لا تبعث مع الأيام ل دعاء العب...

By sibrahim7

124K 3K 122

ثم اقتربت منه وارتفعت على أطراف أصابع قدميها لتصل بقامتها القصيرة عينيه القاستين, في هذه اللحظه توقف الزمن وه... More

المقدمه اقتباس
الفصل الأول
الفصل الثاني قضاء و قدر
الفصل الثالث ذكريات لا تنسى
الفصل الرابع لقاء بلا ميعاد
الفصل الخامس حفيد الشيطان
الفصل السادس كما تدين تدان
الفصل السابع سهام الليل
الفصل الثامن إمبراطور ظالم
الفصل 9 فراق ولكن
الفصل العاشر 1 لقاء مع الماضي
الفصل العاشر 2 لقاء مع الماضي
الجزء الحادي عشر لقاء عاصف
الفصل الثاني عشر عودة الماضي
الفصل 13 أحبَبَتُكَ
الفصل 14 بوابة الموت
الفصل 15 زهرة المدائن ولدك ميلادك بالحجر
الفصل 16 حكايه من الماضي
الفصل 18 الجزء الأول فتيل ولكن
الجزء التاني من الفصل 18 قتيل ولكن
الفصل 19 ندوب غائرة
الفصل 20 الجزء الأول صراع بين الحب و الرغبة
الفصل 20 الجزء الثاني
الفصل 21
الفصل 22 قنبلة موقوته
الفصل 23 اعترافات
الفصل 24
الفصل 25 و تشبعت الطرق 1
الفصل 26 وتشبعت الطرق 2
الفصل 27
الفصل 28 بين الرغبة والاحتياج
الفصل 29 شهوة عابرة
الفصل 30 طفل منبوذ
فصل 31 نقطه ضعف
الفصل 32 قدس عينيكي
الفصل 33 مشاعر محرمة
الفصل 34 اعتراف بالحب
الفصل 35 خبز الفداء
الفصل 36 الخوف من الحب
الفصل 37 أحتاجك
الفصل 38 انتِ لي
الفصل 39 فلنفترق
الفصل 40 اللحظة المنتظرة
الفصل 41 العوده للعاصمة
الفصل 42 والتقت القلوب
الفصل 43 لا رجوع
الفصل 44 لفحات من الحب
الفصل 45
الفصل 46
الفصل 47 أنين الروح
الفصل 48 العودة إلى الأردن
الفصل 49 عملية اختطاف
الفصل 50 نظرة عتاب
الفصل 51
الفصل 52 قرار فاصل
الفصل 53 بداية النهاية
الفصل 54 ذات لقاء
الفصل 55 نهاية ظالم وبداية عاشق
الفصل 56 بين مد وجزر
الفصل 58 شك و ريبة
الفصل 59 تراجعات
الفصل 60 الموافقة
الفصل 61 عن الهوى اتحدث
الفصل 62 الاتفاق
الفصل 63 معرفة الماضي
🌺🌸
الفصل 64 خيانة صديق
الفصل 65 و عادت زوجتي
الفصل 66 فستان أبيض
الفصل 67 على أرض غزه
الفصل 68 ليله زفاف
الفصل 69 انا اسف احبك
الفصل 70 انه الحب
الخاتمة... وماذا لو تلاقينا
الجزء الثالث

الفصل 17 وطني يرقد ما بين رصاصة وقبلتين

1.6K 43 1
By sibrahim7


وطني يرقد ما بين رصاصة وقبلتين

"مرحبًا يا أمي ، اشتقت لكِ كثيرًا ،
لا تحزني على غيابي ، رممي من فراقي حبًا لإخوتي،
اجعلي رحيلي عشقًا لأشقائي ،
لن أترجاكِ فلم ترفضي لي طلبًا في حياتي فكيف بعد مماتي ؟؟!
سأقول لكِ طلبي ، منتظرًا ردك بالقبول ،
لا تبكِ ، لا تحزني ، لا تعبسي ولا تقضي ليلتك على وسادتي تقَّبلي رائحتي وتتنهدي خلف ستائر حيطان غرفتي خوفًا على مشاعر من حولك ،
إن أردتِ تذكري ، قولي رضي الله عنه وأرضاه ،
قولي رحمه الله ، قولي الحمدلله ،
لعل كلماتك ترفعني فوق درجتي عند الله درجة ،
رددي دومًا في حديثك مع الله بأن يجعلني شهيدًا أعانق النبيْ وأجالسه ،
بأن يكتبني لأحبابه رفيقًا وأن تكون صحبتي أصحاب الرسولَ ،
أمي يا من غمرتني دومًا ، اغمريني في يومي هذا أبدًا ،
لكن غمرة حبٍ داخل قلبك ، فأنا ذاهب إلى الله ؛
شهيدًا وشافعًا لكم "

- للمرة السابعة تقرأ ما خطته یدیه .... رسالته التي گانت بحوزت والدته .... والتي وجدوها بین أشیاءه الخاصة بعد رحیله .... گم مضى من السنوات على هذه الرسالة المطویة والتي بدأ حبرها یخفت ویجف .... لقد گانت جریئة بما یگفي. .... قویة القلب بقوة جعلتها تطلب رسالته من والدته لتحتفظ بها .... وها قد أصبحت بین یدیها .... دمعة اشتیاق لذیذة تسللت من عینیها .... لیگون مگان سقوطها تلگَ الرسالة الورقیة .... گم تقدس هذه الرسائل الورقیة ....إختلاف الحروف داخلها ، و الخط العربيّ يُرصعُ معانيها ، و رائِحة العطر يفوح فيها ، والأهم من ذلك أنها ستصلُ للقلب مباشرةً .... نعم رسالته تلگ لامست شغاف قلبها بعد مرور سنوات على رحیله .... ولکنها ما زالت تناغي ذلگَ المگان المخصص له ..... طوت تلگَ الورقة گما گانت هیأتها

...

ثم أغفو !
ثم تأتین رغم أنف العمر والمسافة...
بجدیلتگ الطویلة...
وعینینگ القلقتین.....
وابتسامتک المبتورة...
لا تقولین شیئاً ...
تتحرگین گطیفٍ صامات بین الغرف ....
أصنعُ وایاگِ لفائف الخبز المحشو بالمربى ....
افتِشُ في الثلاجة عن شيء لم یتعفن بعد!

گل ما فیها قد تعفن!
- لماذا المربى ! وماذا تعني العفونة؟
ألمسگِ بحذر...
أحتضنگ بکل خواء المهجورین ...
بگل فزع الأمهات في الحروب ...

ثم أستیقظ!
یبتسم السقف...
یؤگد لي أنه ما من أحدٍ هنا....
وأني ما زلت في حجرتي وحدي منذ سبعة... أعوام !
وأنگِ في مگانٍ آخر ...
یبعد ألف گیلو متراً على أقل تقدیر ...
ولا یمگنگ أن تشقي هذا الطریق في بضعة ثوان
وتخترقي الأبواب المغلقة...
مهما بدا ذلگَ حقیقاً ...
وإن سالت على الوسادة دمعة ...
وإن تغیرت مواضع الأشیاء...
وإن علِقَتْ بأنفي رائِحتگِ ...
إنه منام لیس الا !
لم تعودي طفلة گما في آخر عشیّةً التقینا....
تتحولین تدریجیاً الى صبیة جمیلة - یقال أنها ابنتي -
أصدِقُ ذلگَ أحیاناً !
غیر أن الشگ یراودني إذا ما رأیت مقاس ألبستگِ
وأتساءل بهلع: أین گنتُ عندما گبرتِ الى هذا الحد ؟
أعلم أنگِ تگبرین في مدینة أخرى....
في بیت لا أعرفه ...
في شارع لا أعرفه ....
في حي لا أعرفه....
لگنّ شیئاً یأبى أن یصدقَ ذلگَ معي!
أعودُ الى درجي...
أُفتِشُ في أوراقي ...
أخرج وثیقة میلادگ...

لا یمگن لهذه الورقة أن تکونَ وهماً !
أنا منهگة یا صغیرتي وحسب....
أستحضرُگِ اذا ما أردتُ أن أنهشَ ألماً یقرضني..
إذا ما أردتُ أن أبکي فأستریح ...
أغسِلُ بگ ما یعلقُ في صدري ...
أضمدُ بگِ جرحاً سطحیاً ...
یا جرحي الغائر ......

- في تلگَ الغرفة الباردة ....جلستْ هي تکفگف دموعها التي لا سبیل لمنعها .... تحتضن بین یدیها ملابسها الصغیرة .... تلگَ القطع الملونة التي تبقت لها من رائحة طفلة لم تتجاوز السابعة عشرة من عمرها .... من زهرة قُطفت قبل أن تزهر وتگمل نضوجها .... گیفَ أصبحت الآن أما زالت جدائلها طویلة مزدوجة اللون .... أما زالت عینیها المتسعتین تلمعان عند تعرضهما لأشعة الشمس .... أما زالت رائحتها الجمیلة التي حملت رائحتها گما هي .... گیفَ أصبحت ملامحها الان .... وصغیرتها الأخرى صاحبة الجدائل الصغیرة التي زجت بمستقبلها داخل هاویة لن تعود منها گما گانت .... ابنتیها الاثنتین منتشرتین في بقاع الأرض لا تعرفُ عنهما شیئاً .... ولکن یکفي إیمانها بخالقها فهي قد وگلته حمایتهما لهما ... أن یعیدهما لها سالمتین ....

..............

الشگ والمراقبة
لا یمنعان حدوث أي شيء ...
إنما یصنعان شخصاً أگثر ذگاء من ذي قبل ...

أگثر حذراً لیس إلا!

وأنا أیها الملازم الوسیم:
أحبُگَ وأخافُگ ...
والأمان أعلى منزلة من « الحب »
وأسأل " ماسلو "

" مارسیلیا "

- أغلقت باب غرفتها بهدوء .... بعد أن قامت بتبدیل ملابسها .... منذ أن استیقظت صباحاً وهي تشعر أن هناگ شیئاً لیس طبیعیاً ..... فمندُ الصباح لم یطلب منها أي خدمة تذگر .... هناک شیئاً ما ....,یجلس أمام تلگَ المدفأة الحجریة التي امتلئت بالحطب .... یمسگُ بذلگَ الگتاب الذي لا تعرف عن ماذا یتحدث وما هي ماهیته .... اللیلة الماضیة قامت بالتفتیش بگل رگنٍ في هذا البیت الصغیر .... ولکنها لم تتعثر بشيء غریب یدعو للریبة .... البیت لا یوجد به شيئاً .... الرجل لا یتحدث گثیراً یقضي الکثیر ممسگاً بذلگَ الگتاب .... وجالساً أمام تلگَ النافذة.... هل یُعقل أن یگونوا قد أرسلوها للشخص الخطأ .... سحبتْْ نفساً توسع به مجرى رئتیها قبل أن تقرر التوجه الیه.... وقفت بالقرب منه

" سیدي أما زلتَ لا ترید الفطور ....

" أغلقَ دفتي الکتاب بهدوء ووضعه جانباً : أنا لا أگرر گلمة قلتها مرتین یا فتاة ....

" تنحنحت قلیلاً بأسف : آسفة سیدي لم أقصد .... ولگن .....

" ولکن ماذا؟ لمَ توقفتي عن ما تریدین قوله ....

" اعذرني على ما سأقول سیدي ولکنگ منذ الصباح الباگر لم تتناول فطورگ .... وأیضاً قهوتگ لم تشربها بعد وهاقد بردت ....

" تنهد بخفوت قبل أن یقول : أنا انسان أعیش حیاتي وحید .... منذ وفاة زوجتي .... وهذا لا یگون لمدة یوم أو شهر .... بل ذلگ یطول سنوات عدیده .... وگما ترین فقد هرمت وما عدت أستطیع التحرگ بحریة ....فلا أجد أحدهم یصنع لي الطعام .... فلا أطلب الطعام .... وگما ترین .... من الصعوبة لعجوز مثلي أن یعتاد وجود أحدهم معه .... لذا تجدیني أحاول التأقلم بوجودگ هنا في البیت ....

" حاولت استدراجه في الحدیث بطریقة ودودة : إعذرني سیدي ولکن ألیسَ لدیگ أبناء ....

" بلا لدي اثنان أحدهم رائداً في الشرطة وها قد ترگَ عمله لأسباب غامضة .... متزوجاً ولدیه فتاة وشاب ماتت الفتاة وبقي الشاب ... أما ولدي. آلآخر فهو دگتور جامعي ما زال محافظاً على مهنته ولکنه تقاعد بوقتٍ مبکر .... وهذا الآخر أیضاً لدیه ابن کان متزوجاً لابنة عمه قبل وفاتها ....

" ولمَ لا تقطن معهما لدیگ عائلة جمیلة ....

" ظهرت تلگَ التقطیبة أعلى جبینه بوضوح : لا عائلتي لیست بذلگَ الجمال الذي تتوقعینه یا صغیرة .... هناگَ بعض الأشیاء جمیلة من الخارج ولکن ان أتینا الى الداخل سنجدها خاویة باردة .... عائلتي على شفا حفرة من التشتت ....

" هذه المرة زاد تساؤلها وگأنها تحاول الوصول الى ما ترید : ولمَ هذا التشتت سیدي ....

" انها الأقدار هي من شاءت أن تتشتت تلگَ العائلة ..... لا دخلَ لأحدٍ بذلگ یا صغیرة .... تلگَ العائلة لم یگن مقدراً لها أن تُبنى من الأساس لم یقدر لها أن تکون في الوجود .... وهذا جزاء من یعاند الأقدار حلت علیه لعنة التشتت الأبدیة ....

- أصابها التشتت هي الآن في مگانها ذاگ ، لیسَ هذا ما أرادت الوصول الیه ولگن شاءت الأقدار غیرَ ذلگ .... هذا العجوز لم یکن راضیاً على تلگَ الزیجات من البدایة .... لم یُرد لأبناءه الزواج من سوریات .... وما سبب ذلگ أولیسَ هو أیضاً سوریاً .... ماذا گانَ یقصد بگلماته الأخیرة .... بلعنة التشتت تلگ ..... گانت على وشک السؤال من جدید عندما تعالا صوت رنین هاتفها بموسیقى هادئة .... ظهرَ التوتر الملیء بالفزع جلیاً على تقاسیم وجهها ..... من یتصل بها في هذا التوقیت الغیر مناسب .... بل في موقعها هذا .... هي تعرفُ یقیناً أن لا أحد یعرف بوجود هذا الرقم الجدید الذي منحها ایاه القائد لهذه المهمة .... والاتصال بهذا الرقم أو بها شخصیاً ممنوعاً في موقعها الغیر آمن هذا ....

" هیا یا فتاة اذهبي واخرسي صوت ذلگَ الجهاز المزعج ....

" نهضت مسرعة تحاول تدارگ الأمر والتخفیف من حدته : اوووه ییدو أنها صدیقتي جیسي لم أخبرها بأنني حصلت على عملٍ جدید ....

" حسناً تستطیعین الذهاب والرد علیها.....

- تسارعت خطواتها اتجاه غرفتها التي صدر منها الصوت وما ان اصبحت داخلها حتى سارعت باغلاقها خلفها .... ومن ثم أقبلت مسرعة تمسگ هاتفها .... گما توقعت رقم غریب ... فهذه الشریحة غیر مسجل بها أي من الأرقام بل لا یعلم أحدٌ بوجودها .... سارعت بالرد على ذلگَ الاتصال بصوت قل ما یُسمع ....

" ألو ....

" ....؟ صمت قابلها قادم من الطرف الآخر

" زاد توترها وهي تقول : نعم من المتصل .....

" همسة خفیفة گانت گفیلة بالاطاحة بها سبعون خریفاً أسفل الأرض : هازار .....

- أغمضت عینیها تحاول استجماع ما فقدته من قوة جراء سماعها لصوته ذاگ .... ماذا حلّ بها انها لا تستطیع أن تنطق بحرفٍ واحد .... أنفاسه اللاهثة التي تصلها عبر اتصاله ذاگ جعلت قلبها یهوى أرضاً .... یا الهي ماذا فعل بها .... اتصاله ذاگ جاء بوقت لم یگن علیه الاتصال به .... الموسیقى التناغمیة المنبعثة من صوت أنفاسه التي تصلها أزاحت عن صدرها شعور الضیق الذي گان یراودها منذ الصباح ....

" همست باسمه بأنین مشتاق : آدم ....

" اشتقتلگ یا روحو لآدم .... لگ حرام علیکي شو عملتي فیني .....

- سحبت هذه المرة نفساً ملیئاً بالمشاعر الملتهبة .... ملیئاً بالأحاسیس المضطربة التي على شفا حفرةٍ من فضحها

" سألت بهدوء لا ینم عن العاصفة التي تعصِفُ داخلها : آدم لیه متصل .... ممنوع لبني آدم الاتصال بهالرقم .... هاي النمرة الوحیدة یلي مأمنة ....

" صمت قلیلاً قبل أن یقول : ما قدرت الا أسمع صوتگ .... اطمن علیگي حاسس انك مانگ منیحة .... طمنیني عنگ ....

" تنفست بعمق مستریح : ادم أنا منیحة کتیر .... مافي داعي لاتصالگ هاد .... ممنوع لأي شخص یتواصل معي بوضعي الخطیر هاد .... وانت هیک رح تجیب الضرر الي ....

