الفصل 10

10.2K 349 4
                                    

تأخرت دروس دايفد في الركوب الى مابعد انتهاء تجميع الماشية.
وقررت نيكول ان تنتظر ذلك الوقت
كذلك لتنعش مهارتها في الركوب،

صباح اليوم الموعود استيقظ دايفد عندما كانت الشمس ماتزال صفراء
ولزم نيكول ان تستخدم
كل ابداعاتها وصبرها كي تبقيه مشغولا في المنزل الى حين الساعة
المحددة للقاء مارك في الإ سطبل.
اقنع دايفد غلينا للمجيء لمراقبته....
وهاهي الأن تقفز وراء نيكول
ببطء لتتماشى مع سير نيكول
البطيء.
عندما وصلوا سارع دايفيد للدخول
متجها ال الجياد المربوطة خارج
حظائرها وسأل مارك بأثارة:
-((ايهما لي؟))

مارك:
((-الكستنائي الي اليسار.))

((-ماأسمه؟))

-((جو.))

-((جو!اسم غير جيد سأسميه البرق.))

تأملت نيكول الجوادين بصمت،
فالكستنائي الذي اشار اليه
اليه مارك كان يشبه الأحمر
القريب منه.
كانت تظن ان حصان دايفد ستكون
من النوع البوني الصغير
فظهرت تقطيبة قلق على جبينها
وهي تنظر الى مارك.
((-دايفيد صغير جدا على ركوب حصان كبير كهذا؟))

((-البوني الصغير قد يكون له
قوة الحصان الكبيرنفسها.وليس عندنا جواد افضل من جو، بأمكانك تفجير اصبع ديناميت
امامه دون ان يتحرك.))
فقال دايفد:
((-اسمه البرق .. عمي...هل استطيع ركوبه الآن؟))
قال مارك بلهجة الآمر:
((-استدر من الناحية الأخرى وفك
رباطه ثم آتي به الى هنا...وتأكد ان تسير الى جانبه كي يراك.))

انطلق دايفد بسرعة لينفذ ماقاله له
لكن نيكول تحركت محاولة اللحاق به لأرشاده...
فأطبقت يد مارك الفولاذية على يدها:
((-اتركيه..لايمكنك فعل شيء عوضا عنه.))

((-لكنه صغير.))
اشاحت يوجهها عن بريق عينيه
الخضراوين واحمرار شعره الذهبي...
وتمنت لوكان دوغلاس هنا ليطمئنها بدلا من مارك الذي اجابها ساخرا:
((-اذا كنت ستصابين بالهستريا...فعودي الى المنزل.))

قررت نيكول الا تتفوه بكلمة اخرى لكي لا تعاني من سخرية مارك

وهو يحمل دايفد الى السرج على ظهر الحصان العريض.
كانت كل اوامر مارك التي اطلقها في الدرس الاول بلهجة صارمة لاتقبل المزاح.
وقد حاولت نيكول اكثر من مرة
تبسيط بعض اوامره الى دايفد
لكنها كانت تلوذ بالصمت،بعد ان
إتكتشف ان دايفد فهم مايقوله مارك تماما،
وما ان انتهى الدرس الذي اعتبره دايفد قصيرا حتى اشار الى نيكول
لتمتطي حصانها.
بعد ان دارت بالحصان الأحمر عدة
مرات بدأت تتذكر معظم
براعتها التي نسيتها.
لكن امام عيني مارك الناقدتين الهازئتين احست بأنها اقل خبرة
خاصة وانه لم ينظر اليها باستحسان مرة واحدة.
غلينا التي كانت صامته بشكل مؤلم طوال وقت جلوسها فوق الحاجز
تراقب دايفد ونيكول اطلقت اخيرا تعليقا:
((-يجب ان تبقي نيكول كعبيها الى الأسفل ابي.))
لاحظت نيكول النظرة السريعة التي اطلقها مارك نحو ابنته،
ثم طلب من نيكول ان تنفذ ملاحظتها...
فخطرت ل نيكول فكرتان متوازيتان:
احداهما ان غلينا لاتكره الركوب كما قالت،والثانية
ان مارك لم يكن غير مكترث بأبنته كما يبدو.وهذا طمأنها

