لكنك وعدتني

By Kamy_army

7.7M 374K 398K

" سَــتَتركينَ الـدِراسة مِــن الــغدِ.. لَــقد سَـحبتُ مـلفاتكِ مِــن الـجامعةِ بـالفعل ..! " " مـالذي تَـ... More

ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..1
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..2
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..3
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..4
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..5
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..6
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..7
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..8
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..9
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..10
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..11
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..12
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..13
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..14
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..15
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..16
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..17
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..18
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..19
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..20
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..21
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..22
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..23
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..24
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..25
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..26
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..27
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..28
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..29
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..30
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..31
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..32
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..33
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..34
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..35
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..36
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..37
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..38
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..39
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..40
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..41
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..42
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني.. 43
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..44
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني.. 45
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..46
كُــــنتَ مَـــــلجَئاً ذات يــــوم
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..47
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..48
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..49
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..50
كُــنتِ فرصــةً لـكني مَــن فَــرطت
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..51
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..52
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..53
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..54
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..55
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..56
إســتفتاءٌ يَـهُمني جوابه..
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..57
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..58
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..59
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..60
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..61
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..62
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..63
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..64
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..65
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..66
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..67
إعلان...

ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..68

150K 7.7K 12.5K
By Kamy_army



مــايعتري وجدانكَ يــمسُني...

..............
10k comments
بدونِ نقطٍ أو إيموجيز حـبايب..

Part 68-----------------------------

تُـمسكُ هاتفها بقلقٍ وبُـندقيتاها تُـحدقانِ
بإسمهِ الذي يتوسطُ الشاشةَ بقلقٍ وتوتر..
إنها المرةُ الثالثةُ التي تتصلُ بهِ ولا يُجيبها..!

مضت ثوانٍ ثقيلاتٌ أخريات انتهى فيهنَّ الإتصالُ
دون إجابةٍ هذهِ المرةَ أيضاً فـ تنهدت بقلقٍ زادَ وتفاقم
ونظراتها تجولت أركان غرفةِ نومهِ بتشتتٍ وضياعٍ..

ماذا سـ تفعل..؟!
أفكارها السلبيةُ زادت..فهي مؤخراً بدأت تخافُ عليهِ
من لقائاتهِ مع عائلتهِ..

ماذا لو حدثَ بينهُ وبينهم شجارٌ حادٌ وإنتكست صحته..!
إصابتهُ لازالت رطِبةً وبالكاد كان يسيرعدة خطواتٍ
بدونِ ألم..!

لكن لحظة..
هـل هو لايجيبُ عليها لأنهُ لرُبما في المشفى الآن..!!؟

لم تحتمل البقاء بهذا الوضع أكثر بعد، فـ نهضت بعجالةٍ
وتركت غرفتهما تُـغادرها وتتجه بأقدامها ذاتِ الخطواتِ
السريعة ناحية الطابق الأرضي وتحديداً صالةِ السينما حيثُ
هناك وانغ مـع إبنتها..

هِـي سـتطلبُ منهُ أن يتصل بـ سـان ويـعرف منهُ
أحوالَ زوجها وسبب تأخرهم في العودةِ..
فهو رحلَ قريبَ التاسعةِ  صباحاً لكن الساعةُ الآن
سَـتُـصبحُ تمامَ الواحدةِ بعد قليل!!

أربع ساعاتٍ لحديثٍ واحد؟؟؟!
ومَـع مَـن..!!
مع عائلتهِ التي تعمد طردها ومنعهم من رؤيتهِ
كي يُـعيد لها كرامتها ويُـذِيقهم من ذاتِ الكأسِ..

يُـحال أن لا يحدث شجارٌ بينهم..!

وضعت يديها على وجهها بتعبٍ ..
تُـمسدُ جبهتها بألمٍ بينما تنتظرُ المـصعد أن يتوقفَ
عند الطابقِ الأرضي..

لـوهلةٍ تمنت لو أنها لم تسمح لهُ بالذهاب..
فـ هاهي باتت الآن تحملُ هـمهُ فوقَ هَـمِ أخيها
الذي ماغابَ عن تفكيرهاً لوهلةٍ..

فُـتِحَ بابُ المُـصعد فـتحركت تُـغادرهُ وتتجهُ
لصالةِ السينما بينما بقيةُ الخدمِ المنتشرينِ في المكانِ
كانوا يُـحضرونَ لوجبـةِ الغداء..

لكن على مايبدو أن غدائهم سيتأخر فلا شهيةَ
لسيدةِ القصرِ بهِ ورئيسهم حديثُ الإصابةِ لم يعد للآن..

وصلت لوجهتها فـتعمدت أن تكون خطواتها خفيفةً
ولا تُـسمَع..هي حرفياً تسللت وكتمت أنفاسها عندما
وضعت يدها على مقبض البابِ تفتحهُ ببطئ..

لمحت ظهرَ وانغ البعيدِ وسط هذهِ الصالة الكبيرةِ
وجنبهُ كانت تجلسُ طـفلتها فـ تجهمت ملامحها بإستياء
كيف ستجذبُ إنتباههُ دون أن تلاحظَ إبنتها..

إنتظرت ثوانٍ اخرى فكرت خلالها بطريقةٍ نافعة
لكنها سرعانَ ما استسلمت وسيطرَ قلقها على أفعالها
فـ طرقت بأناملها البابَ المفتوحَ حيثُ تقفُ هي ، تريدُ
جذب إنتباههما..

وفعلاً حصلَ هذا ووجهُ طفلتها الصغيرةِ أشرقَ
بإبتسامةٍ سعيدة حلوةٍ..

لِـيلي نهضت من جنبِ العمِ وانغ وركضت لأمها
بحماسٍ وسألتها بـ لهفةٍ عن السبب الذي لأجلهِ هي
مُـنِحت ساعاتٍ إضافيةٍ لمشاهدةٍ رسومها المتحركة..

" ماما هـل عادَ بـابا الآن ..؟"

بـلهفةٍ سألت الطفلةُ إمها فـ تنهدت تاليا
ولم تـعرف بما تُـجيبُ إبنتها..

حـسناً هي تعترفُ أنها السبب بذلكَ فـلو أنها
أخبرت ليلي أن والدها ذهب للعمل وسيعود
عندما ينتهي لـما ألحت الطفلةُ كما الآن..
فـ هي أخبرتها أن والدها ذهب لزيارةِ أجدادها
وساعةٌ من الزمنِ وسـيعودُ غالباً وهذا الكلامُ
كانَ في العاشرةِ..

لم تأتي لبالها كلماتٌ مُـبطنةٌ تـجعلُ إبنتها تطمئنُ
فـ نظرت للرجلِ الـشابِ الذي كانت عينيهِ عليهما
بنظراتٍ فهمها المَـعنيُّ..

لـقد فَـهِمَّ السبب الذي لأجلهِ جاءتهم السيدة
فأخرجَ هاتفهُ فوراً يتصلُ على سـان وأنظارُ
تاليا المتأملةٌ باتت على هاتفه..

مٰـضت ثوانٌ ولَـرُبما باتت دقائق..
ولم يُـجب سـان على هاتفهِ أيضاً
فـ إنقبضَ قلبُ تاليا على بعضهِ
وقَـلقها باتَ ذو معنىً وأحـقية هذهِ المرة..

ماذا يحدثُ هنا..
أين هو زوجها..!

...................

أصبحت الساعةُ تمامَ الواحدةِ والنصفِ
وللآن هُـم لم يـعودوا لكن الأجواءَ تغيرت
وإستقرت فـ تلكَ الرسالةُ النصيةُ التي وصلتهم
من سـان قد طمأنت قلوبهم...

تـاليا أخبرتهم أن يضعوا الغداء لـ لِـيلي
فلا تُريد أن يختلَ نظامُ إبنتها الغذائي خصوصاً
وأن سـان لم يُـعطهم وقتاً بالضبط عن موعدِ عودتهم
هو أخبرهم أنهم سيعودون قريباً وأن كل شيءٍ بخيرٍ..
هذا فقط..

لكن متى بالضبط..وكم سينتظرون..هو لم يُـوضح
في رسالتهِ..طمأنَ بكلامهِ الكـل عداها..
زارت الراحةُ الكــل عداها..

هم عـادوا لأشغالهم الطبيعية مطمئنين..
طفلتها ماعادت تَـلحُ عليها وتسألها..

هــم كلهم تصرفوا براحةِ بالٍ لكن لماذا قلبها
ينقبضُ هكذا..!

لماذا هي تشعرُ بالخوف...!؟
إنهُ ذاتُ ذلكَ الخوفُ حينما كان نائماً ويتأرجحُ
بين الحياةِ والموت قبل عدةِ ايامٍ..

تنهدت ولَــكم كانت تنهيدتها ثقيلةً محملةً
بالشَــجن...

هـي وحدها تجلس حول طاولةِ الطعام..
هاتفها أمامها على الطاولة ونظراتها شاردةٌ تائهة..

الساعةُ سَـتقاربُ على الثالثةِ والنصفِ..!

أين هـو.. وأين سنعودُ قريباً تلك..!!

تنهدت مجدداً و بتعبٍ وضعت يديها على
الطاولة لتضع رأسها فوقهما تغمضُ عينيها
بإرهاقٍ من كثرةِ التفكيرِ الذي أعياها..

لكنها ماكادت تغمض عينيها بالكامل
إلا وأتاها إشعارٌ لهاتفها وعلا صوتُ التنبيهِ خاصتهِ
لقد كإن إشعارَ رسالةٍ فـ إستقامت بجذعها
وأمسكت هاتفها بلهفةٍ وتوترٍ..

عيناها تلقفت إسمَ صديقتها فـ خفقَ قلبها
واضطربت .. هل حدثَ شيءٌ لشقيقها..!

فتحت رسالة صديقتها بسرعة لتقرأ ما أرسلتهُ
لها..

- تــاليا هـل زوجكِ عادَ للقصر..؟

عقدت المرأةُ حاجبيها بعدمِ فهم..
زوجكِ..؟
هل جـينا تقصدُ جونغكوك..؟!
لكن ما دخله ولماذا تذكرتهُ فجأةً هكذا..

ضغطت على الرسالةِ مطولاً ليظهر لها خيار
الردِ فـ شرعت تكتبُ لها كما إعتادتا..

- لم أفهم..جينا ماذا تقصدين..؟

كتبت وأرسلت ولكلامها الذي قرأتهُ جينا
شعرت المـعنيةُ أن هناكَ حلقةً ناقصة..

