نظارات و وشوم

By _ibriz_

6M 315K 294K

الجميع ينظرون لوشومها..علبة السجائر في جيبها و سجلها الدراسي المريع ثم يضعون صورة واحدة عنها لا غير..أنها فتا... More

إلى القراء
| نظارات سوداء داخل الحصة |
𝐏𝐚𝐫𝐭 𝟎𝟏: فيلسوف مثالي
𝐏𝐚𝐫𝐭 𝟎𝟐 : ما يفرقنا بحران
𝐏𝐚𝐫𝐭 𝟎𝟑مشروع الفراشة
𝐏𝐚𝐫𝐭 𝟎4 إشعار بموعد
Part 05 خذني إلى الكنيسة
Part 06 عصرة قلب
Part 07 مباراة خاسرة
Part 8 لقاء العملة
Part 9 دمعة أنثوية
Part 10 الجارة و العشيق السري
Part 11 أنانية قلب الملوك
Part 12 : مشاعر برائحة الفانيلا
Part 13 : خوف الفلاسفة من الحب
Part 14: الحب حارق كالفودكا
Part 15 : قم بتقبيل عيني
Part 16: ما يحدث خلف الأبواب
Part 17: لعبة الإنكار الأقوى
Part 18: كلمات على سجائر
Part 19 : سقوط إيكاروس
Part 20 : وقت خاطئ للنظارات
Part 21 : أرنب وسط الضباع
Part 22 : نهاية الرواية
Part 23 : أثينا الآثمة
Part 24 : لسان يتلو الصلاة
Part 25 : لِتُحلق النسور
Part 26 : رصيد الحب
Part 27 : حمى القلب
Part 28 : أربعون دقيقة
Part 29 : التصويت الخاطئ
Part 30 : يُؤبرني
Part 31: سُحب الأحلام
Part 32 : ما خلف القناع
Part 33 : الإخوة كينغز
Part 35 : بحيرة الشفاء
Part 36 : إني خيرتكِ فاختاري
Part 37 : الليلة الأخيرة
Part 38 : منزل الأشباح
الخاتمة
الأجوبة 🦋✨

Part 34 : خلف العدسة

207K 9.7K 9.4K
By _ibriz_


شرب واحد و سبعون كأسا احتفالا بنسيانها

ثم ماذا ؟..

وقع أرضا مخمورا ينادي إسمها..

................................................................................................................................................

بعد قيادة لمدة معتبرة ركن زيفير سيارته قرب بناية في حي سكني مفعم بالحياة ..حي يبدو و كأنه المكان الذي يسكن فيه كل شخص يفكر بالاستقرار و إنشاء عائلة بسبب الحديقة التي يلعب فيها الأطفال قرب المكان و أصوات الضحك و حتى الروضة القريبة من المكان..هناك الكثير من المحلات .. حتى و ميلينوي تنزل من السيارات تتفقد المكان حولها كانت قادرة على شم رائحة الفطائر من مكان ما...

أغلقت الباب خلفها و لحقها زيفير يقودها لمدخل البناية أين رأته يرحب بالحارس كأنه يعرفه ..استقل الإثنان المصعد وصولا للطابق الخامس و لم يتحدث أحد منهما طوال الطريق ...

هي لأنها لا تعرف ما يفعلانه وهو لأنه كان يرفض الحديث لسبب ما..

خرجا و توقفا أمام باب شقة تحمل الرقم 19 و بدل أن يطرق زيفير الباب أو يرن الجرس رأته يُخرج المفاتيح و يفتح الباب ...

ماذا ؟ هذه شقته ؟ هو يعيش هنا لوحده في حي كهذا ؟ ..لما لا يسكن في منزلهم و لما ليس في مكان فاخر في الأحياء العلوية ؟..المكان هنا لم يكن سيئا لكنه فقط ..دافئ نوعا ما..ولم تتصور يوما أن أخاها سيود العيش في مكان لطيف و دافئ..

دخل الشقة و تفاجئت مرة أخرى لما رأته ينزع حذائه قرب المدخل دون أن يتجاوز البساط الأخضر عند العتبة و الذي كُتب عليه ' مرحبا بكل الضفادع '..

مرحبا بكل الضفادع ؟..

ما هذا بحق الرب ؟

ضفادع ؟..هل أخوها فقد صوابه ؟..من يضع بساطا كهذا في الباب؟...

رفعت ميلينوي رأسها تحدق به فوجدته يحدق بها بالفعل و تكاد تقسم أن هناك لمعة إستمتاع في أعينه على ردة فعلها ...كأنه رأى ردة الفعل هذه على وجوه الكثيرين من قبل و يستمتع بها بكل مرة..

مع ذلك وجدت نفسها تزم شفتيها و تنزع حذائها كذلك بينما تغلق الباب خلفها بقدمها ..

اقترب هو من الداخل و لحقته هي تشعر بالدفء في المنزل و رائحة شاي معين تفوح بالأجواء ..كان المنزل مزين بشكل لا يوحي أن أخاها من زينه..هناك الكثير من الألوان و هناك بساط يوغا قرب الشرفة و التلفاز مفتوح على برنامج عن الصحة ..

قبل أن تستفسر حتى عما يجري سمعت صوتا ينادي من مكان ما في الشقة ..

" زيف هل عدت ؟..."

" أجل..و أحضرت ضيفا .."

اتسعت أعين ميلينوي وليس فقط لأن الصوت كان صوت إمرأة بل لأن أخاها أجابها بابتسامة بينما ينزع معطفه ليجلس على حافة الأريكة و مجددا كان يبدو مستمتعا لردة فعل ميلينوي و هي تقف هناك وسط غرفة الجلوس متجمدة مكانها لا تعرف ما يجدر بها فعله...

ثوان فقط من تحديق الإخوة كينغز ببعض حتى اقترب صوت خطوات مسرعة و من الرواق على اليسار ظهرت إمرأة ..

إمرأة حين رآها أخاها وقف من مكانه و قبل أن ترى ميلينوي ملامحها جيدا رأته يلفها بعناق وهو يضع قبلة على رأسها و كتفها كأنه اشتاق لها بعد ساعات فقط ..و للغرابة رأته يتمتم لها بشيء ما بهمس كأنه سر بينهما فقط مما دفعها لتضحك ضحكة خافتة وهي تقف على رؤوس أصابعها لتقبله قبل أن تفلته بإبتسامة و التفت لميلينوي و أخيرا ..

حينها رأت فتاة الحبر إبتسامتها تتسع أكثر بكثير..

ردة فعلها بعدها كانت أنها وضعت يديها على فمها بلمعة في أعينها كأنها لا تصدق ما تراه ثم أعادت النظر لزيفير تسأله :

" ميلينوي ؟.."

أومأ أخاها للمرأة بإبتسامة خافتة و قبل حتى أن تستوعب فتاة الحبر ما يجري اقتربت منها الأخرى وعانقتها بقوة تقطع أنفاسها ..

أول ما لاحظته ميلينوي أنها تملك قبضة قوية و أن رائحتها جميلة كرائحة المارشميلو و العسل لدرجة تستطيع إستطعامها في فمك...ثم ما لاحظته بعدها أنها كانت ترتدي ثياب يوغا خضراء قاتمة و تجمع شعرها ذيل حصان مرتفع ..ما لاحظته أخيرا أنها تعانقها كما لو هي جد سعيدة بمقابلتها بعد أنتظار قرون من الزمن..

ما الذي يجري؟..

لم تسنح الفرصة لميلينوي حتى أن تستوعب ما بالك برد العناق..لكن حين انسحبت المرأة من حضنها و قابلتها استطاعت و أخيرا التركيز مع ملامحها...خصلات شعرها كانت بنية و أعينها خضراء فاتحة و تبتسم لميلينوي بطريقة أضاءت كامل وجهها وجعلتها أجمل بعشر مرات ..و كانت تملك غمازة في وجنتها اليمنى..

لم تعرف ميلينوي أنها تحدق بوجهها بحماقة سوى حين قطع زيفير مجال رؤيتها وهو يعانق تلك المرأة من الجانب قائلا :

" ميلينوي أعرفك عليها..هذه آشلي.."

لفت آشلي ذراعها حول جذع زيفير تمنحه قبلة أخرى على فكه قبل أن تعيد تركيزها على فتاة الحبر بنفس الإبتسامة الجميلة و قالت لها :

" سعيدة جدا جدا برؤيتك..أسمع عنك منذ سنوات و أخيرا حظيت بالفرصة..."

قالت هذا وفورا التفتت لزيفير تخبره :

" أنت محق..هي حقا تشبهك زيف.."

" حسنا ..آمل أن هناك ما تبقى من الغذاء..ميلينوي لم تتناول شيئا منذ الصباح ..."

يبدو كأن ما قاله عادي لكنها رأت شيئا من الفهم في ملامح آشلي و رأتها تومأ تمنح أخاها إبتسامة مليئة بالرقة و شيء جعل قلب ميلي ينقبض..الحب..

راقبت ميلينوي إختفاء آشلي في مكان خمنت أنه المطبخ لتحضر لميلينوي شيئا لتأكله و ربما تلك كانت رغبة زيفير في أن تمنحهما لحظة و دون شك لديها أن هذه الفتاة آشلي لاحظت ردة فعل ميلي الغريبة و تجمدها مكانها كأنها لم تر بشرية من قبل....

أشار لها أخاها لتجلس على الأريكة ففعلت و جلس هو حافة الأريكة كأنه في منزله و متعود على هذا..

استغلت هي تلك الفرصة لتمرر أعينها على المكان بشكل أفضل وفي كل زاوية منه..كل شيء كان نظيفا و مرتبا و حيويا و مليئا بالحياة على عكس غرفة زيفير سابقا سوداوية بالكامل..و رغم أن المكان مرتب بشكل جميل و دافئ إلا أن به آثار تثبت أن هناك من يعيش هنا..شخصان...

