٩

24.8K 488 37
                                    

تسمحلي لما أحس ف يوم بخوف
جوه حضنك استخبى
تسمحلي أبكي، اسمحلي اشكي
اسمحلي ارمي جوه حضنك كل همي
تسمح تكونلي زي أمي
دايما و مهما مني تشوف
بكل حلوي ، وكل حاجه وحشه في
قلبها يساعني
اسمحلي اكونلك زي ضلك، نن عينك
نبض قلبك
اسمحلي أحبك
قوينى بيك

ترقرقت الدموع في عينيها و قالت : عبدالله .. ممكن أطلب منك طلب
عبدالله : اتفضلى .
ريناد : انا عايزاك تخطفنى من تانى .
نظر لها في دهشة و تساؤل : مش فاهم .. قصدك ايه .. يعنى ايه عايزانى أخطفك من تانى .
ريناد : انا عايزاك تودينى المكان اللى كنت فيه .
عبدالله : برده ليه .. فهمينى .. انتى عايزه تفتكرى الأيام دى ليه .. انتى حتى لسه بتجيلك كوابيس
على الأيام دى .. يبقى ليه تروحى من تانى .
ريناد : عايزاك تحبسنى فى الأوضه اللى بتكتم الأصوات وتكتفنى كمان لو لزم الأمر .. احبسنى ..
ومش عايزه أصعب عليك .. هتقدر تعمل كده .خفق قلبه في شدة و شعر بالألم يخالطة العجز و
غمغم : لا مش هقدر . نظر إليها بألم ؛ لم يكن يجرؤ على لومها و هو من أوصلها لذلك المكان ؛ هو من فعل بها هذا ؛ تحت عينيه و بأوامر منه .
عبد الله : انتى ليه بتعملي فيا كده .. عايزه تعذبيني صح .. بتنتقمي مني علشان اللى عملته معاكي .
أمسكت يده و نظرت في عينيه :: أبدا والله .. انا مش كده أبدا.
جذب يده من يدها و أشاح بوجهه : قصدك انك مش مجرمه زيي .. صح
.. بس انتى ما حصلكيش اللى حصلى .. انا كان عندى مبرراتىاللى تخلينى أعمل كده .. وكان  لازم أعمل كده .. ولو كنتى انتى واحده تانيه غيرك .. انا كنت
عملت أكتر من كده بكتيييير .
فهمت ريناد المعنى المخفي لكلماته ...
ريناد : قصدك ايه .. بأن لو كنت حد تانى .. مش فاهمه
ارتبك وقال : مقصدش حاجه .. انا بس مش فاهم بتعملى معايا كده ليه .. عايزه تعذبينى ؟!
.
ريناد : لأ ..طبعا
أراحت رأسها على صدره و غمغمت : أنا قررت أخف .. وعايزاك تساعدنى ولو بالقوه .
تفاجأ بقرارها .. هل تعلم كم ستتعذب لتحقق ما تريد ؟ .. هل تدري عن كم الألم الذي ستعانيه و يعانيه معها في سبيل تحقيق ذلك ؟
كم تحمل من متناقضات تلك الفتاة .. على الرغم من ضعفها شديدة القوة ؛ و بقدر ما تحمل من رقة تحمل بأس .
غمر حبها قلبه .. و كيف لا ؟! .. انها أروع من أي فتاة حلم بأن تكون حبيبته .. زاد تقديره لها و احترامه فطوقها بذراعيه و ابتسم لها في محبة و إشفاق من أيام لا يعلم عددها ستعاني فيها : انتي
متأكده ان ده هو اللي انتي عايزاه .
ريناد في حب : زى ما انا متأكده اني عايزه أفضل فى حضنك كده علطول .
تساءل في دهشة : ريناد .. انتى ... ؟!!!
احمرت وجنتاها خجل و لم تجب .
أمسك بذقنها فتعلقت عيونهم فعاد يتساءل : لأ .. لازم تردي .. عشان خاطري .. أصل مش معقول
تكوني بتحبيني .. أنا عذبتك كتير أوي .. خوفتك و وجعتك و عيشتك في رعب الكام يوم اللي خطفتك فيهم .. حتى كان ممكن ... لو مكنتش وصلت في الوقت المناسب و منعته عنك الحقير
ده .. كل اللي انتي فيه دلوقتي و اللي بتعانيه بسببي .
حاولت الهرب من عينيه إلا أنها لم تستطع فغمغمت بصوت خفيض : أكيد مجنونة .. مش كده .
نطق وجهه بالفرحة و هتف : لا مش معقول .. انتي أكيد مجنونة .
ريناد : طب انت حبيتنى ازاى وانا بنت الراجل اللى ليك ثأر عنده .
ابتسم بخبث : و مين قالك انى بحبك .
