صراطٌ مستقيم

By jk_Martina

124K 10.6K 4.8K

كانت فتاة ملحدة تعاني من الاكتئاب ..... و كان هو الطالب الملتزم الذي يرتل القرآن في المدرج كل صباح . " صِف ل... More

1.|| صوت عذب ||
2.||ذكريات أليمة و رحمة الله ||
3. || إنه دين وليس ثقافة
4.|| الحب ليس حرام
5.||المسبحة
6.|| أريد أن أدرس الإسلام
7.|| لماذا الإسلام
8.||وجود الله
10.||ورقة التغير
11.|| من والد عيسى ؟
12.|| إشارة من الله .
13||صراط مستقيم
14.|| لقد اهتديت
15 || انتهت رحلتي
16|| لم تتغير يا أبي
17.|| عرض الزواج ||
18.|| قبلت بك زوجًا
19.|| أنتِ أعظم فتوحاتي
20.|| فقط كوني لي
الفصل الواحد والعشرين : لاتموت دين
22|| ظننتك أخًا

9.|| أنت بلسم لقلبي

4.4K 448 120
By jk_Martina

الفصل التاسع : أنت بلسم لقلبي 

.
.
.
.

« إن مع العسر يسر .... فصبر على ما أصابك »

......................................

منهارة ضعيفة لا تستطيع المواجهة هذا جُل ما تشعر به ، فقدت سندًا رجل كان بمثابة الأب لها جفت دموعها و خارت القوى التي كسبتها قبل فترة منذ مصادفتها لمقطع إبراهام و تواصلها معه الحياة ليست عادلة معها هذا ما استطاعت أن تدركه ....

ألقت نظرة خلف كتفها لليديا التي كانت نائمة على السرير  بعدما أجهشت بالبكاء على والدها الراحل  إلتفت لها بالكامل و تقدمت منها ترفع الأغطية لكتفيها  حدقت بها للحظات  متأسفة لها فحقا هي تحاول أن تكون قوية لأجلها لكن فشلت بذلك زفرت بعمق  على حالها و ابتعدت عنها متجهة  لمنضدة الزينة بتردد فتحت  الدُرج و حملت  علبة الأدوية
أطفأت الضوء و غادرت نحو غرفة المعيشة

أرخت جسدها على الأريكة و ظلت تمسد جبهتها إلى إقترح عقلها فكرة جعلت نبض قلبها يتسارع ويداها تتلهف للإمساك بهاتفها خطت بسرعة البرق لحقيبتها المعلقة على الكرسي  إلتقطته و عادت لمكانها مطمإنة هذه المرة لأنها  أعطت لنفسها فرصة أخرى قبل أن تتناول هذا الدواء ربما ينجح أبراهام في شفاء جرحها  لكن ماذا إذا خاب ظنها إرتعشت أطرافها خوفا من الفكرة فمجرد أنها قد تعود لحالتها السابقة تسبب لها القلق

توقفت عن التفكير و فتحت هاتفها لكنها دُهشتَ عندما رأت رسائل مريم و صوفيا تسألان عنها و عن سبب إختفائه منذ أمس و حتى مكالماتهم و الأكثر غرابة هو إبراهام الذي لم تتوقع أبدا أن يسأل عنها لكن وجدت  ستة  مكالمات فائتة منه ورسائل يسأل ليطمإن عنها

ربما يراه البعض تصرف بسيط لكن بالنسبة لها كان تصرف عظيم ثمين جعلتها رسائلهم تُدرك أنها مهمة في حياة بعض الأشخاص هناك أصبح هناك من يهتم لإختفائها كانت المشاعر داخل قلبها مختلطة مابين الحزن والسعادة  كبحت الدموع التي كانت تصارع لتنزل و ردت على صوفيا و مريم تخبرهما عن سبب إختفائها

**************

وضع إلياس القلم من يده عندما إنتبه أنه يكلم نفسه فقط و صديقه الجالس أمامه لا يصغي له البتة ضيق أعينه و استغرب حقا من شرود إبراهام ففرقع إصبعيه أمام وجهه سائلا

" ماخطبك يا رجل ! "

إنتابه الإحراج ولم يجد أي مبررا فقال متهربا

" لا شيء إلياس فقط شردة للحظات  "

شك به فمن المستحيل أن يخدعه بجملته هذه فهو يعرفه حق المعرفة نظرا لأنه صديق عمره منذ ما يقارب العشر سنوات و الملامح كاشفة كان يرى القلق  على وجه رفيقه لكن يجهل سببه

" قُل لي ما يشغل بالاك إبراهام إني لأرى القلق واضح عليك "

