سِيلا ✓

By Luna_Sierra

824K 60.5K 9.9K

سابقا، «لايكان ألبينو». 🎴 آلبينو 24/08/2018 ✓ 🎇 آلباستر 24/08/2019 ✓ 🌌 آسترايا 24/08/2021 ✓ More

المقدمة
-
•|الجزء الأوّل|•
|01|
|02|
|03|
|04|
|05|
|07|
|08|
|09|
|10|
|11|
|12|
|13|
|14|
|15|
|16|
|17|
|18|
|19|
|20|
|21|
|22|
•||الجزء الثاني||•
||01||
||02||
||03||
||04||
||05||
||06||
||07||
||08||
||09||
||10||
||11||
||12||
||13||
||14||
||15||
||16||
||17||
||18||
||19||
||20||
||21||
||22||
||23||
||24||
•|||الجزء الثالث|||•
|||01|||
|||02|||
|||03|||
|||04|||
|||05|||
|||06|||
|||07|||
|||08|||
|||09|||
|||10|||
|||11|||
|||12|||
|||13|||
الخاتمة

|06|

24K 1.9K 292
By Luna_Sierra


تنهدت سِيلا بتعب ورمت جسدها المُنهك على الفراش الناعم مُطلِقة تأوهات تُعبر عن ألمها.

«ظهري! يا إلهي!!».
حاولت إيجاد وضعية مُريحة حتى تتخلص من التصلّب الذي شعرت به في عمودها الفقريّ جرّاء الوقوف مُطوّلا لكن، مهما تقلّبت كالسمكة خارج الماء، لم تستطع تخفيف الشعور المؤلم.

جلست على ركبتيها فوق السرير ثم مدّت ذراعيها وانحنت بحيث صار وجهها مُلاصِقا لفخذها. بقيت على تلك الحال حتى خفّ وجع ظهرها ثم نهضت لتبدأ مُهمتها.

أثناء تسوقها مع راف وداني لم تستطع اختيار شعر مستعار دون إثارة فضولهما لذا اشترت صبغة سوداء ومقصا من أجل صنع تسريحة جديدة للشعر القديم.

أوصدت باب غرفتها وفتحت باب الشرفة حتى لا تتسلل رائحة المواد الكيميائية إلى بقية غرف القلعة.

نزعت الشعر المستعار عن رأسها وتركت خصلاتها الشبحية تتحرك بحرية بفعل النسيم الليليّ البارد، وضعته على المكتب وأخرجت المقص لتبدأ في تقصيره. كانت تريد أن تجعله يصل إلى منتصف صدرها تقريبا لكن لعدم خبرتها في الأمر انتهى به المقام عند مستوى كتفيها تماما.

لم تنزعج كثيرا من ذلك وخلطت الصبغة في طبق بلاستيكي جاء في العلبة قم غمّست فيها الشعر وتركته لتحدث التفاعلات التي ستُغيّر من لونه. انتقلت بعد ذلك للأكياس العديدة حتى تضع ملابسها الجديدة في الخزانة.

بعد ساعة، كانت قد انتهت من مهمتها وخلدت أخيرا للنوم عند منتصف الليل.

طرقٌ متواصل على بابها -في اليوم التالي- أجبرها على الاستيقاظ في ذعر والتقدّم نحوه بحذر.

«نـ نعم..؟».
تحدّثت بنبرة متوتّرة دون أن تفتح القفل.

«جلبتُ لكِ الزيّ الرسميّ للعمل».
صدر صوت أنثويّ غير مألوف ومستعجل.

«اتركيه أمام الباب، شكرا لك!».
ردّت سِيلا وانتظرت ابتعاد خطوات الفتاة قبل أن تُسرِع وتُدخل الزيّ.

كان مُكونا من: سروال ياقوتيّ شبه ضيّق من قماش يتمدد عند الحركة، قميص أبيض طويل الأكمام وسترة صدارية بنفس درجة لون السروال. وكبديل لهذا، كان هناك ثوب أسود قصير به بعض التفاصيل البيضاء. ومعهم أيضا حذاء رياضيّ.