ضربته في صدره وقالت : بأه كده .. أنت رخم على فكره .
وضع يده على صدره و تأوه .
تمتمت : وجعتك يا حبيبي ؟
عبد الله بخبث : يا .. ايه ؟!
ضربته ثانية و هتفت : تستاهل تتوجع بقى .
أمسك يدها ووضعها على قلبه و همس بألم : ده أصلاً موجوع بسببك
نظرت إليه في عدم تصديق .. لقد أصاب حدسها ..لقد تحدت الجميع ضاربة بأراءهم و مخاوفهمعرض الحائط متبعة احساسها بأنه ليس كما يبدو .. لم تكن تدري أن السعادة قد تأتيها في صورة ألم وخوف و ذل .
حلمت به .. نعم حلمت أن تحب هذا الرجل .. أن يخفق قلبها له بهذا الشكل .. أن يحبها بتلك الطريقه
تعلم جيدا أن طريقهما طويل و وعِر . إلا أنه لو ظل معها منحها القوة بقلبه و حبه لها ستستطيع أن تفعل به المستحيل
تساءلت : عبد الله .. انت بتتكلم بجد.. بجد قلبك موجوع بسببي ..موجوع علشان بتحبنى .. ولا موجوع عشان صعبانه عليك ... ولا موجوع علشان اللى حاسه معايا دلوقتى..مش هيخليك تعرف تاخد تارك اللى قعدت تخططله كتير .
عبد الله : يمكن موجوع بسببهم كلهم ...
أخد نفس عميق و قال : و أكتر حاجه بتوجعنى دلوقتى ... انى بموووت وأنا شايفك خايفه و مرعوبه كل ما تنامى ..ومش عارف أعملك حاجه ..وبتوجع أكتر منك وانتى موجوعه ومش عارف أسكنلك
ألمك اللى كنت سبب فيه .. أنا .. مش عارف عملت كده ازاى أنا مش كده يا ريناد .. والله اللى
عمل فيكى كده كان واحد غيرى ..غير اللى عشت معاه تلاتين سنه .. مكنتش أعرف انى ممكن أكون وحش قوى كده .
وضعت يدها على فمه وقالت : اوعى تقول على نفسك كده .... عارف انا ليه قبلت اتجوزك ... رغم انى والله لو كان حد غيرك كان الموت عندى أهون .. أصل بابى وسلمى فكرونى مجنونه .
عبد الله : ليه؟!
ريناد : انا شفت جواك اللى كنت بتحاول تخبيه وقلتلهم .. انت مش شرير
... انت أذتنى وحمتنى فى نفس الوقت ...خسرت أبويا بس مأفلستوش .. حتى وانت بتاخد حقك
و بتنتقم كان عندك رحمة .. ولقتنى فجأه معجبه بيك .. و .......
سكتت و خجلت من المتابعة ..
أمسك الوسادة وضربها بها : وانتي اييه .. اعترفى بقى .
تملصت منه و جريت هاتفة في دلال : لأ .. مش هقوول .
جرى وراءها وهتف : مش هسيبك غير لما تعترفى .
ريناد وهى بتضحك : أنت بتحلم .
و لأنه أطول بكثيير استغل قصر قامتها و أمسكها في لحظات ؛ اقترب منها و هي تبتعد حتى الصق ظهرها الحائط أمسك بمعصميها و ثبتهما على الحائط ؛ نظر في عينيها و همس : انتى كنتى فين من
زمان ... ياريتنى كنت قابلتك قبل كده بسنتين بس . .... مش عارف انتى عملتى فيا ايه.... ريناد...... أنا بحبك ... بحبك قوى ... أكتر مما كنت أتصور أنى أحب حد فى حياتى .
ملت الضحكه وشها : وانا كمان .. بمووت فيك على فكره .
اقترب منها بشفتيه فأدارت وجهها و تساءلت : عبد الله .. هتساعدني ؟! ... عايزه أتقوى بيك .
عبد الله : هساعدك .
ريناد : أحبسنى .. كتفنى ... واقفل على الباب ...اوعى أصعب عليك ... انا عايزه أخف علشانك... عندى حلم جميل لازم أخف علشانه ..هتبقى معايا .. و هتقوينى .
شعر بقلبه يؤلمه من الآن اشفاقالما ستعانيه
عبد الله : هكون كل اللى انتى عايزاه منى ... وبوعدك بكده .
ترى هل سيكون على قدر وعده و هل ستكون هي على قدر ما ستواجهه .. لم يكن يعلم و لكنه ابتهل إلى الله بقلبه أن يمضيا تلك المحنه بسلام .

خطف قلبى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن