خطف قلبى

By meromerom

415K 8.1K 263

الكاتبه مروه ممدوح بدأ الأمر كانتقام .. خطفها ... اذلها جمع كل المتناقضات القسوه و الحنان .. الكره و الحب حول... More

١
٢
٣
٤
٥
٦
٧
٩
١٠
١١
١٢
١٣
١٤
١٥
١٦
١٧
١٨ و الاخير

٨

23.9K 458 16
By meromerom

مهما قابلت و مهما عرفت في الحياة
في دايما واحد بس بيدي للعيش معناه
ممكن يكون سبب جرحك و كمان دواه
مش مهم لو اتوجعت .. مش مهم لو اتجرحت
المهم تبقى معاااه
شايفك و سامعك .. لامسك و حاضنك ..
و هو ده سر الحياااة

استقبلها عبدالله بعينين تعلقتا بعينيها الخضراوان اللتان امتلئتا بمشاعر لم يتبينها جيدا .. و رغم أن عينيها ترقرقتا بالدموع إلا أنها كانت ثابتة بقوة و كأنها تريد أن تثبت له أنها لن تسمح للضعف أن يعتريها و خاصة أمامه
ارتجف قلبه لملمس يديها الباردتين ؛ و أخذ ينبض كالمجنون حتى خيل إليه أن تلك النبضات ستكشف أمره و لم يتمالك نفسه فهمس في أذنيها بصوت عميق مثير : ريناد .. انتي النهاردة زي
القمر .. لا زي القمر إيه .. أجمل من القمر .
ارتجفت لهمسته التي دغدغت كيانها ؛ و خفق قلبها من جديد ؛ كما خفق له في المرة الأولى التي قابلته فيها .
ازدردت لعابها في ارتباك : ميرسي .
كل ماكان منه في
و مرت ليلة زفافهما كالحلم حتى نسي أنه أجبرها على الزواج ؛ و نسيت هي أيضا كل ماكان منه في حقها .. كانت تلك ليلة عرسها على من خفق له قلبها
و هو أيضاً لم يصظق ان هذا الملاك صار له ؛ و كانت تلك الليلة جميله كمل حلم ان تكون ؛بل اجمل ربما
شعرت ريناد بأن تلك الساعات القليلة كان فيها عبدالله بشخصه الحقيقي ..الجانب الخير منه .. تلك هي شخصيته التي خفق لها قلبها .. ليست الشخصية الأخرى التي تكرهها .. لما تحملها من
حقد و غضب و رغبة في الإنتقام حتى لو كان من أبرياء ليس لهم أي ذنب .
ابتسمت في خجل لإعجابه الذى لم يستطتع أن يداريه ؛ لمسات حانية أثناء مراقصتها ؛ حنان غمرها به ربما لا يدري حتى أنه يمتلكه ؛ شعرت أنها كانت على صواب عندما اكتشفت بفراستها ؛ أو ربما بقلبها أنه يظهر عكس ما يبطن ؛ تعلقت بعينيه السوداوين و ما يقطن فيهما من جاذبية مهلكة ؛ إنه أوسم رجل وقعت عليه عينيها ؛ رغم أنه أذاها و بشدة إلا أنها كانت تشعر أنه ضحية مثلها ؛ تفهمت قضيته جيدا ؛ كانت تعلم انه مجني عليه مثلها ؛ فأبيها جرحه بعمق و تسبب في شقاء ربما لن ينساه بداً
أيقنت بغريزتها الأنثوية أنه معجب بها و بشدة رغم انه و ربما يبدو كما لو أنه يعاند ما يشعر به حقا هو في حاجة إليها ليستعيد به نفسه التي فقدها منذ أعوام مع خسارته لأخته و بعدها أمه . أخذت عهدا على نفسها أن تنقب عن عبدالله الحقيقي ؛ عبدالله قبل بضعة أعوام .
فتح باب الجناح الخاص بهما و همس : اتفضلي .
دلفت ريناد للغرفة و بدأت تشعر بالتوتر و الإرتباك ؛ ففي غمار ما حدث معها و الأيام السابقة ما الذي سوف تفعله بعد أن تضمهما غرفة واحدة المشحونة بمشاعر شتى لم تفكر حقا .
رن جرس الهاتف الخاص به ابتعد بضع خطوات عنها و انشغل بالهاتف للحظات ؛ اغتنمتها هي في الإبتعاد عنه لتقف أمام نافذة تشغل مساحة واسعة من أحد الجدران و تطل على النيل بمنظر يخلب
الألباب .
شعرت باقترابه منها .. و غمر عطره أنفها فأدار عقلها ؛ ارتجفت فى توتر عندما صار على مسافة خطوة واحدة منها .
همس بالقرب من أذنها : منظر النيل من هنا .. تحفة .. منظر يهدي الأعصاب .

حتى وصل الحد الأقصى فعاودها الإرتجاف لا إراديا
أحذ مؤشر التوتر و القلق يعلوان تدريجيا .
و لأنه شديد القرب شعر برعشتها فلمس بيديه ذراعيها و تساءل في اهتمام : انتي بردانه .. أقفل الشباك .
غمغمت بصوت مرتعش من أثر لمساته : أيوه .. أنا بردانه .
مد ذراعيه ليغلق النافذة فصارت أسيرة أحضانه .. و احتضنها حاولت الهرب إلا أنه أحكم إغلق ذراعيه حولها مانعاً إيها من الهروب حاولت التملص من ذراعيه التي تطوقانها بشدة : سيبني أرجوك .
عبدالله : انتي عروستي .. بقيتي مراتي خلاص .
أخفضت رأسها : إنت مبتحبنيش .. مينفعش .. مينفعش يحصل كده و انت بتكرهني .
.
ضحك عبدالله: أنا دلوقتى ما بكرهكيش أبدا
ريناد : بس كمان مبتحبنيش .. عبدالله من فضلك .. أنا .. مينفعش .. مقدرش .
أدارها لتواجهه و رفع ذقنها لتواجهه و نظر في عمق عينيها الخضراوتين و بهمس حميم : دلوقتي
انتي مراتي و بتاعتي .. انسي أي حاجة تانية .. و انا كمان هنسى .
اقترب أكثر و أحنى رأسه و قبلها ؛ تركها مسلوبة الإرادة ؛ خافقة القلب ؛ مخطوفة الأنفاس .. و لكن .. أيقن بعدها أنه لم يعد ذلك المنتقم الذي أعماه الحقد و الغضب و جعله يؤذيها بأبشع الطرق .. لم يعد كذلك أبدا .
.....
استيقظ قبلها ؛ و نظر لوجهها الملائكي ؛ و ابتسم ؛ نسى من تكون و من أبيها ؛ و ماذا فعل به والدها و ماذا فعل هو بها ؟!
تذكر فقط وجودها بقربه .. و أنها زوجته .. نبضات قلبه المتسارعة ذكرته و عينيه اللتان تتعلقان بها كما لو أنها مغناطيس يجذبه ذكرته أن الأمس مضى و ولى وأن اليوم شيء آخر
تنهد بصوت مسموع ؛ فتململت في فراشها و نادته كأنها تحلم به .
و ابتسم هو أيضا راقب ملامحها التي زادتها الإبتسامة إشراقا .
اختفت الإبتسامة عندما بدات ملامحها تتغير .. بدا و كأنها ترى ما يخيفها و بدأت تتحرك بعصبية
هزها ليوقظها : ريناد .. ريناد اصحي .
صرخت : لأ ..لأ .. عبدالله .. لأ .
انتفضت مذعورة و دموعها تسيل على وجنتيها.
اقترب منها ليحتضنها ليطمئنها ؛ فابتعدت و في عينيها خوف منه .
عبدالله : ده كابوس يا ريناد .. متخافيش .
هتفت وسط دموعها : لأ مكنش كابوس .. كان واقع أنا عشته .. بس المرادي عينيه شافتك معاهم و مكنتش متغمية زي ما كنت .
شعر و كأنه غرق في بحر من الندم .. أشعرته كلماتها بكم الخطايا التي يحملها .. حاول أن يبرر لنفسه .. هو أيضا ضحية و أخته ضحية
و رأت
بدأت ريناد تهدأ تدريجيا و رأت الصراع الذي يعتمل في نفسه ؛ و ذكرت نفسها بأنها تحبه و أنها قررت أن تكون قوية لتعيدة إلى سابق عهده .
ابتسمت له : أنا آسفه يا عبدالله .. نسيت اننا المفروض ننسى .
حاول الإبتسام و إضفى على صوته بعض المرح المصطنع : ايه .. مش جعانه ولا إيه .
_ جعانة جدااا .
_ تمام .. هطلب room service
و بعد الإفطار همس لها : أنا لسه جعان على فكرة .
فوجئت بنظراته التي تلتهمها و غمغم : انا مش عارف انتى عملتى فيا ايه
احمرت وجنتاها تحت تأثير نظراته المتفحصة .. لا تدري ماذا فعل بها
هي أيضا .. تذكر نفسها دوما
أنها حمقاء .. نعم حمقاء .. كيف استسلمت له بتلك السرعة .. كيف نسيت كل ما فعله معها .. كيف سمحت لنفسها بأن تحبه بهذا القدر .. كيف ؟!
خفق قلبها عندما امتدت ذراعاه لتطوقانها .. ابتسم لها في حب .. فكرت كيف يكون شخص رائع عندما ينسى من هي .. و
لمس ايديها .. وهمس : ريناد ..
بدأت ريناد تشعر بالألم يكتنفها .. و بدأت ملامح وجهها تنبئ بالألم الذي تعانيه .
تساءل بقلق : ريناد .. مالك؟! .. في إيه ؟!
هتفت : اااااه .. عبدالله .. أنا تعبانه أوي .. فين الحقن ؟!
نظر لها فى بلهة و ذعر : ريناد .. أنا .. أنا .
صرخت : إلحقنييييييييييييييي .. همووووت .
بخطى متعثرة توجهت للحقيبة التي تحتوي على جرعات المخدر و ناولته إحداها .
أمسك الحقنة و عيونه لا تفارقانها .. تتمزق نفسه كما تتمزق هي .. شعر بالألم يغمره و مشاعر شتى تتصارع بداخله و ....
**********************
جلست ميرنا في غرفتها تبكي في صمت .. أول مرة تشعر بذلك الوجع الذي يمزق القلب دون رحمة .
أخرجت صورة تحتفظ بها في إحدي كتبها الدراسية ؛ تم إلتقاطها في إحدى الحفلات التي جمعتها معه .. و عاودها البكاء من جديد .
طرق أحدهم باب غرفتها فمسحت دموعها في سرعة و خبأت الصورة تحت وسادتها و هتفت :
ادخل .
دخل مروان الحجرة و هتف في مرح : الجميل منزلش يفطر معانا ليه .
و تساءل في قلق : إيه ده ؟! انت لسه في السرير ليه .. مفيش جامعة النهاردة ولا أيه ؟!
_ أنا .. تعبانة شوية مش هقدر أروح النهاردة .
اقترب منها : تعبانه مالك يعني ؟! .. أجيبلك دكتور .. كمان مرضيتيش تيجي معايا الفرح بتاع إمبارح عشان تعبانه .. مالك يا ميرو .
أشاحت بوجهها حتى لا يرى الدموع المترقرقة في عينيها إلا انه لاحظها و هتف في ذعر : و كمان بتعيطي يا ميرنا .. لا بقى انتي لازم تقوليلي في إيه ؟!
جلس على حافة سريرها و قال : يلا .. أنا عايزك تحكيلي على كل حاجة و بالتفصيييل .
هزت رأسها : مفيش يا مروان .. اتفضل إنت عشان متتأخرش على شغلك .
هتف في إصرار : مش هسيبك غير ما تقوليلي إيه اللي مضايقك .. و بلاش جامعة النهاردة .
ابتسمت في حب : مش عايزة أعطلك عن شغلك ..
أضافت في خبث : ولا عن شغلك الخاص ؟!
نظر لها في تساؤل فتابعت : إنت عايز سلمى تطب علينا .. دي ممكن تخنقني لو قعدت معايا النهاردة و مروحتلهاش .
ابتسم في حب و همس : سلمى . شرد قليل
فهتفت :هيييييييييييييييييح .
قهقه في سعادة : ااه يا نصابة .. انتي عايزاني أنسى .. لاااا .. انسي .
تابع في مرح و أصته تضحك معه : هي مش هتقتلك ولا حاجة .. هي هتلقيها طابة علينا حاالاً ..
عشان تتأكد إني في البيت مش مع حد كده ولا كده .. دي مجنونة و تعملها .. متعرفيش بتبقى عاملة إزاي و احنا في الجامعة لو بنت كلمتني بطريقة معجبتهاش .. دا انا مانعها من كام جريمة لحد دلوقتي .
قهقهت ميرنا في مرح : بس متنكرش انه على قلبك زي العسل .
تنهد في عمق : عسل .. عسل إيه .. دي حاجة كدة لسه متوصفتش .
_ يا حبيبي يا مروان .. ربنا يسعدكوا يا رب .
هتف : ربنا يرزقك بمجنون زيي يطلع عينك انتي كمان بحاجة لسه متوصفتش .
غابت البسمة عن وجهها فتساءل : أو .. يمكن رزقك و أنا معرفش .
لاحظ طرف صورة تحت وسادتها و غمغم : احكيلي يا ميرنا .. انتي حبيتي صح .
فغمرته السعادة
أومأت برأسها إيجابا : أمال إيه بقى .. إيه اللي مزعلك .. قابليني بيه بس و أنا أعرفه إزاي يزعل برنسيس ميرو
همست : هو مزعلنيش .. هو مش حاسس بيا أصلاً  .. و كمان .. كمان ..
قاطعها : كمان إيه ؟!
ارتمت في أحضان أخيها باكية : اتجوز .. اتجوز يا مروان .
هدهدها و همس : انتي عبيطة على فكرة .. و هو كمان عبيط .. هو عبيط على فكرة ..حد يبقى
قدامه القمر ده لل واييه بيحبه و ما يتنيلش هو كمان ..ده أكيد أعمى.
ابتسمت وسط دموعها: متقولش عليه كده لو سمحت .. عبدالله مش غلطان ..هو ميعرفش اني بحبه
أصلا .
قال في مرح: نعم نعم ..ايه بتحبيه دي ..اتحشمي يا بنت ..هو في أخت تقول لاخوها ..بحب و الكلم الفارغ ده ..ايييييه فين أيام وأد البنات .
ضربته على ذراعه و قالت: تصدق اني غلطانه اني بتكلم معاك أصلاً ..اتفضل روح لست سلمى بتاعتك ..تصدق اللي بتعمله فيك حلال ..و أنا هبقى أقولها على حكاية وأد البنات دي .
أشار بيديه في رفض: لا لا لا أرجوكي إلا سلمى .. دي فيها خصام أسبوع و أنا مقدرش .
ميرنا: ايوه كده اتعدل ..بركاتك يا ست سلمى .
_ سلمى دي حبيبة عمري ..مكنتش متخيل إني ممكن أحب حد كده ..أو أحب أصلاً ..انا كنت حالة ميؤوس منها .
تكلم بجدية: بصي بقى ..الحب ده حاجة حلوة جدا ..و خاصة جدا ..و مش هتحسي بحلوته بجد غير لما تتحبي .. عشان الحب مش حب إلا و هو متبادل ..ساعتها بس هتحسى باللي عمرك ما كنتي تتخيلي إنك تحسي بيه ..و لحد ما ده يحصل تأكدي ان اللي محسش بيكي ده هو الخسران
وقف و جذبها لتقف أيضاً و سقطت الصورة لتستقر تحت أقدامه انحنى ليلتقطها و اتسعت عيناه في ذهول : إيه ده يا ميرنا، انتي جبتي صورة عبدالله منين ..
سكت قليل و هو يطالع وجهها الذي احمر في ارتباك و غمغم: هو ....
و هتف في تفهم: يا خبر يا ميرنا ..دا العريس اللي كنت في فرحه إمبارح .
تساءلت: إنت تعرفه؟
_انا معرفوش شخصيا ..دي مراته صاحبة سلمى الوحيدة تقريبا ..انتي تعرفيه منين؟ ..ده رجل أعمال ..شفتيه امتى و حبتيه إزاي .
_ده بييجي هنا ..مش كتير بس بيشتغل مع بابي .
مط شفتيه في استغراب: عمري ما شفته .
ثم تابع: المهم ..ميرنا يا حبيبتي .. اوعديني تنسي الموضوع ده ..اولاً انتي لسه يدوب ١٩ سنة ..
ثانيا يا حبيبة قلبي اللي ما يقعش على بوزه و يجري وراكي عشان بس تحني عليه بنظرة ما يستاهلش تفكري فيه
أصلاً ..هاا خلاص هنبطل تفكير في الموضوع ده؟
ابتسمت: هحاول .
_بجد؟؟
_بجد.
نظر لساعته و شهق في ذعر مصطنع: هااااا ..يا خبر ..دا انا اتأخرت جدا و سلمى هتطين عيشتي .
_ههههههه ..أحبك و انت مسيطر كده يا أخويا ..سي السيد صحيح.
ضحك: لا متقلقيش عليا ..دا انا مسيطر سيطرة .
ميرنا: روح بسرعة بقى .. إلا سلمى كمان مزة و ممكن تكون بتتعاكس دلوقتي .
فكر: تصدقي عندك حق ..دا انا كنت.. صورت قتيل .
_يااا ربي ..تصدق ان انتوا الاتنين مجانين ..صبرني يا رب لحد ما افرح فيهم و اجوزهم قبل ما حد فيهم يتجنن رسمي
قبلها و هتف: سلام يا غلباويه .
.....
**************
أمسك عبدالله الحقنة و أخذ ينظر لها تارة و تارة أخرى إليها ؛ هاله ما رآه عليها من ألم ؛ عرف أنها تتعذب و لكنه لم يعلم أنها تتألم بهذا القدر ؛ دار صراع بداخله ؛ صراع بين عقله و قلبه .
قلبه : لا انا مقدرش اعمل كده .. انا مش مجرم .
عقله : ههههه .. وهو الإجرام انك تديهالها بأيدك بس ..
ما هى كانت بتاخدها بأوامر منك .. اديهالها يالا .. و ارحمها .
قلبه : لا مش ممكن .. انا كنت عايز أاذيها ايوه .. بس مش للدرجادى .. مش بأيدى .. مش هقدر اعمل كده .. انا كنت باخد منهم حقى .
عقله : المرادى غرضك مش الأذيه .. المرادى انت بتخلصها
من الألم اللى هى عايشاه .. يالا .. هى مش صعبانه عليك .. اديهالها بقى .
حاول عبدالله ان ينفذ أوامر عقله لكنه لم يستطع ؛ ألقى الحقنة و احتضنها بقوة عله يخفف عنها و لو قليل .
بدأت بالبكاء و انتفضت بشدة بين ذراعيه ؛ شعر بالألم الذى تعانيه يمزق قلبه ؛ نظرت إليه في توسل أن يخلصها مما تعانيه .
ريناد : عبدالله .. علشان خاطرى .. اديهالى انا تعبااااااانه .. مش قادره .
عبدالله في أسف : انا آسف مش قادر .. مش قادر اعمل كده .. آسف.
ريناد باكية : مش قادره استحمل .. طب والنبى .. اتصل على بابى .. خليه ييجى .. بسرعه ..
أرجووووك .
.... و...
دخل والد ريناد الجناح الخاص بهما و هو يبحث عنها في ذعر ...
أحمد : فى ايه يا عبدالله .. بنتي مالها .. هى كويسة ؟!
هرولت ريناد باتجاهه
ريناد : بابى .. إلحقنى .. انا همووت .. تعبانه قوى .
تفهم ما تعانيه و نظر له في دهشة و هو يتساءل لم تركها هكذا؟!