تشتت ذهن أبراهام ما الذي يقوله له أنه قلق على غياب آفرا أم أنه خائف من ربه لأن كل ما يشغل تفكيره هو الفتاة  لم يفكر بها بسوء لكنه يريد أن يطمإن عليها خصوصا أنها تقطُن لوحدها

نطق بصعوبة

" لم تظهر الفتاة منذ أمس و إنتابني القلق أنها أصيبت بمكروه لا سامح الله "

قطب الأخر حاجبيه و قد بدا له أنه لا داعي لكل هذا القلق و قال ما خطر بباله

"  ربما قررت أن تتخلى عن فكرة دراست الإسلام و أُحرجت منك لذا هي ابتعدت دون إخبارك "

إنقبض قلبه من هذا الإحتمال لم يفكر به أبدا و لا يستطيع حتى أن يفكر به لأنه يريدها على دينه يريدها أن تنطق الشهادتين و تدخل في دين الإسلام و تخيل أنها غيرت رأيها بالتعرف على الدين يصيبه بالحزن و خيبة أمل كبيرة حقا خصوصا أنها تعمقت بالقرآن و أبدت إعجابها الشديد به  استغفر الله  فهو في النهاية يعلم أن كل شيء بيد الله وحده

رغم السلبية الموجودة إلا أنه كان متفائلا بأن إلياس مخطأ و حتى هو أيضا وربما هي مريضة و فقط

" لا تدري يا إلياس ما عذرها فالغائب عذره معه كما قال النبي عليه افضل الصلاة و السلام" أعطي لأخيك سبعين عذر "

رد مُمازحًا

" وأنا أعطيتها عذرًا "

تبسم و استقام من الكرسي قائلا

" تأخر الوقت ويجب أن أغادر "
" والبحث "
" نكمله غدا "

في الواقع لم يكن لديه التركيز الكافي لإنجاز أي بحث أو الحديث بأمر لذا قرر أن يغادر و يرتب أفكاره
ركب سيارته ووضع حزام الأمان صدح صوت نغمة هاتفه و توقع أنها والدته لكنه تفاجأ عندما رأى إسمها يضيء الشاشة أختي آفرا  ربط إسمها بمكانة الأخت ليذكر نفسه دائما أنها أخته و بمثابة مريم و يمنع أي تلاعب من الشيطان به

أجاب  على إتصالها فبادرت هي بالقول أولا

" السلام عليكم"

رد عليها  بنبرة هادئة عكس الفوضى التي حدثت بقلبه عندما اتصلت

" وعليكم السلام و رحمة الله ، كيف حالك ؟ "
بتردد واضح في نبرة صوتها نطقت

" لست بخير "

" و هل لي أن أعرف السبب علي أخفف عنك و أساعدك  ؟ "

دام السكوت للحظات من طرفها حتى أنه شك في أنها سمعته  لذا عاد ليسألها مجددا

" آفرا هل تسمعينني ؟ "

أتاه صوت بكاء و شهقات كانت تحاول كبحها لكنها لم تُفلح بذلك لم تكن ترفب بأن يرى ضعفها لكنها إنهارت تماما

تشددت أوردة يده  وضاق صدره لسماعها تبكي بحرقة و هو عاجز الآن عن فعل أي شيء فقط يريد أن يعرف من أوصلها لهذا الحال

" إهدأي يا آفرا و أخبريني ما خطبك ؟ "

" فقدت من كان سندي يا إبراهام لقد مات خالي بالأمس الوحيد الذي كان يسأل عني و يهتم لأمري "

أغمض عيناه متأسفًا لها فهو يدرك أن الموت لا علاج له و ما بيد الفاقد إلى أن يصبر على مفقوده  و ما يستطيع فعله الآن هو مواساته فقط

" الموت حق على الجميع و...  "

قاطعته معاتبة بعدم الرضى

" لم أتصل بك لتقول لي هذا أتفهم "

لم تعطه فرصة أخرى ليرد و يدافع عن نفسه لأنها أضافة من جديد

" أنت بم تجرب طعم الفقد لكني جربته مرتين و تذوقت مرارته و قسوته "

لم ينزعج من علو صوتها عليه و لا من مقاطعتها فهو متفهم لوضعها و مدركٌ أن الفراق صعب لذا تحدث مجدد بصوته المبحوح الأجش