- تاليا أين هو زوجك..؟

- هو ذهب لقصر عائلتهِ ليتكلم معهم
ويجعلهم يعتذرون من تايهيونغ..لقد أخبرتكِ
البارحةُ أنه قرر أن يذهب اليوم..هل نسيتي..؟
الآن أخبريني ماذا تقصدين.. لماذا سألتني عنه
فجأةً هكذا..؟ هل كلامكِ صدفةٌ ام لا..؟

قرأت كلامَ صديقتها فأدركت فوراً أن لاعِلمَ لِـ تاليا
بأمرِ مجيئ جونغكوك لهم..توترت في البداية..تاليا لاتزالُ
متصلة..هي مُـصرةٌ أن تعلم لذا لايجبُ أن تتهور فَـ لربما
كان زوجُ الأخرى أخفى أمرَ مجيئهِ عنها لسببٍ خاصٍ بهِ
ولن تفشي هي بهِ وتُحدثَ مُـشكلةً بينهما..

- كنتُ أقصدُ عودتهُ للقصرِ من عائلتهِ
أنتِ اخبرتني انهُ سيذهبُ اليوم وهو لازالَ
متألماً ولايستطيع التحركَ براحةٍ لذلكِ أردتُ
أن أتأكد أنكم بخيرٍ ولم يُـصبكم مكروه..

بررت جينا بصدقٍ يُخفي الحقيقةَ بينَ ثناياه
فـ هما بعد أنّ تحدثتا كثيراً في الأيامِ الفائتةِ
وبعد أن اعترفت تاليا لها بأنها ما عادت تكره
زوجها ولا تريدُها أن تتحدثَ عنهُ بالسوء..
جـينا بدأت تختارُ كلماتها جيداً ولا تصفُ زوجَ
صديقتها بأي صفةٍ سيئةٍ أو تتحدث عنهُ بكرهٍ..

لقد شعرت بـتعلقِ صديقتها بهِ..!

ولأجل ذلكَ زادَ الحِملُ على عاتقها..فهي الأخرى
بين نارينِ أيضاً..تحاولُ إقناعَ خطيبها لكنهُ يابسٌ
جامدٌ لايرضى الخضوعَ والإقتناعِ..

وعلى ذكرهِ ها هي أختهُ قد أرسلت لها
رسالةً طويلة تسألها عنهُ وعن صحتهِ ومايفعل
وهل لازالَ غاضباً..او هـل هو حزين ..هل سأل عنها..؟
هل إن اتصلت بهِ هذهِ المرةَ سيُـجيبُ عليها..؟
وفي الأخيرسـ  تُـعيد مجدداً هـل أنتِ متأكدةٌ حقاً أنهُ بخير..؟

لقد حفظتها جينا..
هي تفعلُ هذا كل يومٍ..هذا إن لم تفعلهُ مرتين او ثلاث
خلال اليوم الواحد...

هِـي حتى في مرةٍ جعلت صديقتها تتأثرُ
وتبكي عندما اتصلت بها بعد أولِ مرةٍ
رفضَ بها تايهيونغ اتصالاتها..لقد كانت
تاليا وقتها مقهورةً ومصدومةٍ ولا تستوعبُ
الوضعَ الذي هي فيهِ..

لا تـعلمُ ما تفعل..
أ تلتفتُ لزوجها الذي باعَ حياتهُ لأجلها...؟
أم تتركهُ وتهجرهُ لتُـرضي أخاها وسندها الحقيقي
الذي أفنى سنيناً طوالاً من عمرهِ لأجلها..؟

هِـي لا تعلمُ ما تفعل...

......................

الرابعةُ عــصراً...

لــقد غــفت...

جـالسةً على الكرسي بظهرٍ منحنٍ وجــسدٍ
مستندٍ بالكاملِ على الطاولةِ التي تضعُ عليها
رأسها..

إبنتها التي كانت في غرفتها تنامُ وتأخذُ قيلولةَ
الظهيرةِ على وشكِ أن تستيقظَ وتأتي لأمها راكضةً
كأولِ شيءٍ تفعلهُ..

خدمُ زوجها الذين يكونون في حالةِ ركودٍ وهدوءٍ في العادةِ
عند ساعاتِ الظهيرةِ هم على وشكِ الرجوعِ لأعمالهم
والإنتشارِ ارجاء القصرِ مجدداً..

ذلكَ الهدوءُ والسكونُ والوحدةُ التي تحيطُ النائمةَ
على وشكِ أن يُـقطع..

غفوتها التي غرقت فيها منذ دقائق ستنتهي قريباً
وسـتصحو على يدِ أحدهم..

ولـربما هــذا الـ أحدهم هُـو مَـن دخلَ حدودَ قصرهِ
أخيراً وها هو يسيرُ بخطواتٍ مُـثقلةٍ ويقطعُ ذلكَ
الممرَ الفخمَ بدايته..

الى الخلفِ منه كان يسيرُ خادمهُ المُـقرب منه
ويُـناظِرهُ بعدمِ اقتناعٍ وقلقٍ الى الآن..

فـما المغزى من ذهابهم لــشقتهِ وبقائه
هناكَ ساعاتٍ بدلاً من العودةِ للقصرِ حيثُ
زوجتهُ وإبنتهُ وخدمٌ كثيرون يوفرون لهُ سُـبلَ
الراحةِ كلها..

" أيـن هي زوجتي..؟"

صوتهُ الباردُ والباهتُ في الآن ذاتهُ
خاطبَ بهِ أحد الخدمِ الذين ظهروا امامهم
اول دخولهم..فأجابهُ الخادمُ بأنَ السيدةِ
تنتظرهُ في صالةِ الطعامِ وأنها للآن لم
تتناولَ غدائها كي تفعلَ ذلكَ معه...

رآه يُـغيرُ وجهتهُ ويتجه لصالةِ الطعامِ
بذات البرودِ الذي فيهِ فلم يتبعهُ سان
وإكتفى يتنهدُ بتعبٍ...

هناكَ شيءٌ حـصل عندما دخل لقصرِ
تايهيونغ...

جونغكوك الذي دخل
وجونغكوك الذي خرج
هما ليسا واحداً...!

مَــن كان يقفُ عند البابِ حيثُ
صالةِ الطعامِ أنظارهُ كانت على
روحهِ التي تنامُ بحواجبَ معقودةٍ قليلاً
وهَـمٍ ثقيلٍ واضح...

تــقدمَ بخطواتهِ التي لم تـقل ثقلاً
عن ذاكَ الذي يعتري دواخلِ زوجتهِ..
ولَـربما كان ثقلهُ أكبرَ من خاصتها..

ملامحهُ لازالت باردةً باهتةً ولولا تلكَ
المشاعر الدافئة في عينيهِ لما لاحظتَ فيهِ
تغيراً..

الكرسي الفارغُ جنبَ كرسيها قد أُزيحَ بهدوءٍ
بالغٍ وتلكَ الآهاتُ المكتومةُ لإلم الجراحةِ النازفةِ
حُـبِست مجدداً وتم اضطهادها..

حركةٌ قاسيةٌ أخرى فُـرِضت على هذا
الجـسدِ وقامَ مالكهُ بالإنحناءِ للأمامِ ووضعَ
رأسهِ على الطاولةِ حيثُ تغفو جــنتهُ..

قربَ رأسهُ من خاصتها
حتى ألصقَ الجبهةَ بالجبهة..
والأنفَ بالأنفِ..
وباتَ النفسُ الذي يُـخرجُ من جسدِ أحدهما
يدخلُ جسدَ الآخر ويُـدفئهُ..

الإبتسامةُ المريرةُ لإبن السادسةِ والثلاثينَ
رُسِـمت بقهرٍ وظهر إحمرارُ كـبتِ الدموعِ التي
لن تخرجَ هذهِ المرةَ على ما يبدو..

فلا فـائدة...

أنفاسهُ لأفكارهِ الأليمةِ كانت وتيرتها وشدتها
مُـختلفةً ومُـناقضةً لهدوء خاصةِ تاليا..

ولــهذا الإختلافِ بينهما وإصطدامِ انفاسهِ
ببشرةِ مَـن تنامُ على ريشةٍ..
وقلقها واضطرابها كان المسيطرَ على نومها..

أجفانها رفرفت تـكشفُ عن عينيها النعستينِ
رموشها كادت تلتصقُ بخاصة زوجها الذي
يُـلصقُ رأسهُ بخاصتها..

تلكَ المجراتُ السوداءُ الهادئةُ ذاتُ الأطرافِ
المُـحمرةِ والمُـدماةِ قابلتها وملئت مدى بصرها..

ناظرتهُ بهدوءٍ تستوعبُ مايجري وأنهُ باتَ أمامها
أخيراً وها هي تشعرُ بدفئ بشرتهِ ضد خاصتها الآن..

" مـتى عُـدت..؟"

همست بصوتٍ خافتٍ حنونٍ ولازالت لم تُـبعد لا أنظارها
ولا رأسها عنه..لكن زوجها لم يُـجبها...هو هـادئ زيادةً
عن اللزوم..

فـ خافت أن يكون قد حدثَ لهُ شيءٌ او أن عائلتهُ قد
إفتعلت ما لا يجوزُ مجدداً..

" هـل عائلتكَ إفتعلوا شيئاً وأتعبوك..؟ "

همست مجدداً..والقلقُ في حروفها واضح..
لقد وصلَ خوفها لزوجها الذي نطقَ أخيراً
يُـطمئنُ روحــه بهمسٍ خافتٍ شابه خاصتها..

" لا.."

" مُـتأكد..؟!"

بعدَ سؤالها هذا هو أغمض عـينيهِ وأخفى تلكَ المجراتِ..
لقد جـعل زوجتهُ ترمش وتُـناظر اجفانهُ
المُـغلقةَ بقلقٍ..

" جـونغكوك.."

لم تهمس هذا المرةَ بل نادتهُ بصوتٍ سُـمِعَ
وتَـمَ الردُ عليها بنبرةٍ مُـحبةٍ هالكةٍ مُـستنجدةٍ
وعيونٍ لازالت مُـطفئة...

" يــاروحــه.."

صوتهُ كان ضعيفاً نعم..
نبرتهُ وحروفهُ خرجت من أعماقِ روحهِ..نعم..
حـوى ردهُ حب العالمينَ أجمع...قطعاً نعم..

لم تصبر...لم ترضى بهذا الحال..
لقد فصلت إلتصاقَ رأسيهما وإستقامت بجذعها..