كان هناك قسمان من الأقراص المضغوطة للأفلام..و قسمان من رفوف الكتب و كأسان من القهوة على الطاولة و كذلك جوربان على الأريكة واحد ذكوري أبسود و آخر أخضر فستقي..و تستطيع أن تحمن الآن من خلف بساط الضفادع عند الباب ومن يملك هذه الجوارب..شخص ما يحب الأخضر..

آشلي...

آشلي؟..الفتاة التي أخبرها في المقهى أنه كسرها ؟..وقتها اعتقدت أنه خسرها و خرجت من حياته ..لقد قال أنه كسرها بندم في أعينه..إذن ما الذي تفعله هنا بعد كل هذه السنوات..

التفتت لزيفير فورا و لأنه كان ينظر لها قرأ التساؤل في وجهها..أرخى ربطة عنقه قبل أن يجيبها :

" أجل هي آشلي نفسها.."

" كيف ؟.."

تساؤلها خرج دون تفكير منها و رأته يتنهد بينما يميل بجسده يستند على أقدامه بمرفقيه تنحني أكتافه معه كأن مجرد تذكر الماضي يرهقه و يجعله أكبر بعشر سنوات ..

" كانت أفضل مني بكثير..أفضل مني لدرجة وجدت جزءا داخلها سامحني و منحني فرصة أخرى..."

عضت ميلينوي على شفتيها تشعر بالحلق في شفاهها باردا وهي تتمعن في كلماتها و لا شك داخلها في أنه محق ..الطريقة التي كانت تبتسم فيها آشلي و تعانق بها كانت طريقة شخص يمنح كل ما لديه في أي علاقة..تبتسم بطريقة قصوى و تحب بطريقة قصوى..

" هل لهذا تغيرت ؟ تخليت عن كل عاداتك القديمة ؟ من أجلها ؟.."

سألته كأنها تود معرفة هل المرء يحتاج لشخص يتمسك به في الحياة و يغير نفسه من أجله أم لا..وجواب أخيها أتاها دون مماطلة ..

" لا...أخبرتكِ..عليكِ أن تكوني حية من أجل الحب..و أنا لم أستطع أن أحبها كليا و أنا نصف حي.."

" هل كان من الصعب عليك ترك كل شيء خلفك ؟..."

حياته الجامحة..حياته المتمردة..حياته السوداء..

" أجل صعب..لكن حين تكون كفة خسائرك أثقل من كفة مكاسبك ستدرك أن حياتك مختلة التوازن..."

لم يخبرها بالضبط ما فعل أو ما حدث..لم يخبرها كيف كانت علاقتهما ولا كيف انفصلا أو ما مرا به وقتها و كم دام الأمر بينهما ..لكن لا بد و أن انفصاله عنها كان مدمرا إن كان قد قلب حياته بأكملها لهذه الدرجة و الأمر أخافها فشعرت بقلبها ينبض بطريقة مؤلمة وهي تراقب زيفير..

" لا زلت أحضر حفلات ..لا زلت أدخن من حين لآخر ..الفرق فقط أنني الآن أفعلها معها..أدخن في شرفتنا هنا حين تكون هي تشاهد التلفاز..و آخذها كشريكتي في كل حفلة أحضرها...يمكنك أن تقود السيارة لوحدك في الحياة و يمكنك أن تفعلها مع راكب آخر..."

تكاد تقسم أن هناك رقة و لمعة في الطريقة التي يتحدث بها عنها وهو يمرر أعينه على الأريكة التي تشاهد هي عليها التلفاز وعلى الشرفة مقابلهم التي يدخن فيها هو أمامها..أخاها يحب هذه المرأة حقا و من الواضح أنه يفعل منذ سنوات الجامعة...

تتذكر كيف وصفها ..و تمتمت له ذلك بهمس :

" هي كل ما لا تملكه و كل ما تريده.."

بنفس الإبتسامة التي لم يسبق أن رأتها على وجهه أومأ لها ..

" أجل..هي كل ذلك.."

و لسبب ما كانت فضولية جدا لمعرفة قصتهما.. فتاة تمارس اليوغا و تشاهد برامج عن الصحة ..رائحتها عسل و مارشميلو و أعينها كاللون الأخضر الذي تزين كل الشقة به..تبتسم كأنها أسعد إمرأة في العالم و تعانق كأنها تملك الكثير من الحب لتقدمه للعالم..ثم هناك أخاها..رجل متشائم من النادر أن يحب..جسده مغطى بالوشوم و دمه في مراهقته كان غارقا بالكحول و المواد المخدرة لدرجة لم يكن صاحيا بتاتا أغلب الوقت..كيف التقيا ؟..كيف انجذبا لبعض ؟ كيف انفصلا ؟ كيف يعيشان مع بعض لسنوات ومع ذلك حين عاد للمنزل عانقا بعضهما كأنهما منفصلان منذ أشهر و ليس ساعات ؟..

آخر شخص في الحياة بعدها و الذي كانت تتوقعه أن يقع في الحب كان زيفير..

و حقيقة أنه يعيش حياة مختلفة عن الحياة التي يريهم إياها كانت صادمة جدا لها..تخرج من الجامعة و بدأ العمل مع والده و كان دوما غائبا و دوما منشغلا و لا يعود للمنزل سوى يوما أو يومين في الأسبوع..ملامحه دوما باردة و دوما خاوية و حتى هي حين كان ينظر لها و يراقبها كان يفعلها بملامح باردة ..لا يخبر أحدا عما يفعله ..لا أحد من آل كينغز...لا يتحدث سوى عن العمل...و الآن هي كانت في شقة دافئة له مع جبيبته منذ سنوات الجامعة و يبدو كأسعد رجل في العالم بعيدا عن قناع العمل و البرود الذي يرتديه في منزلهم و أمام العائلة...

لما لا أحد يعرف عن هذا ؟ لما هي لم تعرف أنه يملك حبيبة و أنه يعيش معها منذ سنوات ؟..هل كان يخبئها عن العالم لهذا بدت جد متحمسة لمقابلة فرد من عائلته ؟..آشلي بدت سعيدة جدا كأنها أول مرة منذ سنوات تلتقي بشخص من عائلته..

ومن كل أسئلتها طرحت عليها سؤالا واحدا وهي تعيد ظهرها للخلف ا و تسترخي على الأريكة :

" هل أبي يعلم ؟.."

أرخى زيفير ربطته قليلا يجيبها فورا و دون تردد :

" أجل.."

" لماذا ؟.."

" تعتقدين أبي كان سيتركني أرحل من المنزل ببساطة لو لم يعلم لماذا لأجل من سأرحل ؟..."

والدها يعلم بأنه يملك حبيبة و يعيش معها ؟ يعلم أنه يملك حياة سعيدة بعيدة عنهم ؟ ما عداها هي ؟ كيف لها ألا تعرف عن حياة أخيها شيئا ؟ هل حقا تباعدا طوال سنوات لدرجة أنهما لا يشاركان أمورهما الشخصية بل حتى ابسط الأمور عن بعض ؟..وضعهما العائلي كان أسوأ مما تخيلت و استغرقها الأمر أن تجلس على أريكة في منزل أخيها المفاجئ حتى تستوعب ذلك كليا..

لا تعلم أية تعابير أظهرت في وجهها أو هل بدا شحوب وجهها ظاهرا لتلك الدرجة لكن زيفير زم شفتيه بصمت ولم يود قول شيء لفترة كأنه يحاول إيجاد الكلمات المناسبة لفتح الموضوع..كان ينظر لها بطريقة شخص يعلم..يعلم ما تخوضه من حروب نفسية الآن و يعلم أنها كانت تغرق تدريجيا من كل شيء..من طفولتها ..من أمها..من موت كاليستا..من قضيتها وصولا لإنفصالها ..كل شيء كان يتجمع تدريجيا داخلها و ستصل للنقطة أين ستنفجر قريبا..

" قبل سنوات كسرت قلب آشلي لاعتقادي أنني أحميها بإبعادها عني ..لكن كل ما فعلته وقتها أنني توصلت لشيئين لا غير..أن القلب الذي انكسر كان خاصتي و أنني لا أستطيع أن أحبها أو أي أحد آخر بشكل كامل و أنا في وضع سيء..ويتوقف المرء عن السقوط حين يصل للقاع كليا...حينها لم يتبق أمامي سوى حل واحد وهو إما أن أستعيد حياتي أو أخسرها للابد..."

كانت ميلينوي تستمع له دون كلام بملامحها الشاحبة و أعينها المرهقة ..

" لذا ما أريد أن تفهميه و لا أقولها بدافع الإساءة و إنما بدافع النصح..أنتِ ميلينوي تحتاجين علاجا نفسيا..تحتاجينه لنفسك قبل كل شيء..."

انقبض فكها وهي تبعد وجهها عنه كما لو أنه نطق بالشيء الذي كانت ترفض البوح به لنفسها حتى..أنها مريضة و تحتاج علاجا نفسيا...أنها لن تستطيع الإستمرار بالعيش بهذه الطريقة و تجاهل مشاكلها بالشراب و الإحتفال الجنوني..

" أنا فعلتها ...و أنت يجب علي ذلك.."

لا تعرف لما انصدمت رغم كل ما تسمعه عنه اليوم و تتعرف عليه من حياته..لكن حقيقة أنه تعالج نفسيا ..هو ..أخوها زيفير الذي كان أسوأ منها بكثير في سنها..هو تعالج نفسيا ...سماعها لهذا كان إضافة غير متوقعة..لا تعلم إن كان اعترافه بأنه تعالج نفسيا فعله ليخبرها فقط أم ليطمئنها أنه ليس من المخجل فعل ذلك و أنه مر به كذلك..على أية حال هي لم تحب الأمر لأنها لم تعترف لنفسها بعد أنها تحتاج علاجا نفسيا ما بالك القيام به..شيء في الاعتراف بذلك سيدفعها لمواجهة الحقيقة وهي ليست مستعدة بعد..ليست مستعدة..