" سأل ببعض العملیة : شو صار معگ ....

" عاد ظهور الیأس في نبرة صوتها الخفیضة : ما بعرف .... هالرجال أذگى بکتیر من ما توقعنا .... ما عم یترک البیت .... دایماً قدام الصوبیا عم یقرأ گتب .... هادي بارد ..... ما عم بقدر وصل لشي ....ما بعرف بس عم حس في شي مو طبیعي ....

" شي مو طبیعي متل شو ....

" رددت باقتضاب : ما بعرف یا آدم .... ما بعرف متل شو .... هدوءه من الصبح في وراه شي .... عم حس حالي عایشة في بیت مهجور .... لک من الصبح الرجال ما ترگ الکرسي یلي قاعد علیه .... ما طلب شي .... هادي بطریقة مو طبیعیة مو نفسو الشخص یلي استقبلني لما فتت البیت ....

" فتشتي بالبیت أگید لقیتي شي صح ....

" تنهدت باحباط: للأسف البیت ما فیه شي بیت طبیعي گأي بیت عادي .... لگ لدرجة اني عم حس اني انبعتت للشخص الغیر مطلوب ....

" صمتَ قلیلاً قبل أن یقول : هازار ... اسمعیني منیح شو رح قول

" شو؟ !

" في شي من الاتنین هالرجال اما شاگگ فیگي .... أو انتي انبعتّي على المگان الخطأ....

" سألت ببعض التوتر الذي ظهر جلیاً في صوتها : شو عم تقصد ...

" لیگي اسمعیني منیح دیري بالگ من أي خطوة عم یعملها أو انتي عم تعملیها .... هدوء هالشخص وبروده من وراه شي اذا گان متل ما انتي بتقولي .... احتمال گبیر یگون شاگگ فیگي .... هاد الاحتمال الأول....

" والاحتمال التاني؟ !

" الاحتمال التاني یگون الشخص الي انبعتیلو صح لگن المگان خطأ ...

" گیف یعني ...

" رح قلگ انتي بتقولي فتشتي بالبیت وما گنتي تلاقي شي گل شي طبیعي بدرجة معقولة .... اذاً في احتمال المگان الي انبعتیلو ما یگون هو الصح .....

" قصدگ مقر عملیاتهن ما یگون هو نفسو هاد البیت ....

" صحیح .... لیگي اسمعیني منیح بدگ تحاولي تعرفي مکان عملیاتهن .... في أخبار عم تقول في عملیة شحن مخدرات وأسحلة قربت تیجي بس للأسف مو معروف متى أو وین رح یتم التسلیم ..... رح تحاولي تعرفي هالمعلومات .... لا تترگیه یغیب عن أنظارک ... وبنفس الوقت تعاملي معو بشکل طبیعي ....

" تمام .... آدم أنا لازم سکر هلأ بلا ما یحس علي لا ترجع تتصل ... ما حدا بعرف بهالرقم ممنوع التواصل معي هون .....

" بعرف بعرف ممنوع التواصل معگ بس کنت قلقان علیگي میت رعب یگون صارلک شي .... دیري بالک على حالک یا هازار ....

" همست بصوت أجش : ان شاء الله .....

" خلیگي على طول فاتحة جوالگ .... ما رح اتصل فیکي بس رح گون مطمن اذا گان جوالگ مفتوح ....

" تمام ... رح خلیه مفتوح .... هلأ رح سگر بشوفگ ....

" هازار ...

" أغلقت عینیها تحاول استعادة رباطة جأشها التي فقدتها مع نداءه ذاگ : آدم لازم سکر ...

" بترجاگي دیري بالگ على حالگ .... انتي أغلى شي عندي بالدنیا لا تحرمیني منگ .....

" همست باقتضاب : ادعیلي ....

" العذرا تحمیکي یا روحي .... وتبعد عنگ کل شر ....

" ماشي ... ادم صار وقت سکر ... بلا ما یشک هلأ لأني طولت .... م.....

- توقفت عن اگمال ما ترید.... عندما تعلقت عینیها بباب غرفتها .... هناک لقد کانَ أحدهم بالقرب من الباب وقد تحرک من جانبه .... فقد ظهر ذلگَ الظل منذ ثوانٍ عندما تحرک وابتعد عن الباب .... یا الهي هل !!! .... دبّ الرعب في قلبها مخترعة .... عندما تعلقت عینیها بذلگَ الظل الذي تحرگَ من جانب الباب ..... یا الهي لقد کُشفَ أمرها لا محالة .... دون شعورٍ منها أغلقت الهاتف .... وأعادته مگانه .... سحبت نفساً عمیقاً قبل أن تقرر الخروج من الغرفة .... لتتجه للخارج ... وقفت على أعتاب الغرفة وقد بدا الهدوء سید المگان .... أغلقت الباب خلفها متجهة للصالة الصغیرة مگان وجود الصوبیا .... خطوات مترددة خائفة احتاجتها للوصول للمگان الذي یفترض أن یکون به الآن .... توقفت مگانها وقد انعقد لسانها مما تراه .... بل ما عاد لدیها القدرة على الحرکة .... لقد توقعت عدم وجوده في المگان .... ولکن ما تراه الآن مختلف عمّا تصورته لدقائق لقد گان ذلگَ العجوز نائماً مغمض العینین والکتاب على صدره ورأسه قد استراح للخلف .... انه نائم حقاً تنفسه الهادئ ینم عن نومٍ عمیق .... هل گانت تتخیل ذلگَ الظل .... نعم یبدو أنها گانت تتخیل لیسَ إلا .... وأنها ربما أصبحت ترى أشیاء لا وجود لها بسبب تواجدها وحیدة مع هذا العجوز بمفردها .... أخرجت زفیراً هادءاً ینم عن راحة تسربت الیها عندما وجدته نائماً .... اذاً فقد گانت تتوهم لیس أکثر .... حسناً علیها جمع الحطب فها قد أوشگ حطب الصوبیا على الانتهاء ..... توجهت نحوَ معطفها المعلق جانباً ومن ثم أحگمت اغلاقه على نفسها متجهة بهدوء الى الخارج.....

- لقد أتقنَ تلگَ التمثیلیة وبجدارة .... فقد ظنته تلگ البلهاء یغطُ في نومٍ عمیق بسبب هدوء تنفسه الذي حافظ علیه .... فتحَ عینیه بتربص .... لقد خرجت لجمع الحطب کما تفعلُ دائماً .... تلگَ الصغیرة تحاولُ العبثَ معه حسناً فلیگن لها ذلگ .... لن یضره الاستمتاع قلیلاً معها ....

......

- گان قد أنهى لتوه المحاضرة الثالثة على التوالي للیوم .... گانَ في طریقه لذهابه لمگتبه .... عندما اهتز هاتفه في جیبه .... توقفَ قلیلاً وقد أخرجَ هاتفه من جیبه .... ظهرت تقطیبة خفیفة فوق جبینه ... وهو یتعرف على الرقم ... نعم انه یعرفه جیداً .... انه رقمها هي تتصل به هذه المرة الأولى التي یظهر رقمها متصلاً علیه .... ظهر الخوف جلیاً على ملامحه ... عندما فکّر أنه ربما قد أصاب صغیره مکروه ما .... لم ینتظر کثیراً وهو یجیب على اتصالها مسرعاً ...
" بلسم ...

" أتاه صوته هادءاً بنبرته المعتادة : دکتور صائب

" لا یعرف ولکن نبرتها الهادءة تلگ بعثت الأمان في قلبه عاد للسؤال بجزع : بلسم جود صایرلو شي

" أجابت بهدوء : مو صایرلو شي .... جود بخیر ...

" تنهد بارتیاح : طیب الحمد لله ....

" دگتور فینا نشوفک هلأ اذا ما گنت مشغول ....

" صمتَ قلیلاً مستغرباً من طلبها ذاگ : لا مو مشغول لیگني هلأ مخلص محاضرات .... هلأ مسافة الطریق وبکون عندکو ...

" لا لا دکتور نحنا مو بالبیت ... نحنا قدام جامعتگ هلأ ....

" همس باستغراب : الجامعة ...

" اي انت بالجامعة هلأ والا ...

" قاطعها مسرعاً : لا لا أنا بالجامعة وین انتو ...

" نحنا بالسیارة قدام باب الجامعة ...

" تمام تکة وبکون عندگن ...

- أغلق الهاتف والاستغراب یظهر على وجهه ... ما سبب حضورها ... هل هناگ خطب ما .... ماذا حدث ... حسناً علیه الذهاب لمعرفة الاجابات على تساؤلاته .... غیر اتجاهه للبوابة الرئیسیة للجامعة .... دون الحاجة لمعرفة مکان سیارتها ... عرفها فقد گانت بالقرب من سیارته .... توجه الیها بهدوء وخطوات ثابتة .... وقف بالقرب من سیارتها التي گانت قد أغلقت نوافذها السوداء ... أنزلت النافذه الخاصة بها .... وقد ظهر هو جلیاً ...

" دکتور فیگ تطلع ....

" خلینا نطلع بسیارتي ...

" ما في اختلاف گتیر دکتور .... ما رح ناخد من وقتگ کتیر ....

- حسم أمره وقد توجه للناحیة الأخرى من السیارة فتح المقعد الأمامي ... وبخطوات ثابتة گان قد أصبح داخلها .... لم یگد یغلق الباب حتّى سمع صوت هتاف صغیره من الخلف.....

" بااابااا ....

" التفت لصغیره بفرح عارم فقد گان مشتاقاً الیه وما لبث أن تلقفه لیصبح بین أحضانه : یا روح البابا انت ... تعا هون یا أزعر بدي آکلک .... مشتاقلگ گتیر ....

" انطلقت ضحکات الصغیر بصخب في المکان ویديه تعبثان بجسده تدغدغه : بابا حاااج بابا ههههه مامااا قلیلو یفلتني هههههه

" وزعَ قبلاته المتفرقة على وجهه ویدیه الناعمتین : لک منین جایی هالریحة الظریفة هي .... شو أعمل أنا آکلک من وین أول ....

" ماما شوفي بابا بدو یاگلني ....

- کانت مکتفیة بمراقبة الاثنان فقط .... سمحت لنفسها أن تختلس النظرات المتفرقة الصامتة علیهما سویاً .... تکاد لا تصدق ما توصلت الیه لیلة أمس .... هذا الرجل الجالس بجانبها هو ابن خالتها التي طالما حکت لها أمها عنها وعن شقاوتها .... هذا الرجل الذي لم یگمل الثلاثون من عمره یگمن بداخله وحشاً قد صنعته عائلته داخله بأیدیهم القذرة ...

" عزمت أخیراً على التحدث : في کافيه قریب من هون ... رح نقعد فیه ....

" نظر الیها بصمت وگأنه یحاول معرفة ما ترید قوله : تمام .... فیگي تتحرکي

- حرکت السیارة دون أن تلقي بأي تعلیق .... منطلقة الى وجهتها المقصودة .... لم تمضي خمس دقائق من سیاقتها تلگ .... الا وکانت السیارة قد اصطفت بجانب مکان صغیر کتب على بابه الرئیسي « کافي شوب » .... خرجَ الاثنان من السیارة بصحبة الصغیر الذي گان ممسکاً بید والده بتشبث ....

" جود حبیبي في غرفة ألعاب هنیک فیک تروح تلعب فیها مع الولاد ....

- ابتسم الصغیر بفرح طفولي وهو یقفز لیذهب مسرعاً لتلگَ الغرفة التي أشارت علیها والدته .... جلسا بأول طاولة صغیرة کانت خالیة قریبة من مکان تواجد الغرفة لتراقب خروج صغیرها .....

" خلیني ادخل بالموضوع ....

" قاطعها قبل أن تبدأ : خلینا نطلب شي نشربو أگید گافي گبیر متل هاد فیو شي ینشرب ....

" خد راحتگ فیک تطلب الي بدک یاه ....

" باشارة واحدة من یده کان قد طلب النادل لیأتي الیه نظر الیها متساءلاً : شو رح تطلبي ....

" دون تردد أجابت : کوکتیل .....

- صمتَ لبرهة ... وعینیه قد تعلقتا بها .... وقد تذکر شیئاً ما عند نطقها لاسم المشروب الذي ستشربه ....لطالما أحبت هذا النوع من العصائر ....
" قطعَ صمته أخیراً وهو یطلب من النادل : گأسین من عصیر الکوکتیل ....

" دونَ النادل طلبهما : أمرک سیدي ....

" التفتَ الیها وسأل بهدوء : کیف صرتي...

" هزت رأسها بخفوت : الحمد لله بخیر ....

" أسندَ گفیه المشبوکتین على الطاولة امامه : بعتذر عن الي صار امبارح .... ما کنت قاصد اخدو من دون ما قلگ .... حاولت اتواصل معک بس ما کان جوالک یعلق .... کنت کل ما اتصل یعطیني جوالک مشغول ..... لهیک اضطریت اخدو .... کنت بدي الولد یقرب مني أکتر .... یعتاد وجودي بحیاتو ..... ما کان قصدي خلیکي تقلقي علیه ....

- انتظرت أن یکمل ما لدیه أن یعتذر عمّا بدر منه بالأمس ، کانت هي قد تأهبت لتفجیر قنبلتها التي گانت قد أعدتها بعنایة تراجعت قلیلاً عن الطاولة لتستند بظهرها على الگرسي

" عدت بداخلها الى الخمسة بهدوء وحالما انتهت من عدّها قذفت ما لدیها : دکتور أنا موافقة على الزواج .....

- کما توقعت فقد قابل موافقتها تلگ بالصمت بل ربما تلک العلامات البلهاء التي ظهرت على وجهه لم تکن سوى علامات الدهشة مما تقول .....

" عادت لتقول : دکتور صائب انت معي ....

- انتبه لنفسه أخیراً ، موافقتها تلگ ألجمت لسانه عن الحدیث لم یعرف بماذا یرد .... فقد کان على وشک رفع قضیة علیها مطالباً بها بحقه بضم الطفل والیوم هي تفاجئه بقبولها بعرضه السابق ...

" آها آسف بس فیکي تعیدي شو قلتي ما کنت منتبه ....

" سحبت نفساً صغیراً مع اخراجه بهدوء: دکتور صائب انت سمعتني منیح ، ما في داعي لگرر موافقتي أنا موافقة على الزواج اذا کان العرض بعدو ساري .....

" لا لا کیف اذا بعدو ساري أکید بعدو ساري .... آسف بس موافقتگ هي فاجئتني ....

" موافقتي على هالزواج دگتور رح تکون لصالح جود .... ما بدي جود یعیش بعید عن أبوه .... بین أب وأم کل واحد فیهن بمگان مختلف .... حابة جود یعیش بعیلة طبیعیة ما بدي یعیش متشتت من هون وهون .....

" هز رأسه بتفهم : فاهم علیکي أکید یلي بتحکیه عین العقل .... جود عم یکبر شوي شوي .... وانتي امو لابني وکنتي بیوم مرتي .... ما بعرف کیف کانت هدیک الاجراءات هدیک اللیلة .... هل هي صحیحة والا لأ بس الي کنت مآمن فیه انو الي کانت بین ایدیة مرتي ....

" ظهرت ابتسامة التهگم عند زاویة شفتیها وهذه المرة أحنت بجذعها قلیلاً اتجاه الطاولة التي تجلس علیها : زواجنا کان باطل حضرت الدکتور .... ما رح نتزوج هالمرة غیر زواج صحیح بشروطوا المطلوبة لیگتمل هالزواج ....

" حسناً هل هذه ابتسامة سخریة مما قال ، نعم وماذا ستکون ان لم تكن کذلک : الي بتریدیه رح یصیر .... متى ما بدک یصیر هالشي أنا جاهز .... والک حق تطلبي المهر یلي بدک یاه ....

" مو محتاجة أي مهر .... یا ریت هالزواج یکون في القریب العاجل ....

" زادت علامات الاستغراب والدهشة من حدیثها ذاک : ایمت بتریدي یکون هالشي

" دون تردد أجابت : بعد تلت أیام ...

" تلت أیام مو کإنک عم تستعجلي شوي ....

" ما بظن في استعجال بالموضوع حضرت الدکتور .... جود عمرو رح یصیر سبع سنین .... ما في داعي یشوف امو وابوه عم بتعارفوا عبعضن من جدید ....

- حسناً لقد ألجمته لدیها القدرة الکبیرة على إسکاته ... تلک الصغیرة التي کانت في یومٍ من الأیام تصرخ باستغاثة لینقذها أحدٌ منه .... ها هي الیوم وفي هذه اللحظة .... استطاعت أن تجعله غیر قادراً على الرد ....

" دکتور أنا هالایام الجایة رح کون مشغولة کتیر ... طاقم کبیر من القناة راحوا لفلسطین .... وصار الضغط والحمل کبیر .... رح صیر کتیر من وقتي قضیه بالقناة .... بابا جوزیف ونینا رح یرجعوا یسافروا گمان کم یوم .... ما في حدا یقعد عندو جود بهالفترة .... لهیک عم حاول خلي الزواج یکون بأسرع وقت ممکن ....

" هز رأسه بتفهم : فهمان علیکي .... فیني اسأل سؤال ..

" وضعت عصیرها جانباً : تفضل ..

" تردد في سؤاله ذاک الذي ربما یعرف اجابته : جوزیف مو من عیلتک صح ....

" أجابت بهدوء مسیطر : صحیح مو من عیلتي ....

" ولا من قرایبینک ....

" عادت للتأکید : ولا من قرایبیني ..... دکتور فیک تسأل اذا عندک شي محدد

" عاد لسؤاله هذه المرة ببعض التردد: انتي سوریة وجوزیف فرنسي کیف عرفتو بعض ....

" حسناً اذاً فذاک هو سؤاله ابتسمت بألم وقد ظهر ذلکَ جلیاً على وجهها قبل أن تجیب : اي لکن حابب تعرف کیف أنا والاستاز جوزیف عرفنا بعض ... لکن اسمع هالقصة الصغیرة .... قصة بنت سوریة کانت راجعة وهي فرحانة عم تحمل الحطبات بایدها ... فرحانة لانها رح تدفي اخواتها البردانین .... هالبنوتة الصغیرة کان عندها جوز ام .... کانت تعتبرو اب .... بس هو ما اعتبرها بیوم بنتو .... بهدیک اللیلة اخدها وسلمها بایدیه ....

" قاطعها یحاول منعها من اکمال قصة هو یعرف نهایتها ... خیط الدموع ذاک الذي تراقص بین أهدابها تحاول منعه من السقوط کانَ ظاهراً للعیان : حاج .... ما عاد بدي اسمع شي لا تگملي .....

" اکملت دون توقف : بهدیک اللیلة سلمها لشخص فیک تقول عنو ما فیو جنس الانسانیة ما بختلف عن الجلمود بشي .... نهشها ضیع براءتها بس بکم ورقة رماهن حقها .... بعد هدیک اللیلة ترکها عم تنزف ببیت مهجور ترگها لکلاب الطرقات تنهش لحمها .... هالبنت کانت شبه میتة .... لکن الله بعتلها ولاد حلال .... طاقم اعلامي کان جاي یصور شو بصیر بالمنطقة وشافوها لهدیک البنت ومن ضمنهن گان هداک الاستاز .... بنفس الوقت
کان في قرار حکم انهن لازم یرجعوا لفرنسا .... ما کان عندهن خیار الا یاخدوها معهن ... وهیک اخدوا هالبنت الصغیرة على فرنسا وقام الاستاز جوزیف واتبنى هالبنت .... لتصیر متل بنتو .... هاي هي قصة تعارفي مع بابا جوزیف ....

- حسناً لقد عرفَ الآن کیف کان التعارف .... ولیته لم یسأل عن ذلک .... ماذا فعلت یداه بهذه المسکینة التي ما زالت تذکر الى. الآن أحداث تلکَ اللیلة العصیبة .... لیته یستطیع العودة الى الماضي لقد کان حیواناً سادیاً ..... مجرداً من الانسانیة .... ما زال یذکر کل صرخة ألم وبکاء واستغاثة انطلقت من شفتیها .... ما زال یذکر کل دمعة فاضت من عینیها تلک اللیلة المشؤومة .... هل سیلومه أحداً الان لو ترگَ مکانه ذاهباً الیها ... یضمها بین یدیه .... فلتکن تلگَ الدموع التي بدأت بالنزول من عینیها داخل صدره ..... لیخفیها عن العالم أجمع ....

" ماما ... ماما ...

- دونَ أن تلتفت لصغیرها أشاحت بنظرها عنه .... تحاول استعادة قوتها التي فقدتها بغمار تلک الذکریات التي عصفت بها .... تحاول جاهداً مداراة تلک الدموع التي على وشک أن تفضحها .... لم یفته ما قامت به عندما أصبح صغیرها بالقرب منها نادى باسمها .... تحاول اخفاء وجهها عن صغیرها ....

" جود حبیبو للبابا تعا هون شوبک حبیبي ....

" تقدم منه بخطوات متثاقلة بطیئة : بابا أنا ما عاد بدي العب مع الولاد .... ما بدي العب مع حدا ....

" انحنى قلیلاً لیحمل صغیره بین یدیه واضعاً ایاه بین أحضانه : لیه بابا حدا زعلک شي ....

" نظر الیه ببراءة قاتلة : کلن عم یتمسخروا علي منشان لون عیوني قال لون عیوني بخوف مو حلو .... قال أنا بختلف عنهن مو لازم العب معهن ....

- ظهرت التقطیبة بوضوح على جبینه ، أما هي فقد تبدلت تقاسیم وجهها لتحاول جاهدة اخفاء تلگَ الابتسامة ....

" هلأ هنن قالولک عیونگ بخوفوا ....

" هز الصغیر رأسه بالایجاب : اي قالولي هیک .... دایماً الکل بقلولي عیونگ لونهم غریب ....

" حبیبي هدول غیرانین منک ، لیک شوف کیف أنا کمان عیوني بشبهوا عیونک کتیر .... وشوف عیون امک .... کیف بتختلف عننا .... شوف شو لونهن ....

- تعلقت نظرات الاثنین بها .... مما جعل ذلگَ الاحمرار یغزو وجهها ... وزوجین من العیون الفیروزیة تحملقان بها .... عاد الصغیر ینظر لوالده ومن ثم عاود النظر الیها ....

" شو لون عیون الماما .... ما بعرف هاد اللون ...

" ابتسمَ الآخر وهو ینظر لعینیها : عیون امک لونهن رمادي .... لیک شوف نحنا عنا عیون باللون الفیروزي وامک عندها عیون باللون الرمادي .....شایف کیف نحنا عیلة ممیزة .... ما بتلاقي کتیر ناس عیونهم بهاللون ...

" یعني احنا بس الي عنا عیون بهاللون ....

" اي لیک شوف بعیون کل الموجودین ما رح تلاقي حدا عندو نفس هاللونین ...

- تحرک الصغیر من بین أحضانه یحاول النزول .... أعطاه الاخر حریته.... سامحاً له بالنزول أرضاً على قدمیه ....

" اي لکن تکة رح شوف عیونهن واجي ....

" شهقت بصدمة من صغیرها : جود تعا لهون شو عم تعمل .... عیب ماما ما بصح ....

" رفع الصغیر اصبع السبابة : دقیقة ماما رح شوف واجي ....

- حاولَ گبت ابتسامته قدر المستطاع بسبب منظرها ذاک .... رفعت حاجبها بغیظ وغضب کبتته ...

" عجبک هیک شوف ابنک شو عم یعمل رح یفضحنا ....

" ظهرت أخیراً ابتسامته باتساع : لشو یفضحنا لیکي. شوفي قاعد عم یتأکد انو نحنا عیلة ممیزة ....

" هزت رأسها بغیظ مکبوت قد ظهر على وجهها وهي تتابع ما یقوم به طفلها : لکن عیلة ممیزة قلتلي .... الله بلاني بولد وابنو .... یارب وبس .... لا خلص ما عاد فيي اتحمل ... أنا رح قوم جیبو رح یفضحنا هیک ....

" أوقفها مسرعاً وهو ینهض من مکانه : خلیکي قاعدة أنا رح جیبو .

...

- تابعت خطواته السریعة المتجهة نحو صغیرها .... دقیقة مرت قبل أن تسمع اعتراضات صغیرها بعناد ... والاخر یحمله بین یدیها کدمیة صغیرة .... وها هو متجهاً به نحوها ....

" بابا ... بابا اترکني ما شفتن کلهن ....

" حاج .... خلص بکفي الي شفتهن ....

" بس لسة ما خلصت ....

" بعدین المرة الجاي بتشوف الباقیین ....

- أجلسه بحضنه وهو یحاصره بیدیه ....

" جود بسیطة ... هیک بتعمل ... یا عیب الشوم شو تقول الناس عنا .... لیک شوف کیف عم یطالعونا .... شو یقولوا هلأ.... جدبان ....

" لا ماما مو عیب ... بابا الي قلي روح شوفهن یعني مو عیب .....

" شهقَ بصدمة من اتهام صغیره : هلأ أنا قلتلک روح شوفهن .... عم تکزب على لساني عیني عینک .... أنا قلتلک شوفهن مو روح شوفهن ....

" عادي مو فارقة کتیر کلهن تلت حروف ...

" لک لک ....شوفوا الأزعر .... رفع عینیه ینظر الیها .... انتي متأکدة هالولد ابني .... ما تبدل بالغلط یوم ما جبتیه ....

" هزت رأسها بالنفي وابتسامتها تزین محیاها : شوف الشبه بیناتکن بتعرف انو ما في تبدیل ....

" لک منین جایب طولة لسانک هي ....

" طالعلگ بابا .... أنا بشبهک بکل شي .....

- هذه المرة تحولت ابتسامتها تلگَ الى ضحکة أفلتت منها بوضوح .... لتفضحها أمامها ....

" ظهرت معالم الغضب جلیاً على وجهه ، ابنه ووالدته لابنه سویاً : هلأ أنا لساني طویل یا ولد

" نظر الیه الصغیر ببراءة وسأل : وهلأ أنا یعني لساني طویل ....

" جود عیب ماما ... یا عیب الشوم اتأسف لبابا هلأ لشوف ....

" اي وهو یتأسفلي کمان .... أنا لساني مو طویل ....

" اي لکن أنا لساني طویل یعني في واحد بیقول لابوه لسانک طویل .... یا عیب الشوم....

" جود اتأسف لبابا یلا والا ماما رح تزعل منک....

" التفت الولد الیه لیطبع قبلته الصغیرة على خده : اسف بابا ما عاد عیدها ....

" ازداد احتضانه للصغیر لیبادله قبلاته الصغیره : شو رأیک نروح نتغدى سوا .... وجیبلگ بوظة

" هـتَفَ الصغیر بصراخ وفرحة : یاااااي بوظة.....

" التفت الیها یحدثها : في مطعم قریب من هون بیعمل اکل طیب وظریف .... خلینا نتغدى سوا....

" نهضت من مکانها على عجالة : ما رح اقدر انا اتغدى .... طلبت اذن من المدیر لاتأخر ساعة وما رح اقدر اتأخر أکتر من هیک .... فیک تخلیه معک الیوم .... جوزیف ونینا راحوا على المرکز لحتى یشوفوا المساعدات .... ما فی حدا بالبیت ....

" یعني رح نقضي الیوم سوا یا أزعر یلا عیش امک مو جمبک رح اکلک واستفرد فیک .....

" انا الي رح اکلک قبل ما تستفرد فیني ....

" خلیني وصلکن بطریقي ....

" بسیطة المطعم مو بعید من هون کلها فرکة کعب بنگون وصلنا ....

- رتبت هندامها ومن ثم اقتربت من صغیرها الذي کان قابعاً بین أحضانه .... انحنت قلیلاً اتجاهه لتقبله بحب .... اقترابها منه بتلک الطریقة أحدثت اضطراباً داخله .... رائحتها تلک التي داعبت أنفه .... انها رائحة یعرفها جیداً .... هذه لیست المرة الأولى التي تقابله هذه الرائحة .... ولکنه لا یکاد یذکر أین ولمن ....

" حبیب امو وین البوسة ....

- ارتفع الصغیر قلیلاً من بین أحضانه مقبلاً ایاها ببراءة وحب ....

" بحبک ماما ....

" وأنا بحبک یا روح الماما ....

" قبلَ أن تبتعد عنهما مالت برأسها بالقرب من اذنه .... لتصبح أنفاسها تحرق اذنه : لا تأکلو ایس گریم .... صایر هالیومین عم یمرض بسببها .... واذا عَنَّدْ معک فیک تعطیه شي خفیف ....

" همس بخفوت : ان شاء الله .... ایمت رح ترجعي ....

" استقامت بجسدها : ان شاء الله على الستة المسا بکون في البیت ....

" تمام

- نهَضَ هو بدوره من مکانه ومن ثم أخرج بضع ورقات نقدیة ثمن المشروب ووضعها على الطاولة .... وبحرکة سریعة منه حمل الصغیر ... لیضعه فوق کتفیه .... لیصبحان قدمیه الصغیرتین حول رقبته ....

" جاهز یا بطل .....

" صاح الصغیر بهتاف : یااااااااااس جاهزززز

" شهقت بذعر واحراج وهي تنظر للأعین قد تعلقت بهم : امشوا امشوا فضحتونا انت وایاه .....

...

للحُبِ في مدينتي سُلطة لا تعلوها غير سُلطة العشق و الجنون....
للحُب في قلبي مكانةٍ أبت رغم الزوابع الرحيل
و للحُبِ في روحي بيتٌ من أحرفٍ و كلمات

" هتفت بها مسرعة : حور یا بنتي خلصي هاتي شي النار رح تنطفي ....

- أسرعت الأخرى تبحث عن شيء حولها تمنع فیه انطفاء النیران التي بدأنَ باشعالها من أجل شواء اللحم على أسطح البنایة .... وجدت قطعة کبیرة قاسیة من الکرتون ... أحضرتها بسرعة ...

" خدي خدي منیحة هاي ...

" منیحة منیحة تمام جهزي اللحم .... حطیهم بالشوایة ....

- تلفتت الأخرى حولها تبحث عن آلة الشواء الحدیدیة .... ولکنها لم تجدها ....

" خزامى کإنو الشوایة مو هون ....

" هتفت الاخرى بغیظ : شو کمان یا الله رحمتک .....یا الله ولک لیش ما قلتیلنا النار رح تنطفي ....

" أجابت ببراءة : ما قلتیلي بدنا نعمل فیها .....

" ها عشو یا حضرت المهندسة بدنا نعمل .... رح نمسکهن بایدینا ونقعد نشوي ....

" وأنا شو بعرفني .... هسا بروح بجیبها ....

" لا لا وقفي انتي خلیکي اوعي النار تطفي أنا بعرف مکانها بجیبها بسرعة .... یا ویلک اذا بتنطفي رح ولعک مکانها ....

" طیب خلصي روحي هتطفي وحضرتک لسة بتهددیني....

- سارعت الأخرى بالنزول مسرعة وبسبب سرعتها ولهفتها ... کانت قد نست أن هناک مصعد یمکن لها أن تصل فیه بسرعة .... رکضت بشگل جنوني .... تتخطى الدرجات کطفل صغیر ..... کانت على وشک الوصول ولکن کانت احدى قدمیها قد قررت الانزلاق قبل الأخرى .... لتجعلها تهوى على وجهها فتصرخ بألم .... وقد انثنت قدمها للأسفل بحرکة خاطئة ..... في هذه اللحظات القلیلة فُتِحَ الباب القریب من السلم الذي سقطت من علیه .... قبلَ أن ترفع رأسها لتتعرف على هویة ذلگَ الشخص کان صوته قد انبعثَ هاتفاً باسمها ....

" آنسة خزامى ..... یا ساتر شو صار ... انتي بخیر....

" تأوهت بصوت خفیض : مافي شي عمر تعا ساعدني لقوم شوي ....

" توجه الیها دونَ تردد لیساعدها أمسک بذراعها یساعدها على النهوض ...و ما ان کانت على وشک اکمال عملیة وقوفها .... حتى صرخت من جدید بألم .....

" ضربته بقوة دون شعور : لک بالراحة شایفني شاحنة عم تسحب فیها ....

" شو بصیر هون ....

" أغمضت عینیها بصمود .... ها قد أتى .... حسناً لن تکتمل فضیحتها الا بوجوده ....

" استاز الآنسة ...

" قاطعته مسرعة : ما في شي .... ما في شي .... همست للآخر .... ساعدني شوي لوصل شقتي ....

" هز رأسه بالایجاب : تمام .... ارفعي حالک بالراحة بلا ما یکون صار کسر أو شي ....

" ظهرت علامات الاحتقان على وجهها : کسر ... کسر بعینک ان شاء الله بتفاول علي بکسر .... روح هیک ما بدي مساعدتک

- قالت کلماتها تلک وابعدته عنها .... تحاول التغاضي عن آلام قدمها الیسرى التي تفتکُ بها .....

" هتف به عندما رآه ما زال واقفاً والآخرى تحاول الوصول لشقتها : عمر ....

" اي استاز

" جیب عدة الاسعافات وتعا بسرعة ....

" امرک استاز ....

" حرک کرسیه مقترباً منها : وقفي لک ما رح تبطلي عناد انتي الرجال معو حق یمکن یکون صار فیها کسر ولیکي حضرتک شوفي شو عم تعملي ....

" أجابت بنفاذ صبر : ما بدي مساعدة من أي مخلوق .... بتقدر ترجع خلص خلصت مراسم الفضیحة .....

" کز على أسنانه بغیظ : لک ... لک راسک هاد بدو کسر .... ایمت رح تکبري وتتعاملي متل الکبار .... عم ترکضي متل الاطفال على الدرج .... والمصعد شو عم یعمل .... قلیلي بس شو کنتي عم تعملي فوق .... لا تقلیلي قاعدة بتعملي رجیم طالعه نازلة .....

" اشتعلت عینیها غضباً من حدیثه ذاک : استاز محمد ما دخلک شو کنت أعمل ....وبفضل تدخل بیتک .... لأني ماني فاضیة لمناوشتگ ....

" استاز محمد جبت العلبة ....

" التفتَ الى الآخر : تعا حطها هون .... وجه حدیثه الیها .... اقعدي على الأرض ....

