سِيلا ✓

بواسطة Luna_Sierra

846K 61.7K 9.9K

سابقا، «لايكان ألبينو». 🎴 آلبينو 24/08/2018 ✓ 🎇 آلباستر 24/08/2019 ✓ 🌌 آسترايا 24/08/2021 ✓ المزيد

المقدمة
-
•|الجزء الأوّل|•
|01|
|02|
|03|
|04|
|05|
|06|
|07|
|09|
|10|
|11|
|12|
|13|
|14|
|15|
|16|
|17|
|18|
|19|
|20|
|21|
|22|
•||الجزء الثاني||•
||01||
||02||
||03||
||04||
||05||
||06||
||07||
||08||
||09||
||10||
||11||
||12||
||13||
||14||
||15||
||16||
||17||
||18||
||19||
||20||
||21||
||22||
||23||
||24||
•|||الجزء الثالث|||•
|||01|||
|||02|||
|||03|||
|||04|||
|||05|||
|||06|||
|||07|||
|||08|||
|||09|||
|||10|||
|||11|||
|||12|||
|||13|||
الخاتمة

|08|

23K 1.8K 443
بواسطة Luna_Sierra

"يُمنع الدخول منعا باتا لأي غرض كان"

هكذا كُتِب على اللوحة الخشبيّة المعلقة من مقبض الباب الفضيّ الذي يُخفي خلفه مهمة سِيلا لليوم حسب كلام بريتا.

«متأكدة من أن داني طلبت مني هذا؟».
تساءلت ببعض الشك بينما ناظرت الخادمة واسعة الابتسامة.

«بالطبع! أنا آخذ عملي على محمل الجد ولا وقت لديّ للمزح! والآن خذي هذا، عليّ غسل الأطباق».
ردّت بريتا ومدّت المرشّ والممسحة ثم غادرت وفي خطواتها وثبة غريبة.

وقفت سِيلا لبضعة دقائق أخرى تُطالع اللوحة والتفاصيل المنحوتة على الخشب، كان لديها شعور بأن بريتا لم تكن صادقة تماما لكنها لا تريد أن تتكاسل عن عملها وألا تنجز مهامها.

لذا أخذت نفسا وفتحت الباب مستعدة لأن ينقض عليها تنين أو مخلوق مشابه لكن لا شيء تحرّك نحوها، السكون كان طاغيا على المكان. ما قابلها كان أرففا متعددة تكتظ بالكتب مختلفة الأحجام والأعمار. أغلقت الباب خلفها وتمعنت النظر حولها.

مكتبة. لقد دخلت إلى مكتبة.

كل التوتر سابقا كان من غير داعٍ لأنها الآن أين تمنّت أن تجد نفسها دوما، بين عدد لا نهائي من الكتب التي تنتظرها لتكتشف كل سطر ونقطة من صفحاتها.

قاومت سِيلا فضولها مُتذكرة واجبها هنا، الاعتناء بالنباتات فقط.

تجولت حول المكان متجاهلة العناوين التي شدتها لمطالعة محتواها وفتحت بابيْ الشرفة حتى يدخل هواء جديد ويستبدل الموجود المليء بالغبار.

لمحت إصيصا قذرا في الزاوية فتقدمت نحوه، كان لنبتة الجيرانيوم ذات الأزهار الوردية، مسحت عنه الأتربة الزائدة ورشّت قليلا من الماء حتى تشبّع وانتقلت لغيره.

لم يمر وقت طويل ووجدت مؤخرتها على البلاط البارد، ساقاها الشاحبتان منكمشتان تحتها وبيدها كتاب عن تلك النبتة الغريبة التي صادفتها البارحة في الحديقة، تلك ذات الأوراق الزرقاء الشائكة. نسيت سِيلا مهمتها تماما ودخلت إلى عالمها الخاص إلى أن تبادرت إلى أنفها رائحة اليانسون الحلو.

كانت الرائحة صادرة من مصدر قريب جدا وكأنها تحت أنفها تماما.