" ليس سهلا..."

همست بهذا فجأة..

" أعلم.."

رد عليها أخوها بنفس الهمس يدفعها لترفع أعينها تجاهه تسمح له برؤية كل تعبها و كل ارهاقها النفسي أكثر منه الجسدي و على عكس آشلي التي نظرت لها و إبتسمت كما لو أنها تراها جميلة تتجاهل الإنتشاء في أعينها إلا أن أخاها لم يمثل ذلك..زيفير نظر لها ينظر لإنعكاسه مباشرة وهو مراهق ..وطريقة تنهده من صدره فعلها كأنه يخرج حرقته من ماضيه قبلا..

وحين فعل ذلك أخذها على حين غفلة لما تمتم بالكلمات التالية :

" آشلي معالجة نفسية..."

رمشت ميلي بتفاجئ كونها لم تر هذا الإعتراف قادم صوبها ..

" ماذا ؟.."

" هذا هو عملها أجل..عيادتها في نهاية الشارع المقابل..و لا..قبل أن تسألي ..لا.. أنا لم أتعالج عندها قبل سنوات .."

" هل لهذا أحضرتني هنا ؟.."

سألته هذا بهمس منزعج تخشى أن تسمعهم حبيبته و وقفت من مكانها تنوي المغادرة كونها شعرت بأن هذا ليس من حقه..مفاجئتها بمعرفة حياته السرية هذه كانت أقل من مفاجئتها بمعرفة أنه يريد منها التعالج عند حبيبته..

قبل أن تمر جانبه من الأريكة أمسكها من رسغها بهدوء و دون أن يقف من مكانه حتى ..

" العلاج النفسي ليس عيبا..أن يكون للمرء مشاكل نفسية و يصرح بأنه يحتاج المساعدة ليس ضعفا .. العيب هو أن نعيش بأمراضنا النفسية فقط لخجلنا من المجتمع الذي منحها لنا.."

مجددا امتلأت أعين ميلينوي بالدموع و حتى وهي تتنفس بغضب منه و تبدو كأنها تود صفعه باليد التي يمسكها يمنعها من المغادرة بها ..

لكن زيفير كينغز لسبب ما اليوم استيقظ و قرر أن يكون أخ ميلينوي الذي غاب عن حياتها لسنوات...

لهذا تابع فقط يمنحها الكلام الذي لا تود الإعتراف أنها كانت تحتاجه..

" يمكنك ألا تذهبي لعيادتها لو كان ذلك سيجعلك تشعرين بأنك أقل غرابة..يمكنك أن تزوريها هنا دوما و تقضي الوقت معها..أو يمكنك حتى أن تعتبريها مجرد صديقة أو إمرأة غريبة التقيتها في حفلة و أفرغت لها همومك...كل ما يهمني هو أنني أريدك أن تقومي بتفريغ ما في داخلك بين يدي شخص يتواجد ليُحسن التصرف به..أريدك أن تتحدثي عما تمري به لشخص تعرفين تماما أنه لن يفشي سرك و سيعرف ما يفعله مع وضعك...أنا لست قادرا على منحك كل ما تحتاجينه و لا التعامل مع كل ما تمرين به ..آشلي هذا عملها و تعرف أكثر مني..."

توقف للحظات قبل أن يفلت رسغها و أخيرا بينما يضيف :

" هي تعرف بما مررتُ به..تعرف من أي عائلة نحن و الجو السام الذي نشأنا فيه..أن تكون معالجتك النفسية سيجعل الأمر أسهل من إختيار شخص آخر لك ..."

بنفس الأعين الدامعة و الهمس المنكسر تمتمت له ميلينوي :

" لا أحتاج علاجا نفسيا.."

قالتها كأنها فتاة صغيرة منكسرة تخشى من فكرة أنها مريضة و تعاني ..كأنها تتوسله ألا يضعها أمام الأمر الواقع...

رأته يصمت للحظات بينما يراقبها كما لو يفكر دون أن يتحرك أو يغير وضعية جلوسه على حافة الأريكة ..

" لن أظل جالسا و أراقبك تدمرين حياتك أكثر من هذا .."

قالها ثم وقف من مكانه يقترب منها فقط حتى يتسنى له وضع يديه على كتفيها يقول بجدية أكثر :

" قد يبدو لكِ أنني أجبرك على هذا لكن داخلك حتى أنتِ تعرفين أنه لنتخلص من الورم نستأصله..ستشكرين نفسك مستقبلا..."

" لماذا ؟.."

لماذا يفعل كل هذا..لماذا الآن..لماذا يتعب نفسه معها..وجوابه كان هادئا بسيطا..جوابه أتى وهو ينظر لأعينها البنية الدامعة..

" تملكين ضحكة جميلة..حان الوقت ليراها العالم.."

و كان هذا ألطف شيء قاله لها أخوها الأكبر..

وعلم ما أرادت إيصاله له من خلال نظرات أعينها و هي تقف هناك أمامه بين قاعة الجلوس و بين الرواق الذي يقود لباب الخروج كأنها عالقة في منتصف الطريق..بين القبول و بين الرفض..

وقفت و أيديه على كتفيها تنظر لها كأنها عادت لنفس الفتاة الصغيرة المثالية الخائفة من غضب والدتها و التي كانت تخشى من رفع رأسها عن كتبها حين تسمعه يتشجار مع أمهما بصوت مرتفع..عادت لنفس الفتاة الصغيرة التي كان يفترض به حمايتها بدل أن يحمي نفسه و يغادر تاركا إياها مع مشاكله السابقة مع نسخته السابقة...

و لأن اعينها البنية الجميلة كانت دامعة و منكسرة لم يتحمل و وجد نفسه يعانقها ..

وفور أن عانقها شعر بها تبكي بصمت جسدها بالكامل يهتز و قبضتها تشتد على قميصه كأنها تخشى من لمسه أو معانقته بشكل طبيعي فيفلتها كما فعل قبل سنوات يخلفها في رحمة أمهما..

لم يسبق أن رآها تبكي بهذه الطريقة...بل آخر مرة رآها تبكي كانت في جنازة كاليستا و حتى وقتها لم تكن تبكي بشكل واضح هكدا لأنها كانت متهمة بقتلها وقتها فدفنت حزنها قبل أن تحرره من صدرها..لهذا ظهرت لمعة ألم في أعينه وهو يعانقها بقوة في حضنه وهو يمسك رأسها و يسمح لها أن تلطخ قميصه الأبيض بكحلها الأسود و أن تهتز كالطير المبلل أمامه...

لم تكن تبكي بشهقات ولا بصوت مرتفع..بل كانت تبكي كما فعلت قبل سنوات..بصمت خشية أن يعاقبها العالم على ذلك وهي على قبر أخت يقولون أنها من قتلتها..

" كل شيء سيكون بخير..أعدك..كل شيء سيكون بخير.."

تمتم لها بهذه الكلمات بهمس وأعينه منكسرة من أجلها..وحتى هو لا يعلم إن كان يطمئنها بهذه الكلمات أم يطمئن نفسه القديمة اليت احتاجت أيضا سماع هذا...لا يعلم إن كان يعانق أخته أم يعانق نفسه ..كل ما يعرف أن لا أحد يستحق أن يمر بهذا الألم في هذا العمر..هو لم يستحق ذلك و حتما هي لم تستحق..

.......


بعد فترة كانت ميلينوي جالسة على الاريكة مقابله وهي تمسح أعينها بمنديل من الكحل الذي سال..أنفها محمر كجفنيها و أعينها ..لكن ملامحها بدأت ترتخي و تعود للهدوء بدل الخواء الذي كانت ترتديه..كانت تحتاج أن تبكي ..اليوم أكثر من أي وقت مضى...على حضنه أكثر من حضن شخص آخر..

كان زيفير يشعر بالذنب ينهش عضامه من الداخل..ليس فقط لأنه رحل بعد تخرجه من الثانوية و تركها بل لأنه لم يحاول حتى التحدث معها..لم يحاول إيقافها ..كان يراها تدريجيا تفقد نفسها..كان يراها تدريجيا تفقد ملابسها اللطيفة المحتشمة و ترتدي ثيابا ممزقة لتحرر صرخات مدفونة داخلها..كان يراها تدريجيا تفقد بشرتها البيضاء الناصعة لإبر الحبر الأسود تحمل اعتراضها على جسدها..كان يراها تدريجيا تغير إبتساماتها الجميلة لنظرات متجهمة و ملامح باردة..كان يراها تتحول من الفتاة التي تساعد الجميع في المدرسة للفتاة التي يراها الجميع متنمرة..

رأى كل ذلك و لم يوقفها ..

و بعدها رآها تبتسم لهاتفها وهي تراسل شخصا ما..رآها وهي تدندن حين تعتقد أن لا أحد ينتبه لها..رآها وهي تستيقظ بحماس لدرجة تنسى أخذ علبة سجائرها معها..لتلك الدرجة كانت سعيدة و لوهلة اعتقدها تتحسن..اعتقدها تستعيد نفسها..و أنها وجدت شخصها...

لكن كان عليه أن يعرف هو الذي مر بالأمر من قبل..أن حطامنا النفسي جذوره عميقة ولا يكفينا النظر لزهور أغصانه فقط..كان عليه أن يعرف أن حطامها النفسي سيدعس على سعادتها التي تزهر فوق السطح و أنها ستدمر نفسها بنفسها بسبب ما يعيش داخلها من دخان أسود..

" من هو الفتى ؟.."

فور أن طرح عليها هذا السؤال رأى يدها تتجمد قبل أن تبعد المنديل عن طرف عينها و تمنحه نظرة معينة جعلته يرفع حاجبه يضيف..

" أود رؤيته...هل تملكين صورة له ؟.."