" نظرت الیه بعدم فهم استغراب : اقعد وین .... حضرتک متعاطي شي .... عمر خد استازک وفوتو على شقتو ....

" کز على أسنانه وقد کور قبضته بغیظ : خزامى اگسري الشر واقعدي على الأرض .... لیکي ما تخافي برستیجگ ما رح یخرب ....

" لک انت .... انت انسان مستقز .....

" أجاب ببرود : اسمها مستفز بالفاء یا استازة کبرتي وللیوم مانک عرفانة تنطقیها .... عمر ساعد الانسة لتقعد منیح على الأرض .... وما في اعتراض خلیني شوفلگ رجلک ....

" أغمضت عینیها وقد اصطکت أسنانها العلویة بالسفلى بغضب تحاول جاهدة کبته أنزلت رأسها بخفوت : احمد الله انو عمر موجود کان قتلتک هسا وما وفرت ....

" ظهرت تلگَ الابتسامة على زاویة شفته السفلى: اي لکن اذا طلع بایدک لا تقصري .... من جدید وجه حدیثه لعمر .... عمر ساعدني لاقعد...

" استاز ما في مشکلة أنا بشوف اذا فیها شي....

" عمر قلت کلمة وحدة ....

" تمام یلي بتریدو .....

« ساعده بالنزول عن الکرسي لیصبح أمامها مباشرة بجانبها » عمر هات مخدة لنثبت رجلها علیها ....

" انت شو بدگ تعمل ....

" انحنى بجذعه قلیلاً وقد أمسگَ بقدمها من الأسفل بهدوء تأوهت بوجع : ااااخ محمد لک بتوجع .....

" رفعَ بطرف البنطال قلیلاً عن کاحلها أمسکت بیده تمنعه : لک انت شو بتعمل ....

" تنفس بقوة وصبر : خزامى وحدي الله .... لک بدي أشوف رجلک .... عمررر...

" لیکني جیت استاز لیگها المخدة ....

- أمسکَ بها ووضعها أسفل قدمها محاولاً عدم ایلامها ....

" منین عم توجعک ....

" أشارت بالقرب من کاحلها : هان ....

- قرب یده ناحية المکان الذي أشارت الیه ... وما لبث أن ضغط بخفة غیر مقصودة لیتعرف على المکان المحدد للألم .... أمسکت بکفه تمنعه وقد صرخت بألم....

" دون شعور منها نطقت : اااااه لک محمد ایدک صایرة متل الشاکوش .....

- نظرة واحدة فقط من عینیه نبهتها بخطأ ما ارتکبته من تلفظ غیر مقصود ... دون مقصد عضت على شفتها السفلى تلعن غباءها .... عادَ من جدید یتحسس الأماکن القریبة من کاحلها ... للتأکد من عدم وجود کسر ....

" عم توجعک من هون ...

" لا ما في وجع....

" عاد بالضغط على مکان آخر قریب: تمام ومن هون ....

" کمان لا الوجع بس بالنص ....

" خیر ان شاء الله ما في کسر.... مجرد التواء.... عمر طالعلي مشد من العلبة .....

- قام الآخر بتلبیة طلبه .... أخرجَ المشد الطبي من داخل علبة الاسعافات الأولیة ....

" رح تتوجعي شوي ....بس لازم شدها منیح ... لحتى تتعالج بسرعة ... وما یکون في داعي لمستشفى. ....

" هزت رأسها بایجاب : تمام بس بالراحة .....
- لم یعلق على ما قالته .... فها هو فقد بدأ بمعالجة قدمها ولف المشد الطبي وتثبیته حول قدمها .... تشنج صغیر انبعثَ من جسدها .... کان کفیلاً بتعریفه أنها تتألم .... أکملَ عمله دون توقف وهو یزید من شده وتثبیته حول کاحلها .... وما ان انتهى ورفع رأسه حتى شعرَ برجفة صغیرة تنبعث من جسدها من جدید .... تعلقت عینیه بها .... هاله منظر الدموع التي أغرقت وجهها ....

" خزامى اسف ما کنت قاصد وجعک .... بس کنت بدي شدها منیح لتتثبت ....

" هزت رأسها بالرفض .... : النار انطفت ....

" ظهر التساؤل على وجهه : نار شو؟ !

" هتفت به ببکاء کالأطفال : نار الشوي فوق .... صارلنا ساعتین بنولع فیها .... وهسا بتکون انطفت ...

- تعلقت عینیه بها .... انه لا یکاد یصدق ان هذه المجنونه کانت على وشک ان تصبح زوجته في یوم من الأیام .... انها حقاً مجنونة من ینظر الیها بظنها سیدة ناضجة بعقلٍ ناضج .... لا یعرفون أنها بعقلٍ أصغر من عقل النملة التي تحمل طعامها لتخزنه للشتاء ..... حسناً اذاً فهذه المجنونة مجدداً کانت على أسطح البنایة تحاول الشواء ....

" ابتسم بسخریة : وحضرتگ لیه نازلة عم ترکضي بهالسرعة .... بس لا تکوني حرقتي السطوح وکنتي هربانة ....

" حسناً انه یحاول استفزازها في مکانها وموضعها هذا الغیر مناسب : کأنو حضرتک عم تتمسخر ... عم قلک النار انطفت وحضرتک بتقول حرقتي السطوح .... کنت نازلة جیب الشوایة لأنو نسیناها قبل ما نطلع فوق ...

" صمتَ لبرهة ودون أن یسألها عن الشخص الذي ترکته في الأعلى کان قد عرف : اي بسیطة عمر ساعد الآنسة لتطلع فوق .... الحمد لله على سلامتک ....

" تکة استاز لساعدک أول ..... ساعده بالنهوض لیعود لمکانه على آلته ... خلیني ساعدک یا انسة ...

" ترددت قلیلاً قبل أن تقول : اذا ما فیها غلبة فیني أستعیر الشوایة من عندکو .... ساعة زمن وبرجعها .... انطفت النار ورح نضطر أنا وحور نرجع نولعها من جدید ....

" رفع رأسه یتساءل : حور مین .....

" ساعدني شوي عمر .... حور بنت خالتي سبتها فوق لتخلي النار مولعة .... هسا بتکون طفتها ... وهنرجع من تاني نولعها ....

" عمر جیب الشوایة من جوا ....

- ذهبَ الآخر للشقة لیحضر الشوایة .... اذاً فهذه المرة قد ساءت ظنونه ومن في الأعلى بانتظارها لیست سوى ابنة خالتها ....

" لا تمشي على رجلک کتیر .... خلیکي مرتاحة لتتحسن بسرعة .....

" أجابت باقتضاب : ان شاء الله ... شکراً کتیر على مساعدتک ....

" ما في داعي للشکر .... ردیتلک جمیل ساویتیه معي بیوم من الإیام ....

" جمیل « تردد صدى تلگَ الگلمة بداخلها »

" کیف الاستاز شارلي ما عاد شفتو بالبنایة متل أول .... وایمت حددتوا فرحکو ....

" ابتسمت بألم تحاول جاهدة اخفاء ذلگَ الجرح الذي لم یبرأ بعد : مسافر بشغل هالفترة هي .... لسة ما حددنا الفرح .... ان شاء الله لیرجع رح نحدد الفرح ....

" اي تمام لکن الله یتمملکوا على خیر ....

" ردت باقتضاب : شکراً ....

" العفو .... رح روح شوف عمر تأخر .... رح ابعتو معکو لیساعدکوا بحفلة الشوي یلي عاملینها فوق ...

" ابتسمت بخفوت : ما في داعي فینا نشوي لحالنا ....

" تفضلي یا انسة خزامى .... لیکها الشوایة ....

" ابتسمت بشکر : متشکرة عمر غلبتک معي ....

" ما في غلبة استازة .... ان شاء الله صحة وهنا

" تسلم یارب .... عن ازنکو ....

- تحرکت بخطوات بطیئة اتجاه المصعد الکهربائي .... توقفت أمامه تنتظر أن یفتح .... وما ان فُتِحَ حتّى دخلت وهي تسحب نفسها ببطئ .... وما ان اصبحت داخله حتّى ضغطت الزر للطابق الأخیر .... أشاحت بوجهها تحاول اخفاء ملامح الألم التي سیطرت علیها فجأة .... آلاماً لم تکن جسدیاً بل هو ألماً کان سببه ذلک الشرخ الذي حدث قُبیل السنة والنصف ......
...

وطني يرقد ما بين رصاصةً وقُبلتين ..,

- في فلسطین ...

... کانت الساعة قد شارفت على الوصول للرابعة بتوقیت القدس المحتلة .... عندما طرِقَ ذلگ الباب الحدیدي بلون البرونز .... تحرگَ بخطوات ثابتة اتجاه الباب الذي یُطرق ... ما ان فتح الباب حتّى ظهرت تلگَ الابتسامة على محیاه ..... عندما تعرفَ على الزائر....

" یا هلا خالتي .... الحين نورت الدار ....

" استقبلها بین ذراعیه مرحباً بها : کیفک یا عریس .... والله وصرت عریس وبدک تتجوز ....

" ابتسم بسعادة : أکید خالتي بدي اتجوز ما بصح ضل طول عمري عزابي ....

" اي طب کان قلتلي کان جبتلک احلى عروس فیکي یا فلسطین ....

" انطلقت ضحکاته بمرح : طیب تعي خالتي فوتي .... أکید ما رح تقصري بس أنا اخترتها والیوم بتشوفوها وأعطیني رأیک فیها بعرف اختار والا لا ....

" طیب طیب الیوم بنشوف یا مسعد امک انت .... وین امک وخواتگ.....

" عند الکوافیر عندهم اجو ما بطولوا خالاتي وعماتي جوا ....

" مرام یلا یمة ادخلي بدک تضلک واقفة برا .... بارکي لابن خالتک وادخلي سلمي ....

- في البدایة لم یکن منتبهاً الى أنَ هناک أحداً مع خالته .... کان قد نسي أنها ستأتي بأحدٍ معها .... وأي أحد هذا الذي یقصده .... توقفَ مکانه ینظر الى تلکَ الفتاة الغریبة عنه والتي یشعر بنفسه یراها لأول مره في حیاته .... انها ... انها محجبة .... عباءة سوداء وطرحة سوداء سترت بها رأسها .... منذ متى ومرام محجبة .... بل متى هي اخر مرة کان قد صادفها .... هل کانت السنین سریعة بشکل لا یوصف .... لتنجب خالته فتاة وکأنه یراها للمرة الأولى .... لقد أصبحت طويلة ... تلکَ الفتاة التي کان ینادیها فیما مضى بالقزم أصبحت قریبة من طوله .... لم تعد تلک الطفلة صاحبة الجسد الصغیر الخالي من معالم الأنوثة .... بل لقد أصبحت هي منبع تلگَ الأنوثة والتي أخفتها تلک العباءة السوداء .... رفعت رأسها بخفوت .... لتنطق بعبارات التهنئة وتلک الابتسامة زینت ثغرها ....

" ألف مبروک عبد الرحمن .... الله یتمملک على خیر .....

- عینیها واااه من عینیها ألم تستطع أن تخفف الکحل قلیلاً لکي لا تردیه قتیلاً في یوماً کهذا .... ألم تستطع أن ترفعَ من نبرة صوتها تلک التي على وشک أن تصیبه بالصمم بسببها .... من هذه التي یراها أمامه .... لا هذه لیست نفسها مرام التي یعرفها .... لیست تلک التي کانت تقاتل کما الأولاد .... لم یکن یفرق بینها وبین الذکور یوماً .... وها هو الیوم .... لا یکاد یعرف أهي حقاً فتاة فلسطینیة من قریة یافاویة .... أم أحدى الحوریات التي علیه أن یستبشر بها ..... هذه الصغیرة أصبحت منبعاً کاملاً من منابع الأنوثة الکاملة ....

" أجاب باقتضاب محاولاً تمالک نفسه : الله یبارک فیکي عقبال عندک یارب ....

" بحیاتگ ان شاء الله ....

- أنهت کلماتها تلک .... ومن ثم تخطته بخطوات هادئة .... لتتجه للداخل .... عینیه تعلقت بآخر طرف ظهر من عباءتها السوداء ... لا یصدق ما رأته عیناه تلکَ التي مرت من أمامه للتو .... هي نفسها من کان ینادیها یوماً بالولد ..... انه لا یکاد یصدق ما رأته عیناه ... وکأنها احدى الأمیرات التي خرجنَ من قصر غرناطة .....

" رفع کفه لرأسه یرجع شعره للخلف بتنهیدة حارة : یارب مرر هالیوم على خیر .....

- قال کلمته تلگ ومن ثم توجه للداخل الى حیث تتعالى أصوات الزغارید والهلاهیل .... التي رشقته بها خالاته وعماته ..... رسم الابتسامة على وجهه .... عیون الجمیع وتبریکاتهم تتقاذق علیه من کل اتجاه ....

" اقترب من خالته التي لوحت له من بعید : ايوة یا خالتي اؤمري ....

" ما علیک أمر یا عیوني .... شغللنا المسجل والا الأغاني ما بتصیر الا ببیت العروس ....

" ضحک بخفوت على حدیت خالته : لا یا خالتي کیف هالحکي شوي وبکون المسجل عندکو ....

- توجه ناحیة غرفة شقیقتیه التي یتواجد بداخلها المسجل الکبیر ..... أمسکت یده بمقبض الباب لیقوم بدخول الغرفة ولکنَ الغرفة کانت مغلقة .... ظهرت علامات التساؤل على وجهه ... للتو کانت غرفة شقیقتیه مفتوحة .... ما الذي أغلقها .... حاولَ فتحها من جدید .... ولکن سرعان ما ترکت یده المقبض عندما سمعَ صوتها قادماً من الداخل ..... هل هي بالداخل .... أم أنه قد تخیل الصوت .... عادَ للطرق من جدید على الباب .... لم تکد یده تکمل الطرقة الثالثة الا وتراجع للخلف خطوة واحدة عندما سمع صوت الباب یفتح .... وسرعان ما فُتِحَ ذلِگ الباب لتظهر تلگ التي کانت داخل الغرفة ....
- توقف للحظات یحاول فیها أخذ أنفاسه .... استرجاع قوته .... السیطرة على نبضات قلبها التي تعدت الملیون دقة في الدقیقة الواحدة .... یا الهي هل کان یتوجب علیها أن تظهر بهذا الشگل .... ألم یکفیه منظرها وهي بالعباءة السوداء ....

- فستان کامل بلون السکر من الدانتیل المبطن ..... رسم جسدها بتفاصیله المستقیمة .... وأنوثتها البارزة بشکل لا یقاوم .... تفاصیل جسدها التي أصبحت ناضجة بشکل مثیر .... تلگَ الطرحة التي حملت نفس اللون .... وتلگَ العینین .... ماذا فعلت هذه المجنونة.... هل زادت من وضع کحل عینیها ..... هل جاءت هنا لتقضي علیه في. يوم فرحته .... هل کانَ مخطئاً لهذه الدرجة لیکون عقابها له بهذا المثل .....

- تراجعت قلیلاً مفسحة له الطریق

" أنا آسفة دخلت بس البس .... قالتلي امي هنطلع بالسیارات على طول .... عشان هیک دخلت لبست .... خلصت فیک تدخل ....

" استجمع قوته التي اضاعتها هذه الفاتنة : ولا یهمک .... کنت بدي المسجل من جوا اذا ما فیها غلبة أعطیني ایاه .... بتلاقیه بخزانة سما الي تحت ....

" هزت رأسها بایجاب : تمام لحظة وبجیبلگ یاه ....

- عادت للداخل متجهة هذه المرة اتجاه الخزانة المطلوبة .... عبثت بها تبحث عن المسجل الذي طلبه ... لکنها لم تکن لتجد شيء ....

" التفتت الیه لتنادي علیه : عبد الرحمن ما في اشي ......

- دون تفکیر دخلَ الغرفة .... لیتجه نحو خزانة سما .... ابتعدت قلیلاً عنه .... لتفسح له المجال بالبحث عن المسجل .... بحث في المکان الذي کان دائماً ما یوضع داخله المسجل ولکنه لم یجده .....

" مو بالخزانة یمگن بمگان تاني رافعینه ....

" ما بعرف آخر مرة رفعتو کتائب حطتو بدرج سما الي تحت معقول رفعتو ....

" أنا بدور الحين يمكن الاقيه .....

- أخذت تتلفت حولها یمیناً ویساراً بغیة ایجاده.... وما ان لمحت شيء أعلى المکتبة الکبیرة توجهت الیه .... حسناً انه هو یبدوا أن سما قامت برفعه لکي لا یعبث أحداً به ..... وقفت أمام المکتبة ورفعت یدیها لتحاول امساک طرف المسجل فتسحبه الیها .... ولکنها لم تکن لتنجح في ذلگَ .... ارتدت خطوة للخلف ....وسحبت نفساً عمیقاً قبل أن تعود من جدید محاولة انزاله .... ولکن محاولتها تلک أیضاً لاقت الفشل المتکرر .... ارتفعت على أطراف أقدامها محاولة الحصول علیه ... ولکنَ یداً اخرى من خلفها کانت قد أمسکت به قبل أن تحصل هي علیه .... حاصرتها رائحته التي أشعرتها بالدوار للحظات انه خلفها مباشرة .... بل انها تشعر بأنفاسه قریبة منها تکاد تحرق جسدها .... رعشة سرت في جسدها عندما لامست یده أطراف أناملها ..... شعرت بتشنج جسدها وعدم قدرته على التحرک ....

" المرة الجاي البسي کعب أطول یمکن قدرتي تجیبي الي بدک یاه ....

" همست بتوتر دون ان تلتفت الیه : لو سمحت .....

" نطق بنفس تلک الهمسة : على شو ناویة الیوم یا بنت خالتي .....

" کانت على وشک الانهیار تحاول التماسک قدر المستطاع : عبد الرحمن ابعد عني ....

" زاد من اقترابه منها وقد شعرت بأن قوتها قد بدأت تنهار تدریجیاً : فکرک بهاللبس رح تخلیني أسیب خطیبتي واجي راکع تحت رجلیکي .....

- حسناً لم تعد قادرة على السیطرة انها على وشک البکاء تمسکت کفیها بحافتي المکتب لکي لا تنهار ما زال هناک القلیل من الوقت .....
" بنبرة انسانة قد وصلت الى اخر المطاف : الله یخلیک ابعد عني ....

" زاد من قذائفه الملتهبة : وفري اغراءاتگ لغیري یا بنت خالتي ..... انتي عارفة هالاسلوب ما بنفع معي .... فستانک ومکیاجک هاد ما رح یخلیني انجذب الگ..... الیوم خطبتي اصحي.... الي بتفکري فیه ما رح یصیر ....

- لم تعد قادرة على السیطرة على نفسها ... دموعها التي حبستها طیلة الساعات التي قضتها في الطریق ..... لم یعد باستطاعتها الانحباس لوقتٍ أطول .... شعرت بأنفاسها على وشک النفاذ .... الأگسجین من حولها قد نفذ .... ترید الرحیل من هنا لا ترید البقاء .... یا اله الکون فلتنزل معجزة وتخفیها عن الوجود .... لا تریده أن یرى تلکَ الدموع التي أغرقت وجهها .... شفتیها على وشک فضحها .... سحبت کفها الذي یرتعش وانتشلته عن المکتب لترفعه لفمها محاولة کتمان تلگَ الآهات التي بدأت تمزق روحها لأشلاء .... شهقة أفلتت من شفتیها لم تستطع السیطرة علیها .....

" عبد الرحمن .....

- انتفضَ جسده للصوت الذي انبعثَ من خلفه .... سما انها سما تراجع مبتعداً عنها .... وکأن صوت سما قد أنقذها من بین براثنه .... تراجع للخلف بسرعة .... ودون أن یلتفت لشقیقته خرج من الغرفة مسرعاً ....
- التفتت الأخرى الى تلگَ التي توليها ظهرها ... انها هي مرام ....

" همست بخوف : مرام .....

- وکأنها کانت بحاجة لشخصٍ ما لینقذها من بین أنیابه التي کانت على وشک أن تفتگَ بها .... سمحت أخیراً لقدمیها بالتهاوي على الأرض .... ما عاد باستطاعتها الصمود أکثر من ذلک ....

" صرخت الأخر باسمها بذعر عندما وجدتها تتهاوى أمامها : مرااااااام .....

- أمسکت بها وقد جثت أمامها محاوله السیطرة علیها .... ماذا فعلَ بها شقیقها .... یا الهي ما هذه الحالة التي أوصل ابنة خالتهم لها ....

" مرااام ... مرام یا روحي شو صارلگ قومي یا قلبي .... قومي الله یوفقگ ....

- لم یکن من الأخرى سوى أن سمحت لنحیبها وصیاحها بالانفجار .... وما لبثت أن رمت بجسدها علیها لتقذف ما بقلبها بداخله .....

" تمسکت بها الأخرى محاولة تهدئتها : هشش روقي یا قلبي .... الله یوفقک لا تعملي بحالگ هیک .... مرام یا روحي انتي بکفي الله یخلیکي .....

" سما شو بصیر هون .....

" التفتت سما الى الاثنتین : کتائب فوتوا وسکروا الباب ....

- دخلن سویاً جیني وکتائب وقد اغلقن الباب خلفهن ....

" کتائب شو عم بصیر هون مین هي الي عم تبکي ....

" هادي مرام اختو لجهاد .... توجهت الیهن بسرعة .جثت بالقرب منهن .... یا روحي انتي لا تعیطي .... حسبي الله ونعم الوگیل .... الله یصطفل فیک یا عبد الرحمن وبس .....

" شو دخل عبد الرحمن .... لیه البنت عم تبکي ..

." جیني بحکیلگ بعدین .... سما السیارات برا بتستنى امي قالت جهزن حالکن ....

" تنهدت الأخرى : مرام مرام یا روحي انتي والله ما بستاهل تبکي .... کل شي قسمة ونصیب .... اخوية الي خسرک والله هو خسرک .... قومي الله یوفقگ ما بدنا کلام الناس هسا ....

" ساعدتاها الاثنتان على النهوض : حبیبتي مسحي دموعگ لا تحگي شي هسا .... رتبي حالک ... ما في شي صار .... کوني زي ما عرفتگ قویة.... ما في اشي بأثر فیکي ..... کتائب اطلعي احکیلهم هینا جایین ....

" تمام جیني تعالي معي ....

" التفتت الیها من جدید تعید من ترتیبها : تسدقي هالفستان طالع بجنن علیکي ....

" ابتسمت من بین دموعها وهي تحتضنها تقبلها : وانتي طالعة متل القمر .... الله یحفظک من العیون ....

" یلا البسي عبایتگ لنطلع بستنونا برا .... والا رح تطلعي هیک ....

" لا رح البس العبایة .....

- عندما خرجنَ کان الجمیع قد استقل السیارات .... استعداداً للذهاب لبیت العروس ...

" سما ....

" التفتت الیه وقد ظهرت علامات عدم الرضا على وجهها : اي اخي تفضل ....

" حاولَ تحاشي النظر الیها : في حدا ضایل جوا ...

" لا ما ضل حدا .... سکرنا الدار ....

" تمام ما ضل غیرکن تعالن بسیارتي ....

" ما في داعي سیارة عمي رائد موجودة ....

" سیارة عمگ رائد بدو یاخد فیها محمد وعز فیها بالطریق .... وین بدکو تروحوا خلصي اطلعن بالسیارة ....

- أمسکت بکف الأخرى التي انقادت معها بهدوء دون أن تنطق بحرف .... ابتسمت عندما دخلت السیارة فلقد گان أسامة جالساً في الخلف .... لم تکن قد انتبهت بعد لمن هو جالس في الگرسي الأمامي ....

" یا عم یا عم ایه الحجات الحلوة دي لا خلاص انا ما اقدرش أبداً ده انتو هنا ناوین اگسر شعار عزابي للأبد یا بنات فلسطین ....

" ابتسمت بسعادة لمغازلة أسامة الظریفة: اي طیب شد الهمة خلینا نخطبلگ فلسطینیة .... واکسر شعار عزابي للأبد ....

" ما هو أنا خلاص قریب حکسرو متخافیش ....
ضل الاستاز جواد یگسرو والا رأیک ایه یا استاز عاجبک تفضل عزابي کدة ....

- انتبهت أخیراً لوجوده معهم داخل السیارة .... وما ان نطق اسامة بکلماته تلک ... حتى قامَ هو بالالتفات للخلف .... لم تفتها تلگَ النظرة الباردة التي رمقها بها .... حسناً لم تکن نظرة برود فقط بل وکأنها کانت نظرة تهدیدیة .... حادت عینیه على تلگَ التي بجانبها وقد عرفها .... ابتسم بود ....

" ازیک یا مرام عاملة ایه ....

" ابتسمت بخفوت وهي ترد بود متبادل : الحمد لله بخیر کیفك استاز ...

" کویس الحمد لله ....

" ایه دة هو في ناس جدیدة معانا هنا وأنا مش عارف والا ایه .....« قالها أسامة بظرافة » وسعي کدة خلینا نتعرف على الناس المحترمة

" أسامة هي مرام بنت خالتي اختو لجهاد ....

" اتسعت ابتسامة الآخر: بسم الله ما شاء الله ایه الجمال دة .... دي اختو لجهاد والله یتخاف علیکي من العین .... « همس بخفوت لسما » متقولیش دي متجوزة وحیات امک ....

" صدحت ضحکتها في المکان ... جعلته یلتفت برأسه لینظر الیها .... سعلت قلیلاً وهي ترفع من حدة صوتها : لا یا عم مرام مش متزوجة ولا مخطوبة ....

" یا برگة دعاکي یمة ...اوعدک هتفکر عن قریب جداً بالارتباط ....

" ضربته بخفة : طب یلا یا عم خف ایدک عشان نفرح فیک بسرعة ....

- طوال الطریق کانت السيارة لا تخلو من الحدیث الظریف الدائر بین سما والمسمى أسامة .... ربع ساعة استمرت لسیارات العائلة .... قبلَ أن تتوقف أخیراً بالقرب من بیت قد انبعث منه أصوات الأغاني والزعارید .... بدأ أفراد العائلة بالنزول الواحد تلو الآخر .... متجهین لبیت العروس ....

" سما ....

" توقفت عن الدخول لنداءه لها تراجعت للخلف خطوات قلیلة : مرام فوتیني شوي ...

" توجهت نحوه عندما وجدت الجمیع قد بدأ بالدخول .... تباطأت خطواتها الى أن شعرت به بالقرب منها : اي استاز جواد تفضل ....

" نظر حوله وگأنه یتأکد من خلو المکان : ایه ده الي عملاه بنفسك یا انسة سما ....

" نظرت الیه باستغراب وعدم فهم : مو فاهمة استاز شو یعني ....شو عامله بحالي أنا

" مفیش .... بس مینفعش تیجي هنا غیر وکل الألوان دي موجودة على وشک.... عملاکي زي دفتر الرسم ....

" اتسعت عینیها بذهول مما یقول : دفتر رسم ..... أنا طالعة هیک یا استاز ....

" زم شفتیها بامتعاض : ما قصدتش کدة یا سما .... بس بصي الي عملاه بحالگ دة .... حالتک العادیة أحلى من الهباب الي انتي مهبباه بنفسك دة ....

" حاولت کبت غضبها فالیوم هي خطوبة شقیقها : کتر خیرک استاز متشکرة على هالاطراء الجمیل هاد .... عن ازنک صار لازم ادخل .....

" أوقفها بسرعة عندما وجد نفسه قد تجاوز حدوده بحدیثه الغبي ذاک : سما وقفي ....

" توقفت بنفاذ صبر : تفضل استاز في شي تاني نسیت تقولو بسمعک .....

" ابتسم دون شعور على حالتها العصبیة التي تشبه الاطفال تلک : طالعة زي القمر النهاردة .....

- حسناً .... هذه اللحظة التي انتظرها طویلاً .... حبیبته المحرمة تحمر خجلاً لأجل تلک الکلمات الصغیرة .... فلیتوقف الزمن عند هذه اللحظات ولیسطرها التاریخ ....

- احتقن وجهها خجلاً لیصبح باللون الاحمر القاني ....

" عاد من جدید للمتابعة : والنبي طالعة زي القمر النهاردة .... معرفش ازاي سمحتلک خالتي ام عبد الرحمن تطلعي بالمنظر دة ومخفتش علیکي من العین .... بس أنا هخاف على طالبة مجتهدة .... قویة زیک هخاف علیها من نظرة وحدة بس ....

" حسناً لقد اکتفت لم تعد تقوى على سماع المزید منه انه یقصد احراجها : متشکرة کتیر استاز وانت طالع الیوم حلو ....

" هتفَ بسعادة بهلوانیة : بجد یا حلاوتي دة انتي أول وحدة النهاردة تقلي اني طالع حلو ....

" رفعن حاجبها بعدم تصدیق : اصدق یعني انا انک ما سمعت مغازلات من هون وهون ....

" انطلقت ضحکته المسلیة : خلاص یا عم سمعتها ...بس منک دي أول مرة وکانت احلى وحدة ....

" ماشي یا عم خلینا ندخل بلا ما یحسوا ویفکرونا مخطوفین ....

" في وحدة تقول لاستازها یا عم .... اي الانفلات دة .... سجل أول سلبیة لیکي .....

" صدحت بضحکتها دون توقف : یا لهوي دة انتي متتوریش وش امشي یا بنتي امشي قدامي .... ضحکتک دي هتجیب اخرتک بیوم .....

- صدحت أصوات الأغاني ، الزغارید ، المهاهات الفلسطینیة .... في کل مکان .... وقفت في زاویة منزویة عن الجمیع .... تراقب تلگَ العروس التي اختارها .... تلگَ التي فضلها علیها .... یجلس بجانبها والسعادة تکاد تقفز من عینیه .... فرحته تلگ الظاهرة في عینیه لا تخفى على أحدٍ .... هل یحبها ....؟! نعم سعادته تلک تنم عن حبٍ گامنٍ مدفون في قلبه اتجاهها .... تلکَ القطعة البلهاء الموجودة خلفَ أضلعها .... تکاد تتمزق بل تکاد تخرج من مکانها .... یدیه التي لامست یدي تلگَ التي تجلس بجانبه بتملگ .... وکأنه یخبر الجمیع بأنه قد اختارها هي دوناً عن غیرها .... لقد انتهى کل شيء .... فلیذهب ذلگَ الحب للجحیم .... ولتدفن قلبها في أقرب مقبرة ستُفتحُ الیوم ..... انتفضت بذعر عندما شعرت بتلکَ الیدین تحطان على کتفها ...

" مرام ... یلا ....

" همست بخفوت لسما : شو یلا ...

" فرجيه الیوم انو مو فارقة معک .... لا تضیعي هالجمال هیک .... الفرح فرحنا یا بنت یلا نگسرها ....

- ابتسمت الیها وقد عزمت على تبدیل عباءتها حسناً فلیکن ذلگَ اذاً بدلت عباءتها لیظهر ذلگَ الفستان الذي أظهر جمال تناسق جسدها .... تجمعنَ أربعتهن وقد تعلقت أعین النساء بانبهار من جمالهن احداهن گانت شبیهة بالأجانب تلبس فستاناً قصیراً بلون الورد .... واحدهن صاحبة الشعر القصیر تلک الممرضة التي لبست فستاناً طویلاً باللون السماوي ... أما شقیقتها الکبرى فقد کانت ترتدي فستاناّ بلون التوت لائم بشرتها البرونزیة .... واگتملت المجموعة بصاحبة الفستان الذي حمل لون السکر ..... تراقصن جمیعهن على أحد الأغانـي المشهورة .....

- لم تفته تلکَ النظرات واللمزات التي کانت تنطلق من النساء وبالتحدید نحو تلگَ التي تتغنج برقصها أمامه صاحبة الفستان السکري ... هل تعانده برقصها وتغنجها أمامه .... ماذا تقصد من حرکاتها تلک .... حاول قدر المستطاع تشتیت نظره عنها .... فالیوم هي خطوبته .... وخطیبته بجانبه ....

" همس لها : اسراء قومي ارقصي مع البنات ....

- نهضت من مکانها بابتسامة فرح وبفستانها الذي حمل اللون الفوشي .... لتتجه نحو الأربعة اللاتي گنَ یتراقصن على الأنغام بمهارة ....

- اقتربت تلک الشقراء التي گانت ترقص معهن وقد همست لمرام ببضع گلمات جعلتها تفقد السیطرة على نفسها .... لتبدأ بالضحگ .... توجهت جیني نحوه بود بخطوات ثابتة ....

" قوم یا عریس ما بصح هیک ... عریس ما برقص ....
" رفض باحراج : لا لا ما بعرف ارقص ....

" قوم یا راجل نحنا بنعلمگ .... ما بصح عریس یوم خطوبتو ما بیرقص ....

" عبد الرحمن قوم الشباب شوي ویفوتو ... ارقص معنا شوي ....« کان ذلگَ صوت سما الذي جاءه من خلف جیني »

- نهض بتثاقل وببعض الاحراج وقد قرر المکوث مکانه لیصفق .... والاخریات یتراقصن حوله .... ظهرت الابتسامة على محیاه عندما التفتت الیه مخطوبته لتبدأ بالرقص والتغنج أمامه ....

- مرت حوالي نصف ساعة من رقص الفتیات وتمایلهن ... قبل أن تعلن والدة العریس عن رغبة دخول أصدقاء العریس وأقرباءه لمشارکته الحفلة .... ابتعدن الفتیات عن المکان مفسحات المکان لأصدقاءه ..... دقائق مرت قبل أن یدخل أسامة بهیبته الطاغیة ووسامته الجذابة بحرکات جذبت أعین الفتیات الیه .... وقفَ الآخر مرحباً به وبمن خلفه من الشباب .... توافد أصدقاءه واقرباءه .... وقد بدأوا جمیعهم یتراقصون على الأغنیة الممیزة بالشباب الفلسطیني « على المجوز ندبک ونطیح » هتفَ الشباب مرددین خلفَ گلمات الأغنیة بفرح واندماج .... الجمیع یرقص ویدبک بفرح عارم ....