وبعد ان بدأت تهدأ ؛ نظر له أحمد في اتهام .. و جذبه بعيدا عنها و عند الباب و قبل أن يغادر ..
أحمد : حرام عليك .. ليه بتعمل فيها كده .. ليه عايز توجعها و تعذبها ليه .. انا قلتلك انا مستعد تعمل معايا اللى انت عايزه و ابعد عن بنتى .. بلاش تصفى حسابك معاها دى مالهاش ذنب .. ريناد
.. دى أرق مخلوق ممكن تقابله في حياتك .. خرجها برا انتقامك أرجوك .. انا غلطت .. بلاش انت كمان تغلط زيى .. و ترجع تندم بعدين .. وحياة أغلى حاجه عندك .. بلاش وحياتهم .. ورحمة
أغلى ناس عندك بنتى مش هتقدر تستحمل .. ارحمها .

دخل عليها ...

عبدالله : ريناد .. انت كويسه؟! .
ابتسمت : انا بقيت كويسه .. ميرسي .
حتى ابتسامتها كانت توجعه .. رقد على الفراش بالقرب منها و جذبها و أراح رأسها على صدره ؛
أخذ يداعب خصلات شعرها الحريريه حتى نامت ؛ فأخذ ينظر لملامحها الجميلة و شعور جديد
يغمر قلبه و تساءل " انتي عملتي فيا إيه .. انتي إزاي بقيتي غالية على قلبي أوي كده ؛ إزاي قدرتي
تغيري إحساسي و توجعي قلبي أوي كده .. ازاى ومن اول ما شفتك وانا حاسس ان مبقاش في اى حاجه عندى أهم .. حتى الخطط اللى قعدت أجهزها طول سنه كامله مبقتش تفرق .. رغم انى حاسس انى خاين لذكرى اختى .. بس معاكي .. ولما ببص في عنيكي .. و ملامحك البريئه دي بنسى كل حاجه .. قررت اعملها ..بنسى نفسي حتى .
تململت بعدم راحة فنظر إليها في قلق ؛ تابع القلق و الخوف الذان كانا على وجهها ؛ تمتمت
بكلمات غير مفهومة لم يميز منها سوى اسمه
'' عبدالله '' انتفضت مفزوعة ؛ احتضنها بشدة وقال : انا جنبك ما تخافيش .
دفنت وجهها في صدره و بكت ..
ريناد : انا آسفه .. بس الكابوس ده مرعب .. بنادى عليك ومش بتنجدنى .. مش بتأذينى اه بس كمان مش بتمنع عني الأذى .. انا خايفه قوى

