لكنك وعدتني

By Kamy_army

7M 356K 379K

" سَــتَتركينَ الـدِراسة مِــن الــغدِ.. لَــقد سَـحبتُ مـلفاتكِ مِــن الـجامعةِ بـالفعل ..! " " مـالذي تَـ... More

ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..1
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..2
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..3
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..4
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..5
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..6
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..7
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..8
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..9
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..10
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..11
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..12
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..13
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..14
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..15
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..16
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..17
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..18
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..19
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..20
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..21
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..22
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..23
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..24
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..25
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..26
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..27
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..28
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..29
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..30
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..31
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..32
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..33
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..34
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..35
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..36
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..37
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..38
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..39
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..40
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..41
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..42
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني.. 43
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..44
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني.. 45
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..46
كُــــنتَ مَـــــلجَئاً ذات يــــوم
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..47
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..48
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..49
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..50
كُــنتِ فرصــةً لـكني مَــن فَــرطت
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..51
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..52
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..53
روايَــةُ ألا يســتـــحق!؟
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..54
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..55
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..56
إســتفتاءٌ يَـهُمني جوابه..
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..57
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..58
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..59
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..60
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..61
تَــوضيح..
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..62
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..63
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..64
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..65
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..67
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..68

ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..66

127K 7.7K 11.9K
By Kamy_army


"لِـماذا نـحنُ هنا جونغكوك..!؟"
تَـبسمَ المعنيُ..وألقى حجراً كبيراً
في ذلكَ النهرِ الجاري..
ونــظرةُ عينيهِ تحكي الكثيرَ من القصص والذكرياتِ..

..............
10k comments
لأن لكنك وعدتني تستحق..
( بدون نقط أو إيموجيز مُـتكرر لُـطفاً..)
...............

خُـذوا نفساً عميقاً..إتخذوا زاويتكم الخاليةَ مكاناً..
معكم سـماعاتكم...وهيا لِـتبدؤا حَـربَ مشاعرَ جديدة..

.
.

مُـكونٌ من عَـشرةِ آلافِ كلمةٍ..
Part 66-----------------------------

نظرةُ عيونهِ المُـتعبةِ وشحوبُ وجههِ ذاك الذي لازالَ
فيه باتَ أمام أنظارهم فـ إبنهم الذي لم يمضي على صحوتهِ
من الموتِ إلا دقائق معدودة نظرَ لوجوهِ عائلتهِ وقد كُـسِرَ
من داخله..

لو كان يعلمُ أن أول شعورٍ سيشعرُ بهِ حالَ صحوتهِ هو هذا
لم يكن لِـيصحو..كان لِـيبقى في ذلكَ العدمِ الهادئ الى
أن تحينَ ساعتهُ وتتوقف أنفاسهُ...

" مـ ـاذا فـ ـعلتم بـزوجتي..!"

خرجَ صوتهُ ضعيفاً خافتاً لِـغصتهِ من جهةٍ ولعظيمِ الألمِ
الجسديَّ الذي بدءَ يشعرُ بهِ يزيدُ شيئاً فـشيئاً..

أنفاسهُ ضد قناعِ التنفسِ الموضوعِ على فمهِ وأنفهِ
قد زادت في عددها عندما رأى منهم الصمتَ جواباً
ولَـمحَ صلابةِ وجهِ والدهِ الذي لم يبدو نادماً على مافعل..

" إخـ ـرجوا مـ ـن غرفـتي..جـ ـميعكم..!!"

بالكادِ سمعوا جملتهُ...وبالكادِ هو إستطاعَ نُـطقها
فـهو شَـدَ على عينيهِ بقوةٍ وتعكرت ملامحُ وجههِ
بألمٍ شديد..

نَـبضاتُ قلبهِ زادت بشكلٍ طفيفٍ أيضاً..
لكن ذلكَ التأوه المُتألِمَ بحقٍ جـعلهم يخرجونَ
عن صمتهم المقيت ويأتوهُ قلقين..

هـ ـيونغ مابك..؟
بُـني ..!
سـيدي..!
جونغكوك..!
نادوا الأطباءَ بسرعةٍ..

كَـثرت الأصواتُ وكَـثُر ذلكَ القلق في قلوبِ
من حولهِ والذي لم يهمهُ ولم يؤثر فيهِ
فهاهو فاجعاً إياهم قام بـدفعِ يدِ عمتهِ بعيداً
عنهُ وصرخَ بصوتهِ الضعيف المتحشرج..

" قُـلـ ـتُ لـكم إخرجـ ـوااا جــميعاً..!!"

جونغكوك يُـدهُ الثانيةُ تحت الغطاء سَـتُمزقُ
القماشَ الذي تعتصرهُ بشدة...ويُـدهُ تلكَ التي
دفعَ بها يَـد عمتهِ إشتدت قبضتها على بعضها
يختزنُ بها ألمهُ وألم جراحتهِ الذي يزيد..

لكنهُ ورغم كلِ هذا ورغمِ عيونهِ التي بدءَ
إحمرارُ الكَـبتِ والقهرِ والحنقِ يزور بياضها
ويلوثهُ.. هو لم يُـلينَ نظراتِ عينيهِ لـعمتهِ
التي كانت مصدومةَ ولا سَـمح لوالدتهِ
بالإقتراب منه..

" إخرجـ ـوا من هنا ولا تزيدوا عـليَّ تَـعبي..!"

أمرهم ونبرةُ الغضبِ رغمَ ألمهِ قد بانت في حديثهِ..
والدتهُ التي كانت تُـناظِرهُ بقلقٍ ولمحت العرقَ الذي
تجمعَ أعلى جبهتهِ لأنهُ يكتمُ ألمهُ تحدثت بـحنيةٍ تريدُ
جعلهُ يهدء وعيونها تُناظرُ عينيهِ الحادة..

" جونغكوك صـغيري نـحنُ أهلك..نـحنُ خائفونَ
عليكَ بُـني...والدك فعلَ كل ذلكَ لِـمصلحتك..
هو كانَ خائفاً عليكَ ولم يكن يستطيعُ السكوت وهو
يراكَ تموتُ أمامهُ..لقد كانت لحظةَ غضبٍ فقط.."

عمتهُ التي لم تأخذ على خاطرها أنهُ دفع يدها
عنهُ حادثتهُ أيضاً وأيدت هانا في كلامها فوراً وعيونها
القلقةُ عليهِ..

" أجـل صغيري..نحنُ فقط كنا خائفينَ عليكَ
وبـشأن تاليا نحن سنُفهمكَ سبب فعلةِ والدكَ
وسـنشرحُ لكَ كُـل ماحدث..أنتَ يجبُ عليكَ
أن تهدءَ الآن هذا ليسَ جيداً على صحتك.."

تحدثوا بالكثيرِ الذي لم يُـعجب المعني..
هذا الهراءُ وتلكَ النظراتُ الصامتةُ من
والدهِ الذي لم يُـبرر مَـوقفهِ للآن وكأنهُ
يتحدى إبنهِ ويُـخبرهُ أنهُ لم يفعل شيئاً خاطئاً..

كلُ هذهِ الأمور جعلت المُـصابَ يرمي بنظرهِ
أرجاء الغرفةِ الكبيرةِ يُريدُ أن يلمحَ خدمهُ فهو
قبلَ قليلٍ سمعَ صوتَ سان..

لكنهُ لم يقدر أن يلمحهم..مرمى نظرِ رأسهِ
طريحِ الوسادةِ لم يكن يشملِ أجزاءِ هذهِ الغرفةِ
الواسعةِ جميعها وبالأخص ذلكَ المكانِ في نهايتها
وقُـربَ بابها حيثُ يقفُ سان ووانغ وخادمٌ مُـحبٌ
آخر يُـناظرونهُ بقلقٍ وقلوبٍ خائفة وقِـلةِ حيلة..!

لم يكن جونغكوك يملحُ إلا أمه وعمتهُ المُـلتصقتينِ
بسريرهِ ويُـناظِرنهُ بقلقٍ يَـنتظرنَ ردَ فعلهِ على كلامهنَ
وتبريرهن..شقيقهُ كان يقفُ على جهةِ السريرِ الثاني
قربَ الأجهزةِ ويبدو متوتراً وقلقاً من هذهِ الأجواءِ الحالية..

أما والدهُ كان يقفُ أمامهُ حيثُ نهايةِ السريرِ بملامحِ
وجههِ التي تُـظهرُ عدمَ رضاً عنهُ لكلِ ما إفتعلهُ تواً..

الأطباء وبَـعضُ من ضباطهِ المقربين واللذين
لمحهم أول استيقاظهِ يبدو أنهم خرجوا
مع أول أمرٍ لهُ بذلكِ وهذا جعلهُ يتسائل عن
قدرِ المعلوماتِ التي يعرفونها؟!!
تصرفهم بدى وكأنهم يدركون أن هناكَ
مُـشكلةَ عائليةً حدثت وسـتُفتحُ مجدداً..!

كُـل ما يحدث..وكُـل هذهِ الأجواء الغريبة
جعلت مُـتعرقَ الجبهةِ يُـنادي على خادمهِ
ببرودٍ مُـتجاهلاً الردَ على عائلته..

" سـااان..!"

ناداهُ لكنهُ تفاجئ بقدومِ جـسدِ خادمهِ من نهايةِ الغرفةِ
مُِـسرعاً تجاههُ غيرَ مُـصدقٍ وملامحُ السعادةِ
والقلقِ عليهِ في وجههِ..

" نــعم سـيدي..أنا طوعُ أمرك.."

لـهفتهُ وسـعادتهُ وقلقه كلها جعلت المُـصاب
يُـناظِرُ خادمهِ الذي وقفَ في المسافةِ التي
بينَ والدهِ وعمـته..

نبرتهُ الغريبةُ مع ملامحِ وجههِ الأغرب
مَـع ظهور جـسد وانغ وهيون خلفهُ
متردِدَينِ في وجودهما وينظرانِ لهُ بعيونٍ
دامعةٍ..كُلِ هذا جــعلهُ يـعي عظيمَ المصائبِ
التي حدثت..

لَـقد فَـهِمَ الفــيلمَ كاملاً..

" نــادي لِـيّ الطبيب.."

برودُ هذهِ الكلماتِ الثلاثةِ وبرودِ ملامحهِ
وإغماضهِ لعينيهِ أمامَ أنظارهم جميعاً
جعلَ التوترَ يملئُ المكان وبالأخص
قد ملئ قلب يونغي وسـان عندما أمر
جونغكوك بأمرٍ آخر ولازالَ لم يفتحَ عينيهِ..

" أحضر لِـي هاتـفي أيضاً..!"

الشقيقُ الأصغر نظرَ لسريرِ أخيهِ
بخوف..

لم يقم جونغكوك بفتحِ عينيهِ..
هو مُـستيقظٌ والجميعُ يعلمُ ذلك لكنهُ
لم يفتحَ عينيهِ ويِناظرهم..

هناكَ هالةٌ غريبةٌ باتت حوله
هالةٌ من البرودِ الغريب..

الطبيبُ وبعضُ الممرضين قد دخلوا
غرفةَ الرئيسِ رفقةَ سان بالفعل..

مَـن يُـغمضُ عينيهِ إبتسمَ بسخريةٍ
تحت القناعِ ما إن سمع صوتَ والدهِ
الذي كان يُـحادثُ الطبيب بقلقٍ باتَ مقرفاً
في نظرهِ..

شـعر بإبتعادِ إمهِ وعمتهِ عن سريرهِ
يُـفسحنَّ المجالَ للطبيبِ كي يقترب منه..

لكن في اللحظةِ التي أمسكَ بها الطبيب
طرفَ الغطاءِ يريدُ رفعهُ عنه فتحَ الرئيسُ
عينيهِ وتحدثَ ببرودٍ..

" أريدُ الخـصوصيةَ أيها الطبيب..!"

ومعَ أن الطبيب لم يكن يُريدُ أن يفعل شيئاً
غير التأكدِ أن جراحتهُ لم تلتهب ويُـصبها
القيحُ إلا أنهُ أستجابَ لأوامرِ الرئيس الذي
كان ينظرُ لهُ ببرودٍ..

هو إلتفت للمتواجدين في الغرفة
وتحدثَ ببعضِ اللطفِ يُريد أن يُـبعد
الأجواء المتوترة الغريبة هنا..

" أيمكنكم أن تُـخلوا المكانَ لدقائقَ
لُطفاً.."

نظروا للطبيبِ بعدمِ رضاً..وأرادوا الرفضَ
إلا أن إبنهم الذي كان يتجاهلهم بإنظارهِ
ولازالَ على ذاتِ برودهِ جعلَ كبيرَ العائلةِ
يتنهدُ ويُـخبرهم أن يعطوا جونغكوك خصوصيتهُ..

فـ بدءوا يرحلون تِـباعاً الى أن خلت الغرفةُ
ولم يبقى فيها الا الطبيبُ ومُمرضينِ إثنينِ معه والذي
شارعَ فوراً بعملهِ يَطمئنُ على مريضهِ..

جونغكوك كانَ ساكناً ولم ينطق بحرفٍ..
ينتظرُ الطبيب كي يُنهي عمله...

هو حتى لم يسأل عن حالهِ الصحي وماحدثَ
له...لم يسألهم عن زوجتهِ وهل أصابها خدشٌ
أو تأذت في جسدها بسبب ماحدث..

هو كان بارداً لا يتجاوبُ معهم إلا بالإيماءةِ
كـأقصى ردِ فعلٍ..

أحدُ الممرضينَ إقترب منهُ يمسحُ العرق عن جبينهِ
وآخرُ أمسكَ يدهُ يُـدخلُ سائلَ مُـسكنِ الألم في الحقنةِ
المؤقتة التي كانت فارغةً في يدهِ اليمنى عكس
من كانت في يدهِ اليسرى والتي كانت موصولةً
بـكيسٍ معلق..هُـم كانوا يستخدمونها لإمدادهِ بالدمِ
طيلةَ الأيامِ الفائتة..

الطبيبُ الذي رأى الجراحةَ نظيفةً ومُـطمئنةً
أعادَ تضميدها فـ لا إلتهابَ فيها وما ألمُ الرئيس
إلا بسبب أنهم تعمدوا أن لايُـعطوهُ مُـسكناتٍ صباحَ
اليوم..

هو نظرَ لوجهِ الرئيسِ الذي كانَ بارداً وهالةٌ
غريبةٌ حولهُ جعلتهُ يتردد فيما إن كان يجبُ
عليهِ أن يتكلم أو لا..

ولأولِ مرةٍ مع مرضاهُ هو سألَ المريض
قبل أن يشرحَ لهُ حالته..

" سـيدي بخصوصِ الجراحةِ وما فعلناهُ هـل تُـ.."

تحدثَ الطبيبُ وأرادَ أن يُـكملَ جملتهُ لكن صوت
الرئيسِ الباردِ قاطعهُ غيرَ مهتماً بجراحتهِ او صـحتهِ
أو أياً كان..

" أدخـل عليَّ سـان فقط وإمنع البقية..إن أصروا
أخبرهم أني بدونِ ثيابٍ.."

تلكَ النظراتُ الجامدة وترت المَـعني بالحديث
فـ إستسلم وأومئ لِـ ذي السُلطةِ هنا..

وفعلاً ما كانت إلا ثوانٍ قليلةٍ وغادر الكادرُ
الطبيُ لِـيليهم بالدخولِ خادمهُ الذي جاءهُ
بسرعةٍ وإقتربَ منهُ حتى بات ملاصقاً
لـسريرهِ وعُـيونهُ السوداء التي كانت دامعةً
باتت تحت أنظار جونغكوك..

" هـ ـل أنـ ـتَ بخـيرٍ سـيدي..؟ هل لا زلتَ تتألم..؟
أتريدني أن أفعل شيئاً..أجل وسائدك..هل تريدني
أن أرفعها لك..أو لا سأغيرُ زوايةَ السريرِ..فقط
ثوانٍ.."

سـان بالفعلِ قد تحركَ يريدُ أن يرفع السرير وتشتتهُ
وإضطرابُ أفعالهِ كانت واضحةً جداً..

" سـان..!"

صوتُ جونغكوك الباردِ أوقفَ المُرهقَ
من كلِ ماحدثَ عن فعلِ ما يريد..

" لـ ـقدُ خيبتُ ظـنك سـيدي..أنا آسـ ـف.."

وصلتهُ تلكَ النبرةُ النادمةُ فإنقبضَ قلبُ جونغكوك
على بعضه..لم يستطع السيطرةَ على إنفعالهِ فـ خوفهُ طغى
ومظهر خادمهِ الذي يتعمدِ عدمَ النظرِ في عينيهِ
زادَ الطينَ بلة..

"سـان أفهمني ماحدث..أين زوجتي..أين إبنتي..كم يوماً
بقيتُ في هذهِ اللعنة..أخبرني المصائب التي حدثت
لأني سأجن منكم جميعاً...ماذا تخفون عني أخبرني..!"

باتَ الغضبُ يسيطرُ عليهِ مجدداً..وسـان أحسَ
بذلك ولم يلمهُ لكن ما قالهُ الرئيسُ مجدداً بنبرةٍ
بها بعضُ الخيبةِ منهُ ومن جميعِ خدمهِ ورجالهِ
جعلت سـان يُـنزل أنظارهُ  بِـندم ..

" عـدو ســعادتي الأول هو مَـن هددك..
لِـمَ خضعت لتهديدهِ وتركت مَـن أوصيتكُ عليها تُـهان.."

...........................

بـعد قليلٍ من الوقتِ..

وحــيثُ عائلةُ جونغكوك اللذين كانوا ينتظرونَ
خلفَ ذلكَ البابِ المُـغلقِ يريدون الدخول مجدداً..

لكن ظهورَ العديدِ من الجنود المسلحين جعلهم
ينظرون بإستغراب..شكلهم كان غريباً وظهورهم
الآن بالذات كان أغرب..

هم كانوا كثار..لقد ملئوا الممر..ثلاثةٌ منهم وقفوا
أمام بابِ الرئيسِ المغلقٍ والبقيةُ لم يتركوا زاويةً
في الممر إلا وقفوا فيها وجميعهم أيديهم كانت
تَـشدُ على  تلكَ البنادقِ الضخمة..

السيدُ جيون تقدم منهم وسأل من وقفوا أمامَ
البابِ بإستغراب..

" ماذا يَـحدثُ هنا..؟ لماذا حاوطتم المكانَ هكذا..؟!"

" لقد إنتشر خبرُ إستيقاظِ الرئيس..نحنُ هنا لحراستهِ
من أي محاولةٍ مُرتدةٍ من الأعداء...ولنُ يُـسمحَ
للجميعِ بدخول غرفتهِ إلا إن وافقَ هو..
وجــميعُ هذهِ الإجراءاتِ بأمرٍ منهُ هو..!!"

أضخمهم هـيئةً والذي يقفَ منتصفَ البابِ أجابَ
السيدَ جيون لـينظرَ يونغي لهولاء الرجالِ والخوفُ
من القادمِ تملكه..لـقد حدثَ ما يخشاه...
شقيقهُ عَـلِمَ الحقيقةَ كاملةً..!

عمةُ جونغكوك التي سمعت كل هذا تقدمت
جنب أخيها وخاطبت الجندي بأَنفةٍ وتـكبر..

" نحن عائلته..إبتعد ودعنا ندخل..هو إبننا
ولن نؤذيهِ..!"





" غَـيرُ مسموحٌ لكم بالدخول سيدتي..
أنا أعتذر لكنها أوامرُ الرئيس..!"

.................

من الجانب الآخر وقريباً من الممرِ الذي يحوي
غرفةَ الرئيس كان هوسوك واقفاً يُـناظرُ ما يحدثُ
ويديهِ في جيوبهِ..

لم يتعجب من ردِ فعلِ جونغكوك فـلو كان هو مكانهُ
لربما عَـمل ماهو أعظم ولم يكتفي بذلك..

هـو كان منزعجاً وحاقداً على عائلةِ الآخر لأنهُ كان
شاهداً على الظلم الكبيرَ الذي تـعرضت لهُ زوجةُ جونغكوك ..

مَـن في المَـشفى يظنونها عند شقيقها ..وشقيقها
يظنها عند زوجها...وحدهُ فقط هوسوك من رأى
حيرتها وحزنها وهي تتهرب من عائلةِ زوجها
كي لا يكتشفوا وجودها..

ووحدهُ هو مَـن كان يسمعُ صوت بـكائها عندما
تعودُ من غرفةِ زوجها..

لقد جعلوا المرأةَ تنكسر وتُـصبحُ في موقفٍ
مؤلمٍ مع أخيها..هو لن يسامحهم ولن يتعاطفَ
معهم..

ولذا ها هو قد أدار جسدهُ مُـتجاهلاً سماعَ
باقي هرائهم وإتجه بخطواتهِ لِـغرفةِ زوجةِ
جونغكوك..هي تنامُ بهذا الوقت كونها تقضي
الليل في غرفةِ الآخر..لذا هو يطمئن عليها
فقط بين حينٍ وآخر..

وصلَ للغرفةِ المقصودة لـيتفاجئ عندما وجدَ
بابها مفتوحاً على غيرِ العادة..!!

هو عقد حاجبيهِ بخوفٍ وأسرعَ تجاهها..
هي تُـغلقُ البابَ بالمفتاحِ عندما تنام..!

" سـيدة تـ.."

أرادَ النطق لكن وجود تلكَ الحقيبةِ وحدها
وسط السريرِ وخلوِ الغرفةِ من كلِ شيءٍ
يخصُ السيدةَ جعلهُ يُـدرك أنها رحلت..
لكن الى أين..هل ذهبت له..؟

....................

وقفت سيارةُ الأجرةِ الصفراء أمامَ ذلكَ القصرِ
الضخمِ لتترجلَ إبنةُ السادسةِ والعشرينَ منها بعد
أن أعطت صاحبها حقهُ..

الحرسُ الواقفون أمامَ البابِ واللذين علموا هويتها
فوراً تَـعجبوا وجودها هنا والرئيسِ قد إستيقظ
قبل وقتٍ قليلٍ لكنهم مع ذلكَ لم يتدخلوا وتَـحمدوا
على سلامةِ الرئيس وسلامتها وهي فقط أومئت لهم
دون أن ترد ودلفت داخلةً للقصرِ..

لم تلمح إبنتها في الحديقة..لم يكن أحدٌ متواجدٌ في الحديقةِ
إلا البستاني الذي كان يُـقلمُ الأشجارَ من الجهةِ الثانية..

تـاليا لم تُـطل..بل هي فوراً إتجهت لِـبناءِ القصرِ الداخلي
تدخله..

كلما كانت تقتربُ من الصالةِ الرئيسيةِ كان
قلبها يَـخفقُ بسرعةٍ أكبر..لقد إشتاقت لطفلتها..

أقدامها توقفت عن السيرِ ونظرةُ عينيها
لانت وحـنت عندما رأت طفلتها التي تجلسُ
وحدها على إحدى الأرائكِ وذلكَ الآيبادُ الذي
يُـصدرُ صوتاً عالياً كان مرمياً جنبها أما هي فلم
تكن مهتمةً بهِ..

حـبيبةُ إمها كانت شاردةً وتنظرُ للأرضِ بحزنٍ..

" صــغيرتي.."

نادتها تاليا بصوتٍ حنونٍ فـتيبسَ جـسدُ الطفلةِ
التي رفعت رأسها فوراً ونظرت بإتجاه الصوتِ
تريدُ أن تتأكدَ مما سمعتهُ..لكن يا ليتها لم تفعل..
فهـي قبضت قلبَ إمها عليها عندما شرعت بالبكاءِ
دون أن تتحرك أو تخطو لأمها..

تاليا لما رأت منها هذا هي ركضت لها فوراً
تريدُ أن تضمها لقلبها وتُـهدئها..هي قد دنت
منها وجلست على ركبتيها وقد مدت يديها
تريدُ أن تُـحيطَ بها جـسدَ طفلتها التي تبكي..

لكن لـِيلي صدمتها عندما قاومت ذلك ودفعتها
بيديها الصغيرتين وقوتها الضئيلة ترفضُ عناقها..

" لـ ـماذا تَـركتـ ـني..؟"

بـنبرةٍ مقهورةٍ باكيةٍ سألتها فـ نفت تاليا بيديها بـسرعةٍ
لا تـصدقُ أنَ ابنتها ظنت هذا بها..

" أنا لم أترككِ صغيرتي..أقسمُ لكِ أني لم أفعل هذا
، يُـحالُ أن أترككِ..أنتِ إبنتي..أنتِ حبيبةُ
أمك..لاتظني بيَّ هذا أتوسلكِ لِـيلي.."

بنبرتها المُتعبةُ الحنونةُ وعيونها المرهقة ذاتُ
الهالاتِ لقلةِ نومها ردت على طفلتها التي كان
الخوف يملئ كـيانها للآن ولازالَ ذلكَ الفزعُ
الكبيرُ فيها..

أن تنامَ وتستيقظ لِـتجدَ الجميعَ غيرَ موجودٍ
لا أمها..لا أبيها..لا سان..لا وانغ..ولا حتى خالها..
ثلاثةُ أيامٍ كاملةٍ هي وحدها..كلما سألت عن والديها
أجابوها أنهما مشغولينِ  و سيعودان قريباً..والطفلةُ
قد إنتظرت..لكن الى متى..فـهي بعد يومين إقتنعت
أنهم تركوها وذهبوا..

وما بُـكاءها الآن الذي لم يتوقف إلا جزءُ بسيطُ
من خوفها..

أدمعت عيونُ إمها المُـرهقة وإندفعت لطفلتها
تـضمها لها بالقوةِ دون الإكتراثِ بمقاومتها ورفضها..

لِـيلي لم تستمرَ بدفعِ إمها عنها فـهي ودون إرادتها
تشبثت بها وحشرت نفسها في حضن إمها تبحثُ
عن الأمان وبُـكاءها الذي أدمى قلبَ إمها لم يتوقف..

" لـ ـيلي كـ ـانت خـ ـائفةً مـ ـاما.."

إشتكت لإمها بنبرةٍ باكيةٍ فـ ضمتها تاليا لها أكثر
وباتت تُـقبلُ رأسها وجـبهتها قُـبلاتٍ دافئةً حنونة..

لقد إعتنت بهِ ونسيت طفلتهما وحدها هنا..

هي لا تريدُ أن تُـفكرَ بالمشاعرِ والأفكار التي
فكرت بها إبنتها وهي وحدها في هذا القصرِ
المُـوحشِ الكبيرِ..

" مـ ـاما آسـ ــفةٌ صـ ـغيرتي..لـن يـتكرر
هذا الشيءُ أبداً..أنا هنا..أنتِ بينَ يـديَّ
لِـيلي..لا أحـدَ سـيأخذكِ مني..أنا هنا صـغيرتي.."

تَـضمُ طفلتها لها..تُـقبلها وتمسحُ على شعرها وظهرها..
تهمسُ لها بالكثيرِ من الكلماتِ الدافئةِ الحنونةِ..
تُـحاولُ إمتصاصَ فزعِ طفلتها وخوفها..
هـي كانت تمدها بأمانٍ وإطمئنانٍ كما أمدت
والدها بهِ...هي تعطيهما مشاعرَ ثمينةً فقدتها..

.
.

وقتُ الغداء..وحيثُ الجو قد تبدلَ
والطفلةُ الصغيرةُ قد إبتسمت أخيراً..

لِـيلي الصغيرةُ كانت تجلسُ في حضنِ إمها
على طاولةِ الطعامِ وتتناولَ الطعامَ الذي قُـمن
بصنعهِ في المطبخِ بشهيةٍ كبيرةٍ..

فـ والدتها بعد أن بدلت ثيابها جـلبتها
للمطبخ وطردت منهُ العمَ الطباخَ بنبرةٍ مضحكةٍ..

هي أخبرتهُ أنها ستطبخُ لِـ مُدللتِها الصغيرةِ بنفسها
وهذهِ الجملةُ لم تفشل بجعلِ ليلي تبتسمُ بخجلٍ وقتها
وتبتسمُ بسعادةٍ الآن عندما تذكرت هذا..

تاليا لاحظت إبتسامةَ طفلتها ذات الخدودِ الممتلئةَ
بالطعامِ فـ قهقهت ونقرت أنفها بـحنانٍ..

" على ماذا تبتسمُ حُـلوتي..؟"

لِـيلي نفت برأسها ولم تُـدر رأسها وتنظرُ لوجه
والدتها فـهي سمعت قهقهاتٍ رقيقةٍ ناعمةٍ إخرى
من والدتها التي قامت بتقبيلِ وجنتها اليمنى بدفئ
مُـتسببةً بـزيادةِ بهجةِ الصغيرةِ..

