4.|| الحب ليس حرام

70.1K 4.2K 1.2K
                                        

الفصل الرابع : الحب ليس حرام

.
.
.

« إن بعد العسر يسر ... فلا تخشى من تدبير الله »

....................................


أدخلت آفرا بطاقتها  في الآلة المصرفية لتسحب مالها والذي هو راتبها لشهر سبتمبر، بعد انتهاءها غادرت المكان على الفور مفسحة المجال لمن بعدها. وقفت عند محطة الحافلات وبدأت بعدِ أموالها و تقسيمها على حاجياتها داخل عقلها مثل العادة و النتيجة كانت أن المال سيكفي لهذا الشهر إذا التزمت بالخطة المرسومة في ذهنها، فتحت حقيبة ظهرها ورمت البطاقة بإهمال أما النقود فدستها  في الجيب الداخلي، لمحت القلم الذي أعطه لها الطالب ذلك اليوم وأول ما خطر ببالها هو ملامح وجهه الرجولية المميزة. وضعته بين قبضة يدها وسحبته بسرعة حينما توقفت الحافلة أمامها. .....

سارت نحو المدرج و هي تتوقع أن تجد ذلك الطالب يقرأ مثل عادته لكن خاب ظنها عندما دخلت ولم تجد أحد. وكانت هي أول الحاضرين،  احتارت أين تجلس وبعد مدة من التفكير أخذت المقعد الأمامي مثل ذلك اليوم.
بمرور لحظات دخل  إبراهام بهيبته الرجولية متمتمًا بصوت يسمعه هو دعاءه المعتاد، وميضٌ الصدمة عبر وجهه لأنه وجد من سبقه، ظلت تحدق به دون حياء وكأنها كانت تنتظر قدومه. استغفر ربه ونبس
"ربي أدخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق"

كانت هي تعقد ساعديها أمام صدرها وتراقبه رفعت حاجبًا حين توجه للجهة الثانية من المدرج وجلس في المقعد الثاني، هل غير مكانه بسبب أنها أمام مقعده المعتاد؟، بدأت قدمها اليمنى تهتز بسرعة لفرط تفكيرها المبالغ، شدت قبضتها على القلم حتى كادت تكسره، تدفقت العديد من الأسئلة بذهنها، هل يتهرب منها؟، ماذا يتقصد بتحاشيه لها؟. لقد زودها فهي ليست فيروس قاتل عليه تجنبه زفرت أنفاسها واستقامت من مكانها. عدلت قميصها الأسود قبل أن تتوجه إليه، غفل هو عن رد فعلها وانغمس في عالمه عند اللحظة التي جلس بها. توقفت في مكانها وانقبض صدرها حين فرق شفتيه وبدأ بتلاوة القرآن

« أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ *قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَـٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ۗ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ ۗ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ» [الزمر9/10]

تجمعت الدموع حول أهدابها وانشرح صدرها براحة، لا تعلم لماذا حصل هذا لكن هو السبب بالتأكيد، تساءلت إن كانت هذه تعويذات أو طلاسم سحر تخرج من حنجرته. كلماته غريبة اللغة لكن السر في صوته الذي يبث السكينة في الفؤاد. لقد رجف قلبها هذه المرة غير كل مرة، لقد تأثرت اليوم لدرجة أن أذانها لم تكتفي و طمعت في أن تسمع المزيد. إقرأ أيها الشاب و روي فؤادها أو قُل لها سرك الشافي همس صوت عقلها فأرعبها ذلك فقد أدركت أنها تتعلق بشيء خطأ.

صراطٌ مستقيم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن