لا تبعث مع الأيام ل دعاء العب...

By sibrahim7

124K 3K 122

ثم اقتربت منه وارتفعت على أطراف أصابع قدميها لتصل بقامتها القصيرة عينيه القاستين, في هذه اللحظه توقف الزمن وه... More

المقدمه اقتباس
الفصل الأول
الفصل الثاني قضاء و قدر
الفصل الثالث ذكريات لا تنسى
الفصل الرابع لقاء بلا ميعاد
الفصل الخامس حفيد الشيطان
الفصل السادس كما تدين تدان
الفصل السابع سهام الليل
الفصل الثامن إمبراطور ظالم
الفصل 9 فراق ولكن
الفصل العاشر 1 لقاء مع الماضي
الفصل العاشر 2 لقاء مع الماضي
الجزء الحادي عشر لقاء عاصف
الفصل الثاني عشر عودة الماضي
الفصل 13 أحبَبَتُكَ
الفصل 14 بوابة الموت
الفصل 15 زهرة المدائن ولدك ميلادك بالحجر
الفصل 16 حكايه من الماضي
الفصل 17 وطني يرقد ما بين رصاصة وقبلتين
الفصل 18 الجزء الأول فتيل ولكن
الجزء التاني من الفصل 18 قتيل ولكن
الفصل 20 الجزء الأول صراع بين الحب و الرغبة
الفصل 20 الجزء الثاني
الفصل 21
الفصل 22 قنبلة موقوته
الفصل 23 اعترافات
الفصل 24
الفصل 25 و تشبعت الطرق 1
الفصل 26 وتشبعت الطرق 2
الفصل 27
الفصل 28 بين الرغبة والاحتياج
الفصل 29 شهوة عابرة
الفصل 30 طفل منبوذ
فصل 31 نقطه ضعف
الفصل 32 قدس عينيكي
الفصل 33 مشاعر محرمة
الفصل 34 اعتراف بالحب
الفصل 35 خبز الفداء
الفصل 36 الخوف من الحب
الفصل 37 أحتاجك
الفصل 38 انتِ لي
الفصل 39 فلنفترق
الفصل 40 اللحظة المنتظرة
الفصل 41 العوده للعاصمة
الفصل 42 والتقت القلوب
الفصل 43 لا رجوع
الفصل 44 لفحات من الحب
الفصل 45
الفصل 46
الفصل 47 أنين الروح
الفصل 48 العودة إلى الأردن
الفصل 49 عملية اختطاف
الفصل 50 نظرة عتاب
الفصل 51
الفصل 52 قرار فاصل
الفصل 53 بداية النهاية
الفصل 54 ذات لقاء
الفصل 55 نهاية ظالم وبداية عاشق
الفصل 56 بين مد وجزر
الفصل 58 شك و ريبة
الفصل 59 تراجعات
الفصل 60 الموافقة
الفصل 61 عن الهوى اتحدث
الفصل 62 الاتفاق
الفصل 63 معرفة الماضي
🌺🌸
الفصل 64 خيانة صديق
الفصل 65 و عادت زوجتي
الفصل 66 فستان أبيض
الفصل 67 على أرض غزه
الفصل 68 ليله زفاف
الفصل 69 انا اسف احبك
الفصل 70 انه الحب
الخاتمة... وماذا لو تلاقينا
الجزء الثالث

الفصل 19 ندوب غائرة

1.3K 34 0
By sibrahim7

الفصل 19
ندوب غائرة

أصعب اللحظات تلك التي نجد فيها أنفسنا عالقين بين الماضي و الحاضر....فلا بإستطاعتنا التجاوز و لا بإمكاننا النسيان....أو حتى الغفران....

-
- اختار اسمها من بین باقي الاسماء وقام بالاتصال .... دقيقة استمرت قبل أن ینبعث صوتها .... قام بوضع خیار مگبر الصوت لیسمع الكاتب الاسم .....

" صائب « جاءه صوتها من الجانب الآخر »

" بلسم لیک اسمعیني منیح .....

" تفضل عم اسمعک ...

" الاستاز محتاج اسم والدتک ....

" لیکو موجود عندک بالشهادة .....

" اي صحیح بس هو طالب الاسم گامل .....

" ......؟! لم یجبه سوی الصمت

" بلسم انتي معي

" اي .... اي معگ ....

" لم یفته نبرت التوتر تلک التي صاحبت صوتها : کنت عم اسألک شو اسم امک کامل .....

" لانا عزالدین شامي .....

" همس بصدمة شلت لسانه وتفکیره قبل أن یشعر بالهاتف یجد طریقه على الأرض : تالا عزالدین شامي ......

" أولاد خالة .....

- ذلگَ الصوت لم یکن سوى ذلک الرجل الذي گان على وشگ گتابة الاسم وقد سمعه لتسجیله ولکنه توقف ....عندما لاحظ تشابه الاسماء بین والدته ووالدتها ..... التفت من جدید الیه وهو لم یشعر بعد بسقوط الهاتف الذي تسبب في إغلاق الاتصال ..... تعلقت عینیه بالفراغ وکأنه لا یستطیع الاستیعاب .... اسمها ما زال عالقاً بذهنه ..... نعم انها خالته وزوجة عمه ..... تلگَ الرائحة یا الهي بالفعل انها رائحة الکرز ..... کیف له أن ینساها لقد گانت عالقة بداخله .... هل حقاً سمع الاسم کاملاً أم ان ذلگ کان مجرد هاجساً لیس أکثر ولکن الگاتب أیضاً سمع الاسم گما سمعه هو .... اذاً فهي حقاً ابنة خالته .... هل گانت تعرف بذلگ أم أنها مجرد محض صدفة لا أگثر .... ما هذه الصدفة هل گان القدر منصفاً عندما اختارها هي دوناً عن غیرها لتکون ابنة خالته .... تلگ الطفلة التي انتهگ طفولتها تحت مسمى زواج لم تگن سوُى ابنة خالته .... هل کانت تعرف انه ابن خالتها؟! .... أم أنها کانت أیضاً محض صدفةٍ لها .... ابنة خالته! !!!! یا إلهي ماذا فعل بنفسه ؟!....

" دکتور صائب ....

" من بین هذیانه ذاگ اخرجه صوت الکاتب لیحاول استیعاب موقعه وحالته تلک التي أصبح علیها التفت الیه مستفهماً ....

" کمل اجراءات الزواج دکتور ....

" باقتضاب ممزوج باختصار أجاب : اي گمل الاجراءات .....

ولأني سبقتگ بخیبتین ونصف ..

فإني أعرف من الوجع مالا تعرفه أنت ...

وأسوأ الوجع ما گان في ظاهره ترمیم لوجعٍ سابق!

أدعُ لگ وهم الانتصار المؤقت ...

في معرگةٍ گلا الطرفین فیها منهزم لا محالة ...

- سار بخطوات ثابتة موزونة داخل ذلگ المقر ... متجهاً الى ذلگَ المگتب الذي یتواجدون به کلاهما واللذان ینتظرانه گما اتفق معها .... الیوم سیضع النقاط على الحروف بهذه المهمة .... وقف أمام باب المگتب واستعد للدخول طرق عدة طرقات قبل أن یسمع صوت من الداخل یسمحُ له بالدخول .... فتح الباب بهدوء وثبات ودخل الغرفة ....

- ابتسامة هادئة رسمها على وجهه عندما قابلَ الاثنان اللذان گانا باتتظاره ، نهضَ الاخر مرحباً بصدیقه بحرارة قبل أن یلتفت لمن کان بجانبه

" سیدي أقدم لگَ الملازم الأول ریان رائد الخزندار .... نجل الرائد السابق رائد الخزندار ....

" هتفَ الآخر بعدم تصدیق مرحباّ به: اوووه حقاً انت نجل الرائد السابق رائد الخزندار .... نعم انگ تشبهه کثیراً .... گان یجب علي أن أعرف أن ابنه لن یکون سوى مثل والده .... أهلاً بکَ أیها الملازم

" جلَسَ بهدوء و ابتسم بفخر : أهلا بگ سیدي .... هذا فخرٌ لي أن أسیر على درب والدي ....

" سیدي الملازم ریان هو من تم زرعه داخل بیت المحامي محمد الذي قامت الملازم هازار من الخروج منه بغیة الانضام لمجموعة أخرى ....

" اذاً أنت هو من تم وضعه للتجسس على ذلگ المحامي .... في الحقیقة أخبرني آدم أنه قد قام بزرع عضو جدید بدلاً من هازار .... غیر أرني لم أتوقع أن یگون قد اختار نجل رائد الخرندار .... أسعدني حقاً معرفة تعاونگ معنا بهذا الشأن رغم أني أعرف أنگ تعتنق نفس الدیانة التي اعتنقها المحامي ...

" تنحنح الآخر لینحني قلیلاً : لهذا الشأن أتیت الیوم هنا سیدي .... لأتحدث معگم عن خطورة ما تقومون به في الآونة الأخیرة .....

" تناقل ادم والآخر النظرات المستفهمة قبل أن یجیب : لا أفهم عن ماذا تتحدث ؟!

" سیدي في البدایة قمتم بارسال هازار بصفتها ممرضة للمحامي نیگولاس .... وقد قمتم بزج آدم في حیاة خطیبته للتجسس علیهما ظناً منگما أنها سبباً في بعض الانفجارات الارهابیة التي تحدث في الآونة الأخیرة والتي توصلتم اليهـا .... بسبب تواجده أحیاناً قریباً من مگان الانفجار ..... ولگن گما أرى فإن الملازم هازار قامت بالتخلي عن مهمتها بناءاً على طلبها وذلگَ لم یگن مجرد هباءاً .... فالملازم هازار لم تجد ما یستدعي الشگ أو ما یستدعي وجودها في بیته بصفتها ممرضته ..... في حین أنها ارسلت لمراقبته ومعرفة تحرکاته ..... دعونا من المحامي فلنسلط الضوء على الآنسة خزامى الیعقوبي .... ملازم آدم فلنأخذ بعین الاعتبار ولتفترض أن محمد لم یعتنق الاسلام .... وبما أنگ گنت المراقب الأول للاستاذة بصفتگ خطیبها هل رأیت ما یستدعي الشگ؟؟ .....

" صمتَ الآخر وگأنه یحاول معرفة ما یرید التوصل الیه صدیقه الذي یصغره بخمس سنوات : حسناً أنا لم أرى شیئاً یستدعي الشک ولو بمقدار واحد بالمئة من تصرفات خزامى ..... فقد گانت طبیعیة کمثیلاتها الباقیات .... حتّى في حین گانت تخرج وگنت أنا على علم بذلگ گنت اراقبها .... وفی الحقیقة گما یقول ریان فإنه لم یبدر منها شيء یستحق الشک ....

" ماذا تقصدان أنا لا أفهم ما تریدان ایصالي الیه ....

" حسناً أنا سأخبرک سیدي آدم أخبرک ان طیلة فترته لمراقبة الاستاذة لم یجد هناگ شيء یستدعي الشگ .... في حین أنني أیضاً وکلت لنفس المهمة .... ولم یتغیر شيء مما توصل الیه .... الاستاذ المحامي رجلٌ معتنق الدیانة الاسلامیة .... حسن التعامل مع الآخرین ورغم ما مر به الا أنه لم یزده سوى تمسگاً في دینه .... وهناک أخبار جدیدة والدته الراهبة المتعصبة التي تسببت في انتگاس ولیدها قامت أیضاً بالدخول بالاسلام .... وهي تحول جاهدة اتباع ما نص علیه هذا الدین .....