" أنت لستَ بخيرٍ جونغكوك..!!"
بحزمٍ وغيرِ رضا نطقت هذهِ المرة وعينيها على هيئتهِ
الخاملة فهو لازال على ذات وضعهِ ولم يستقم
بجذعهِ كما فعلت هي..

فتحَ عينيهِ وأفرجَ عن سوداويتاه مجدداً
يناظرها ولازالَ يضع رأسه على الطاولةِ بتعبٍ..
وقد جابه ملامحها القلقةِ بإبتسامةٍ باهتةٍ حلوةٍ
كانت صادقةً لها فقط وتحدث بخفوتٍ يردُ عليها..

" أنا بخيرٍ ياروحــي...لم يحدث
لـي بأسٌ.."

نفيهُ المستمرُ وإدعائهُ الصلابةَ بات يُـحولُ
قلقَ تاليا الى غضبٍ وإستياء وما سببهُ الا خوفها
الذي تزايدَ عليهِ..

" هـل تنتظرُ مني أن أُصدقكَ وأنتَ
بهذا الحال..!؟
لقد ذهبت بوجهٍ وعدتَ لي بآخر.."

عتابها الحلو بنظرهِ وصلهُ فـ رمشَ ببطئ
يناظرها ويناظرُ معالمَ وجهها القلقةِ عليهِ
والغاضبةِ لأجلهِ..هو حتى عاودَ ابتسامتهُ
تلك لكنها هذهِ المرةَ كانت ابتسامةً نـعِسةً وديعة..

" تـعـ..."

" مـــاما.."

صوتُ ليلي الذي وصلَ لأسماعهِ وأوقفَ
حروفهُ جـعلهُ يُـفحجُ عينيهِ بخوفٍ وينهضُ
بسرعةٍ كبيرةٍ مؤذيةٍ يَـجذبُ أطراف سترتهِ
ويُـغطي بها جسده..!

هـو حتى تحدث بخفوت وبسرعةٍ
اول نهوضهِ يخاطب زوجته..

" تاليا هناكَ دماءٌ على قميصي..
لايـجبُ أن تراها ليلي..!"

حــسناً المقصودُ من هذا الكلام هو أن
يمنعَ إبنتهُ من رؤيةِ بقعةِ الدماءِ تلك كي لاتنصدمَ
وتخاف وهـو قد إستعان بـإمها..هذا المنطقُ أليسَ
كذلك..؟

لا..
هذا ليسَ منطقياً...هو يعترف..
فزوجته شهقت بخوفٍ وأبعدت انظارها
عن طفلتهما وأعادتها عليهِ..

هي اندفعت وأمسكت يدهُ التي يشدُ بها
السترةَ وأبعدتها ببعضِ القوةِ التي كانت خفيفة..

نـظرت لدمائهِ بحدقتينِ قد إهتزتا بخوفٍ
وفوراً رفعت عينيها له ولما رآها جونغكوك تنهد
غيرَ راضٍ وتحدثَ بنبرةٍ حنونةٍ..

" تـالي..لاتُـنزليهم..أنا بخيرٍ وهو لايؤلم.."

لم تستمع روحــهُ لهُ ولا صدقته وهذا كان
واضحاً بنبرتها ..

" لقد حـ ـدثَ لكَ شيءٌ وانتَ لاترتضي إخباري..!"

أنهت عتابها تزامناً مع وصولِ إبنتهما إليهما
والتي بإقترابها جعلت والدها يعيدُ جذب طرف سترتهِ
سريعاً يخفي دمائهُ وجعلت إمها ترفع يدها وتدعكَ
عينيها على وجهِ السرعةِ تُـبعد ما تجمعَ فيهما من دموعٍ
لم تـسقط...

هما كأبوينِ صالحينِ أخفيا ما يحدثُ واقعاً وحقيقةً
وإلتفتا لإبنتهما يتجاوبانِ معها وكأن لا بأسَ حاصلٌ
وسَـيحصل..!

لـكن لم تمرَّ الا دقائقُ قليلةٌ وتلاحقهما ســان
الذي جاء مُـسرعاً لصالةِ الطعامِ بعد أن علمَ
أن ليلي ذهبت لـ هناك..

هـو يـعرف بوجودِ دماءٍ على قميصِ سيدهِ
ويعرفُ أن جراحتهُ تضررت وعلى الأغلبِ
هذا حدثَ عندما دخلَ قصرِ شقيقِ السيدةِ..

جونغكوك المُـبتسمُ بسعادةٍ بالغةٍ مزيفةٍ عندما
لَـمِحَ خادمهُ دخلَ الصالةَ هو نظرَ لهُ بنجدةٍ
وســان فَـهم الأمرَ فوراً وأقبلَ عليهم يجذب
انتباه ليلي والتي ابتهجت عندما رأتهُ هو الآخر..
فـهي ومنذ إصابةِ والدها وقتها أغلبهُ كان مع وانغ
وســان مُـنشغلاً عنها دائماً..

بالكادِ أقنعها أن يذهبا ليلعبا معاً ريثما يُـغيرُ والدها
ثيابهُ فهو أتى تواً وبالتأكيدِ هو مُـتعب..

أمها أيدت سان وطلبت منها ذلكَ ايضاً وعندَ
هذهِ النقطة لم تستطع ليلي ان ترفض..
أمها مَـن طلبت منها وليسَ أي بشرٍ...

وبِـحدوثِ ذلكَ ورحيل ضناهُما إلتـفتت تـاليا
لزوجها ونظرت لهُ بــحدةٍ..

غــضبها لازالَ فيها وواضحٌ في معالمِ وجهها
لـكن تلكَ الرقةَ والحِـنو الموجودَينِ في حركةِ كفيها
ناقضا ما تُـبينهُ..فـهي أمسكت جِـذع زوجها بعيداً
عن إصابتهِ وأسندتهُ رغماً عنهُ على جسدها الضئيل
مُـتسببةً بظهورِ إبتسامةٍ مقهورةٍ على وجهِ جونغكوك..

وزوجتهُ الحلوةُ زادتها عندما تحدثت معهُ ببرودٍ وغضبٍ
زائفٍ بينما عينيها كانتا ستبكيانِ مجدداً..

" لِـنذهب للغرفةِ..لايجبُ أن تبقى واقفاً هكذا.."

تنــهد بثقلٍ كبيرٍ وســلمَ نفسهُ لها بالكامل..
فـسارت هي بهما...وأدخلتهما المـصعد هي ايضاً..
ولأن روحــهُ كانت قصيرةً مقارنةً بهِ هو أسندَ
خدهُ على رأسها وأغمضَ عينيهِ براحةٍ وإطمئنانٍ
للحظةِ الحاليةِ فقط..

وهـل تاليا لم تشعر به..؟
هـل هي لم تشعر بـثقلِ روحهِ عليهِ
وهـمهِ الذي زاد منذ عودتهِ والى الآن..؟!

لقد كان يـضحكُ كثيراً في الأيامِ الفائتة..
هو كان سعيداً ومُـبتهجاً رغم وجودِ مشكلةِ
عائلتهِ وشقيقها..

فما الذي حدثَ الآن..؟!
ولِمَ هو يخطو بـثقلٍ هكذا وكأنه يحملُ
هموماً سـ تُـنهي عمره..!

وصــلا لغرفتهِ التي في جناحهِ الخاصِ
ففتحت تاليا البابَ بيدها الحرة وتوجهت
لسريرهِ ومعها جــسدهُ المُـستسلمُ لها..

هو ينقادُ خلفها إنقياداً تاماً كـ مثل
تلكَ الليلةِ التي لم يـنمَ بها في بدايةِ زواجهما..
ولهذهِ الذكرى التي كانت جميلة في عيونِ
تاليا هي إبتسمت بخفة..لكن عندما لاحظت
أنها فعلت ذلك هي تجهمت بسرعة مجدداً...

يجبُ أن تكونَ قاسيةً وشديدةً معهُ فهو مُـهملٌ
لصحتهِ ويريدُ أن يتكتمَ على آلامهُ مجدداً وهي
لن تسمحَ بذلك..

جــلسَ على السرير وإستندَ بظهرهِ على الوسائد
الكثيرةِ خلفهِ ولم تكن تاليا تعرف هل هذهِ الـ آهُ
التي خرجت من ثغرهِ كانت لراحتهِ ام لألمهِ..

هو فتحَ عينيهِ اللتينِ أغمضهما قليلاً اول إستقرارهِ
على السريرِ لِـيُناظرَ روحهُ التي كانت تَـقفُ جنبهُ
وتلتصقُ بالسرير وأنظارها القلقةُ عليهِ لكنها لما
رأتهُ فتحَ عينيهِ إحتدت ملامحها مجدداً ونظرت لهُ
بغضبٍ..

" سُـأحضرُ عدةَ التعقيمِ وآتيكِ..لاتتحرك من مكانك..!"

بعد كلامها الباردِ ذاكَ هي تحركت فوراً تتجه للحمامِ
تحت انظار زوجها الذي رمى رأسهُ على قاعدةِ السريرِ
ببعضِ القوةِ...ماذا سـيفعل..؟!

ما الحل...

عــض على شفتيهِ بقسوةٍ مؤلمةٍ عليهما..
هو يـحبسُ قهرَ روحهِ فيهما لا في عينيهِ..

ألن ينتهي من هذهِ الحروبِ النفسيةِ ويستقر..؟!
لــقد تــعب...الى متى..

" جـونغكوك يَـجبُ أن تُـغيرَ ثيابك..
هذهِ الملابسُ تشدُ على جسدكَ وتُـتعبكَ فوقَ تعبك.."

صوتُ زوجتهِ البعيد صدحَ ومن صوتِ تحركاتها
حزر أنها دخلت غرفةَ الملابسِ وسَـتُحضرُ لهُ ثياباً
من هناك...

فإبتسمَ بقهرٍ بل وحتى كان على وشكِ أن يُـقهقه لشدةِ قهرهِ..
سـ يُـجن...نـعم هو سَـ يُـجنُ رسمياً فما عادت لهُ
القدرةُ على التحمل..

رأسهُ اللعينُ يُـخبرهُ أن يختارَ سعادتها على سعادتهِ
وقلبهُ يرفضُ هذا الشيء..

عــادت لهُ تاليا تـحملُ بيدها الكثير فـ حرر شفتيهِ
وأرخى ملامحَ وجههِ المشدودة يُـقابلها بـهدوءٍ وإسترخاءٍ
ليسَ فيهِ البتة..

وضعت تاليا الأغراض على السريرِ لتضع يدها
على خصرها تُـفكرُ قليلاً وتحولُ نظرها بين الثيابِ
المرمية وبين وجه زوجها الذي إستغرب حالها..