- بعد انتهاء الأغنیة بدأ الأصدقاء ینسحبون الواحد تلو الآخر .... وقد بدأ المکان شبه خالٍ من الرجال عدا والد العریس والفریق الاعلامي الذي أراد أن تکون له أغنیة خاصة لهم .... ثوان مرت قبل أن تبدأ أغنیة أخرى جدیدة للمغني الفلسطیني محمد عساف بأغنیته الممیزة
« یا طیر الطایر » أغنیته تلک کانت ملیئة بالحماس والوطنیة التي تنبع من کلمات الأغنیة .... تقدمن أربعتهن بالقرب منهم وقد تفاعلت الفتیات في الخلف مع کلمات الأغنیة ومع حماس الشباب ....
- هتافات من الفتیات الأربعة انطلقت اتجاه الشباب .... بفرح وحماس مع گلمات الاغنیة التي زادت الطاقة لدیهم ....

" هتفنَ بصوت واحد اشعل المکان : هاااااااااااااي ......

- تعلقت عینیه بتلگَ المجنونة التي ولأول مرة یرى حماسها وفرحتها بهذا الشکل الذي لا یوصف .... وقد أشعلت حفلة الخطوبة .... سعادتها تلک زادت السعادة المتبادلة في قلبه .... لم یشعر بنفسه وهو یرفع الجاکیت من على جسده ..... وما ان قابلت عینیه عینیها حتى رفعَ الجاکیت الخاص به للأعلى بطلب منها لتتلقفه .... ولم تکن لتخیب ظنه .... فما ان رمى به الیها حتى تلقفته هي بین یدیها أمام أعین الجمیع التي راقبت ما یحدث.... لم تفتها تلگَ الغمزة التي قذفها بها والتي جعلتها تطأطأ برأسها للأسفل .... تمسکت به بین یدیها لتعود من جدید تندمج مع باقي الفتیات .... غیر عابئة بتلگَ النظرات التي رمقتها والتي اختلفت ... من حقد أو کره أو غیرة وربما محبة .....
...

- في العاصمة

- کانت على وشک دخول المطبخ لتقوم بتنظیف ما تبقى من صحون وأطباق حفلة الشواء التي قمنَ بها والتي أسفر عنها کسر قدم الآخرى .... ولکن طرقات خفیفة تعالت على الباب جعلتها تغیر مسارها لتتجه نحوَ باب البیت .... لم تتردد بفتح الباب .... تراجعت للخلف خطوة واحدة عندما ظهر أمامها .... عینیه قیمت ما ترتدیه بحرکة سریعة ... بجامه شتویة و ثوب المطبخ ... ومنظر شعرها الذي رفعته للأعلى بطریقة غوغائیة .... حسناً هذا الدور یلیق بها تماماً خادمة لیس الا ....

" تنحنحت قلیلاً وهي تقول : تفضل ....

" سأل قبل أن یدخل : خزامى بالبیت ....

" أجابت بهدوء : موجودة تفضل ....

- دخل البیت متجاوزاً ایاها... وکأنها لیست موجودة .... یبحثُ عن الأخرى التي کانت تجلس في صالة الشقة وقدمها ممدودة على الطاولة الخشبیة التي أمامها والتي قد شدت بمشد طبي .... شعور بالخوف تمکن منه وهو یسأل ....

" خزامى شو صارلگ ....

" التفتت الأخرى الیه وقد ظهرت على وجهها علامات عدم الرضا : شو جابک .... في شي نسیت تقولو ....

" توقف قلیلاً وقد تعلقت عینیه بتلگَ التي تقف بالقرب منه : ممکن تسیبینا لحالنا شوي ....

" دونَ أن تجیبه تراجعت بغیة الذهاب ولکنها أوقفتها : حور خلیکي هون .... ما في شي لتدخلي جوا .... حضرت الدکتور لو عندک شي تقدر تحکیه قدام حور ....

" کز على أسنانه محاولاً تمالک نفسه بأنها شقیقته الکبرى : شو الي صارلک .... ولیه رجلگ مرکبة الها مشد ....

" أجابت ببرود : ما صار شي وقعت على الدرج مش أکتر ....

" سحبَ نفساً عمیقما یهیئ نفسه الى ما یرید قوله اقترب منها وقد جلس على الاریکه التي تجلس علیها : خزامى انتي عارفه اني ما قصدت الحکي یلي قلتو .... کانت لحظة عصبیة وفلت فیها لساني .....

" ابتسمت بسخریة : لا جد أخي فلت فیها لسانگ أخي اسمعني منیح الي قلتو بلحظة غضب ...هاد هو الي بعتمل عقلک بوقت الصحوة .... هالشي تفکیرک متل ما هو تفکیر عشرات ناس غیرک .... ما عادت تفرق هالحکي منک أو من غیرک .... عادي أخي مو زعلانه .... هاي الحقیقة ....

" نظرات الألم في عینیها .... وتلگَ الگلمات التي أخرجتها بحنق لم تفته فهو یشعر بها امتدت یده لتمسگ بگفها : خزامى هالشي مو صح مو الحقیقة کلیاتنا عارفین شو الي صار .... عارفة اني ما کنت رح احکي شي متل هیک .... لک أنا یلي عارف الحقیقة ما حدا غیري .... والله ما کنت بدي قول هیک ....

- رفعت رأسها دونَ أن تجیب بل اکتفت بتلک الدموع التي تحدثت عمّا یعتریها ... اوجعه قلبه بالصمیم لرؤیتها تبکي بصمت ... دون أن یسمح لها بالاعتراض سحبها لحضنه یقبل رأسها ....

" اسف ... ریتني متت قبل ما أقول الي قلتو .... ریتها راحت هالروح ولا شفت دموعک یا غالیة ....

" قاطعته من بین دموعها : اخرس ... اخرس .... لا تحکي والا والله رح کسرلک راسک ....

" قبل رأسها من جدید : سامحیني یا قطعة من القلب .... أنا اخوکي الصغیر ما بهون علي تزعلي مني هیک ....

" ضربته بقبضتها بخفة : لو کنت احترمتني من الأول ما کان زعلت منگ .....

" اوووووه ایدک تقلانة عم تلعبي حدید .... لک اید هي والا شاکوش .....

" ابعدته عنها بغیظ : اي ابعد عني هیک .... انا شاکوش یا ازعر ....

" تعالت صوت ضحکاته : خلص یا بنتي حقک علینا عم نمزح .... بس لا تزعلي مني.....

" مو زعلانة بتضلک أخي الصغیر .... بس انت لا تزعل الناس الي بحبهن لحتى ما عاد ازعل منک....

" زم شفتیه وقد فهم مقصدها رفع رأسه ینظر الیها وقد کانت أمامه مباشرة : فیکي تعملیلي کاسة شاي ....

" هزت رأسها بالموافقة : ان شا الله ....

" تنفس بعمق عندما رآها تبتعد عنهم : خزامى بدي قلک شي ....

" قول شو صایر ....

" نتیجة بنت خالتک بالامتحان مو منیحة.... ما بعرف اذا هاد مستواها والا في شي ....

" سألت بصدمة: مستحیل .... کیف هیک مستواها ... حور داخلة هالجامعة بمنحة تفوق ....

" اي بعرف لهیک سألت .... جبت ورقة امتحانها معي ما بعرف کیف باقیه تحل بجد ....معادلات کتیره فهمتها یاهن لیلة الامتحان لما گانت امک معنا .... وکان من ضمنهن کم معادلة وحلتهم صح بالبیت لکن بالامتحان کإنها عمرها ما مسکت معادلات .... لک الحل فوق بعضو ما عاد فهمت شي من حلها ..... اذا ضلت هیک رح تفقد منحتها ....

" تراجعت للخلف وقد عرفت السبب راقبت مکان المطبخ : بنت خالتک ما بتشوف منیح من غیر نضارة .... الیوم رحنا لنفصل نضارة جدیدة .... نضارتها القدیمة انکسرت ما بعرف کیف .... بس لازم تجیب نضارة جدیدة .... الدکتور قال ممکن ینعمللها عملیة لیزر .... الخلل الي عندها بسیط جداً ....

" طیب منیح العملیة بتکون أحسن من النضارة ....

" للأسف الخلل الي عندها قریب من شبکیة العین .... وشبکیة العین حساسة کتیر أي خلل لو بسیط ممکن یسببلها العمى لا سمح الله .... لهیک نسبة نجاح العملیة مو مضمون کتیر .....

" طیب عملتولها نضارة .... وضعها هیک في النازل بالجامعة ....

" بکرة ان شا الله رح نروح ناخدها .... ب....
« بترت حدیثها عندما شعرت بخطوات أقدامها تقترب منهما .... رفع رأسه للخلف واذا بها خلفهم تحمل صینیة بها الشاي وقطع البسکوت

" تفضل ...

" سحب کوب شایه متمتماً بکلمات الشکر

" وضعت الصینیة جانباً بهدوء : خزامى بدک شي.... أنا رح روح نام ....

" لا یا قلبي ما بدي شي بس کأنو الوقت بدري لنومک ....

" اقعدي شوي بدي أسألک سؤال ....

" تعلقت عینیها بعیني خزامى التي اطرقت بعینیها باشارة لها ان تجلس ... جلست في الأریکة المقابلة لهما .... وضع کوبه جانباً ...

" هسا في یوم السبت رحلة للأوائل رح تروحي فیها ....

" هزت رأسها بالنفي: لا ما رح روح ....

" تمام لکن منیح ما وافقت على تسجیل روز ....

" کیف ما رح تروح .... لا أکید رح تروح .... مو على کیفها ....

" خزامى لا تغصبیها على شي اذا هي ما بدها تروح .... او بدها تروح هاي حریة شخصیة ....

" لا مو حریة شخصیة .... التفتت الیها تحدثها .... حور هاي رحلة لکل الأوائل وانتي منهم یعني حرام ما تروحي ....

" أجابت بهدوء : انا ما بحب اطلع رحلات .... بعدین الرحلة 3 ایام یعني رح انام برا البیت مو متعودة انام لحالي .....

" مین قال لحالگ .... کنان رح یکون معک ....

" تنحنح الآخر بتردد : خزامى اختي انا رح أکون هناک مسؤول مو بیبي ستر .... هناک رح یکون في أماکن خاصه لنوم البنات واماکن خاصه لنوم الشباب .... یعني گل واحد بحالو ....

" طیب یعني ما رح تکون لحالها وأکید هتلاقي صحباتگ هناک صح والا لأ...

" ابتسمت بود وقد نهضت من مکانها : خزامى حبیبتي خلص أنا قررت ما رح روحها .... رح ساعد عمو ابو محمد بالگشگ .... فترة الامتحانات ما رحت وامبارح والیوم ما رحت .... الحمل تقل علیه کتیر ولازم حدا یساعدو .... أنا هسا فایتة نام .... تصبحوا على خیر ....

" تنهدت الأخرى بحرارة وهي تنظر الیها قد ذهبت لغرفتها : الله یسامحک یا اخي شو عملت بهالبنت ....

" ما عملت شي خزامى لا تحملیني شي ما عملتو ....

" والي عملتوا فیها امبارح عشان حضرت الساندریلا ....

" الي صار صار وخلص مش ضروري ننبش بشي راح ....

" کان نفسي تروح على الرحلة .... بلکي صارت أحسن البنت تعبانة کتیر .....

" زم شفتیه بتقطب وقد تعلقت عینیه بباب غرفتها التي اختفت خلفها : أنا بقدر اقنعها تروح....

" یاریت والله یا کنان .... یمکن الرحلة تروح عنها شوي .....

" والي یقنعها شو تعطیه ....

" رفعت حاجبها باعتراض : بتساومني یا أخي ....

" والله أخوگي میت جوع .... ومحتاج کاسة لبن تحني علیه فیها ....

" اي مو من عیوني هسا بعملک احلى عشا بس رح تقنعها ....

" نهض من مکانه وقد عزمَ أمره : ولو ما تخافي اعتبریها راحت ....

- توجه بخطوات ثابتة نحو غرفتها التي أغلقتها للتو .... وقفَ أمام باب غرفتها .... رفع کفه وبدأ بالطرق ببطئ على الباب .... دقیقة مرت قبل أن یجدها أمامه وقد أصبحت بهیئة مختلفة عن ذي قبل .... کانت قد ارتدت بجامة تعکس لون عینیها .... باللون الزیتوني .... وشعرها قد حررته خلفَ ظهرها .... یا له من غبي کیف سمح لنفسه أن یکون في هذا المکان وبهذا التوقیت الخاطئ .... هل حقاً سیستطیع اقناع هذه التي لا یجد لها کلمة تصفها الآن .... غیر أنها فاتنة .... هل هناک أحداً داخل الغرفة لترتب نفسها بهذا الشکل المبالغ فیه .... وأي شگل هذا انها لا ترتدي سوى بیجامه شتویة وترکت شعرها متحرراً للخلف .... لم تضع اي من مستحضرات الجمیل فگیف بها لو وضعت ....

" دکتور تفضل في شي .... ؟

" فینا نحکي شوي على انفراد ....

" اي لحظة شوي لاربط شعري وبجي ....

" أوقفها بسرعة : لا لا انا حابب نحکي لحالنا ، فینا نحکي بغرفتک اذا ما في ازعاج ....

" صمتت قلیلاً قبل أن تبتعد مفسحة له مجال للدخول : لا لا ما في ازعاج تفضل ....

- دخل غرفتها والتي گانت غرفته التي ینام بها دوماً عندما یبیت في هذه الشقة .... توجه نحوَ سریره وجلسَ علیه بهدوء .... دون أن یبدي أي ردة فعل .... انتظر ان تأتي الا أنها بقیت مترددة تقف مکانها ....

" تعالي بدي أفرجیکي اشي ما رح اکلگ ....

- اقتربت منه بخطوات متثاقلة الى أن أصبحت قریبة منه ... جلست بتوتر على حافة السریر قریبة منه .... ظهر التوتر جلیاً عندما تابعت حرگة یده التي ادخلها بجیبه لیقوم بعدها باخراج ورقة ....

" هاي الورقة الک ....

- أمسکتها بسرعة وتوتر انها ورقة امتحانها وما ان فتحتها حتى تبدلت ملامح وجهها للحزن الظاهر .... عندما عرفت نتیجة امتحانها ...

" استغربت من نتیجة امتحانگ .... خصوصاً اني لیلة الامتحان عاطيکي کم معادلة .... ومنهم اجوا بالامتحان .... بس الیوم لما قلت لخزامى قالتلي انک ما بتشوفي منیح عشان النضارة .... کان فیکي تطلبي ورقة مکبرة .... ما فیها اي مشکلة ....

" دون أن تجیب تمسکت بالورقة بقوة تحاول نقل ألمها الداخلي الیها وقد طأطأت رأسها تخفي ألمها

" تابع حرکتها تلک وقد عرف ما تشعر به : لا تخافي مو مشکلة .... فیکي تعدلي من النتیجة ....

" نطقت بصعوبة : صعب معظم علامات الامتحانات هیک ....

" بسیطة انا عندي حل فینا نقدم طلب اعادة اختبار .... بسبب ظروف صحیة وهیک بتقدري تعیدي الامتحانات .....

" رفعت رأسها بعدم تصدیق وقد ظهرت تلک الدموع في محور عینیها : جدد بقدر قدم طلب .....

" صمت لثوان ینظر في تلگ الزیتونتین کیف تستطیع نحت تلک الدموع مع تلک العینین لتصبحان وکأنهما لوحة فنیة کیف ذلک ....

" هز رأسه بالایجاب : اي فینا نقدمو أنا عني رح عیدلک الامتحان .... ورح اطلب من باقي الدکاترة یعیدولک یاه .... بس بشرط ....

" ظهر التوتر على تقاسیم وجهها : شو شو هو ...

" رح تروحي على الرحلة متل الباقین ....

" هزت رأسها بعدم موافقة : دکتور أنا والله ما بحب اطلع رحل مو متعودة اطلع رحل .... گنت اطلع بس نرجع بنفس الیوم .... بس هاي رح نام برا البیت تلات لیالي مو متعودة على هالاشي ....

" لیه هو انتي هتنامي لحالگ بَعدین عارفة مین کان الیوم رح یسجلک بالرحلة....

" مین؟ !

" روز اجتني الیوم وقالتلي بدها تسجلک لانها ما بدها تروح لحالها ما في حدا هناگ معها ... یعني یمگن هی گمان ما تروح لأنها ما رح تلاقي حدا تکون معو .....

" قابلت حدیثه ذاک بالصمت ....

" تابع حدیثه : ما رح تخسري اشي رح تنبسطي کتیر هتکوني مع البنات .... ما تضیعي هالفرصة من ایدک ....

" هزت رأسها بالموافقة وقد بدأت تغیر موقفها : ان شاء الله خیر ....

" یعني رح تروحي ....

" ان شاء الله .....

" اي لکن تمام لحط اسمک مع الباقیین .... صحیح خزامى کیف وقعت عن الدرج....

- ابتسمت بخفة وهي تتذکر الحال التي وصلت بها خزامى الاسطح وقد کانت على وشک الانفجار والتولیع بها لان النیران کانت قد انطفأت .... اخبرته بما حدث بالتفصیل ...

" ای لکن منیح ما حرقتوا السطوح وانتو بتولعوا للشوي ....

" کانت تنطفى اکتر ما تولع .... اربع ساعات قعدنا بکم قطعة لحم ....

" والله یعلم مشویات متل الناس والا زي ما هن.... اختي لا تصلح تکون ست بیت للأسف ....

