𝓐𝓻𝓻𝓸𝓰𝓪𝓷𝓽.....

By LilyaBi

248K 7.7K 111

مكتملة ☑ _ انت لا تريدني كزوجة..بل عبدة.! -صحيح لكني احتاج الى عقد زواج.فهو قانوني شهقت نيكول من ما سمعته... More

الفصل 2
الفصل 3
الفصل 4
الفصل 5
الفصل 6
الفصل 7
الفصل 8
الفصل 9
الفصل 10
الفصل 11
الفصل 12
الفصل 13
الفصل14
الفصل 15
الفصل 16
الفصل 17
الفصل 18
الفصل 19
❤النهاية❤

الفصل 1

37.5K 620 14
By LilyaBi

 ❀✿**رجل دون قلب ❀✿**

رصعت النجوم الماسية مخمل السماء سوداء الدافئة
الخالية من النجوم . لكن » كان هناك جيشان من الإثارة في هذا
الجو وعيون الجميع المصطفة على ضفتي النهر في ماديسون
هات منصبة على الاحتفال الذي تجري فوق ماء النهر.
وقف رجل بين الجموع . . . لكنه لم يكن من
المحتفلين . . . طويل القامة وذو عضلات قاسيةا. يقف بعيدا، تعابير وجهه
متحفظة . . . تقاسيم وجهه الوسيم تقاسيم لرجل نادر ما يبتسم
او كأنه رجل لا ولم يجد سببا للابتسام .
مر مركب مزين بالألوان المبهجة تحت الجسر الحجري
الضيق المستخدم للمارة . انواره الساطعة تلمع لتشاهدها بوضوح
الحشود المنتظرة كلها. ثم لم يلبث ان سرت ههمة اعجاب عبر
المشاهدين . . .
_رفعت فتاة صغيرة رأسها » تقف قرب ذاك الرجل
عينيها الزرقاوين اليه بسرعة :
_ انظر الى هذه يا ابي . . . اليست جميلة ؟

_اجل .
في رده المقتضب قيد من نفاد الصبر لكن الصغيرة اعادت
اهتمامها إلى الاحتفال . انتقلت انظاره من المركب الى ابنته .

كم لها من العمر يا ترى( فلعن نفسه بصمت لانه غير قادر على
تذكر عمر ابنته « اعشر ام احدى عشر سنة ؟
مرت انظار _مارك ماموند على الجموع بازدراء"". . ماذا يفعل هنا.. ""

_ الناس اكتظت ~ جموعهم وامتدت رقابهم لالقاء نظرة
علي المراكب الطائفة امامهم لكن يقدرون على البقاء في
منازلهم حيث يشاهدون الحفل عبر شاشة التلفزيون .

((.مشاهدة الاحتفال السنو ي ليس كمشاركة فيه .))
هذا ما قالته له عمته ، _روز فرمغسون متطوعة . . . اجل . . .
عمته هي المسؤولة عن وجوده الليلة هنا. . . إضافة إلى تأنيب
الضمير لإهماله ابنته _غلينا لسنوات . . . لكن غلينا ليست مهملة
كليآ، فهي لم تحرم قط من الملابس الجميلة او من الأطمعة
الفاخرة او المنزل . لكنه لم يرسلها قط الى اي مدرسة داخلية بل
عاشت معه منذ ولادتها. . . فماذا تريد طفلة اكثر من هذا ?
هذه الطفلة المنطوية ذات الوجه النحيل وحساس
هي ابنته . ومع ذلك فهو لا يحس بعاطفة . . . انه يهتم بها. . . قدر استطاعته . . . لكن ليس في قلبه دفء تجاهها يملاء فراغه الداخلى.
_
لوى فمه ساخرا وهو يعترف لنفسه ان هناك القليل القليل
في العالم لا يضجره. فهو ولد وحيدا لا أشقاء له او شقيقات
ورث من عائلته اراضي زراعية شاسعة تمتد من تلال
روكي جنوبي مقاطعة البرتا مرورآ بنهر ستشوان حدود مدينة
مدسين مات من هناك تمتد مسافة طويلة في مقاطعة ستشوان
التي تغطي النهر. . . لم يحرم شيئآ في طفولته او في مراهقته المجنونة او في ريعان شبابه . . . هو الآن في الرابعه والثلاثين . . . يعتقد ان كل مشاعره راضية مرضية وان الحياة
لا تحمل اليه » لانه جربها كلها .

منذ خمس سنوات، اي منذ وفاة والده فريد ماموند» اصبح
وحده مالك مزرعة ماموند، واستثماراتها التي لا عدد لها.
واصبحت قوة و سلطة ماموند تحت يده . . فاعتاد على ان يأمر فيطاع

علا راي، والده»(( ان لكل رجل ثمنا ماديا او غير مادي))
.
لطالما احترم مارك والده واعجب به . لكنهما لم يكونو متقاربين . اما امه ماتت وهو في السادسة ، وليس له ما يذكره
بها سوى صورة لها
اما زوجته مورغان فقد تزوجت اسم ماموند فقط » ولم يطل
الوقت كثيرا ليدرك مارك هذا. . . والطفلة التي ماتت وهي تلدها، كانت تظنها الوسيلة الكافية لتثبيت رباط دائم مع سلطة
و ثراء ماموند. لكن مذكراتها التي كانت تكتبها قد ذكرت بصراحة انها لم تحب مارك ، بل أحبت ماله واسمه . فقط. .
في الواقع ، مارك لم يحب احدا، حتى نفسه. ولا يحبها
فغلينا حاول كثيرا ان يحبها كما حاول هو ان يحب
والده. ربما الشخص الوحيد الذى كان يهتم به هو عمته روز.
فعندما ماتت امه جاء _فريد ماموند بشقيقته الأرملة الى مزرعته
لترعى ابنه ، وقد رعته وبقيت عنده الى ان اعتنت بغلينا كذلك
لكن هذا لن يستمر. . . في نهاية هذا الشهر، روز فريغسون
ستغادر. . . مجازيا اذا لم يكن حرفيا. إنها قوية ، متكبرة ، و تقول
بصراحة ما في نفسها. ولقد تلقى منها مارك ما يكفي قبل ان يحضر
ابنته غلينا الى هذا الاحتفال .
كانت قد قالت له :
((-لا احب ما اصبحت عليه مارك . . انت بارد خال من الحب والمشاعر ، وأحيانا ظالم اتجاه احاجيك الناس. فأنت تظهر عاطفة نحوى الأحصنة أكبر من عاطفة
التي تظهرها نحو ابنتك،لقد تحول قلبك الى حجر. _غلينا تحتاج الى ابيها. . . لا الى عمة
عجوز. . . واذا لم تستطيع ان تكون ذلك الوالد الذى تحتاجه ،فاحضر لها أما. . . لن ترمي بعبء مسؤولياتك على كتفي بعد
اليوم . . . فقد اورثنى والدك المنزل القديم قرب الجدود واخصني براتب شهري. . . والى ذلك المنزل سانتقل في نهاية هذا الشهر )).

هو لم يجادلها مع انه يعلم ان باستطاعته استغلال الحب الذى تكنه له ولابنته لتغير رأيها. . . لكنه اعترف بينه وبين نفسه
ان _غلينا تستحق ان يكون لها ام .
_جانيت قد تفي بالدور. . . فهو يجد صحبتها ممتعة مسلية .لكنه يعلم انها لا تطيق ابنته . . . فالصهباء المغرية هي امرأة رجل لا ربة منزل . . . عندما ينتهي انجذابه الجسدى لها، كما حدث له مع معظم النساء اللواتي عرفهن فانها ستثأر من الصغيرة غلينا . . . لا. . . لن يتزوج من جانيت .
أفاق من شروده على
قطعة من الحلوى تناثرت من احد المراكب فوقعت تحت
قدميه »
فانحنت غلينا لتلتقطها» لكن اصابع صغيره اخرى»
امتدت إليها قبلها. . . والتفتت اليها عينان فيهما الامل والتردد
عبر خصلة شعر سوداء متدلية فوق جبين صبي.
مد يده ليكشف الحلوى الملفوفة بالورق :
-اهي لك؟
راقب مارك تحرك فم ابنته الى ابتسامة رافضة . . . كما
لاحظ ترددها في انتقاء كلمات تقولها للصبي البالغ نصف عمرها. فردت عليه:
~.لا. . . خذها انت .
بقيت اليد الصغيرة ممدودة والصبي مركز نظره على الحلوى فقال الصبي:
_ناني تقول علي ان لا آخذ اشياء من الآخرين. . . كما لا يجب أن آخذ اشياء من فتاة .