زمت شفتيها بعدمِ رضا وأطرقت رأسها قليلاً تفكرُ
بشيءٍ محددٍ لكنها سرعانَ ما نفت هذا الشيء نفياً
قاطعاً وقد جعلت جونغكوك يفتحُ فمهُ يريدُ أن يسألها
ويفهم القضية..

لكنها لما رأتهُ كان على وشكِ التحدث
نهرتهُ بغضب..

" ولا كلمة...دعني أتخذُ القرارَ وحدي ..!"

تــجهم وجه جونغكوك بغيرِ رضا هو الآخر..
لماذا يشعرُ أن هذا القرارَ يخصه..
لا هو متأكد..إنهُ يخصهُ وهي لاتريدهُ
أن يتدخل في شيءٍ يخصهُ هو..!

تنهدت بعلوٍ محتارةً فزادَ تجهمُ وجههِ ونظرَ
لها بإستياءٍ..

ما الذي فعلهُ لها واللعنة..؟
هو بريئ ولم يتعمد أن يتأذى..ما ذنبهُ هو..
كُـلهُ من رأسِ أخيها..!

" إسمع جونغكوك.."
بـنبرةٍ مُـستاءةٍ وغير مُـستاءةٍ..هو لايعلم هي كانت
منزعجة وغير منزعجة..اللعنة هو لايعلم لذا هو نطق بسرعة
يُـدافع عن نفسهِ بإستماتةٍ..

" تــاليا أنا لا ذنب لي...هـو مَــن أجبرني
على فتحِ جراحتي .."

عقدت تاليا حاحبيها ما إن سمعت كلامهُ
ووضعت يدها الثانيةَ على خصرها أيضاً
نظرت لهُ بتهكم...لقد فتحَ فمهُ ونطقَ أخيراً..
وهي لن تفوت هذهِ الفرصة وستؤجل نزاعَ
أفكارها الحالي قليلاً..

" مـَن هـو..!؟"

جونغكوك نظرَ لها بذاتِ التجهم الذي أصابهُ
هو لا هي هذهِ المرة وتحدثَ يُـجيبها بذاتِ النبرةِ
الأولى خاصتهِ..لكنها هذهِ المرة حوت حقداً وغيضاً كبيراً
على هويةِ من يتكلمُ عنه..

" لا أعلم... هناكَ الكثيرُ من اللعناتِ المتحركةِ
في حياتي وهذا اللعينُ باتَ واحداً منهم..لا هو
ألعنهم....المُـهم أنا لاذنبَ لي.. لاتنظري لي بغضبٍ..
ذلكَ اللعينُ البغيضُ هو السبب..!"

رمشت تاليا بعدمِ إستيعاب..لقد لعن أكثر مما تكلمَ..
هي لم ترهُ بكلِ هذا الغضبِ على أحدهم في السابق..

" أخبرني مَـن هو .. ؟ سأساعدكَ على لعنهِ"
حاولت أن تستدرجهُ ليُـجيبها لكنه نظرَ لها بغضبٍ
بطرفِ عينيهِ فإبتسمت بتوترٍ تُجابهُ غضبهُ..

لكنها فجأةً جاءتها لحظةُ إدراكٍ فتحدث بسرعة..

" إسمعَ أنا مَـن يجبُ أن تكون غاضبةً لا أنت..
أنا التي غَضِبت في البداية..لما تأخذ دوري الآن..
أبعد غضبكَ عني..!"

عقد جونغكوك حاجبيهِ..وتحدثَ يُـبرر..

" ومـن قالَ أني غاضبٌ عليكِ..أنا غاضبٌ
من ذلكَ اللعنةِ...على كلٍ لنهدئ..ماذا كنتِ
تريدين مني قبل أن أقاطعكِ..؟"

ما إن أنهى كلامهُ تذكرت تاليا قضيتها
الأساسية فـرفعت يديها من على خصرها
وكـتفتهما حيث اعلى بطنها بعدم ودٍ ورضا..

هِـي حتى نظرت لهُ بغضبٍ تـخزرهُ وتصغرُ عينيها..
ثم سرعانَ ما نطقت بـغيضٍ ناحيةَ الكلمةِ التي خرجت
مِن ثغرها ..

" بـنطالك..!"

جونغكوك رمشَ مستغرباً لِـينزلَ أنظارهُ على
بنطالهِ يرى مابهِ..فتحدثَ بين ماكان ينظرُ اليهِ..

" مابهِ بنـطالي...ليسَ بهِ شيء.."

لقد بدى كـ طفلٍ صغيرٍ حائرٍ بعينيهِ الدائرتيِنِ تلكُما
عندما رفعهما مجدداً ينظرُ لعيني زوجتهِ ومن ثمَ
يعيدُ نظراتهِ لـبنطالهِ يريدُ معرفةَ الخلل...

تـاليا لم تؤثر بها هذهِ النظراتُ التي وجدتها برئيةً
حـسناً لقد تأثرت وإستلطفتهم قليلاً لكنها مع ذلكَ
خاطبتهُ بذاتِ النبرةِ ولا زالت لم تـفك تكتيف ذراعيها..

" أنا لا أريدُ أن أُغيرَ لكَ بنطالك..سأغيرُ
لكَ الثيابَ العلويةَ فقط..!"

فَـهِمَ مقصدها وما تعنيهِ...
لكنهُ إبتلعَ غُـصتهُ فوراً ولم يجعلها تـكبر..
لن ينظرَ لها بحزنٍ ويُـجددُ جرحهما الذي
إفتعلهُ هو بحماقتهِ وغباءهِ..

كفاهُ ندماً...لِـيعوضها ويُـنسيها..
كـفاه أكلاً بـنفسهِ من القهر...
هـو لا يعلمُ ما سيحدثُ في مستقبلهما نعم
لكنهُ مع ذلكَ لن يدعَ هذهِ الفقرةِ دونَ غفرانٍ..

أياً كانَ الثمن..هو سيمحو هذهِ الذكريات الأليمةِ
من بالها...

وأولُ شيءٍ هو أن يبدءا بالتوقفِ عن الدخولِ
في حالةٍ كئيبةٍ ما أن يتمَ ذكرُ شيءٍ لهُ علاقةٌ بهِ..
لن تتجاوزَ جـنتهُ الأمـر لو بقيا هكذا..

ولذا ها هـو تحدثَ بإعتياديةٍ لا يُريدها أن
تدخلَ في دوامةِ أفكارٍ أليمة..

" ســهلة..نادي لِـي ســان وهو مَـن
ســيسُاعدني يا روحي.."

تـاليا التي فهمت ما يَـقصدُ بكلامهِ هذا
كانت تنوي الردَ عليهِ لكنها لما ركزت مجدداً
عقدت حاجبيها لفقرةٍ معينةٍ بدأت تُـلاحظها فيه..

" لحظة...لِـمَّ ســان بالذات..!؟"

" هـاه..؟"
بعدم فهم خرجت هذهِ الـ هاه من آخر حلقهِ
لكن صدمتهُ زادت عندما سمعَ كلامها الغاضب..

" ألا ترى أنكَ مُـقربٌ من ســان زيادةً عن اللزوم..!؟
أنتَ حتى لم تتردد ثانيةً في ذكرِ إسمهِ دون غيرهِ من خدمك..
تمرض..تناديه...يأتي الطبيب..تناديه...تَـحلقُ..تناديهِ..
تثـملُ...تناديهِ...والآن هـو الوحيد الذي اخترتهُ ليغير لكَ
ثيابك..! هـو مُـقربٌ منكَ كــصديقٍ لا بأس أنا موافقة
لكن شؤونكَ الخاصةَ ستتوقف عن جعلها من مهامهِ..
لا يهمني أي عُـذر..أنتَ رجـلٌ متزوجٌ ولستَ أعزباً
لِـتكونَ شؤونكَ الخاصةُ خاصةً بكَ فقط.."

إقتربت منهُ ولم تهتم لفمهِ المفتوحِ بصدمةٍ
بل رفعت إصبعها السبابةَ تكملُ جملتها الأخيرةَ
قربَ وجهه..

" هِـي خاصةٌ بي أنا أيضاً..!
وأنا مَـن سُـيُقررُ هذهِ المرة..!"

أدارت جسدها وكانت تنوي الخروج من الغرفةِ
فإبتلع المُـصاب صدمته..لا لم يبتلعها..هو للآن لايستوعب
ما نطقت بهِ لكنهُ مع ذلك تحدثَ بسرعةٍ..

" تـاليا إنـ.."

لم يُـكمل جملتهُ فـ زوجتهُ إلتفتت لهُ ونهرتهُ
بغضبٍ او غيرة..مَـن يدري...

" لن أقتنع..لاتُـبرر...إنتظرني سأعود.."

خرجت بعد تهديدها له ليرمش
جونغكوك بعدم إستيعابٍ..حتى الصرخات الإنثويةُ
داخلهُ قد ماتت...هو يحتاجُ شيئاً أقوى منها..
هـل هي بدأت تغارُ عليهِ من سان ومن تعلقهِ بهِ..؟!
ثم لحظة ماذا قالت...شؤونهُ الخاصةُ خاصةٌ بها أيضاً..
هــو سيصرخُ كمراهقةٍ عـاشقة..
لن يستطيعَ المُـقاومة اكثر..

هِـو لم يشعر بهذهِ المشاعر حتى عندما كانا
في بدايةِ زواجهما ومُـتصالحيِنِ ..

هذهِ النُـسخةُ الجريئةُ من زوجتهِ سـتُنهيهِ ..

" اللعنةُ عليك كيم لعنة..."

تذمرَ بغضبٍ وحقدٍ..
انظر لحالهما الجميل..فقط لو أعطوا لو وقتاً
آخر بـعد سـيجعلُ علاقتهما الزوجيةَ تُزهرُ
وتعودُ للحياةِ مجدداً...

عــقد حاجبيهِ ونظرَ للفراغِ أمامهُ بحقدٍ كبير..
لقد تذكرَ المُـصيبةَ التي على رأسهِ..

والتي لا يعرفُ كيف سـتنتهي..!

زفرَ أنفاسهُ بغيضٍ تزامناً مع عودةِ روحهِ
رفقةِ أحدِ خدمهِ والذي لم يكن بذلكَ القربِ الكبيرِ
منهُ لكنهُ مع ذلكَ من اللذين يعزوهُ ويحبوه..

رأى ملامحَ زوجتهِ الراضية..
فـ وضعَ يدهُ على رأسهِ بعدمِ تصديقٍ وقهقه
مُـستلطفاً غرابةَ ما يجري..

وما زادَ من قهقتهِ هو كلامُ زوجتهِ الغاضب..

" هـيا ساعدَ الرجلَ ولا تُـقهقه هكذا...لن يؤثر هذا بي..!"

حــسناً بعيداً عن الجو الغريبِ بين الزوجين..
الخادمُ أحبَّ الوضعَ وجداً..
شَـكلُ سيدهِ السعيدِ رغم توبيخاتِ زوجتهِ كان
ثميناً ومنظراً حلواً لم يتخيل أنهُ سيشاهدهُ يوماً...

حــقاً تأثيرُ السيدةِ كبيرٌ عليهِ..
هو أولَ دخولهما قد لاحظَ سيده..لقد كان
مهموماً وحولهُ هالةٌ من الكآبة..لكن انظر
لهُ الآن..حتى صفُ أسنانهِ الحلوةِ برزَ وظهر..

إن الرئيسَ يُــحبُ الســيدةَ حـقاً...

.......................

أصبحت الساعةُ بينَ الرابعةِ والنصفِ
والخامسةِ..حيثُ نهايةِ فترةِ العصرِ فهـم
في شـهر مـارسَ من العام..

بـعد أن عقمت تاليا جراحةَ زوجها وتأكدت
أن خيوطهُ لم تُـفتح هي أعادت تضميدها
بـشاشٍ أبيضَ نظيفٍ وجـبراً جعلتهُ يلازمُ السرير
ولو أنهُ لم يُـخبرها أن مـثانتهُ تشتكي لما سمحت
لهُ بالتحركِ وحررته مؤقتاً...

وفي أثناء ذلكَ هي طلبت من الخدمِ عبر
الهاتفِ الخاصِ في غرفةِ زوجها أن يُـحضروا
غداءاً ليسَ بثقيلٍ لهما في جناحِ جونغكوك
وأخبرتهم كذلكَ أن يسمحوا لـ ليلي أن تأتي
وترى أباها..

طفلتها كانت تنتظرُ عودةَ والدها وقتاً طويلاً
ولذلكَ هي تُريدها أن تأتي عنده..

مـضى بـعضُ الوقت وهــاهي غرفةُ
نومِ جونغكوكِ التي كانت مُـوحِشةً لسنينَ
طوال قد إمتلئت بأحبِ الخـلقِ إليهِ...

إبنتهُ التي تجلسُ جنبهُ على السريرِ
وتعبثُ بـهاتفهِ وتُـحمل ألعابَ تلبيسِ الأميراتِ
والتي سيحذفهم عندما يعود لهُ هاتفهُ بالطبع..

هما هكذا...هي تُـحَمِل وهو يــحذف..
ويستمران..

من جهةٍ فإن إنشغالها بمشاغباتها اللطيفةِ
التي كانت تفتعلها بينما تنامُ على بطنها
وتؤرجح قدميها في الهواءِ قد أعطى الفرصةَ
لوالديها بالحديثِ فيما بينهما براحةٍ...

فـها هو جونغكوك الذي إبتلع ما في فمه
تذكر شيئاً وتحدثَ بهِ في ذاتِ الثانيةِ بإعتياديةٍ
أحبها...هو حقاً بدء يحبُ فقرةُ أنهُ لايحتاجُ للتفكيرِ
والتريثِ قبل أن يتحدث بما عندهُ لـروحهُ...

" صحيحٌ عـزيزتي سـيأتي المُـحافظُ وبـعضُ
السياسيين مـعهُ الليلةَ للقصرِ.."

عقدت تاليا حاجبيها..وبـتهكمٍ وإنزعاجٍ ردت عليهِ..

" المحافظُ وحدهُ أم معهُ إبنتهُ المزعجة..؟!
إن كانت ستأتي معهُ لن تمضي ليلتكَ على خير..
ها أنا أقولها لك من الآن...!"

تركت أعواد الطعام...لقد فقدت شهيتها..
وجونغكوك الذي لاحظَ هذا أمسكَ ما تركتهُ
بيدهِ ثم بـ حركةٍ حنونةٍ جعلها تُـمسكهم مجدداً
ونظراتهُ الدافئةُ المُـحبةُ مـع تلكَ الإبتسامةِ الخفيفةِ
كانت لها فقط..

" لو أنكِ فقط تُـصدقيني عندما أقولُ لكِ
أن القصرَ هذا كلهُ مُـلككِ بل وثروتي كُـلها..
أنتِ حرفياً تستطيعين طردي وسأخرجُ منه
دون كلمة فما بالكِ أن أتجرئ وأُدخِلَ لقصركِ
إمرأةً تسببت بالأذى لكِ يـوماً...يُـحال..
يُـحالُ أن يفعلَ زوجكِ هكذا بـروحهِ.."

نـظراتهُ دافئةٌ عاشقة...نبرتهُ كانت صادقةً
آمنةً...

هـو يَـزيدُ شعورها بالأمانِ قربهُ يوماً بعد آخر..
هنالِكَ ذلكَ الإطمئنان الغريبُ الذي باتت تشعرُ بهِ
قربهِ هو فقط...إنهُ نوعٌ غريبٌ من الإطمئنان..
نوعٌ لم تشعر بهِ قربَ أي رجلٍ آخر غيرهِ...

توترت قليلاً..فأنزلت أنظارها عن خاصتهِ
وقطعت تواصلهما البصري..

هِـي أمسكت أعواد الطعامِ خاصتها بالطريقةِ
الصحيحةِ وعادت تأكلُ دونَ أن تُـجيبهُ
أو تردَ عليهِ...

وهــل هذا أزعجَ زوجها..؟
لا..بل تسببَ بالعكسِ..فهو إبتسمَ بسعادةٍ
لقد أحب غيرتها عليهِ وتوترها من كلماتهِ التي
هي حقيقةٌ وواقعٌ وليس مجاملةً أوغزلاً..

هو عادَ أيضاً يتناولُ طعامهُ بـشهيةٍ مفتوحة..
وبـ سوداويتيهِ الحـانيةِ كان يَـحرسُ عائلتهُ
الصغيرة..فـ يطمئنُ تارةً على مَـن تـحملُ روحهُ
داخلها وتارةً على حلوتهِ المُـشاغبةِ التي فاقت
بداخلِ قلبِ أبيهِ كُـل البناتِ حلاوةً ووداعة..

حــبيبةُ قلبِ أبيها الغالية وريحانتهِ..

هــو لن يدعَ أي مُـخلوقٍ خُـلِقَ على
وجهِ هذهِ المَـعمورةِ أن يسلبهُ جــنتهُ وريحانته..
لِتُـسلَب أنفاسهُ..هذا لايهمهُ..
لــكن مَـن يَـعيشُ لأجلهما لن يُـسلبا منهُ أبداً..!

........................

الــساعةُ التاسعةُ مَــساءاً..

فــوضى وتوتر...

إصطفت سياراتٌ مظللةٌ كثيرةٌ بحقٍ أمامَ
قصرِ رئيسِ فيدراليةِ ســيئول وإصطف جنودٌ
آخرون تابعون لوزارةِ الدفاعِ جنبَ جنود جونغكوك..

لـقد أتى مع السياسيين إســمٌ بـارزٌ في السلك السياسي
والـحربي..هو رفيقُ جونغكوك ولهُ علاقةٌ جيدةٌ معهُ  لذلكَ زادَ
التوترُ والضغطُ على سكانِ قصرِ الرئيسِ..

المنظرُ كان ولا زالَ يجذبُ سـكانَ بقيةِ القصورِ الموجودةِ
في هذا الحـي الفخمِ والراقي..

هم مهما حاولوا لن يـعتادوا وجودَ الرئيسِ
في حيهم...ولن يعتادوا إمتلاء حيهم بالسياراتِ
المُـظللةِ من الشارعِ حتى الشارعِ بفعلِ الزياراتِ
التي تحدث هنا...

في المُـقابل..وحَــيثُ الرئيسُ نفسهِ والذي
كان يجـلسُ في واحدةٍ من أفـخمِ صالاتِ قصرهِ
المُـخصصةِ لهكذا زيارات..ومــعهُ ضيوفه..

هُـم لم يكونوا مُـجتمعينَ لُـمناقشةٍ قضيةٍ او حربٍ
او أي طارئٍ وخطر...

زيارتهم كانت لأجل تقويةِ العلاقاتِ وعيادةِ
المريض...

هُـم يُـكَِونونَ حُـلفاء وهذا تــصرفٌ سليم..

ولأنهم هكذا .. هذا لم يمنع من وجودِ لِـيلي
التي كانت تَـجلسُ على فـخذِ أبيها القوي
وتنظرُ لوجوهِ الرجالِ المُـهيبةِ أمامها بـسعادة..

ذلكَ الــشعورُ عندما يـكون والدكَ رائعاً
ومـدعاةً للفخر...هذا هو ما تــشعرُ بهِ الفتاةُ
التي أحبت حضن أبيها ولم تُـغادرهُ...

لكن لنتراجع..
شــعورُ الحماسِ والفرحِ كان يُـسيطرُ عليها
في البدايةِ فقط..فــ هم أطالوا الحديثَ بمواضيعَ
لاتفهم منها الطفلةُ شيئاً...والتي بدأت تشعرُ بالنعاسِ..

لكنها مع ذلكَ لم تَـنزل من حضن أبيها ولاتركتهُ
بل أسندت خَـدها على صدرهِ وإستمرت تُـناظرُ
الرجالَ الجالسينَ أمامها بخمولٍ..

عُـيونها ذاتُ المجراتِ السوداءِ المُـشابهةِ لخاصةِ
أبيها بدأت تُـغلقُ من تلقاءَ نفسها لكنها تُـعاندُ وتفتحهم
على المنتصفِ مُـعطيةً منظراً حركَ غريزةَ الأبوةِ
في قلوبِ الرجالِ أمامها وبالذاتِ أحدهم..

جونغكوك الذي لاحظَ أنهم ينظرون لطفلتهِ
بعيونٍ مُـستلطفةٍ حولَ أنظارهُ لحضنهِ يرى
ما بها...فـ تفاجئ عندما رآها تُـغلقُ عينيها
وتنامُ على صدرهِ بـلطفٍ بالغ..أنفاسها
كانت هادئةً ومـعاني وجهها المُـشابهةِ لخاصتهِ
كانت مُرتخيةً مرتاحة..