راجعت جدول واجباتها ثم تفقدت ساعتها لتجد أنه معها ١٥ دقيقة لتتناول فطورها ثم تأخذ فطور الأميرة فيولين.

أسرعت في ارتداء الزي الأول وتعديل شكلها وركضت للمطبخ في الطابق الأرضي لتجد عربة من مستويين عليها أطباق مُغطاة، رجل رماديّ الشعر في بذلة طبّاخ دفع العربة باتجاهها ثم وضع صينية أمامها.

«هذا من أجلك وما بالعربة من أجل الأميرة».
تكلّم بابتسامة ثم عاد لأدواته.

تناولت سِيلا طعامها في عُجالة وسألته عن مكان جناح الأميرة، الطابق الثالث البوابة التاسعة على اليسار. ركبت المصعد مع عامِل آخر علّمها كيفية استعماله ثم تركها في الطابق المُراد.

حتى تصعد الحُجرة المعدنية أو تنزل، كان عليها فقط التفكير في الطابق الذي تريد الذهاب إليه والسحر المنقوش على الجدران سيأخذها إليها -إن لم تكن نواياها سيئة طبعا، في تلك الحالة سيُحوّلها إلى هلام من سرعة حركته العمودية ثم يرميها في القبو أين توجد الزنزانات-.

تبِعت توجيهات الطبّاخ لِتصل إلى بابين خشبيين بطول السقف العالي ومزخرفين بنقوش فضية بديعة التفاصيل، وقفت تتأملها للحظة حتى ناداها صوت من الداخل فسارعت في دفع الباب وجر العربة معها.

«هانسل سريع في استبدال الخدم... ضعيها هناك».
نطقت فيولين بخفوت ثم أشارت إلى طاولة بجانب الشرفة التي تُطِلّ على الساحة.

نهضت من على سريرها وسارت نحو مقعدها بخطوات راقية تعكس شخصية مُناسبة جدا للبلاط الملكيّ. خصلات شقراء مُتموجة بِدقة كما لو أن مُهندسا بارعا رسمها، وجه مثاليّ الملامح ذو تعبير جامد لا يُعطي أدنى فكرة عما يدور في رأسِها وثوب ضيّق الصدر من الحرير مُرصّع بجواهر حقيقيّة لامعة.

شرَدت سِيلا في جمال المرأة أمامها وشعرت ببعض الخجل من هيئتها المتواضعة لكنها حرصت على عدم إظهار ذلك.

همّت بالسير خارجة فاستوقفتها الأميرة فيولين.

«إلى أين أنتِ ذاهبة؟ انتظري حتى أنتهي وخذيها معك».
حملت نبرتها بعض العِتاب فاعتذرت سِيلا وتسمّرت مكانها.

وقفت في الظل وسمحت لنظرها بأن يجول متفحصا جناح الأميرة. كل قطعة أثاث تكاد تصرخ لتعلن للعالم أنها ثمينة لا يملكها إلا هؤلاء من الطبقة العالية.

أكثر ما شدّ انتباهها كان صندوقا زجاجيا صغير الحجم على منضدة الزينة وبداخله قلادة تكاد تتوهج بلون أحمر قانٍ.

«تلك هدية من الملك، خطيبي، خادمتي الأخيرة حاولت سرقتها فرميتها من هذه الشرفة».
تحدثت فيولين بتحدٍ فشحُب وجه سيلا من برود الأميرة، وكأنها تتكلم عن رمي ورقة لا عن كائن حيّ.

«لـ م أكن أفكر في ذلك... فقط تأملتُ جمالها».
تلعثمت سيلا قليلا لكنها كانت صادقة وتمكنت من إقناع الأميرة بعض الشيء.

«أتمنى ذلك، لا أود مقاطعة تدريبات خطيبي بالأسفل مجددا».
ثم نهضت لتطِلّ من الشرفة على الساحة، مصدر أصوات اللهث وتصادم الأسلحة.

وضعت فيولين يدها على خدها وتابعت المُنازلة بأعين حالِمة وكادت تنسى الخادمة معها بالجناح.

