رواية (ما حاك في القلب خاطر)...

By Judy-akerman29

8.8K 335 254

أنا لست متشائمة .. لست سوداوية النظرة .. أنا فقط مؤمنة أن لكل انسان ثمن ... تشدقك المضني بأنك لست للبيع , لا... More

الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الواحد والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الواحد والثلاثون
سأتوقف عن تنزيل الرواية
مهم+عيد مبارك
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون

الفصل الحادي عشر

187 15 7
By Judy-akerman29

عيد مبارك وينعاد عليكم بالصحة والعافية وكل عام وأنتم بخير وسلامة وعساكم تكونوا بخيرو يا أحلى متابعين🥺 متفاعلين ومتابعين صامتين🌚😭

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مستلقيا في فراشه يتذكر الحوار بينهما في المقهى و كيف انتهى, وعدم تصديقه حتى هذه اللحظة بعد كل هذه السنوات من حب لا أمل في الشفاء منه

كيف انحدر بهما الحال الى هذه الدرجة ما أن بدأت الظروف في التحسن و لاحت لهما اشراقة شمس من بعيد على استحياء؟!

سمع صوت صرير باب غرفته القديم ذي المفاصل الصدئة القديمة و رأس أمه يطل منادية

"هل أنت نائم يا ساهر؟"

استقام جالسا في فراشه وهو يقول بخفوت

"بل مستيقظا يا حاجة، تعالي"

ابتسمت أمه وهي تدخل ناظرة اليه بمحبة ثم قالت بحرارة و اشتیاق

"لا حرمني الله من رؤيتك منيرا غرفتك و سريرك دائما يا حبيبي لا أصدق أن العطلة بدأت و أنك هنا في بيتك أخذك بين أحضاني كلما أردت"

ربت ساهر مبتسما على حافة السرير الجاف شديد القسوة قائلا

"تعالي يا حاجة بجواري فلم أشبع منك بعد"

جلست أمه بجواره فتلقته بين أحضانها كما اعتادت دائما ... لم يمنعها حجمه الذي بات يعادل حجمها ثلاث مرات على الأقل وهو كذلك أراح رأسه على صدرها متنهدا

"اشتقت لذراعيك جدا يا أمي جدا"

ربتت على شعره و هي تتنهد كذلك قائلة بحزن

"الغربة و ما أقساها يا ولدي، لكن ما باليد حيلة، سنة الحياة أن يذهب كلا منكم في طريقه سعيا خلف مصلحته وتحسین حياته"

أغمض ساهر عينيه بملامح مجهدة وقلب مهموم فربتت والدته على ظهره مبتسمة

"لكن هناك ما يزعجك منذ عودتك، تحديدا بعد مقابلتك الأولى مع نسيبة، ليس من عادتك ألا تراها لمدة يومين كاملين بعد أشهر طويلة من الغياب ماذا حدث؟ هل تشاجرتما؟"

كتم ساهر أنفاسه و قتمت ملامحه، ما الذي يستطيع قوله الآن؟! لو قال لأمه الحقيقة لاهتزت صورة نسيبة في عينيها، نسيبة و أسرة نسيبة إمتداد لأسرته قبل حتى مولدهما

البيت واحد والأهل واحد و المحبة لا يزعزعها شيء, لكن الصورة قد تهتز وهو أدرى بذلك

فتح فمه يحاول الكلام فلا يجد ما يسعفه، فحثته أمه قائلة

"قل يا بني ولا تخشى شيئا أهو شيء يخصنا؟! احك لي الأمر ولا تقلق باذن الله محلولة, فأمك رغم بساطتها لديها حل لكل معضلة"

هز ساهر رأسه غاضبا متنهدا بقسوة, ثم قال أخيرا مختصرا الكثير من الحقيقة عمدا

"نسيبة تريد الزواج بأسرع وقت"

لم يستطع إكمال الكذبة, فلسانه لم يطاوعه مطلقا والقسوة بداخله تتضاعف الا أن إجابة أمه كانت كالترياق المهدئ للأعصاب

"حقها طبعا"

رفع ساهر وجهه القاتم ينظر الى ملامح أمه البسيطة ثم قال بخشونة

"أنت لا تفهمين يا أمي"

ردت عليه بحزم

"بل أنت الذي لا تفهم ست سنوات خطبة و قبلها سنوات عدة تم حجزكما بالكلمة لا تعد فترة بسيطة و أنت تعرف مدى صعوبة هذا الوضع على أي فتاة و على أهلها والله كنت أريد أن أحادثك في الموضوع لكن خشيت أن أزيد ضغوطك وإحساسك بالهم الملقى على عاتقك"

أغمض ساهر عينيه إحساسا بالذنب وهو يهز رأسه بقنوط ثم قال مسربا الحقيقة في قطرات كمرارة العلقم

"لم يكن التأخير بسببي، نسيبة تريد السكن في مكان يتجاوز امكانياتنا"

رمشت أمه بعينيها وترددت لحظة ثم لم تلبث أن كررت بحزم مرة أخرى

"أيضا هذا حقها"