" زمجر الآخر : هذا لا یهمني بشيء أنا أرید أن توضحا لي ما توصلتما الیه ....

" قاطعه آدم : سأوضح لک سیدي .... ما أراده توصیله ریان لکم هو نفسه ما أرادت هازار توصیله ....

" ماذا تقصد ....

" أقصد أنکم تراقبون الشخص الخاطئ ..... وأنگم انشغلتم بشخص لیس له أي ید بما یحدث من تفجیرات ارهابیة .... وجوده في بعض الأحیان مع رجال وشیوخ متدینین هذا لا یعني انتماءه لمنظمة معینة .... لقد انشغلتم بالشخص الخاطئ على الشخص المتسبب حقاً بکل هذه الأفعال .... وهذا ما یریدونه هم أن یشغلوگم بمن لا ذنب له عنهم لیقوموا بتنفیذ مخططاتهم ....

" هل تقصدان أننا قمنا بالتجسس على الأشخاص الخاطئین .... وان گان ما تقولانه صحیح .... فمن اذاً الشخص الحقیقی المتسبب في ذلک ....

" سیدي أظن أن هذه المرة قمنا بارسال هازار في المگان الصحیح ....

" ماذا تقصد ؟!

" سأل بصدمة : أین أرسلتم هازار .....

" لقد أرسلناها ....

" قاطعه آدم مسرعاً والتوتر بادیاً علیه : آها لا لا لقد تم ارسالها بمهمة سریة خارج المدینة لم یتبقی الگثیر لعودتها....

" رفع حاجبه باستغراب : هل أمر ذهابها مهمة سریة الى هذه الدرجة ....

" نعم یا صدیقی لا یعرف أحداً عن هذه المهمة ....

" أنا سأذهب الآن آدم سأنتظرگ في مگتبي عندما تنتهی .... هناک شيء یجب أن نناقشه سویاً ....

" أمرگ سیدي .....

" تابع خروجه بهدوء : ألن تخبرني أین ذهبت هازار ....

" هیا یا صدیقي دعک من هذا الأمر ما رأیک أن نذهب للنادي اللیلة لقد سئمت العمل کثیراً .....

" لحسن حظگ أیها الأشقر لقد أخذت اجازة من محمد فقد أصبح قادراً على الاستغناء عني .... گما تعلم فوجودي هناک خاطئاً بنسبة تسعين بالمئة .....

" حسناً اذاً فلنذهب اللیلة الى هناک .... ویکفیک من التحدث بالفرنسیة أشعر گأنني رجل آلي .....

" ضحگ الآخر بصخب : اي متل ما بدک گأنو مو انت الفرنسي وأنا العربي .....

" شو ساویلگ لیکنا من ورا الشغل صرنا نحگي أشگال ألوان .... المهم قلي شو أخبار وجه القمر .....

" زم شفتیه الآخر بامتعاض وقد ضربه بقبضته بمزاح : اسمها إیلا بس .... منیحة.. بس وحامها وحملها عم یجلطوني ....

" استحمل یا ابـني بدک تصیر أبو ببلاش .... الله یقوملک یاها بالسلامة ان شاء الله ..... شو أخبار الرائد ما عدنا شفناه من زمان ......

" والله أنا گمان ما عدت شفتو .... بیطلع بگیر وبیرجع باللیل .... ما حدا بیعرف شو عم یعمل .... وأنا بالفترة الأخیرة ما عدت شفتو گتیر منشان شغلي عند محمد .....

" صمت قلیلاً قبل أن یقول : وووو جدگ مو المفروض یعرف عن ابنو برضو ....

" جدي یا ابني لیه احنا بنشوف جدي قول .... جدي بروح على بیتو الجبلي .... بغط هناک شي خمس سنین وبرجع

" أظهر بعض من الد هشة : له یا راجل لک خمس سنین لحالو .... شو بعمل من دون لا ولد ولا مرة ....

" رفع گتفیه بعدم معرفة : والله ما بعرف گیف حیاتو هناک .... گیف بیاکل بیشرب ما بعرف کیف .... سیبگ منو.... قلي شو صار معک انت ....

" بخصوص شو ؟؟

" شو بخصوص شو هو في غیرا هازار ....

" عاد لصمته الغارق بالحنین قبل أن یجیب بشوق : ما بعرف عنها شي من هدیگ اللیلة .... حاولت بشتّى الطرق اني اعتزر منها ما گان یجیب معي .... الظاهر حکایتنا مو مقدر الها تستمر یا رفیقي ....

" مد کفه یلامس گتف صدیقه مواسیاً : انت غلطت کتیر یا آدم .... غلطک ما گان قلیل .... ظلمتا ... طعنت بأغلى شي بتملکو بنت ....

" رفع گفیه یحاول اخفاء الألم الظاهر على ملامح : لک والمسيح ما کنت بعرف .... ما گنت بعرف .... أنا غبي لک أنا بستحق الموت .... بس والله بحبها .... ما بقدر عیش من دونها .... لگ من وعیت على الدنیا وماتو ابي وامي بحادث ما عرفت غیرها هي گل عیلتي .....

" سحب نفساً حاراً لا یعرف ما علیه قوله : لا تقهر قلبک .... لیگ ان شاء الله بترجع .... هازار بتحبک والله وانت عارف هالشي أکتر واحد .... گل الفرقة گانوا شاهدین على قصة حبکن .... انتو اخلقتو لبعض .... بس انت خلیک قوي متمسک فیها .... لا تترکها

" تنهد بعمق : لگ ما بترکها لو هالروح تروح .... هي سبب نبض هالقلب القاسي ما بتخلى عنها لو شو ما صار .....

" حاول تغییر هذا الجو : اي طیب لگن رح نروح الیوم على النادي .... لحتى اغلبگ بالطاولة اشتقت لخسارتگ ....

" أنا برضو یلي بأخسر یا أزعر ....

" اي لکن أنا یعني .... انت آخر مرة خسرت ....

" اي لکن قوم لنشوف مین رح یخسر یا حضرت الملازم ....

" نهضَ الآخر بحماس : اي وأنا مستعد .... خلینا نروح .....
لا شيءَ يُضاهي رائِحةَ مَن نُحِبّ .. ولو اعتَصرَت فرنسا بأكمَلِها في قِنّينةِ عِطر ..

- عمَّ السکون والصمت أرجاء الغرفة .... وگأنها عادت لأوانها الأول غرفة مهجورة لا روحَ فیها .... گأن ما نطقَ به گان شبیهاً بالرصاصة التي اخترقت قلبها لتردیه قتیلاً گما کان ..... هل حقاً أخبرو ابنها أنه طفلاً غیر شرعي .... یا الهي ما أقسى هذه العبارات کیف استطاعوا فعلَ ذلگ .... گیف قتلوا طفلها بکلماتهم تلک .... ماذا فعلت لهم لتستحق کل هذا .... ابنٌ غیر شرعي .... کیف استطاع حبیبها وصغیرها العیش بهذا النبذ الذي أحاطوه به ....

" تالا .....!!

- صوته گان تلک القشة التي أخرجتها من دوامة تفگیرها لتقذف بها في دوامة من نوعٍ آخر .... تعلقت عینیها الفیروزتین القاسیتین ... بذلک الحنان الذي شعّ من عینیه ما زالت تقرأ ما بداخلهما دون أن ینطق حتّى ....

" همست باقتضاب : اترگني لحالي ....

" امتدت گفه محاولاً التخفیف مما تشعر به لتلامس گفها : اترگینا من الماضي ما رح حاسبگ على شي ....

- اتسعت عینیها بذهول ، لا تصدق ما تسمع .... هو أیضاً یظنها بذلگ السوء هل حقاً صدقَ تلک المؤامرة التي زُجت بها تلک اللیلة .... هل حقاً صدقَ ما تفوهت به على غیر هدى .... عندما قالت أن صائب لیسَ ابنه .... سحبت گفها بقوة وقد احتدت نظراتها تلک ....

" گزت على أسنانها بغضب : ابعد عني لا عاد تلمسني .... أنت انتهیت بالنسبة الي .... عارف شو یعني انتهیت ... هالقلب عطبن من گرهو الگ .... طلقني .... واترک ابني یروح بحیاتو یلي اختارها .... انت مانک أب صالح لیگون عندگ ولد من صلبگ .... انت رجال عدیم نخوة .... لهیک الله خسر فیگ ولد یقلک ابي .....
انت ما بتستاهل یگون عندک ولد ولا عیلة .... الي مانو خرج یحافظ على عیلة .... حرام یگون عندو عیلة من الأساس .... وانت ما گنت خرج تهتم وتحافظ على عیلتک .... طلقني ....

- نعم سگین لقد أصبح لسانها شبیه بالسکین الحاد .... وما عاد یقوى على مجاراة ما تقوله .... لم یعد یقوى على ذلگ .... الفراق أنهَگَ جسده .... الحرمان العاطفي أذبل خلایا جسده .... أصبحَ شبیهاً بعجوز على حافة الموت .... ینتظر اللحظة الحاسمة التي ستقضي علیه .... ویبدو أن علیه الانسحاب فوراً فما عاد ذلگ الدگتور المراهق العاشق ... وما عادت هي طالبته الفاتنة .... الصغیرة البالغة تسعة عشرَ عاماً علیه الهروب لگي لا یفقد ما تبقى من قوةٍ هنا فکلامها ذاگ أفقده قدرته على التحمل ..... نهضَ من مکانه بخطوات أشبه بشخصٍ یصارع الموت المحتم ..... ابتعد عن الکرسي بخطوات متثاقلة متجهاً لباب الغرفة .... دون أن یلتفت الیها لثانیة واحدة .... فتح الباب ومن ثم خرج منه کما دخلَ منه أول مرة ..... تابعت نهوضه من مکانه .... خطوات متثاقلة وکأنه شخصٌ ینطق أنفاسه الأخیره .... ابتعد عنها متجهاً للباب الذي دخل منه ..... تناهى الى سمعها صوت صریر المفتاح الذي صدر بقوة مع إغلاق الباب ..... لم تعد تقوى للسیطرة على منع جریان دموعها التي بدأت تغرق وجهها دون خجل .... تبگي بصمتٍ وحرقة .... ولکن سرعان ما فقدت السیطرة علیها لتتحول لشهقات الواحدة تلوَ الأخرى .... ماذا فعلوا بها وبابنها ، بشقیقتها توأمها .... لقد دمروا مستقبلها .... ما هو الذنب الذي ارتکبته لیگونَ هذا هو ذنبها .... حرموها من طفلها ..... من اختها .... من عائلتها التي لا تعرف عنهم شيء .... تباً لها ولذلک الحب الذي تسبب في گل هذا ..... لقد گانت مجرد مقامرة .... ما زالت تذکر تلک المعادلة التي گانت ترفض وجودها .... خوفاً من عواقبها ..... ولکن ذلگَ الیوم وفي المختبر .... وغیر گل شيء .... عندما تحول خوفها من هذه المعادلة الى مقامرة یجب أن تخوض غمارها وها هي الآن ‌أین وصلت بسببه ..... موافقتها تلک بعد اصرارها على الرفض ..... گانت شبیهة بالمؤبد الذي فرضته على نفسها .... رفعت یدیها المرتجفتین تحاول تهدئة شهقاتها التي تگاد تخنقها ..... تحاول استراق تلگ الذکرى من القنادیل المعلقة في ذاکرتها ....

...مشاعر تضاربت لدیها لا تعرف اهيِ مشاعر الخجل أم مشاعر الفرح الذيِ امتزجت بحبها له مع غیرته التيِ اظهرها لها الیوم ... احمرار طفا على ملامح وجهها جعلها تبدو أگثر جمالاَْ گفاگهة طازجة جاهزة للالتهام ولکنها محرمة علیه الى وقت غیر معروف ....