«لقد شبعت! خذي هذا من أمامي. سأتناول الغداء خارج القصر لكن جهزي لي الصالة التي بجانب مكتب الملك في الجناح الغربيّ من أجل الشاي. انصرفي الآن!».
سارعت سيلا في توضيب الصحون في العربة وعادت بها إلى المطبخ.

عند دخولها كان المكان فارغا، ما عدا شاب يقف عند المغسلة ويُقابلها بظهره. حين سمِع ضوضاء الأواني التي تحتكّ ببعضها استدار ليعرف من صار برفقته، لتصرخ سيلا فزعة وتتراجع للخلف رافعة يديها أمامها كوسيلة دفاع.

ذلك الشاب كان راف، الأسمر الوسيم الذي شاركها العشاء البارحة وذهب معها للتسوق، ووجهه كان ملطخا بسائل أحمر داكن حول فمه وصولا لأنفه وخدّيه. كذلك يداه حتى الرسغين.

أنيابه اللؤلؤية برزت بين الفوضى الدمويّة لتُنبّه عقل سيلا فتتذكر أنه مصاص دماء.

«ماذا يجري؟!».
جاء أحد الطباخين الأكبر سنا هلِعا وبنظرة واحدة نحو راف فهِم أنه سبب الصراخ.

«كم مرّة عليّ تنبيهك على العبث وصنع المقالب في مطبخي!؟».
ضربه على ظهره بقوة فهسهس راف وكشّر عن أنيابه لينال ضربة أخرى.

«كف عن التظاهر بأنك مصاص دماء وأكمل تقشير الشمندر السكريّ بدل أكله!».
ثم ضربة ثالثة وتوجه إلى سِيلا التي تجهل ما يحدث حولها.

«التظاهر...؟ راف ليس مصاص دماء؟».
تساءلت خافضة يدها.

«هذا الأحمق هنا؟ لا أبدا، هو بشريّ غبيّ فقط. ما على وجهه شمندر لا غير».
هدأها الطباخ بينما رمق راف بنظرات حادة.

«وماذا عن أنيابه؟».
بقي بعض الشك في نفسها أرادت الاستفسار عنه.

«إنها متوارثة».
وفتح فمه ليُريها أنيابا شبيهة بالتي تخص الشاب الذي كان يقهقه ويتناثر من ثغره قطرات وردية داكنة.

«أنتَ والِده؟!».
تفاجأت سِيلا.

«لا، بل عمّه. لا أُنجِب الحمقى».
وبذلك ابتسم لها وصافحها ثم غادر بعد أن سدد ضربة أخيرة لابن أخيه حتى لا يتكاسل بالعمل.

«هل أخفتكِ؟».
لمعت عيناه بوميض طفوليّ بينما نظر لها بشقاوة.

«أجل، أنت لئيم».
عبست سِيلا وأفرغت الأواني على المنضدة ليأتي المسؤول عن الجلي لاحقا ويهتم بها.

«أوه، هل انزعجت مني زوجتي الجديدة؟ يُلائمكِ الأسود بالمناسبة».
وضع يديه الملطختين على وجهها ليُكمّشه ويجعلها تبدو مثل سمكة محدّثا إياها كمن يُلاطِف طفلا.

«زوجتك!؟ ألم تكن تعرِض الزواج على داني البارحة؟!».
صفعت يده بعيدا عنها لكن البصمة الورديّة بقيت على خدّها.

«داني زوجتي الأولى والوحيدة، وأنتِ زوجتي الثامنة... ما المشكلة؟».
أجاب راف ببساطة وعاد لتقشير الخضار.

«الثامنة!؟ من علّمك الرياضيات؟ واحد بعده اثنان وليس ثمانية!».
نظرت له تحاول حساب معدّل ذكائه... نتائجه كانت متدنية جدا طبقا لتحليلها.

«هناك غيركما بالطبع».
أضاف بغمزة فلم تجد سِيلا رد فعل سوى الضحك عليه ثم تركه لعمله.

فور خروجها من المطبخ وجدت داني وقد كانت تبحث عنها من أجل المساعدة في عملية تنظيف القصر.