"  أنا مدركٌ أن موت من نحبهم و مفارقتهم يدمي القلب و يدمع العيون و حتى النفس تضعف و تنهار  لكن نحن المسلمون ندرك أن الموت حق على كل إنسان فقد قال سبحانه و تعالى « كل من عليها فان و يبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام »  و إني الآن أخاطبك بما يقوله ديننا فالدوام لله سبحانه و الفناء لسواه  الموت ينال من الكبير و الصغير السقيم و الصحيح  الغني و الفقير  وذلك بقضاء من الله وقدره  و ما باليد حيلة إلا الصبر والرضى "

هاجمته مجددا

" وما الحل إذن قُل لي  ألا أحزن  هل دينكم يمنع الحزن ؟ "

كان لحد الساعة متفهما وأجابها بعقلانية

" إن رسولنا الكريم حزن على فراق عمه و زوجته خديجة رضي الله عنها في العام العاشر للبعثة حزنا شديدا لدرجة أنهم أطلقو عليه عام الحزن "

أنفاسها المضطربة فقد ما كان يسمع فهم أنها تنتظر منه المزيد فأضاف لها

" إحزني  دون أن تؤذي نفسك  يا آفر فالميت لا يعود لو بكيتِ عليه دهرًا كاملا  "

بقلة حيلة قالت له

" لكني فقدت السند الذي يحميني إبراهام "

" ما أخذ الله سندك هذا إلا ليعوضك بسند خيرٍ منه "

برغم أنه يعلم أنها ملحدة إلى أنه يخاطبها على أساس أنها مؤمنة بالله و لم تشأ أن تذكره بذلك لأن  جملته تحمل الأمل لها  و  لكن هل يوجد سند كخالها الذي كان مثل الجبل الحامي لها في كثير من المواقف الصعبة أ يوجد من يعوضه حقا

" ومن خير من خالي هو قريبي الوحيد الذي إعترف بي و لم ينسى أني ابنت شقيقته الوحيدة "

تبسم متذكرا قصة أحد زوجات الرسول صلى الله عليه و سلم فلم يبخل بمشاركتها بها فقال لها

" سأخبرك بقصة أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها عن أمِّ سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت: سمعتُ رسولَ الله ﷺ يقول: ما من عبدٍ تُصيبه مصيبةٌ، فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي، وأخلف لي خيرًا منها؛ إلا آجره الله في مُصيبته، وأخلف له خيرًا منها. قالت: فلمَّا تُوفي أبو سلمة قلتُ كما أمرني رسولُ الله ﷺ ولكن قلت أي المسلمين خير من أبي سلمة  أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم  فأخلف اللهُ لي خيرًا منه وتزوجت رسول الله ﷺ   عوض الله يأتي دائما و لا تتوقعينه  "

تبسمت وهي تسمع للقصة  و شعرت بالنقص لأنها ليست مسلمة وليس لها الحق بهذا الدعاء

" قصة جميلة حقا و كانت أم سلمة محظوظة لأنها تزوجت برجل ذو أخلاق عالية مثل رسولكم "

" هذا مثال عن العوض لا تيأسي و لا تقنطي لما أصابك من مصائب لأنها مقدرة من عند الواحد الأحد  أعلم أنك لست بالمسلمة وربما لن تقتنعي بما أقوله لكن هذا ما لدي  لأقوله لك  لأني مؤمن بأن الله من يُسير الأمر و مؤمن بالقضاء و القدر "

لم تشأ أن تصارحه بأنها إتصلت به لهذا السبب لترى ماذا يقول دينهم عن الموت و الفراق و أيضا  لأن عقلها دل قلبها المكسور إليه ليصلحه بكلامه من الدين و القرآن

" و هل لك أن تتلو علي من القرآن بآيات عن الموت ؟ "

لبى لها طلبها دون تردد

" سأتلو عليك بعدها أشرح تعوذ من الشيطان وقرأ البسملة و بدأ بالتجويد بصوته العذب

(إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)
لقمان / 34
(قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلا نَفْعاً إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) سورة يونس/ 49.

(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) سورة آل عمران/ 185. "

تلاى عليها الآيات الثلاث وشرحهم بالتفصيل لها و كانت تسمع و تذرف الدموع بعد سماعه و خاصة بعد سماع الآية الأخيرة وما كان منها إلا أن قالت بصريح العبارة

" هل تعلم أني أصبح لدي إيمان بنسبة 80 بالمئة بوجود الله ؟ "

سرت الرعشة في جسده لفرحته بذلك هي تقترب لباب النور لم يخفي عنها فرحته و رغبته بإعتناقها الإسلام فقال

" وإني أريد البشرى يوما بأنك إقتنعتي بالإسلام كدين الحق و أن هناك خالق للكون "

