الفصل 18

10K 348 0
                                    

ماان غادر الطبيب حتى اخذ التوتر معه،فسار مارك الى النافذة لينظر الى غروب الشمس...لم تستطع نيكول منع نفسها من اللحاق به فسألها دون ان ينظر اليها:
-هل تعتني روز بالولدين؟
-اجل
-سوف يعيش.
-اجل.
-سأرسل دوغلاس الى المزرعة...اعرف انك تودين العودة معه لكنك ستبقين مع ستايسي.

اندفع وجهها جانبا وكانه صفعها وقالت وهي  تحس بألم حاد:
-كنت سأبقى في مطلق الأحوال...فانت لست بحالة تسمح لك بقيادة السيارة الى المنزل.
نظر الى ضمادات يده وكأنه نسيها...ودون ان يرد عاد الى مقعده حيث كانت ستايسي تنتظر..انه يملك دائما القدرة على ايلامها...لكنها الآن وقد اكتشفت مدى حبها له...أصبح الألم كبيرا جدا

عند منتصف الليل سمح لستايسي ان ترى زوجها لكنها عادت الى القاعة صفراء شاحبة ماتكاد تتمالك نفسها،فحالته لاتحسنت ولاساءت.
الطبيب الذي نظف جروح مارك...اقبل مسرعا عبر الممر في الثانية صباحا...عندما رأه مارك اجفل فسأله:
-ماذا حدث سام؟
-امازلت هنا ماموند؟
-ماذا حدث؟
-صديقك ليس المريض الوحيد هنا وستكون انت التالي اذا لم تسترح.
ثم نظر الرجل نظرة الى نيكول:
-رافقي زوجك الى البيت،فسيتألم يومين ومن الأفضل ان ينام الآن...لقد رتبت امر اقامة السيدة ريتشارد هنا.
وستعنى بها الممرضات كما يعتنين بزوجها
.
-لست بحاجة للنوم.
-اخرج او  سوف اجعلهم يرمونك خارجا.يا مارك

لكن تهديده لم يؤثر في مارك،فتنهد وظهر الجد على وجهه.
-سأبلغك بنفسي اذا طرأ اي امر مارك...ارجوك عد لبيتك.
اضافت ستايسي بصوت ناعم:
-ارجوك مارك...انت ونيكول فعلتما الكثير حتى الآن واذا لم يتصل الطبيب...فسأفعل انا.

اطاع مارك للمرة الأولى اوامر الآخرين وماهي الا دقائق حتى كانا في السيارة بأتجاه المزرعة.
لم يتكلما كلمة واحدة الى ان اوقفت نيكول سيارتها امام المنزل فسألته:
-هل تريدني ان اساعدك على الأغتسال؟
فرفض بحزم:
-سأتدبر امري.
عندما دخلا المنزل اطلت روز من غرفة الأستقبال ترتدي روبا طويلا يخفي ثوب نومها ولم ينظر مارك الى عمته بل سار الى غرفته وترك نيكول تخبر عمته بما جرى.

تمتمت المرأة تهز  راسها بقلق بعد انهاء نيكول رواية الخبر.
احست نيكول بموجة قيء وهي تتذكر رعب الذي مرت به لكنها تمالكت نفسها لترد:
-مازلت لااصدق كيف اخرجه مارك من الطائرة قبل ان تنفجر .

كانت عينا العجوز تحدقان بعيدا قبل ان تقول:
-لقد اتهمته مرة انه لايمتلك اي مشاعر وكنت مخطئة!كم كنت مخطئة!

لمعت عينا نيكول اللوزيتين ادراكا فرد فعل مارك كان عاطفيا،ليس لانه انقذ فرانك لكن لانه رفض ان يعترف بموته كما رفض ان يهتمو به وبجراحه هو،اذن هو قادر على الاحساس بكل العواطف العميقة وتلك القوقعة الباردة القاسية ماهي الا ستار خارجي لم يتخطه احد بناظريه حتى اليوم.
واحست بقفزة قوية في ضلوعها وقالت لها روز:
-لابد انك تعبة.الولدان نائمان في فراشهما وآن لك ان تحذي حذوهما.

-اجل ...انا تعبة.

-سأحضر الفطور في الصباح للولدين.