نظرت غلينا باستحياء الى ابيها قبل ان تعود الى وجه
الصبي الرزين المتجهم بقولها :
.لقد وجدتها انت . . . لذا خذها.
امعنت عيناه البنبتان في وجهها لحظات ، ثم اطبقت اصابعه
على الحلوى وكأنه يحميها.
احتفظ بها بضع لحظات فوق
صدره وكانها شيء ثمين ثم فتحها متأنيا. ثم وضع الحلوى في فمه:
.اسمي دايفيد ويونادوني بدايفي. . . ما ااسمك؟

.اسمي غلينا . . . وهذا والدى

أدار دايفي رأسه الى الوراء لينظر الى وجه مارك » فالتوى فم مارك بتسلية بالتفحص الذى يتلقاه . . . واعجبته نظرة الصبي
الجريئة الصريحة التي لا يبدو عليها التأثر . . . وقال الصبي :
. ليس لى أب . . . لكني يوما ماسأحصل على حذاء كا أبويا
لم يبدو لمارك ان للقولين علاقة ومع ذلك لهما علاقة
وثيقة عند هذا الصبي كما يبدو. . . وتساءل ما اذا كان هو
وغلينا سيكونان اقرب لو كانت صبيآ . لكنه لا بدء يشعر بالتوتر
من تطلبات الصبي الملحة . سمع ابنته تسأل :
. احضرتك امك الي الاحتفال؟
ادهشه اهتمامها بالصبي . . . فلم تكن تظهر من قبل اهتمامآ بالأطفال الذين تذهب معهم الى المدرسة . .
هز دايفي رأسه :
. احضرتني ناني . . . لكنني اظنها ضاعت .

فابتسمت غلينا :
. أواثق انك لست انت الضائع?
برزت تقطيبة صغيرة عند عقدة حاجيه الصغيرين :
_ لا اظن . . . فأنا اعرف اين انا . ولا اعرف اين هي ناني .اذن فهي الضائعة .

جاء دور مارك ليعبس وهو يشاهد ابنته تنحني لامسة ذراع الصبي بحركة قلقة::
.صحيح. . . لكن دايفي . . . ناني تعرف اين هي ،ولا تعرف اين انت ،وأراهن انها تظنك انت الضائع.
فتنهد دايفي :
. سوف تغضب مني مرة اخرى ا
غلينا:
-اين شاهدتها آخر مرة ؟

عرف مارك الى اين ستقود اسئلة ابنته ، ولم يرغب في ان يتورط بالبحث عن ام الصبي. فاذا ضائع غلطة امه لانها لم تنتبه له .

مد الصبي يده في اتجاهات مستديرة نحو اسفل الجسر،قائل:
-في مكان ما هناك . .كنا لكني . عطشت فذهبت تحضر لي الماء

غلينا:
وكان من الفروض ان تنتظرها ؟

وقع المزيد من غرته السوداء على جبينه وهو يخفض رأسه خجلا، ويجيب بصوت كالهمس:
-اجل

فقالت غلينا بصوت هادىء :
_اعطني يدك . . . ولنبحث عن امك .

_غلينا اااا ا
كان صوت الاب اكثر حدة مع بعض الحزم بقوله :
_لن نذهب للتفتيش عند ام الصبي في هذا الحشد
ردت عليه غلينا بصوت مهزوز قائلة : أرجوك لن نتركه هكذا. انه صبي صغير و وحيد، يا ابي
فرد دايفي بكبرياء:
-لست صغيرا الى هذا الحد. ساصبح في السادسة قريبا.
اصمته مارك بنظرة باردة ، والتفت الى ابنته . . . فلاحظ انها
عادت الى التقوقع من جديد. . . والى الامتعاض الذي بدا
كالضباب في عينيها الزرقاوين
. . فتنهد مارك وقال لها:
.اسمعني. . . سنأخذ الصبي إلي ذلك الشرطي. لا بد ان امه ، اكتشفت ضياعه .وسوف تبلغ الشرطة.دعينا نمضي
هذا ليس من شأنها.. ولن نورط انفسنا.

