اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
في غرفة شبه معتمة بسبب ضوئها الخافت وستائرها ذات النسيج السميك الذي يحجُب ضوء الشمس وقفت آفرا من سريرها وظلال الإرهاق باديةٌ على ملامحها المتعبة تحركت ببطء شديد نحو منضدة الزينة لتفتح الدرج بيد مرتعشة.
سحبت علبة الدواء التي تقدم لها الراحة المؤقتة من وطأة الألم النفسي الذي تعاني منه، علبة أقراص مضادة للإكتئاب.
رفعت عينيها الغائرتين لتلتقي بإنعكاسها في المرآة، نظرتها كانت حاملةً لقصصًا من الأسى واليأس، تسللت السخرية إلى زاوية فمها فحتى انعكاسها يبدو كأنه يشفق عليها، جسدها الهزيل يرتجف بسبب القلق الذي لا يفارقها وصوتها الداخلي يصرخ بها ويستغيث لتبتلع حبة الدواء. بشرتها الشاحبة تكاد تكون شفافة والهالات السوداء حول عينيها تشهد على الأرق الذي تعانيه نتيجة التفكير المستمر ... بعد أن تأملت نفسها همست بصوت محمل بالاحتقار
"أنتِ مقرفة آفرا"
ابتلعت حبة الدواء وبغضون دقائق شعرت بالراحة المؤقتة تتسلل إلى جسدها المرهق .. شقت طريقها ببطء نحو الحمام حيث رطبت وجهها بالماء البارد محاولة إيقاظ نفسها من الغشاوة الثقيلة التي أثقلتها.
ارتدت بنطال الجينز الأزرق الذي بدا فضفاضًا على جسدها النحيل وقميصًا أبيض اللون لا يعكس لون الحياة التي تعيشها نظرت إلى انعكاسها في المرآة مجددا وشعرت بالمرارة تجتاحها أصبحت كهيكل عظمي يسير بلا روح.
تجاوزت تلك الأفكار المعتادة والتقطت قبعة البيسبول السوداء، وضعتها على رأسها تاركة شعرها الأحمر الناري الذي وصل بالكاد إلى كتفيها ينسدل بحرية على ظهرها.
في الماضي، كانت تحاول وضع مساحيق التجميل على وجهها لتخفي شحوب بشرتها وملامح الإرهاق التي استقرت عليها لكنها سرعان ما توقفت عن المحاولة وفشلت في ذلك، الآن لم يعد يهمها الأمر على الإطلاق.