" هيا صغيرتي لـ نأكل كثيراً...الحمامُ ينتظرنا..
وإممم ..بـعدها ماذا سـنفعل..ننامُ أم نلعب..؟
ما الذي تريدهُ لِـيلي الجميلة.."

حادثتها بحنانٍ وهي تمسحُ على خصلاتِ شعرها
بدفئٍ كبير لـتُـجيبها ليلي بحماسٍ ونشاط..

" نَــلعبُ مـاما أرجوكِ.."

" ما تُـريدهُ صـغيرتي سَـيُنفذ.."

ردت عليها بحنانٍ وضمتها لها..وفعلاً ماتريدهُ
طفلتها سـيتحقق..هي سَـتُعوضها عن غيابها
طيلةَ الأيامِ الفائتةِ وتُـعيدُ البهجةَ لها..

....................

ذاتُ الوقتِ في المشفى...

جونغكوك كان نائماً منذ مدةٍ طويلةٍ بالفعلِ
فهو بعد أن عَـلِمَ بكل المصائبِ التي حدثت
أجرى اتصالاً وأمرَ بعضاً من جنوده أن يأتوا
للمشفى ويمنعوا عائلتهُ من دخولِ غرفتهِ أو يلمحوا
منهُ ظفراً..

هو كان يُريدُ أن يعطي أوامرَ إخرى لـِ سان الذي
كان معهُ بالغرفةِ لكن نوماً قَـسرياً فُـرِضَ على جسدهِ
بفعلِ ماتمَ إعطائهُ له قبل قليل..

سـان الذي رأهُ وقد إستسلمَ للنومِ لم يـخرج من الغرفةِ
وقتها بل بقيَّ هناكَ مُـفضلاً البقاءَ جنبَ رئيسهِ على
الخروجِ ومواجهةِ صراخِ السيدِ جيون الذي علا بفعلِ
جدالهِ مع الجنودِ اللذين وصلوا تواً..

ومعَ مرورِ الوقتِ حتى اللحظةِ الحاليةِ كانت غرفتهُ
لازالت تحوي ذات الهدوء..

عائلةُ الرئيسِ غادروا المشفى بالفعل قبل ساعةٍ من
الآن..

غرفةُ الرئيس كانت تحوي خدمهُ اللذين كانوا
يتناقشونَ بزاويةٍ معينةٍ بصوتٍ هادئ فلقد
تمَ إخبارهم أن السيدةَ عادت للقصر وهذا
أثارَ تعجبهم وإستغرابهم..

هَـل زالَ غضبُ السيدِ تايهيونغ وسمحَ لها
بالعودة..؟ أم أنها فقط ستأخذ ليلي وتعود
لأخيها..؟!

إتصالٌ آخر جاءَ رئيسهم فـ إلتزم وانغ
وهيون الصمتَ فوراً وظلوا يناظِرون ملامحَ
سان بإستغراب..

ثوانٍ وإنتهى هذا الإتصال الذي زادهم
قلقاً..هل أخذت السيدةُ ليلي معها..!

" سيدي ماذا حصل..هـل رحلوا..!"

وانغ سألَ بخفوتٍ فهم لايريدون إيقاظَ النائم
لكن سان الذي كان الإستغرابُ بادياً على وجههِ
تحدث بعدمَ فهمٍ لما يجري..

" السيدةُ أعدت لها الغداء بنفسها وهـي
تُـلاعُـبها الآن...هم يقولون أنها سعيدةٌ
وتضحكُ مع ليلي...أنا لم أعد أفهم شيئاً..
هل إنتهت المشكلة..!؟"

إنتقلت الحـيرةُ للإثنينِ أمامهُ أيضاً..

فـ تنهدَ ســان بقلةِ حيلة..

" لِـندع الأمرَ لِـما بـعد...إن سألَ الرئيسُ عنِ السيدةِ
سـنُخبرهُ أنها لازالت عندَ شقيقها ولِـيلي نحن نعتني بها
في قصره...ولم يتغير شيء..لا يَـجبُ أن يكون مُـتعصباً
ومشوشاً أمامَ الصحافةِ.."

أمرهما فـ وافقاهُ الرأي...هو على حق..
فـ بــعدَ ساعتينِ من الآن سيأتي وزيرِ الدفاعِ
في زيارةٍ للرئيس ومعهُ الكثيرُ من القادة وسَـيُـصَورُ
كل شيء لذا هم لن يخبروه أن السيدة عادت للقصر
فـ ينشغل هو ويخاف من فكرة أنها ستأخذ ليلي وتُـسافر
دونَ أن تخبره..

سـيبقى سـان على تواصلٍ مع الخدمِ في القصر
وفقط في حـال قررت السيدةُ الرحيل هم سـيُعلمون
الرئيس فوراً كي يتدخل هو...

.....................

الثالِثةُ والنصفِ قريبَ العصرِ...قــصرُ الرئيس..

وحــيثُ تاليا التي أنهت تلكَ الضفيرةَ الحلوة
لِـشعر إبنتها الجالسةِ على الأرضِ بين قدميها..

هـي إبتسمت وأدارت طفلتها لها تُـحادثها
بـحنانٍ..

" هــيا صغيرتي.. إنـظري لها في المرآةِ
وأعطيني رأيكِ.."

رفعتها بكلتا يديها من وسطها تَـجعلها تقفُ
وتُـخبرها أن تـذهب للمرآةِ لِـترى شـكلَ
الضفيرةِ عليها ولِـيلي المُـتحمسةُ ركضت
للمرآةِ بسرعةٍ..

هِـي سـعيدةٌ جداً وتـشعرُ أنها ستطيرُ..

خالها لم يكن يـصنعُ لها الضفائر أبداً
ومُـربيتها كانت تـفعلُ ذات الشيء..

والحُـجةُ أن خالها لا يعرف والمربيةُ
كانت تُـفضلُ السهولةَ والسرعة..
فـهي لن تُـطيلَ بالها مع إبنةِ
غيرها...وعند هذا الإدراك تاليا
عزمت على أن تـجعل إبنتها تعيشُ ذات
الحنانِ والحب الذي عاشتهُ هي عندما
كانت صغيرة...وسـتُـدللُ إبنتها كما
كانت إمها تـفعلُ معها...

" واه ماما إنها رائـعة...!"

نبست ليلي بخفوتٍ ودهشةٍ وعيونها السوداءُ
كانت تلمعُ بسعادةٍ..يديها الصغيرتينِ كانتا
تتلمسان الضفيرةَ بحماسٍ ..

هِـي حتى بدأت تدور حولَ نفسها وترى
شكلها في المرآةِ وضحكاتها السعيدةُ كانت
تحت أنظارِ إمها الحـانية..

" حُـلوتي.."

نادت طفلتها بحنانٍ فـ إلتفت لها لِـيلي وأسنانها
الأرنبيةُ البيضاء كانت ظاهرةً بسبب سعادتها
هي حتى كانت تـنطُ برجليها بشكلٍ خفيفٍ لـشدةِ
فرحتها وبهجتها..

" نــعم مـامـا.."

خرجت تاليا من شرودها بها لِـتبتسمَ وتُـحادثها
بإعتياديةٍ وهي تَـهمُ بالنهوضِ..

" سأستحمُ أنا الآن..ما رأيكِ أن تُـحضري
ألعابكِ هنا وتنتظريني فـالعمُ سان والعمُ وانغ
عند بابا كما أخبرتك.."

أومئت ليلي لأمها فوراً وركضت للباب
تريدُ إحضار ألعابها لِـغرفةِ إمها..هي
لم تسأل عن والدها مجدداً فـ أمها أخبرتها
كل شيء..كـ مثلاً أن بابا هزمَ الأعداء وانتصر
عليهم لكنهُ تأذى قليلاً لذلك هي وهو كانوا في
المشفى..كـ مَـثلاً أن بابا القويَّ بخيرٍ الآن
وهو سيعودُ لهما قريباً والعمُ سان ووانغ
معهُ في المشفى للإعتناء بهِ..

كـ مَـثلاً أنهم سـيذهبون لهُ الليلة
لذلك لا يجبُ عليها أن تخاف عليهِ..

إتـجهت تـاليا لِـغرفةِ ثيابها تـسحبُ من هناكَ
الروبَ بـ ملامحَ ماعادت تتطلبُ منها التمثيلَ
والتزييف..

وبِـبهوتِ روحها دلفت الى الحمامِ
تـستحمُ وتُـزيل من وجهها ما أخفت بهِ
هالاتها السوداء ةِ لقلةِ نومها..

فـ إبنتها لربما لم تلاحظها اول مجيئها
لإنهيارها بالبكاءِ لكنها بعد ذلك وبينما
كانت هي تحضرُ لها الغداء لاحظت أن
لِـيلي كانت تُـناظِرُ وجهها بقلقٍ وتتفحصها
ولذلك هي شكرت نفسها أنها أخفت آثار
السهرِ والشحوبِ من وجهها..

بـعد مرورِ ساعةٍ من الوقت وحَـيثُ الرابعةِ والنصف
تاليا نزلت للطابقِ الأرضي تنوي تحضيرِ مـشروبٍ
ساخنٍ لإبنتها وتحضيرَ بعضِ القهوةِ لها كي يذهبَ عنها
النعاس..

وبينما هِـي في طريقها للمطبخِ لَـمحت تجمعَ خدمِ
زوجها حولَ شاشةِ تلفازٍ كانت في صالةٍ قريبةٍ على
المطبخ..

إستغربت حالهم فـتراجعت عن الدخول للمطبخِ
وغيرت وجهتها لـتذهب لهم وتدخل تلكَ الصالة..

هُـم لم يُـلاحظوا دخولها فـ تركيزهم كلهُ كان مع
رئيسهم الظاهرِ في الشاشة والذي كان يتحدثُ
مع وزيرِ الدفاعِ بتعبٍ..

قِـناعُ التنفسُ لازالَ موضوعاً على انفهِ وفمهِ
لكنهُ كان أكثرَ صحةً مما كان عليهِ في الصباحِ..

تــاليا أصبحت مثلهم...هِـي وقفت أيضاً وأنظارها
لم تبتعدُ عن شاشةِ التلفاز بتاتاً...

تُـناظرهُ بـفخرٍ وسعادةٍ لأنه إستيقظ وعيونهُ
القاتمة عادت لـتكون مُـبصرةً وتراها مجدداً
فـهي عاشت المُر والرُعب كلما كانت تأتيهِ
وتراهُ لازالَ مُـغمضاً لـعينيهِ ولايتحرك..

" لـماذا لا يـخرجُ هذا الوزير..الرئيسُ
متعبٌ ولا طاقةَ له ألا يرى..!"

بـعدمِ رضاً وإنزعاجٍ من هذا الإزدحامِ
والإكتضاضِ الكبيرِ في غرفةِ الرئيس تحدثَ
أحدُ الخدمِ قَـلِقاً..

" كُـلهُ من الصحافةِ..إنظر لعدد القنواتِ
الموجودة..هـم يحتلون المكانَ ويُضيقون
الخناقَ في المكانِ أكثر..ليسَ وكأنهُ مـصابٌ
ويحتاجُ للراحة..!"

" هـذا صحيح...أنا حتى لا أستطيع أن ألمحَ
سـان والبقية.."

أحاديثُ الرجالِ غيرِ المهمةِ لإبنةِ السادسةِ
والعشرينِ توالت...

لكن تـاليا كانت ترى مالا يرونه..

معاني وجههِ..طريقةُ كلامهِ...وتلكَ النبرةُ المُـثقلةُ..
زوجــها قد عَـلِمَ بما حـدث..!!

لكن ماذا فعل..؟!
هـل تـشاجر مع عائلتهِ وهو في هذا الوضع..؟!

هَـل هو يـعرفُ أين هِـي..؟!

لـحظة..!

خدمهُ هناك..وهنا..!
هم بالتأكيدِ تناقلوا خبر رجوعها..

" المـعذرة.."
تحدثت تـناظرُ الرجالَ أمامها واللذين إلتفتوا فوراً
لمصدرِ الصوتِ وبعضهم قد شهقَ بتفاجئ عندما
وجدَ السيدةَ تقفُ قريباً منهم بالفعلِ..

" سـيدتي.."
" ســيدتي إنتِ هنا.."
" هـل تحتاجينَ شيئاً سيدتي.."

أصواتهم تداخلت في بعضها وتاليا التي
كانت ستسـألهم عن ما في بالها تعجبت
من تغيرِ الصوت الصادرِ من التلفاز لـترى
أن الشاشة عادت للمُـقدمَ الموجود في الإستديو
والذي كان يتحمدُ على سلامةِ زوجها..

تنهدت وأبعدت أنظارها عنهُ لتعيدها على
رجالِ زوجها وسألتهم بدون مُـقدمات..

" هَـل عـائلةُ جونغكوك لازالت في المشفى..؟
ما الذي أخبركم بهِ سان..؟!"

توترَ الخدمُ .. هـل رأتهم السيدةُ وهم يـحدثون
سان..؟

لكنهم مع ذلك لم يحاولوا إخفاء اي شيءٍ فتحدثَ
أحدهم..

" هُـم ليسوا في المشفى سيدتي..لقد رحلوا
فـالرئيسُ لم يسمح لهم بالدخولِ عليهِ.."

تـفاجئت تاليا مما قال..هـل طردهم...
ما الذي حدث..؟!

وما بالُ هذهِ المـشاعرِ التي تشعرُ بها الآن..
هل هو طردهم لأنهم طردوها..؟
جونغكوك لم يسكت لهم...

لكن مع ذلكَ هو يجب أن يُـطالِبهم بالإعتذارِ
من تايهيونغ..لقد تجاوز والدهُ حدودهُ كثيراً..!

مــع أنها متأكدةٌ أن الإعتذار لن يُـصلحَ شيئاً
فـ شـقيقها باتَ لا يُريد التناسبَ مع هذهِ العائلة..

نـظراتهُ الحادة في تلكَ الليلة...كلماتهُ الجادة..
هو كان مُـصِراً ويعني كُـل حرفٍ نطقه..
هـي تحفظُ أخاها عن ظهرِ غيب..

لـقد إنتظرت منهُ إتصالاً طيلةَ الأيامِ
الفائتةِ لكنهُ لم يفعل... وعندما حاولت
هي مجدداً وإتصلت بهِ قبل قليلٍ هو رفضَ
إتصالها من أولِ ثانيتينِ..!!