«من أنتِ؟».
جاء صوت من أمامها جعلها تنتفض مُبعِدة الكتاب عن وجهها لتلمح امرأة يافعة داكنة الشعر ورمادية العينين تحملق فيها بفضول طفوليّ.

نهضت سِيلا بسرعة ولم تدرِك أن شعرها المستعار علِق بمسمار بارز من الرفّ إلى أن وقفت باستقامة وشعرت ببعض البرودة المفاجِئة على رأسها.

تحولت نظرات الشابة من فضول إلى إنبهار وانفتح ثغرها قليلا بينما نهضت هي الأخرى واقتربت من سيلا حتى كادت تلتصق بها.

ارتسمت على شفتيها الداميتين ابتسامة عريضة وحشرت رأسها في عنق سيلا ويدها امتدت لتنزع ربطة الشعر التي منعت الخصلات الشبحية من الانسدال، داعبتها بأنفها مستنشقة عبقها لتعرف أي نوع من الكائنات هي وعندما لم يفلح ذلك برزت أنيابها لتصنع خدشا سالت منه قطرات صغيرة من الدماء لعقتها الشابة قبل أن تلطخ بياض ثوب سِيلا.

«لايكان... ما اسمكِ؟».
لم تبتعد ولو سنتمترا بل دنت أكثر حتى امتزجت أنفاسهما.

حين لم تُجِبها الخادمة متصلبة الأطراف، عبست قليلا وأضافت بنبرة متذمرة.

«أنا ڤاليرا، ماذا عنكِ؟».
كلامها لم يفعل شيئا لـ سيلا سوى زيادة شعورها بالاختناق لانكشاف سرّها، وأمام لايكان من بين كل الفصائل!

«هل أكل الذئب لسانك؟ دعيني أتأكد...».
تسللت يد ڤاليرا خلف عنق الخادمة المرتجفة وجذبتها إليها حتى التحمت شفاههما.

بفعل الصدمة، لم تتحرك سيلا وتجمدت مكانها بأعين منفرجة إلى أن وقعت إحدى عدساتها. ذلك أيقظها من شرودها وجعلها تدفع الشابة بعيدا عنها ثم تنطلق مهرولة إلى المخرج.

كل ما دار في عقلها في تلك اللحظة هو الفرار، الفرار من اللايكان التي تتحرش بها ومن القلعة بصفة عامة...

قبل أن تصل إلى المقبض، استدار من تلقاء نفسه ودخل شخص مستعجل موصدا الباب وراءه.

«لِيو...».
شهقت سِيلا ثم تذكرت أن تنكرها قد زال فغطّت رأسها واستدارت لتركض في الاتجاه المعاكس لكن ڤاليرا كانت واقفة خلفها ببضعة خطوات ما دفعها لتغيير وجهتها والوقوف بجانب الطبيب مُخبّئة جسدها تحت ذراعه.

«لِيونار، لِم تُقاطِعني دائما؟!».
شبكت ڨاليرا ذراعيها على صدرها وعبست كطفل أُخِذت منه لعبته المفضلة.

«ڨاليرا! ماذا فعلتِ بالفتاة المسكينة؟!».
انحنى ليو ممسكا بوجه سِيلا المُتعرق بين كفيه الضخمين؛ فمها كان ملطخا بأحمر شفاه قاتم والخوف كان باديا في نظرتها المدمِعة. ذلك ما جلبه إلى هنا في المقام الأول، استشعاره لقدر كبير من الخوف يتملك أحدا ما في هذا المكان.

لمسته ساعدت في تهدئتها وإبطاء نبضات قلبها قبل أن يكسر قفصه الصدري ويقع أرضا، عزمُها السابق على الهرب تلاشى واستبدلته رغبة في الالتصاق بالطبيب إلى اليوم الذي يقع فيه القمر على الأرض.

«هل أنتِ بخير؟».
سألها بنبرة قلقة بينما مسح على شعرها وضمّها إليه ثم وجّه نظرة حادة لـلايكان التي تسببت في هذه الفوضى فوجدها تبادله النظرة بأخرى أكثر حدة.

«كفّ عن لمسها، إنها لي!».
صاحت ڤاليرا وتقدمت نحوه مُحاوِلة سحب سيلا إلى جانبها.