...توتر نافس احمرار وجهها وهيِ تحاول تخطیه لتعود لعملها

"أوقفها بلحظة تهور ِ سألتینيِ بیوم لو البشر گلهن خوفوگ من شيِ قالولگ لا تقرب منو وانت گنت خایف من هالشيِ شو بتعمل ؟ رح قلگ هلأ شو رح بعمل رح اتحداهن گلهن واکسر حاجز هالخوف وخوض هالشيِ رح اثبت لگل الدنيِ انيِ ما بخاف من شيِ رح اثبت لحاليِ انيِ قدو وما رح یوقفنيِ شيِ بهالدنیا حتى لو کنت خایف منو عرفتيِ هلأ شو هو الجواب الصح ...

- توقفت مگانها دون أن تلتفت الیه تنصت الى.....إجابته تلگ وما ان انتهى من اجابته التفتت الیه أخیراَْ ، وقد تلبستها بعض القوة ...

" ما فرینا منو ، خضنا هالشيِ دگتور خضناه بکل قوة عنا ... على أمل تگون گل تحزیراتهن راحت فشوش ما بتمد للواقع بصحة بس گنا غلطانین أوقات لازم تسمع گلام یليِ بنصحوگ مو گل ناصح الگ بگرهگ ... أوقات اليِ بنصحوگ بگونوا هنن نفسهن جربوا هالشيِ وداقوا نتائج فشلو ... وما بدهن غیرن یدوقوا اليِ داقوا هنن ...

..-حاول التحليِ ببعض بالصبر قلیلاً فلا ضیر من سماع ما داخلها

" لیکگ قلتیها یا آنسة تجرباتهن هنن ، هنن یليِ جربوا وهنن یليِ فشلوا ، فشلهن راجع لعدم صحة الشيِ یليِ عاشوا أوقات نحنا بندمر علاقاتنا بایدینا لانو ما قدرنا نعیشها صح ، لانو ما قدرنا نقدر گل لحظة عم تمنحها النا الحیاة ... الحیاة بتمنحنا التجربة مرة وحدة واذا فشلنا فیها صعب ترجع تمنحها النا من تانيِ ... والحِدِق فینا یليِ بیقدر یستغل هالتجربة لیخلیها تستمر معو طول الحیاة ... مو کل تجربة عاشوها الناس گانت فاشلة ومو کل تجربة عاشوها گانت ناجحة نحنا یليِ بنحگم على حیاتنا وتجاربنا بالفشل أو النجاح ...

" وانت لیگک قلتها دگتور نحنا ما بنعرف هالتجربة ممگن تنجح آو تفشل ... لیه نضطر نفوت تجربة ما بنعرف شو هيِ نتائجها ... ندخل لعبة ما بنعرف مین رح یطلع ربحان ومین رح یطلع خسران ..

- گان على وشگ قذفها بتلگ الآلة الحدیدیة التيِ بجانبه لعقلها الذيِ بدا له أصغر من عقل الطفل حدیث الولادة...

" هلأ عندگ الحب والزواج مجرد لعبة ...

" رفعت رأسها تنظر الیه بعد أن تنبهت الى سخافة ما قالته : ما گنت بقصد ... بعتذر دکتور بس لازم اطلع هلأ رح خلص اليِ بایديِ ...

" وقفيِ یا آنسة ...

... توقفت من جدید ترید الفرار بأيِ طریقة ولکنه یمنعها

" بیوم اميِ قالتليِ بنات بلادگ هنن أقوى بنات بالدنيِ گلها ... لا یغرگ هدوءهن ورزانتهن ... عند التحديِ هنن قد گل شيِ ما بیخافن من شيِ بهالدنَيِ غیر من اليِ خالقهن ... والیوم أنا رح روح لتربة اميِ قلها گنتيِ غلطانة یا اميِ ... مو گل بنات بلاديِ من هالفصیل ... ولیگنيِ عم شوف قداميِ ...

...گان یعرف أنه قد ضرب على الزر المقصود ضربه فيِ الوقت المناسب وها هيِ ملامح وجهها بدأت بالثوران شیئاً فشیئاً ..تقدمت منه بشموخ وقوة جبارة قد تلبستها ...

" امگ گان عندا حق بگل حرف قالتلگ یاه حضرت الدکتور ... ولیگنيِ أنا الیوم قدامک وهلأ بهيِ اللحظة بقلگ رح خوض التجربة ...

" قلبه الذيِ رقص فرحاَْ گاد یفضحه أمامه بابتسامته التيِ حاول اخفاءها أمامه : قد التجربة یا آنسة ...

" ايِ قدها وقدود ..

" ابتسم باشراق : ايِ لگن انطرینا الیوم المسا ..

" سألت باستغراب : انطرگ وین ؟!

" شو وین یا آنسة ؟ لبیتگ منشان نطلبگ رح جیب الشیخ ... والا ما رح تستقبلینا

" ظهرت علامات الصدمة على وجهها والتي ِ اختلط مع خجلها : الیوم مو مستعجل دگتور ... بهايِ السرعة...

" حاول تهدئة قلبه لگيِ لا ینقض علیها یفترسها فما زال هناگ وقت : لا مو مستعجلین أخيِ خطب اختگ وتزوجها بنفس الیوم والا نسیتيِ گأنو دکتورة ...

" توترت وهيِ تقول : لا ما نسیت بس لانا وضعا بختلف عن وضعيِ ... انا ما رح اتزوج بهيِ السرعة

" وأخیراَْ أفلت زمام السیطرةّ على لسانه : لیگ اسمعینيِ من هلأ ما عنديِ شيِ اسمو خطوبة وطلعات ونزلات الیوم بنخطب بگرة بنتزوج ....

" اشتعلت عینیها الفیروزتین غضباََ : لیه دگتور حد قلگ أنا جایة تهریب من الحرب بدگ تتزوجنيِ بیوم ولیلة

" ابتسم لگلمتها التيِ دغدغت روحه : لا یا دگتورة انتيِ جایة تهریب من الجنة ...

...اختفت باقيِ الگلمات لدیها ما عادت تستطع النطق بحرف واحد یستطیع ایقافها بگلمة واحدة ...
" شعر بها ولم یرد أن یزیدها علیها عندما لاحظ عدم اجابتها : رح نخليهاِ اسبوع لتجهزيِ حالگ منیح هیگ ...

" رفعت رأسها باعتراض ... قاطعها بسرعة وهو یقرأ الاعتراض فيِ عینیها : ولا حرف ما فيِ اعتراض ... بديِ تکونيِ عنَديِ قبل الامتحانات ...

... اکتفت بالصمت فما عاد لدیها رأيِ بعد ما تقوله ... لم تتخیل فيِ الحلم أن تنتهيِ هذه المحادثة الشاذة بینهما بهذا الأمر .... رحم صمتها الذيِ طغى على وجهها ... لیجعلها گطفلة لا تجد شیئاَْ تقوله ...

" تقدريِ تروحيِ هلأ ... خلصتيِ محاضرات ما هیگ

" هزت رأسها بنعم : ايِ خلصت ... بس بعدو المختبر ما خلصتو .....

" اترگیه هلأ بجیب واحد من الشباب بساعدنيِ ... روحيِ هلأ ... و بشوفگ المسا

" همست وهيِ تأخذ حقیبتها وتخلع روبها الأبیض : بشوفک

گانت عمري ....
کانت روحي ....
کانت ملکي ....

راح العمر غدر وقهر ....
و مبقیتي ملگي .....
کلشي راح ... ترک جراح .....
بس جرحگ انتي ....

عایش بالروح ... وما بروح .....
تبقي انتي ....
هیدا قدر.... بین البشر....

ما ترتاح قلوبنا ....
گانت الي گل الدني ....
وهلأ صارت حلمْ ......

.........

- في القصر ذاته ولکن مگان خارج القصر .... جالساً بالقرب من أشجار الگرز .... یحتسي قهوته العلقم گعلقم أیامه وسنواته الخالیة بدونها ..... ها قد استفاقت زوجة أخیه .... ها قد عادت لوعیها من غیبوبة استمرت لسنوات طویلة .... ستعود الحیاة لهذا القصر بعودتها .... سیعود گل شيء گما گات قبلاً ..... ولکن حاله سیبقى گما هو ..... لن یتغیر .... یعیش على ذکرى صغیرته التي فرط بها ..... ومن أجلِ ماذا ؟؟.... من أجل بضعة نقود لم یطل منها شیئاً .... تباً لطمعه ذاک .... تاق لها ..... أصبحَ گالمجنون بعدها .... صغیرته التي لم یشعر بمقدار عظمتها في قلبه الا عندما فقدها ..... اشتاق لعینیها لرائتحها التي گان یدمنها .... رائحة گرزها التي لا تقدر بگل أنواع العطور الفرنسیة ولو عصرت جمیع أنواع العطور فی العالم لن تصبح أجمل من رائحتها .... عشقها حد الموت .... یتوق لهمسة واحدة فقط من شفتیها باسمه ولیذهب بعدها للجحیم ..... اشتاق لطعم العسل من شفتیها .... الذي ما زال عالقاً بشفتیه الى هذا الیوم ......

" رائد .....

- صوت شقیقه الصادر من خلفه جعله ینتبه لنفسه و لذلگ الخیط الساخن الذي تسلل من عینیه لیجد الطریق لخده .... أشاح بوجهه بعیداً .... یرفع گفه یسارع بمسح دموعه التي خانته على حین غرة ....

- گان یعرف أنه سیجده هنا .... ففي الآونة الأخیرة أصبحَ هذا المگان ملجأه الوحید ..... وکأنه یهرب من واقعه الذي یخلو منها ..... لیجد بقایاها هنا ..... رحلت ذلگَ الیوم ولم تعد ..... لم یعرفوا عنها شيء وکأنها عاقبته بما فعله بها وقد کان شقیقه مستحقاً لما حدث ..... اقترب منه محاولاً مواساته ما زال یذکرها .... وکأنه لم یصبح أقرب لعجوز شاخ وهو ینتظر عودة أحبابه .....

" رائد حاجتگ یا أخي .... لایمت رح تضل بهالحالة ....

" تنهد الآخر بانگسار : لتحن علي وتجي ....

" واذا ما رجعت یا أخي رح تبقى بهالحال ....

" قلبي عم یقلي انها بعدا عایشة رح تجي والله رح تجي .... رح انطرها گل یوم بهالمگان .... بعرف هي بتحبو گتیر .... هي بتحبني ما فیها ما تجي ...

" حاجتگ یا أخي حاج لک ارحم حالک .... اختها ما عادت تعرف عنها شي من سنین .... الحرب ما ترکت شي مگانو .... قتلتهن گلن .... هجرتهن .... ما عاد عندن حدا یعیشوا الوو....

" هتفَ بزئیر : لا لا ما رح سدق لانا ما بتترگني لیگ هي قالتلي ما رح تترکني .... قلبي عم یقلي انها موجودة رح تجي وأنا رح انطرها .... لیگگ نطرت تالا کتیر .... ولیکها فاقت یعني الأمل موجود ... لا تقتل أملي یا أخي الله یوفقگ والله ما عدت قدران اتحمل ....

" جثى بجانب شقیقه محاولاً مواساته : لا تخاف یارب یارب تکون بعدا عایشة .... رح ترجعلگ رح ترجعلگ بس قول یارب ....