بعد انتهاء الدروس واطلاق الجياد
الى المرعى...
عاد الأربعة الى المنزل..بينما كان دايفد يتحدث الى غلينا عما
احس به فوق السرج التفتت
نيكول لتشكر مارك على الدروس،
التي تعلم انها اولى دروس عديدة...
لكنها بطريقة ما لمحت اليه بأنطباع
خاطيء فتلقت نظرة ساخرة:
)(-اتحاولين القول انك مقدرة لي جهدي لكنك تفضلين محبة دوغلاس؟))

فاتسعت عيناها باحتجاج سريع:
-()لا!...!كل مااقوله انني اقدر محافظتك على وعدك بتعليم دايفد الركوب.) (

((-هل كنت تعتقدين اني لن افعل؟))

((-لا..بل اعتقدت انك ستفعل...))
فقاطعها بابتسامة لاحرج فيها:
((-لكنك ظننت اني سأكلف شخصا اخر بهذا؟))

قاطعت اتهامه قائلة:
((-اذا كنت تحاول ان تقول انني
كنت اتوقع قضاء بعض الوقت مع دوغلاس...فأنت مخطيء كل الخطأ.))
كان صوتها يرتجف غضبا

فأجابها بكل برود:
((-لم اقل هذا...بل انت من تقولينه!))

ردت عليه:
((-لكنك كنت تفكر فيه.))

ثم امسكها مارك بحركة سريعة من خصرها ومديرا جسدها اليه ،ثم امسك وجهها بقبضته الثابته..
فتسارعت نبضات قلبها وهي تنظر الى عينيه التين ركزتا اهتمامها
على شفتيهاوسألها بنعومة:
((-اتعلمين بماذا افكر الآن؟))
احست بساقها فجأة تتحول الى مطاط
فلامست يداها خصره لتدعم
نفسها في الوقوف،
فكان ان انتقل الى جسدها تيار
عنيف من اهتزازات كادت ترميها
ارضا.فهمست لدى شعورها بهبوط
رأسه عليها ببطء:
((-الولدان.))
لكن يده كانت قد رحلت عن ذراعها الى بشرة كتفها
الناعمة فاذا بالأذعان يغطي على ارادتها.
وهي تحس بأنفاسه الحارة التي نتجت
عن ضحكته الصامته للحظة واحدة قبل ان تصبح بين ذراعيه
فارتجفت رجفة واحدة قبل ان تذوب تحت ضغطهما.
قبل ان يبدأ العناق الفعلي بلمحة بصر،ابتعد عنها...
فتمايلت نحوه،بينما هبطت يده على كتفها الى ظهرها ليوقفها هناك.
فتصاعدت منها آه الخيبة من حركته هذه...الن يتوقف جسدها عن خيانة كبريائها ابدا؟...
كم تكرهه!...

رفعت نظرها ببطء اليه فوجدته لاينظر اليها...ثم سأل بهدوء:
((-مالأمر دايفد؟))
التفتت بسرعة مذعورة الى الصبي
الواقف امامهما وكانت يد مارك ماتزال تمسك بها...
فطالعتها تقطيبة تفكير كانت مرتسمة
على جبهة دايفد وهو يحدق في مارك
ثم يسأله :
((-اتحب العناق الى هذه الدرجة عمي مارك))؟

فأجابه مارك بلهجة مرحة:
((-انه كالسبانخ...ستحبه عندما تكبر.))
فهز دايفد راسه :
((-اوه..تعالي ناني..قلت انك ستقدمين لنا انا وغلينا بعض البسكويت والحليب.))
فتمتمت نيكول بعد من تحرت من يد مارك:
((-انا قادمة.))
لحقت بدايفد مطأطأة الخطوات تحس بخطوات مارك الرشيقة وراءها.

𝓐𝓻𝓻𝓸𝓰𝓪𝓷𝓽.....Where stories live. Discover now