نظر ساهر الى أمه بدهشة فأومأت برأسها قائلة

"وهل نسيبة ككل البنات يا ساهر؟! الفتاة يحسدك عليها الجميع, جمال وتعليم ووظيفة والأهم من ذلك أخلاقها لا غبار عليها .. طوال فترة غيابك تعادل مئة رجل في الصرامة و عدم التهاون وكانت توصل الينا المبلغ الذي حددته كل شهر كالساعة . أنت تعرف والدك حاله بسيط مثلي و أخاك لن يجيد التصرف و أختك ستفشل حتما أما هي فكانت تنجز كل الأمور و كأنك تركت رجلا مكانك في غيابك"

ابتسم ساهر ابتسامة ساخرة وهو يهز رأسه قليلا, الا أن أمه لم تلاحظها و قالت تقنعه و هي تضع يدها على صدره

"المهم الا تحمل نفسك ما لا طاقة لك به"

قال ساهر بصوت متوتر حرج

"ليس تماما يا أمي لكن المكان الذي تريد نسيبة السكن به، سيحد من قدرتي على المساعدة في زواج رحاب"

قالت أمه بحنان

"وهل ما أرسلته لها بسيط يا حبيبي؟! لقد أرسلت اليها الكثير بالفعل ولو اقتضى الأمر يمكن لأختك أن تؤخر الزواج سنة الى أن يتحسن وضع خطيبها كما أكرمك الله و تحسن وضعك"

هتف ساهر منفعلا حتى توترت أصابعه فوق ذراع والدته

"والله لن يحدث لن تؤخر رحاب زواجها"

قالت أمه محاولة الكلام بهدوء قدر الإمكان

"لا تقسم سنحاول تدبير الأمر قدر الإمكان وعسى الله أن يوفقنا، لكن العدل يقول أن تتزوج أنت و نسيبة أولا, فمالا أرضاه لابنتي، لا أرضاه لبنات الغير خاصة نسيبة و هي تعد واحدة من بناتي"

هتف ساهر بغيظ

"ولما لا نسكن منطقة تشبهنا و تشبه أهلنا؟! ما العيب في إذلك؟"

قالت أمه تقنعه بقبضة مضمومة على صدره

"يا بني يا حبيبي وهل ستسكن نسيبة في الشقة الفخمة وحدها؟ ألن يكون بيتك أنت أيضا! و هل تظن أنني لا أتمنى لابني أن يسكن في أفضل مكان؟ والله أتمنى لك عيش القصور يا ولدي لو كان الأمر بيدنا"

زفر ساهر بقوة وهو ينظر للسقف لا يعلم ما هو الصواب فربتت أمه على صدره قائلة

"لا تحتار كثيرا يا حبيبي و توكل على الله، لقد تعبت كثيرا و آن لك أن تفرح، هيا اذهب الى بيت خطيبتك و راضها أما عن أختك فلا تقلق, ستتزوج هذا العام باذن الله فلا يحمل ضميرك أي عبء، في النهاية أختك مسؤولة من خاطب ملزوم بتوفير كافة شيء لكن في حالتك أنت من عليك أن تتعب لنفسك"

نظر ساهر الى أمه قائلا بخفوت

"لست مرتاحا يا حاجة"

قالت أمه بثبات و هي تشد على معصمه

"وأنا أمك و أقول لك اذهب إلى خطيبتك و اتفقا على موعد الزفاف هيا"

۱۰:۱۱

تدور في غرفتها كالمجنونة لا تعلم هل تسرعت و تهورت أم أنها تصرفت التصرف الصحيح

لم يخنها ذكائها من قبل والغريب أن إحساسها كان مرتبطا ارتباطا وثيقا بذكائها كما المعتاد، فحتى لو خانها العقل مرة يتدخل إحساسها بالتصرف المثالي و يتبين لها في النهاية أنه التصرف الأذكى على الإطلاق، لكن الآن ماذا بها؟! لقد تصرفت وفق حدسها و ألقت شرارة الحرب و التهديد حين رأت منه صلابة في الاقتناع، ترى هل تهورت؟

اتجهت الى النفاذة المتآكلة و أبعدت الستار ذو الثقوب العديدة تنظر الى الطريق الترابي الفقير, فمطت شفتاها بقرف متنهدة بعنف ستفعل أي شيء لتغادر هذا المكان القذر، أي شيء

رفعت أصابعها تعض على مفصل سبابتها بتوتر مشحون كاد أن يفتك بأعصابها

لماذا تأخر؟! لم تتخيل أن يحتاج تهديدها منه كل هذا الوقت في التفكير، ساهر يعشقها, ولو كان هناك فوق العشق عشقا لكان هو ما يربطه بها

شردت عيناها بعيدا وغامتا بقلق هل تذهب إليه معتذرة لو لم يأت هو إليها؟

تبا ستضعف حجتها وتظهر كمن ليس متأكدا من صواب قراره!

