5.||المسبحة

54.3K 3.9K 942
                                        

الفصل الخامس: المسبحة

.
.
.
.

« ألا بذكر الله تطمئن القلوب .... سبحان الله »

....................................

نزلت آفرا من السلالم ركضًا لأنها لم تستيقظ باكرًا كالمعتاد وغرقت في نومها بسبب الإرهاق، ألقت نظرة على الساعة المعلقة على الحائط ووجدتها تشير لثامنة و عشرين دقيقة والمحاضرة الأولى ستبدأ بحلول التاسعة لذا من المؤكد أنها ستصل مع الوقت وهذا ليس ما يشغلها، فالدافع الحقيقي وراء سرعتها هو رغبتها في سماع صوت إبراهام مثل العادة لكنها لن تعترف بذلك وتحاول اقناع ذاتها أنها تعودت على الوصول قبل الجميع لا غير.

سكبت لقطتها الأكل في إناء صغير، ثم رمت الحقيبة بإهمال على ظهرها وتوجهت نحو الباب، اعتلت الصدمة ملامحها الباهتة عند فتحه ورؤية ابنة خالها ليديا على وشك أن تطرق

"صباح الخير آفرا "
لأول مرة لا يروقها تواجد ليديا ولم تستطع أن تبتسم لها وترحب بها، لاحظت الأخرى ذلك فسألت
" هل أتيت في وقت غير مناسب ؟"
حركت رأسها بالنفي وأفسحت لها المجال لتدخل
" لا تفضلي بالدخول "
قادتها إلى غرفة المعيشة التي كانت في حالة فوضى، تجاهلت ليديا ذلك وجلست عكسها هي التي بقيت واقفة بغير قصد. فعقلها هنا لكن قلبها معلق في المدرج

" يبدوا أنك مستعجلة آفرا لذا لن أخذ من وقتك الكثير"
" اعتذر لكن لدي محاضرة مهمة "
ردت عليها بينما تعبث داخل حقيبتها
" توقعت أن محاضرتك ستكون على التاسعة؟"
" أجل "
قرنت حاجبيها بفضول وسحبت ملف ورقي قبل أن تستفسر بعفوية
"ولما أنتِ مستعجلة مازال الوقت مبكرا ؟ "
هزت كتفيها بلامبالاة
" لاشيء فقط أحب أن أكون أول من تصل "

مطت ليديا شفتيها بتعجب فحقا هذا أمرٌ غريب ابنة عمتها أصبحت تحب الذهاب مبكرا وللمحاضرة أيضا، تجاهلت هذا التغير وقررت الدخول في الموضوع الذي جاء بها لهنا. فتحت الملف وقدمت لها الأوراق التي بداخله فائلة ببهجة

" أفرا المنزل أصبح رسميا لك"
اقشعر بدنها ولم تتفوه بحرف بل ألقت حقيبتها أرضا وأخذت الأوراق من يدها بصمت، جلست وشرعت في قرائتها بتمعن، خالها وفى بوعده لكن كيف انتصار على الطاغية والدها.

مازالت تذكر ما حدث قبل شهرين ونصف تقريبا، كيف كان يقف والدها بهيبته في منتصف بيتها بكل جرأة، لم تتغير ملامحه كثير غير أن بعض التجاعيد ظهرت أسفل عينيه تعطيه سنه الخمسيني و الشيب غزى مقدمة رأسه. لكنه مازال متجبرا و طاغيا كما عهدته دائما لم تتجرأ على التفوه بحرف ليس خوفًا منه بل كرهًا له. فمنذ انقطاع التواصل بينهما لم تهتم لمعرفة أخباره أو سماع صوته.
فرق شفتيه قائلا باستخفاف

صراطٌ مستقيم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن