الراوي#
العشرُ ساعات الخاصه بالطبيب اصبحت ثلاث ايام،،زوجته لم تجف دموعها وصديقهُ يقاوم البكاء،،لكنه لايملك الارادة للأستيقاظ
موجود في ظلام ولا يرى غير الظلام لايسمع مايقال له وآخر همه هو إستيقاظه
في اليوم الرابع واثناء فحص الطبيب له#
"سيدي اللورد هنري،،انه لايريد الإستيقاظ،،لايبذل اقل جهد ولايتفاعل مع العلاج!!" قالها الطبيب موجهاً كلامه لذلك العم المتظاهر بالإهتمام بإبن اخيه ويكابح الابتسامة داخله
"مالذي سنفعله اذاً!! لايعقل ان يضل زين هكذا! هو مرمي على السرير! لانعرف مايحصل له! المملكة بدون ملك !الشعب ساخط لذلك!!" قالها لوي مهاجماً بعد ان ملَ من السكوت والتظاهر بالهدوء!!
"لوي،،لاخيار سوى ان يتولى الحكم العم هنري،،حتى وإن كان الامر مؤقتا" قالها شارل الموجود هنا منذ ان عَلم بما اصاب صديقه
"اللورد هنري؟" نطق لوي بشيء من الاستغراب وهو ينظر له،،
"نعم عمي هنري،،،فهو الاقرب لزين والاعلم بأمور الحكم،،، هل انتَ موافق عمي؟"
نظر هنري تجاه إبنه بإنتصار وبادله نايت نفس النظره،،
فطموحهما سيتحقق اخيرا
حمحم قليلاً قبل ان يتكلم برزانه وكأن هذا آخر إهتماماته
"إذا لم يكن من الامر بد،،حسـ.."
"يااللهي زين يتحرك!! ايها الطبيب انه يتحرك!"
قالتها انجل بفرح وهي تصرخ مناديةً الطبيب بعد ان تحركت يدُ زين تليها تحرك عنقه قليلاً
هرول الجميه تجاه سريره عدا هنري الذي بقي واقفاً محدقاً بالسرير
"نبضاته معتدله،،وحرارته انخفضت كثيراً،،سيستيقظ قريباً سموكِ!!" قالها الطبيب موجهاً حديثه لانجل التي تحتضنُ يد زين وتراقبه بفرح
وهو يحركُ عينيه محاولاً فتحهما بصعوبه،، أطلق نفساً مكبوتاً ولم يقتح عينيه للان
"يااللهي نحن على خطأ!! سموه يحاول الاستيقاظ!!" صرخ الطبيب بفرح وهو ينظر لانجل ولوي
ً
تنهيدة راحة خرجت من لوي وابتسامة ودموع فرح وجدت طريقها على وجه آنجل،، دعاء العمة شايدا ،، جميعها وجدت حالما فتح زين عينه بصعوبة،،، ووجه نظره للسقف فقط
اسرعت آنجل والقت نفسها عليه وهي تحتظنهُ بفرح وتبكي
"لااصدق،،لااصدق زين انت بخير،،كنتُ خائفة كالجحيم عليك!"
لم يحرك ساكناً فقط يحدق بالسقف قبل إلتفاته بنظره البارد ناحية لوي وتحريكه شفتيه بكلمة "ماء"
"ماء حسناً!!" قالها لوي وهرول بسرعه للطاولة واخذ الماء له،،،
إبتعدتْ آنجل عنه وساعدتهُ بشرب الماء وقالت له بقلق
"هـ،،ل أنت بخير زين؟؟"
"بخير_" قالها بهدوء بعد ان نظر لها نظره خاطفة ثم نظر لجميع الحاضرين وركز نظره أخيراً على مستشار شؤون القصر،،قبل ان يقول ببرود
"لما أنت هنا؟"ارتجف المستشار من نبرة زين وقال بخوف
"سيدي،،لقد،،لقد أخبرتُ اللورد لويس واللورد هنري،،عن ضرورة حصول ،،،مراسيم الدفن والتتويج قريباً!"
نظر زين تجاهه بشرود قبل ان يقول بنفس نبرته السابقة
"نايت واللورد هنري توليا امر الاعداد لمراسيم الدفن،، لويس تولى امر الاعداد لمراسيم التتويج،، كلاهما سيتم اليوم!"
"لكن زين انت مريض!" قالتها انجل بخوف وهي تمسك يده لكن حدق بها قليلاً قبل ان يقول
"اليوم سيتم كل شيء،،، كل شخصٍ لعمله،،،لاداعي من بقاءكم،،انا بخير!"
امسك بألابرة المغروزة بذراعه ورماها بعيداً،،ابعد الغطاء محاولاً النهوض
"مولاي،،لايجوز انت لست.."
قالها الطبيب ممسكاً بالابرة الملقاة على الارض قبل ان يتلقى نظرة صاعقة من زين اجبرته على السكوت واخفض رأسه بخوف
"اظن انني أمرتُ بقتلك،، ولأجل لويس لم اقتلك،،لذلك لاتريني وجهك بعد الان،،إذا التفتُ ورأيتك هنا،،اقسم انني سأفصلُ رأسك عن جسدك!"
لم ينهي كلامه قبل انسلال الطبيب خارجاً من الغرفة يتبعه خروج جميع الممرضين والخدم بعد ان اشار لهم زين بالخروج
"أرغب ببعض الخصوصية،،هلا غادرتم لطفاً؟" قالها زين بتهذيب للموجودين بغرفته
"هل انت تطردنا من غرفتك زين؟" قالها شارل بمزاح فرد عليه زين بجفاء
"قلتُ إنني ارغب ببعض الخصوصية، لاتُحرف كلامي رجاءاً،،لو سمحتم سارعوا بالتنفيذ كلاهما سيقامان قبل السادسه مساءاً"
نظر شارل نحو لوي بصدمة فهزّ رأسهُ بأسى واشار لهم جميعاً للخروج
حاولت شايدا الكلام لكن خطيبها امسك بيدها واخذها خارجاً
.
.
.
حال إغلاقهم الباب اتكىء لوي بأسى على الجدار وتنهد بقوة،، فسألتهُ شايدا بقلق
"انها المتلازمة مرة اخرى ! اليست كذلك؟"
"نعم،،للاسف!"
"متلازمة؟" سال نايت بإستفهام فنظر له لوي لبضع ثوانٍ قبل ان يقول
"نعم متلازمة،، اصيب بها منذ وفاة والدته،،أنت بالتأكيد لاتعلم بأمرها لانك كنت مشغولاً بإيجاد اي طريقه لأفتعال شجار معه!" تجاهل نايت جميع كلام لوي الجارح وسأل بإهتمام..
"متلازمته.. مانوعها وتأثيراتها؟"
"كما سمعتُ من الملك المتوفى،،،عند وفاة والدته،،،تأثيرها كان مختصراً على عدم تكلمه مع اي شخص كان،، والتحديق المستمر بالاشخاص لدرجة ارعابهم،،، لكنها الان وحسب ماارى تأثيرها تغير،،،"
"لقد تحول الأمير زين لشخص بارد متبلد من المشاعر !" قالها الطبيب بعد ان وقف بجانبهم ليكمل مابدأه لوي،، شهقت شايدا واغمض شارل عينيه بأسى...
"ماعلاجها ايها الطبيب!! لايمكن ان يبقى ابن اخي بهذه الحاله!!"
قالتها شايدا بقلقٍ وخوف،،،فهز الطبيب رأسه وقال بإعتذار
"سموكِ،،،ليس هناك علاجٌ لها،،،العلاج يكمن براحة الأمير زين النفسية،، او تلقيه صدمة اخرى ليعود لطبيعته،،اعتقد ان عملي إنتهى هنا!"
