البوليس في كل مكان بعد أن أيقن الجميع أن ريناد اختفت بالفعل .. جلست سلمي
فى أحد الأركان ، تبكي صديقتها في حرقة و تتمتم بإسمها بين الحين و الآخر ، و وقف أبويها بجانبها محاولين تهدئتها و مروان بالقرب منها محتضنا
كفها في مواساة ، متمتما : كل شيء
سيكون على ما يرام .
طارق أيضا كان يتجول في أرجاء الفيلا بعصبية بالغة ، متوتر ، خائف يكاد يجن من اختفاءها من بينهم دون أن يشعر بها أحدهم .
أما أحمد .. والد ريناد فقد كان بحالة مذرية ، تجمع ما بين الذهول و عدم التصديق و الرعب من دمصير لا يدريه أو خطر يحدق بابنته في تلك اللحظة.
خلع سترته و أزاح ربطة عنقة في اهمال ، فتح أذرة قميصه العلويه لشعور بالأصتناق يكتنفة.
بعيون زائغة نظر للضابط ليجيب عن سؤال لا يدري له إجابة بانفعال: قلتلك معرفش .. كنا بنطفي الشمع و الدنيا ضلمه و فجأه اختفت من وسطنا .
عاد الضابط يتساءل : مفيش مشاكل بينك و بينها .. يعني مفيش خلاف أو زعل يخليها تسيب البيت و تمشي بإرادتها .
أحمد في استنكار : مستحييل .. ريناد بنتي الوحيدة ، معنديش غيرها و لا هي ليها غيري .. مفيش أي مشاكل بينا .. و بعدين احنا كنا بنحتفل بعيد ميلادها 
الضابط : طب مش ممكن تكون مشيت بدافع الحب مثل .. بتحب حد و هربت معاه
أحمد : أبدا .. بنتي مفيش في حياتها حد .. و مستحيل تعمل كده .
و أشار بيده باتجاه طارق و عائلته : و بعدين ابن اللواء سعد الدين جمال .. ميلها .. و المفروض هيتقدملها قريب . الضابط :انت رجل أعمال كبير و أكيد عندك أعداء ، ممكن يكون حد عايز ينتقم منك مثل .. مفيش حد بتشك فيه ممكن يعمل كده .
فكر أحمد ان كان على الأعداء فهم كثر .. من قد يفعل هذا ؟ .. لا أدري .
أحمد : أنا .. أنا رجل أعمال ناجح و أكيد عندي أعداء كتير .. بس مقدرش أتهم حد .. معرفش حد ممكن يعمل كده .
الضابط : فى الفترة الأخيرة .. محستش بشىء مريب .. ماجالكش تهديد من حد .. أو تحذير مثل من أى نوع .. الأنسه ريناد محستش بحاجه أو قالتلك حاجه .
أحمد : أبدا .
شاهد الضابط الإجهاد على وجه أحمد فأشفق لحاله : خلاص .. هنكمل التحقيق بعدين .
و اتجه نحو سلمي التي كانت محمرة الوجه و العينين من البكاء
الضابط : ممكن تهدي لو سمحتي علشان أعرف أستفيد منك .. صاحبتك في خطر و انتى أكتر حد ممكن يساعدنا .
سلمى : بس أنا معرفش اى حاجه .. كل اللى اعرفه إن صاحبتى .. و اختى اختفت .. اختفت واحنا كلنا حواليها .
مسحت دموعها وحاولت أن تتماسك ...
الضابط : مش ممكن تكون مشيت بمزاجها .
سلمى :ريناد معندهاش اللى تهرب منه .. علشان تهرب .
الضابط : ما فيش زعل بينها وبين حد ؟!
سلمى : لل أبدا ..ريناد طيبه جدا .. مسالمة .. مافيش حد يعرفها مبيحبهاش .
الضابط : طيب في الفترة الأخيرة .. ما قالتلكيش اى حاجه .. ما حكيتش على أى شئ مريب شافته .. او سمعته .
كانت سترد بالنفي لولا أنها تذكرت شىء ما .. تذكرت يوم أن كانا في المول يوم ذهبتا لأبتياع مستلزمات الحفلة .. يومها ..
وقفت ريناد فجأة و تلفتت حولها مما أثار دهشة سلمى و سخريتها في نفس الوقت .
ضحكت سلمي : ايه يابنتي .. انتي بتدوري علي حاجة ولا ايه .. شكلك اتجننتي هههههه .
رنا : ههههه .. باين كده يا سلمى .. بقى عندي بارانويا .. حاسه انى متراقبه ههههه .
سلمى : ههههه ... اوعى تكونى هربانه من حاجه وتودينى فى داهية معاكى .
رنا : باين كده .. وبعدين لو روحت فى داهيه لازم تيجى معايا ..امال اصوات ازاى .. و بعدين أنا بخاف أقعد لوحدي ههههه .
انهارت سلمى من البكاء وهى تحكي للضابط على ما حدث ذلك اليوم .
نظرت لمروان و هتفت وسط دموعها : قالتلي لازم نروح سوا.. بس هي مشيت لوحدها
أخفت وجهها بيديها و بكت فى حرقة  خوفا على صديقه عمرها
و غمغمت : آسفة يا ريناد .. آسفة اني سبتك لوحدك .