قبل رأسها و قربها منه اكتر : خلاص .. الكابوس ده خلاص ومش هيتكرر تانى .. انا آسف .
تساءلت : انت ليه ما قدرتش تديلى الحقنه؟!
هرب من عينيها : انتى ما جوعتيش .. احنا مش هنتغدى بقى ولا ايه .
حاول النهوض إلا أنها استبقته " عبدالله .. جاوبني "
أعطاها ظهره لكي لا تفضحة مشاعرة التي تغمره : قلبى ما طاوعنيش .
ابتسمت وقالت : انا صح .. كان معايا حق .
و بدأ قلبها يخفق بشدة .. نعم أحبته .. فهما الإثنان أجن من بعضهما البعض .. فها هو يخفق قلبه
لابنة عدوه و ها هي تحب أكثر شخص آذاها .. و لكن كليهما لم يكن يدرى سبب هذا الجنون ..
لم يدرك كليهما أن الله مقلب القلوب .. هو من يكتب من يسكنها .. لا برغبته و لا بإرادتها .
...........
وبعد عدة أيام ...
عبدالله : عارفه انا نفسى ف ايه .
ريناد : ايه ؟!
عبدالله : نفسي نفضل كده على طـول .. مـش عـايز أشـوف حـد غيـرك .. مـش عـايز أحس بـأي حـد أو بأي حاجة غيرك إنتي .
ابتسمت و داعبت صدره بأصابعها : عارف بقى أنا نفسي في إيه ؟!
ـ إيه ؟!
ريناد : نفسي في حد شبهك .. ولد بقى ولا بنت مش مهم المهم يكون شبهك .
عبدالله : انا بحبك قوي ..انتى اخدتى قلبى كله و مبقاش فى مكان لحد تانى .
ابتسمت ريناد : و انا كمان بحبك قوى و نفسى فى ولد يشبهلك .
.... و فى عز سعادتها بدأت تشعر بالألم .. شعر بها و ..
هزها : ريناد .. اصحى .. ده حلم .. اصحى .
فتحت ريناد عينيها فرأى الدموع المترقرقة فيهما.
ريناد : بس ده كان حلم حلو أوى .
عبدالله : انت كويسه ؟!
كانت في أمان ذراعيه ..
ريناد : انا كويسه ..
صمتت قليل : عبدالله .. ممكن اطلب منك طلب .
ابتسم : طبعا .
ثم قالت ريناد : أنا عايزاك تخطفني من تاني .
ترى ما الذي تقصده ؟! و لماذا تريده أن يختطفها من جديد ؟!
و الأهم من ذلك .. هل سيستجيب لها ؟!

Continue Reading

You'll Also Like

12.6K 517 23
آسف صغيرتي أعلم أنني جرحتكِ أعلم أنني أذيتكِ ولكن صدقيني لم يكن بيدي أنا أعترف ب غلطتي ولكني اعترف ايضا باني لست نادما فأن عاد بي الزمان لفعلتها ثاني...
21.7K 700 25
And then , you became my little shining star ~ قصص قصيرة لهيونجين مع باقي أعضاء سترايكيدز! - Hwang Hyunjin - Stray kids members . = HYUNJINXSKZ - ع...
188K 4.1K 12
يولد دائما وجع اكبر عند نحاول اخفاء اوجاعنا عن اقرب الناس.. "نور" بطلة قصتنا هذا اليوم تعيش حياتها مع الماضي لا تستطيع الخروج منه... لكن اللعاب القدر...
29.8K 3K 14
مَن أنت؟ - - كتِبت؛١٨/يوليُو/٢٠١٩ تمَّت؛٨/أغسطُس/٢٠١٩.