.
.
.
.
آنجل#
خرج الجميعُ وبقيت بمفردي مع زين الغريب،،،
راقبتهُ لعدةِ دقائق وهو يحدقُ بالحائط فقط،،قبل ان ينهض بصعوبه من على السرير،، وينوي التوجه للخزانه
"زين ماذا تفعل!! انت متعب،،إجلس ارجوك!" قلتها وامسكتُ ذراعه وحاولت اجلاسه لكنه بقي متصلباً بمكانه ينظر لي بسهو قبل ان يقول بصوته البارد الخالي من اي مشاعر
"لدي الكثير من الاعمال،،رجاءاً انتِ تعيقيني!"
"زين مالذي تقوله! ارجوك استرح قليلاً،،الاعمال من الممكن ان تتأجل لكن راحتك لا!"
قلتها بتوسلٍ طالبةً منه العدول عن رأيه،،لكن نظرته الباردة لم تتغير وقال،، بعد ان وضع يداه على كتفاي
"انا لستُ مريض،،،انا لااحسُ بشيءٍ اصلا! لذا رجاءاً اتركيني بحال سبيلي! حسناً؟"
قالها ولم يعطني المجال لأجيب،،لانه بدأ بالفعل بتغير ملابسه وانا انظر له بخوف،،، كلا،،انا لااريد زين هكذا،، اريد زين القديم!
.
.
.
.
.
الراوي#
وبالفعل وكما أمر،،،تمت مراسيم الدفن قبيل الساعه الرابعه وكان زين فيها هادئاً هدوءاً ادهش الجميع،،،
وقف شامخاً يحدق بقبر والده بلا اي كلمة ولا اي مقال،،،
تليت الصلوات وهو لايفعل شيئاً غير مألوف،،، فقط الجلوس والاصغاء
إبتدأت حفله التتويج،، وأمتلأ القصرُ ضيوفاً من المهنئين والمعزين،،
.
.
وُضِع التاجُ على رأسه اخيراً وتهافت الجميع لتهنئته وكان ردودُ زين لهم بالغه بالرسمية ويجيبهم بكلماتٍ مختصرة ويتركُ المجال لمستشاريه ليردوا بالنيابه عنه...
اعتلى المنصه ليبدأ بأول كلمة ملكية له وسط قلق لويس لما هو اسوء.
"الجميع مستغربٌ من جمع الأمرين بيوم واحد،،، دفنٌ وتتويج_ شيء غريب بالتأكيد،، لكن الأغرب،،ان يكون الفاصل بينهما نصفُ ساعةٍ فقط!
قبل نصف ساعه من الان،،، كنتم تبكون وتتباكون على وفاة ملككم،، والان تتسابقون بالتهنئات،،،عجباً! متى استطاع ان يزول همكم بهذه السهولة،،، لم يكن الفاصل بينهما ليلٌ او ساعات طوال حتى نقول كلام الليل يمحيه النهار،،"
سكت قليلاً يحدقُ بالجموع المصدومه من كلامه،، فهذه من المستحيل ان تعد خطبة لتتويج امهم،،، ، مر طيفُ ابتسامة ساخرة على شفتيه قبل ان يُكمل
"هذا ليس مهم الان ،،، انا واثق من إنكم ستحزنون حقاً على ملككم الراحل،،فأنا وكما يعلم البعض،،، لستُ مضحياً كوالدي،، ولستُ كريما ومسامحاً مثله،،اعتقد ان الصفه الوحيدة الجيدة بي إنني لستُ ظالم، انا شبه واثق من انكم ستكرهون فترة حكمي،، ارجوا لكم مستقبلاً جيداً!"
قالها ونزل من المنصه،، ولوي يحدقُ به،،، مبهوتاً من إن اسوء الظنون ستحصل،،، زين الان شخص اخر