Little Bad Girl

Von BassantRafik

44.7K 4.5K 6.2K

ما حِكايَتي أمام عيَنَيك..؟ كُلما رأيتهما أغرَق وتهرب الكلمات مِن بَين شفتاي. أسمَعُ صَوت نبضي حينما أكون مَ... Mehr

المُقدمة. ✔
Chapter 1. ✔
Chapter 2. ✔
Chapter 3. ✔
Chapter 4. ✔
Chapter 6. ✔
Chapter 7. ✔
Chapter 8. ✔
Chapter 9.✔
Chapter 10. ✔
Chapter 11.✔
Chapter 12.✔
Chapter 13.✔
Chapter 14.✔
Chapter 15.✔
Chapter 16.✔
Chapter 17.✔
Chapter 18.✔
Chapter 19.✔
Chapter 20.✔
Chapter 21.✔
Chapter 22.✔
Chapter 23.✔
Chapter 24.✔
R.I.P Johanna
Chapter 25.✔
Chapter 26.✔
Chapter 27.✔
Chapter 28.✔
Note
Chapter 29.✔
Chapter 30.✔
Chapter 31.✔
Chapter 32.✔
Chapter 33.✔
Chapter 34.✔
Chapter 35.✔
Chapter 36.✔
Chapter 37.
Chapter 38.✔
Chapter 39.✔
Chapter 40 - النهاية.✔
Bella / My birthday
Little Bad Girl 2

Chapter 5. ✔

1.5K 167 72
Von BassantRafik

بعد أن أخذت حمّامي الصباحي المُعتاد، توجهتُ للأسفل لأتفقّد أحوال تِلك الـ كلاوديا التي لم أري طيفها منذُ ان إستيقظت.. ولم أسمع لها صوتاً، بل والأكثر غرابة.. لم تُحضِرُ لي فطوري أو تأتي لتسألني ما إن كُنتُ أُريدُ شيئاً!

وجدتها تقفُ أمام التلفاز، حيثُ أن ظهرها يُقابِلُني، وتقفُ بثباتٍ تام.. إقتربت منها بهدوء، وقبل أن اُهيِّء نفسي لأتحدّث.. وجدتها تقول:

"أحبكِ عزيزتي، وداعاً"

إنتقلَت عيناي إلي يدها التي علي أذنها، فوجدتها تُمسِكُ بالهاتف لِأُدرِكُ بأنها لا تُحدِّثُني أنا، تركتها تنتهي من مكالمتها وذهبت للمطبخ لأُخرِجُ قنينة ماء من الثلاجة وأشرب.. فوجدتُ كلاوديا تتبعني.

"كُنتُ أُحدِّثُ صديقتي."

"لم أسأل بالأصل، بالإضافة إلي أنني لا أهتم.." أغلقتُ الثلاجة ونظرتُ إليها فرأيت وجنتيها تحترِقان بينما تنظُرُ إليّ بصدمة، أجل لقد قُمتُ تواً بإحراجها..

تركَت بُقعتها بَعد مُدّة لتبتعِد وتتجه نحو إحدي الغُرَف، غُرفة والدتي! وجدتُ نفسي أتبعُها بينما أستشيطُ غضباً.

"ماذا تفعلين يا أنتِ؟" صِحتُ عليها بغضب لأقتحِم الغُرفة بأنفاسٍ هائِجة، وإلتفتت لي بصدمة بعد أن كانَت تكنس الأرضيّة.

"أكنس؟" أشاحت بنظرها بعيداً حيثُ تابعت ما كانت تفعله قبل دخولي، تنهّدت لأستدير في طريقي لإبتعاد عن الغُرفة.. وأوقفني سؤالها.

"فقط أخبريني لماذا تُعاملينني بهذه الطريقة؟ وماذا تريدين مني أن أفعل؟."

إستدرتُ إليها ولم أنبس ببنتِ شفة، بعد ثوانٍ رفعتُ كتفاي بِلا معني بينما أقول "أنا لا أثِق في الناس بتلك السُرعة، كذلك لا أُحِبُ فكرة وجودكِ هنا لتعتني بي وإلخ.. أنا راشِدة، فلا تتعاملي معي علي هذا النحو حسناً؟"

"ح- حسناً.." حدّقت بي، حتي رحلتْ ذاهبةً بإتجاه هاتفي الذي أصدر رَنيناً صاخِباً مُنُبعِثٌ مِن غُرفتي.