«لنرى ما رأي زوجك حين يصله خبر أنكِ لا زلتِ تعبثين من وراء ظهره...».
أسكتها لِيو فـحان دورها لتشعر بالتوتر وتنسحب للخلف.

«أخبره بهذا وأنا سأخبر أخي عن اللايكان الأبيض، سمعت أنه يبحث عنه...».
لم يدُم إحباطها كثيرا لأنها وجدت شيئا تبتزه به.

«لنرى من سيقتلها أولا، زوجك أم شقيقك، وماذا جنيتِ أنتِ في الأخير؟».
لغضب خلف عينيه الأرجوانيتين وكلامه كانا كفيلين بجعلها تعدل عن تلك الفكرة تماما وتعود لعبوسها.

التفت لِيو ليفحص سِيلا وقام بشفاء العضة على عنقها ثم بحثا معا عن الشعر والعدسة المفقودة. انضمت لهما ڤاليرا بعد أن تنهدت بانزعاج.

«هل أنتَ لعنة وقعت عليّ؟ أم تحبّ التطفل على كل شؤوني فقط؟».
سخرت بعد بعض الوقت.

«سِيلا شأني بالمقام الأول».
أجابها دون النظر نحوها ودون أن تُفارق يده يد سِيلا، لا زال لا يأتمِن اللايكان الشابة عليها.

«هل كنتَ تعرف من البداية أنني..؟».
تساءلت سِيلا فمنحها لِيو ابتسامته الدافئة المعتادة.

«كيف برأيكِ استيقظتِ نظيفة من الدماء والرماد بعد إصابتكِ تلك؟ ظننتكِ صهباء في البداية...».
قطّب حاجبيه حين تذكر قلقه عندما عاين إصابتها.

الشعر الأشقر الذي ارتدته صُبِغ تماما بالأحمر لغزارة الدماء التي فقدتها، لو تأخرت سيارة الإسعاف قليلا بعد لما تمكّن من إنقاذها. لحسن حظّها أنه كان يقوم بالعمل الميدانيّ خارج المشفى في ذلك الوقت.

«إذا أنتَ...!؟».
اشتعل خدّاها خجلا مُتخيّلة ما حدث بينما كانت غير واعية.

«أنتَ رأيتَها عارية!!».
صرخت ڤاليرا فجأة بنبرة غاضبة وبدت على ملامحها الغيرة.

«كل شيء يتعلق بالعري مع آل بالاركس... لا، لم أرها. صديقتُها هي من نظفتها».
قلب لِيو عينيه وانحنى لالتقاط العدسة الزرقاء ونزع الشعر من المسمار البارز.

«ڤان ليسا؟ أين هي الآن؟».
نطقت سِيلا بعد أن قهقهت على ردّه.

«نعم، تلك... لقد غادرت بعد أن جعلتني أقسِم على المحافظة على سرّك».
جذبها إلى الأريكة الموضوعة في إحدى الزوايا وأجلسها بجانبه وڤاليرا أخذت جانبها الآخر.

«هل يُمكنكَ أن تُغمض عينيك لوهلة؟».
طلبت سِيلا وهي تعض على شفتها فاستجاب لِيو دون تفكير، مدت يدها بسرعة إلى صدريتها لتُخرج علبة العدسات ومعها قارورة صغيرة للمحلول الخاص بها. ثوبها لا يحتوي على جيوب لذا اضطرت للاحتفاظ بهما هناك لطوارئ كهذه.

«كان بإمكاني مساعدتكِ في ذلك...».
تطوعت ڤاليرا بعد شرودها.

«لا أدري فيما ستتطوعين، لكن لا شكرا. أثق أنه شيء منحرف».
رمقها لِيو بنظرة 'أنا أعرف ألاعيبك، لا تحاولي حتى' وجعل ذراعه خلف سِيلا للاحتياط.

نزعت هي عدستها الأخرى ثم وضعت كلتاهما في العلبة وأغرقتهما في المحلول جيدا ثم ارتدتهما فرمشت مرتين ونظرت في عينيّ طبيبها.