لكنه احس بالتوتر لان ابنته اجفلتها لهجته . . . يجب ان يعترف
بأن عمته على حق فهو يؤلم الناس دون ان يقصد. فاللباقة لم
تكن يومأ من اختصاصه . فترك كتفها وتقدم الى الصبي:
تعال . . . سنأحذك الى الشرطة الذي سيساعدك على ايجاد امك

لكن دايفي تراجع ، وامتدت شفته السفلى بغضب الى الامام :
-لكن الشرطي لا يعرف اين هي ناني

_نظر له _مارك قليلا ثم حمله بين ذراعيه وتطلع في وجهه ، فاعحب بقوة شخصية هذا الصغير . . . لكنه سرعان ما صرف النظر عنه » انه لا يهمه بشيء». .
.
فاتجه بحده نحو الشرطي ولحقت به غلينا
تجرجر قدميها. . . ففكر مارك ان مجيئه الى مذا الاحتفال كاف ، لذا لن يورط نفسه في امر كهذا وان كان إكراما لي إبنته .
التفت اليد الصغيرة حول عنقه بينما اخذ دايفي يراقب
الجموع . . . ثم فجاة اشتد ضغط اصابعه الصغيرة قائلا :
.انتظر. . . ها هي ناني هناك.

التفت مارك من ناحية اليد الممدودة فلاحظ بين الجموع امراة تنظر حولها بذعر.و خوف بينما كانت تقترب ارتفع حاجباه عجبا . .
....ان أم دايفد لا تكاد تكون امرأة . ولو استطاع الحكم عليها،لقال انها لم تخرج من مراهقتها . . .و دايفي يؤكد ان عمره ست سنوات.
كانت الفتاة جذابة اكثر من معدل الجمال العادي. رغم الإرهاق والتوتر البادي على قسمات وجهها و نظرة الخوف والذعر.

_لمحت فتاة العينان اللوزريتان دايفي بين ذراعي رجل غريب .
فانتشرت ابتسامة ارتياح على وجهها الجميل وشفتيها الجذابتين . . .
في هذا الجو المقدس الذى بدا هالة من حولها
أضاء شعلة الرغبه في مارك . . . الى ان تذ كر ان صبي بين ذراعيه . .. النساء
متوفرات امامه ، دون الحاجةالى الألتزام بأم وابنها.

سارعت فتاة الى القول بصوت مهزوز مبتسم :
-اوه دايفي عزيزي أين كنت . . الم أطلب منك البقاء قرب الجسر؟

لكن فرحة ايجاده سالمآ كانت اكبر من ان تدفع نيكول للغضب على دايفيد
. . . ملأت دموع الارتياح عينيها، وبدا عليها التعب فمسحت الدموع بسرعة
لتشكر الغريب .فرفعت رأسها
توقفت انفاسها وتصلب جسدها كليا عندما لاحظت نظرته الجريئة علي جسدها . . كانت . نظراته الواثقة من نفسها تبلغ درجة العجرفة. _فانطبع لديها للوهلة الاولى جاذبيته
ووسامته التي رأت فيها قساوة تكاد تمحو كل اثر لها.
بدت عيناه الزرقاوان الحادتان تعريانها من كبريائها،
فسارعت تقول لتبعد عنها هذا الإحراج :
. اشكرك لأنك وجدت دايفيد.

فتركت الصبي ينزل الى الأرض لتمسك بثبات يده الصغيره .

رد عليها مارك بصوت عميق ساخر :
لم تكن مشكلة . . كنت سأسله للشرطة .