حين لم تتحرك و لم تجبه منحها نظرة كما لو يخبرها أنه أراها حياته و حبيبته و حان دورها..

زمت ميلينوي شفتيها قبل أن تدس يدها في جيبها تخرج هاتفها ..تفتح على صورة معينة و مررته له..

أخذ أخوها الهاتف من يدها و فقط ثانيتين..استغرقه الأمر ثانيتين من النظر لصورة سالفاري ليهز رأسه قائلا :

" تكذبين..ليس هذا الفتى..."

" ماذا ؟..."

" يبدو كشخص لن تلتقي به ميلينوي كينغز سوى في محاضرات الفلسفة أو الحفلات الخيرية.."

" ماذا ؟.."

" أنظري له..طويل ...يرتدي نظارات و يحمل خمس كتب في يد بينما يقرأ الأوراق في اليد الأخرى...هذا الفتى على الأغلب هو الأول في الدفعة و لن استغرب لو كان يزور الكنيسة كل أسبوع و لم يسبق أن شتم في حياته..."

قال زيفير كل هذا بينما يقوم بتكبير صورة سالفاري و يحللها دون أي جهد..الصورة التي التقطتها لسالفاري في يوم ما بعدما خرج من المكتبة و هو يسرع لينقل أوراقه لأستاذه بينما يتفقدها في الطريق يتأكد من الأخطاء الإملائية..كان ظريفا ككل يوم ..يرتدي قميصا صوفيا أزرق و سروالا رماديا..شعره يسقط على جبينه و يقرأ أوراقه بتركيز بينما يحاول ألا يُسقط الكتب من يده و التي اختارها للأسبوع ..

تتذكر ذلك اليوم..تتذكر سعادتها وتتذكر كيف حين التقطتها قطعت الطريق عليه ترتطم به كأنها لا تراه فقط لترى كيف عبس حين سقطت كتبه ثم كيف إبتسم لما رآها ..

ذكرى أخرى مؤلمة لها الآن..

ربما زيفير رأى ملامحها وكيف لم تجبه عن حديثه لأنه أعاد أعينه لها يراها تحدق بأيديها تعبث بأظافرها بشرود ولا تزال رموشها مبللة من البكاء ..

" أنتِ جادة.."

لم يكن سؤالا..بل كان يقولها لنفسه..

و حين تنهدت علم ..علم أنه ربما هذا السبب في ما تفعله..أنها ترى نفسها لا تستحق هذا الفتى..أعاد زيفير أعينه لهاتفها ينظر للشاب في الصورة و الذي يبدو كأنه من عالم مختلف تماما عن عالم أخته..بل يبدو كأن إمكانية أن تلتقي به أو تتحدث مع شخص مثله شبه منعدمة ..

لكن حقيقة أنها منكسرة و محطمة من أجله تعني أن ما بينهما كان أعمق مما يبدو عليه للعين الخارجية..أن أخته تملك جانبا أعمق مما تظهره للعالم و للحقيقة هو يؤمن بذلك..ربما ميلينوي الصغيرة داخلها هي من انجذبت لهذا الفتى..ميلينوي الصغيرة التي كانت مثالية و تعيش لتحقيق العلامات المثالية و المظهر المثالي..يستطيع رؤية و بوضوح كيف أنها انجذب له ..لأنه كل ما تريده و كل ما لا تملكه الآن..

مسح زيفير على فكه وهو يركز مع الصورة بصمت لثوان ينقل أعينه بينها و بين ميلينوي..شاب جيد مثالي بمظهر كهذا جعل أخته الجامحة تحمل هذا الألم في أعينها بسبب ما فعلته معه..يعني شيء أكبر مما يبدو..

و بالتالي تمتم لها وهو يعيد الهاتف لها :

" سنصلح الأمر.."

استدعى هذا انتباهها ..

" نصلح ماذا .."

" أنتِ..علاقتك..حياتك.."

" لا أعرف ما الذي لا تفهمه في الموضوع..لقد فعلت شيئا سيئا بحقه و لا أتذكر نصفه حتى..كل ما أعلمه أنني آذيته و لا أعتقد أنني أستحق رؤيته حتى بعد هذا.."

" توقفي عن قول هذا..."

" قول ماذا ؟.."

" قول أنك لا تستحقينه ..أنك لا تستحقين...لقد ارتكبتِ خطئا..كلنا نرتكب الأخطاء و نستحق فرصة أخرى..تعتقدين كل من حولك مثاليين و أنتِ المشكلة؟..فقط لأنهم ينظرون لك على أنك المشكلة؟..صدقيني كلنا مذنبون نحن فقط نحكم على من يذنبوا بطريقة مختلفة عنا ... لذا توقفي عن التفوه بهذا حتى لا تباشري تصديقه.."

رمشت ميلينوي عدة مرات برموشها الدامعة تحدق به..و قبل أن تتحدث أضاف هو بجدية مماثلة للنبرة السابقة :

" الآن ما سنركز عليه هو أنتِ..أن تستعيدي صحتك النفسية. و أن نجد حلا للقضية...لو كان ما بينك و بينه أقرب فقط لما أتخيله فستصمدان..إن لم يكن كذلك فالحياة طويلة.."

" هلا تتوقف ؟.."

" أتوقف عن ماذا ؟.."

" عن قول أمور حكيمة ..أنا لا زلت منتشية قليلا و أصبتني بالصداع .."

رغم قولها لهذا إلا أن أعينها كانت دامعة و نبرتها خافتة..و لم يمانع هو منحها إبتسامة جانبية يخبرها :

" واضح..أيا كان ما تعاطيته قوي ..من أين جلبته ؟.."

ألقت ميلينوي رأسها للخلف على الأريكة تجيبه بينما تغمض أعينها و تدعك جبينها :

" مايسن..يملك كل شيء سيء.."

" إبن السيد آنطوان ؟.."

" أجل..."

" ماذا عن موزس الاشقر ذاك..ما زال يبيع الحشيش الممتاز ؟.."

" أجل..."

حل صمت بينهما لعدة لحظات وهناك بينما هي تغلق أعينها سمعت صوته يتمتم لها :

" تعتقدين أنه يمكنك جلب القليل لي ؟.."

فورا فتحت ميلينوي أعينها تنظر له بتفاجئ لكنه أخذها على حين غرة لما ضحك بخفة يراقب ردة فعلها فعلمت أنه يمزح و رفعت إصبعها الاوسط له..و نست أن زيفير ببذلة رسمية محترمة هو نفسه زيفير أخاها لأنها رأته يرفع إصبعها الأوسط لها كذلك دون اهتمام ...

و قبل حتى أن تقرر سمعا صوت خطوات قادمة و كانت آشلي بثياب اليوغا و أعينها اللامعة كإبتسامتها تحمل صينية بها عدة أطباق طعام بحجم يطعم خمسة أشخاص و ليس ميلي فقط..كانت تحملها بإبتسامة سعيدة و حيوية عالية و فقط حين وضعتها على الطاولة في غرفة الجلوس نظرت لفتاة الحبر بوجهها الجميل و إبتسامتها المضيئة تقول لها :

" لم أعرف ما تحبين لذا أحضرت كل شيء ..."

طريقة قولها لذلك و الرقة في أعينها وهي تفعلها كأنها و رغم رؤيتها لوضع ميلينوي النفسي الظاهر بين عينيها إلا أنها لم تكن تحكم عليها بتاتا ..

حينها لما انحنت ميلينوي لكاس العصير الطازج فعلتها وهي تقول لنفسها أنها فقط تريد تذوق الفطائر التي تبدو شهية و مثلت أنها لم تر إبتسامة أخيها الخافتة ...و آشلي كانت فقط تحرك أقدامها و يديها كشخص يكبح حماسه لوجود ميلينوي..و الصدق هو أن فتاة الحبر لم يسبق لها في حياتها أن رأت شخصا يكاد يقفز حماسا لرؤيتها هي..ولا تعلم بعد كيف عليها أن تشعر تجاه هذا سوى أن تجلس هناك و تقابل المرأة التي رغم أنها أكبر منها لكنها تبدو كشخص يمكن لك مصادقتها سواء كنت في العشرين أو الثمانين من عمرك..

.....


كان موزس يمسح زيت المحركات العالق بين أصابعه في قطعة قماش متسخة بينما أعينه الزرقاء يركزها على بيرسيفون و من معها بفك منقبض...

كان هناك الكثير من الأشخاص في ورشة عمله للتصليح و بالكثير هو لا يقصد عماله فقط..بل كل من يعملون على جلسة التصوير الخاصة بكليو..

محله لتصليح الدراجات كان مبهرا من حيث الحجم و المحتوى من الدراجات الباهظة لكن حقيقة أن هناك جلسة تصوير تحدث فيه كانت شيئا آخر..

هو كان يرتدي قميصا أسود بنصف كم و ذراعيه متسخان بطلاء أسود و كذلك سروال بذلة صيانته ..وحتى مع ذلك إلا أن وجهه كان يستدعي الإنتباه ..إنتباه من حوله من فريق التصوير الذين يلقون عليه نظرات من حين لآخر.. لكنه لم يكن ينظر سوى لبيرسيفون و العارض الذي سيقوم بجلسة التصوير معها...

حين أخبرته بالعرض الذي أتاها و بأنها وافقت كان سعيدا من أجلها...حين طلبت منه أن يسمح لها بالقيام بالجلسة هنا كونه مكانها المفضل وافق دون تفكير..حين طلبت أن يسمح لها بإستخدام مجموعة دراجاته الخاصة للتصوير وافق دون تفكير..لكن ما لم يعلمه أنها ليست جلسة فردية بل جلسة مع عارض أزياء آخر ..عارض كان يضع يده حول خصرها و يقربها منه لدرجة أن أنفاسهما تتشابك..

تبا لهذا..