جاعلاً إياها تُـناظِرُ شاشةَ هاتفها بـإنكسارٍ
كبيرٍ وعيونٍ دامعة..

.................

مــساءاً وحــيثُ تاليا التي كانت تقفُ أمامَ
مرآتها تُـطبطبُ بتلكَ الإسفنجةِ المخروطيةِ الشكلِ
على المنطقةِ أسفل عينيها..

وثانيةً بعد إخرى كان ذلكَ الشحوبُ والتعبُ
يُـمحى ويـتبدلُ بـ مظهرٍ لا صحةَ لهُ بتاتاً..

هِـي لم تـنم بل أمضت الوقت مع طفلتها
وأعدت لها العشاء بنفسها أيضاً رغبةً
من ليلي هذهِ المرةِ..

و بعد الـعشاء أخبرت لِـيلي أنهم سيذهبونَ
لزيارةِ أبيها بالمشفى وفـعلاً بعد أن جهزت
طفلتها ها هي الآن تُـجهزُ نفسها وتَـزيدُ
من تلكَ الطبقةِ أسفلَ عينيها بالذاتِ..

أنهت تجهيز نفسها لـتذهب ناحية إبنتها
التي تركتها في الأسفل عند الخدم..

سـيتولى أحدهم إيصالها فـهي إتفقت
معهم أن لا يُـخبروا سـان أنها ستأتي
للمشفى وهم وافقوا على ذلك فالفكرةُ راقت
لهم جداً...رئيسهم سـيفرحُ بهذهِ الزيارةِ
المُـفاجِئة..

" لِـنذهب..هــيا حُـلوتي.."

حادثت من سيوصلهما وإبنتها التي
قفزت بسعادةٍ وأمسكت بيدِ إمها متحمسةً
للذهابِ لأبيها أخيراً..

" حـاضر سـيدتي.."

سبقهما الخادمُ بالسيرِ لـتودع لِـيلي الصغيرةُ بقيةَ
الخدمِ وتلوحَ لهم بسعادةٍ فـ لوحوا لها أيضاً مُـستلطفينَ
حركاتها...

مــضت الدقائق...
لِـيلي كانت جالسةً في حضنِ إمها
مُـلتصقةً بها حتى في السيارةِ وتُـناظرُ
الشارعَ من النافذةِ بسعادةٍ عكـس والدتها
التي كانت شاردةً بـ هَـمٍ كبيرٍ...

هُـم وصلوا للمـشفى بالفعل وقبل أن ينزلوا من
السيارةِ تاليا أوصت الخادمَ أن يبقى وينتظرهما
فـهي لن تجعل لِيلي تبيتُ الليلة في المشفى..

وبذلكَ دخلت تـاليا للـمشفى تُمسكَ يَـدَ طفلتها
وتتـجاهلُ كلُ تلكَ الأحداثِ المحفورةِ بين أروقتها...

وفي الجانب الآخر وحــيث غرفةِ الرئيس
التي لم تخلو من الضيوفِ إلا قبل ربعِ ساعةٍ
من الآن مع مُـغادرةِ آخر ضابطٍ جاء رفقةِ
رئيسِ الشرطةِ...

ومع خلوِ غرفتهِ وإنفرادهِ بـخدمهِ أخيراً هو
سألهم عن روحهِ بقلبٍ مُـتلهفٍ فأجابوهُ بذاتِ
الإجابةِ التي تُـشعرهُ بالعجز..

- الــسيدةُ لدى السيدِ تايهيونغ ولِـيلي لازالت
في القصرِ وهذا يـعني أنهم لم يُـسافروا لذا
لاتقلق سيدي..فقط تـعافى قليلاً ليكونَ بإمكانكَ
حَـلُ المُـشكلة..

جونغكوك بعد هذهِ الإجابةِ المُـعتادةِ التي لا يسمعُ
غيرها منذ أن علمَ بما حدث كان يشعر بالغضب
أكثر...

هو يجبُ عليهِ أن يقوم بالكثيرِ...أن يُـحاسبَ
أبـاهُ ويُـخبرهُ بقرارهِ النهائي تجاههم ويُـجبره
على الإعتذارِ من روحهِ ونــسيبهِ شاءَ أم أبى..

أن يعتذر هو منهما أيضاً ويأخذ بخاطرِ نسيبهِ
وزوجتهِ فما حدث كان مُـعيباً بحـق..

أن يـفهم ما مصيرهُ..ماخطوتهم القادمة...
متـى سـيُسافرون ويتركونه..؟

وحـسناً اللعنةُ على هذهِ النقطةِ الغيرِ مُـحببة..لقد
تجهمت ملامحهُ ما إن فكرَ بها...

لقد أراد أن يموتَ ويرتاح لكن إنظر لهُ هو لما
كان على وشكِ ذلك...لَــقد أكـلوا زوجتهُ بعظامها
وإسترخصوا كَـسرها وإحزانها لَـيس وكأنه الذي
كان يعيشُ فقط لأجلِ جعلها تـنسى ماضيهما الأليم..

ها هم قد جاءوا وزادوا ديونهُ تجاهها وتجاه
أخيها أيضاً..

تنهدَ وزفرَ أنفاسهُ بضيقٍ كارهاً الوضعَ الذي
هو فيهِ...

هو أغمضَ عـينيهِ بتعبٍ يـغوصُ في أفكارهِ
المؤلمةِ مجدداً..

لا أحد في الغرفةِ غيرُ وانغ الذي كان يجلس
على الأريكةِ ويُـناظرهُ بقلقٍ رغم أنهُ أخبرهُ
أن يتوقفَ عن التحديق بهِ لكن خدمهُ عنيدون..

هو لا يُـنكر لقد كان غاضباً منهم وخائباً عندما
عَـلم أن والدهُ طردَ جـنتهُ وهم هنا وكأن كل ماحدث
لايعنيهم...لكنهُ عندما علِمَ بما حدثَ وكيف أنهم
أصبحوا بين نارين من جهةٍ والدهُ الذي هددهم
ما إن دافعوا عن زوجته ومن جهة تايهيونغ الذي
كان ثائراً ولم يرضى السماحَ لأخته بالبقاءِ ثانيةً
واحدة...هـو قرر أن يعفو عليهم..الأمرُ كان مُـعقداً
أكثر مما إعتقد..

وفِـي خِـضمِ كُـلِ هذهِ الأفكارِ المُـتداخلة طَـرقٌ على البابِ
جعلَ جونغكوك يفتحُ عـينيهِ ويـنظرُ تجاه البابِ بإستغرابٍ..

هل أتاهُ ضيوفٌ آخرون مجدداً..

فتحَ أحدُ الجنود البابَ بالفعلِ وتقدمَ من
الرئيسِ يُريد أخذ إذنهِ في إدخالِ الضيوف
وهل هو موافقٌ على ذلك أم لا..

" سـيدي عائلتكَ أمام البابِ..نُـدخـ.."

" قُـلتُ لكم لا..!
غَـيرُ مسموحٍ لـهم بالدخول..!!"

بـغضبٍ تحدث جونغكوك فـ لقد إكتفى
وغضبهُ ذاكَ وصوتهُ وصل لـ طفلتهِ
التي لم تأبه ونادته من خلفِ الباب..

" بــابـا...بــابــا.."

تـصلب جـسد جونغكوك ونظرَ ناحية الباب
بـتفاجئٍ لايُـصدقُ ما سمعتهُ إذنه..

" إنــها إبـنتي..!
أدخلوها بـسرعةٍ كيفَ تُـغلقونَ البابَ بوجهها..
وانـغ إفتح الباب بـسرعة..هيا.."

توترَ الجُـندي من ردِ فعلِ رئيسهِ الذي
قام بنزعِ قناع التنفسِ عن وجههِ بسرعةٍ
لايريدُ لطفلتهِ أن تراهُ بهِ وأنظاره على
خادمهِ الذي ذهب راكضاً للبابِ كي
يفتحهُ فـأدرك فوراً أنهم أخطئوا بتوقيفِ
زوجةِ الرئيسِ وإبنتهِ ومنعهم من الدخول..

ولذلك هو إلتفت أيضاً لـيُبعدَ بقية الجنود عن البابِ
ويسمحوا لعائلةِ الرئيسِ الصغيرةِ بالدخولِ..

فَـتحَ وانغ البابَ لِـتُـقابلهُ ظهورُ الجنود
وإلى الأمامِ منهم كانت السيدةُ موجودة..!!!

" إبتعدوا عن عائلةِ الرئيسِ فوراً..أفسحوا المجالَ
لهما بالدخول.."

صوتُ الجندي الذي قَـدمَ خلفَ وانغ وصل للجميعِ
لِـيتزحزحوا فوراً ويُـفسحوا لهم الطريق فـ لم تصدق
لِـيلي ذلك وحماسها جعلها تـسبقُ إمها وتدخلُ راكضةً
تُريدُ رؤيةَ أبيها أخيراً..

" بــابا.."

نادتهُ بصوتها الذي بثَ الحياةَ في روحِ والدها..

جونغكوك الذي كان سريرهُ مرفوعاً قليلاً
وليس في وضعِ الإستلقاء هو مَـد يدهُ التي
لاتحوي سلكَ المُـغذي ونادى ريحانتهُ..

" روح بــابا...بُـنيتي..تــعالي لِـي.."

لِـيلي ركضت له بقدميها الصغيرتين
ولـهفتها البريئة فـتلقفها هو بذراعهِ
يضمُ رأسها لصدرهِ ويَـغرسُ أنفهُ في خصلاتِ
شعرها يـستشعرُ معاني حياتهِ وكــينونتهِ التي
لا وجودَ لها الا قربَ عائلتهِ الصغيرة..

و وحيدتهُ التي كانت خائفةً عليهِ لم
يمنعها هذا الحضنُ من التحدثِ ومُـعاتبتهِ
بصوتٍ مخنوقٍ لأنهُ يضمها له..

" بـابـا لِـيـلِي سَـ تُـخاصمك..!"

صوتُ البابِ الذي أُغلقَ من الجهةِ الثانيةِ
تزامن مع قهقهاتِ الأبِ الخافتةِ على ماقالتهُ
وحيدتهُ الغالية..

هو يـعرف لما سـتخاصمهُ ولذا هو ضمها له
بـحبٍ وعطفٍ كبيرين...

هو كان سـيردُ عليها ويُـسايرها في كلامها الحلوِ
ذاك...لكن تقدمَ شَـخصٍ تجاههم وصوت قرعِ الكعب
الذي يدلُ على وجودِ إمرأةٍ هنا جـعل جونغكوك يرفعُ
رأسهُ بصدمةٍ..

يُـحال...

هــل من المعقول أن جــنتهُ هنا..!
ألم يـجلب ليلي أحدُ خدمهِ..!

ذلكَ الصوتُ يقترب منهُ..!!

تــلكَ الهــيئةُ الفاتنةُ لِـقلبهِ باتت أمامَ
أنظارهِ..!!

روحـ ـي..! "

ناداها بخفوتٍ لا يُـصدق أنها أمامَ عــينيهِ
ولـقد إبتسمت لهُ تواً وتقدمت منهُ..!!

" حـمداً للإلــهِ على ســلامتكَ جونغكوك.."

تاليا حادثتهُ بإبتسامةٍ ونبرةٍ حلوةٍ تُـناظر سوداويتيهِ
المصدومة..

لم يُـعجبها أنه مصدومٌ هكذا و لم تكن تلكَ اللمعةُ
التي بدأت بالتكونِ في سوداويتيهِ مُـرضيةً لها
فـتقدمت منهُ بسرعةٍ..

هِـي تـعرفُ مايفكرُ بهِ...
هو يشعرُ أنهُ أخفق في وعودهِ لها وتعرضت
للأذى مجدداً بسببهِ..

إبنتها المُـشاكسةُ كانت تضعُ ذقنها على صدرِ
أبيها وتتلفتُ برأسها بين وجهِ أبيها وتحركاتها
هي..هـي كانت تراقبهما بهدوءٍ وتُـشغل عينيها
وحـاسةَ سمعها جيداً..

ولذلك هي اقتربت منهما بسرعةِ ومدت
يـدها تـضعها على أرنبةِ أنفِ زوجها الذي
تفاجئ عندما قامت زوجتهِ بالنقرِ هناك بأصابعها..

" أبـعد هذهِ الملامحَ عن وجهكَ جونغكوك..
ما الداعي لها...أنتَ لا زلت بطلاً في عيني..
وإعتذاركَ عن مافعلهُ والدكَ لِـي أنا أقبلهُ منك..
لا ضغينةَ ولا حـقد بيننا..أنا قبلتُ إعتذارك ونسيتُ
ماحدث..لذا هـيا إبتسم وأسـعد برجَ المُراقبةِ الصغير.."

" تـ ـالي.."

ناداها لا يـستطيعُ إستيعاب ما قالته..أحقاً هكذا..؟
أ روحهُ ليست غاضبةَ منه..!؟

" لِـيلي أنـا سـأقبلُ جــبهةَ بـابا ثم ســتعطينهُ
قبلةً إخرى فوق قُـبلتي..إتفقنا..؟ يَـجبُ أن نُـكافئهُ
لأنهُ إستيقظَ وعادَ إلينا.."

بـنبرةٍ لـطيفةٍ لم تَـبدو مُـزاحاً البتةَ خاطبت تاليا
إبنتها التي رفعت ذقنها عن صدر أبيها ونظرت
لأمها بعيونٍ تلمعُ سعادة..يبدو أن الفكرةَ أعحبتها..

" مُـوافقة..هيـا ماما .."

صفقت بيديها بحماسٍ لـتبتسمَ تاليا وتُـعيد
أنظارها على المسكين الذي يشعرُ أنه لربما فقد وعيهُ
دون أن يشعر لذا هو الآن يُـهلوسُ برؤيتهِ لهما..

هِـي حتى قبلت إعتذارهُ الذي لم ينطق بهِ الا في أفكارهِ
وسـتقبلهُ أيضاً...هو جدياً بات يُـفكرُ أنهُ لم يفقد وعيهُ فقط..
لـربما هو مات...أين خدمه واللعنة..

إنها تقترب منهُ..!!
لـقد أمسكت بوجناتهِ وأنفهُ إمتلئ برائحةِ عطرها..
هِـي قَـبلت جـبهتهُ قبلةً دافئةً طويلة...فأغمض عـينيهِ
وتنفسَ بهدوءٍ..لا..هـو لا يـحلم..