"هل أُعِدُ لَكِ الفطور؟" سألتني وهي تأتي خلفي لأستدِر بحزم قائلة "لا تتبعينني!"

"وأجل أنا جائِعة.." أومأتُ إليها بينما أدخُل غُرفتي، لألتقِط هاتفي بِسُرعة بينما أُغلِقُ الباب خلفي وأبتسِم فور أن سَمِعت صوت جاك..

"كيف حالُكِ أيتُها المُزعِجة؟."

"أنت المُزعِج هنا!" علّقت بينما أُقهقِه ليأتِني ردّه المُتضجِّر "حسناً.." سَمِعتُ بوق السياراتِ حَولهُ فتيقّنتُ بأنهُ في الشارِع.

"حسناً! ما الذي أردت قَولُه؟" عقدتُ حاجباي بخفّة بينما أُحاوِلُ توقُّع أمر جيّد.

"لا أتذكّر في الحقيقة."

"حقاً؟ إغلق جاك وإلا قتلتُك!" 

"اللعنة عليكِ! تذكّرت.. نُريدُ قضاء بعض الوقت في منزل أحدنا الليلة."

"ماذا عن منزلنا نحن؟ أعني وما فائدته؟" إستلقيت علي السريرُ وعبثتُ بشعري بملل.

".. سنأتي إليكِ."

"ما هذا، هل تجاهلت سؤالي للتو؟" تذمّرت لأستمِع لصوتٍ يَصدُر من هاتف جاك "جاك، اعطِني مفاتيح السيارة هيا؟"

ذلك الصوت.. يا إلهي، لماذا نايل برفقته؟ أعني تباً هل سيأتي؟ رَدَّ جاك "إنتظِر نايل.." ليُوَجِّه حديثهُ إليّ، بينما أنا كُنتُ شارِدة في أفكاري.. "إذاً حُسِم الأمر سنأتي إليكِ.. هل أنتِ وحدكِ بالمنزِل؟"

"نعم، ما الذي تُفكِّرُ بِه؟" سخرت لِأُطلِق ضحكة صاخِبة مُتجاهِلة الكَم الرهيب من التوتُّر الذي شعرت به حين سمعت صوتهُ-نايل، إذاً ماذا سيحدُث لو رأيته؟ وفي منزلي..!

"هل إنتهيتِ من الضَحِك؟ لأننا سنأتي في الحال.."

أطلقتُ تنهيدة قويّة لأتحدّث "حسناً، سأنام قليلاً.."

"إياكِ أن تفعلي! أعلم أنكِ لن تستيقظي قبل الشروق" تهكّم جاك لأقُل "لا تقلق، هُناك خادِمة" وأغلقت هاتفي حين سمعتهُ يتمتم بـ حسناً ويُنهي المُكالمة، رميتهُ علي السرير بجانبي لأبتسِم بخفّة لمعرفة بأنهُ قادِم، ثُم لَمَحتُ طَيفاً عقب الباب لتتلاشي إبتسامتي الطَفيفة وأضُم حاجباي معاً بغرابة... كلاوديا؟
إختفي ذلك الطَيف لترحل صاحبتهُ بعيداً.

نهضت سريعاً وفي داخلي براكين الغضب تكاد تنصهِر، خرجتُ مِن الغُرفة لألتفِت يميناً ويساراً فلم أجدها، لَمَحتُ طيفها مجدداً نحو القَبو، لأنزِل الدرج سريعاً بينما أتوعّدها في سِرّي تلك المُتصنِّتَة.

وقفتُ حين توقَّفَت هي عن التقدُّم، وبدأتُ أقترِبُ منها بِبُطء.. ثُم تحدّثت بِهدوء بينما أُرسِلُ لَها النظرات الماكِرة "تُري ماذا كُنتِ تفعلين خلف باب غرفتي، كلاوديا؟"

إنتظرتها بصبرٍ بينما تنتهي من تجميعِ شتات نفسها التي تبعثرت للتو وبدأتُ أشعُر بإرتجافها، حتي إلتفّت إليّ لتواجهني.. وتقول بتلعثُم "لم -أفعل."

إزدادت نظراتي عُنفاً بينما أُثَبِّتُها علي مُقلتيها، فلم تستطِع أن تُشيح بنظرها بينما أشعُرُ بإضطِرابِ أنفاسها.. قطعتُ ذَلِك الهدوء المُريب بقولي بحِدّة "حسناً.. ماذا تفعلين في القَبو إذاً؟ أم أنّكِ لا تقفين خلفه أيضاً؟" تهكّمتُ لتتجمّد نظراتها بينما تَقول بالنبرةِ المُبَعثَرَة ذاتها "أنا.. راحِلة."

وذهبت من أمامي، فإلتففتُ لِأُشاهدها ترحَل وأعقِدُ ذراعاي أسفل صدري بينما أرفعُ إحدي حاجباي وأبتسِم بِسُخرية، حسناً كلاوديا.. لقد حصلتِ علي إهتمامي، سأكتشِفُ سِرّكِ ولن تسلمي مِني...

>>>>>>>>>>>>>>>

"مَن الكاذِبة الصَغيرة التي قالت لجاك بأنها ستنام؟" تمتمتُ بنبرةٍ غنائيّة ريثما أنتهي مِن ضَبطِ ملابسي علي جَسَدي، وتطلعّتُ في المرآة لأجِد أن مظهري يبدو رائعاً.. والملابس التي تواكِبُ الموضة أعطتني مظهراً مُفعماً بالحياة، كان عليّ التسوُّق مُنذُ زَمَن.

حقاً أردتُ النَوم ولَكِن مَن ينام وشخصٌ غريبٌ لا يعرف عنهُ شيئاً علي وشكِ الوصول إلي منزله؟ 

لا أنكِرُ أن فِكرة قدوم نايل أربَكَتني قليلاً، أو كثيراً..؟ ذلك الشخصُ غامِضٌ بطريقةٍ تُثيرُ إهتمامي.. تَنجَرِفُ مشاعري نحوهُ بِغرابة!

سَمِعتُ بوق سيارةٍ من الشارع، فقادَتني قدماي نحو الشُرفة لأتفحّصُ السيارات المصفوفة أمام المنزِل إحتساباً لِكَون سيارة أحد الرِفاق واحدة منهم.. ولكن لم أجد شيئاً، هل تأخّروا أم أنني فقط مُتحمِّسة بشكلٍ مُبالغ بِه؟
تأفأفت بإنزعاج وقبل أن أشُقُ طريقي في الرحيل.. لَفَت نظري شابٌ طويلٌ ذو وشومٍ كثيرة علي طولِ ذراعيه وشعرهُ الأخصر يتماشَي مع الشجرة التي يستنِدُ عليها ببرود.

أليس هذا الفتي معنا بالجامعة؟ وجدتُ إجابةً لسؤالي برؤية أصدقاءه يجتمِعون حولهُ، تِلك الجَماعة السخيفة! جماعة تشارلي المُتسلِّطة.

إلي الآن واقِفة بمكاني أُشاهِده مُترقِّبة الحَدَث الرَهيب الجَديد الذي ينوي فعله، فهُم لا يجتمِعون إلا عِند حدوث المصائب، رُبما مِثلي أنا واصدقائي! ولكن لا نحنُ لسنا بتلك الفظاعة..

جيِّد.. أري تشارلي يقترِب من الفتاة التي كان يُحدِّثُها مُنذُ قليل، سَيُقبِّلُها رُبما؟

قامَت بإغلاقِ عينيها تَزامُناً مع وضع يدهُ علي مؤخرة رقبتها لدفع وجهها إليه، مُستعِدِّين للقُبلة، فتراجَع هو إلي الخلف ليبتعِد عنها تاركاً إياها تترقّبُ اللحظة التي ستتلامسُ فيها شفتيهما وإبتسامة ساخِرة طَغَت علي شفتيه ليضحك الجميع.

تباً، أشعُرُ بالسوء نحوها! إلهي.. هذا مُحرِج، لم أُخطِئ حين وصفتهُم بالحمقي السُخفاء.

رغبتُ برؤية ردّة فعلها، ولكن صوتٌ قويٌّ بالخارِج جعلني ألتفّ مُنتفِضة..

هل كلاوديا أوقعت شيئاً؟

تجاهلت الأمر وتوجّهت نحو أحد الأدراج لِأُخرِجُ عِطري وأضع القليل منه، وسمعتُ صوت صُراخ كلاوديا آتٍ من الأسفل!

سُرعان ما خرجتُ مِن غُرفتي باحثةً عنها وكُل ما أسمعهُ هو صَوتُ حِذائي يَطرُقُ السلالم الرُخاميّة.. قُطِعَت الكهرباء فجأةً لأشعُر بقلبي يَدُقُ بِعُنفٍ شديد.
"ك- كلاوديا؟" صِحت بينما أتمالكُ أعصابي لِأُكمِلُ طَريقي للأسفل.

أكملتُ البحث عنها رغم أنني لا أري شيئاً.
"كلاوديا، هل أنتِ هُنا؟" ناديتُ في الأرجاء بينما أشعُرُ بأن قدمي لم تَعُد قادِرة علي حملي.

"كلاوديا، هل تسمعينني؟" لم تُجِب كما توقّعت، قلبي يكاد يخرُج من قفصي الصدريّ لسرعة خفقانه بينما ألتفُّ حول نفسي بلا جدوي.

تسلل الضوءُ الي المنزل مجدداً، هل كان انقطاع للكهرباء أم ماذا؟

صرختُ بِفزع حين رأيت جيمس أمامي يضحكُ بِلا توقُّف..
"عليكِ ان تنتبهي في المره القادمه لأنكِ لمستِ ق-..." بتلعثُمٍ قال چيمس المُنحَرِف لتتصاعد الدِماء الي وجنتاي بينما أُقاطِعهُ "تباً لك لا تُكمِلها!"

نظرتُ حَولي ووجدت باقي الرفاق ومعهم كلاوديا، كان مقلباً سخيفاً..

"أكرهكُم!" قلتها لهم وأخذوا فقط يضحكون أكثر! تفحّصتهم بعناية والغريب في الأمر.. أنهُ لم يَكُن هُنا؟ ما اللعنة! إنطفء حماسي رويداً رويداً بينما أُشاهِدهُم يتوجّهون إلي غُرفة إستقبال الضيوف بقيادة كلاوديا وهو ليس من بينهم، ولكن علي أي حال هُم يتصرّفون بأدب هه!

صعدتُ إلي غُرفتي لإحضارِ عُلبة السجائر.. وقبل أن تمتَد يَدي لِأُمسِك بالمِقبض سَمِعتُ صوت كسر شيءٍ ما بالداخل!

دفعت الباب الذي كان مفتوحاً بالفِعل، فوجدتُ نايل بالداخل ويجثو علي رُكبتيه ليُحضِر ما بعثره! إبتسمتُ بخفّة.. هو قد أتي!

تذكّرت الشيء الذي تسبب في كسرِه للتو، فتحمحمت لِأُزيد حِدّة نبرتي بينما أصيح بغضبٍ مُفتعَل "أنتَ في غُرفتي مِن دونِ إذن؟ ما هذه الوقاحة!"

"ما الذي فعلته؟" شهقت بينما أقترِب أكثر وأري شظايا الزُجاج المُتناثِرة.. فإنتقلت عيناي إليه لينهض ويستقيم أمامي بينما يرسِمُ إبتسامةً خجولةً علي شفتيه مُردِفاً بِتوتًّرٍ لَطيف "أنا آسِف.. أنا-"

"أنت فقط مُتطفِّل.." تعالَت نبرتي لأتخطّاه وأبدأ بجمع الشظايا بين يداي بِسُرعة.
"دَعيني أُساعِدُكِ لتتخلّصي من هذا.." عَرَض بينما يجثو علي رُكبتيه بجانبي فرفضت بحزم بينما أُتابِعُ ما أفعل.

أستطيع أن أشعُر بتحديقه الطويل بي، مما أصابني بالخجل وتوتّرت أطراف أصابعي في جَمعِ الشظايا..

"هل كان مؤلِماً؟" سألني بهدوء ولم يُحَوِّل عينيه عني.

"لا، لم أتأذّي!" جاوبتُ رافعةً كتفاي ببساطة علي حسب فِهمي لهذا السؤال الغريب، ولكنهُ أطلَق ضحكةً ذات رنينٍ مُميّز بينما يقول "لا، لم أكُن أتحدّث عن الزُجاج!"

إستدرتُ إليه لأتوقّف عن جمع الزجاج، وتتلاقَي أعيُننا ويبدأ التحديق الطَويل.. مُنتظِرةً مِنهُ التَوضيح، أو رُبما إغتنمتُ الفُرصة للتحديق بملامحه الفاتِنة.

"قصدتُ سقوطكِ عن طريقِ الخطأ مِن السماء.." قال بهدوءٍ أسَرَني، نهض ورحل.. ولكن ليت كلماته رحلت معه، ظلّت تتردَّدُ في أُذُناي، تاركاً ثغرة الحيرة والصدمة تَبتلِعُني، ولأوّلِ مرة أكونُ مُبعثَرَة لهذا الحَد. 

" هيا سيل! ماذا تفعلين عِندَكِ؟" سَمِعتُ صَوت زين يقترِب منّي ورأيت طيفه يقترب كذلك، فأدركتُ أنني لازِلتُ أُحَدِّق بالباب الذي خرج مِنُه 'مُبَعثِري'
إبتسمتُ بِسُخرية لأضع فُتات الزُجاج في سلّة النفايات، وأضعُ الصورة التي كُسِر إطارُها علي المكتب، لقد كانت صورةً عائليّة.. والدي علي الجانِب الأيسر ووالدتي علي الجانِب الأيمن، وأنا بالمُنتصِف وكلتا ذراعيهما مُلتفّتان حولي، أتذكّرُ متي إلتقطناها.. مُنذُ عشرة سنوات، فقد كانت تِلك آخر مرّة أشعُرُ بوجودهما معي.

"سيليــنا؟" عاوَد زين مُناداتي بنبرةٍ حادة، فنظرتُ نحو الباب لأجده يستنِدُ عليه ويُحدِّقُ بي بملل.

"قادِمة!" تنهّدتُ في إستسلام ليرحَل هو، أما أنا فَعُدتُ أتأمّلُ الصورة ..ولم أشعُر بِتجمُّع الدُموع في مُقلتاي قبل أن تُحرِقُني.

أطلقتُ ضحكاتٍ صاخبةً حين شعرتُ بيدَين زين تلتفّانِ حولي ليحمِلني قائلاً بضجر "ألم اقُل هيا؟" وأخذني لخارج الغُرفة بالإكراه.

<<<<<<<<<<<<<<

"إحضِري الجعة، الفيلمُ مُقرِف.." قال چيمس إلي كلاوديا.
"لا تُحضري شيئاً، لا أُريدُ لمَنزِلي المُحترم أن يتسخ!" وجّهتُ كلامي إليها بحدّة، ونظر لي الجميعُ بصدمة.

"لن تجعلينها تُحضِرُ الجعة؟" رفع جيمس إحدي حاجبيه، وتابَع الرِفاق ردّة فِعلي بترقُّب.

"لماذا تُحدِّقون بي هكذا؟ إن ما قُلتَهُ يُدعي 'مزاح' إبحثوا عنهُ في شبكة الإنترنت!" قلبتُ عيناي بملل ليُقهقهوا عندما أضفت "سأُحضِرُها أنا!"

أحضرتُ كُلُ ما قد يلزمنا لقضاء ليلةِ أفلامٍ رائعة، وعُدتُ إليهم في غرفة المَعيشة حيثُ يوجد التلفزيون.
"اللعنة، إبتعدي عن الشاشة"  تذمّر سام وهو يُحرِّكُ رأسه بِكُل الإتجاهات ليتمكّن من الرؤية.

"توقّف عن اللَعن!" حذّرته متوعّدة لأجلِس علي الأريكة بجواره.

"سأفعل، عندما تكُفّين عن مُضايقتي.." إمتدّت يده ليأخُذ من الفشار الذي أحضرته لنفسي فرمقتهُ بحِقد.

