١٨ و الاخير

19.4K 474 28
                                    

إلتقينا غرباء ..
أو فلنقل أعداء ..
كرهتني فأحببتك ..
َّقسوت علي فبدلك حناني لشخص آخر ..
وجدت معك ما لم أحلم أن أجده ..
إلتقينا غرباء .. خطفتني ..
فخطفت قلبي

فتحت عينيها لتجد عيناه تتفقدها في لهفة ؛ لمحت بطرف عينيها " سيد " و هو يصوب المسدس

باتجاه عبد الله فاتسعت عيناها ذعرا و الرصاصة تنطلق لتصيبه في بطنه .
فتح عبد الله فمه و اتسعت عيناه في ذهول .
لحظة فارقة ..
لحظة قد تكون فارقة في حياتنا
و لحظة حتما تكون فارقة في مماتنا..
نولد في لحظة .. و نفارق الحياة في لحظة
ما بين تلك اللحظة و تلك .. يمضي في لحظةعمر .

مرت حياة عبد الله أمامه في لحظة أيضا ما بين لحظات حزينة و أخرى سعيدة ؛ و احتلت عيناه أسعدها على الإطلاق ..

تلك اللحظة التي تعلقت عيناه بها بفستان الزفاف الأبيض .. ملك يرتدي زي ملك .. تلك اللحظة أيضا كانت فارقة .. لحظتها أيقن أن قلبه لن يكرهها بعد تلك اللحظة .. أبدااا .
أغمض عينيه لتنحدر دمعة متألمة أبت أن تسكن عينيه ؛ و سقط .. سقط حلمها أرضا و بطنه تنزفبغزاره .
وضعت يدها على فمها من صدمة أخرستها و أوقفت قلبها .. حتى شهقت في ألم و صرخت : عبد الللللللللللله .

مرت ذكرياتها معه أيضا في لحظة.. سعادتها معه كانت بمقدار لحظة فقط لحظة .. كلا .. هي لم
تكتف منه و لن تكتفي .. هل اكتفى هو .. هل أحبته بما يكفي .. هل اخبرته انه حبيبها و مالك قلبها بما يكفي .. هل أخبرته أن كل العمر بجانبه لن يكفي .
هرولت باتجاهه و دموعها تسبقها و كأن كل دموع الكون تكفي ؛ جلست بجانبه ووضعت يديها على
بطنه لتوقف النزيف ما استطاعت و هي تهتف : عبد الله .. رد عليَّ .
نظر لهم " سيد " بذهول و كأنما منظر الدماء الحقيقية جعله يدرك بفزع جرم ما صار .. الدماء التي سالت بغزاره أنبأته انه هالك لا محالة .
نظر للمسدس في يده و ألقاه كالمفزوع و .. هرب و كأنما تطارده الشياطين
مسحت بيدها الأخرى على شعره في حنان : حبيبى ... اوعى تسيبنى
... الدنيا دى ما ينفعش تتعاش وانت مش فيها ... رد عليَّ يا عبد الله ..
عبودي أنا بحبك .
فتح عينيه ببطء و غمغم في ضعف : أنا مش قلتلك ... اني لو مت هكون مبسوط .. كفايه الحب
اللى انا شايفه ف عينيكي .. انا آسف يا ريناد .. انا اللى دخلتك اللعبة دي من الأول ... اتعذبت كتير قوى يا حبيبتى ... عمري ما هسامح نفسي .. سامحيني يا ريناد .
هزت رأسها في رفض : انت بتتكلم كده ليه و كأنك هتموت .. انت هتعيش على فكره .. انا مش هسمحلك تسيبنى لوحدى .. انت لو مت انا هقتلك .
تثاقل جفناه في ضعف : ريناد .. سامحينى .
صرخت به : لأ .. لو سيبتني مش هسامحك ابدا فاهم ... خليك معايا ..
حتى لو غصب عنك .. بصلي .. انت مش هتسيبني فاهم !!
تحسست جيوبه تبحث عن هاتفه و هتفت في يأس : هو فين الزفت ده .. الموبايل فين ؟!
همس عبد الله : انا كسرته .. خلاص يا ريناد ... سامحيني .. انا بحبك قوي ... عمري ما حبيت حد زيك ... انتي احلى حاجه حصلتلى ف حياتي .
بدأ يرتعش و همس : ريناد .. احضنيني جامد .. أنا بردان .. بردان قوي .

خطف قلبى Where stories live. Discover now