جلس مروان بجانب سلمي و أحاط بذراعه كتفها ووجه كلمه للضابط : أرجوك .. كفاية كده ، انت
شايف ازاى هي مش متحمله .
الضابط : آخر سؤال .. امتى كان الموقف ده ؟!
.
سلمى : من يومين تقريبا
أحمد الذي كان غير بعيد عن هذا الحوار .. شعر بالإختناق و بدأ وجهه يتغير لونه ... .. أزاح ربطة عنقه تماما و حل أذرة قميصه العلوية في لهفه لعلها تخفف ما يشعر به من اختناق 
.... و هتف :ريناد بنتى اتخطفت ؟!
و سقط أمام أعينهم الذاهلة والمشفقة .
و آخر ما تناهي لمسامعه صراخ أحدهم : حد يطلب الإسعاف .
.................
نظر خلفه ليطمئن أنها لم تفق بعد و ان الأمور على ما يرام ؛ رقدت ريناد غائبة عن الوعي علي المقعد الخلفي للسيارة ؛ كانت لا تزال تحت تأثير المخدر .. للحظات تعلقت عيناه بها بدت كالجمال النائم .. أميرة في أسطورتها الخاصة .
نفض عنه تلك الأفكار و أخذ يحدث نفسه و يؤنبها بصوت عالي
قائل : فوق يا عبدالله .. مينفعش تشوفها غير عدوتك و بنت عدوك .
و تابع : افتكر كويس السبب .. الدافع اللي بيخليك تتخلى عن مبادئك
و  اللي اتربيت عليه .. افتكر تارك يا عبد الله
أخرجه صوت التليفون الخاص به من حديثه مع نفسه فالتقطه في سرعة
و أجاب محدثه : أنا خلاص على وصول .. كل حاجه جاهزه ؟!
أجابه محدثه بالإيجاب
فتابع عبدالله : تمام .. نص ساعة و هكون عندك .
و وقف بالسيارة أمام احدى الفيلات فى حي ... فى منطقة هادئة معظمها مباني تحت الإنشاء .
ترجل من السيارة الجيب و فتح الباب الخلفي للسيارة ؛ حمل ريناد التي لا تزال تحت تأثير المخدر
.
استقبله رجلان على باب الفيلا .. مفتولي العضلات .. لا يبدو علي سيماهم الخير .
اقترب أحدهما ليحمل ريناد قائل : عنك يا ريس .
رفض عبدالله : لأ .. أنا هدخلها .. انت خد العربية و اخفيها .. مش عايز ليها أى أثر .. مفهوم .
أدخلها عبدالله غرفة أٌعدت خصيصا من اجلها .. و من أجل ما هو قادم.
وضعها برفق علي الفراش .. نظر لها نظرة أخيرة و تعجب كيف بابنة قاتل أن تحمل ملمحها كل تلك البراءة .
و بدأ في تقييدها .. قيد يديها و قدميها بالفراش ذو الأعمدة المعدنية في إحكام .. و ضع عصابة علي عينيها أيضا.
و جال بنظرة في أرجاء الغرفة التي لا تحتوي علي أي منافذ .. و التي أعدت  مسبقا بحسب الخطه التي وضعها هو بإحكام لينفذ انتقامه
خرج من الغرفة بعد أن اطمئن أن كل شيء كما يريد هتف مخاطبا الرجل الذي كان ينتظر أوامره :  فين باقي الرجاله .
أجاب الرجل : كلنا موجودين .. و كل واحد في المكان اللي أنت حددته
و بينفذ المطلوب منه بالظبط .
_ تمام .. أنا عايز تعليماتي تتنفذ بالحرف .. طول ما أنا هنا .. أنا مسئول عنها .. ممنوع حد يقربلها
.. فاهميين .. هينفذ بس اللى اتفقنا عليه .. ممنوع حد فيكوا يتكلم معاها .. كل التعليمات تتنفذ بالحرف وإلا البنت هتقر عليكوا .. وتروحوا فى داهية .. مفهوم .
الرجال : مفهوم .. يا ريس .
شعر عبدالله بالمرارة و هؤلاء الرجال الذين يحمل كل منهم سابقة علي الأقل ينادونه" ريس " و كأنه رئيس لتشكيل عصابي .. شعر بالضيق .. فهو حامل شهادة عليا في الهندسة ؛ و لكن رغم ذلك صمم أكثر من الأخذ بثأره ؛ لابد له من أن يكمل ما بدأه .. لقد سبق السيف العزل على أي حال
يجب أن يتم كل شيء كما خطط له منذ أشهر طويلة و هتف لنفسه في تصميم " بعد ما أنفذ انتقامي هخليك تبكي بدل الدموع دم يا أحمد بيه ؛ هخليك تندم على كل غلطة غلطها فى حياتك ؛ هخليك تتمنى الموت عشان ترتاح و مش هتطوله .. هنفذ فيك دعوة كل واحد انت ظلمته . "
دخل الغرفة التي ترقد فيها ريناد تحت تأثير المخدر الذى شممها اياه قبل أن يحقنها بدواء مخدر
حتى تظل مخدرة حتى يصل للفيلا .

خطف قلبى Where stories live. Discover now