" ضحکت بخفة قد اظهرت تلک الحفرة الموجودة بین جانب شفتها ووجنتها المسماة بغمازة قد زادت فتنتها : اي خلیها تسمعک لحتى تولع فیک ....

" صمت قلیلاً وقد تذکر شيء ما : حور غمضي عیونگ ....

" توترت من طلبه ذاک : شوو

" شو ؟شوو قلت غمضي بدي فرجیگي هالشي.... من غیر اسئلة ....

" ظهر علامات الخوف علیها : علامة تانیة ....

" ظهرت التقطیبة على جبینه : شو قلنا غمضي عیونگ یلا ....

" هزت رأسها بالایجاب وقد امتثلت لأمره .... ابتسم لحرکات وجهها وعینیها المرتعشة تلک .....

" خلیکي هادیة لیه عم ترجفي هیک لسة ما لحقت حط القنبلة ....

" هتفت بذعر وقد انتفضت من مکانها بخوف على کلمته تلک : قنبلة .... بعد بعدها عني ....

- انطلقت ضحکاته بصخب في المکان على منظرها ذاک وقد صدقت ما قاله لها .... نظرت الیه بغیظ وقد عرفت انه کان یسخر منها لیس الا .... أمسکت بالوسادة من جانبها وقد بدأت تكيل اليه الضربات دون شعور منها .....

" لک انت بدک تموتني انت ..... وقفتلي قلبي .... اطلع برا غرفتي ....

" حاول تحاشي ضرباتها : وقفي وقفي لک کنت عم امزح .... بعدین تعي هون هاي غرفتي قبلگ .....

" غرفتگ وصارت الي اطلع منها بعرف معگ قنبلة ....

" قنبلة بعینگ یا هبلة وین بدي حطها القنبلة ....

" توقفت تنظر الیه : ااه صحیح وين بدک تحطها .....عادت لتضربه من جدید .... ولیش بتحگیلي جایب معگ قنبلة جاي تخلص علي انت ....

" لک هدي یا مجنونة والله بدي أفرجیکي اشي ....

" ما بدي أشوف اشی ....

" خلص ما رح اعیدها تعالي اقعدي ....

" زاد عنادها بشکل طفولي : ما بدي ....

" ابتسم على مظهرها ذاک الذي اظهرها کالاطفال : حور تعي بلا ما اغیر رأیي تعي بدي أعطیکي هالشي ....

" احلف انها مو قنبلة .....

" رفع حاجبه بتعجب فسارعت هي بالجلوس : خلص هیني قعدت .....

" غمضي عیونگ ولا تفتحیها ....

" أغمضت عینیها ببطئ ..... زادت ابتسامته وهو یعود هذه المرة لادخال کفه بجیبه واخراج تلگ القطعة منه لیعرضها امام عینیها : فتحي عیونگ ....

- فتحت عینیها من جدید لتقع عینیها على ذاک العقد الذي بین یدیه .... هتفت بفرح لا تصدق ما تراه .... انه نفسه عقد والدتها التي اهدتها ایاه ..... من فرحتها لم تشعر بنفسها وهي تقفز من السریر وقد رفعت کفیها تخفي تلک الدموع التي اغرقت وجهها .... هزت رأسها بعدم تصدیق ....

" یقسم أن دموع الفرح تلک التي رآها في عینیها هي أغلى من کنوز کثیرة وضعت أمامه نهض من مکانه والابتسامة تزین ثغره وما زال العقد یلوح بین یدیه : ما رح تاخدیه ....

- هزت رأسها من جدید وقد افلتت صیحة من شفتیها بعدم تصدیق لقد عاد العقد کما کان ....
توقف أمامها مباشرة .... رفعت رأسها تنظر الیه ودموعها تنزل دون توقف ....

" لا تبکي .... أنا آسف ما کان لازم اعمل هیک حقک علي.... ما گنت قاصد والله .... لحظات الواحد ما بحس بحالو شو بیعمل غیر لما بغلط بصحى لحالو.....

- لم تجد ما تقوله له غیر أن ترکت لعینیها عنان الحدیث .... تجاوز تلگ الخطوة التي کانت تفصل بینهما .... وما ان اصبح قریباً منها بدرجة کبیرة .... أغمضت عینیها بذعر عندما وجدته یمیل بجسده علیها .... شعرت بیدیه تلتفان حول عنقها ..... وما ان فتحت عینیها حتّى شعرت به یبتعد عنها بتثاقل وقد اصبح العقد حول عنقها ....

" رجعناه لمکانو الأصلي .... دون تردد رفع کفیه لتلامس تلک الدموع .... وبحرکة خفیفة بدأ یمسح تلک الدموع ....

" همس بخفوت : لیکو رجع لا تبکي تاني ....

- دونَ أن تشعر بنفسها وگأنها گانت مغیبة ...ارتمت بین أحضانه تبکي بفرح غیر مصدقة أن العقد قد عاد الیها .... تراجع خطوة للوراء متمسکاً بها .... فقد فاجئته هذه الصغیرة بحرکتها تلک .... حرکة جاءت بوقت خاطئ ... التفت یدیه حول ظهرها .... محاولاً السیطرة على نفسه انه على وشک إن یفقد هیبته وحضوره أمام هذه الصغیرة التي تُسـمى زوجته المؤقتة .... یا الهي هل حقاً هذه القصیرة زوجته .... متى أصبحت ذلک .... رائحة البودرة التي تنبعث منها وکأنها طفلٌ مولود للتو .... جعلته لا یرید ان یستنشق سوى عبیرها الدافئ .... ولیذهب ما عدا ذلگَ للجحیم .... شعر بجسدها یتشنج بین یدیه وکأنها تحاول التحرر منه.... وما کانَ هو بتلک السذاجة لیدعها تتحرر منه ....

" همس بصوت أجش بالقرب من اذنها ورأسها قد أخفته داخل صدره : متى ناویة تحکي منین جایبة ریحة هالبودرة ....

" لم تجبه بل اکتفت بالصمت تحاول اخفاء وجهها عنه ارتفعت یدیه تعبثان بشعرها : شعرک هاد عامل متل الغجر ....

" سمحَ لها هذه المرة ان ترفع رأسها عن صدره مع تحفظه على جسدها الذي گان یحیط به رفعت رأسها تطالعه : هسا أنا شعري متل الغجر ....

" ابتسم لتلک الزیتونتین : مو عاجبک الشعر الغجري یا زعرة .....

" أجابت بعناد : مو زعرة حضرتک الي طویل زیادة .....

" رفع حاجبه باعتراض : هسا أنا الي طویل شوفي حالک کم شبر وبتحکيلي مو زعرة ....

" صمتت قلیلاً وهي تنظر لعینیه قبل أن تقول بود : شکراً على العقد .... هاد کان هدیة امي جابتلي یاه من کنت صغیرة وضلو معي ....

" رح تسدقیني لو قلتلک ما أعطیتها یاه ...

" کیف وصللها اذا مو انت الي أعطیتها یاه ؟!

" تحرکت یدیه تعبثان بشعرها الکثیف : کان معي ومرة اجتني على المکتب .... وشافتو بالدرج من دون ما تتردد لبستو .... وفکرتو الها ....

" وهي أي شي بتشوفو بتفکرو الها ....

" زم شفتیه باعتراض على ما تقول : معها حق العقد حلو کتیر .... واي واحد غیرها لو شافه کان اخدو ....

" صمتت لثوان قبل أن تقول : کان هدیة من ابي لامي وامي أعطتني یاه ....

" الله یرحمهم یارب ....

" همست بخفوت متقطب : یارب ....

" نسیت قلگ ....

" شوو! ؟

" ایدک على 200$

" 200 دولار لیه لشو ...

" ابتسم بخبث : للرحلة ها لشو

" ابعدته عنها وقد انتفض جسدها بغضب : 200 شو ولرحلة شو .... بدک تنهبني عیني عینگ ....

" لم یستطع السیطرة على نفسه وقد سقط على السریر من قوة الضحک لمنظرها ذاک .... اتسعت عینیها بغضب لقد کان یسخر منها من جدید ..... هذه المرة أمسکت بالوسادة من جدید وقفزت فوق السریر .... وقد بدأت تهوى بها علیه .... من کل اتجاه دون توقف.... حاول السیطرة على ضحکاته وعلى یدیها التي کانت تضرب به دون توقف معاً في نفس الوقت ..... بحرکة سریعة ثابتة منه تحرکت یدیه الاثنتین حیث قامت یده الیمنى بسحب الوسادة منها اما الأخرى فقد التفت حول خصرها لتسارع باسقاطها بجانبه .... قید حرکتها بلمح البصر وقد أصبح جسدها أسفل جسده وهو یعتلیها .... وأنفاسه الساخنة اللاهثة تحرق وجهها الذي تحولَ لجمرة ملتهبة .... توقف جسدها عن الحرکة عندما حاصرها باحکام .... حاولت التحرک من جدید لتحرر نفسها .... حرکات صدره التي تعلو وتهبط فوقها زادت من تشنج جسدها ....

" همسَ بخفوت وابتسامة مقتضبة تعلو ثغره : مو لحالک بتعرفي تلعبي یا حلوة ....

" زاد توترها وهي تحاول ابعاده عنها : کنان ابعد عني ....

" زادت ابتسامته مع ازدیاد شهیة اسمه الذي خرج من شفتیها : واذا ما بعدت شو رح تعملي ....

" زاد توترها وذعرها وقد رفعت کفها تضعه على صدره تحاول ازاحته عنها : کنان خزامى هون ابعد عني ....

" حرکتها تلگ أشعلت طاقته المکبوتة لهیباً : وشو رح تعمل خزامى انتي مرتي .... یعني لا خزامى ولا غیرها بتقدر تمنعني اذا بدي اعمل شي ....

" الله یوفقک ابعد عني ....

" توسلها ذاگ وخوفها لامس شغاف قلبه ابتسم بود : انتي مرتي یا مجنونة رح عیدها ملیون مرة بعادک عني ما بلغي هالشي .... ولشو کل هالخوف ما رح أذیکي .... لا تخافي ما باکل اطفال ....

- ابتعد عنها أخیراً مفسحاً لها المجال لتنهض من أسفله .... وقد سحَبَ نفساً ساخناً .... یحاول من خلاله تهدئة ضربات قلبه ....

" قومي روحي ساعدي اختي بعمل العشا ....

- نهضت من أسفله بسرعة وما ان قفزت من السریر حتى سارعت للخروج من الغرفة دون حتى أن تستدیر للخلف ....

" همس بخفوت وهو ینظر في اثرها : هالبنت رح تجیب اخرتک یا دکتور الجامعة

...

- وضعت الکتاب جانباً عندما سمعت صوت مکابح سیارة في الخارج قد توقفت بالقرب من بیتها .... نهضت من مکانها وقد توجهت للنافذة المطلة على الشارع .... رأته یُغلِقُ باب سیارته بقدمه والصغیر بین أحضانه .... سارعت خطاها متجهة نحو الباب الذي ما ان فتحته حتّى وجدته واقفاً ینتظر الدخول ....

" نایم ...

" اي نام واحنا راجعين ....

" أفسحت له الطریق لیدخل : تمام فوتو لغرفتو ....

- سبقته هي لغرفته ..... وما ان وصلت غرفة الصغیر حتّى أضاءتها ومن ثم توحهت نحو سریره ترفع الغطاء عنه ....

" حطو هون ....

- اقترب من السریر ووضع الصغیر علیه برفق .... ومن ثم قبله بعمق .... قامت بتغییر حذاء الصغیر ووضعه في مکانه ....و غطته جیداً ... وما ان انتهت حتّى وجدته قد تراجع للخلف متجهاً نحو باب غرفته .... أطفأت الضوء بهدوء واغلقت خلفها الباب ....

" غلبک أکید متل ما هو متعود .....

" غلبني .... لا هالکلمة قلیلة والله .... لک فضحني بسبب البوظة.... الولد بحبها بشکل مو طبیعي .... ما بعرف مین معلمو یاگل بهالطریقة بس بجد ما شفت طفل متلو متعلق فیها بهالقوة ..... لک کنت صغیر بس ما کنت حبها لهدرجة ...

" زمت شفتیها بامتعاض : طالعلي بحبها کتیر .... أنا لما کنت حامل فیه کنت آکل بوظة کتیر ... کنت متوحمة علیها .....

- صمت قلیلاً وهو ینظر الیها اذاً فتلک الفترة التي گانت تحمل فیها طفله کانت تأگل الایس گریم بگثرة وهذا یدلل کثرة حب الصغیر لها ....

" یعني الصغیر طالعلک بأکل البوظة ... بس هالشي مو منیح کتیر البوظة ما بتتاکل بگل الاوقات.....

" کتفت ذراعیها أسفل صدرها : والله حضرتک الي قلتلو تعا لناکل بوظة مو أنا .... اتحمل ما جناه لسانگ .....

" اي بتحمل ما جناه لساني بس انا قلت حبة مو 9 حبات ....

" توسعت عینیها بذهول مما یقول : تسع شو .... تسع حبات لا لا بتمزح صح ....طعمیت الولد تسع حبات بوظة لک بدک تقتلو انت ....

" بسم الله علیه ما فیه شي ابني قوي .... ما کان یاکلهن کلهن کنت انا وهو اکل الحبة .... لأول مرة اکل بوظة بهالعدد على عصر هالازعر .....

" ابني مو ازعر حضرتک الي قلتلو بدي طعمیک ما حدا قلک جیبلو سیرة البوظة اتحمل .....

" طیب رح اتحمل .... ما تخافي علیه کنت قل للبیاع ما یحط کتیر یعني یا دوب گل الي أکلهن ما بجوا حبة ونص .... لا تکبریها

" تنهدت بعمق : ما بدي کبرها بس بخاف على ابني ....

" تمام وابنگ هاد بیکون ابني لا تنسي هالشي .... یا استازة بلسم ... رح روح هلأ بکرة رح مر علیکي لآخد الوراق الخاصة فیکي ...

" اوراق شو ولشو ...

" معاملات الزواج یا استازة ....

" عادت لصمتها وقد کانت قد نسیت هذا الموضوع : تمام بکرة بجهزهن ....

" توجه نحو باب البیت بهدوء : اوک تصبحي على خیر ....

" تبعته لتغلق الباب خلفه وقبل أن تغلقه ردت : تلاقي الخیر ....

...

- في تلک الأراضي المقدسة....

- کانت الساعة قد تجاوزت السابعة عندما عاد الجمیع الى بیوتهم .... فقد کانت حفلة الخطوبة قد انتهت ....

- في غرفة الفتیات .....

" کتائب فستاني خلیه معلق مکانو ... یا ویلک اذا بترفعیه ....

" یختااااي هیو مکانو ما لمستو .... متى ناویین یجیبوا العشا میتة من الجوع .... حضرتو اخوکي ضلوا عند ست الحسن والجمال هو یتعشى واحنا نموت جوع ...

" یا بنتي هم لحقوا یروحوا لیجیبوا عشا .... بعدین والله ما انا عارفة کیف بکرة بدي أروح الجامعة .... الله یسامحک یا خالتي کان لازم تحلفي الیمین .....

" مرمر یا رمرم .... قلنالک من زمان یوم ما حتیجي علینا حتنامي عنا .... یعني فش مهرب ....

" المهم انت وهي کیف عروسة اخوي ....

" هتفت جیني : اقول والا لا ....

" اجابت سما قولي یختي قولي .....

" لک أخوکي أحلى منها بکتیر .... لک ما شفتیها الکل فکروها أکبر منو کیف اخوکي حبها....

" تنهدت کتائب بغیظ : الحب أعمى بعید عنگ یختي عمى یعمیه ان شاء الله ....

" حظ القبایح بالسما لایح .... وحظ الملایح بالأرض طایح ....

" انفجرن الأربعة بضحکات متناغمة في المکان ....

" اسکتي انتي وهي ما تیجي امي تسمعنا والله لتقبرنا ....

" بس کیف کانوا الشباب ..... کیف شفتي الحفلة یا فرنسیة ....

" علقت بفرح : یا ویل حالي أنا ولعوها والله .... حفلاتکو یا الفلسطینیة مش طبیعیة بتجنن بجد ....

" اي لسة بس تشوفي حفلة أخوي عندو قرب الفرح .... رح تتمني تتجوزي فلسطیني ...

" ایدي برقبتک یختي شوفیلي شي واحد ظریف یتجوزني أحسن أنا خلاص هدخل قطار العنوسة .....

" عنوسة بعینک اذا انتي یا الشقرا بدک تعنسـي شو نقول احنا .... قومي انتي وهي نساعدهم بالعشا ... خلینا نشوف شو بعملوا حماة الوطن .... بلکي بفگروا یحرروا القدس ....

" انطلقت ضحکات جیني التي تبعتها مرام وکتائب : رح قل لاستازک عم تتمسخري علیهم ....

" صمتت قلیلاً وقد تذکرت شیئاً : امشي انتي وهي قدامي یلا .... لجیب مطرق لوز الحقک انتي وایاها فیه ....