ضِـحكاتٌ طفولية تسللت لإذنهِ بعدها لِـيشعرَ
بأيدي طفلتهِ الصغيرةِ التي حاوطت رأسه بالكامل
وليسَ فقط وجنتيهِ..

لِـيلي التي تحملها أمها وتُـقربها منهُ قَـبلتهُ أيضاً
لكنها لم تكتفي بِـقُبلةٍ واحدةٍ فقط بل أعادت تقبليهُ
مجدداً ومجدداً لِـيعضَ جونغكوك على شفتيهِ
يمنعُ نفسهُ من الإنهيار..

أنزلتها تاليا على الأرضِ أخيراً  لِـيشعرَ
جونغكوك بذلك ويـشعر بتحديقهنَ بهِ
فـ فتحَ عــينيهِ أخيراً يُـقابلُ سـعادتهما وتلكَ
البهجةَ التي على وجهيهما بـعيونهِ الدامعةِ المُـحمرةِ..
ونبرتهِ التي كانت خائفةً حـزينة..

" أرجـ ـوكِ لاتُـ ـخبريني أنـ ـكما
تُـ ـودعانِـني هكـ ـذا.."

صُـدمت تاليا بكلامهِ فـتحدثت بسرعةٍ وهي للآن
لم تستوعب ما قاله..

" يا إلهي..لا..جونغكوك نحنُ لا نودعك..
كـيف فكرت بهذا..يا إلهي.."

اقتربت منهُ بسرعةٍ وبالكاد كانت تسيطرُ على
دموعها أن لا تتجمع..نظرةُ عيونهِ المنكسرةِ
وكيف كان يُـناظرهن بـقهرٍ وألمٍ أضرمت النيران
في داخلها..هل هو حقاً إعتقد ذلك...هذا مؤلم..

هـي ضمتهُ لـصدرها بسرعةٍ تُـحاوط رأسهُ
بـكلتا يديها تُريدُ أن تمتصُ فزعهُ وخوفهُ الذي
إعتراه..

جونغكوك حاوط خصرها بذراعهِ الحُـرة يسحبها
لهُ ويتشبثُ بها..

هي أمامه..
هي بينَ يديهِ..
جــنتهُ هنا ولن تَـتركه..

لم يـتكلم ولم تتكلم..
هو مَـنع دموعهُ من النزول وهي كذلك..
لَـقد تـنفسا تنفساً عميقاً إحتاجتهُ تاليا أكثرَ
منه..

لكن صوتَ إبنتهما أعادهما الى الواقع..
بعيداً عن تلكَ الرغبةِ العميقةِ في دواخلهما..
أن يتشبثا ببعضهما ويَـنسَيانِ بأسهما وثُـقل
أرواحهما..

" بــ ـابا أنا ومـاما لن نـتركك وحدك.."

صوتُ الطفلةِ الحنونِ ونظراتها الحزينة
جَـعلت تاليا تبتعدُ عن زوجها قليلاً وتنظرَ
لـها بِـثقلٍ قد كَـبُر وإزداد..

جونغكوك لم يلاحظُ ملامحَ وجهها فَـهو
إبتسمَ لـطفلتهما وحـادثها بلطفٍ يُـخبرها
أنهُ لن يترككهم أيضاً..

رأت إبنتها قد إلتصقت بالسرير وبدأت
تُـجابهُ أباها وتُـحادثهُ ويديها الصغيريتينِ
تُـمسكانِ غطائهُ حيثُ مِـعدته فـهي تقفُ قربَ
رأسهِ لذلكَ لم تستطع إبنتها التقدم..

لِـيلي ببرائةِ أطفالِ لم تُـفكر كثيراً بما حصل
وملامحُ وجه أبيها التي عادت مرتاحةً جعلتها
تنسى ماحدث فـبدأت تَـسردُ عليهِ أحداثَ اليوم
بحماسٍ طفولي..وكان على جونغكوك كأبٍ
مثاليٍ أن يُـعطي إنفعالاً ويأخذ ماتقولهُ إبنتهُ
على محملِ الجدِ والأهمية ويُـناقشها فيه...

تـاليا لما رأت الأجواء تبدلت بفضلِ إبنتها
هي إبتسمت بـقهرٍ وإبتعدت عن زوجها
تنوي إحضار ذلكَ الكرسي لتجلسَ عليهِ
قربهما..لكنها لما تحركت إنتباه جونغكوك
بات عليها وسألها بقلق..

" الى أين..؟"

إبتسمت تاليا لهُ بخفوت تُـطمئنه
وأشارت بيدها لـكرسيٍ قريبٍ على الأريكة..

" سـأحضرهُ وآتي.."

همهمَ لها بإرتياحٍ لِـيفك أسرها ويُـفلتَ ثيابها
فهو كان يُـمسكُ ثيابها بيدهِ دون أن تشعرَ حـسب
ظنهِ..

حــسناً هِـي كانت تعرف..
هُـو وإبنتهُ يـفعلانِ ذاتَ الشيء..

ســارت تجاه الـكرسي تنوي إحضارهُ بنفسها
فـ خدمُ زوجها إحترموا وجودها ولم يدخلوا..

صوتُ قرعِ الكعبِ خاصتها وهي تحملُ الكرسي
من طرفهِ وتسيرُ بهِ عائدةً إليهما كانَ سيمفونيةَ الأمانِ
لأرواحهما..

تَـبسمت عندما رأتهما بمنظرٍ لطيفٍ جداً
فـ جونغكوك كان يـلمسُ ضـفيرةَ لِـيلي ويُـثني
عليها وعلى جمالها وإبنتها الخفيفةُ كانت سٌتنطُ
عليهِ وتفتحُ جراحتهُ..

تـاليا لاحظت أنَ إبنتها تتشبثُ بأبيها بكل الطرق
هِـي مُـلتصقةٌ بهِ وبكلِ شيءٍ لهُ علاقةٌ بهِ..

و حِـرمانها من أبويها في أولِ سنينِ حــياتها
لهُ أثرٌ كبيرٌ في ذلك..

......................

بـاتت الساعةُ تمامَ الـعاشرةِ والنصفِ مساءاً...

إنضم خَـدمُ زوجها الثلاثةُ لهم ولِـيلي التي
إشـتاقت لـ سان ووانغ بِـحق ذهبت للرجلين
وإحتضنتهما تحت أنظارِ أبويها اللذينِ لم
يتعجبا تصرفها او يـنتقداه..فـ سـان ووانغ
لهما بصمةٌ كبيرةٌ في حياةِ طفلتهما..

سـان كان قد أحضر معهُ بعض الُمسليات معه
والتي تناولت منها ليلي بـسعادةٍ..

هِـي تحدثت كثيراً ولَـعبت وأطفأت إشتياقها
لأبيها الى أن انتهت طاقتها أخيراً وذهب لأمها
تحشرُ نفسها في حضنها تُـخبرها بذلك أنها تـشعرُ
بالنعاس..

تـاليا التي كان رأسها يؤلمها لقلةِ نومها
سـتكذبُ إن قالت أنها لم تفرح بهذا..

فـرفعت رأسها لـ سان تُـحادثه..

" ســان لُـطفاً خُـذ لِـيلي للقصرِ معك
وإجعلها تنامُ في غرفتها...أنا سأبقى مع جونغكوك
الليلة وأنتم ثلاثتكم سـتعودون للقصر لترتاحوا..
يمكنكم المجيئُ غداً صباحاً لكن الليلةُ الجميعُ سيعودُ
للقصرِ ولن أقبل أي إعتراضٍ..السيارةِ تنتظركم بالفعل.."

" لـكن ماما..أنا أريدُ البـقاء مـعكما..!"

لِـيلي رفعت رأسها تعترضُ على قرارِ إمها
وتنظرُ لها بسودايتيها النــعسةِ بغيرِ رضاً..

وحـينها تاليا قبلت عُـقدةَ حاجبيها بـحنانٍ..

" مـمنوعٌ الإعتراضُ يا حــبيبةَ ماما..أنا لن
أجعلكِ تنامين في المشفى..مـاما تخافُ عليكِ
لذا إسـمعي كلامها حُـلوتي..حـسناً..؟"

ومن بَـعدِ كلامِ تاليا لم يـعترض أحدٌ..
وحــدثَ ما أرادت..

ولم يــكن أحدٌ في الغرفةِ ينتظرُ خِـلوها أكثرَ
من إبنِ السادسةِ والثلاثين..

والذي لَـما أُغلِقَ البابُ عليهِ مع زوجتهِ لوحدهما
أبعد كُـل الأقنعةِ كما فعلت هِـي...

أنــظارهُ لم تـبتعد عنها..
فـهي بَـعدما ودعتهم وأغلقت
البابَ خلفها وعادت إليهِ عـينيهِ لم
تُـفارِق هــيئتها..

" جــونغكوك.."

"  روحــهُ.."

نادتهُ تُـناظِرهُ وبين يديها تُـمسكُ حقيبتها
فـ ردَ عليها بذاتِ الثانيةِ...

رآها تبسمت..!
فـ زارهُ دفئٌ عظيم...هو ليسَ مُـعتاداً على ردودِ فعلها
على كلامهِ فَـهِـي بالعادةِ لا تُـعطي ردودَ فعلٍ أبداً..

" فِـي الواقع أنا لم أنـم جيداً طيلةَ الفترةَ الماضية
وهذا أثر عليَّ قليلاً..أخُـبركَ هذا لأني أريدُ أن أزيل
مـساحيقَ التجميل قبل النومِ..حـسنا..؟"

أعلمتهُ بما تنويهِ قبل أن تفعل فـهي لا تُريدهُ
أن يـقلقَ أو يشعرَ بتأنيبِ الضمير إن لَـمحَ
تعبها وشُـحوبَ وجهها...

لـكنَ القلقَ زاره حتى قبل أن تفعل ما تريد
فـهو سألها بترددٍ وندمهُ على ذنبٍ لم يقترفهُ
كان واضحاً..

" إنـه بسببِ مافعلهُ أبي أليسَ كذلك..؟ "

تـاليا كانت بـصدد الذهاب الى الحمامِ لكنها
توقفت وإلتفتت لزوجها تُـناظرهُ فـ لَـمحت منهُ الندمَ والشعورَ
بالذنب لذلك تنهدت وتحدثت بِـصدقٍ..

" لـن أكذبَ عليكَ وأقولَ أن مافعلهُ والدك لم يؤثر بي
ويُـفسد الكثير لَـكنَ تـعبي هذا بالذاتِ هو بِـسببكَ أنت..
لم يَـكن لَـيلي ليلٌ ولانهاري نهار لِـعظيمِ خوفي عليكَ
وإرتعابي من فكرةِ أنكَ لَـرُبما تَـدخلُ بغيبوبةٍ وتتركني
أحاربُ وحدي.."

نظـرَ لها بِـصدمة وقلبهُ باتَ يَـدقُ بسرعةٍ واضحةٍ
امامَ أنظارِ تاليا التي لمحت هذا في الجهازِ جنبهِ
فإبتسمت بخفوتٍ لـتذكرها إضطرابهُ في أولِ
ليلةٍ زارتهُ بها..

هِـي نظرت لوجههِ..ولِـتلكَ الفرحةِ التي تختبئُ
خلفُ دهشتهِ...لَـقد أسعدهُ كلامها وكان ينوي التحدثَ
والردِ لكنها سبقتهُ وحادثتهُ بنبرةٍ صادقةٍ دافئة وعينيها
تُـناظرُ وجههُ المُـرهق بِـحُب..

" شُـكراً لكَ لأنك عُـدتَ لِـي..شُـكراً لكَ
لأنكَ قاومتَ جونغكوك.."

الـرجلُ سَـيُجن...هو يشـعرُ بـلسانهِ إنعقد..
لَـقد أغمضَ عينيهِ على مـشاعرَ نَـبذٍ وهجرٍ
ورغـبةٍ بالطلاقِ والتخلصِ منه..كيفَ إنقلبَ
كُـل شيءٍ وباتت إذنهُ تسمعُ هذهِ الكلماتِ من
روحهِ..!

" تـ ـالـيا.."

خرجت هذهِ الكلمةُ التـائهةُ الوحيدةُ من ثـغرهِ
وكان ينوي أن يتبعها بـ سؤالِ جنتهِ لكنها
قاطعته بنبرةٍ مُـحتاجةٍ ومُـرهقةٍ بحق..

" دقيقةً واحدةً وأعود جونغكوك.. و سـنكمل كلامنا
حينها حسناً..؟ أشعرُ أني أصبتُ بالدوارِ وهذا الكعبَ
بدءُ يؤلمني.."

أومئ لها زوجها بِـتفهمٍ فـتحركت هي بسرعةٍ
تجاه الحمامِ كي تُـحضر نفسها للنومِ تاركةً ذاك
الذي شَـردَ بالنظرِ الى حضنهِ وأفكارهُ لم ترحمه...

ومُـجدداً الفكرةُ الوحيدةُ التي سيطرت عليه..

هـل هِـي تُـعاملني هكذا لأنها سـتتركني..؟!

فِـكرةٌ تأخذهُ لـ هناك وأخرى تُـحضرهُ لـ هُـنا
هُـو بقيَّ يـغوصُ في أفكارهِ ولم يـشعر بخروجِ
زوجتهِ من الحمامِ فـهي كانت قد خلعت الكعب
وإرتدت خُـفاً وجدتهُ في الحمامِ..

تـاليا تَـقدمت منهُ ولم يـخفى عليها شرودهُ
وبهوتِ ملامحهِ..

شـعر هو بوجودها فـرفعَ رأسهُ فوراً
وعـينيهِ إلتقت بـعينيها لكن خاصتهُ إهتزت
عندما رأى هالاتها وشحوبِ وجهها..

لم يـصمد..لم يـقدر أن يُـمسكَ نفسهُ
ولا يُـعاتِبها..

" لِـماذا أهـملتي نـفسكِ هكذا يا روحــي..
صـحتكِ مهمةٌ يا تـالي أرجوكِ..!"

ما إن نطقَ بهذا هي ناظرتهُ بإمتنانٍ على قلقهِ ولم تـجد
ما تَـردُ بهِ..الأمرُ كان خارجاً عن إرادتها..هو من
جهة وشقيقها من جهةٍ إخرى..هي كانت مسلوبةَ الحِـيلة
ولم تفكر في نفسها..