ريحانتهُ كانت نائمةً بروحٍ مُـطمئنةٍ
لأنها في حــضن أبيها...

إبتسمَ جونغكوك يُـناظِرها بِـ حِنوٍ
وأنحنى قليلاً يُـقبلُ رأسها بـ عطفٍ أبوي
أمامَ أنظارِ الرجالِ اللذين إستلطفوا المنظرَ
امامهم..

ولـقد أدركوا...
أن عائلةَ الآخر تستحقُ فعلاً تضحيتهُ وإصابتهُ
وتـعبهُ لأجلهم..
هُـم لو كانوا مكانهُ لـفعلوا ذات الأمرِ ولـما
ترددوا أيضاً..

لــقد أحــرقَ هذا المنظرُ قلبَ أحدهم..
والذي إكتفى ينظرُ مَـقهوراً للأبِ وإبنتهِ...
وفي داخلهِ حــسرةٌ كبيرة...


.........................

إنــها الخامسةُ صباحاً..
وحــيثُ جَــناحُ الرئيسِ الـخاص..
وتحديداً غُـرفةُ النومِ حـيثُ الزوجِـينِ..

تــاليا إستيقظت من النومِ مُـبكراً هذهِ المرةِ على غيرِ العادة
هِـي فتحت عُـيونها بُـندقيةَ اللونِ على المنتصفِ بدايةً
لِـتلمحَ بصورةٍ مشوشةٍ فكَ زوجها الذي
ينامُ على ظهرهِ قربها..

أعادت إغماضَ عينيها ثم فتحتهما مجدداً
لِـتتضحَ لها الرؤيةُ أكثر..

هِـي كانت تنامُ على جنبها الأيــسرِ ووجهها
يُـقابلُ خاصةَ زوجها...
غِـطاءٌ واحدٌ مَـن كان يُـدفئ جسديهما..

رأتهُ يتنفسُ بهدوءٍ ووتيرةٍ منتظمة..
هو كان يَـغطُ في نومٍ عميقٍ وهذا أراحها فـهي
تريدُ لصحتهِ أن تعودَ لهُ...

منظرهُ كان مُـسالِماً وبريئاً في عيونِ
زوجتهِ...

طرأت على بالها ذكرى مُـعينةٍ فإبتسمت
بخمولٍ ونعاسٍ وأخرجت يدها من تحت الغطاءِ
بسرعة..

مدت يدها تُـقربها من وجههِ ثم وضعت
أصبعها السبابةَ أمامَ أنفهِ وسرعانَ ما
إصطدمت أنفاسهُ الدافئةُ بأناملِ زوجتهِ
التي إختفت إبتسامتها وحــل محلها البهوت..

هناكَ قَــهرٌ لاحَ عينيها..
هـناكَ الكثيرُ من المشاعرِ عــصفت بها..

أينَ كانـا وأينَ أصبحا..؟

.....................

حــل الصـباحُ الفعليُ حيثُ إستيقظَ أغلبُ
سُـكانِ القصرِ بنـشاطٍ..

ومــعهم قد إستيقظَ ســيدهم والذي لم يأخذ
منهُ الأمرُ الا ثوانٍ وأدركَ أن زوجتهُ
تنامُ على صدرهِ وتحضنهُ بذراعيها..!

إبتسمَ إبتسامةً نــعسةً غيرَ مُـصدِقٍ
إنها حركةٌ غير متوقعةٌ وكثيرةٌ على قلبهِ العاشق..

إرتفعت خدودهُ للأعلى وتقلصت عينيهِ اللتينِ
صَـغُرتا بفعلِ إبتسامتهِ التي باتت كبيرةًَ وسٰعيدةً
بحق..

مَـنظرهُ كانَ حلواً وهو للآن يحاولُ الإستيعاب
ولم يُـقدمُ على أي حركةٍ بعد..

طبولُ قلبهِ قَرَعت ألحانها بأسرعِ نَـهجٍ وُجِـد
هــو أحاطَ جــسد إنــثاهُ بذراعيهِ تزامناً مع أغماضهِ
لــعينيهِ وخروجِ تلكَ التنهيدةِ المُـرتاحةِ من ثغرهِ..

وحركتهُ هذهِ تسببت بإستيقاظِ روحهِ فـ حبسَ
أنفاسهُ متوتراً..

هي حركت رأسها على صدرهِ..
لــقد إستيقظت..!

تـاليا رفعت رأسها عن صدرهِ ونظرت
لوجههِ بعينيها النــعِسة..

توترَ من فعلتها وسكونها..هو لا يعلمُ ماذا ستفعل..!
هـل سـتنفرُ منهُ ام لا..!

لم يسمح للأفكارِ أن تُـسيطرَ عليهِ فـتحدثَ بخفوتٍ
ونبرةٍ فيها بَـحةُ النومِ وأنظارهُ عليها..

" صــباحُ الخــيرِ يـا روحــي.."

زوجــتهُ لم تردَ عليهِ..تــاليا رمشت بنعاسٍ
تُـناظرهُ ولازالت تبوزُ شفتيها للأمامِ بفعلِ
طريقةِ نومها السابقة..

ثم هِـي ببساطةٍ صدمت زوجها وزحزحت جسدها
للأمامِ أكثر لِـتحشرَ وجـهها في نــحرهِ وتعيدُ إغماضَ
عينيها مُـتسببةً بـ تيبسِ جـسدِ إبن الـسادسةِ و الثلاثين..!

" تـ تـ ـالـيا..!"

نــاداها مَـصدوماً لايستطيع إستيعابَ ما يحدثُ
هــو واللعنة يشعر بملامحِ وجهها كلهِ على جلده..
أنفاسها الدافئة تـصطدمُ بـنحرهِ..!

" إمممم.."
بـنعاسٍ تذمرت لكنها تسببت بقشعريرةٍ أصابت
جـسد الرجلِ وجعلتهُ يشعرُ بألمٍ في عمودهِ الفقري
عندما مرغت وجهها في عنقهِ بنعاس..!!!

سـيموتُ زوجــها..!
هو لم يبتلع ريقهُ للآن كونهُ يشعرُ أن عضلاتِ
بلعومهِ قد شُـلِت..!

ماذا يَـحدثُ هنا...!
هــل هو لايزال نائماً أم ماذا..!

" تـ تـ ـاليـ ـا هـ ـل أنـ ـتِ واعـ ـية..؟!"

تحدثَ حديثاً متقطعاً لايستطيعُ أن يستوعب
هذا الإتصالَ الجسدي مع إنثاهُ برغبةٍ منها هي..

هُـو رجـلٌ لم يلمس إنثى طوالَ ستِ سنينَ
متتاليةِ..!

" واعــيةٌ لـكن لا تُـبعدني...دعــني
قليلاً هكذا.."

شعـرَ بحركةِ شـفاهها ضد جلدهِ عندما تكلمت...
لقد شــعر بِـ كَــمِ الإرتياحِ والرضا في حروفها
فـنظرَ لسقفِ الغرفةِ بعيونٍ لامعة..

لن يَـردَ عليها..هـو لايقدر...
سـتخونهُ نبرتهُ..

شــدَ على جــسدها الضئيلِ بذراعيهِ يضمها
لهُ أكثر فــشعرَ بها قد شدت من حضنها لهُ أيضاً!!!

عــض على شــفتيهِ فوراً يَـحبسُ فرحتهُ وتأثرهُ..

أنفاسهُ لم تنتظم ولا دقاتُ قلبهِ فعلت..
لـقد بقي جونغكوك وسط هدوءِ وسكونِ تلكَ الغرفةِ
غيرَ مُـصدقٍ..

يضمها لهُ نعم..
لايتنفسُ إن لم يَـعبر الهواءُ خلال
خصلاتِ شعرها نعم..
يـشعرُ بها تبادلهُ نــعم..

لــكنهُ مع ذلكَ كان يُـخبرُ دواخلهُ أن لاتفزع..
الـوضعُ مؤقت...

هـو وبينما يحضنها كان يؤكدُ على أحساسيسهِ
كُـلها أن تغتنمَ الفرصةَ ولاترفعَ الأمل..

فـكان سعيداً باللحظةِ الحاليةِ
مُـبتسماً كـطفلٍ صغيرٍ أُعــطي مُـكافئتهِ..

ولن يطلب المزيدَ أو يَـطمعَ أكثر..
هذا القدرُ من الـسعادةِ كافٍ وإن توقفَ بعدَ
قليلٍ وندمت روحــهُ عليهِ..

لا بأس...

........................

لــكنها لم تــفعل..!!!

فـهاهي زوجــته قد فتحت بابَ غرفتهما
مجدداً وعادت لهُ وهي تحملُ بيدها صحن فواكه هذهِ المرة..

هُـم في وقتِ الضحى الآن..الساعةُ تقريباً ستصبحُ
تمامَ الحاديةِ عشرَ صباحاً..

إبنتهما مـع ســان في صالةِ السينما وجونغكوك
محبوسٌ في الغرفةِ وعلى السريرِ تحديداً..

هو ممنوعُ من النهوضِ الا للحمامِ وفقط..

وهذا كلهُ بأمرٍ من زوجتهِ التي لربما تعتبرهُ
بـرميلَ تحشية....فـهي أنهت الثلاجةَ عليهِ حرفياً..

حتى الخدمُ اللذين يرونها كلَ حينٍ تأتي وتأخذُ صحناً
من المطبخِ قد أشفقوا على رئيسهم..

" هــيا جونغكوك لاتُـعاند..إنها تحوي فيتامينَ
سي...هـيا إفتح فمكَ هــيا..هممم.."

تحدثت بذاتِ الكلامِ للمرةِ الثانيةِ لكن المعني
كان يضعُ يدهُ على فمهِ وينظرُ لها بعنادٍ ورفضٍ
قاطع..

هزَ رأسهُ ينفي قبولهُ لعرضها بإستماتةٍ
ولازالَ لم يُـبعد يدهُ عن فمه فهو يخافُ أن تُـباغتهُ
وتجعلهُ يتناولُ مابيدها كما فعلت قبل قليل..

تاليا نظرتُ لهُ بغضبٍ..
إنهُ أعندُ من ليلي...

أعادت البُرتقالةَ للصحن أمام انظارهِ
التي لَـمعت بفرحٍ لحركتها هذهِ فـتجهمت هي بالمقابلِ..
هذا العنيد..

تحركت تخطو ناحيةَ المنضدةِ البعيدةِ عن جهتهِ
وتَـضعُ عليها صحن الفواكه ولم يخفى عليها أن
عيونهُ السوداء كانت تتبعها وتتبعُ حركةَ الصحنِ بالذاتِ..