" رمى بجسده وهمومه على شقیقه : یا رب یارب ما عاد فیني اتحمل ما عدت قدران یارب ....

" همس الآخر بألم تسلل الیه : یارب انت القادر على گل شي ....
- کل شخص نلتقیه في الحیاة

یحمل الینا رسالةٍ ما

ما ان یبلّغها حتى یغادر

شئنا ذلگ أم أبینا

وقد بدأت أعرف الحگمة من مرورک !


- بعد أن أصبحوا جمیعاً داخل ذلگ البیت القدسي .... وگأنهم قد عادوا الى الأمان الذي کان یلمهم .... أسامة منذ استیقظ وهو ما زال على صمته لا یتحدث .... حاولوا جمیعهم التحدث الیه .... إلا أن ذلگ لم یگن یجدي نفعاً .... وهذا ما زاد خوفهم علیه .... لم یعرفوا ماذا حل به .... وهل لما حدث سبب في ذلگ .....
" مش هینفع نشتغل أي حاجة وحالة أسامة کدة .... مستحیل مش هنقدر .... کتائب بصي علیا متأگدة انو الي قلتیه هو دة الي اتعمل فیه

" استاز والله هاد الي صار .... ما بعرف بعد ما أغمى علي ایش صار .... أو ایش عملوا ....

" جواد الي صار مع أسامة مو قلیل .... ردة فعلو هاي هتکون طبیعیة بسبب الي تعرضلو .... أي شخص تعرض للي تعرض الو أسامة طبیعي یصیر فیه هیگ .....

" بس احنا مش هنقدر نگمل شغلنا من غیر فرد مهم زي أسامة ....

" علقت جیني : لا تقلق استاذ فینا نگمل .... أنا متأگدة أسامة رح یصیر أحسن .... بس هو الیوم تعبان وأگید رح یرجع متل قبل ....

" بنقول یارب .... عبد اتواصلت مع القناة ....

" أیوة تواصلت معاهم .... أول بأول بنتقل وبیوصل گل شي .....

" وجیني جهزتي الي گنا عاوزینو ....

" گل شي جاهز استاز ما ضایل غیر نوزعهن ....

" تمام وأنا ومیس عملنا المطلوب یبقى دلوقتي مش ف.....

- قاطعته عن الحدیث تلگَ الطرقات التي انبعثت من جهة الباب ... لیتبع تلگَ الطرقات دخولها وهي تحمل تلگ الصینیة وهمستها برد السلام .... لقد استوعب الآن عدم وجودها لقد گان قد نسي فعلیاً وجودها أو عدمه .... حاول جلیاً قدر المستطاع ایقاف تلگ المضخة التي تگمن داخل أسوار صدره یشعر أن صوت دقاتها ستفضحه في أي لحظة .... هذه المرة الثانیة التي یتسنى له الفرصه لیراها ببیجامة بیتیه .... وکم أظهرت جمال جسدها وتناسق منحنیاته الشبیهة بعود الخیزران ..... تحاشى النظر عنها قدر المستطاع فهذه الفتاة یبدو أنها ستگون سبباً في انهاء عمره ....

" بصوتها الرفیع : مسا الخیر .... یعطیگو العافیة

" مسا النور .... الله یعافیگي

" ابتسم عبد الحق : یا هلا بالحامل والمحمول ....

- تقدمت منهم بالصینیة التي گانت تحمل البسبوسة والشاي ..... جثت على الأرض بجانب عبد الحق .... لتضع الصینیة

" یا عم یا عم احنا هنتدمر هنا .... خالتو ام العبد رح تجیب اخرتنا بهالحجات الحلوة ....

" ابتسمت في وجهها : صحة وهنا یا عسل .... البسبوسة ساخنة کلوها الحین بتکون أزکى .....

- قالت گلماتها تلک ومن ثم عادت للنهوض ....

" تصبحوا على خیر ....

" وین اقعدي معنا ..... لسة الوقت بکیر على النوم ....

" والله گان بودي بس بگرة هسافر على یافا .... لازم أگون مرتاحة ..... انتي عارفة التصریح ونقاط التفتیش وهیگا .....

- رفع رأسه ینظر الیها .... عن أي سفر تقول هذه .... تصریح .... تفتیش .... احتقنت عینیه عندما تذکر تلک المرة الأولى التي تم اخضاعهم للتفتیش ماذا حدث ....

" تنهدت گتائب : برضو هتروحي على یافا ..... طیب خلیها لبعدین ....

" گتائب لازم أروح .... اشتقت لخوالي .... زعلانین لیه ما رحت .... احنا بأي وقت ممگن نرجع بدي أشوف الکل اشتقتلهم ....

" طیب گنتي استنیتي عبد الرحمن یتحسن وتروحي معاه .....

" لا انسي عبد الرحمن وانتي عرفاه بلاش یطلع هالفترة الجایة .... بعدین گلها گم یوم وأرجع .... ما بطول ....

" طیب گنتي نطرتي لیخلص هالوضع ورحنا کلنا معک ..... نحنا گمان نفسنا نشوف یافا ....

" صمتت قلیلاً قبل أن تعلق گتائب : صح گلامها بعدین کرم فرحو الاسبوع الجاي یعني هیک هیک بدک تحضریه ....

" کرم مین ؟!

" التفتت الیها کتائب : ابن خالتي أم جهاد ....

" ان شاء الله خیر .... تصبحوا على خیر ....

- قالت گلماتها المقتضبة ... ومن ثم ولت هاربة من المگان أجمع ....

" شو فیها گأنها مزعوجة من شي
« سألت جیني توجه الحدیث لگتائب »

" هزت رأسها بنفي : لو جهاد الله یرحمو عایش گان فرحو مع گرم..... کان المفروض فرحوا یگون قبل سنتین زي ما تحدد من شي اربع سنین لأنو البنت کانت بتدرس لسة ..... بس موت جهاد خلاهم یلغوه ویحددوه لوقت تاني .... یعني الله یرحمو لو عایش کان فرحو على سما الاسبوع الجاي ....

- صمت عمَ المگان بعد حدیث گتائب ذاک قبل أن یقاطع هو صمته ....

" الله یرحمو .... نرجع نشوف شغلنا .....

- خرجت مسرعة وکأنها تهرب من أعینهم .... تحاول قدر المستطاع السیطرة على دموعها التي جرت دون أن تگون متأهبة لها .... الاسبوع القادم فرح کرم ..... کان سیگون فرحاً ثنائیاً أیضاً یجمعها معه .... ولگن فرحتها لم یگتب لها الاگتمال .... حُرِمَت منه وحرمت من فرحتها .... ااااه على قلبها الممزق من یشعر بما تشعر الآن لا أحد ... هدأت من روعها مسحت دموعها ..... قبل أن تطرق باب غرفة شقیقها للتأکد من عدم احتیاجه لشيء .....

" دخلت بابتسامتها الهادئة : گیفو حبیبي ....

" ابتسم لمدللته : حبیبتي تعالي ....

" اقتربت منه وما ان اصبحت بجانبه حتّى احنت بجذعها تقبل جبینه : کیف صرت حبیبي ...

" الحمد لله زي الأسد ....

" یخلیلي یاگ یارب .... لیه لسة ما نمت ....

" سما بدي منگ شغلة ....

" شغلة شو هاي قول ....

" رقم مرام بنت خالتگ ....

" ظهر التساؤل على وجهها : وشو بدک برقم مرام .... أخي انت هلقیت صرت خاطب وبعد گم شهر هتتزوج .... اترگگ منها انت اخترت وارضى باختیارک ....

" سما ممگن تعطیني یاه وانتي ساکتة .... بدي رقمها بس ...

" تنهدت : ایش بدگ من رقمها .... ایش بدگ من البنت ...

" سما لا تبدي شغل التحقیق معای هلقیت هتعطیني یاه والا لأ ....

" طیب بس بدي أعرف ایش بدک تحگیلها ....

" ما دخلگ ....

" نهضت من مکانها : اهاااا هلقیت صار ما دخلني .... طیب ما في أرقام وتصبح على خیر ....

" سحبَ نفس عمیق قبل أن یقول : اقعدي أنا ایش خلاني أطلب منك اشي شو هالذل هاد ....

" احگي سمعاگ ....

" بدي أشگرها على الي عملتو ....

" هاد بس ؟!

" اه والله بس هیگ ....

" طیب

- سحبت هاتفه المسجى بجانبه وقامت بفتحه لتسجل الرقم علیه

" تفضل ، یا ویلگ اذا بتحگیلها أنا الي أعطیتک یاه .... بس ما بظن تگون صاحیة هلقیت خلیها لبکرة وخلص ....

" خلص انتي اطلعي ما ردت بگلمها بگرة ....

" طیب بدگ اشي ....

" لا سلامتگ ، رایحة على یافا بگرة ....

" هزت ذراعیها بعدم معرفة : ما بعرف ما بظن فرح گرم قرب یمگن أأجلها لبعد الفرح .... تصبح على خیر

" تلاقي الخیر سگري الباب معک ....

- راقب خروجها من الغرفة واغلاقها للباب بعد ذلگ .... نظر الى الهاتف والى الرقم المسجل أمامه .... سیتصل علیها لن ینتظر للغد .... سحبَ نفساً طویلاً قبل أن یضغط زر الاتصال ..... رفع الهاتف یضعه على اذنه ینتظر الاجابة .... دقیقة .... دقیقتین.... ثلاثة .... أربعة قبل أن تمر الدقیقة الخامسة گان الخط قد فُتِحَ لیصله صوتها الشبه نائم ....

" تناهى الیه صوتها الهادئ : ألو السلام علیگم ....

" صمت قلیلاً یحاول الاحتفاظ بهذه النبرة الهادئة : وعلیگم السلام ... مرام

" وصله صوتها واضحاً قلیلاً : أهلین مین معي .....

" تردد قبل أن یقول : عبد الرحمن ....

" لم یعد یسمع لها أي ردة فعل سوى أنفاسها المضطربة التي وصلته عبر الاتصال : مرام

" ااهااا معک آسفة ما انتبهت للصوت أهلین عبد الرحمن گیفگ یا ابن خالتي. ان شاء الله أحسن ....

" الحمد لله بخیر .... آسف شگلي صحیتک من نومتگ ....

" لا ولا یهمگ بسیطة ، گیف اصابتگ ان شاء الله منیحة .... سألت امي قالت منیح ما بتحتاج مستشفى ....

" الحمد لله منیح ....

" عاد الصمت یخیم على ذلگ الاتصال ؛ قبل أن تقطعه هی

" گیف خالتي وبنات خالتي ....

" الحمد لله کلهم بسلموا علیکي ....

" الله یسلمهم یارب ....

" استجمع قواه قبل أن یقول : مرام شگراً على الي عملتیه معي ....

" على شو ما عملت شي انت زي أخواتي جهاد وگرم ولو سما أو کتائب گانت مگاني گان عملت نفس الاشي .....

" گیف ایدگ ....

" الحمد لله منیحة ما فیها اشي ....

" لیه عملتي هیگ ....

" صمتت قبل أن تقول : گان لازم أعمل هیک والا گانو گشفوگ .... ما گان قدامي غیر هالحل .....

" ما بعرف شو أحگیلک ....الي عملتیه هاد ما بنساه طول عمري ....

" لا تحکي شي. .... لو أي حدا کان مگاني گان عمل نفس الشي ....

" قاطعها على حین غرة : أنا آسف ....

" صمتت لبرهة قبل أن یگمل : آسف على گل گلمة قلتها .... ما کان لازم أحکي هیگ ....

" ولا یهمگ انت متل أخوي .... الله یتمملگ على خیر .... لازم ارجع نام ....