تحركت تتجه ناحية ذلكَ الكُـرسي جـنب سريرهِ كي تجلس
عليه وترتاحَ من الوقوف لكنها لما كانت على وشك حادثها
زوجها بعدمِ رضاً وإعتراض..

" ماذا..! لا تجلسي على الكرسي تالي..يـجبُ
عليكِ أن تنامي..!"

" لـكننا إتفقنا أن نُـكمل حديثنا بعد عودتي من الحمامِ.."

ردت عليهِ وقد جلست بالفعل لكن جونغكوك
إعترضَ مجدداً غيرَ راضٍ..

" لُـغي الإتفاقُ تـالي..أيُ نقاشٍ سيحدثُ
بيننا وأنا أُطالِعُ جريرتي التي إفتعلتها بوجهكِ..
يا روحي أرجوكِ لِـ تنامي وترتاحي أرجوكِ.."

نُـبرتهُ الدافئةُ وقلقهُ وإصرارهُ الكبير جعلَ
تاليا تتنهد وتُـكُـلمهُ بنبرةٍ طفوليةٍ لم يتوقعها
وهي ترفعُ حاجبيها بـشكٍ..

" مُـتأكد..؟ تُـقول هذا من كُـلِ قلبك..؟!"

تـمعن في حركاتها وتفاصيلها وتلكَ النظرةُ
التي تعطيها له لِـيشعرَ بِـشيءٍ دافئ إنتشرَ
في صدرهِ وغمرهُ بالكامل..

روحــه بدت طفلةً في عينيهِ وهناكَ ذاك الشعور
الغريب الذي سيطرَ عليهِ..

شُـعور أنه سـيُـحاربُ العالمَ كلهُ لأجلها..
شــعورٌ بالمسؤوليةِ أن هذا الكائنَ الرقيقَ يخصهُ
وســعادتها وراحتها وإشراقةُ روحها أمورٌ يجب
أن يـسعى لها ويُـقاتل لأجلها...

وبسببِ كُـل هذهِ المـشاعرِ التي غمرته هو
نظرَ لها بـ حِـنوٍ..
وبـدفئ وأمانٍ تفقدهُ تاليا هو ردَ عليها..

" سُـلطانُ هذا القلبِ عندكِ وبيدكِ..هو لاحقَ
لهُ بالرفض ومـالكتهُ يــعتريها الأرهاق..
أما إن سألتي عـقلي والمنطق فهو سيجيبكِ
جاداً برغبتهِ نومكِ على أهدابي لِـتَحرسكِ
أجفاني وتـسهر على راحتك.."

كـلامهُ الدافئ أيقظَ هواجسَ مؤلمةً في داخلها
فـلم تـستطع أن تنظرَ في عينيهِ أكثر وقطعت
تواصلهما بتوترٍ..

" سـ سـ ـأنُزل سـ ـريركَ كي تستطيعَ النومَ
أنتَ أيضاً.."

تحدثت بتوترٍ تنهضُ بسرعةٍ وتضغطُ
على ذلكَ الزرِ الذي بدءُ يُخفضُ ظهر السرير
ببطئٍ حتى باتَ في وضعيةِ النومِ..

جونغكوك لم يـعترضَ على ذلكَ ويمنعها
فـهو يُريدها أن تنامَ وهي لن تفعل إن لم
ينمَ هو أيضاً..

" هـل هذا جيد..؟ لاتـشعرُ بألمٍ أليسَ كذلك..؟"

نبرتها القلقةُ وصلت لأسماعهِ فـ نفى هو لها
وأخبرها أن تذهب لـتنامَ الآن..

وحـدثَ هذا فعلاً فـ تاليا أغلقت إنارةِ الغرفةِ
وإتجهت لـ الأريكة تسيرُ ببطئ حتى وصلتها..

لم يُـكن في الغرفةِ مصدرُ للنورِ الا من تلكَ الأضاءةَ
الخافتة حـيثُ النافذةِ والتي لم يُـكن وجودها يُـحدثُ
فرقاً..

أصواتُ تنفسهما وحدها كانت الشيء المسموعَ
هنا..

زوجها كان يتنفسُ ضد القناعِ الذي أعادتهِ
على وجههِ بهدوءٍ وإنتظامٍ..

هو لم يـكن نائماً..هي تُـدرك أنه هادئ هكذا
لأجلها كـي تنام..

لكن النومَ الذي كانَ يُـسيطرُ عليها اليومَ كلهُ
قد إختفى من عينيها..

هــي بقيت مُـستلقيةً على الأريكةِ تُـغطي
نفسها بالغطاء وتتنفسُ بهدوءٍ لا يمسُ
دواخلها ولا يمُثلها بتاتاً..

لَـرُبما نصفُ ساعةٍ مرت وهِـي على ذاتِ
وضعها والنومِ لازالَ لم يزرها..

إلتفتت للجانبُ تُـناظرُ سريرَ زوجها
وسطَ عتمةِ الغرفة..هل نامَ أم لا..؟

لم تـستطع أن تعرفَ هذا..هو ربما نامَ
وربما لا..

زفرت أنفاسها بـ هَــمٍ كبيرٍ وثُـقلٍ لا يرضى
مفارقتها لِـتتجرئ أخيراً وتسحبَ هاتفها
من حقيبتها..

فتحتهُ وإتجهت فوراً لـ جهاتِ الإتصالِ بقلبٍ
مُـرتجف..

الـساعةُ سـتُقاربُ الحادية عـشرَ مساءاً
وهـي تُـعرف شقيقها..هو يتصفحُ هاتفهُ
في هذا الوقتِ دائماً...اي أن الهاتفَ بيدهِ
أو قريباً منه..

عضت على شفتيها بتوترٍ وضغطت على
إسمهِ وعيونها تُناظرُ شاشةَ الهاتفِ التي
مُـلئت بالإتصالِ بنظراتٍ خائفة..

ثوانٍ وبدأ صوتُ الرنينِ الخافت
الذي يدلُ على أن الجهازَ الآخرى تلقى
المكالمة ووصلت لهُ وهو يَرنُ بإسمها الآن..

والرنينُ قد أطالَ هذهِ المرةَ جاعلاً تاليا
تُـناظرُ الشاشةَ بأملٍ كبيرٍ..هـل سـيفتحُ
شقيقها الإتصالَ ولن يَـرفضهُ هذهِ المرة..

هِـي حقاً رفعت آمالها بل وحتى من لهفتها
لـسماعِ صوتِ شقيقها هي نهضت بـجذعها
تجلس على الأريكةِ..

يـجبُ أن تكونَ مُـستعدةً للتكلمِ معهُ
فيبدو أنَ قلبهُ قد رقَ عليها قليلاً
وسـيفتحُ الإتصالَ
الذي رُفِـضَ لِـتوهِ..!

نــظرت لـشاشةِ هاتفها بِـغصةٍ ولم تـعرف
ما تـفعل...

إلتفتت لـسريرٍ زوجها تُـناظرُ جـسدهُ
بــغصةٍ أكبر..

عيونها إمتلئت بدموعِ القهرِ والألم..
ماذا تـفعل..؟!

تـايهيونغ لن يرضى عنها إن لم تترك زوجها
وهِـي هنا تُـقسمُ أنها لاتستطيعُ الإبتعادَ عنهُ..

هـي تُريده..
لن تـكسرهُ وهو يبني آمالهُ عليها..

هِـي لاتعرف ما مصيرُ علاقتهِ مع عائلتهِ
وماذا سيفعل...

ماذا لو غدى وحيداً وقطعَ علاقتهُ معهم بالكاملِ..؟
أ سـيعيشُ وحدهُ مَـحروماً من كلِ شيء..!؟

وماذا عنها هي..!؟
ماذا عن رغبتها وتعلقها بهِ..؟
ماذا عن شعورها بالدفئ والأمانِ قربهُ..؟

ماذا عن مـشاعرها التي عادت تُزهر
تجاههُ وتُطالِبُ بقربهِ..؟

هِـي لا تُريد أن تُـطلقهُ..!
ولا تريدُ أن تَـخسرَ شقيقها وعائلتها الوحيدة..!

لَـم تعرف ما تفعل...لم تَـجد حلاً فالأبوابُ
في وجهها مقفولة..

أعادت الإستلقاء وتكورت على نفسها
تـبكي بخفوتٍ وتـحبسُ شهقاتها كي
لا تُـوقِظَ زوجها وتُـفزعه..

فـ المُـصيبةٌ كُـل المُـصيبةِ إن فعلَ وإستيقظ..
بماذا سـتُجيبهُ إن سألها عن سبب بُـكاءها..!؟
وأيُّ عُـذرٍ ذاكَ الذي سَـتُبررُ بهِ..

سـتُـبقي آلامها في قلبها وسـتُحاولُ مُجدداً
ومُـجدداً...هذا الحـلُ الوحيدُ ولا يوجدُ سواهُ..

تـايهيونغ يُـحبها وســيتفهمها..
هـو شقيقها الحنون.. أليس كذلك...

...........................

الــساعةُ الخامسةُ صباحاً...

إستيقظ جونغكوك وفتحَ عـينيهِ والنعاسُ لازالَ
فيهِ..

هو رفع رأسهُ قليلاً ينظرُ بعيونهِ النصفِ مفتوحةٍ
الى مكانِ زوجتهِ يَـتَـطمنُ كونها نائمةً وبـخيرٍ..

تنهدَ براحةٍ عندما وجدها نائمةً وملامحُ وجهها المقابلةُ
لهُ لم تكون مُـعكرة..

أعادَ رأسهُ على وسادتهِ وأغمضَ عينيهِ مجدداً يعودُ
للنومِ المُـتقطعِ خاصتهُ..

فهو بـعدما سَـمِعَ بُـكاءها وأنينها ليلةَ أمس لم يهدء لهُ
نبضٌ ولا نفس..لم يسرقهُ النومُ إلا بعد مافعلَ معها..
لم يكمل ساعتهُ الأولى من نومه الا وإستيقظ منها
فزعاً يُـناظرُ جـسد روحـهِ وسط العتمةِ الخفيفة في الغرفة..

بـعدها في الواحدةِ والنصف
بـعدها في الثالثةِ الا ربعاً
وبـعدها في الخامسةِ..
نومهُ حرفياً كان مُرهِقاً وهو لايستطيعُ التحكم في هذا..

شعورهُ بالندمِ والقلقِ سرق راحتهُ..
هو للآن لم يفعل شيئاً...الشيء الوحيد الذي فعلهُ
هو طردُ عائلتهِ..

للآنِ لم يتكلم مع تاليا ويعتذر منها..
للآنِ لم يتكلم مع نسيبهِ ويعتذر منه..
للآن لم يَـرد لهما إعتبارهما من والدهِ ويُـجبرهُ على
الإعتذارِ منهما..هو كانَ مُـقيداً بألمِ إصابتهِ وتزاحمِ
الضيوفِ والصحافةِ بالأمسِ فلم يقدر القيامِ بما يتوجبُ
عليهِ فعله..

ومـع ذلكَ كُـلهِ هِـي جاءت لهُ تُـطمئنهُ أنها قبلت
إعتذارهُ الذي لم ينطق بهِ وكانت سوف تضغطُ
على نفسها أكثر وتـلبي رغبتهُ المُلِحةِ بالحديثِ
عنما جرى...هِـي قدمتهُ على نفسها..

ولَـقد لاحظها...
زوجها رأى نظراتها لِـسريرهِ عندما أخبرتهُ
أن ينامَ هو أيضاً..

هو شــعر بها..شـعر بإحتياجها وخوفها..
روحــهُ كانت تُريد أن تنامَ جــنبه..
لكنها مُـجدداً قدمتهُ عليها وإختارت
صحتهُ وراحتهُ...

بقيت هذهِ الأمور كُـلها تدور في رأسهِ مجدداً
فـهو لم يتوقف عن التفكيرِ لحظة..

باتت الساعةُ تمامَ الخامسةِ وخـمسِ دقائق
فأعيتهُ أفكارهُ ومـشاعرهُ وسَـمحت للنومِ أن
يسرقهُ مجدداً لمدةٍ قليلةٍ كما إعتقد..

لكنها للأسفِ لم تكن..

فَـهو إستيقظَ مجدداً قُـرابةَ الثامنةِ صباحاً
لـيتفاجئ عندما وجد ســان فقط في غرفتهِ
والذي أخبرهُ أن زوجتهُ رحلت وعادت للقصرِ..

لم يتحمل البقاء على هذا الحالِ المُـعلقِ أكثر
فـ أخبر خادمهُ أن يُـنادي لهُ الطبيبَ المُـشرفَ
على حالتهِ فوراً..

لَـقد إكتفى...
سَـيُـصلحُ الأمور حالاً...

..........................

حــيثُ قصرُ آل جيون...

وحـيثُ كانت الأوضاعُ متوترةً جداً..

فـ لقد غادرهم آيدن وإبنتهم بـشكلٍ لم ينل
اعجابهم خصوصاً تصرفُ صـهرهم
الذي أثار إستهجانَ عائلةِ زوجتهِ..

فـ آيدن لم يودعهم ولم يضع لهم إعتباراً..
هـم عندما عادوا لقصرهم تفاجئوا بخلوهِ..

وخادمتهم أخبرتهم أن آيدن وقفَ عند البابِ
ونادى إبنتهم يُـخبرها أن تُـحضر حقائبها وتأتي
فهو لن يدخل القصر..

وهو بعد ثوانٍ عندما وعى أنَ زوجتهُ حاملٌ جعلَ
الحراسَ يدخلون ويجلبون الحقائب بدلا عنها..

وبعد ذلكَ هو ركبَ سيارتهُ معها وغادر تحت إستغرابِ
إبنتهم من تصرفِ زوجها..

لـكن الأمرَ لم يقف هنا فـ هم قد صُدموا من جهةٍ إخرى
بإبنهم الثاني..!

فـ يونغي منذ عودتهم من المشفى وهو لا يُـكلمهم
ولا يأتي للجلوسِ معهم..

ما إن يُـكملَ تناولَ طعامهِ هو سـيغادرُ المائدةَ
فوراً ويذهبُ لـينفردَ بغرفتهِ أو يخرج من القصر..

لـقد إزدادت الأوضاعُ سوءاً عندهم
وبـشكلٍ لا يُـبشرُ بالخيرِ...
وما السببُ بكلِ هذا الا تلكَ المسكينةُ كما دائماً...