تمتم نيكول في نفسها . . .
هذا الغريب متعجرف لم يكن ممن يورط نفسه في البحث عن ولي طفل ضائع
اففف كم هو متكبر غبي تافه
افاقت . من شتماتها على شد دايفي ليدها قائلا :
. لقد رمو الحلوى من النهر . . . ووجدت قطعة ،فتركتني غلين آخذها . . . لابأس في هذا لقد اكلتها .

- غلين ؟
تابعت نيكول اصابعه الصغيره وهو يشير إلى فتاة صغيرة :
. 👈هذه غلينا . . . , وهذا والدها

حركت العاطفة قلب _نيكول . . . اذا كان الاب بهذا التحفظ والعجرفة . . . فلا عجب في ان تكون لهذه الفتاة ذاك القوقعة
وتلك الحساسية المفرطة . . . فالفتاة في هذا العمر تحتاج فيه الى الطمأنينة والعناية وحب . . .
تذكرت _نيكول تماما هذه السنوات الني كادت تحطم قلبها لولا
وجود اخيها. لقد كان لها اخ .وابا . . فهل لهذه الفتاة المسكينة لها ام افضل من هذا الأب المغرور 😒
قال دايفي:
-هل لي بجرعة ماء الآن .

_تفضل لم يبقى منها الكثير. . . لقد فقدتها وانا أبحث عنك.

اخذ الكوب من يدها شربه ثم اخذ يمسح فمه بظاهر يده
. . في تلك اللحظة لاحظت الصمت الغريب الملموس،كانه يامل فى ان تأخذ الصبي وترحل ، فاستدارت نحوه:
-شكرا لك مرة أخرى . وٱسفه على إزعاج

فهز راسه ببرود فأسرعت الى الإمساك بيد دايفي بقوة :
_هيا بنا. . . لنشاهد ما تبقى من الاحتفال .

لكن صوت غلينا الرقيق المتردد اوقفهما:
.-اتسمحان . . . بمشاهدة الاحتفال معنا؟
قبل أن ترد على صغيرة لاحظت نيكول فورا نظرة الرفض التي رمق بها الرجل ابنته . . . فسارعت للرد:
_شكرا لك .و ٱسف عزيزتي لا اعتقد هذا.

نظرت الفتاة بحزن الى ابيها فعلمت نيكول ان الفتاة فهمت سبب رفضها . . . فاحست نيكول أنها ربما يمكنها البقاء لكنها
علمت انها لن تكون مرتاحة بوجود هذا الرجل. المتكبر البارد فأخضت يد دايفي وذهبت

كان الاحتفال قد بدأ منذ فترة وجيزة عندما ضاع دايفي. وماكانت تملكه من طاقة صرفته في التفتيش عنه . واعترفت لنفسها
ان ذالك غريب على حق في ادانتها على ترك الطفل يضيع. لكن جو إثارة كان عظيما ومن الطبيعي ان تفقد اعتمادها عليه ليبقى حيث هو.

أراحت نيكول جسدها علي الأرض بتعب أحسن براس الصغير يستند علي كتفها حطت نيكول يدها على رأسه الحريري. . . . لو هناك من تستطيع الاتكاء عليه . . . وتنهدت بعمق . فتعبها نفسي اكثر منه جسدي. . لكنها حاولت جاهدة ان تمنع موجات اليأس التي مرت عليها منذ ثلاث سنوات
تحطم سيارة شقيقها الذى قتل مع زوجته
و من منطقي والطبيعي ان تتولى هى
رعاية ابن اخيها الصغير دايفي ، لأنه كان امامها خياران : اما ان
ترعاه هي أو ان تسلمه الي الجهات المختصة لتتبناه عائلة
اخرى لكنها قررت ان ترعاه كانت تملك وظيفة ممتازة في مؤسسة لم تتوقع
ان تفلس بعد بضعة اشهر، ولم تتوقع ايضا ان تكون مصاريف طفل صغير كبيرة الى هذه الدرجة فاضطرت للعمل من خلال مكتب
استخدام في خدمة البيوت ، إلا ان آخر منزل عملت فيه
طردت منه بعد ان اتهمت ظلما بالسرقة . . . وماقبضته ذلك
الأسبوع لم يسد حاجياتهم . . وعليها بكل بساطة التفتيش عن عمل آخر . . وبسرعة .

انزلت بلطف دايفيد(دايفي)من كتفها بعد ان احست انه نائم فيداه التفتا حول عنقها واحتضنها بقوة . . . في احتضانه
حب عميق يظهر على ملامح الصبي. . وهي تحبه كثيرا ولا تستطيع أن تبتعد عنه فهو الٱن كل حياتها
. حملت صغيرها النائم ولحقت بالجماهير التي بدات تغادر منطقة النهر.
الشارع الموصل الى منزلها كان اكثر ازدحام واكثر انارة .
وهو أحد الشوارع الرئيسية التي تقود الى قلب مدينة مديسن
. عندما مرت امام مركز توقيف السيارات المليء،بها
وهي تحاول الخروج للانصراف ، تمنت لو تستطيع تحمل
مصاريف الركوب في الباص . . . فامامها مسافة طويلة

خرجت سيارة امريكية حمراء كبيرة من الموقف، فاجتازت بسرعة نيكول . . .لكن لمحت وجها رقيقآ مبتسما ينظر اليها من
النافذة قبل ان تختفي السيارة في الطريق . لاحظت اضواء
السيارة الخلفية الحمراء تعطي إشارة الخطر المتواصلة قبل ان تتوقف الى جانب الطريق . . . نقلت نيكول الطفل بين ذراعيها،
وقلبها يخفق .
فتح باب السيارة ثم اغلق بعنف . لما كان ذاك الغريب يتقدم
منها، رات في ملامحه غضب ونفاذ صبر فاإستنتجت ان الابنته صغيرة هي التي
اصرت على ان يتوقف

.هل لنا ان نوصلك ?
عرض متجهم اعلمها أن هذا الرجل بارد و متعجرف
فردت نيكول:
_ لا شكرا لك.
رد عليها بسخرية:
همه لا تخافي.لن اؤذيك ما دامت ابنتي وابنك معنا.

حاولت تصحيح معلوماته بان دايفد ابن اخيها، لكنها غيرت رأيها. . ، فليظن ما يريد. فهو على الارجح لن يصدقها.
مكملا كلامه:
.ابنتي قلقة عليك تساءلت كيف ستصلين الي بيتك في هذا الوقت وانتي تحملين الصبي نائم ؟

-إذن . . . توقفت بناء على رغبتها والحاح الصغيرة؟

_طبعا😏.

نظرت نيكول اليه وقد اضاءت انوار الشارع تعبيرات وجه

الفتاة التي كانت تفكر فيها ان من النادر وجود شخص صغير السن يقلق على الآخرين. كم هيا لطيفة هذا صغيرة غريب ان تكون تملك اب متكبر مثله تنهدت مستسلة:
سنقبل بالعرض .

قماش فستان نيكول القطني الرخيص، كشف عن ساقيها
عندما حاولت الصعود إلى المقعد الخلفي دون ان تزعج دايفد.

فشدت الثوب الى تحت قليلا وحمرة الخجل تملأ خديها. . .

تحس بنظراته المسلطة عليها ثم اقفل الباب واستدار الى مقعد القيادة .

مالت غلينا مقعدها الأمامي:
.هل هو نائم؟
كبحت نيكول عدائيتها لنضرات الغريب لها لترد مبتسمة للصغيرة:
.اجل . . . لقد فات اوان نومه .
ردت الصغيرة:
.الم يكن الاحتفال رائعا?
ابتسمت نيكول للفتاة:
.اجل . لقد تمتع به دايفي، ثم انها المرة الأولى التي يرى بها احتفالا

غلينا: وانا كذالك

.اين تقيمين?

اجفلها سؤال الرجل المباغت فلامت نفسها لأنها نسيت
ذكر العنوان له . . . ......فحددت العنوان له
سألته:
-اتعرف المكان?
رد عليها ببرود:
.اعيش بالقرب من مديسن هات طوال حياتي وهناك امكنة قليلة لا اعرفها

سالتها الصغيرة :
.-هل تقيمين هنا منذ زمن ؟

ردت نيكول مبتسمة لسؤال الصغيرة:
-منذ سنوات .انها بلدة جميلة.. تعجبني قال دايفد ان اسمك غلين.. هل هذا صحيح؟

._اجل . . . غلين ماموند . . تصغيرا لاسم غلينا وهذا والدي مارك ماموند

ردت نيكول:
.اسمي نيكول ماديسون .

