الفصل السادس : أريد أن أدرس الإسلام
.
.
.«ما تحسّر أهل الجنة على شيء، كما تحسروا على ساعة لم يذكروا فيها اسم الله »
.......................................
ضغطت على زر آلة صناعة القهوة وبينما تنتظر امتلاء كوبها غاست في باطن أفكارها، عقلها كان مشوشا بسبب الكلام الذي قدمه إبراهام في بثه. وتفسير السورة التي تتكلم عن وجود الله رُسِخ في ذهنها، لا تستطيع منع نفسها من التمعن في كلماته والتعمق في المعنى الأعمق لها. ربما طريقة شرحه وانتقاءه الكلمات هي التي جذبتها، فبالأمس لشدة انجذابها سجلت البث كاملا، واليوم وجدت نفسها تعود له وتتابع شرحه و طريقة تحفيظه، لتحفظ سورة الإخلاص لا تدري ما سبب الذي يدفعها لذلك لكن ربما هو الفضول أو شعورها أنها مثل أحد طلبته ..
رفعت كوبها وألقت به مكعب سكر ثم اتجهت لمكتبها، اليوم عطلة ما يعني أنها لن ترى إبراهام أو تسمع صوته، ستكتفي بإنجاز عملها وأخذ راحة طويلة، حدقت ببطاقة الدعوة الموضوعة أمامها فتذكرت الزوجين اللطفين و الابتسامة الصادقة التي كانت ترمقها بها المرأة في كل مرة تحملق بها، تنهدت ورفضت ما يقترحه قلبها بخصوص تغير ثيابها والذهاب للحفلة، ارتشفت قهوتها وأمرت نفسها بجدية
" آفرا سيطري على نفسك و كفي عن ملاحقة أفكارك الغبية"
فتحت الحاسوب لتبدأ عملها وتبعد كل الأفكار الغريبة عن ذهنها، لكن فجأة خطرت لها فكرة لا تحتمل التأجيل، فكرة جعلتها تتركُ ما بيدها وتلتقطت هاتفها ..دخلت صفحة تسجيلات القرآن وراحت تبحث في الأشخاص الذين تتم متابعتهم من قبل الصفحة على أمل أن تجد حسابه لكن خاب ظنها، انتقلت لحسابهم على الأنستغرام و فعلت المثل لكن النتيجة كانت نفسها، عبست ملامح وجهه لخيبة أملها، دخلت مقطع فيديو نشرته الصفحة له وهو يسجل سورة الفاتحة. ابتسمت لا إراديا و هي تسمع صوته وانبعثت راحة غير طبيعية لقلبها.
كان المقطع حديث النشر لكن التفاعل عليه كبير، دخلت التعليقات وراحت تقرأ مدحهم إلى أن وجدت حسابا سُمي "إلياس ذاكر" قام بذكر إبراهام أندروس في تعليق و كتب
_ما شاء الله يا صديقي لقد سحرتني بترتيلك.ضغطت على الحساب و بالفعل كان هو لأن صورة الملف الشخصي تعود له. لكن المعضلة أن حسابه شخصي يتابع 25 حساب و يتابعه 8 أشخاص ولديه أربع منشورات. حقا أرادت استكشاف من يتابع و هل المنشورات هي صوره أم ماذا.
كان عليها أن تتابعه لتعرف الإجابة عن تساؤلاتها، لكن هل سيقبل المتابعة أم يرفضها؟ ... تخلت عن الفكرة و غادرت الحساب بعد أخذِ لقطة شاشة له
**********************
خرجت مريم للحديقة الخلفية في بيتهم، حيث كان يجلس أبراهام على المقعد وأمامه كتابين فوق الطاولة وبين يديه أيضا كتاب وقلم رصاص.

أنت تقرأ
صراطٌ مستقيم
Spiritualكانت فتاة ملحدة تعاني من الاكتئاب ..... و كان هو الطالب الملتزم الذي يرتل القرآن في المدرج كل صباح . " صِف لي دينك في كلمتين " " صراطٌ مستقيم "