ما إن وضعت الصحن بعيداً عنه هو أنزلَ يدهُ
وحررَ فمهُ أخيراً لِـ يلي ذلكَ إبتسامتهُ المرتاحةُ
لأنه تخلص من شرٍ كما يــصفهُ..

تـاليا التي رأت هذا تنهدت بقلةِ حيلةٍ تُـخبرهُ
بذلكَ أنها ليست راضيةً مئةً بالمئة فإبتسمَ
هو في وجهها إبتسامةَ بريئةً بشفتيهِ فقط
كي لاتغضبَ عليهِ..

لـكنها لـما ردت الإبتسامةَ لهُ نبضَ قلبهُ
نبضةً آلمت صدرهُ..

روحــهُ غريبة..هِـي ومنذ عودتهِ بالأمس
تُـعاملهُ معاملةً حنونةً بإرادتها وهذا يجعلهُ يتوترُ
ويخافُ من الآتي..

هـو ينتظرُ متى ستتوقف وتعودُ لطبيعتها معهُ
هذا الكُـم الكبيرُ من الأفعالِ المُـحِبةِ كثيرٌ عليهِ..
إنــهُ يربكهُ..!

" أنـتَ حــقاً حــقاً لا تريـدُ أن تـأكلَ أليسَ كذلك..؟!"

ســألتهُ تَـلحُ على ذاتِ الفقرةِ مجدداً لكنَ المُـصيبةَ
أنها جادةٌ بحق..

هزَ رأسهُ يالإيجابِ وعيونهُ كادت تتوسلها بنظراتهِ
أن تُـصدقهُ وتتوقفَ عن حـشيهِ بِـحجةٍ هذا كي تستعيدَ
صحتكَ بسرعةٍ..أنتَ تحتاجُ الى الحديد هيا افتح فمك..
انتَ تحتاجُ الى البروتين هيا افتح فمك..أنتَ تحتاجُ الى
الفيتامينات هيا إفتحَ فمك...

شـعر بها صدقتهُ هذهِ المرةِ فعلاً خلافَ سابقاتها..
فـهي لم تَـخرجُ من الغرفةِ كي تُـحضرَ لـه صحناً
آخر..

إتجهت ناحيةَ الـشاحن حيثُ هاتفها هناك
وهـو يتبعها بنظراتهِ ويرى ما تفعل..

أمسكتهُ وفصلتهُ عن الشاحنِ لِـتلتفتَ لهُ مجدداً
فـحدثَ تواصلٌ بصريُّ بينهما لثوانٍ قليلةٍ
وقَـد قُـطعَ بفعلِ تـاليا التي أتت ناحيتهُ..!

هي اقتربت من السرير حـيثُ هو..
صـعدت عليهِ حيث جهتها الفارغةِ وزحزت جسدها تجاههُ..!!

هـي إقتربت منهُ جداً..!!
وقد تفاجئ مجدداً عندما وضعت رأسها على فخذهِ
وإستلقـت تنامُ على السرير بالعـرضِ..!!

لم يتحدثَ بـعد..بل لازالَ لم يستوعب أن الثقلَ
الذي باتَ على فخذهِ الأيمن هو ثقلُ رأسِ روحهِ..!

فـتحت هاتفها وما مضت ثوانٍ الا وصدحَ صوتُ
مُـسلسلٍ مـا يبدو أنها تتابعهُ فَـهي في الحلقةِ الخامسةِ
منهُ..

إندمجت في المـشاهدةِ فوراً وتـصرفت بطبيعيةٍ
تامةِ..هِـي كانت مرتاحةً ولايبدو عليها عدمُ الرضا..

لقد فعلت كلَ هذا من تلقاءِ نفسها..!
هي اقتربت منهُ وصنعت تواصلاً جسدياً آخر معهُ
من تلقاءِ نفسها..!!!

لم يــعرف ماذا يفعل..

الا أنهُ بعد دقيقةٍ من هذا الوضعِ الغريبِ بالنسبةِ
له..إنـتصرَ قلبهُ على المنطقِ الذي يخبرهُ أن يُـفكر
في أسبابِ فعلةِ زوجتهِ...

عـقلهُ أُلـجِمَ وباتت الدفةُ من نصيبِ قلبهِ الـعاشقِ
والذي بأمرٍ منهُ ها هو مُـبتسمُ الوجهِ يُـسرِحُ خصلاتِ
جــنتهِ المُـندمجةِ بمشاهدةِ مُـسلسلها...

هــو يعلمُ أن ما يفعلهُ خطرٌ عليهِ..
هُـو يعلمُ أن حدوثَ هكذا مواقفَ بينهما
سـتجعلهُ يرمي بنـفسهِ للتـهلكةِ إن رحلت..

هُـو يعلمُ كُـل هذا ومَـع ذلكَ كان مُـصِراً
على الإستمرارِ وعِـيشِ هذهِ اللحظة..

لـقد قرر..
لـن يُـخبرها بحديثهِ معَ تايهيونغ..

هِـي سَـتعرفُ عاجلاً أم آجلاً .. نعم
لـكنها لن تعرفَ هذا الشيء منهُ هو..

إنـهُ أمرٌ منهيٌّ ولاكلامَ فيهِ بالنسبةِ له..
بل لا داعي حتى للنقاشِ وفتحهِ..

لـن يخـضع لـقرارِ شـقيقها...
إن نَـطقَ أحدهما كلمةَ الطلاقِ فـستكون زوجتهُ
لا هو...

لـن يتركها ولـن يُـطلقها..
سـيتركُ الأمـر بيدها..
فـ قرارهُ هو محسومٌ مُـنتهٍ..

.....................

مَــضى الأمــسُ بـهدوءٍ وسكونٍ
لـقد إنتهى وطُـويَّ دون مـشاكلَ تُـذكر...

بَـزغَ فَـجرُ السبتِ حــيثُ هو اليومُ الثامنِ عشر
من مـارس في عـامهم الحــالي..عامِ ثمانيةٍ وعشرين..

مــضى اليومُ بـهدوءٍ حـتى مُـنتصفه الذي لم يــكن..!

تــاليا كانت في غـرفةِ إبنتها مـشغولةً بالإعتناءِ بها
بعد أن جعلتها تأخذُ حماماً وها هي كانت تُـجففُ شعرها
بعد خروجها وسـتشرعُ بعملِ ضفائرَ لها فـ ليلي طلبت
منها هذا تواً..

أكملت لها ضفيرتها على النصفِ..
لـقد كانت مُـبتسمةً وتُـحَدِثُ طفلتها بنبرةٍ خافتةٍ
رقيقةٍ الى أن قُـطِعَ كُـل شيءٍ تقومُ بهِ بـرنةِ هاتفها
وصوتِ ذلكَ الإتصالِ الذي أتاها..

نهضت من محلِ جلوسها بعد أن أوصت ليلي
أن تُـمسكَ شعرها حيث كانت هي تَـضعُ يدها
كي لاتنفتحَ ضـفيرتها..

إتجهت لهاتفها الذي لايزالُ يرنُ على المنضدةِ
لـتعقدَ حاجبيها عندما رأت إسمَ صديقتها يُـزينُ
الشاشة..!

إلتقطتهُ على وجهِ السرعةِ وقد نبضَ قلبها خوفاً
هَـل حدثَ شيءٌ لِـشقيقها..!

فــتحت الخط بسرعةٍ و شحوبُ وجهها
بـان ما أن سمعت نبرةَ صديقتها المُـنهارة..

" تـ تـ ـالـيا إلـ ـحقيني..."

تلكَ النبرةُ أخافتها..لا لقد أرعبتها..

" جـ ـينا ماذا حـدث..!
هــل تايهيونغ بخيرٍ أرجوكِ؟؟
أجيبيني جيـنا..لاتُـخيفيني أتوسلكِ..
ماذا حـدثَ لأخي..!؟"

نبرةُ تاليا وكلامها أخافَ الطفلةَ التي
نهضت من على سريرها وإتجهت
لأمها وملامحُ وجهها على وشكِ البُـكاء..
نـبرةُ إمها كانت خائفة..!

بقبضةِ يدها الصغيرةِ أمسكت ثيابَ
أمها وتركت شـعرها فـ هي خافت
أكثر وهي ترى شحوبَ وجهَ إمها الذي
زاد..!

ماذا حدثَ لِـخالها..!؟

" مـ ـامـ ـا..!!!"
بـنبرتها الباكيةِ نادت إمها ودموعها جرت
تزامناً مـع رؤيتها لـعيون إمها التي بكت قبلها..!!!

لـقد تركت الهاتفَ وأبعدتهُ عن إذنها
وصوتُ المرأةِ من الجانبِ الآخر لازالَ مُـستمراً..

مـاذا يحدثُ هنا..!
ما الأمر..!
.......................



مــضت سـاعـتان..

خـطواتٌ صـغيرةٌ كانت تــصعدُ تلكَ الدرجاتِ
الكثيرةِ دونَ كَـللٍ أو مـلل..

وصــلت لوجهتها بـشقِ الأنفسِ لِـتمضي
فوراً دون تضييعِ الوقتِ أكثرَ..

تـجاوزت صـالةَ الجناحِ بـسرعةٍ وأغلبَ
أركانهِ...وجهتها كانت واضحةً ومُـحددة..

الــطفلةُ تُـريدُ رؤيةَ والـدها..

وصلت لـغرفةِ النومِ أخيراً فرفعت جـسدها
الصـغيرَ للأعلى قليلاً وفتحت مقبضَ البابِ..

مَـن كان يُريحُ ظهرهُ على الوسائدِ ويُـمسكُ
بيدهِ مـلفاً مـا ، رفعَ رأســهُ ينتظرُ أن تُـطِلَ روحــهُ عليهِ..

لـكنهُ عـقد حاحبيهِ و وضـعَ المـلفَ على جنبٍ فورَ رؤيتهِ
أن إبنتهُ مَـن أتتهُ وليست زوجته..

" لِـيلي بُـنيتي ما الأمرُ ..ماذا حـدث..؟"

بنبرةٍ قَـلقُ حروفها واضح..هو سألَ طفلته
ولم يكتفي بذلكَ بل حركَ جسدهُ ووضعَ أقدامهُ
على الأرضِ ينوي النهوض فـملامحُ إبنتهِ
لاتُـبشر بالخير..

لِـيلي التي تركت البابَ خلفها مفتوحاً سـارت
نـاحيةَ أبيها فوراً وملامحُ وجهها الخائـفةُ أفزعت
قلبهُ..