«الأحمر يلائمكِ أكثر».
علّق بعد أن حدّق في اللون السماويّ المزيّف.

«مُثيرة في كلتا الحالتين».
سحبتها ڤاليرا من ذقنها وناظرتها بإعجاب.

«وأنتِ مُتحرّشة في كل الحالات».
ردّ لِيو ووقف ليجلس بينهما.

جمعت سِيلا خصلاتها الشبحية في كرة منخفضة ووضعت فوقها الشعر المستعار الأسود وثبّتته إلى حد ما.

«إذا ڤاليرا...».
بدأ في الكلام قبل أن يُقاطعه طرق متواصل صاحبه نداء داني باسم سيلا.

«سأخرج وأقطع رأسك إن أزعجتني مجددا!!».
صرخت ڤاليرا بصوت حاد أفزع سِيلا وجعلها تتشبث بقميص الطبيب بينما اهتزت من مكانها.

قامت داني برد فعل مشابه وغادرت مُسرعة بعيدا عن التهديد.

«هل أخفتُكِ؟ أعتذر حبيبتي».
رفعت يديْ سِيلا نحوها وقبّلت ظهرهما مُطوّلا إلى أن تدخّل ليو وفصلهما  ثم نهض برفقتهما وسار الثلاثة خارجين.

«ما حدث هنا يبقى بين ثلاثتنا، واضح ڤاليرا؟».
استوقفها قبل فتح الباب وناظرها بحزم.

«لا تُخبر زوجي ولن أُخبِر أخي».
تصافحا لختم اتفاقهما ثم تركتهما بعد أن أرسلت غمزة شقيّة نحو الخادمة.

تنهدت سِيلا مرتاحة أخيرا وعانقت نفسها تتجهز لأن يُطلَب منها مُقابل للاحتفاظ بسرها.

«هيا، سأخبر كبير الخدم بأنك ستأخذين بقية اليوم راحة».
أمسك يدها برفق وأخذها إلى غرفتها عبر أروقة غير محتشدة حتى لا يراهما بقية الخدم.

«لمَ تفعل هذا؟».
تجرأت على سؤاله حين وصلا إلى وجهتهما.

«على حد قول تلك الساحرة فأنتِ خطر على المملكة، بقاؤكِ هنا تحت أنف الملك خير من أن يجدكِ الشخص الخطأ ويستغلّكِ ضده».
إجابته جعلت المزيد من الأسئلة تراودها لكنه شتت انتباهها عنها بوضع يدها على كتفها.

«ارتاحي الآن، سأعود لزيارتكِ بعد يومين».
أضاف لِيو بابتسامته الدافئة ثم تأكد من دخولها قبل أن يغادر.

أوصدت سِيلا بابها وتخلصت من تنكرها ثم أخذت قيلولة لترتاح بعد نشوة الأدرينالين تلك وتكون قادرة على زيارة الحديقة هذا المساء.

قبل أن يأخذها النوم تمنّت أن تجد الشاب من البارحة، أو البومة المتحجّرة كما لقّبته، كي تنتقم لسخريته منها.

----
🎴

واصل القراءة

ستعجبك أيضاً

52.8K 7.7K 191
الوصف : بسبب حادث، أصبح رجل ثري ووسيم من المجتمع الحديث زوجة رجل في المجتمع القديم. كونه زوجة لرجل لم يكن كافيا. كان زوجه أيضًا منتجًا مستعملًا وله ط...
222K 6.7K 16
رغبتي بك وغيرتي عليك أشد من ان تتحمليها.
117K 7.1K 27
أعتقد أنك قد سمعت عن لعنة الفراعنة لكن هل سمعت عن لعنة الكواكب؟ الحكاية ليست بانتقالنا لكوكب الأرض من على سطح سيرافينا فالأمر أكبر من ذلك بكثير، فتلك...
1.5M 94.8K 46
#1 in Luna #1in anger #1 in mate #4 in war #3 in alpha #5 in pack #1 ذئب #1 رفيق #1 فئة المستذئب رُؤيَـة أنثى مُستذئَبـة شَئُ نادر جِدًا. تَقريب...