" لم یگن غبیاً ولم تفته تلگ النبرة الغریبة التي طرت على حدیثها : مرام ....

" أیوة ....

" والله ما گان قصدي احگي هیگ .... کنت غبي وحکیت حجات ما الها داعي ....

" عبد الرحمن تصبح على خیر ....

" عرِف أن وقته معها قد انتهى وها هي تعجز عن الرد .... ولذلگ تفضل الانسحاب : تلاقي الخیر ....

- أغلقَ الهاتف .... ولکنه لم یکن یعرف أنه باغلاقه للهاتف .... کان قد فتح لنفسه أبواباً لا یمگن اغلاقها .... گل رعشة أصابت کل کلمة کانت تنطقها کان یشعر بها .... کیف لا یشعر بها وهو یحفظ گل همسة گیف تنطق بها .... انها تلگ الصغیرة التي ترعرعت أمام عینیه .... هي نفسها التي گانت تأتیه تبگي عندما یقوم أحد اخوتها بضربها فیقوم مسرعاً باحضار حقها لها .... گیف ینسى ضحگاتها أفعالها الصبیانیه ..... کیف ینسى کیف گان یضرب گل من کان ینزل دمعة من دمعاتها .... وماذا فعل هو بالامس .... تسبب في انزال تلگ الدموع والکثیر منها .... صورتها لا تفارق خیاله .... گلماتها الخائفة القلقة علیه لا تخرج من ذهنه .... ما زال یرى أمامه دموعها الخائفة علیه .... رعشاتها التي لم تقوى على اخفاءها أمامه .... ماذا فعل بنفسه وبها ....

- أغلقت الهاتف .... بل سقط من یدیها لیجد طریقه على فراشها .... رفعت گفها المرتعشة تحاول جاهدة گتم تلگ الشهقات وگبتها لکي لا یستیقظ أحدهم ویشعر بها ..... حملت وسادتها تگتم آاااهاتها وأناتها داخلها .... دموعها التي لم تقوى على السیطرة علیها شهقاتها التي مزقت روحها ..... کل کلمة نطق بها گانت أشبه بشوگة تغرس في قلبها .... یتأسف لها وبعد ماذا بعدما حطم قلبها .... بعدما مزق روحها لأشلاء لیلقي بها دون رحمة .... من لقلبها من لأنّاتها وآهاتها ....من یشعر بها .... لا أحد .....

" همست بألم داخلي تحاول گبته قدر المستطاع : یارب یارب انت وحدگ ماني قادرة اتحمل ....
- نام صغیرها .... وهي لم تنم بعد .... عینیها لم تجدا طعم للنوم .... منذ أغلق الهاتف فجأة عند نطقها باسم والدتها .... لقد عرف هي متأگدة أن صمته ذاگ کان دلیلاً على معرفته .... لمَ لم یعد الاتصال .... ماذا حدث .... لقد توقعت حضوره دونَ تردد .... لم تگن تتوقع أن معرفته بهویتها ستکون بهذه السرعة .... اجراءات الزواج واسم والدتها لم یکن بالحسبان ..... لم یگن ضمن مخططاتها التي خططت لها .... معرفته بأنها ابنة خالته ..... ربما سیکون سبباً في الغاءه للزواج .... توقفت قدمیها عن السیر في المکان .... عندما ارتفعت صوت الطرقات على باب بیتها .... لبرهة تمگن الخوف والتوتر منها .... من سیأتیها بوقتٍ گهذا .... تحرکت بحذر عندما عادت الطرقات من جدید للصدور .... سحبت الشال الذي گان قریباً منها ووضعته على رأسها ... وقفت أمام الباب بترقب ....

" مین ؟!

" أتاها صوته هادئاً من خلف الباب : أنا ....

" همست بخفوت : صائب ....

- ما الذي أتى به بوقت کهذا.... لقد توقعت حضوره ولکن لیس الآن .... ثوانٍ مرت قبل أن تسحب نفساً عمیقاً تأهب نفسها لاستقباله .... لم تخطئ عینیها ما رأته حالته المزریة التي تظهر أنه مرهق .... کانت ظاهرة للعیان ... ماذا حلَ به ....

" مسا الخیر ....

" أهلین مسا الخیر ....

" آسف جیت بوقت متأخر فینا نحگي شوي ....

" ابتعدت عن طریق الباب مفسحة له بالدخول : تفضل ....

- دخل بتثاقل گالمترنح .... وسار متجهاً نحوَ أول أریکة صادفها أمامه ، تابعت دخوله لبیتها بهدوء وترقب ، سرعان ما أغلقت باب البیت ومن ثم توجهت اتجاهه ....

" جود نایم ....

" اي متعود ینام بکیر بکرة عندو امتحان ....

" آسف جیت بهالوقت .....

" بسیطة .... تشرب شي .....

" قال ببعض الارهاق : رح غلبک معي اذا فیگي تعملیلي فنجان قهوة ....

" تگرم هلأ بعملگ ....

- سارت بضع خطوات مبتعدة عنه ..... ولکنه أوقفها قبل أن تبتعد أکثر ....

" کیف ما لاحظت الشبه یلي بیناتگن .... نفس الریحة .... نفسها للعیون .... ایمت گنتي رح تقلیلي انگ بنت خالتي ....

" توقفت مکانها وقد شلت قدمیها عن الحرکة اذاً فقد عرف ... ماذا علیها أن تجیب .... التفتت للخلف بآلیة : ما کنت بعرف غیر من شي گم یوم ....

" گیف عرفتي ولیه ما قلتیلي ....

" بابا جوزیف هو یلي قلي .... کان رفیقو لبیگ بالجامعة .... ما گنت بعرف أنا ....

" وشو قلک غیر انگ بنت خالتي .... ما قلگ مین أنا ....

" هزت رأسها بنفي : ما قلي غیر هالشي .....

" ما طالع بایدک تگزبي منیح یا بنت خالتي .... الاستاز جوزیف قلگ على گل شي .... فیگي تروحي تساویلي فنجان القهوة .....

- استعادت قوتها .... وهي تمشي مبتعدة عنه اتجاه المطبخ .... ابتسم بتهگم وارهاق .... خدع ، خدع ، گذبات ووهم .... گل حیاته أصبحت وهم وخداع ... حتّى هي خدعه القدر بها بمعرفته انها ابنة خالته .... حقاً گیف لم یلاحظ ذلگ .... رائحة خالته التي ما زالت عالقة بأنفه للآن .... عینیها الرمادیتین گیف لم یلاحظ ذلک .... تباً لگل شيء ماذا یخبئ له القدر أیضاً ... والدته وما فعلته طفولته التي حرم منها .... زوجته وطفله الذین حرم منهما .... تلگ الصغیرة التي انتهک طفولتها في سن السابعة عشر .... یا الهي کیف لم یلحظ ذلگ لقد ترگته والدته بنفس السن الذي ترگت فیها بلسم عائلتها في ذلگَ الیوم ..... طفله الذي گبر بعیداً عنه .... ولم یکتفی القدر بهذا بل أظهر حقیقة تلگ الصغیرة انها ابنة خالتها ...... انه مرهق حد الموت .... متعب حد الفقدان .... لم یرد أن یحضر الى هنا لقد أخطأ في الحضور هنا وفي هذا التوقیت .....

- بعد مضي حوالي عشر دقائق گانت القهوة قد أصبحت جاهزة حملتها متجهة بها للخارج .... وبالتحدید نحوه هو .... توقفت قدمیها عن المتابعة عندما وقعت عینیها علیه .... گان قد تخلى عن معطفه .... ورمى بجسده على الأریگة المزدوجة .... اقتربت منه ووضعت الصینیة جانباً .... ملامحه تضج بالارهاق .... وکأنه لم ینم منذ سنة گاملة .... رغم نومه الغیر مریح الا أنه نائمٌ بعمق ..... هذه المرة الأولى التي تراه فیها بهذا الارهاق الظاهر علیه .....

" سحبت نفساً طویلاً وأخرجته بهدوء قبل أن تقترب منه لتجهز نفسها لما ستقوم به : صائب .... صائب ...

- عادت من جدید محاولة ایقاظه .... ارتفعت گفها لتلامس گتفه ....

" صائب .... صائب فیق ....

" تحرک بهمهماتٍ صدرت منه دون أن یجیب

" صائب .... فیق ....

- فتح عینیه بارهاق وقد تعلقت عینیه بها .... صمت لثوان استمرت قبل أن ینهض من مکانه ... عندما انتبه لنفسه ....

" اسف ما اخدت بالي....

" قوم نام بغرفة جود ....

" لا لا ما في داعي .... بگرة بمر علیکي وبنحگي .... تصبحي على خیر ...

" أوقفته : دکتور فیگ تنام اللیلة عند جود ....

- توقف قلیلاً ینظر الیها هو حقاً مرهق ... بل لا یقوى على أن یسوق سيارته في وقتٍ گهذا ... هو فعلاً جسده مرهق ومتعب ....

" ما بدي تقل علیکي ... ما في مشگلة بگرة بآجي

" ما في تتقیل ولا شي .... فیک تنام جمبو سریرو گبیر رح یفرح لما یلاقیگ حدو بگرة .... رح رجع الصینیة للمطبخ ... خد راحتک ....

- قالت گلماتها تلک ومن ثم حملت الصینیه وعادت بها للداخل وگأنها بذلک تعطیه حریه لیذهب لغرفة الصغیر ...... بمجرد اختفاءها داخل المطبخ .... تحرگ بخطوات متثاقلة لغرفة صغیره وما ان دخلها حتّى سار بخطوات هادئة نحو سریر صغیره لم یحتج لاشعال الضوء فقد گانت تلک النواسة الصغیرة گافیة لیعرف أین یرقد صغیره .... قذفَ بمعطفه واتجه الیه وما ان وصله حتّى جثى أمامه یقبله بنهم رائحته الطفولیة تشده الیه گطفلٍ صغیر .... نهضَ من مکانه .... واعتلى سریره لیمدد جسده بجانبه .... حمله و سحبه الیه .... لیضمه بین ذراعیه .... بل لقد اعتصره بین أحضانه وگأنه یحاول البحث عن الأمان بین ذراعي صغیره الذي لا یرى من هذه الحیاة شیئاً سوى جمالها المخادع ..... أغرق وجهه داخل شعره الکثیف .... بعد أن أغلقَ عینیه محاولاً البحث عن بعض الراحة بین ذراعي صغیره .....

- وقفت بالقرب من غرفة طفلها التي اختفى داخلها قبل قلیل .... مجرد همهماتٍ صدرت منه مصحوبة بآهات گانت واضحة لسمعها الذي أرهفته .... حرکت رأسها بهدوء لتنظر داخل الغرفة .... نائماً محتضناً صغیره وجهه قد أخفاه داخل شعره .... ماذا حل به .... هل گان خبر معرفة انها ابنة خالته .... صعباً الى هذه الدرجة .... هذا لم یکن رد فعله الحقیقي هو مرهق لیس إلا .... الإرهاق ظاهر علیه .... ابتعدت بخطوات هادئة لکي لا یشعر بها وقد انسحبت من المکان لتذهب متجهة لغرفتها تارگةً صغیرها بصحبة والده .....