هِـي إقتربت منهُ حتى إلتصقت بهِ وباتت تقفُ بين
قدميهِ وأنظارُ أبيها عليها يُـريدها أن تنطقَ ولو بحرفٍ
وتُـفهمهُ ما يحدثُ..

سوداويتيها الخـائفةُ إتصلت مع خـاصةِ أبيها القلِقة
لِـتنطقَ وحركةُ يديها تكلمت أكثر من خاصةِ لسانها..

" إ إنـ ـها مــاما...هـي حـزينةٌ وتـ ـبكي..!"

وهــل بَــقيَّ عَـقلٌ في رأسهِ بَـعد هذا الكلام..؟

لقد أفحجَ عينيهِ ونظرَ لإبنتهِ بـصدمة..
كـفيهِ الكبيرتينِ أمسكتا أكتافَ طفلتهِ الصغيرة
وبـذاتِ الثانية سألها قَـلِقاً ومـشاعرُ إبنتهِ باتت فيهِ هو هذهِ المرة..

" ماذا حـدثَ لأُمكِ..!؟ مَـن آذاها...؟!"

أشـارت ليلي بأناملها الصـغيرةِ ناحيةَ الباب
وتحدثت تُـجيبُ أباها بـتقطيبةِ حاحبينٍ وملامحَ
عابسةٍ .. مـا يحدثُ لأمـها يُـصيبها أضعافاً..

" لا أعـ ـلمُ بـابا...إنـها المرأةُ من الهاتفِ..!
هـي جعلت مـاما تبكي..!"

" أي إمرأةٍ لِـيلي..من هي..؟!"

بنفاذٍ صبرٍ سألها ويا ليتهُ لم يفعل..

" صـديقةُ مــاما التـي تـسكنُ مع خـالي.."

تـيبسَ جـسدهُ و دقَ قَـلبهُ بـعنفٍ..
لا..يُـحال..!

لـن يحدثَ مافي بـالهِ ..يُـحال..

..................

يـسيرُ وخطواتهُ ثـقيلةٌ بـالكادِ
تُـحدِثُ تـقدماً لكنها مع ذلكَ كانت سريعةٌ خائفة..

لقد أعطى إبنتهُ لـِـ سانِ وأخبرهُ أن لايدعها
تَـغيبُ عن عينيهِ أبداً..

صـغيرتهُ لم تـعترض على فعلتهِ بل كانت هادئةً
وموافقةً على قرارهِ فَـ زادَ هذا من خـوفهِ مما سيحدث..

حـتى طـفلتهُ أدركت أن الوضعَ بين والديها
حـساسٌ وأنها يَـجبُ أن تتركهما وحدهما..

أقدامهُ باتت على الحـشيشِ الأخضرِ وبـاتَ
يتحركُ أسرعَ يُـريدُ رؤيةِ روحـهِ..

إنهـا في مكانهِ الخاصِ وحدهـا..!
إبنتهُ أخبرتها أنها هُـناكَ منذُ وقتٍ طويل..!

لِـمَ لم تأتيهِ ليلي مُـبكراً..!
لِـمَ لم ينهضَ ويـنزل كي يرى أين ذهبت..!
اللعنة...روحــه كانت تبكي وحدها وهو لايدري..!
لـن يُـسامِحَ نفسهُ أبداً..

وصـلَ أخيراً...
ولــقد لَمَحَ ظهرها ..!

توقفَ لثانيةٍ يريدُ أن يرى ما تفعلهُ..
لكنها لم تكن تفعلُ شيئاً..هي كانت ساكنةً..

لـقد حاولَ التركيز مجدداً..لكن لا..
حتى جـسدها لايهتزُ إن إفترضَ أنها تبكي الآن..

هي شـاردةٌ سـاكنةً..هُـو يشكُ أنها حتى لم تلاحظ
وجودهُ عندَ مدخلَ هذهِ الحـديقة..!

حُـباً بالإلــهِ ماذا قالت لها جينا لِـتكونَ هكذا..!
هـل علمتَ بما جرى بينهُ وبينَ تايهيونغ..!؟

إبتلعَ ريقهُ بتوترٍ..
لَـقد آرادَ التقدمِ..لقد آرادَ التحركَ لكنَ أقدامهُ
ثَـقُلت عليهِ فجأةً..

هنـاكَ شـعورٌ داخلهُ يخبرهُ أن يتراجع..!
هُـو يشعر أن كلامهما هذهِ المرةَ وفي هذا المكانِ
بالذاتِ سَـيُـنهيهِ..!

لـكن شــعورهُ أن زوجــتهُ تـحتاجهُ الآن تَـغلبَ
على شـعورِ دواخلهِ المُـضطربةِ فأجبرَ جـسدهُ
على التقدمِ دوناً عنهُ وأجبرَ لسانهُ على أن يُـنادي
زوجــتهُ بصوتٍ جهوريٍ واضحٍ مُـعلِناً بدايةَ النهايةِ
لـ مصيرهِ...

" يــا روحــي..."

إلتفتت تـاليا للخـلفِ وقد فَـزِعت دواخلها
لهذهِ النبرةِ الدافئةِ والمُـحِبة..

إلتقت عيناها بـخاصةِ زوجها الذي
إبتسمَ في وجهها إبتسامةً حانيةً وتقدمَ تجاهها
أكثر..

إقتربَ منها كثيراً جداً..!
جـونغكوك وقفَ أمامها حتى باتَ لايفصلُ بينهما الا
بَـعضَ سنتيمتراتٍ  بالـكادِ تُـعد..!

عيونهُ تُـناظرُ ملامحَ وجهها بحرصٍ
هي تُـقسمُ أن إنشاً من بشرةٍ وجهها لم يُـفِلت
من تفحصهِ..

كــفهُ الكبيرة...أناملهُ ذاتُ الملمسِ المميزِ وُضعِت
على وجنتها..!

بُـندقيتاها اللتان تُـناظرانِ خـاصتيهِ القاتمة
مُـلِئت بـدموعها مجدداً ولـما رأى هو ذلك
هـناكَ قهرٌ كبيرٌ لاحهُ وإسـتحلهُ..

نـبرتهُ المقهورةُ خرجت من ثغرهِ وكأنهُ
متماسكٌ ورابطٌ لِـجأشهِ.. وكـأنه..

" أيــا روحَ زوجِــك.."

نـطقها وهـو يـشعرُ أنهُ سَـيُحرمُ منها..!
جــنتهُ عـضت على شفتيها بقهرٍ كبيرٍ
ودموعها لامست أناملهُ..!

لـقد بدء يشـعر بعالمهِ يـنهار..!
لِـتُنجدوهُ..

عيونهُ أدمعت.. لقد بدأت دواخلهُ ترتجفُ
مايحدثُ الآن..!

هـل هذا وداع..!

" جـ ـونغـ ـكوك.."

نبرتها كانت مُـرتجفةً خافتةً..هي نادتهُ
بخفوتٍ..وهـو هنا لم يـصمد فـنطقَ
فوراً..

" تـ ـاليا أنا أحـ ـبك..!"

لِمَ قالها..هو يقسمُ أنهُ لايعرف..
هُـو خائفٌ مما ستنطقُ بهِ..ويريدُ أن يتشبثَ
بها..هذا ما يعرفهُ فقط..

قهرهُ صورَ لهُ أنها سَـتردُ عليهِ
بـ أنا أحـبكَ أيضاً جونغكوك..

قـهرهِ صَـورَ لهُ أن الأمرَ سـينتهي بقبلةِ عُـشاقٍ..

قَــهرُ روحــهِ وحــسرتهُ على مـصيرهِ لم يُـصور
لهُ لحظةً أنَ نـهايتهُ مـع جـنتهِ هِـي ما نطقت بهِ
تواً بشفاهٍ مُرتجفة..

" تـ ـايـ ـهيونغ ســ يُــ ـسافرُ الـ ـى لـ ـندن
غـ ـداً...هـ ـو سـ ـيتركُ كـ ـوريا.."
تـحدثت بنبرةٍ باكيةٍ...تحدثت وبـالها كُـلهُ عنده..
فـ بَـهُتت ملامحُ زوجها الذي أغمضَ عـينيهِ بـقهرٍ
مُـستسلماً لمــصيرهِ...لـقد كان يـعرف...لـقد أوصى
ذاتهُ أن لاتنجـرف...مافَـرقُ حربهِ هذهِ عن غيرها..
مـافرقُ هذهِ الخــسارةِ عن غيرها..ألكونها أبديــةً..
ولا رجــعةَ بعدها...لـقد أدركَ هذا..
هُـو قد خَــسِرَ حـربهُ
مُــجدداً ومُـــجدداً
كـما دائــماً...



------------------------------------------------♥️


سـؤال يَـهمني جوابه...

• هـل لو كنتم مـكان جونغكوك
كـنتم سَـتُقدمونَ على إنهاء حياتكم..؟
( مكانه هو بماضيهِ بمشاكلهِ بـخفاياه
التي يضمرها داخله ولن يكشفها ابداً..)

.............




دمتم بخيرٍ وألفٍ منهُ أعزائي ..
كانت معكم مُحَدِثَتكم ... ڪآمـيني ...♥️✨

Continue Reading

You'll Also Like

23.7K 3.5K 12
" أُرِيدُ قهوةً داكِـنه دونَ سُكر و معَ حلى يُسمـى أنـتِي " النرجسية : إفتتانِ المرءِ بذاته وإعجابِه بنفسِه دونَ سِواه رواية كوميدية رومنسية لطيفة م...
209K 12.6K 71
في مَملكة تُدعى مِايليو إتبعت مَلكتها عادات و تقاليد قديمة طَبقتها على أبنها الوحيد 'الخادمات الأخوات' تحتَ قسم الأمير بارك جيمين !! • • أميرٌ و...
422K 9.8K 37
لو إلتقينا في عالم آخر لوقعت.. لغرقت وتهت في حبك ولكن ولدنا هنا في عالم انتِ القاتلة وانا السجان واه من حرقة الإنتقام ولهيبها تهنا معًا في هذا الظلام...
14.1K 2.2K 51
"هَلْ هَذِهِ صَدَاْقَةٌ بِحَقٍ؟" قَاْلَتْ بَيْنَمَاْ تُحَدِقُ بِعَيْنَيْهِ الْتَىِ تَرّْمُقْهَاْ بِدِفْيٍء أَذَاْبَ قَلْبَهَاْ " لَاْ أَهّْتَمْ بِأَن...