كانت هناك موسيقى روك خافتة في الخلفية لتساعد الجميع على الإندماج في الجو للعمل..هناك شاشات بيضاء و أضواء ساطعة في زوايا معينة..هناك مثبتات كاميرات و خبراء تجميل و ثياب..الكثير من الأسلاك المتشابكة أرضا و مروحيات لصنع تأثير هواء خافت..وصوت سريع لإلتقاط الصور..

" آشتون ..أبقِ أعينك على شفاهها لثوان.."

كانت تعليمات المصورة و آشتون الغبي فعل ذلك طبعا..

" إرفع يدك لمنتصف ظهرها قليلا..."

تعليمة أخرى جعلت فك موزس ينقبض..

" جيد و الآن بيرسيفون أمسكيه من فكه و قربيه نحوك كأنك غاضبة منه لكن ليس كثيرا.."

رمى موزس المنشفة على كتفه بانزعاج وعاد ينحني لقطع الغيار المتفرقة أرضا فوق قطعة قماش خاصة و بدأ يعمل عليهم بملامح غير مرتخية..

هذا كان تعذيبا من نوع خاص..لقد مرت ساعة وهو لا يعتقد أنه قادر على تحمل ساعة أخرى من الجلسة..

لكنه يفعلها ليس فقط لبيرسيفون بل لميلينوي أيضا..

مرت أيام منذ اعتقالها و لم تعد تتواجد معهم كثيرا..والدها قدم حجة غياب لإدارة الكلية و لم يروها في الجامعة منذ ذلك الحين..بيرسيفون تزورها يوميا و كزاندر و موزس عدة مرات في الأسبوع حين يجدونها أصلا..هناك شيء لا تخبرهم به لكنها تختفي لمكان ما ولا تودهم أن يعرفوا عنه شيئا..وحقيقة أنهم حين يكونون جالسين قي غرفتها أحيانا ثم يسمعون صوت بوق سيارة زيفير و كيف تركض لتغادر معه لمكان ما كانت غريبة لدرجة كلهم مندهشين..زيفير و ميلينوي علاقتهم كانت سيئة لسنوات و الآن هي تغادر معه لأماكن معينة ؟..

والأسوأ من كل هذا هو سالفاري...لم يعرفوا كيف يجدر بهم التصرف حين يروه في الأروقة..موزس يمنحه إبتسامة و عناق جانبي حين يراه..كونروي يتحدث معه كأن لاشيء حدث ..كزاندر يومأ له و كوليت تطمئن عليه في الهاتف من حين لآخر...لكن لا شيء كان يتقدم في العلاقة بينه و بين صديقتهم..وهذا كان من سلبيات إدخال فرد جديد لجماعتهم رغم أنهم تعودوا..كل مرة يواعد أحدهم شخصا لمدة كافية يدخلونه المجموعة ثم يخرجونه حين تنتهي العلاقة لكن سالفاري كان مختلفا..جميعهم اعتقدوا أنه الشخص المناسب لميلينوي و سيدوم ما بينهما...

هم لا يعلمون التفاصيل لكن بيرسيفون أخبرت موزس أن ميلي من انفصلت عنه و بالتالي لم يستطع لا هو و لا كزاندر لومه أصلا...ففتاة الحبر تملك مشاكل أكبر من أن يستطيعوا وصفها لأحد..كوليت أيضا أخبرتهم أنه لا يعلم بعد بقضيتها لكنها مسألة وقت ..الإشاعات تنتشر سريعا في الجامعة و قريبا سيعرف الجميع..الجهاز الذي تم وضعه في قدم ميلينوي ليس شيئا يغفل الناس عنه بطبيعة الحال...

رفع موزس أعينه الزرقاء بينما يبعد بأصابعه خصلاته الملتصقة بجبينه و نظر لميلينوي التي كانت تقف في زاوية بعيدة في الورشة بعيدا عن الأنظار وعلى عكس الجميع لم تكن تنظر لجلسة التصوير بل كانت تنظر للمصورة وهي تحرك قدمها أرضا عدة مرات...كأنها متوترة أو مترددة..

إن كان ما سمعه من بيرسيفون صحيح فهذه المصورة هي قدوة ميلي..وهو لم يعرف حتى أن ميلي مهتمة بالتصوير..في الثانوية كانت تملك عدة كاميرات تحملهم معها دوما لكنهم اعتقدوها عملا لنادي التصوير في المدرسة وليس شيئا هي مهتمة به حقا..لكنه الآن كان ينظر لها هناك ترتدي ثيابا سوداء بالكامل و أعينها بكحل داكن ولون بني قاتم فوق جفنيها يجعل نظراتها كالعادة متجهمة..لكن هناك لمعة وهي تراقب كل حركة للمصورة..كانت تراقبها كأنها تراقب أفضل شيء حصل لها مؤخرا ..

تراقبها كيف تحرك الكاميرا..كيف تمرر أعينها على المكان لإيجاد الزاوية الملائمة.. كيف تتفقد الصور في الشاشة عدة مرات قبل أن تمنح تعليمات لتغيير موضع شيء ما حول الموقع.. كيف توجه بيرسيفون و العارض معها لوضعيات تلائم الموضوع للصور التي تريدها ..كيف تبتسم حين تحصل على لقطة جيدة..كيف تمسح على جبينها حين تريد تغيير شيئ ما فورا..

هذا كان أقرب وضع للحياة و الذي يراه في ميلينوي منذ جلسة الكفالة قبل أيام..

كانت حقا مهتمة بالتصوير..و أكثر من ذلك كانت مهتمة بسيفين المصورة..

و الحقيقة أنه توقع الكثير من الأشياء حين أخبرته بيرسيفون أن مصورة أنثى معروفة طلبت منها جلسة ..وحين علم أنها لا تنشر صورها في حسابها الشخصي و تملك الكثير من المتابعين اعتقد أنها أكبر سنا..ربما أقل من ناحية المظهر..

لكن سيفين التي تقف مقابله الآن كانت إمرأة تبدو في نهاية عشرينياتها و ربما بداية الثلاثينيات..شعرها أشقر طويل مموج و ترتدي ربطة رأس باندانا رمادسة مماثلة للون سروالها بينما قميصها أبيض..أعينها كانت زرقاء و مسحوبة كأعين الثعلب و ابتسامتها تجعلها أصغر بكثير مما تبدو عليه..كانت جميلة وحقيقة أنها تلتقط الصور وهي حافية الاقدام كأن هذا يساعدها أكثر على الإنتاج جعلها فقط تبدو أفضل من ناحية الشخصية لسبب ما...

قبل أشهر كان سيكذب و يقول أنها نوعه المفضل..قبل أشهر كان سيحاول الإقتراب منها حتى و بوجود فارق السن بينهما لكن الآن هو لا يريد الكذب..ولا يريد النظر لإمرأة أخرى..كان منزعجا لدرجة أن الوجه الوحيد الذي يريد النظر له هو وجه فتاة بدأ يختنق من إقناع نفسه أنه مجرد صديق لها..خصوصا أنه يود ضرب العارض ذاك لكونه يلمسها..

تبا...

لكن ميلينوي كانت تبدو أفضل وهي هنا..أفضل وهي تشاهد مصورتها المفضلة..أفضل وهي لا تفكر بشيء سوى شغفها للتصوير و الذي تراه يتجسد أمامها..وحين انتبهت سيفين لتحديق ميلينوي بها التفتت تمنحها إبتسامة وغمزة قبل أن تواصل التصوير و هي تمضغ اللبان و كاد موزس يختنق بأنفاسه لما رأى ميلينوي تمسح على وجنتيها كما لو شعرت بالدفء هناك..

ميلينوي خجلت من غمزة سيفين ؟..ميلينوي التي لا تخجل بتاتا و فعلت كل شيء جريء أمام الناس خجلت لغمزة إمرأة لها ؟..ما الذي يحدث ؟ هل هي حقا تحب المصورة لتلك الدرجة ؟..

واو..هذا جعله ينظر لسيفين مجددا بنظرة مختلفة..هو لايفهم مجال التصوير و لا يفهم كيف يعمل الأمر لكنه سمع من ميلينوي ثرثرة حيال أنها من أفضل المصورين في أستراليا و أنها حازت على جائزة هاسلبلاد و هيبا و لوسي التي تعتبر أوسكار..غرامي وغولدن غلوبز المصورين..مما يعني أنها بارعة جدا و أنها أحدثت تأثيرا على الجيل بتصويرها..

هل يعقل أن المصورين يملكون صيحات كما يملك باقي المؤثرين ؟ هل يعقل أنهم يقومون بشيء ما أو يلتقطون صورة ما و تصبح صيحة في العالم أو درسا مهما في فن التصوير ؟..هو لا يملك الجواب لذلك ..لكن حتما من هم مهتمين بسيفين يعرفون ذلك و ما تعنيه..

هذا فقط يزيد من فخره بكليو لحقيقة أنها جذبت إنتباه مصورة مثلها و أنها تريد رؤية وجهها خلف الكاميرات ..سابقا كان هو من يملك شرف إخبارها أن وجهها مميز لكن الآن سيرى كل العالم ذلك..

" بيرسيفون هل أنتِ بخير ؟..."

صوت سيفين الهادئ جعل موزس يرمش يعيد انتباهه لبيرس ليجدها تنظر له دون انتباه لجلستها كليا و هناك تجعيدة بين حاجبيها ...تبا..يعرف كيف يبدو عليه الأمر..أنه ينحني أرضا يهمل القطعة في يده ويحدق بسيفين بإعجاب..تبا..هو لم يكن يحدق بها بإعجاب بتلك الطريقة..

لذا هز رأسه لبيرسيفون كما لو ينفي أيا كان ما تفكر به قبل أن يبعد أعينه و يقف ليحضر باقي أدواته يعطيها بظهره و يشعر بنظراتها عليه..لكنه لا يريد النظر لها الآن و تخريب حلمها بأي كان ما هي منزعجة منه أو ما هو منزعج منه...