- نام صغیرها .... وهي لم تنم بعد .... عینیها لم تجدا طعم للنوم .... منذ أغلق الهاتف فجأة عند نطقها باسم والدتها .... لقد عرف هي متأگدة أن صمته ذاگ کان دلیلاً على معرفته .... لمَ لم یعد الاتصال .... ماذا حدث .... لقد توقعت حضوره دونَ تردد .... لم تگن تتوقع أن معرفته بهویتها ستکون بهذه السرعة .... اجراءات الزواج واسم والدتها لم یکن بالحسبان ..... لم یگن ضمن مخططاتها التي خططت لها .... معرفته بأنها ابنة خالته ..... ربما سیکون سبباً في الغاءه للزواج .... توقفت قدمیها عن السیر في المکان .... عندما ارتفعت صوت الطرقات على باب بیتها .... لبرهة تمگن الخوف والتوتر منها .... من سیأتیها بوقتٍ گهذا .... تحرکت بحذر عندما عادت الطرقات من جدید للصدور .... سحبت الشال الذي گان قریباً منها ووضعته على رأسها ... وقفت أمام الباب بترقب ....

" مین ؟!

" أتاها صوته هادئاً من خلف الباب : أنا ....

" همست بخفوت : صائب ....

- ما الذي أتى به بوقت کهذا.... لقد توقعت حضوره ولکن لیس الآن .... ثوانٍ مرت قبل أن تسحب نفساً عمیقاً تأهب نفسها لاستقباله .... لم تخطئ عینیها ما رأته حالته المزریة التي تظهر أنه مرهق .... کانت ظاهرة للعیان ... ماذا حلَ به ....

" مسا الخیر ....

" أهلین مسا الخیر ....

" آسف جیت بوقت متأخر فینا نحگي شوي ....

" ابتعدت عن طریق الباب مفسحة له بالدخول : تفضل ....

- دخل بتثاقل گالمترنح .... وسار متجهاً نحوَ أول أریکة صادفها أمامه ، تابعت دخوله لبیتها بهدوء وترقب ، سرعان ما أغلقت باب البیت ومن ثم توجهت اتجاهه ....

" جود نایم ....

" اي متعود ینام بکیر بکرة عندو امتحان ....

" آسف جیت بهالوقت .....

" بسیطة .... تشرب شي .....

" قال ببعض الارهاق : رح غلبک معي اذا فیگي تعملیلي فنجان قهوة ....

" تگرم هلأ بعملگ ....

- سارت بضع خطوات مبتعدة عنه ..... ولکنه أوقفها قبل أن تبتعد أکثر ....

" کیف ما لاحظت الشبه یلي بیناتگن .... نفس الریحة .... نفسها للعیون .... ایمت گنتي رح تقلیلي انگ بنت خالتي ....

" توقفت مکانها وقد شلت قدمیها عن الحرکة اذاً فقد عرف ... ماذا علیها أن تجیب .... التفتت للخلف بآلیة : ما کنت بعرف غیر من شي گم یوم ....

" گیف عرفتي ولیه ما قلتیلي ....

" بابا جوزیف هو یلي قلي .... کان رفیقو لبیگ بالجامعة .... ما گنت بعرف أنا ....

" وشو قلک غیر انگ بنت خالتي .... ما قلگ مین أنا ....

" هزت رأسها بنفي : ما قلي غیر هالشي .....

" ما طالع بایدک تگزبي منیح یا بنت خالتي .... الاستاز جوزیف قلگ على گل شي .... فیگي تروحي تساویلي فنجان القهوة .....

- استعادت قوتها .... وهي تمشي مبتعدة عنه اتجاه المطبخ .... ابتسم بتهگم وارهاق .... خدع ، خدع ، گذبات ووهم .... گل حیاته أصبحت وهم وخداع ... حتّى هي خدعه القدر بها بمعرفته انها ابنة خالته .... حقاً گیف لم یلاحظ ذلگ .... رائحة خالته التي ما زالت عالقة بأنفه للآن .... عینیها الرمادیتین گیف لم یلاحظ ذلک .... تباً لگل شيء ماذا یخبئ له القدر أیضاً ... والدته وما فعلته طفولته التي حرم منها .... زوجته وطفله الذین حرم منهما .... تلگ الصغیرة التي انتهک طفولتها في سن السابعة عشر .... یا الهي کیف لم یلحظ ذلگ لقد ترگته والدته بنفس السن الذي ترگت فیها بلسم عائلتها في ذلگَ الیوم ..... طفله الذي گبر بعیداً عنه .... ولم یکتفی القدر بهذا بل أظهر حقیقة تلگ الصغیرة انها ابنة خالتها ...... انه مرهق حد الموت .... متعب حد الفقدان .... لم یرد أن یحضر الى هنا لقد أخطأ في الحضور هنا وفي هذا التوقیت .....

- بعد مضي حوالي عشر دقائق گانت القهوة قد أصبحت جاهزة حملتها متجهة بها للخارج .... وبالتحدید نحوه هو .... توقفت قدمیها عن المتابعة عندما وقعت عینیها علیه .... گان قد تخلى عن معطفه .... ورمى بجسده على الأریگة المزدوجة .... اقتربت منه ووضعت الصینیة جانباً .... ملامحه تضج بالارهاق .... وکأنه لم ینم منذ سنة گاملة .... رغم نومه الغیر مریح الا أنه نائمٌ بعمق ..... هذه المرة الأولى التي تراه فیها بهذا الارهاق الظاهر علیه .....

" سحبت نفساً طویلاً وأخرجته بهدوء قبل أن تقترب منه لتجهز نفسها لما ستقوم به : صائب .... صائب ...

- عادت من جدید محاولة ایقاظه .... ارتفعت گفها لتلامس گتفه ....

" صائب .... صائب فیق ....

" تحرک بهمهماتٍ صدرت منه دون أن یجیب

" صائب .... فیق ....

- فتح عینیه بارهاق وقد تعلقت عینیه بها .... صمت لثوان استمرت قبل أن ینهض من مکانه ... عندما انتبه لنفسه ....

" اسف ما اخدت بالي....

" قوم نام بغرفة جود ....

" لا لا ما في داعي .... بگرة بمر علیکي وبنحگي .... تصبحي على خیر ...

" أوقفته : دکتور فیگ تنام اللیلة عند جود ....

- توقف قلیلاً ینظر الیها هو حقاً مرهق ... بل لا یقوى على أن یسوق سيارته في وقتٍ گهذا ... هو فعلاً جسده مرهق ومتعب ....

" ما بدي تقل علیکي ... ما في مشگلة بگرة بآجي

" ما في تتقیل ولا شي .... فیک تنام جمبو سریرو گبیر رح یفرح لما یلاقیگ حدو بگرة .... رح رجع الصینیة للمطبخ ... خد راحتک ....

- قالت گلماتها تلک ومن ثم حملت الصینیه وعادت بها للداخل وگأنها بذلک تعطیه حریه لیذهب لغرفة الصغیر ...... بمجرد اختفاءها داخل المطبخ .... تحرگ بخطوات متثاقلة لغرفة صغیره وما ان دخلها حتّى سار بخطوات هادئة نحو سریر صغیره لم یحتج لاشعال الضوء فقد گانت تلک النواسة الصغیرة گافیة لیعرف أین یرقد صغیره .... قذفَ بمعطفه واتجه الیه وما ان وصله حتّى جثى أمامه یقبله بنهم رائحته الطفولیة تشده الیه گطفلٍ صغیر .... نهضَ من مکانه .... واعتلى سریره لیمدد جسده بجانبه .... حمله و سحبه الیه .... لیضمه بین ذراعیه .... بل لقد اعتصره بین أحضانه وگأنه یحاول البحث عن الأمان بین ذراعي صغیره الذي لا یرى من هذه الحیاة شیئاً سوى جمالها المخادع ..... أغرق وجهه داخل شعره الکثیف .... بعد أن أغلقَ عینیه محاولاً البحث عن بعض الراحة بین ذراعي صغیره .....

- وقفت بالقرب من غرفة طفلها التي اختفى داخلها قبل قلیل .... مجرد همهماتٍ صدرت منه مصحوبة بآهات گانت واضحة لسمعها الذي أرهفته .... حرکت رأسها بهدوء لتنظر داخل الغرفة .... نائماً محتضناً صغیره وجهه قد أخفاه داخل شعره .... ماذا حل به .... هل گان خبر معرفة انها ابنة خالته .... صعباً الى هذه الدرجة .... هذا لم یکن رد فعله الحقیقي هو مرهق لیس إلا .... الإرهاق ظاهر علیه .... ابتعدت بخطوات هادئة لکي لا یشعر بها وقد انسحبت من المکان لتذهب متجهة لغرفتها تارگةً صغیرها بصحبة والده .....

- في فلسطین ....

- گالعادة گان الجمیع متجمعون حولَ مائدة الافطار الا من اثنین أحدهم ما زال یخضع للعلاج ولم یشفى جرحه بعد .... والآخر ما زال لم یستیقظ أو بالأحرى لم یتحدث الى أحدهم فامتنع عن مشارگتهم مائدتهم .... وقد أعطوه حریته بالراحة .....

" الحمد لله ....

- قالها قبل أن ینهض من مکانه .....

" تو الناس یا ابني ما أگلت حاجة ....

" أدیني أگلت یا طنط یسلم ایدیگي بجد ....

" صحة وعافیة على قلبگ ....

" یسلم قلبگ یارب .....

- بعد أن نهضَ بدأوا بالنهوض الواحد تلو الآخر .... حامدین الله .... تجمعوا من جدید لاحتساء الشاي .....

" گتائب جیبي بگرج الشاي یمة .....

" نظر بعبد الحق بتساؤل وعدم فهم فهو لم یفهم مصطلح البگرج همس الیه : یعني ایه بکرج ؟!

" ابتسم الآخر وهو یجیب : بگرج الشاي .... یعني ابریق الشاي الي بینعمل فیه الشاي .....
عندهم هان بقولوا عنوا بگرج ومرات ابریق .....

" آها حلو برضو .....

- احکولنا شو مخططاتگو للیوم.... وین بدگو تروحوا .....

" قالها الحاج أبو عبد الرحمن مستفسراً ....

" التفت الیه مجیبه : بالاول ان شاء الله ناویبن نوزع الاعلانات الي اتعملت امبارح ... الاعلانات دي بنطالب من خلالها اننا نقاطع البضائع الاسرائیلیة وترویج البضاعة المحلیة ....

" طیب وحاجز قلندیا ما هتروحوا هناگ ....

" سألت گتائب : لیش یابا شو في هناگ ....

" المفروض الیوم یسمحوا للمسافرین والمرضى یدخلوا عشان یتعالجوا وفي عمال بشتغلوا هان لازم یرجعوا لاهلهم .... لگن الیهود مانعین أي حدا یدخل أو یطلع من هان .... والناس هناک من الفجر وما سمحوا لحدا انو یدخل یعني الناس المریضة الي بتقدرش تستنى .... یمگن تروح فیها ....

" واحنا گیف فینا نروح هناک یا عم ....

" صعب والله یا ابني .... مانعین أي فرد من الصحافة یقربوا هناگ .... واذا حاولتوا تروحوا لازم ما تروحوا بصفتگوا صحفیین .... والا هیتم مصادرة الگامیرات .....

" وهنعمل ایه احنا دلوقتي .... ایه الحل .... ازاي هندخل هناک بصفتنا مو صحفیین ....

" هتفت بسرعة : أنا لقیتها .....

" التفتو جمیعاً الیها وبما فیهم هو سألت جیني : لقیتي شو ..

" عندي الحل.... الحین مو في واحد من غزة ساعد گتائب وأسامة ..... وقلنا انو بشتغل بالاوقاف الاسلامیة.....