والتي بسبب صـنيعتهم الأخيرةِ كانت تائهةً
شادرةً في الفراغِ وهي تجلسُ قربَ إبنتها
على مائدةِ الفطورِ التي لم تتناول منها شيئاً الى الآن..

لِـيلي الصغيرةُ التي كانت سـعيدةً لأن أمها وفت بوعدها
لها وكانت هِـي أول ما تراهُ عيني الطفلةِ في يومها هذا..

ســعادتها بدأت تنمحي ويأتي مَـحلها القلقُ..

أمها ليست بخيرٍ والصغيرةُ تشعرُ بذلك..

" مــاما.."

صوتُ طفلتها التي تُـناديها بقلقٍ قطعَ شرودها
وأعادها لأرضِ الواقعِ فنظرت لها تاليا وإبتسمت
في وجهها بِـحنانٍ وبدأت تُـحادِثها وهـي تُرجعُ خصلاتِ
غرتها وتحاولُ وضعها خلفَ إذنها كي لا تزعجها..

" حَـبيبةُ مـاما إنتِ..ألم يُـعجبكِ الطعام..؟ لماذا
تـوقفتي عن الأكلِ صغيرتي..؟"

لِـيلي لما سمعت كلامها بتلكَ النبرةِ الحنونة
أنزلت شفتيها للأسفلِ بحزنٍ وبدأت تُـأنب أمها..

" أنتِ لا تـأكلين مَـعي..لذا أنا لن آكل أيضاً.."

رفعت تاليا حاجبيها بـتعجبٍ لطيفٍ لِـتتبعها
بـ عنفٍ أصابَ خَـد طفلتها المُـضطهد..
لَـقد كانت وديعةً وقابلةً للأكلِ في عيني أمها..

" هذا هو السبب..إذاً هــيا لِـنأكلُ نحنُ معاً..
عندما يـعودُ لنا بابا يـجبُ أن يرانا بصحةٍ جيدة.."

عادت الإبتسامةُ تزورُ وجه الطفلةِ مجدداً
وأعادت تاليا للأجواءِ بـهجةٍ تفتقدها دواخلها...

مَــضى بَـعضُ الوقت..

ولِـحُـسنِ حظِ تاليا أن وانغ كان في القصرِ
بأمرٍ من زوجها الذي أمره أن يعود لـيعتني
بعائلتهِ كونهُ يدركُ أن تاليا ترتاحُ له ولـ سانِ
أكثر من غيرهما من خدمهِ..

وجودُ وانغ جـعل تاليا تُـخبرهُ أن يعتني
بـ ليلي ويـحرص عليها في غيابها وما كان
منهُ الا أن يُـطمئِنَ قلبها على إبنتها لكنهُ عندها
سألها عن المكانِ الذي ستذهبُ لهُ..

هي أخبرتهِ أنها سـتزورُ زوجها مجدداً..
وأن لا يـقلقوا فـهي سَـتوصي السائقَ بتوصيلها..

وفعلاً هِـي فعلت ولم تدعهم في حالةِ قلقٍ..

صحيحٌ أن عصابةَ ذلكَ اللعين قد قُـضي عليها
وإنتهت عن بكرةِ أبيها لكنهم مع ذلكَ يشعرون
بالمسؤوليةِ عليها في ظلِ غيابِ الرئيسِ عن القصرِ
وتاليا تتفهم ذلك..

غادرت السيارةُ قصر الرئيسِ بالفعلِ...

الـسائقَ بعد قيادةٍ إستمرت حوالي العشرينَ دقيقة
أوقف السيارةَ أخيراً أمامَ بوابة المشفى لِـتخبرهُ
تاليا أن يعود للقصرِ ولا حاجةَ لبقائهِ هنا لإنتظارها..

وما كان من الرجلِ الا أن يُـنفذ أوامرَ سيدتهِ..

رحــلت السيارةُ التابعةُ لزوجها أمامَ عينيها
حتى إختفت وصارت بــعيدةً..

تَـنهدت بــتعبٍ وتحركت وقتها تَـتجه لصفوفِ
سياراتِ الأجرةِ الواقفةِ امامَ المشفى..

إستأجرت أحدها وأعطت سائقها العنوان
لـتمضي قُـدماً نحو وجهتها الرئيسيةِ بنظراتٍ
شاردةٍ في الفراغِ وخوفٍ من القادمِ..

لن تــجعل زوجها او أي بشرٍ في هذهِ المعمورةِ
يـعرفُ بـالخلافِ الذي بينها وبينَ أخيها...

هِـي سـتحلهُ بنفسها وسـتُـعيدُ المياه لمجاريها..

" ســيدتي وصلنا.."
صوتُ السائقُ جعلها تنتبه أن السيارة توقفت بالفعل
فـأعطتهُ أجرتهُ فوراً ونزلت دون قولِ شيء..

لقد كانت متوترةً وجداً أكثرَ مما توقعت...
هِـي تخافُ أن يردها خائبة...لن تحتمل هذا..
لـكنها تُـعيدُ وتكرر على نفسها...

إنهُ تايهيونغ...إنهُ شقيقك...هو يُـحبك..

تـشجعت ووقفت أمامَ البابِ...
رفعت يدها لذلكَ المفتاحِ الكهربائي تضغطُ
عليهِ بإصبعها لِـيعرفَ سكان المنزلِ بوجودِها..

قَـلبها كانَ يدقُ بعنفٍ وهي تنتظرهُ أن يخرجَ
لها..

تايهيونغ في قصرهِ هي متأكدة..يُـحالُ أن لايكون
إنها الرابعةُ والنصفُ عصراً..

فُـتحَ البابَ...وتاليا نظرت لـ مَـن فعلَ ذلكَ
بـلهفةٍ...لكنها سُـرعانَ ما أحبطت عندما
وجدتها خادمةً والتي كانت تنظرُ لها
بإستغرابٍ كأنها تسألُ عن هويتها فـهي
جديدةٌ بالعملِ هنا ..

" عـفواً مَـن أنتِ..؟"

تاليا نظرت لها بـثقلٍ وتجاهلت سؤالها تردُ
عليها بآخر..

" تـايهيونغ هُـنا أليسَ كذلك..؟!"

تـعجبت الخادمةُ من كلامها وكيف أنها أسقطت
الرسميةَ ونادت السيد كيم بإسمه..فـ ردت عليها
بإستغراب..

" بـلى السيدُ كيم في الداخل والسيدةُ جِـينا أيضاً...
عفواً لكن بأيَّ صفةٍ أعرفكِ له..؟"

تـاليا نظرت لوجهِ الخادمةِ التي في منتصفِ
عقدها الثالثِ ببهوتٍ...لـقد سرت كهرباءٌ
في جـسدها لـفكرةٍ لعينةٍ وإدراكٍ مؤلمٍ حدثَ تواً..

" ألـ ـم يَـسـ ـمعا صوتَ الجرسِ..؟ هــل وصلَ
لهما الصوت..؟"

سألتها ببهوتٍ غريبٍ إحتلها..

" بلى هو وصلهما لكن هذهِ وضيفتنا نحنُ..
لا يَـجبُ أن نُـقاطع السيدَ والسيدةَ ليقوموا بفتحِ
البابِ بأنفسهم..نحنُ نفتحُ البابُ ونُخبرهما بهويةِ
الضيف.."

شرحت لها المرأةُ بأمانةٍ تُـناظرها بذات الإستغرابِ
الذي لم يختفي فـ نظراتُ تاليا وتعابيرُ وجهها كانت مُـريبةً
وغريبةً بالنسبةِ لها..

وإستغرابُ الخادمةِ قد زاد عندما رأت إبتسامةِ تاليا
الباهتة..

" ماذا يــفعلان الآن..؟ هل هما نائمينِ أم لا؟"

إبتسامتها الباهتة ونبرتها الخافتةُ دفعت المرأةَ لـتُـجيبها
فـهي بدأت تشعرُ ان هذهِ السيدةَ تـعرفُ السيدَ كيم..

" الـسيدُ كيم يتناول غدائهُ فهو عادَ متأخراً
والسيدةُ جـينا رفقتهُ..لكن مع ذلكَ لا بأس
أظنهما سيُوافقان على دخولكِ..فقط أخبريني
بما أعرفكِ لهما لِـيعلما هويتكِ ويُـقررا بعدها.."

بـحُـسنِ نـيةٍ أجابتها لـكن تاليا التي تراجعت
خطوةً للوراء حادثتها بإبتسامةٍ..

" لا..ما من داعٍ..سأعودُ في وقتٍ لاحق
يكونانِ فيهِ مُـتفرغينِ..لا تُـقاطعيهما.."

أدارت جَـسدها بعد ذلكَ وغادرت من أمامِ
المرأةِ التي إستغربت فعلها لـكن إبتعادَ تاليا
جعلها تستسلمُ وتُـغلقُ البابَ خلفها عائدةً للداخلِ..

تاليا إستمرت بالـسيرِ بِـبهوتٍ تَـبتعدُ عن
قصرِ أخيها وخطيبتهِ..

هــي كانت سَـتُـصرُ على الدخولِ ولن تهتمَ
لكلامِ الخادمةِ...

هــي كانت ستدخلُ بالفعلِ وتترجاهُ لــيتفهم
موقفها ولا يأخذَ بخاطرهِ عليها..

لكنها شــعرت بمشاعرَ غريبةٍ تُـجربها
للمرةِ الأولى...

إنهُ قــصرُ شقيقها وخــطيبتهِ..!
منزلُ شقيقها هو منزلُ زوجتهِ وأطفالهِ
اللذين سيأتون مُـستقبلاً لا منزلها هي
وإبنتها..

هو يُـريدها أن تُـطلقَ زوجها وتتخلى عنه..
لــكن بعد ذلك ماذا سيحدث..!

هــل سَـتعيشُ عندهُ مع إبنتها..!؟

هــل ستتركُ جونغكوك يـغوصُ في وحدتهِ
وتأتي هي لـتعيشَ مع إبنتها عندهُ وتُـصبحَ
دخليةً عليهِ هو وعائلتهِ وثقيلةً عليهم...

تـوقفت عن السيرِ ونــظرت للناسِ حولها بضياعٍ
تــشعرُ أنها لا تستطع...

هِـي لا تعلمُ كيفَ سـتعيدُ الأمورَ لِـنصابها..
لقد فقدت السيطرة..

......................

وقفت سـيارةُ الأجرةِ أمامَ قصرِ زوجها
فـترجلت منها ببهوتٍ..

فتحَ حراسُ زوجها البابَ فوراً وحـيوها بإحترامٍ
وبـهجةٍ غريبةٍ فـأومئت لهم دون تركيزٍ..

لـكنها لما دخلت ووجدت الحياةَ والبهجةَ عادت للقصرِ
وكيف أن الخدمَ منتشرون في كلِ مكانٍ وسرورهم واضحِ..

هم كانوا نشيطينِ ومُـشعينَ بالطاقةِ ولما رأها أحدهم
حـياها بـسعادةٍ..

" أهلاً بعودتكِ سـيدتي...الرئيسُ سبقكِ ووصلَ
هو في جناحهِ.."

تاليا نظرت لهُ بإستغرابٍ...جونغكوك هنا..؟
سـبقكِ ووصل..؟ هِـي لم تكن عندهُ في المشفى
أصلاً كيفَ سيسبقها ويصلُ قبلها..؟!

إتجهت للداخلِ تريدُ أن تفهم ما يحدث لكن كلامَ
خادمٍ آخرَ معها بنفسِ المضمون جعلها تدركُ أن
جونغكوك أخبرهم أنها كانت عنده..

هــل فعلَ هذا لـئلا تـختلَ صورتها عند خدمهِ..؟
لـكنهُ يعلمُ الحــقيقة ويــعلم أنها لم تكن عنده..
هل هو غاضبٌ منها الآن..؟

دخلت المصعد بسرعةٍ وضغطت طابقِ جناحهِ
دون تردد فـبدأ المـصعد بالصعود وهي تناظرُ
شاشتهُ بعدم صبرٍ..

ماذا سـيفعل..؟
هـل سـيُعاتبها..؟
هـل سَـيُـبينُ إنزعاجهُ من تصرفها الذي تعلمُ
جيداً أنهُ خاطئٌ ولا يجوز..؟

مــشت بسرعةٍ تتخطى صالةِ الجناحِ والممرِ
تُـريدُ الوصولَ لغرفةِ نومهِ..

وجدت البابَ مُـغلقاً فـتقدمت منهُ وفتحتهُ دون طرقهِ
ودون الإستئذانِ تُـناظرُ زوجها الذي تفاجئ من دخولها..

وقبل أن ينطقَ بـكلمةٍ هـي سبقتهُ وتحدثت
فور إلتقاءِ عينيهما..

" لــقد كـذبتُ على خدمكَ وأخبرتهم أني
سأذهب إليكَ لكني لم أفعل وأتيك بل ذهبتُ
لمكانٍ آخر...ما موقفكَ من هذا..؟!"

نبرتها كانت غريبةً..هي كلها كانت مُـتشنجةً
ومـضغوطةً بالكثيرِ من الأمورِ والأفكار فَـلم تكن
نظراتها لزوجها لينةً حنونة بل كانت باهتةً جادةً..

" تـعاليَّ لـعندي.."

نـبرتهُ المُـحبةُ كانت جادةً أيضاً..هو ناظرها
بـجديةٍ فـ الوضعُ بينهما غريب..

" أخبـرني موقفك جونغكوك.."

ردت تاليا بـجديةٍ أكبر تـشعرُ بحصونها تنهارُ
أجمع...هي ترتجف داخلها...فـ لقد فكرت
تواً بفكرةٍ لعينةٍ أخرى..

الأمرُ لا يخصُ مايحدثُ الآن لكن
إن حدثت مُـشكلةٌ بينها وبين زوجها
مُـستقبلاً فـ مَـن لها..؟!

هـذا الضغطُ العصبي الكبيرُ سـيجعلها تنهار
هِـي تُـفكر بالكثيرِ..لكن لا حـل...

لا حـلَ لهذهِ اللعنةِ التي هي فيها..!!!

نظرت لوجه زوجها الذي كان يُـناظرها بالفعل
وأعادت النطقَ بنبرةٍ مالت للخفوتِ والتـعبِ الشديد..