"سيلينا لا تنظري إليّ بتلك الطريقة." قال جيمس مقهقهاً بينما يُشاهِد التلفاز، فدحرجتُ مُقلتاي لِأُثبِّتهما علي التلفاز فهو أولَي علي أي حال.

"سيلينا يُمكنها أن تفعل ما تشاء!" تدخّلت آشلي وهي تأخُذ مكانها بجانبي، لألتفِت إليها بتعجُّب بينما جيمس تحدّث بمللٍ لا يخلو من صوته "آش، لا تضعي المُقدِّمات فقط قولي ما تودّين قوله!"

"ها؟ ماذا تقصِد؟" إندَهَشَت لأكتم ضحكتي وأتناول الفشار، بينما ظلّ كلاهما يتشاجران بسببي وأنا لا أكترِث، الفيلم جيّد بحق.

علّق سام مُستعِدّاً للمُشاركة في الشِجار "قَصَدَ جيمس أن تُخبريها بما تريدينه، من دون مديح!"

"أيمكنك ان تغلق فمك أنت؟" إستدارت لهُ آشلي بغيظ فقهقه، ثُم قال في سُخرية "لا يمكنني! إيڤا أرجوكِ هل مِن مُساعَدَة؟"

إتسعت إبتسامة إيفا لتنصرِف عن الفيلم وتُقبِّلُ سام بحميميّة، رمقتهُما بتقزُّزٍ لأوجِّه نظري للتلفاز مجدداً مُتمتِمة "مُقزِّزان."

قهقها معاً ليُخاطبني سام "سيل بربّك أنا وإيفا متواعدان منذُ سنتين ألم تعتادي الأمر بَعد؟!"

لم أُعيرهُ إهتمام وصببتُ تركيزي علي الفيلم، ورائع.. لقد قبّل البطل البطلة وكأن ذلك المشهد يُطارِدُني، فرفع سام كتفيه بإستسلام "إنهُ الحُب عزيزتي.."

قلّدتُ جُملتهُ في سُخرية لينفجروا ضاحِكين، وبدأت آشلي تتحدّث معي في مواضيعٍ شتّي، مُعظمها عن حبيبها، علاقتهما مَشحونة بالتوتُّر ولا أجِدُ لها سبباً لتستمر لِكُل هذا الوَقت.. فهي قد واعدت وَغداً لِمُدّة تسعة أشهر! أُقسِمُ أن تلك العلاقة أطول علاقة عاطفية لِـ آشلي.

"آش.. أتُريدين حلّاً؟" نظرتُ إليها بجديّة، أومأت لي بينما يَلوحُ الأمل في نظراتها.

"إترُكيه!" ببساطة تحدّثت، رمقتني بنظرةٍ غاضِبة قبل أن تصيح "أُريدُ أن أشكو لَكِ مِنهُ في مرّة دون أن تُخبرينني بأن أتركه في النهاية! ألا تعرفين سوي تلك الكَلِمَة؟"

"إنهُ وَغد! إنهُ يتجاهلكِ ويتحدّث مع الكثيرات ويفرِضُ عليكِ سيطرته ولا يعطي لعنة لمشاعركِ، الحل الوَحيد هو تركُه! أم أنكِ تُحِبين جَلب التوتر ووجع الرأس لنفسك؟" أقسمتُ تِلك المرّة بألا أنسحِب من هذا الحديث قبل أن أقنعها بالصواب، رغم أنها تراهُ ملاكاً بريئاً ويبدو إقناعي لها إحتمالاً ضئيلاً.

"بل أُحِبهُ هو!" أردَفَت بِهيام، حدّقتُ إليها بإنزعاج مطوّلةً.. قبل أن أنظُر للتلفاز قائِلة "أنتِ ساذِجة.."

تنهّدت بغيظٍ شديد لتنهض من جانبي، أعلمُ أين ستذهب.. ستبتعد عن الضوضاء لتهاتفه ويتوصّلان لحلٍّ يُرضي الطرفين، كما يفعلان دائماً ثُم تأتي لي غداً لتشتكي من شيء جديد.. أجل إنها ملكة الدراما آشلي بينسون!

"زين وأماندا أهناك شئ ما؟" سأل چيمس لتتوجّه أنظار الجميع نحوهما، بالفعل يبدوان غريبين اليوم.

"لا، لما؟" عقد زين حاجبيه، مع صياح آيميلي "رفاق إصمتوا قليلاً! هذا المشهد حماسيّ.."

وبالطبع تجاهلناها ليُجيب جيمس علي سؤال زين "لم تُشارك في أحاديثنا منذ أن وصلنا إلي هُنا."

"لأن أحاديثكم تافهة، يا صاحب المؤخرة الكبيرة!" قلب زين عينيه في ضجر، أجل هو بخير.
"حسناً، زين بخير" قهقه چيمس لأوافقهُ الرأي، ثُم حدّقت طويلاً بِـ أماندا التي باتت منعزلة عنّا وتُراسِلُ شخصاً ما عبر الرسائل في هاتفها.

سُرعان ما رفعت عينيها لِتَكتشِف بأنني كُنتُ أُحدِّقُ بها، إبتسمت بخفّة قبل أن تقول "سيلينا، أتضوّرُ جوعاً"
"أنا ايضاً" هلَّل الجميع، للحظاتٍ شعرتُ أننا في مَجاعة، صِحتُ عالياً لتسمعني وسط تلك الضوضاء "كلاوديا..."

"نعم آنِسة سيلينا!" ردّت كلاوديا بعد أن وقفت أمامي بإعتِدال، نظّفتُ حلقي قائلة "نُريدُ البيتزا للعشاء، والكعك المُحلّي كَتَحلية"
إكتفَت بالإيماءِ لي لترحل ذاهبةً نحو المطبخ.

"نايل، إحضِر لي طبق الفشار" قال زين لأنتبِه لوجود نايل، بِمُعجزة غريبة إستطعتُ تثبيت بصري علي التلفاز وعدم الإلتفات لأنظُر إليه..

"ولما لا تُحضره أنت، أُستاذ مالِك؟" سَمِعتُ نايل يتهكّم مما زاد رغبتي في الإلتفاف لأري إبتسامته، ولكن لا! يُمكنني الصمود.

سيطر الصمت علي الأجواء، ولاحظتُ بأنه كان هدوء ما قبل العاصِفة حين إزداد فضولي لألتفِت وأجد زين سكب طبق الفشار علي نايل، تباً لقد خَسِرت رهاني مع نفسي!

وقامت آيميلي بفضِّ الشجار السِلميّ بينهما أما انا وسام كنا نمسك بطوننا من شدة الضحك علي مظهرهما المُلطّخ بالفشار المُملَّح، أعتَرِفُ أن نايل يبدو لطيفاً.. للغاية.

تعالَي الصياح وإزدادت الهمهمات والفوضي حتي شعرتُ بالتعب لِمُجرّد الجلوس مع هؤلاء الأطفال، هل أصدقائي راشدين أم لازالو في الروضة؟

"إصمُتُوا بحق الجحيم بدأت أشعُرُ بالصُداع!" صرخت بحدّة فتوقّف الجميع عن الحراك ونظروا لي، قُمتُ بِهَفّ خُصلةً من شعري لِفَخري بشخصيّتي المُسيطِرة.. قبل أن يُتمتم سام مُقلِّداً صَوتي الرائع "إصمُتُوا بحق الجحيم بدأتُ أشعُرُ بالصُداع!"

هه، طفل لعين!

رأسي تؤلمني بشده، ذهبت لكلاوديا كي اساعدها، قد تكونُ هذة تَجرُبة جديدة.. فَـ لَم أُعِدُّ شيئاً في المطبخ سابقاً سويَ عصير الفراولة الذي أنا مُتيّمةٌ به.

"سأعد معكِ الكعك." إبتسمتُ إلي كلاوديا ووقفتُ بِقُربها، بادلتني الإبتسام ثم أعطَتني بيضة!

"ماذا؟" سألتها بعد أن أخذت البَيضة منها.

"هذه بيضة!" تكلّمت كلاوديا ببساطة، أطلقتُ ضحكةً خفيفة بينما أقول "نعم، أعلمُ أنها بيضة أيُمكِنُها أن تكون بطيخة! فقط اسأل ما الذي علي فعله؟" تسائلتُ مُوَضِّحَة، وقهقهت هي "سيلينا، إكسريها وحسب!"

