15 || انتهت رحلتي

2.7K 243 156
                                    

الفصل الخامس عشر : انتهت رحلتي .
.
.
.

« لا إله إلا الله وحده لاشريك له...»

..................

في الغرفة الهادئة، تجلس آفرا بجانب ليديا على السرير، تتشاركان لحظة من الصمت والتأمل. نظرت آفرا إلى النافذة، حيث تتسلل أشعة ضوء القمر  إلى داخل، فشعرت بنسمة من السلام تغمر قلبها. التفت إلى ليديا، وبنبرة صوت ملؤها الثقة والهدوء قررت أن تروي لها جزء من قصتها

"لقد كانت رحلة البحث عن السلام الداخلي طويلة وشاقة، لكن في لحظات اليأس، وجدت النور في الإسلام.  الأمر مجرد اعتناق لدين جديد، بل كان اكتشافًا لمعنى أعمق للحياة."

تابعت وهي تصف كيف أن القرآن لم يكن مجرد كتاب، بل كان ملاذًا ومصدر إلهام

"كل آية كنت أقرأها، كانت تبدو كأنها تتحدث إليّ مباشرة، تعطيني القوة لتجاوز الألم والحزن. ومع كل صفحة، كنت أشعر بأنني أتحرر من قيود الاكتئاب التي كانت تثقل كاهلي."

توقفت للحظة، وابتسمت بحنان

"كانت هناك أوقات شعرت فيها بالسرور الغامر، وأوقات أخرى بالأحزان العميقة. لكن الأهم من ذلك كله، هو أنني وجدت السكينة والاطمئنان في قلبي، وهذا ما كنت أبحث عنه طوال حياتي."

صوبت حدقتيها الزرقاء صوب خاصة ليديا البنية  ورأت  فيهما انعكاسًا لمشاعرها المتضاربة، فأدركت أنها ليست وحدها في هذا الطريق. وما تشعر به هي تشعر ليديا أيضا به

"لقد فرحتُ لقرارك هذا "

قالت ليديا بصوت يعبر عن صدق المشاعر

"دعوة الله من كل قلبي أن يهديك للطريق الصحيح وقد أُجيبت الدعوة."

شدت على يدها برفق، وكأنها تؤكد دعمها ومشاركتها لهذه اللحظة المهمة في حياة صديقتها، وأكملت بنبرة تحمل الود والاهتمام

"إذن نذهب غدًا للمسجد لتنطقي الشهادتين."

"أجل، لكن سنذهب لإشبيلة."

قطبت حاجبيها باستغراب

"ولماذا؟"

"أبراهام دعاني لإفتتاح مسجد بإشبيلية وأريد أن أعلن إسلامي هناك."

كانت عيناها تلمعان بالإثارة والترقب للحظة التي ستغير حياتها.

أومأت لها برأسها موافقة
"كما تريدين، المهم أنك ستصبحين مسلمة."

ضحكت آفرا، وكأن الفرحة قد ملأت قلبها، وأضافت الأخرى بحماس،

"قولي لي الآن، هل نتصل بصوفيا ونخبرها بقرارك؟"

قطبت آفرا حاجبيها، وكأنها تزن الأمور في ذهنها

"أتوقع أنها منشغلة الآن، فقد كنا نتحدث قبل ساعة وقالت أنها متحمسة لمشاهدة أول بث لزوجها."

صراطٌ مستقيم Where stories live. Discover now