سِيلا ✓

By Luna_Sierra

824K 60.5K 9.9K

سابقا، «لايكان ألبينو». 🎴 آلبينو 24/08/2018 ✓ 🎇 آلباستر 24/08/2019 ✓ 🌌 آسترايا 24/08/2021 ✓ More

المقدمة
-
•|الجزء الأوّل|•
|01|
|02|
|04|
|05|
|06|
|07|
|08|
|09|
|10|
|11|
|12|
|13|
|14|
|15|
|16|
|17|
|18|
|19|
|20|
|21|
|22|
•||الجزء الثاني||•
||01||
||02||
||03||
||04||
||05||
||06||
||07||
||08||
||09||
||10||
||11||
||12||
||13||
||14||
||15||
||16||
||17||
||18||
||19||
||20||
||21||
||22||
||23||
||24||
•|||الجزء الثالث|||•
|||01|||
|||02|||
|||03|||
|||04|||
|||05|||
|||06|||
|||07|||
|||08|||
|||09|||
|||10|||
|||11|||
|||12|||
|||13|||
الخاتمة

|03|

24.8K 1.8K 229
By Luna_Sierra

تلك الرائحة اللاذعة التي أزعجتها من نومها، جعلتها تنتفض تاركةً فراشها الدافئ لتبحث عن مصدر الحريق.

تفقّدت الكوخ بأكمله لـتُدرك أن الرماد الذي اشتمّته كان آتيا مع الريح التي دخلت من نافذة غرفتها.

صعدت للسطح ليكون لديها منظر من نقطة عالية فاكتشفت أنّ المدينة التي لا تبعُد عنهم بكثير تحترق بأكملِها...

«لا...!».
همست بصوت مرتجف وهي تُفكّر في كل الأسباب التي قد تُشعِل حريقا بذاك الحجم.

أوّل ما خطر ببالها هو هجوم من اللايكان أو الساحرات بحثا عنها فـعاد الخوف يجري في عروقها، خاصة الآن وهي برفقة جدتها. لا تُرِيد لها أن تتأذى أبدا وحتما ليس بسببها.

رفعت نظرها للسماء آمِلة أن يُعطِيها القمر إشارة ما لـتعرف ما عليها فعله في موقف كهذا، لكن الغُيوم أخفت نوره وجعلت الليل حالكا تماما.

لم تُرِد تضييع الوقت في التفكير بينما قد يكون اللايكان الآن يتقدّمون نحوها، لذا أسرعت إلى غُرفتها ووضعت الشعر المُستعار الأشقر والعدسات اللاصقة ثم انطلقت نحو المدينة وقلبُها يضُخّ رُعبا بدل الدمّ.

صوت الصراخ تبادر إلى مسامعها حين اقتربت فركضت كالرّيح لتصل لما بدا مشهدا منقولا من الجحيم.

ألسنة اللهب تتناول كُل الأبنية دون استثناء، السّكان متشتتون يُحاولون الهرب في كل الاتجاهات ومجموعة في ملابس غريبة يسيرون بينهم وكأنهم في جولة في المتنزّه بل وبعض منهم يبتسم لمنظر الدمار حوله.

كانوا يبحثون عن شيء أو شخص ما، كما يبدو من نظراتهم التي تلتقط وجه كل شخص يمُرّ بجانبهم، وبأيديهم جميعا سلاح من نوع ما. سكاكين، سيوف، مسدسات، فؤوس... كلها تلمع بلون ذهبيّ عاكسة النيران المُحيطة بهم.

تسمّرت سِيلا في مكانها تُحدّق بذهول وقلة حيلة، فما الذي في وسع شابة لا يُمكنها التحوّل إلى ذئبتها أن تفعله وسط هذه الفوضى؟ بما كانت تفكّر حين قررت القدوم إلى الخطر بإرادتها!؟

«لا يُمكنهم أن يعرفوا أنها أنتِ، لنبحث عن أناس يحتاجون المساعدة ونحرص على ألا يتجه الأشرار صوب جدتي.. حسنا!».
تحدّثت مع نفسها لتزرع فيها بعض الشجاعة ثم اندفعت نحو طِفل بدا تائها قبل أن يتمكّن منها التوتر وتتراجع عن قرارها.

أسكتت بُكاءه وحملته بين ذراعيها تُنادي باسم أمه الذي أخبرها به. على بُعد شارع لا أكثر وجدت المرأة وقد أصابتها هستيريا حين لم تجد صغيرها.

«خذي ابنك واخرجا من المدينة!».
صاحت سِيلا فوق الضوضاء التي طغت على سمعها ثم استعملت سترتها لتُطفئ النار التي نشبت في ظهر أحدهم.

استمر الوضع على تلك الحال لبعض الوقت إلى أن صدر عواء جماعيّ توقف معه الزمن لدى سِيلا.

«لايكان...».
شهقت بصوت خافت ويدُها على صدرها تُعيق خروج قلبها بنبضاته الغير منتظمة.

غريب أن يخاف شخص من بني جنسه، الأمر بمثابة رُهاب بالنسبة لها. تلك الحادثة في طفولتها رسّخت فيها قاعدة لا تنوي كسرها أبدا «لا تثِقِ بـأحد» خاصة اللايكان والسحرة -ما عدا عائلتها المقربة بالطبع-.

لمَحت أوّل لايكان من بعيد، ذئب ضخم البنية حجمه ضِعف العاديّ ذو فرو كستنائيّ، وقعُ مخالبه على الإسفلت كان متزامنا مع الأنفاس القصيرة التي حاولت ملأ رئتها بها قبل أن يُغمى عليها. لكنها لم تكن هدفه، بل متجر تتآكله النيران.

دخل إليه دون تردد فيما بدا كعملية انتحار لكنه سرعان ما خرج يحمل جثة على ظهره وأطلق عواء مختلفا عن السابق؛ كان ينادي أحدهم.

ظهر لايكان آخر ثم ثلاثة آخرون وقاموا بمهمات مشابهة، مهمات إنقاذ للبشريين. كل هذا وسِيلا متسمّرة في مكانها مذهولة مما يحدث أمامها.

«إيلا!!».
صوت ڤان ليسا كسَر جمودها وجعلها تلتفت باتجاهها بحركة خاطفة فأصدر عنقها طرطقة غريبة.

ألوان قارئة الطالع الزاهية المعتادة بهتت بسبب الرماد الذي التصق بها فبدت كمن زحف لتوه من حفرة سوداء.

«أنتِ بخير!؟ هيّا لنخرج من هنا!».
أمسكت بيدها وجرّتها خلفها إلى وجهة مجهولة، المهم أن تبتعدا عن هذا الجحيم.

مرّ بجانبهما لايكان، قريب لدرجة أن سِيلا شعرت بفروه يُداعب ذراعها، ثم تجاوزهما ليقفز على ظهر رجل من المجموعة السابقة -سبب هذا الحريق على الأرجح- وقضم رأسه فاصِلا إياه عن بقية جسده.

«جيّد! ذلك ما يستحقه!».
تكلّمت ڤان ليسا بنبرة حاقدة.

«لِمَ؟ ماذا فعل؟! كيف حدث هذا!؟».
انطلقت الأسئلة من فم سِيلا كالطوفان بعد أن تجاوزت صدمتها قليلا.

«إنهم فريق صيّادين جاؤوا للبحث عن حيوان أبيض أو ما شابه، لا أدري تماما، وحين لم يجدوا شيئا ورفض السكان التعامل معهم أضرموا النار في القرية».
شرحَت لها مُتجنّبة السير بالقرب من المباني.

تحقق شكّ سِيلا، هذه المصيبة التي حلّت على البشر الأبرياء بسببها هي.

ضاعت في أفكارها المظلمة مجددا فأصبحت كالدمية بين يديْ ڤان ليسا، غير مستوعبة لأي مما يجول حولها -ولا حتى عمود الإنارة المُلتهب الذي مال ناحيتها ثم فاجأها بالوقوع على ظهرها-.

أظلَم العالم في عينيها رغم مقاومتها وفقدت الوعي من قوة الضربة على رأسها.

----

استقيظت هيلين بفعل رائحة حريق طغت على حواسها، فأسرعت إلى حفيدتها فزِعة لتطمئن عليها لكنها وجدت السرير فارغا وباردا، إشارة على مغادرتها منذ وقت طويل.

جابت الكوخ بهستيرية فلم تجِدها أيضا إلا أنها التقطت رائحتها الباهتة المتوجهة إلى القرية التي تنبعث منها سحابة رمادية.

الشمس على وشك البزوغ والسماء شبه صافية، أينما كانت سِيلا فستحرقها بشدة إن بقيت في الخارج طويلا.

تحوّلت هيلين إلى ذئبتها لتصل أسرع للقرية، أو ما كان سابقا قرية.

كل شيء أصبح كومة رمادٍ على الأرض ولا أثر تماما لأيّ كائن حيّ، ولا حتى جثة هامدة.

تفقدت المكان بأسره بينما تضببت رؤياها من الدموع ومنعت نفسها من إصدار عواء يعكس ألمها كي لا يعلم بوجودها أي مخلوق قريب.

رائحة الاحتراق الملوِثة للهواء منعتها من تمييز أثر حفيدتها، حتى إن كانت ميتة فأحدهم أخذها بعيدا من هنا.

تجاهلت رغبتها في الجلوس والنحيب على مصير صغيرتها المجهول وانطلقت نحو ابنتها التي تبعد عنها بعض مئات الكيلومترات.

----
🎴

Continue Reading

You'll Also Like

349K 15.9K 42
تحكي قصتنا عن فتاة اعجبت باحد الدكاتره الجراحين وشأت الصدف ولعب القدر ان يكون هو ابن عمها وشيخآ لعشيرتهم التي لم ترا م̷ـــِْن صغرها بسبب المشاكل هل ي...
180K 12.8K 46
التضحية و مشاركة الحب جزء من هذه الحياة و ما يدور حولنا جزء منها و الأقدار شئ محتوم علينا جميعا و أحيانا نضطر إلى ترك كل شيء من أجل أنفسنا أو من أجل...
33.6K 1.2K 11
رغبتي بك وغيرتي عليك أشد من ان تتحمليها.
557K 13.3K 34
من يقول إن النور لاغاب رجع ؟ ومن منّا يضمن مشاوير الطريق ! وحتى الصياد لو قضى ليله سّهر يجمع بين شبّك ومغارات الموج عودّ التيّار ولا رجع وخيب آماله و...