16|| لم تتغير يا أبي

5.4K 452 295
                                    

الفصل السادس عشر : لم تتغير يا أبي .
.
.
.
.

« حملة مقاطعة المشاهير .... لاحاجة لنا بمن لا يدعم قضيتنا .»

.......................  


في ذلك المساء، كانت الغرفة تتنفس الهدوء، ولايسمع سوى نقرات لوحة المفاتيح تتردد في الأرجاء. كان إبراهام، غارقًا في بحر من الأفكار، يتنقل بين الأسطر الرقمية، يبحث عن أي ثغرة لم يلحظها مسبقًا في عمله. الضوء الخافت من الشاشة يلقي بظلاله على ملامحه المتأملة، التي سبحت فجأة في الذكريات التي حصلت قبل يومين ، حينما ارتفع صوتها معلنًا إيمانها بالشهادتين. مايزال يشعر بالسعادة نفسها وأثرها يتردد في أعماقه.

فجأة، تحركت الستائر بخفة على إيقاع انفتاح الباب فرفع عسليتيه حينها ليرى مريم وهي تنزلق للداخل ترتسم على وجهها ابتسامة تضيء الأركان، وفي يديها تحمل صينية تزينها كأس عصير التفاح وقطعة كعك من الفروالة.

سألت بفضول

"ما الذي تفعله؟"

أغلق إبراهام الحاسوب برفق،  وأجاب بصوت يحمل نبرة الاطمئنان

"كُنت أتأكد أن البحث لا ينقصه شيء، فغدًا يجب أن أعرضه."

بدفء أخوي دعت له

"وفقك الله إذن."

وضعت الصينية بعناية على المنضدة الجانبية، وهي تنظر إليه بعينين تلمعان بالحماس والفخر

"إبراهام، كلاهما من صنع يديّ، عليك أن تتذوق وتعطيني رأيك."

أجاب وهو ينظر إلى ماصنعته بتقدير

"أنا متأكد أن مذاقه أكثر من جيد."

وبعد أن سمى الله، أخذ قضمة،  يتذوق كل نكهة في الكعكة، مستمتعًا بالمزيج الرائع الذي أعدته يدا أخته الصغرى

ضحكت بخفة، وفي تلك اللحظة، وقع نظرها على الأوراق المبعثرة فوق مكتبه. شدتها التصاميم المعقدة والدقيقة، فسألت بفضول

"هل التصاميم لك أخي؟"

رفع إبراهام نظره  نحو الأوراق

"لا، إنها لإلياس."

صوته كان يعبر على إعجابه  واحترامه لعمل صديقه.

لم تقول شيء غير أنها اندفعت بإعجاب ، وتناولت الأوراق بين يديها، تتأمل كل خط وزاوية، وأعربت عن إعجابها بصدق

"ما شاء الله، صديقك مهندسٌ حقيقي."

أومأ إبراهام موافقًا، وهو ينظر إلى التصاميم بعينين تشعان بالطموح

"هذه التصاميم ستكون مشروعنا القادم."

اعتلت الصدمة ملامحها
" تعاقدتم معه "
"إنه يستحق ذلك  "

صراطٌ مستقيم Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