لم تعرف بماذا ترد  هي مترددة بهذا الخصوص ربما لأنها ليست جاهزة لتربط نفسها بالدين و هي تريد أن تكتشف المزيد والمزيد حتى تبلغ ذروتها من الإيمان بالله ولا يبقى مجال للشك و تكون كصوفيا و مريم و أبراهام و غيرهم من المسلمين
أدرك حيرتها في الرد فإسترسل في القول مغيرا الحديث

" هل تحسنتي قليلا ؟ "

" أجل "
إختصرت ردها بكلمة لكن من أعماقها تريد أن تقول له الكثير و كيف أنه يساعدها في وقت الضيق دون أن يشعر و أنه أصبح ملجأ لها في كربها إحتدم الصراع داخلها و إنزلقت من فمها جملة صريحة عن غيري قصد

"  أنت بلسم لقلبي إبراهام "

إشتعل وجهها خجلا و عضت شفتها متساءلة عن ماذا سيقول عنها الآن و كيف سيراها الآن تمنت لو أن تسمع كلمة منه عكس الصمت الذي التزمه

أما بطلنا فانعقد لسانه و هربت الكلمات من عقله الرزين و بعد ثواني مرت كأنها ساعات قال

" جعل الله القرآن هو الشافي لقلبك "

جعلتها إجابته تتمنى لو أنها تستعيد إعترافها الغبي الذي لم يكن في محله ما الفكرة التي تشكلت عنها في ذهنه بعد غبائها هذا
توقفت عن التفكير مع سماع صوت الجرس فتعجبت من الشحص الذي يأتي لها إضطرت لتنهي المكالمة و برغم من أنها كرهت فعل هذا إلا أنه سيكون مهربا لها حاليا

" إبراهام أعتذر لكن علي إنهاء المكالمة "
" حسنا تصبحين على خير "
" شكرا "

أغلقت الخط و نظرت نحو الباب  كانت متأكدة أن الشخص الذي أتى هو والدها  و بتأكيد ليس لتعزيتها  فلا سعيد مثله اليوم بخبر وفاة خالها .

      *******************

وصل بعد ربع ساعة  لبوابة قصرهم التي فتحت له  من طرف الحارس الذي كان متعودا على أن يلقي عليه التحية في كل مرة لكن هذه المرة نسى ذلك لأن  جملتها ما تزال تحوم داخل عقله مسببة له إضطراب في المشاعر  أوقف السيارة في مكانها المخصص و ترجل منها متوجها لداخل
توقع أنه سيجد الأنوار منطفأت كعادته  لكن تفاجأ بمريم تجلس على الأريكة بين والديها في بهو القصر  و سرعان ما رأته تقدمت منه و على وجهها القلق

" أين كنت إبراهام ؟ "
أجاب ببساطة
" في بيت إلياس "

إمتعضت لذلك وقالت

" منذ ساعة أتصل بك  والخط مشغول "

تهرب من إخبارها بأي شيء عن هذا وسأله مغير سياق الحديث
" لماذا هل حصل أمر ؟ "

أنهى كلامه وهو ينظر ناحيت والديه فجذبت هي انتباهه مجددا

" آفرا قالت أن خالها مات وهي ليست بخير لذا أردت الذهاب عندها إني أخشى عليها يا أخي خذني لها "

تدخل والده في الموضوع 

" إذا لم تكن متعب يا ابني فخذها لتطمئن على رفيقتها "
هز رأسه  مردفا
" لا مشكلة بهذا يا أبي هيا يا مريم  "

كانت جاهزت بالفعل وتلبس فستانها الأسود لأنها تدري أن إبراهام لن يرفض لها طلبها  وما كان منها إلا أن تبعته و هو يعود لسيارته .....


كان يقود بصمت و يركز على الطريق سعيد بعلاقة آفرا و شقيقته و أيضا أنها ستقابلها و تطمئنه عليها

" أخي كيف تعرف الطريق لبيتها ؟ "

سألت مريم بعد أن رأت شقيقها لا يسأل عن مكان سكنها ومكان منه إلا أن أصدقها القول

" يوم أوصلتك عند صديقتك لحفلة عيد ميلادها لمحتها في بيتها "

هزت رأسها ولم يكن لها رغبة في معرفة المزيد لأنها جل تفكيرها حول حالة صديقتها التي لا عائلة لها غير خالها أخبرتها سابقا أنها تعز خالها لأنه قدم لها الدفىء و الحب و لازمها لفترة طويلة عندما تخلى والدها عنها  ...

بعد دقائق كان في حيها الذي كان مضاء بضوء الأعمدة الكهربائية  ضيق عيناه عندما لمح من بعيد سيارة تقف أمام بيتها فتعجب  من يزورها بوقت متأخر

تقدم أكثر حتى  أصبح بجوارها  فدُهش أنها سيارة دين

" صوفيا هنا بالتأكيد "

نظر لمريم التي كانت تصوب بصرها نحو دين الذي يتكأ على الجزء الأمامي لسيارته لكنه إنتبه لهم و هو بدوره تعجب من تواجدهم هنا ...

ركن السيارة و نزلت مريم مسرعة نحو الباب أما هو فاتجه عند دين و سلم عليه و أخذ مكان بجانبه 

" هل تم إيقاظك من النوم مثلي لتوصلها لهنا ؟ "

نفى برأسه  و هو ينظر لحاله الذي كانت تدل أنه تم قطع نومه لم يتوقع إبراهام يوم رؤية دين بهذا الحال يلبس سروال قطنيا أسود و قميص أبيض و شعره الذي كان مرتب دائما كان في حالة فوضى لم يمنع نفسه من الضحك و القول
" وضعك لا تحسد عليه يادين "

ضحك الأخر و قال بمزاح

" والله هذا الوضع أرحم من غضب زوجتي  "

*******************

بالداخل كانت آفرا تجلس وسط صوفيا و مريم  لكنها لم تكن منهارة كما توقعا بل كانت ساكنة و تبكي بهدؤ متقبلة لوفاة خالها

" أنا حقا متشكرة لقدومكما  "

أمسكت صوفيا يدها و بعتاب ردت

" لا تشكرينا هذا واجبنا  آفرا "

" لأول مرة الحياة تعطيني صديقتين مثلكما "
ابتلعت ريقها  مضيفة ببكاء

" كان خالي الشخص الوحيد المهتم بي و يسرع للمجيء عندي عندما أطلبه و حسبت أني سأفقد هذا لكن أنتما أثبتما لي أني مخطأة "

ضمتها مريم
" لا تبكي أرجوك  نحن معك دائما "
ابتعدت عنها مضيفة
" الله يعوض عباده دائما"

أومأت لها

" لقد قال لي إبراهام نفس الشيء عندما أخبرته "
توسعت أعين مريم

" ماذا هو يعلم ؟ و حدثك أيضا "

" أجل هو من طمأن قلبي و جعل السكينة تسكن روحي "

" جزاه الله خيرًا "

قالتها صوفيا من أعماق قلبها و قد كان عقلها رسم قصة خيالية تحدث بين إبراهام و آفرا  و كم راقتها الفكرة لأن آفرا تستحق أن يكون لديها رجل مثل إبراهام

" من هنا ؟ "

إلتفتن لمصدر الصوت وكانت ليديا تقف و حالتها كافية لشرح وضعها دون أن يسألوها

" تعالي وأجلسي إنهن صديقاتي "

أخذت ليديا الأريكة المجاورة لهم و احنت رأسها تنظر ليديها فقط استغلت صوفيا قربها منها  و همست لها تعزيها بطريقة تليق بتعزية مسلمة لمسيحية

"  البقاء لله ، و رزقكم الله بالصبر "

رفعت بصرها لها
" شكرا لك "

❄️❄️❄️❄️❄️❄️

| إستمتعوا بالفصل 🤍 |

| أحبكم ♥️ |

| الفصل نزل دون تعديل أعتذر عن الأخطاء الإملائية إذا وجدت |

| وشكرا لدعمكم لي 🤍❄️|

صورة من تصميم الجميلة  Catlina_RS















Continue Reading

You'll Also Like

20.7K 1.4K 29
{ مكتملة }✔️ إن كان الجميع يريد الأنثى المثالية فأنا أعتزل الأنوثة... فأنتم السفن و أنا الرياح التي تمشون في اتجاهها و إن هربتم منها فمصيركم العودة إ...
4K 435 12
القِصة قصيرة مِنْ عشر فِصول تتحدث عَنْ فتاة تعمل فى توزيع الجرائِد لتلتقى بالطبيب الوسيم الذى هو يُعالِج أُختها الصغيرة مِنْ مرض خبيث . ليكتشِف كونِ...
59.4K 5K 44
2024/2/2 #أبنة الشيطان القصه# لاتناسب الاعمار الصغيره 🚫
19.4K 719 20
حقيقيه بقلمي انا:- سندرلـا |جـَنـَايـر☕ 2024/5/29 تتحدث هذه الروايه عن فتاة مدلله وحيده بين اخوانها تعيش في جنوب العراق ولاكن يفر بها الزمن لتصبح فصل...