الفصل 11

9.5K 332 1
                                    

استمرت دروس الخيل اسبوعا اخر،كانت تبدا في ساعات البرودة في الصباح تحت اشراف مارك...كان حصان دايفد كستنائي القوي مطيع كالبرق لكنه كان مطيعا وحذرا فعندما كان يشعر بالخطأ يرتكبه دايفد كان يخفف سرعته حتى يستعيد الصغير توازنه.
اما جهودها هي فكانت اكثر نجاحا ووجدت نفسها تحت ارشادات مارك تتعلم المزيد عن الجياد وركوبها تظهر تألق الرضا على ماتنجزه،في وجهها،دون ان تتلقى انتقادا واحدا من مارك.
قال لها مارك وهي تترجل:
)((-سنخرج بعد الغداء لنرى ماتعلمناه في الحقول المفتوحة)).
نظرت اليه نظرة سرور مكبوتة،تود ان تعبر على فرحهها لكنها علمت انه سيقابل هذا التعبير بسخرية فاكتفت بان هزت راسها موافقة بصمت ثم ابتعدت لتريح جوادها الأحمر مبقية احساس الأنتصار مدفونا في نفسها.
بعد تنظيف اطباق الغداء ووضعت دايفد و غلينا في باص المدرسة لتتلقي دروس بعد الظهر .توقفت نيكول في طريقها الى الحظيرة تحت شجرة السنديان تتأمل المراعي الواسعة الممتدة امامها فتصورت نفسها تجري بحصانها الأحمر عبر الحقول...والهواء يتلاعب بشعرها...
انها صورة رائعة ستتحقق عما قريب.
حثت الخطى في الممر بين الأشجار تقطع ماتبقى من الطريق الذي تملأه اشعة الشمس الساطعة نحو الحظيرة.فجأة توقفت في منتصف الطريق مذهولة وقد جف الدم من وجهها..لأنها شاهدت حصانها الأحمر خارج السياج وحصان مارك الكستنائي قربه.
لكن ماكانت نيكول تحدق فيه بذهول كان الحصان الأرقط الرافع عنقه على بعد اقدام من مارك..
عندها اختفت سعادتها بسرعة البرق.اذ كانت فوق الحصان المرقط جانيت تجلس منفرجة الساقين تبدو خبيرة انيقة بالتنورة البنية الخاصة يالركوب وبالقميص الأبيض والقبعة العريضة التي لها الألوان نفسهاوالتي تخفي خصلات شعرها الطويل المربوط خلف عنقها.كانت تبدو في عيني جانيت الرضى وهي تتامل الخيبة على وجه نيكول.
((-نحن هنا نيكول..انا ومارك في انتظارك.))

اجفلتها طريقة جمع تلك الفتاة بين اسمها واسم مارك،فارتفع ذقنها بكبرياء مجبرة قدميها على حملها نحوهما لترد ببرود.
((-لم اكن اعلم انك هنا آنسة والترز والا لجئت مبكرة.))
تلك الملاحظة اطلقت ضحكة صفراء من حمراء الشعر زادت نيكول غضبا.
فنظرت الى عيني مارك المراقبتين بكسل.
فذكرها اللمعان الساخر في تلك العينين بماحدث لها معه بعد زيارة جانيت الى المنزل يوم اضطرت للقبول بمجيء جانيت متى شاءت لتتخلص من ازعاجه لها....
فاحمرت بغضب صامت....وسمعت جانيت تقول:
((-ابي كان يراقب بعض القطعان في مكان ليس ببعيد من هنا فقررت ان اخرج معه لأزوركم.وعندما قال لي مارك انك ستخرجين للمرة الأولى للركوب في الحقول دعوت نفسي للمجيء معكما لعلك لاتمانعين؟!))
فردت نيكول متصلبة:
-((طبعا لا.))
فأضافت جانيت بلهجة متعالية:
((اعرف شعور المتعلم الجديد..فأنا ومارك ولدنا تقريبا على صهوة جواد.))
سرت البرودة في اطراف اعصاب نيكول..فقدراتها على الركوب لاتماثل قدراتهما...لذا احست بثقتها تتبخر...وبمعدتها تتقلص كأنها على وشك التقيؤ وشعرت بأنها نسيت كل ماعلمها اياه.
ارادت ان تهرب قبل ان تذل امام براعتهما وخبرتهما وتصبح عرضة للسخرية.

𝓐𝓻𝓻𝓸𝓰𝓪𝓷𝓽.....حيث تعيش القصص. اكتشف الآن