" طیب وشو دخلو هوة ..... گیف رح یساعدنا

" سیارة الأوقاف الاسلامیة ممنوع تخضع للتفتیش أو التوقیف بأي مگان خاصة هان بالضفة لأنو معظم الموجودین من السیاح اما من برا أو مسیحیین وهدول ممنوع التعرض الهم .... یعني لو قدرنا نتواصل معاه ممکن یساعدنا ....

" وگیف هاد رح نتواصل معاه ....

" أجاب هو : عندها حق .... نقدر نتواصل معاه بالکرت بتاعو الي أعطاني یاه بالمستشفى ....

" ممتاز لکن فیگ تتصل فیه استاز وتشوف اذا بقدر یساعدنا أو لا .....

- تحرگ قلیلاً من مگانه ومن ثم نهض .... لیبتعد عنهم متجهاً للغرفة التي ینامون بها .... دقائق مرت قبل أن یخرج الیهم من جدید وفي یده الیمنى هاتفه والید الأخرى البطاقة وقد بدأ بتسجیل الرقم .... رفع هاتفه لاذنه منتظر الرد وما هي الا دقائق وقد کان صوت المستجیب مسموعاً له .....

- جمیعهم گانت أعینهم مسلطة علیه .... گلماته مبهمة لم یستطع أحدهم معرفة ما یدور حول تلک المحادثة.... استمرت تلگَ المحادثة ما یقارب العشر دقائق .... وما ان انتهى حتّى تأهب الجمیع لمعرفة ما دار حول الأمر .... توجه الیهم بخطوات هادئة ....

" ها استاز ان شاء الله خیر ....

" خیر ان شاء الله .... الراجل وافق ... خلال دقایق حیگون عند مدخل الحارة .... جهزوا نفسگوا والمعدات گلها تتجهز ....

" الحمد لله لکن نقوم نجهز حالنا .....

" گتائب وجیني انتو هتجهزوا الاعلانات دلوقتي عشان بطریقنا هندیهم لصحاب عبد الرحمن هم هیتصرفوا بیها .....

" وأنا هقوم أجهز الگامیرات .....

- جمیعهم توزعوا الا هي وأین تذهب وقد شعرت بنفسها گالمنبوذة من بینهم ..... جمعت أکواب الشاي ووضعتها في الصینیة .... ومن ثم حملتها لتتوجه بها للمطبخ .... وقبل أن تخطو بضع خطوات .... أوقفها صوته ....

" سماااا ....

" توقفت والتفتت الیه بترقب : أیوة استاز ...

" سحبَ نفساً جدیداً و قبلَ أن یخرجه قال بهدوء : جهزي معداتگ عشان هتروحي معانا .....

" حاولت قدر المستطاع أن تهدأ من فرحتها تلک فلتختفي فوراً من أمامه : ان شاء الله ....

-
في فرنسا ....

- یدین صغیرتین ناعمتین تخللتا تلک الکثافة الکبیرة من الشعر الناعم .... عینین صغیرتین بلون الفیروز تفتحتا وقد شعر بالانزعاج في نومه .... وها هو یبدأ محاولة نزع نفسه من بین یدین ضخمتین گانتا تکبلانه وتحاصرانه ....

" بابا

- همس بها الصغیر عندما حرر جسده من بین والده اتسعت ابتسامته الطفولیه وهو یطبع قبلاته المتفرقة على وجهه بحب

" عاد یحاول ایقاظه من جدید : بابا ... بابا....

" .....!!!

- ارتفعت گف الصغیر الصغیرة تلامس رأس والده ولکن سرعان ما أبعد گفه عنه عندما لسعته تلگ الحرارة التي تنبعث من جسد والده

" هتفَ الطفل بخوف : بابا .... بابا فیق أنا جود

"......!!

- قفز الصغیر من مکانه راکضاً نحو غرفة والدته ..... یصرخ باسمها .... قفز على سریرها گالملسوع ....

" ماما .... ماماااااااا

" قفرت بخوف من نومها تنظر حولها بترقب وذعر همست بخوف عندما رأت وجهه أمامها : جودد ماما شوبک ....

" ماما ... ماما الحقي بابا انحرق ....

" هتفت بذعر وهي تنهض گالمجنونة من مکانها ترگض باتجاه المطبخ وهو أول ما خطر على بالها ....

" صرخ الطفل وهو على وشک البکاء : ماما مو هون .... بغرفتي ....

- رگضت بسرعة من جدید اتجاه غرفة صغیرها .... توقفت قدماها عن الرکض ... عندما وقعت عینیها علیه ممدداً نائماً بمکان طفلها .... تنفست الصعداء تأخذ انفاسها ....

" التفتت لصغیرها الذي ما زال واقفاً بالقرب منها : جود شو هاد یلي قلتو لیه عم تکزب .... هیک موتتني رعبة ....

" أجاب الصغیر ببراءة : بس أنا ماما ما کزبت .....

- تجاوزها یدخل الغرفة لیتجه نحو والده وما ان أصبح بجانبه حتى وضع گفه على جبینه

" تعي شوفي ماما اني ما عم کزب ... لیگي تعي حطي ایدگ على راسو ....

" ظهرت التقطیبة على وجهها وهي تدخل الغرفة تقترب منه وما ان اصبحت بجانبه حتّى رفعت گفها بتردد .... لتلامس جبینه .... قشعریرة سرت بداخل جسدها .... عندما انتقلت الحرارة لجسدها .... صغیرها لم یگذب انه فعلاً یشتعل حرارة .... انه مصاب بالحمى ..... تحرگت بسرعة من مکانها تتجاوز الصغیر ....

" جود ماما بسرعة هاتلي طاسة فیها مي وفوطة صغیرة من فوطگ ....

" توقفَ الصغیر مکانه بذعر عندما وجد حالتها تلک وقد بدأت الدموع تتجمع في عینیه : ماما بابا رح یموت ....

" توقفت بصدمه لسماعها ما قاله طفلها : شو هالحکي یلي عم تقولو .... منین جایب هالحکي ....

" لم یستطع گبح جماح دموعه وقد بدأت تنزل ببراءة : ماما أنا بحبو لبابا گتیر .... ما بدي یاه یفارقنا ....

" توجهت بخطوات مسرعة نحو صغیرها ... جثت أمامه تحاول تهدئته : حبیبي لا تحگي هیگ ... بابا مرضان شوي ورح یصیر منیح .... وانت رح تساعدني لأنگ انت رجالي اتفقنا ....

" هز رأسه بایجاب : اتفقنا

" قبلته بعمق : یلا لشوف جیبلي يلي قلتلگ علیه .... وانا رح جیب الدوا ....

"تمام ....

- بعد حوالي خمس دقائق گانت تجلس بالقرب منه ... وفي یدها قطعة قماش صغیرة مبللة بالماء .... تنقلها على وجهه ورأسه وصدره الذي أصبح عاریاً بعد أن قامت بتحریر أزراره لتحاول تخفیف الحمى عن جسده .... تنقلت یدیها حول جسده برفق تمسح هنا وهنا وتغیر الماء .... وضعتها جانباً بعد أن انتهت منها .... توقفت لدقائق عن عملها تدقق النظر به .... تفاصیل جسده البارزة .... عضلاته القویة .... ملامحه السمراء الفاتنة گفتنة صغیرها ..... شعره الکثیف .... ینام بعمق .... تنفسه هادئ .... أشاحت بوجهها عنه تعاتب نفسها .... ماذا تفعل وبماذا تفکر ألیس هو نفسه من قتلها وهي صغیرة .... هو نفسه من تسبب في گل ما یحدث لها .... وقعت عینیها على الدواء الذي ما زال جانباً .... کیف ستستطیع اعطاءه الیه في حالته هذه .....

" همست بوهن : یارب ساعدني .....

- نهضت من مکانها وقد أخذت الدواء لتساعده على شربه .... اقتربت منه تحاول ایقاظه .....

" صائب ... صائب .... صائب فیق سامعني....

" مممممم

" صائب قوم ساعدني لاعطیگ الدوا ....

" دارین اترگیني تعبان .....

- ابتعدت عنه تارگة ایاه گما هو ... دارین من هذه المسماة دارین .... هل هي زوجته الراحلة نعم بالتأکید انها هي ..... نفضت تلگَ الأفکار عن نفسها وهي تعود لمحاولاتها....

" صائب .... صائب قوم .... فیق شوي

" بدأ بفتح عینیه على صوتها الذي ینادیه همس بگلمة تسببت في نشر القشعریرة في جسدها : ماما ....

- ماذا الآن هل یحلم بأمه أیضاً .... ماذا حلَ به ... حاولت اسناده قدر المستطاع ....

" صائب .... خود اشرب الدوا .... لتتحسن ....

- وضعت حبة الدواء بین شفتیه ومن ثم قربت گوب الماء من شفتیه .....

" اشرب ....

- تمسگت گفیه بیدها التي گانت تحمل الگأس .... ارتعاشات یده التي وصلت لها أنبهتها أن الگوب على وشگ السقوط تمسکت به جیداً تساعده على شربه .... وما ان انتهى حتى رفع رأسه للخلف بارهاق .....

" بالشفا .... ارجع نام ....

- قبل أن تبتعد عنه گانت یدیه قد تمسکت بمعصمها حرکته تلگ قذفت الرعب في قلبها وقبل أن تحاول نزع گفها من یده وصلها استغاثته

" ماما خلیگي هون لا تترکیني ....

- تعلقت عینیها به لقد عاد لنومه .... انه في عالمٍ آخر .... لقد شرب الدواء دون أن یشعر بنفسه أین هو .... یحلم بخالتها .... والدته التي حرم منها بسن السابعة عشر .... گما حرمها هو من والدتها بنفس السن .... منظره هذا وهمسته تلک .... أشعلت نار الحنین والاشتیاق في قلبها لوالدتها التي فقدتها ..... لم تشعر بذلگ الخیط الساخن الذي قفز من عینیها .... گم اشتاقت الى والدتها .... اشتاقت لسوریا لشقیقتها.... لکل شيء .....

- ما زالت تقبع داخل تلک الغرفة .... منذ خرج من عندها بالأمس یعد من جدید للاقتراب من الغرفة .... وکأنه یهرب منها .... الى متى ستبقى حبیسة هذه الغرفة ... فگما أخبرها لا أحد یعلم بأمر بقاءها على قید الحیاة غیره هو والرائد .... توقفت خلف تلک النافذة تنظر الى الحدیقة التي لم تتغیر گثیراً .... رغم مرور تلک السنوات .... الا أنها ما زالت تحافظ على جمالها ورونقها الذي أدهشها منذ دخولها هنا أول مرة .... تراجعت للخلف قلیلاً عندما ظهرت تلک السیارة فناء القصر .... تابعت دخولها الى أن توقفت أخیراً لیخرج منها شابٌ وبصحبته فتاة شقراء الشعر بیضاء البشرة جمیلة ....

" همست بخفوت ممزوج ببعض الشگ : ریان .....

- صمتت قلیلاً قبل أن تدقق النظر اکثر للتأکد منه .... نعم انه ریان .... وهذه التي معه زوجته گما أخبرها .... لقد أصبح شاباً گبیراً یافعاً .... هل گبر طفلها وأصبح مثله شاباً یافعاً جمیلاً ..... ااااه على قلبها المفطر گم تشتاق لرؤیته .... لمَ لا تراه في القصر البتة .... هل طردوه انه لا یأتي هنا أبداً .... متى سیحضر الیها .... یجب أن یحضر الیها ابنها .... ولیذهبوا جمیعهم للجحیم .....


- في فلسطین ....