-ارجوك ان توقظينا اذا تلقيت اتصالا من المستشفى.

تركتها ثم لحقت بمارك قالت روز:
-سأفعل...مهما كان نوع الخبر.

كانت غرفة النوم مضاءة وقميصه الملطخ بالدم في الحمام وآثار اغتساله كذلك .لكنه لم يكن موجودا.فتقدمت على رؤوس اصابعها الى غرفة غلينا ثم الى غرفة دايفد لعلها تجده هناك...ولم تجده في اي منهما.
ثم شاهدت من النافذة ان السيارة مازالت هناك ففتشت الغرف ووجدت نورا ينبعث من مكتبه...عندما دخلت ثانية الى غرفة الجلوس احست بالهواء البارد يلفح باردا لأن ابواب الشرفة مفتوحة.
خرجت الى الظلام في الخارج...فشاهدته هناك.
كان يجلس في احد الكراسي مادا ساقيه يحدق في النجوم والبدر فحاولت التكلم لكنها لاحظت كوب عصير في يده المضمدة فوقفت تراقبه.
كانت اصابعة تتحرك حول الكوب وكأنه يحاول تحطيم الزجاج...فلم يلاحظ السائل وهو ينطلق على الجوانب فتمتمت بهدوء:
-من المفترض ان تشربه لا ان تدفقه على ارض الشرفة.

فتنهد دون ان يجيب مع انها لاحظت عيناه تحولت الى وجهها فابتسمت له بلطف،لأن حبها له تحول الى الم جسدي لها.

_تكاد الساعة تتجاوز الرابعة...الن تأوي الىا لفراش...مارك؟

وقف بتردد وبطء على قدميه لكنه لم يتحرك ليدخل المنزل.في هذه اللحظة ارادت ان تخبره بأنها تفهم عذابه الصامت الذي يمر به.لكن الخوف من ردة فعله اللاذع اخرستها فما كان منها الا ان وقفت قربه تتساءل عما اذا كان يجب ان تكرر طلبها...ام تتركه وحده...لكنها قررت الكلام:
_مارك انت بحاجة الى الراحة.

فرد بصوت اجش دافيء:
-صحيح؟
-اجل...
التفت بسرعة ليواجهها لكن قسمات وجهه كانت مخبأة في العتمة،ونور القمر الفضي خلف رأسه.
-منذ متى لم المسك ايتها القطة المتوحشة؟
خلف كلماته المداعبة الخشنة تعرفها جيدا.
وهددتها ساقاها بالأنهيار لكنها رمت بالمشاعر التي اثارها سؤاله جانبا وقالت:
-ارجوك مارك...اريدك ان تستريح.
خرجت ضحكة خافته من وجهه:
-لكن هذا مالا اريده انا.
شهقت عندما احست بيديه تطبقان على خصرها وتجذبانها اليه...وقبل ان تتمكن من السيطرة على بدء انفجار مشاعرها كانت شفتاه قد اطبقتا عليها...بينما طوقت ذراعاه المضمد تين خصرها.
ثم تركها فجأة كما عانقها فأفلتت منها اه وهي تحس  بالنار تتأجج في داخلها...وجرها بين يديه عبر البوابة ثم اقفلها...وحملتها ساقاها بارتجاف فسارت الى جانبه...لكنه التفت وحملها بين ذراعيه تشد خشونة ضمادتيه على ذراعيها العاريتين.
وكسر الشعور الأحساس بسحره فاجتجت بضعف:
-مارك...ذراعاك...انت مجروح!
لم يرد عليها الا بعد ان وصل بها غرفة النوم حيث ترك قدميها تتدليان على الارض،في حين بقيت ذراعاه تمسكان بها تلصقانها بجسده.
ثم راح يمسح باحدى يديه شعرها عن وجنتها...وتمتم:
-اذن لاتقاوميني كثيرا الليلة نيكول.
عصف قلبها بجنون بعد ان اضاء وجهه نور المصباح قرب السرير...فاذا بضغط فكه يمتد الى فمه...لكن كان في عينيه لمعان غريب..
لمعان الرغبة...الرغبة فيها!

𝓐𝓻𝓻𝓸𝓰𝓪𝓷𝓽.....Where stories live. Discover now