"وكيف أفعلُ هذا؟" سألتها مُحدِّقة بالبيضة، ثُم نظرتُ إليها.. لأجد إبتسامتها تتلاشي، وعبسَت مُتسائِلة "هل أنتِ جادَة؟"

أمضيتُ نِصف ساعة أُعِدّ معها الكعك، وبالطبع لم تخلو مُساعدتي لها من الأسئلة الغبيّة، كادت كلاوديا أن تطرُدني خارج من المطبخ.. لا ألومها، ولكن ذلك قد خلق جوّاً لطيفاً بيننا، علي الأقل صِرتُ أبتسِمُ إليها.. تقدُّم جيّد.

قُمتُ بتقطيع الكعك، وقدّمتُه إليهِم، بينما كلاوديا كانت تُقدِّمُ البيتزا.
جلستُ معهم ودَعَوت لكلاوديا للإنضمام إلينا لتتناوَل ما أعددناه معاً، تنهّدتُ بتعب.. فأنا لم أقِف لنصف ساعةٍ متواصلةٍ منذُ زمن. 

أفتقِرُ النَوم بشده، حرفيّاً أنا مِن الأشخاص الذين ينامون طوال اليوم.

في ثوانٍ معدوداتٍ كانت الأطباق فارِغة، يبدو أن لي مُستقبل في الطَبخ!

"أشكُركِ كلاوديا علي مُساعدتي في صُنع الكعك!" سخرتُ لتضحك كلاوديا وتنهض للتوجّه بالأطباق نحو غاسِلة الصحون.

تذكرت ابي عندما قال انه سيهاتفني يومياً! ولم يفعل، تماماً كَالوعود الكاذِبة سابقتها، لا يملك ادني فكره عما حدث لي منذ رحيلهم... رُبما يجب أن أهاتفه أنا تِلك المرّة.

ذهبت الي غرفتي وهاتفته..عُدت الي الرفاق محبطه لأنه لم يجيب، تركت له رساله نصيه علي اي حال!

"أصبح الوقتُ متأخراً، لن تستطيعوا العَودة الآن، لا بأس في المَبيتِ مَعي!" إبتسمتُ إليهم ليومِئوا موافقين، وثبتُّ نظري علي نايل الذي ظلّ يفحصُ المنزل، جعلتني أماندا ألتفّ إليها حين سألَت "وهل سيساعنا المنزل جميعاً؟"

"لا يوجد أكثَر مِن الغُرَف في هذا المنزل"  رفعتُ كتفاي مُبتسِمة، وقُدتَهُم نحو طابِق الغُرَف.

صعد كلٌ منهم إلي الغرف وذهبت انا إلي غُرفتي العَزيزة وقفزتُ فَوق سريري الناعِم، عانقت وسادتي بإشتياق وأغلقتُ عيناي لِتتعانَق جفوني.

>>>>>>>>>>>>>>

فتحتُ عيناي لِـ أتفاجأ بِـ عينين زرقاء تُحدِّقُ في وَجهي..

Weiterlesen

Das wird dir gefallen

217K 10.2K 75
فتاة لا تعرف معنى الخوف تحب المغامرة و تحب عيش الحياة كما تحب هي لا تملك اصدقاء كثر فقط صديق يدعى ب تايلور _هي لم تحب هي تعتبر الموتر بايك حبيبها ...
29.8K 1.1K 29
عندما كنت أبحث عن مكان لتدريبي الجامعي لم أكن أظن أنني سألتقي بمن ينتشلني من آلامي . جونغكوك "جيمين مارس معي الجنس " جيمين "الهذا السبب قبلتني بالعم...
26.7K 1.3K 44
Historical Fantasy Story قصة تاريخية خيالية (مترجمة إلي العربية) The original book in English is here https://my.w.tt/VbM6kzjol6
851K 35.1K 45
رؤيه ضبابيه دندنه كلام غير مفهوم مباركات هنا وهناك ..... كان يجب انا من يكون مكانها ،لاهي "ردد عقلها تلك العباره الف مره امسكت خديها ماسحه الدموع ل...