-الم يدعك دايفي ناني ؟
ابتسمت نيكول علي ذكاء الفتاة:

عندما نطق اسمي لم ينطق لفظ سوى ناني وبقي ياديني به

_استدار مارك الي الشارع لذي اشارت اليه نيكول قائلا:

-أي من المنازل منزلك ?

اشارت له: 👈
.الثالث الى اليمين
.

توقفت السيارة عند المنعطف فأخذت نيكول، تفتش عن مقبض باب السيارة بينما المحرك يصمت والأضواء تنطفىء. راقبت
مارك يستدير إلى بابها. . . فعلمت ان اظهاره اللباقة سببه فقط وجود طفلته . عندما فتح الباب طوحت بساقيها لتخرج . فقال لها:
-اعطني الصبي.
ومد يده لياخذه منها

فقالت :
-استطيع حمله

أخذ صبي منها قائلا بسخرية:

.تحملينه وتخرجين مفتاحك وتفتحين الباب ؟ اشك في هذا.

فتحت الباب الخارجي للبناية والتفتت لتتناول الصبي منه فأوقفها قائلا: لابأس دليني على شقتك.

اشارت له فوق:
-انها في الطابق العلوي .
بينما كانت تتجه نحو السلم
إنفتح باب في الردهة وأطلت
عينا صاحبة المنزل الرماديين الفضوليتان . . . فارتفع حاجباها
وهي ترى الرجل مع نيكول ، فقالت بصوتها المزعج :
.لقد قلت لك مرار ٱنسة ماديسون . . . لن اسمح لك باستقبال الرجال في شقتك ، فهذا منزل محترم..

كبحت نيكول بجهد كبير طبعها الحاد. . . فأول الشهر لدفع الاجار قريب . . . واذا كانت تامل في كسب بضعة ايام تجني فيها
الإيجار، عليها اذا ان تبقى هادئة .
. ردت نيكول:
انه يحمل دايفد الى شقة فقط. . . و يغادر حالا
_فصاحت السيدة بوقاحة :
.الأفضل ان تغادري انت وهو العمارة

. وأغلقت الباب في وجهها

لم ترغب في ان تعرف ما سوف يستنتجه مارك ماموند من هذا
الحديث . . . عند اعلى السلم فتحت الباب الى غرفتها الوحيدة . . . ومدت يدها لتتناول دايفد منه قائلة:
.شكرا لانك اوصلتنى .
همهم لها ببرود:
_سأوصل شكرك هذا لابنتي. فهذه فكرتها.
(انه تذكير وقح لا تحتاجه .) . . وارتد علي عتبة الباب ينزل السلالم


Continue Reading

You'll Also Like

702K 25.5K 19
فيونا :اسمع يا غوريلا انا لست زوجتك ألكسندر :من الغوريلا يا زوجتي انسيتي عندما وقعت على الاوراق الزوج فيونا / متى القصه خياليه حتى الأسماء و الشوار...
204K 7.2K 16
رفضته و تركته لتتزوج باحد اخر تركته لأجل مال كسرته لكن كل هذا لم ينقص ذرة من حبه لها عشقها بكل ذرة من كيانه وقتها اخذ عهد على نفسه انه سيرجعها له و س...
111K 7.1K 50
بحكم عاداتـهم وتقاليدهم ضْلمت وردة، هـل سيجبر الله قلبـها بما كُتب لها، سنشاهد ونعـيش مع ابطال قصتي "ورده"و "سلام " قريباً
5.3M 121K 89
فتاة متواضعة الحال لا تملك في الحياة سوى برائتها وأحلام وردية قد تكون عادية لكل الفتيات ولكن بالنسبة لها وبالنظر لظروف معيشتها الصعبة بعيدة المنال؛ و...