- تأکدت من خلو الغرفة منهن لتبقى بمفردها .... توجهت بتردد نحو خزانتها التي أخفت بداخلها ذلگَ الشيء .... فتحت الخزانة ومدت یدها لتخرج الجاکیت الأسود الخاص به والذي قذفه لها في لحظة هوجاء .... أمسگته بین یدیها .... ما زال دافئاً .... وگأن حرارة جسده ما زالت عالقة به .... بتوتر تمکَنَ منها رفعته لأنفها عندما داعبت أنفها رائحة عطره التي تمیزه عن غیره .... عادت لانزاله عن وجهها عندما وجدت أن علیها اعادته له .... أخذته معها بعد أن أغلقت خزانتها .... توجهت الى الخارج .... حیث انبعثت أصوات مناقشاتهم وحدیثهم بصوت مرتفع .... بحثت بعینیها عنه ولم تجده بینهم .... تعلقت عینیها من جدید بباب غرفة أخیها التي ینام بها الفریق معه .... تقدمت بعزم اتجاهها وما ان اصبحت بالقرب منه .... حتّى أدخلت رأسها بخلسة تنظر داخل الغرفة .... گانَ جالساً في زاویة الغرفة یمسک کتاباً في یده وهو منهمکاً به ..... طرقت بخفوت على الباب

" احم استاز جواد ....

" رفع رأسه عن الکتاب لینظر الى تلگَ الفأرة التي تطل برأسها : ادخلي یا سما ....

" دخلت بقدمین متثاقلتین وهي تحمل بین یدیها الجاکیت الخاص به : استاز هاد ضلو معي ....

" ابتسم بود وهو یراها وکأنه طالبة صغیرة تقف بالقرب من استاذها : متشکر یا سما نسیت اخدو منک ....

" لا لا بسیطة .... تفضل

" أخده منها : متشکر من تاني ....

" العفو ... شو قاعد بتقرأ ....

" کتاب ادهولي الحج ابو عبد الرحمن .... رجل الظل ....

" عبدالله البرغوثي ....

" أیوة هو دة ....

" اممممم هاد بطل مسجون محگوم علیه مدى الحیاة ... کتب هالکتاب وهو جوة السجن ....

" الي یشد للکتاب انک تلاقي الاسم بیختلف عن الشخصیة یعني الراجل الي مألف الکتاب دة موجود بالسجن ... وبصي الاسم الغریب القوي رجل الظل .... یعني الي یشوف عنوان الکتاب میسدقش انو الگاتب دلوقتي موجود بالسجن ....

" هزت رأسها بایجاب : هدول هم ابطال فلسطین .... السجن عندهم ولا شي .... بیحولوا هالسجن لساحة من المناضلة والمقاومة ....

" ربنا یحمیهم ویفک اسرهم عن قریب ....

" ان شا الله یارب ....

" مبارک خطوبة عبد الرحمن .... بجد النهاردة اسعد یوم بحیاتي اني شارکت الفلسطینین فرحة زي دي .... بجد سعدت کتیر معاکو ...

" الله یبارک فیک استاز عقبالک ان شاء الله ... اي هاي هي افراح الفلسطینیة بس هاي کانت خطوبة .... لسة الحفلة والفرح شي تاني ....

" ان شاء الله یکون لینا نصیب نحضر الحفلة والفرح کمان ....

" ان شاء الله ... عن اذنگ هلقیت ... رح اروح اساعد البنات ....

" أوقفها مسرعاً : سما ...

" اي استاز ....

" النهاردة الجامعة بعتت طالبة التقاریر ...

" تقاریر شو ....

" تقاریرک ... تقاریر العملي بتاعک ....

" ظهر التوتر علیها قلیلاً ولکنه کان واضحاً له: وانت حطیتهم ....

" أیوة أنا بعتهم خلاص .... وزمانها وصلت

" احم اها تمام ....

" مش هتسألي عن نتیجتگ ....

" هزت کتفیها بعدم اهتمام : ما بعرف فیني اعرفها عادي ....

" تابعي موبایلک هتوصلگ رسالة اللیلة دي .... هتکون فیها النتیجة ...

" أومأت برأسها بصمت : تمام مستنیة على خیر ان شاء الله .... عن اذنک ....

- في الخارج .... کانت الفتیات یجلسن مع الباقین .... عندما هتفت خالتها باسمها تنادي علیها

" مرام ... مرام ...

" نهضت من مکانها: اي خالتي اؤمري ....

" ما یؤمر علیکي عدو یا روحي .... جلابیة عمک فوق على السطوح ...هاتیها بلا ما ترخي الدنیا علیها وتصبح می ....

" من عيني یا خالتي .....

- توجهت نحو السلم لتصعد للأعلى متجهة نحو الاسطح .... وما ان وصلت حتّى وجدتها أمامها معلقة على الحبل ... تقدمت منها لتحملها برفق لکي لا تفقد ترتیبها .... کانت على وشک أن تهم بالنزول عندما سمعت حرکة حولها ... تلفتت حولها بترقب .... وما ان التفتت للخلف .... حتّى صرخت بذعر ولکن تلگَ الصرخة لم تخرج بسبب تلک الکف الکبیرة التي أغلقت فمها .... اتسعت عینیها بخوف ویدین ذلگَ الشخص الملثم تخرسان صوتها .... لم تستطع رؤیة شيء بسبب الظلام المحیط بها ولکن صوته الذي انبعث مطمئناً لها زاد حفیظتها .... وقد رفع اکفه عن فمها

" مرام ولا صوت هاد انا عبد الرحمن .....

- رفع اللثام عن وجهه وقد ظهر وجهه من أسفلها ...

" همست بخوف : عبد الرحمن .... شو شش....
- بترت کلمتها عندما وقعت عینیها على بقعة الدم التي تغرق قمیصه لتشهق بخوف وذعر ....
وقد امتلئت عینیها بالدموع ....

" ع ع عبد الرحمن ش شو هاد .... انت ....

" حاول تهدئتها لکي لا تصرخ : اسکتي الله یوفقگ لا تطلعي صوت رح تفضحیني ..... ما فیني شي .... الجنود بدوروا علي قاعدین بالحارة .... بأي لحظة رح یجوا على بیتنا .....

" شهقت بتوتر وقد بدأت ترتعش : عبد انت انت متصاوب .... قاعد بتنزف ....

" أمسک بکفها محاولاً تهدئتها : انا بخیر جرح سطحي .... ل.....

- توقف عن الاسترسال في الحدیث عندما تعالت صوت الطرقات على باب البیت الرئيسي ..... طرقات لم تکن طبیعیة ....

" زاد نحیبها بخوف وقلق وقد تعلقت عینیها به بخوف : عبد عبد اجو لازم تتخبا ....

" انتي انزلي انا بدبر حالي .... بلا ما یحس حدا .... عندهم طلعوا ....

" رفضت باصرار وهي تحاول تهدئة نفسها : لا لا ما رح انزل ....

- بحثت بعینیها عن قطعة قماش تحاول وضعها مگان الجرح الذي یتنزف من بطنه الى حین تتراجع القوات .... ولکنها لم تکن لتجد .... لم یکن لدیها خیار دون تردد او تشاور ... خلعت طرحتها التي تغطي شعرها .... مقتربة منه وقد جمعتها گقطعة واحدة .... دون أن تسمح له بالحدیث سارعت برفع القمیص عن مگان الجرح .... شهقت بخوف من منظر الاصابة یجب ان تعالج بأسرع وقت ممکن .... وضعتها مکان الجرح ....

" عبد بسرعة رح یطلعوا بأي وقت اضغط علیها منیح .... انزل من الحیطة الي بتودي على سطوح ابو تیسیر .... مو عالیة اتخبى وراها لیروحوا .... وانا هشتتهم ....

" دون تفکیر فعل ما تقوم به وقبلَ أن یختفي وقد کان لهاثه يزداد بسرعة محاولاً تمالک نفسه قدر المستطاع : مرام غطي شعرک

" هتفت به بذعر : لک سیبگ مني هلقیت روح الله یوفقگ عندهم طلعوا

- في الأسفل کانت الفتیات یقمن بتجهیز العشاء الذي أحضره الشباب .... ولگن أصوات الطرقات القویة التي صدرت من جهة الباب .... والتي صاحبها کلام باللغة العبریة جعل الجمیع ینهض من مکانه .... توجهت هي بسرعة نحو الباب تفتحه ... وما ان فتحته حتّى ظهر خمسة من الجنود .....

" ماذا هناک .... « قالتها بالعبریة »

" هناگ مخرب هرب منا ونحن نبحث عنه فقد دخل هذه الحارة .... لقد قام بطعن احد الجنود .... ونحن نقوم بتفتیش جمیع البیوت هنا ....

" وقفت تمنعه من الدخول : لیس هناک احد لدینا نحن لا نخفي مخربین تستطیعون الذهاب ....

" لا لا ذهاب دون ان نفتش البیت .... هیا ابتعدي من هنا ....

" ايه الي بیحصل هنا ....

" التفتت الیه وقد جاء الاخرین : بابا بدهم یفوتوا یفتشوا البیت .... قال في واحد طعن جندي وهربان وبیدوروا علیه بالحارة ....

" همسَ والدها بخفوت : الله یحمیه یارب .... تستطیعون الدخول للتفتیش لیس هناک احداً غیرنا في هذا البیت ....

- دخل الخمسة جنود یبحثون في گل غرفة من غرف البیت .... دون جدوى فهم لم یعثروا على شيء ....

" وین مرام ....

" انتبهت اخیراً لابنة اختها التي بعثتها لتحضر الجلبیة من الاعلى : فوق راحت تجیب الجلبیة ....

- التفتت أعین الجنود على ذلگ السلم الذي یصعد للأعلى ... وقد عزموا على الصعود للأعلى ..... صوتها الذي انبعثَ من الاعلى اوقفهم ....

" توقفوا ....

" توقف الجنود وقد هتفت سما باسمها : مرام ...

" هتفت بصوت عالٍ : سما ارجوکي احضري لي حجاب اغطي به رأسي .... فقد نسیت أن آخذ معي حجاب من السرعة ....

- توجهت الأخرى داخل الغرفة بسرعة لتحضر اول قطعة قابلتها امامها ... ومن ثم توجهت نحوها ترکض على السلم تتجاوز الجنود ... وما ان وصلت الیها حتى قذفته لها ....

" امسگي غطي شعرک ....

- تمسکت الاخرى به وقد وضعته تثبته على. رأسها بخوف ویدیها

- تستطیعون التفتیش .... « هتفت بها سما وما ان قالتها حتّى وجدتهم حولها یبحثون هنا وهناک .... الا أن یئسوا أخیراً من عدم وجود شيء .... وگانت اقدامهم على وشک الرحیل .... عندما انبعث ذلگَ الصوت الغریب من خلف الحائط الذي یفصل بینهم وبین جارهم ابو تیسیر .... توقفت أقدامهم .... لتتحرک من جدید وهذه المرة باتجاه ذلگَ الحائط .... اتسعت عینیها بخوف وهي تراهم یتجهون نحو الحائط ....

" توقف « هتفَ بها أحد الجنود لیتوقف الباقین مکانهم » هناک بقعة دم هنا على الأرض ....

" ازدادت ضربات قلبها خوفاً وهي تراهم یشغلون کشافاتهم للتأکد مما یقول الآخر .... تلفتت حولها بذعر تبحث عن المنجى الوحید من هذه المصیبة .... لم تجد أمامها سوا تلک القطعة الصغیرة من الزجاج الملقاة على الأرض .... تقدمت منها بخطوات بطیئة وسحبتها بخفة .... اغلقت عینیها بقوة قبل أن تقوم بصنع ما عزمت علیه فهو المنجي الوحید لهم ..... کزت على اسنانها بقوة متحاملة ذلگ الألم ....

- سمعت صوت سما یهتف بها بهمس وذعر مما صنعته عضت على شفتیها بتحذیر من ان تفتح فمها ....

" من أین جاء هذا الدم ....

" مني أنا اوووه لم انتبه لنفسي وقد سقطت على الأرض وقد ارتطمت یدي بأحد المسامیر هنا .... یجب أن اقطبها بأسرع وقت ممگن ....

" تراجع الجنود وهو ینظرون الیها بقرف : حسناً حسناً یبدو انه لم یأتي هنا أیضاً علینا ان نبحث في مکان آخر قبل أن یهرب منا ... هیا تراجعوا ....

- تسارعت أقدامهم على السلم وهم یرکضون باتجاه الخارج .... وما ان اطمأنت من خروجهم کانت على وشک الصراخ بها .... ولکن جسدها الذي سقط علیها جعلها تصرخ باستغاثة .....

" مرام .... مرام قومي یا روحي شو صارلک .... جوااااد .... باباااا .... امي ساعدوني .....

" من بین صحوتها واغماءها تحدثت بتقطع : سما ... سما الي بیدوروا علیه هو عبد الرحمن ... متصاوب .... متخبي ورا هالحیط الي بینکو وبین دار ابو تیسیر .... لحقوه بسرعة قاعد بینزف ....

" اتسعت حدقتي عینیها بذعر واندهاش مما تقول ابنة خالتها ....

" سما ایه الي بیحصل هنا ....

" جواد الحقني ... عبد الرحمن متصاوب ... متخبي ورا هالحیطة ... الله یوفقک جیبو ... اخوية بینزف ....

- دون تفکیر سارع بتسلق تلکَ الحائط هتفَ بصدمة وخوف عندما تعلقت عینیه بذلگَ الجسد المتکوم اسفل الحائط ... قفز بسرعة و مهارة ... حاول ایقاظه وتحریگه ..... هتف بهم .... عندما وجده لا یستجیب

" شباب عاوز مساعده حد منکو یجي یساعدني عبد الرحمن مغمى علیه ....

" قبل أن یگون قد اگمل باقی جملته کان عبد الحق قد قفز الیه : احملو احملو .... شباب واحد منکو یوقف جمب الحیط لیاخدوا مننا ... ما رح نقدر نطلعوا لحالنا ....

" هتف به اسامة : احنا جاهزین طلعوه انتو بس ...

" جواد انت رح تطلع على الحیط وانا رح احملک یاه تسحبوا تمام ....

" تمام ....

- تسلقَ الاخر الحائط وما ان وصله حتّى قام الآخر برفعه الیه .... بکل قوته .... احنى بجسده الیه وقد أمسک بجسده

" مسگتو مسگتو .... أسامة جهز نفسک .....

- صرخت والدته بفزع وهي ترى ابنها غائب عن الوعي وقمیصه الابیض قد غرق باللون الاحمر ... وقد رمت نفسها فوق جسده

" یمااااا یمة یا حبیبي یمااا شو صارلک یا قلبي انت ....

" خالتي خالتي ابعدي الله یوفقک خلینا نلحق نعالجو .... سما امسکي خالتي....

" ارتفع صوت بکاء الفتیات على منظره المغطى بالدم ....

" هتفَ بهن والده بغل : اخرسن اخرسن لیش بتعیطن لیش .... بدکن تفضحنا على هاللیل .... ادعولوا مش تعیطن

- حملوه أربعتهم لینزلوا به بسرعة للأسفل .... دخلوا به غرفته بسرعة ووضعوه على سریره .... تقدم اسامة الذي کان أکثرهم خبره في هذه الأمور .... دون أن ینتظر مزق قمیصه بقوة .... لتتعالى بعد حرکته تلک اصوات الشهقات والنحیب ....

" جهزولي عدة الاسعافات طلعولي البنات برا مش عایز اشوف ولا وحدة هنا .... سما ... سما جهيزلي میا سخنة بسرعة ....

" هزت رأسها بالایجاب وهي ترکض اتجاه المطبخ والدموع تغرق وجهها ....

" التفتَ لاستاذه : استاز جواد ابوس ایدک طلع الستات گلهم برا .... مش هعرف اعمل حاجة .... عدة الاسعافات فین « هتف بصراخ »

" هيها هيها ....

" بحثَ حوله عنها : کتائب ... کتائب فین ....

" اقتربت منه بخوف وهي تبکي

" بصي انتي هتساعدیني .... النهاردة انتي بتنقذي حیاة اخوکي .... مش عایز خوف.... عایز مساعدتک معایا .....

" هزت رأسها بایجاب وقد تلبستها تلگَ القوة الداخلیة : معاگ ....

" تمام شباب طلعولي الباقي برا الغرفة .... گتائب اعطیني المشرط .... هنطلع الرصاصة ....

وطني يرقد ما بين رصاصةً وقُبلتين

Continue Reading

You'll Also Like

8.6K 586 24
(شكراً لكل حد عجبته الرواية او قرأها.... وطلب بس بفوتس / تصويت تقديراً للجهد المبذول فيها ، شكراً 😍 ) صدقني لن تستطيع النوم ... مهما حاولت .. حاولو...
30.3K 1.5K 18
وتين 2 (اسوار كال) لـ الاء رزق ⚡ ---------------------------------------------------- ثلاث خطوات تحدد مصيرك حتى تصل للراية الحمراء القادمة من المستقب...
6.5K 292 31
لين و هي تدفع وجهها بانفعال و تنبيه: "ايتها المجنونة ماذا دهاك؟....... اصحابك استغربوا موقفك...... جنى.... اين سرحت؟..... اين شردت هذا ليس معقولا!" ع...
493 73 13
هل تفكر في إيذاء إمرأة؟، إن كنت تفكر في هذا فلا أنصحك، فإن أذيتها فلا يغرنك أنها استسلمت أو ركعت على ركبتيها، فصدقني هي ما ركعت إلا لتتمكن فقط من قطع...