«اهتمي فقط بمسح الغبار من هذه الغرفة ثم انتقلي للتي بعدها إلى أن تُنهِي ربع الطابق، البقية ستهتم بها خادمات أخريات».
أعطتها قطعة قماش وعصا بنهايتها ريشات متعددة الألوان ثم ذهبت لتُشرِف على مكان آخر.

بدأت سِيلا القيام بمهمتها تمسح الأثاث وتستمع لثرثرة الخادمات حولها، أخيرا بعض الضوضاء بعد الهدوء التام الذي كان يطغى على حياتها.

عطست فجأة ثم واصلت عملها لتعطس مجددا ومجددا حتى شعرت بالإعياء واستندت على ذراع كنبة.

«لديكِ حساسية؟».
سألتها إحداهن لكنها لم تتمكن من الإجابة بسبب نوبة عُطاس أخرى فأومأت برأسها وحسب.

«داني!!».
نادت الخادمة الشابة بصوت عالٍ لتظهر رئيسة الخدم من العدم.

«ما المشكلة؟».
الرد على سؤالها كانت عطسة قوية من سيلا.

«لِم لَم تقولي من قبل؟ بريتا!! تعالي إلى هنا».
صاحت مُفزِعة من حولها لتأتيها خادمة متوسطة الطول بشعر كستنائيّ في ثوب العمل.

«ستأخذين محل سِيلا وهي ستقوم بسقي النباتات محلّك».
أمرت داني وأعطتها الأدوات التي كانت بيد سِيلا.

«ماذا!؟ ليس عادلا!».
قبل أن تبدأ بريتا تذمّرها أسكتتها داني بنظرة قاتلة فسارعت للابتعاد عن مجال سخطِها.

رغم قِصر قامتها إلا أنها كانت تُسيّر الجميع بحركة بسيطة من عينيها.

بعد ذلك قامت سِيلا بمهمتها الجديدة إلى حين وقت الغداء حيث انضمت لصديقيها في بهو الخدم، ثم دخلت المطبخ لتقوم بالجلي والمساعدة في التجهيز للعشاء.

بحلول الرابعة والنصف كانت قد وضعت طاولة الشاي في الصالة التي طلبتها الأميرة فيولين ثم غادرت قبل مجيئها حتى لا تقترف في حقها جُرما كالخادمة السابقة.

في طريقها لغرفتها، طلب منها الكثيرون القيام بأعمال مختلفة كنقل مزهرية لرواق آخر أو إيصال طردٍ لشخص ما. تلك المهام البسيطة استغرقت منها ساعتين وبحلول غروب الشمس كانت سِيلا مُنهكة تماما وغير قادرة حتى على تناول العشاء.

حملت نفسها بتثاقل لخزانتها وارتدت إحدى ملابس نومها الجديدة بعد أن خلعت الشعر المستعار والعدسات ثم ارتمت على الفراش لتخلد للنوم فور ملامسة رأسها للوسادة.

لم تتفقد حتى الحديقة التي وقعت في غرامها وتشوّقت لرؤيتها في نهاية اليوم، وبذلك فوّتت على نفسها فرصة لقاء شخص مميّز.

----
🎴

Continue Reading

You'll Also Like

279K 14.4K 43
بقصتى ليلى هى من جعلت قلب الذئب ينتفض بحضرتها متتبع خطى رغبته .. تلك الرغبة ليست لتسكين صخب معدته و لكن لتسكين ظمأ قلبه .. بقصتى ليلى لا ترتدى الردا...
34.2K 1.2K 11
رغبتي بك وغيرتي عليك أشد من ان تتحمليها.
355K 30K 83
الابنة الكبرى كانت كعلبة قمامة عاطفية حيث يتم القاء كل إحباطاتهم عليها ، ليست محبوبة او ثمينة او شخصًا يُفتخر فيه ، هي كانت تعلم ذلك ومع هذا حاولت جا...
600K 10.7K 19
عندما تتعثر كريسيلدا على أرض الجليد الاسود لإنقاذ صديقتها، تصادف رفيقها لكن ... ظنت أنه سوف يركض نحوها ويحملها بين ذراعيه ويقبلها بشغف . لكن لا شيء م...