" لماذا لا تتحدثُ وتُـجيبني..لقد جعلتكَ
تـشعرُ بالقلقِ والخوفِ عليَّ..ألستَ غاضباً..؟"

سـمعتهُ يتنهدُ بتعبٍ أيضاً لِـتعضَ على شفتيها
بـتوترٍ تنتظرُ كلامهُ..

" ألن تــقتربي مني..؟"

نبرتهُ مالت للخفوتِ أيضاً فـ إستسلمت
لطلبهِ وتقدمت تسيرُ تجاههُ حتى باتت
تقفُ قربهُ لكنها تعجبت عندما مَـد يديهِ
يُـمسكُ بهما يديها الباردةَ ويحضنهما بين
خاصتهِ بـدفئٍ..

" أهــلاً بـعودتكِ لِـقصركِ يا روحــي.."

نـبرتهُ الرجوليةُ الدافئة ونَـظرةُ عـيونهِ
المُـحبةِ لها جعلتها تتوتر فـ حاولت سحب
يديها من يديهِ وتحدثت تستنكرُ ردهُ وما إستنكارها
هذا الا لـ عظيمِ الضغط النفسي الذي هي فيه..

" أنتَ غاضبٌ مني لا تـنكر هذا الشيء
قُل لي موقفكَ دون مراعاة..!"

لم يرضى جونغكوك مـقالها..

" أنا خائفٌ لا غاضب...أنا قلقٌ عليكِ
وحريصٌ على سلامتكِ لا غاضبٌ تاليا..
لاتنتظري مني أن أصرخَ عليكِ لأنك خرجتي
لمكانٍ ما دون علمي...نعم سأنزعجُ وسـيبتلعني
القلقُ والخوف وربما تريني سأذهبُ خلفكِ
بحثاً عنكِ لكنني لن أكون غاضباً عليكِ..!"

تحدثَ بجديةٍ يـعني كلماتهِ لـيشعرَ بنظراتِ
زوجتهِ الباهتةِ والتي كانت تعلمُ كل هذا وتعلمُ
ردَ فعلهِ حتى قبل أن يحدث...

" يــاروحي.."

ناداها بقلقٍ فـهو يقسمُ أنها ليست بخيرٍ..

" أنـا آسـفةٌ لأنـي خرجتُ دون إخباركَ.."

ببهوتٍ تحدثت زوجته تعتذرُ منهُ..
وغضبها وأعصابها التي كانت مشدودةً
اولَ دخولها عادت لترتخي ويصيبَ روحهُ
الذبولُ والبهوتُ الذي لم يعجبهُ أبداً..

" تـالي..هـل إن طلبتُ منكِ طلباً صغيراً
سـتُلبينهُ لِـي..؟"

حادثها بـنبرةٍ دافئةٍ مُـحبة لـتنظر لهُ تاليا
بـ معنى ماذا..فهي وافقت على كلامهِ..

جونغكوك أفلتَ يديها وبدء يُـزيحُ جـسدهُ بـعقدةِ
حاجبينِ لألمهِ الذي زاره..

صحيحٌ أنَ هـنالكَ مكانٍ فارغٌ كبيرٌ في الجهةِ الثانيةِ
لكنهُ لم يرضى بهِ...هـو باردٌ ومهجور...

أخلى مساحةً كافيةً لها..نَـظر لـعينيها
بأملٍ أن لا تُـرفضَ وتُـلبي رغبته..

ولـقد فـعلت...
فـها هي قد خلعت حذائها وتـقدمت أكثر
وإستلقت على السريرِ الدافئِ المملوءِ برائحتهِ
وإستقر رأسها على وسادتهِ..

شـعرت بهِ جذب غطائهُ وأحاطِ بهِ جـسدها...

هو لم يـكن مُـستلقياً كما هي..
لـقد كان جالساً وخلفهُ وساداتُ تُـسندُ ضهرهُ..

شـعرت بيدهِ الكبيرةِ الدافئةِ باتت على
رأسها وبات يمسحُ خصلاتِ شعرها
بـحُـب فأغمضت عينيها بتعبٍ دون
أن تتحدث...أعصابها إنهارت لكثرةِ
التناقضات التي عاشتها اليوم..

تذهبُ لأخيها فـتشعرُ أن مكانها مع زوجها..
تأتي لزوجها فـ تشعر بأهميةِ وجودِ شقيقها
في حياتها..

هـي تعلنُ الإستسلامَ..ماعادت لها القدرةُ
على المتابعةِ هكذا...سَـتُـجن..!

" مـا حدثَ في المـشفى كان أمراً
مُـخزياً بالنسبةِ لي.."

حديث زوجها جــعلها تفتحُ عينيها وتُـناظرهُ
بهدوءٍ وتعبٍ..ما حدثَ في المشفى جعلها
تحوم مقطوعةَ الفرعِ لاتعرف الى أين تذهب..

لكـنها مع ذلكَ ردت عليهِ بهدوءٍ..

" لـم يكن ذنبكَ جونغكوك...الأمرُ كان خارجاً
عن إرادتك..لا تَـلم نفسك.."

جونغكوك نظرَ لها بإمتنانٍ لقولها هذا
لكنهُ مع ذلكَ ردَ عليها مُـصِراً..

" لِـيَّ فيهِ ذنبٍ يا روحي..كان يجـبُ أن أضع
حداً لهم لكني تمهلتُ كثيراً و تأملتُ تغيرهم.."

تاليا التي كانت هادئةً رغمَ كلُ مايقولهُ زوجها
هـي فاجئته عندما تحدثت بأمرٍ لا يخصُ الموضوع..

" لن تتـألم إن وضعتُ رأسي على فـخذكِ
أليسَ كذلك..؟"

جونغكوك نظرَ لها بـعدمِ إستيعابٍ بدايةٍ لكنهُ
سرعانَ ماردَ عليها..

" لا..لن أفعل..هــيا تـعالي.."

رفع الغطاءَ عن جـسدهِ فوراً يُـتيحُ
لها القدومَ عنده فـفعلت ذلكَ وحـشرت
رأسها أسفلَ بطنهِ من جهةِ اليسارِ بـعيداً
عن إصابتهِ..

هـي كانت هادئةً ولا تتـكلمُ كثيراً..
إن تحدثَ جونغكوك ردت عليهِ بإختصارٍ
وبهوتٍ ما خَـفيَّ عنه...

فـلقد أخبرها بينما يمسحُ على رأسها
أنهُ سـيذهبُ لعائلتهِ بعد يومين وسـيُـجبرهم
أن يـعتذروا منها ومن تايهيونغ وهِـي أومئت
لهُ ضد معدتهِ فقط..

هو أخبرها أنهُ سـيُـقاطعُ عائلتهُ وهي للمرةِ
الأولى لم تقل لهُ لا..او تمهل بالتفكيرِ بل
بالحرفِ قالت...

" خـيراً تـفعل.."

وعند هذه النقطةِ أدركَ جونغكوك أن
عائلتهُ حـقاً قد فقدت فرصتها هذهِ المرة...

عادَ الهدوءُ من تاليا مُـجدداً وعادت الحيرةُ
لرأسِ زوجها أيضاً...ما الخطب..؟

لَـقد إعتذر منها..وسـيعتذرُ من نسيبهِ ايضاً ويجعلُ
عائلتهُ تفعلُ ذلك...هو ســيردُ لها اعتبارها وسـيُلقن
عائلتهُ درساً أبدياً..

إذاً لماذا لازالت حزينةً هكذا..!؟
هَـل هناكَ شيءٌ غَـفِلَ عنهُ ولايعلمهُ..؟

مـضت ثوانٍ إخرى من الهدوءِ بينهما...
يَـدُ جونغكوك لم تتوقفَ عن تسريحِ خصلاتها
الناعمةِ والمسحِ على رأسها بدفئ وحِـنية..
ولا هي قد غادرت حضنهُ وأبعدَت وجهها عن
معدتهِ..

دقــيقةٌ مرت دونَ حديث...فـظن جونغكوك أن
جــنتهُ سـتنامُ فهو لاحظَ تـعبها وبهوتها الذي أقلقهُ..

لـكن تلكَ الشهقةَ المكتومةَ وإهتزازَ جسدها
أشعلَ نيراناً في صدرهِ لن تنطفئ بالهينِ بتاتاً..
فـسارعَ و بقلقٍ وإضطرابٍ حادثها ويديهِ تحاولُ إبعادَ
رأسها ليظهر ملمحها أمامَ عينيهِ..

" لـماذا تـبكينَ ياروحي...أرجوكِ إنظري لي..
ما الأمر..ماذا حدث..تـاليا أرجوكِ.."

ترجاها بهلعٍ فهي تمسكت بثيابهِ وإنهارت
أكثر ترفض أن تُـبعد وجهها عن جسدهِ..

" لـ ـيسَ بِـ ـيَّ شـ ـيء.."

ببكاءٍ ردت عليهِ ترفضُ الإعترافَ وتزيد
هلعَ زوجها عليها والذي لـشدةِ فزعهِ
نسيَّ أن لهُ جرحاً لم يَـبرأ ولم يهتم لألمهِ
الذي زادِ لقسوةِ تحركاتهِ المنفعلةِ على جسدهِ..

" مَـن الـسببُ بهذهِ الدموعِ..تـاليا أتوسلكِ
أجيبيني...أرجوكِ إهدئي وإنطقي..أقسمُ
لكِ أنهُ لن يبقى حياً..سأمحيهم أجمع..
فقط أخبريني ولا تبكي ياروحي انتِ.."

حادثها مُـنفعِـلاً والغُـضب بدأ يتسللُ
إليهِ...هو لن يكتفي بالمواساةِ هذا مُـحال..

زوجتهُ مُـتعبةٌ مُـتألمةٌ تَـبكي قهرها وتحبسهُ
ضد جــسدهِ...لن يـغفر لهم..!
لقد أقسمَ على نفسهِ أنهُ لن يغفر لعائلتهِ أبداً..!

تشبثـت بهِ أكثر..لَـقد شــعر بأصابعها تعتصرُ
ثيابهُ أكثر...هو كان يـضمها لـجسدهِ ويحيطُ
رأسها وظهرها بكلتا يديهِ لـكنها جعلت قلبَ
زوجها يَـعتصرِ بعضهُ بألمٍ أكبر عندما عادت
تحاول كتمَ صوتها والبكاءَ بهدوءٍ كي لاتُزعجهُ..
هِـي لا تستطيعُ التوقفَ عن البكاءِ فـ فزعها أكبر
من قدرتها على ذلك لكنها على الأقلِ لن تُزعجهُ
بصوتها..

وعند هذهِ النقطةِ لم يستطع جونغكوك الإحتمالَ
فـ ترجاها مُـتوسلاً إياها بـكِيانهِ كُـلهِ..

" إن كانَ لِـي خـاطرٌ عِـندك حادثيني..
أتوسلكِ أن تُـوقفي فزعــي وتُـخبريني
بـ مَـن تسبب بإنزالِ جواهركِ وأحزنك..
لاتدعي قَـلبي يُـكوى هـكذا لعجزهِ أرجوكِ.."

" جـ ـونغـ ـكوك.."
نادتهُ نداءَ إستغاثةٍ لا طلب جاعلةً إياهُ
يـضمها لروحهِ لا جـسدهِ ويَـردُ عليها
بـنبرةٍ جادةٍ لَـينةٍ حملت دفئاً ورجولةً يمكنها
الإستنادُ عليها...

" رُوحُ جــونغكوك وفؤادهُ..
جَــنةُ جــونغكوك وأثمنُ غــنائمهِ..
قـولي..زوجـكِ ســيكونَ تحت أمرك.."

حـديثهُ هذا زادَ غُـصةَ المرأةِ أكثرِ
فـها هي أبعدت وجهها عن جسدهُ تُـناظِرهُ
بـ بحرها المُـحمرِ والمُـلتهب جاعلةً سودوايتيهِ
تهتزان بإضطرابٍ لـمنظرها الذي زادَ نيرانَ
صدرهِ إستعاراً...هو لن يَـرحمهم..


" أعـ ـد لِـ ـي أخـ ـي أرجـ ـوك...إجـ ـعلهُ
يـ ـتصالحُ مـ ـعك ويـ ـرضى عـ ـنك..أنـ ـا
لا أقـ ـدر..مـ ـا يحدثُ فوق طـ ـاقتي جـ ـيون،
أريـ ـدكَ وأريـ ـدهُ .. إرحـ ـموني أرجـ ـوكم.."
نظراتها كانت مقهورةً مُـتألمة ونبرتها المتحشرجةُ
قليلةُ الحـيلةِ وصلَ صداها لـقلبهِ لا أسماعهِ..
لــكنهُ ركزَ على شيءٍ جعلَ دواخلهُ ترتجفُ مكانها
هل هذهِ هِـي نــهايةُ ماضيهما الأليمِ للأبد..
أهــو سَـمِعَ منها الســماحَ أخيراً..!

------------------------------------------------♥️


سَـيُـنشر بــارت 67 يومَ الجُـمعةِ القادمةِ حــبايب
تَـقريباً عند الساعةِ العاشرةِ مساءاً بتوقيت العراقِ
والسعودية..سأسـعى أن يكون كل شيءٍ كاملاً حتى
تلكَ الساعة وإن شاء الله سَـيُـنشرُ البارت في تمام
الموعدِ بالضبط..كُـونوا متواجدين✨



دمتم بخيرٍ وألفٍ منهُ أعزائي ..
كانت معكم مُحَدِثَتكم ... ڪآمـيني ...♥️✨

Continue Reading

You'll Also Like

861K 69.5K 72
‏لَا السَّيفُ يَفعَلُ بِي مَا أَنتِ فَاعِلَةٌ وَلَا لِقَاءُ عَدُوِّيَ مِثلَ لُقيَاكِ لَو بَاتَ سَهمٌ مِنَ الأَعدَاءِ فِي كَبِدِي مَا نَالَ مِنَّيَ م...
163K 10.5K 61
. . هيَ أوقعتني كيف؟ لا أدري أنا... يا آخرَ الملكات، كيفَ أخذتِني مني بلا إذنٍ ولا استئذان.. حبٌ كبير في دواخلنا نما..فإلى متى نخشى من الإعلان..
239K 11.4K 40
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...
32.5K 2.2K 24
" اذا اولا ، لا استعمال لاصواتكم او اي مهارة موسيقية لانها بلاد مسلمة لن تتقبل هذا ! لا اعرف كيف ساشرح لهم سبب اختلاف الوان شعركم !كما الهاتف لا تخرج...