سمعت صوت طرقا على باب الشقة تلاه استقبال حافل في الخارج واسمه يتردد ببهجة في المكان, مما جعل الغيم في عينيها يتحول سريعا الى بريق أشبه بشهب خاطف منبعه التوهج الظافر في صدرها قبل أن تترك الستار لتخرج جريا

كان ساهر ينحني حاملا إحدى شقيقتيها وهو يتأوه ضاحكا

"لقد كبرت للغاية وثقل وزنك ولم يعد من اللائق حملك"

قفزت شقيقتها أرضا و هي تهتف بسعادة

"ماذا أحضرت لي معك؟"

هتفت أمها بغضب

"يا قليلة الأدب ألم تكفك الهدايا التي جلبها لك منذ يومين؟!"

بينما اختطف شقيقها الأصغر الكيس من يده قائلا ببهجة

"ساهر أصبح يحضر لنا هدايا في كل زيارة، ماذا لديك؟"

ضحك ساهر وهو يترك له الكيس محررا وهو يهتف إثر اختفاء شقيقها و شقيقتها

"اقتسماه بينكما بالعدل"

حينها قالت أمها بلطف متوترة

"كلفت نفسك يا ساهر، ليس عليك أن تأتي محملا بالكثير كل مرة"

ربت ساهر على كتفها قائلا بهدوء

"هذا شيء بسيط لا يستحق الذكر"

كانت ضحكتها متوترة و هي تفرك أصابعها بقلق فرفع عيناه خلف كتفها ليبصر نسيبة واقفة عند باب غرفتها تنظر اليه بلهفة و رغما عنه كانت لهفته أشد

لم تحاول التزين وكأنها خرجت مسرعة بقميص نومها و شعرها الفوضوي و مع ذلك لم تبد أكثر جمالا قبلا

عيناها الإغواء بعينه و فمها شهي حد الإجرام و هي تعض عليه بحركة تخبره أنها كانت متوترة تنتظره بفارغ الصبر

نقلت أمها عينيها بينهما ثم ابتسمت قائلة لساهر

"تفضل بالجلوس يا حبيبي"

الا أن نسيبة كانت أول من تحرك فاتجهت إليه مباشرة حتى أمسكت بكفه قائلة بتحد و هي تنظر الى عينيه بجرأة

"سآخذ ساهر الى غرفتي يا أمي أريد الكلام معه على إنفراد للحظات"

أومأت اليها أمها بشبه إيماءة و هي تحدجها بنظرة قوية لم يراها ساهر، معناها الا تتمادى سواء في العناد أو في الإغواء، لكن نسيبة ابتسمت له ابتسامتها العريضة و هي تأمره بنظراتها أن يتبعها قسرا, حتى وهي ممسكة بكفه خوفا من أن يهرب

تبعها بملء إرادته حتى أدخلته غرفتها ثم أغلقت الباب لتلتفت إليه بعينين براقتين مما جعله يسحب نفسا خشنا مرتجفا على الرغم من الجفاء البادي على ملامحه فتلك الشفتين لم يقبلهما منذ شهور والإرادة تخونه الآن لكن العقل لا يزال غاضبا فقال بصرامة

"قبل أي شيء"

إلا أنها همست تقاطعه بجنون و هي تتجه إليه مسرعة و عيناها تتلاعبان بعينيه

"قبل أي شيء أنت لم تقبلني منذ شهور"

"ولم يجد الفرصة للرد عليها فقد أحاطت عنقه بذراعيها تميل برأسها تمنحه عذوبة شفتيها بكل كرم مغمضة عينيها و من يكون هو ليرفض العرض السخي! فأقبل عليها بكل جنون المنفى الصقيعي و شهور العزلة وكآبتها يضمها الى صدره بكل قوته مطبقا جفنيه ينهل بكل قوته من دفىء ما تركه هنا وابتعد"

يتبع...

Continue Reading

You'll Also Like

5.1K 61 27
نصبت لك فى قلبى اشواكا قلبا يدعوك للحب يمزقك بحثت عن حلاوة عينك فلم اجد سوى رمادا يحكى قصتك والمثير ان عيناك رات عيناى بحرا يضيئه البرق فيلحقه الرعد...
1.9M 48.4K 45
حب و عشق وكراهية وعودة وفراق وحنين وشوق وإبتعاد وجفاء ... جميعها مشاعر متناقضة ومتضاربة لن تجدها سوي ف عهد الذئاب الجزء الثاني من رواية صراع الذئاب ب...
306K 7.5K 38
ًً القصة حتكون قصه فتاه من بغداد يتيمه الأب تذهب فصليه لشخص كلش ضالم وقاسي نذهب بسبب ابن عمها والي ينطوها فصليه همة عمامها وجدها القصة حتكون كل...
173K 4.5K 26
رواية بقلم الكاتبة المبدعة والمتألقة نيفين ابو غنيم.. الجزء الأول من سلسلة مغتربون في الحب حقوق الملكية محفوظة للكاتبة نيفين ابو غنيم..