- وبالقرب من حاجز قلندیا ..... توقفت تلکَ السیارة التي جمعت الطاقم والذي رافقهم ذلک الشاب الغزاوي ..... گان هناک الکثیر من الأسر التي تقف بالقرب من الحاجز ... الگثیر من الفلسطینیین عالقون هناک .... والگثیر من الشباب متظاهرون في المکان ..... حجارة تتقاذف هنا وهناک .... قنابل غاز مسیل للدموع تنطلق گزخات المطر .....

" شباب ما هقدر أدخل أگتر من هیک .... بتقدروا تنزلوا هان .... وأنا هرگن السیارة والحقکوا ....

" سأل عبد : والگامیرات والمعدات ....

" اذا قدرتو گل واحد فیگو یحمل الگامیرا الي معاه ویخبیها جوا لبسو .... ویحاول قد ما یقدر ما یظهرها قدامهم .... اذا انکشف أي واحد منکو یحاول یستغني عن الکامیرا والا هیوقع بمشاکل هو بغنى عنها .....

" ازاي طیب مش هینفع نخبیها ....

" استاز ما هناخد گل الگامیرات یکفي گامیرتین .... عشان لا سمح الله لو تصادرت ای وحدة ما یگون معنا باقي الکامیرات .....

" والمیگروفون .... احنا عاوزین نعمل هنا لقاءات مع الاسر الي مش قادرة تسافر ومحجوزه هنا ....

" مش هیسمحولک استاز اذا مستغني عن حالک بتقدر تروح تعمل الي بدگ یاه ....

" استاز جواد الشب معو حق لیک شوف ما في صحفیین هان .... یعني وضعنا هان خطر واذا قدرنا ناخد گم صورة بگون انجاز کبیر مننا ....

" اوگ طیب عاوزین واحد یحمل گامیرا .... أنا هحمل وحدة التاني مین هیحملها .....

" أنا استاز بحملها ....

" اغمض عینیه بهدوء لن یوافق على اخذها لواحده ولو گان على جثته : انتي ایه ....

" انا بحمل الکامیرا التانیة ....

" لا مش موافق .... عبد الحق انت هتاخد الحتة التانیة من الگامیرا .... حاولوا نکون متفرقین .... اعملوا نفسکو کإنگو متظاهرین عادیین.....

" تمام استاز ....

" یلا اتگلوا على الله .....

- نزلوا جمیعهم من السیارة .... وقد بدأ گل واحد یبتعد عن الآخر ینظرون حولهم .... حجارة محطمة في گل مکان .... نساء ، رجال ، اطفال، یجلسون على الأرض .... والکثیر من الشباب المنتفض یقذفون بالحجارة والتي في المقابل ترشق علیهم الغازات والقنابل المطاطیة .....

هتافات هنا وهناگ .... الجمیع ینظرون حولهم بترقب .... لا یعرفن ما علیهن القیام به الا هي فقد تقدمت .... وقد بدأت بحمل الحجارة وتقذف بها على الجنود ....

- مشى بخطوات مترددة .... یحاول قدر المستطاع اخراج الگامیرا والتصویر دون رؤیتهم لها ..... احتدت المواجهات والاشتباگات عندما قام أحد الشباب بالهجوم على أحد المستوطنون ومن ثم بدأ الجنود بالتجمهر حوله ..... لیکون ردة فعل الشبان هتافات وتگبیرات تبعها رشقات متتالیة من الحجارة وزجاجات الگاز المشتعلة التي تسببت في انفجارات ..... لثوان مرت لم یشعر أحد بها .... کانت قد بدأت الدبابات بقذف القنابل المطاطیة والغاز المسیل للدموع بگترة .... جعلت المتظاهرین یبدأون بالتراجع .... أما هي فقد گانت على وشگ التراجع من مکانها فقد بدأو باطلاق القنابل المطاطیة بصورة عشوائیة ..... ولکنها شعرت فجأة بشلل ضرب نخاعها الشوگي لتشعر بعدم قدرتها على التحرگ .... فقد گانت محاطة بعشرات القنابل من الغاز المسیل للدموع ..... لم تشعر بنفسها وهي تجثو على قدمیها تحاول قدر المستطاع اغلاق مجرى تنفسها لگي لا تستنشق الرائحة ..... وعینیها قد قامت باغلاقهما بقوة غیر قادرة على التحرگ .....

- تراجع للخلف مسرعاً عندما بدأت قنابل الغاز والمطاط تنهال علیهم بکثافة وجنون لم یشهدوه قبلاً .... ابتعد عن المگان یحاول استنشاق اگسجیناً جدیداً .... اغلق عینیه بقوة غیر قادراً على فتحهما .... ولکن ما ان حاول فتحهما حتى تخیل له أن رآها من بعید .... عاد لاغلاق عینیه من جدید ومن ثم عاد لفتحهما ..... اتسعت عینیه بذعر وخوف ضرب قلبه ....

"هتف بخوف : سماااا

- وضع الگامیرا داخل جیبه مسرعاً واخذ یرگض متجهاً الیها ..... وما ان وصل الیها حتّى جثى بقربها یحاول ایقافها .... احدى یدیه أمسکت بکفها والاخرى طوقت ذراعها تساعدها على النهوض ....

" سما....سماا قومي قومي معايا ....

" أجابت باختناق وقد بدأت تصرخ بألم : استاز مو قادرة اتحرک .... الله یوفقگ حاسة بحالي انشلیت .....

" گلماتها تلگ أرسلت الذعر في قلبه لم یشعر بنفسه وهو یترک گفها لیحني بجذعه قلیلاً مد احدى یدیه خلف ظهرها والأخرى أسفل قدمیها .... بصعوبة قام بحملها ... ولم یگن ذلگ لثقل جسدها .... بل گان بسبب الغاز الذي أضعف قواه .... دفنت رأسها داخل صدره تتأوه بألم .....

" سماااااا ...

- هتفت بها کتائب وهي تراه یحمل اختها بین یدیه .... رگضت بسرعة وقد بدأ باقي الطاقم بالرکض اتجاههما .... ما ان أصبح بعیداً عن مرمى الغاز .... حتّى قام بالنزول على الأرض تدریجیاً .... مددها بین أحضانه گطفله صغیره تتلوى من الالم

" تأوهت بألم مزق روحه : استاز الله یوفقگ مو قادرة اتحمل ....

" هتفَ بصراخ وهو ینظر اتجاه گتائب التی رگضت علیهم : گتائب ... کتاااائب ساعدیني .....

" جثت بسرعة بجانبها ما ان اصبحت بجانبها هتفت بصیاح : سماا... سماا یا روحي شو صارلک .... ردي علي شو صارلها ....

" هتفَ بصراخ : ما اعرفش ما اعرفش استنشقت گمیة گبیرة قوي من الغاز ....

" شهقت بخوف : یارب سترک .... سما ... سما یا قلبي حاولي حرکي جسمگ .... بشو حاسة ....

" أنت بتأوه : مو قادرة حرک جسمي حاسة حالي متل المشلولة .....

" تلفتت حولها : گلونیا .. گلونیا ... محلول .... اي شي ساعدونی الله یخلیکو .....

" جاءهم صوت عدي هاتفاً : جبتهم جبتو خدي حطیلها بسرعة

- أمسگت الگلونیا من یدیه بسرعة وسگبت على گفها وأخذت تضعه على جسدها تدلگه والآخرى تصرخ بألم شل أضلعها ....

" اصبري یا قلبي اصبري .... الأعصاب عندگ بدت تتشنج لازم ترخي حالگ .... ارخي حالگ قد ما تقدري ....

" مع گل حرگة من یدیها گانت الأخرى تصرخ ألماً .... یدیه گانتا تتشبثان بها وکأنه یحاول التخفیف عنها ألمها : کتائب الله یوفقگ بگفی .... الله یوفقگ مو قادرة اتحمل ....

" أغلق عینیه بألم حبیبته الصغیرة تتألم بین یدیه وهو لا یستطیع سوى احتواءها بین یدیه ....

- ابتعدت أخیراً عنها بعد أن انتهت .... تنفست الصعداء براحة .... بعد أن شعرت أخیراً باستراحة اعضاءها .....

" الحمد لله یارب .... الحمد الگ والشگر ....

" همست بخفوت : گتائب

" اقتربت منها تحاول قدر المستطاع مسح دموعها التي لم تتوقف قبلتها : یا روحي انتي أنا معگ

" حاسة بجسمي صار یتحرگ من تاني .....

" الحمد لله یا قلبي الحمد لله .....

" بدي أنام مو حاسة بشي ....

" التفتت الیه : استاز لازم ترجعوها السیارة لازم ترتاح ....

" هز رأسه بایجاب : ان شاء الله ..... عدي سیارتک فین ....

" هناگ « أشار الیه بیده » بتلاقیها مفتوحة حطها فیها ترتاح .....

" متشگر .....

- نهض من مکانه وحملها معه گما کانت منذ قلیل .... ابتعد عنهم وتوجه نحو السیارة .... یدیه تشبثتا بها بتملگ وخوف ....

" همست بارهاق وشبه مغیبة : استاز ....

" ضمها لصدره أکثر رد همستها تلک بگلمة لم یخجل من اخراجها : یا روحوا لاستازگ انتي .... ایه الي عملتیه فیا ....

" أجابت بتعب : تعبانة کتیر .... مو قادرة اتحمل ....

" متخافیش هنرجع مش هنطول هنا گتیر ....

- لم یسمع منها رداً وقد عرف أنه قد تمگن منها التعب لیترکها نائمة بین أحضانه ....

" رفع رأسه وقد سمح أخیراً للدمعه بالتسرب من عینه : الحمد والشگر لیگ یارب ....


- عند وصول الثلاثة گانت هي الوحیدة التي ما تزال في البیت .... ذهب الاثنین لاحضارها من المطار .... ستسگن مع خالتها بمفردها الى حین عودة خزامى من سفرها .... سمعت صوت همهمة منبعثة من ناحیة الباب .... رکضت مسرعة الیه لتجد الثلاثة قد دخلوا البیت ....

" فوتي یا امي فوتي ....

" خالتي ....

- رفعت رأسها الأخرى بابتسامة .... وما کان من الأخرى الا أن رگضت الیها تحتضنها ....

" خالتي گیفگ اشتقتلک .....

" استقبلتها الآخرى بین احضانها : هلا بحبیبة قلبي بنت اختي الغالیة ....

" گنان دخل شنطة امي ....

- گانت على وشگ الابتعاد عن أحضانها عندما همست الأخرى بفحیح ألهب اذنها وهمسه لم تصل سوى الیها ....

" اي متى ناویة تبطلي هاللعبة وتگشفي عن حالک ...

Continue Reading

You'll Also Like

3.8K 170 37
الانفجار... هو تلك اللحظة التي تضع نهاية للاحتقان والصراع المستمر بداخلك... هو تلك اللحظة التي تمنحك الحرية على حساب روحك المتناثرة أشلاءا في السماء...
70.1K 3K 24
الجيره و الجيران حاجة حلوه اوي بس مش دايما بتبقى حلوه بذات لو إلى ساكن قصادك يكون حد مشهور في ناس تشوفها ميزه و ناس تشوفها عيب و هيبقى صعب انك تعيشي...
6.5K 292 31
لين و هي تدفع وجهها بانفعال و تنبيه: "ايتها المجنونة ماذا دهاك؟....... اصحابك استغربوا موقفك...... جنى.... اين سرحت؟..... اين شردت هذا ليس معقولا!" ع...
7K 196 10
رواية مزيج بين الفصحى والعامية باللهجة الشامية بتمنى تحبوها هي اول تجربة الي بالعامية ولقيت صعوبة في كتابتها عدة شخصيات تمثل الشهامة والأصالة الكمع...