" لنأخذ إستراحة عشرة دقائق..عمل جيد جميعا.."

قالتها سيفين وهي تصفق بيديها ليتفرق الجميع و فورا اقتربت خبيرة التجميل من بيرسييفون لتجري لمسات على وجهها بينما العارض آشتون ابتعد يرتدي سترة يغطي بها صدره العاري و استأذن ليدخن سيجارة خارجا..

كان موزس يعبث بين أغراضه يبحث عن مفك معين حتى شعر بشخص يقف جانبه و فورا رفع رأسه ليجدها سيفين التي منحته إبتسامة جعلته يرمش باستغراب..لكن موزس هو موزس لذا ذلك لم يدم طويلا لأنه منحها ابتسامة أيضا قبل أن يعيد تركيزه على ما هو أمامه...

" سمعت أنك صديق طفولة بيرسيفون هل ذلك صحيح ؟.."

" أجل.."

" رائع ..إذن يمكنك مساعدتي.."

جذب هذا اهتمامه ليعيد نظره لها و يكاد يقسم أن هناك لمعة إستمتاع في أعينها الزرقاء سرعان ما أخفتها وهي ترفع الكاميرا خاصتها تريها الصور التي التقطتها لبيرس و تقول :

" كما ترى هي جميلة جدا..وجهها معبر و نظرات أعينها ملائمة جدا لعدسات الكاميرا و يمكنني أن أرى كليا أنني محقة باختيارها لكن.."

توقفت سيفين عن قلب الصور له ليراها قبل أن تنظر له لتتابع :

" هناك شيء ينقص هنا..هي غير مرتاحة كليا و أتفهم ذلك كونها أول مرة لها..لذا أريدها أن ترتخي قليلا قبل أن آخذ الصور النهائية ..."

أومأ موزس موافقا لما تقوله رغم أنه لا يعلم بالضبط ما الذي تريده منه ومجددا رأى أعينها تلمع بإستمتاع وهي تتابع :

" ما رأيك أن تحل محل آشتون لدقائق فقط و تساعدها على أن ترتخي ..."

" ماذا ؟.."

" أجل... المكان مكانك وهي صديقتك المقربة أي أنك لن تنزعج من قربك منها أليس كذلك ؟.."

ابتلع موزس ريقه وهو ينقل أعينه من بيرسيفون التي كانت تبتسم للفتاة التي تعدل مكياجها لسيفين التي ترفع حاجبها له بإبتسامة..

" لا أعتقد أنني أستطيع فعل ذلك.."

" حقا ؟.."

" ليس لأنني لا أستطيع تحمل قربها بل فقط..فقط لأنني غير جاهز..أنا أرتدي ثياب العمل و ذلك غير ملائم لصورة مهمة.."

نفت سيفين بيدها تهز رأسها تدفع خصلاتها الشقراء المموجة لتتحرك بينما أخبرته وهي تدس يدها في جيب سروالها الفضفاض :

" لا تقلق بشأن ذلك..هي صور تجريبية فقط..ثم لا أعتقد أن أي شخص سيهتم لثيابك وهو يرى وجهك.."

هنا حان دور موزس ليرفع حاجبه لها ودون خجل أو تردد هزت هي كتفيها له كأنها لا تشعر بالحاجة للتمثيل أنه لا يملك وجها جميلا...أعين زرقاء..شعر أشقر فاتح و تقاسيم كتقاسيم عظام وجهه..كان يالفعل لا يحتاج أن يرتدي شيئا مهما ليبدو جذابا..

مجرد صورة تجريبية..عدة دقائق فقط ..كان هذا ما فكر به حين وافق على مساعدته لجعل بيرسيفون تنجح..

لكنه سرعان ما أراد الرفض حين كان يقف هو و بيرسيفون سويا قرب دراجته النارية و طلبت منه سيفين نزع قميصه..

اتسعت أعين بيرسيفون و حدق هو بسيفين كأنه ينتظر أن تخبره أنها مزحة لكنها فقط تجنبت النظر له تمثل أنها تركز مع الكاميرا خاصتها تجهزها للصور الجديدة رغم أنه متأكد تماما بأنها تكبت ابتسامتها بينما تواصل مضغ اللبان كأنها لا تعرف ما الذي تفعله...

حينها فقط استوعب..

سيفين كانت تعرف أنه يملك مشاعرا تجاه بيرسيفون..لا بد و أن تذمره طوال الساعة الماضية على أتفه الأمور وهو يعمل جذبت انتباهها وربما فقط لأنها مصورة بعين بارعة في إلتقاط الأمور انتبهت بما تحمله أعينه..

تبا..لا يجدر بأحد أن يقف أمام مصورة مثلها وهو يحمل سرا في أعينه..

ولسبب ما الآن فقط فهم براعتها في عملها..

الآن المشكلة ليست في نزع قميصه..بيرس رأته دون قميص أكثر مما فعل أي شخص آخر..

المشكلة و التي لا يعرفها سواه و كليو هي أنهما الآن في علاقة متوترة وهناك جو مشحون بينهما مؤخرا و أن ينزع قميصه و يقربها منه كانت فكرة سيئة..

بيرس كانت ترتدي ثيابا جلدية سوداء كالتي ارتدتها هالي بيري في فيلم المرأة القطة سنة 2004 لكن بطراز عصري مختلف قليلا و مع النظرات التي كانت تمنحها له دون شك هي تود تمزيقه بمخالب القطة ..كانت منزعجة منه لسبب ما و الآن كان قادرا على رؤية ذلك بوضوح..

لكنه يريد إنهاء هذا سريعا ليعود لزاويته و يعمل دون أن يفعل أو يقول شيئا غبيا..عدة دقائق..تحتاجه سيفين لعدة دقائق فقط..

لذا دون مزيد من التفكير نزع قميصه و بدل رميه بعيدا دسه في جيب سرواله الخلفي يتركه ليتدلى..

موزس لم يكن يضع وشوما كثيرة مثل كزاندر ..كانت هناك وشوم صغيرة متفرقة في عدة أماكن ولا تغطي مساحات كبيرة..وشم عنكبوت حول شبكته في ذراعه..دراجة هارلي عند جانبه و عبارات من أغانيه المفضلة بالإضافة لرموز و رسوم تمثل عدة مراحل من حياته..هو كان مهتما بشكل كبير بمظهره و ما يرتديه مما جعله يمتنع عن تغطية جسده بالوشوم كصديقه..و بيرسيفون كانت موجودة في كل وشم وضعه..

لكنها نظرت له الآن كأنها مرتها الأولى في رؤية ذلك..

" لنجرب شيئا جديدا..دمتما أصدقاء طفولة فلا أرى مانعا من أن نغير الوضع ..."

عندما قالت سيفين هذا رفعت ميلينوي حاجبها لموزس كما لو تخبره ' أصدقاء ؟ حقا ؟..'

" بدل إلتقاط صور خلف الدراجة ..اصعدا عليها .."

و بقدر ما يبدو هذا بسيطا و عاديا كونهما ركبا الدراجة النارية سويا عدة مرات من قبل إلا أنهما الآن نظرا لبعض كما لو لا يعرفا حتى كيف يتم ركوب دراجة ووقفا هناك مقابل بعض كغرباء..

ظلت سيفين تنظر لهما بإبتسامة مستمتعة ولم تقم بإسراع الأمر هذه المرة تتركهما ليقررا ما يريدان و راقبتهما كيف نظرا للدراجة النارية السوداء خلفهما كأنها ستأكلهما و لكن بعدها تحرك موزس أولا ليصعد عليها و ليس بالطريقة العادية كأنه سيقود بل صعد كأنه يريد مقابلة من سيجلس خلفه يعطي ظهره لمقدمة الدراجة..

حينها فقط عضت بيرسيفون على شفتها و رمت بترددها بعيدا وصعدت بالطريقة العادية كأنها راكبة خلفية مما جعلها تقابله ...

مع ذلك لم تلتقط لهما سيفين أي صورة بعد بسبب تباعدهما عن بعض كما لو اقتربا سيحترقا..لكن نظراتهما الصامتة لبعض كانت حارقة بالفعل..حارقة لدرجة أن سيفين رفعت الكاميرا بصمت وبخفة تلتقط عدة صور كأنها في غابة تصور الأسود و تخشى أن تصدر صوتا و تخرب الجو..

" اقتربا من بعض.."

تمتمت المصورة بهذا بنبرة خافتة جدا كي لا تقطع طريقة تحديقهما ببعض..

اقتربت بيرسيفون من موزس و بسبب المساحة الضيقة كانت قريبة جدا منه مما دفعه ليضعه يده خلف ظهرها و أسفلا و يعيد ظهره للخلف قليلا يمنحها مساحة لتتنفس لكن حركته أزعجتها لأن أعينها اشتعلت بشيء حارق وهي تقترب منه الإنشات التي ابتعدها و رفعت أصابعها تمسكه من فكه تقربه مجددا تتحداه أن يبتعد مرة أخرى..

وهذا جعله يرفع يده يضعها خلف راسها يلامس خصلات شعرها الأسود القصير و رغم أنه يبدو للعين البعيدة أنه يسحبها من شعرها بقوة لكنها في الحقيقة لم يسحبها سوى له ومرر أعينه الزرقاء على كل تفاصيل وجهها..

كان هناك صوت متسارع لإلتقاط الصور لكنهما لم ينتبها له..

" هل تعجبك ؟.."

همست له بيرسيفون بهذا بنبرة قريبة من الغيرة وهي تمسح لطخة زيوت محرك من فكه و التي لم تفعل شيئا سوى في منحه منظرا متمردا مثيرا أكثر ..

"من ؟.."

" كنت تنظر لها كأنك لم تعرف الفردوس قبلها.."

" لكنني أعرف أعينكِ .."

تسارعت ضربات قلب بيرسيفون حين قال هذا فورا ودون تردد بنبرة هادئة جدا وهو يقترب منها حتى شعرت بأنفاسه على وجهها يتمتم :

" هل تغارين كليو ؟.."

سؤالها إضافة لما قاله جعلها تفلت فكه وتعود للخلف بكامل جسدها فبسبب أنهما فوق دراجة حين انحنت عاد ظهرها للخلف كأنها ستستلقي على الدراجة بظهرها لكنه لم يتوقف بل مال أقرب ينحني بجسده للأمام حتى لامس صدره صدرها وشعر بأيديها الباردة على بشرته العارية تمنعه من الإقتراب أكثر و أنفاسها متثاقلة ..

" لا.."

همست له بجوابها رغم أنها لم تركز اصلا بعيدا عن أعينه و لسبب ما كرهت ما قالته فور رؤيته ينسحب يعود لوضعيته السابقة بعد نفيها فعادت هي لوضعيتها السابقة كذلك تجلس باعتدال..

" أريدك أن تنظر لها كأنك ستقبلها موزس...دون أن تهتم بمن ينظر لكما ولا أنها غاضبة منك.."

مجددا نبرة سيفين كانت خافتة جدا وسط أصوات إلتقاط الصور من الكاميرا خاصتها ..ولم تحتج أن تخبرهما ذلك للحقيقة لأنهما لم يرمشا بعيدا عن بعض ..و لأنهما ينظران لبعض كأنهما سيقبلان بعضهما دون أن يهتما بما يحدث حولهما ولا طاقم العمل الذي يحدق بهما..

رمشت بيرس لثوان تسدل رموشها تخفض نظرها للأسفل ورأت كيف انقبضت عضلات بطنه حين وضعت يدها على وشم الجماجم هناك لتستند عليه و دون أن تنظر له همست :

" هل أنت نادم عليها ؟.."

لم تحتج أن توضح بالضبط كون سيفين ذكرت القبلة..لذا علم أنها تسأله لو كان نادما عن قبلتهما تلك الليلة قبل أسابيع...

" لا..."

رغم أنه استخدم نفس الكلمة التي استخدمتها هي لتنفي غيرتها إلا أن تأثيرها كان عكسي و جعلها تعيد أعينها له بضربات قلب متسارعة و رأت كيف أن أعينه كانت على شفاهها ..

هو لا يندم على قبلتهما ؟..تبا..لا تصدق أنه اعترف بذلك ببساطة..

سمحت له أن ينفذ ما طلبته سيفين كونه انحنى وشفاهه قريبة من خاصتها بينما يمسكها من فكها بأصابعه وتضع هي أيديها على صدره العاري و كلا أنفاسهما متثاقلة..كأنهما عادا لتلك الليلة..عادا لتلك القبلة عادا لذلك التمرد على مشاعرهما..

لم ينظرا لأعين بعض..نظرا لشفاه بعض..كأن هناك إنش فقط يفصلهما عن تهور آخر..

كانت هناك أصوات أخرى لإلتقاط صور كثيرة متسارعة و حينها غير موزس الوضع دون تعليمات من سيفين..كان يتصرف بغريزته حين وضع قبلة خافتة قريبة من شفاهها لكن جون لمس شفاهها ثم اقترب من أذنها بعيدا عن جهة الكاميرا و تمتم نفس السؤال مرة أخرى..

" هل تغارين كليو ؟.."

حينها رفعت يديها من صدره تلفهما حول عنقه من الخلف وأخذت نفسا متثاقلا عميقا تجيبه..

" أجل.."

قبل أن تعرف ردة فعله أو ملامحه حين أخبرته الحقيقة هذه المرة سمعت سيفين تمنحهما تعليمة أخرى..

" الآن أريدك بيرسيفون أن تتمسكي بأيديك في المقبض الخلفي للدراجة وتسمحي له بإمكساكك من خيوط قميصك .."

لو كانت بيرسيفون قبل دقائق مع آشتون لتفاجأت من سماع هذا وربما اعترضت..لكن بيرسيفون التي تقوم بهذا مع صديق طفولتها الذي لن تمانع بتاتا لو أمسكها من خيوط قميصها أو مزقهم فعلتها تعود للخلف تستند بذراعيها ممسكة المقبض الخلفي كأنها تعرض جسدها عليه بطريقة لن يفهما سواه ..لن يفهمها سوى صديق طفولتها الذي قضى سنوات يخفي مشاعره لها خوفا من خسارتها قبل الحصول عليها..

رأت لمعة في أعينه الزرقاء و هو يرى ذلك يمرر نظراته عليها كأنه حصل عليها أين يريدها بالضبط..و لم تحتج سيفين توضيح الكثير من التفاصيل كما كانت تفعل معها و مع آشتون أين توجه كل حركة لهما لتنجح اللقطة..مع الإثنان هنا كانت تقول الوضعية التي تريدها و تتركهما ليتبعا غريزتهما..

وحين أخبرتها سيفين أنها تريد جلسة تصوير لألبوم جديد لها عن الجزء المثير و المتمرد من حياة الشباب لم تتوقع هذا النوع من الإثارة أين تشعر بقلبها يكاد يخرج من قفصها الصدري..

بلل موزس شفاهه قبل أن يمسح على خصلاته الشقراء المبعثرة بشكل يلائم كليا الجلسة قبل أن يمنحها إبتسامة جانبية يقول لمسامعها فقط :

" هذه الدراجة أصبحت خارج متناول الجميع منذ هذه اللحظة.."

أين لن يحصل أحد على الدراجة التي رأى فيها بيرسيفون تفعل هذا أمامه و كرد عليه منحته ابتسامة جانبية مثيرة بلمعة في أعينها الخضراء و تتبعت بنظراتها حركة يده وهو يمد أصابعه للخيوط المتشابكة في قميصها الجلدي الضيق و يسحبها لها دون فتحها أو تمزيقها بل كأنه على وشك فعل الأمرين عما قريب..

ولأنه موزس و لأنها كانت مرتاحة معه أكثر من المتوقع رفعت أقدامها تحيط جذعه و ترفع جسدها قليلا فقط..قليلا كفاية لتشعر بدفئه مجددا ..

الدراجة كانت مثبتة جيدا بشكل خصوصي للجلسة و هو كان يضع أقدامه في الأرض مع ذلك لم يبج أن هناك شيئ سيجلس عليه الإثنان و سينجح في حمل ثقل المشاعر التي تتقلب بينهما الآن ..ما كان في نظراتهما لبعض كان أكبر من محيط الجو حولهما و سيفين كانت تلتقط عشرات الصور لذلك بسرعة و مهارة كأنها حصلت على كل ما أرادته منذ البداية..

....


كان الظلام قد حل حين راقب موزس فريق سيفين يغادرون في السيارات هم و معداتهم ..بينما سيفين كانت تقف عند الباب تحمل أغراضها و حقيبتها في يد بينما تتحدث مع ميلينوي بإبتسامة تريها بعض الأشياء في هاتفها ولا يعلم أحد ما كانت تقوله سيفين لميلي لكن ميلي كانت تحرك قدمها بشيء من الحماس الخفي لأي كان ذلك..وهي تخرج هاتفها ايضا لتكتب شيئا منحته لها المصورة..

تفقد موزس المحل و من أن كل شيء عاد لمكانه و كل الأغراض الخاصة بالتصوير اختفت ثم ذهب و أغلق باقي الأبواب..

ورشته كانت تملك ثلاثة أبواب بسبب حجمها..كلها زجاجية بإنذار أمني لكنه كان يضيف أبواب تشبه أبواب المرأب التي تقوم بإنزالها من الأعلى لتغلق المكان كليا ..أغلق البقية و ترك فقط واحدا أين تقف ميلينوي مع سيفين..ثم كتب في اللوحة المعلقة جدول الغد ليراه الرجال حين يأتون للعمل صباحا كونه سيذهب للجامعة ولن يأتي سوى ليلا..لذا ترك التعليمات بما يجب عليهم فعله أولا و أي العملاء يجدر بهم الإتصال بهم..

حينها مسح هو أيديه و بحث عن علبة السجائر في أغراضه المبعثرة وحين وجدها استمع لصوت اقدام تقترب منه و كانت ميلينوي بعدما ودعت سيفين..

" إذن .."

تمتم موزس بهذا وهنا سيجارة غير مشتعلة بين شفاهه و رأى ميلي تدس يديها في جيوب معطفها تخبره :

" ماذا ؟..."

" ما الذي دار بينك و بين سيفين ؟ تبدين متحمسة .."

هي صاحية منذ ثلاثة أيام دون أي مواد مخدرة في جسمها و حدقيتاها غير متسعة بسبب الإنتشاء ورغم أنها لا تزال تبدو كشخص لم ينم جيدا لفترة إلا أنها أفضل بكثير مما كانت عليه قبل أكثر من أسبوع..

" لا شيء..أمور عادية.."

همهم موزس ولم يرد طرح سؤال آخر كي لا يتعدى على خصوصيتها كونها لا تبدو كأنها ترغب بمشاركة أيا كان ما حدث مع أحد ما الآن وهو لم يضغط عليها..

بل كان يبحث في جيوبه عن ولاعته و حين لم يجدها مدت هي يدها تخرج خاصتها و أشعلت سيجارته له..

" بالمناسبة.."

جذبت ميلينوي انتباهه لها تراه يستنشق من لفافة التبغ قبل أن تتابع :

" جلستك اليوم مع بيرس كانت لمدة ستة دقائق لكنني لحد الساعة لا أزال أشعر بالحرارة في عظامي منها..."

رفع موزس حاجبه لها رغم وجود لمعة في أعينه الزرقاء وهو يسمعها تقول ذلك كأنه لا يكره حقيقة أن شخصا آخر كان يفهم ما يجري بينهما و ما يشعران به..

استغرق الأمر 7 ساعات من التصوير بين بيرسيفون و آشتون..بين تغيير الثياب و الوضعيات و الإعدادات و إستراحة الغذاء و إستراحة القهوة ..سيفين لا تعيش في كانبيرا لهذا أرادت التقاط أكبر عدد ممكن من الصور لبيرس دامت أتت للمدينة..و أثناء كل ذلك استطاعت يميلي قضاء الوقت معها..لأن لا أحد غير ميلينوي و مساعد سيفين من كانوا يفهمون مجال التصوير..وهو لم يعلم أن صديقته تعرف كل شيء عن محال التصوير سوى حين سمعها بأذنه تتحدث عن مصطلحات لم يفهمها و خصائص دقيقة للكاميرات و أنواعها..سيفين بدت مهتمة بما تقوله ميلي و استمعت لها جيدا..

وأجل ..حتى هو لا يزال يشعر بالدم يضخ في جسده أسرع بعد تلك الدقائق..لكن شيء ما حدث في تلك الدقائق لا يعرف ما هو لكنه جعله أخف..جعله يتحمل ساعات تصوير كليو مع العارض الغبي ذاك..

حملت ميلينوي حقيبتها و أومأت له بإشارة لأنها ستغادر كون السائق ينتظرها فلوح لها بيده و خرج ليقف أمام باب الورشة يكمل تدخينه في البرد هذا بينما يدس يده داخل جيب سرواله ..

مرت دقائق من وقوفه هناك خارجا في البرد و الظلام حتى شعر بثلاثة فتيان عمرهم لا يتجاوز الثامنة عشر يمرون من الورشة و هم يلقون نظرات على الدراجات الباهضة المركونة داخلا..أصدروا صوت إعجاب وهم يقتربون متجاهلين وجوجه تماما كأنهم يريدون الدخول دون وضع اعتبار له..

لم يتحرك موزس مكانه وهو يسد الباب بجسده بينما يدخن حين تمتم لهم بهدوء :

" المكان مغلق يا فتيان..عودوا غدا.."

" أتينا و انتهى..سنتفقد ما في الداخل.."

قالها أحدهم وهو يلقي نظرة أخرى على المجموعة وكان ذلك كفيلا بموزس لينظر له و يعرف أنه لن يدخل ليرى فقط بل يخطط لفعل شيء آخر و لأنهم ثلاثة لم يترددوا في الإقتراب من موزس...

الفتى الذهبي كل ما فعله أنه تنهد بخفة بينما يتابع تدخينه كأن هذا حدث له من قبل أكثر من مرة..الناس ينظرون لمظهره و وجهه الجميل و إبتسامته فيعتقدونه لطيفا..هو في الثانية و العشرين لكنه مر بأمور كثيرة صعبة و مثيرة للتساؤل أخلاقيا ليصل لوضع أين يحمل سترة جلدية بلقبه و يحصل على إتصالات شخصية من أوسورو..

قبل أن يتحدث معهم مجددا رأى أعين ثلاثتهم تنجرف لشيء خلفه و قبل أن يستدير سمعهم يطلقون تصفيرا فانقبض فكه ..دون أن يستدير علم لما يصفرون..كانت بيرسيفون..الوحيدة المتبقية هنا لأنها كانت تغير ثيابها أسفلا وتجهز نفسها للرحيل ..استمع صوت خطواتها تقترب فنزع السيجارة من شفاهه في نفس اللحظة التي أراد فتى الدخول لكنه بحركة من يده دفعه من صدره للخلف..

" آخر تحذير..غادروا المكان..هذه ملكية خاصة..."

" يمكننا المشاركة.."

وحقيقة أنه لا يقصد الدراجات بل بيرسيفون جعلت موزس يخرج يده الأخرى من جيبه و حين اقترب الشاب من جديد دفعه مرة أخرى من صدره و رآه هذه المرة يخرج سكينا من جيبه..

حينها ما فعله موزس جعل بيرسيفون تشهق..

هناك وهي تقف خلفه يقابل ثلاثة شباب يحملون سكين رأته كيف رمى سيجارته بسرعة و قبل أن يمنحها فرصة الإستيعاب رفع يده لباب المرأب و أنزله بقوة و بعنف يغلقه عليها بسرعة يغلق بذلك الشيء الوحيد الذي كان يمكنه للشباب العبور منه نحوها و ظل هو خارجا معهم..

الشيء الوحيد الذي كان يفصل بينها و بينهم هو جسد موزس و باب المرأب وحين أغلقه ظلت هي في الورشة داخلا لوحدها وهو في الخارج معهم و كانت ثوان حتى استمعت لأصوات خارجا جعلت ضربات قلبها ترتفع خوفا..أصوات ضرب و ارتطام باب المرأب و تأوه..

ركضت بيرسيفون لحقيبتها تبحث عن هاتفها و بيد مرتجفة أرادت إيجاد رقم هاتف كزاندر أو كونروي ..

كان محل موزس يجلب الأنظار دوما لما يحتويه من دراجات باهظة..في النهار كل العمال هنا رجال معظمهم ببنية ضخمة أو أفراد عصابة موزس للدراجات أين يقضون ساعات هنا يحرسون المكان..لكن في الليل يصبح المكان فريسة سهلة للمتطفلين..

ضغطت على رقم كزاندر و بينما يرن الهاتف وهي تقف هناك بقلق و يدها على قلبها فُتح باب المرأب من جديد يدفعها لتنتفض مكانها تلتفت للخلف..

كان موزس..حين رأته يدخل أغلقت الهاتف فورا وهي تطلق نفسا لم تعلم أنها تحبسه..

" لا يستطيع المرء أن يدخن سيجارة بسلام هنا..."

قالها بتذمر كأنه فعل هذا كثيرا لدرجة بات يعتبر الأمر مزعجا ..و دخل مغلقا الباب خلفه يترك الشبان الثلاثة خارجا مرميين أرضا بتألم بينما هو كانت قبضته دموية و هناك جرح على جانب شفته..

" هل أنتِ جاهزة للمغادرة ؟ ارتدي سترتك ..الجو بارد.."

كان يقول هذا دون أن ينظر لها بينما يمسح جرح يده بقطعة قماش مغلقا على قبضته التي تؤلمه دون شك..و بعدها ارتدى سترته الجلدية و بدأ يبحث عن مفاتيحه..

حينها اقتربت هي منه بخطوات سريعة تفلت حقيبتها أينما وجدتها و فقط حين شعر بها قريبة التفت لها يمسح الدم على جانب شفته وفور رؤيته لها تقترب منها بتلك الطريقة أفلت يده يرمش لكن لم تمنح وقت الإستيعاب لأنها في اللحظة التي وصلت فيها أمامه وقفت على رؤوس أصابعها تسحبه من فكه و قبلته..

هذه المرة دون كحول..دون إنتشاء..دون كذب..قبلته كأنها تعنيها و استغرقه الأمر ثانيتين فقط ليأخذ نفسا متفاجئا قبل أن يضع يده خلف عنقها و يبادلها القبلة كشخص انتظر هذا طوال حياته..

🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬

مرحبا يا رفاق 😭✨

فصل جديد و ربيع جديد😭😭😭✨✨

لا اصدق أن الرواية تبقى لها ثلاثة فصول و خاتمة قريبا سنودعها أءءءءءءءءء 😩😩

في هذا الفصل كان هناك ظهور لسيفين ...كانت لديكم الكثير من التحليلات حولها هيهيهي..هناك مافيوزا واحدة أخبرتها من تكون قبلا و الآن حان دوركم لتعرفوا 🙊🙊

سيفين هي بطلة أوسورو..أوسورو هو الرجل الذي يعمل عنده موزس و الذي يعتبرونه ملك عصابات الدراجات النارية..طبعا قصة أوسورو و سيفين ستكون في رواية سيا و إزرا يعني الجزء الثاني من سلسلة عنف و أفاعي 🛐❤

إن كانت قصة سيا و إزرا ستكون عسل فقصة أوسورو و سيفين شرار🛐🥵

آشلي و زيفير 😩✨

كيف زيفير أخد ميلينوي لبيته الحقيقي و عرفها عليها🦋😭

لا تقلقوا ستظهر مجددا  طبعا وستعرفون المزيد عنها عدا أنها تحب الأخضر و الضفادع😩✨

زيفير قرر جعل ميلي تتعالج 💔💔

صحيح سالفاري لم يظهر في هذا الفصل لكن ظهوره القادم أهم 💔💔

ربيع بيرس و موزس  🤸‍♀️❤ من أصدقاء طفولة لأحباء🛐🛐 

آمل أن يكون الفصل قد أعجبكم ..نلتقي الفصل القادم بحول الله ❤

أحبكم يا رفاق جميعا واحدا بواحد 🙊❤

  

Continue Reading

You'll Also Like

1.3M 102K 29
فضولها قادها من الإنجيل للقرآن , و من الإمساك بصليب للإمساك بيد رجل يعبد الله الواحد الأحد .
1M 85.1K 77
‏لَا السَّيفُ يَفعَلُ بِي مَا أَنتِ فَاعِلَةٌ وَلَا لِقَاءُ عَدُوِّيَ مِثلَ لُقيَاكِ لَو بَاتَ سَهمٌ مِنَ الأَعدَاءِ فِي كَبِدِي مَا نَالَ مِنَّيَ م...
371K 19.3K 4
شيفراه كانت سيدة من لاس فيغاس رفض كل قتلة أمريكا اغتيالها لسبب مجهول فأُثيرت الشكوك حيال هذا دوما... و السؤال كان...من تكون هذه المرأة حتى يتجنب الق...
999 118 14
أحذر لما تتمناه فقد تستيقظ في يوم لتجد نفسك في قصة غريبة مثلي cover made by Hera Graphic --- قصة متنوعة تتناول كل أنواع القصص الواتبادية بشكل جديد :...