عُمارة آل نجم.

Por MariamMahmoud457

218K 13.8K 21.9K

عادةً ما تأتي العائِلة أولاً، بضجيجها، وحِسها، وحروبِها الدائِمة رغماً عن أمانِها المُستقر، جيشك المُتصدي، مح... Mais

الفصل الأول ( بر الوالدين )
الفصل الثاني ( تلقاه العين قبل الرحِم )
الفصل الثالث
الفصل الرابع ( من يملُك الحق )
الفصل الخامس ( إرضاء الأقرب للقلب؟ )
الفصل السادس ( طريق التهلكة )
الفصل السابع ( ماذا فعلوا بحقها؟ )
الفصل الثامن ( بداية جديدة خالية من الفساد )
الفصل التاسع ( تِكرار الخطأ عواقبه كبيرة )
الفصل العاشر ( خيبة الأهل )
الفصل الحادي عشر ( حق مؤجل )
الفصل الثاني عشر ( عُطلة عائلية )
الفصل الثالث عشر ( موافقة بالإجبار )
الفصل الرابع عشر ( بيعة مُشتراه )
الفصل الخامس عشر ( عودة العلاقات )
الفصل السابع عشر ( صدمة غير متوقعة )
الفصل الثامن عشر ( داءه، ودواءه )
الفصل التاسع عشر ( جاء بنبأ بُعاده )
الفصل العشرين ( أمل يُضيء القليل من النور )
الفصل الواحد والعشرين ( قد تتغير الموازين )
الفصل الثاني والعشرين ( لا بأس من المحاولة مرة أخرى )
الفصل الثالث والعشرين ( بنهاية الدرب راحة )
الفصل الرابع والعشرين ( عودة حميدة )
الفصل الخامس والعشرين ( زواج بنكهة جنازة )
الفصل السادس والعشرين ( حُب غير مرغوب )
الفصل السابع والعشرين ( فرصة أخرى أخيرة )
الفصل الثامن والعشرين ( ضائِعة من نفسها تائِهة بين البشر )
الفصل التاسع والعشرين ( زواج لرد الشُكر )
الفصل الثلاثين ( ليلة يتكللها الفرح والسرور )
الفصل الواحد والثلاثين ( عاد مُهاجر الدار إلى داره )
الفصل الثاني والثلاثين ( جاء من يحمل الحُب في قلبه وقوله وفعله )
الفصل الثالث والثلاثين ( لم نعُد نلوم الغرباء، فالمقربون فعلوا الأسوء )
الفصل الرابع والثلاثين ( عواقب انتماءِها لهذا الحُب )
الفصل الخامس والثلاثين ( من لا ذنب له؟ )
الفصل السادس والثلاثين ( مُناضل في حرب السعادة )
الفصل السابع والثلاثين ( لا نُحاسب على سذاجة القلب )
الفصل الثامن والثلاثين ( نهاية قصة محسومة لن يُفيدها الأسف )
الفصل التاسع والثلاثين ( المرءُ لا تُشقيه إلا نفسُهُ )
الفصل الأربعين ( خيبات تليها صدمات مُتتالية )
الفصل الواحد والأربعين ( لن نعود مرة أخرى، انتهت الرسائِل )
فصل إضافي ثاني وأربعين ( بورِكتّ معك فاتِحة العُمر )
فصل إضافي ثالث وأربعين ( بورِك مسعى سِرناه سوياً )
فصل إضافي رابع وأربعين ( يزداد نصيب العُمر به حياة )
الأخير، مِسك الخِتام ( خير حصاد التربية الصالحة )

الفصل السادس عشر ( إصلاح ما قامت الحياة بإفساده )

4K 289 173
Por MariamMahmoud457

كانت أفنان تجلس بغُرفتها تبكي بخفوت وهي تستند برأسها على الوسادة آخذة وضعية النوم، لتولج رزان إليها الغُرفة، حتى قامت أفنان بمسح دموعها سريعاً، لتقترب منها رزان تجلس أمامها على الفراش وهي تقول بنبرة قلقة:

-" في إيه يا أفنان، كنت بسأل أبلة شادية على حاجة وقالتلي إنك مروحتيش الجامعة النهاردة".

أزاحت أفنان يدها عن وجهها بعدما مسحت دموعها لتقول بنبرة حاولت جعلها ثابتة رغم حشرجة صوتها:

-" مليش مزاج".

رفعت رزان حاجبيها بإستنكار لتقول بنبرة ساخرة:

-" أفنان زويل بنفسها مش عايزة تروح الجامعة؟ جرا إيه في الدنيا؟".

أغلقت أفنان جفنيها وهي تبكي بشهقات مكتومة، لتنهض رزان تجلس على ركبتيها من أمامها وهي تضع يديها على كفي أفنان قائلة بنبرة قلقة على صديقتها وشقيقتها:

-" مالك يا فُلة، في حاجة ضايقتك".

نظرت لها أفنان قليلاً وهي تشعر من داخلها بالتعجُب أثر تلك الطريقة التي تتحدث بها، لتتساءل بجدية:

-" يعني أنتِ مش زعلانة علشان زيد هيسافر؟".

إبتسمت رزان تلقائياً، لتضغط على شفتيها وهي تمنع ضحكتها، حتى اعتدلت أفنان لتبكي وهي تقول بنبرة أظهرت حُزنها وضيقها:

-" أنتِ بجد مش بتحسي، بقولك هيسافر أنتِ مش زعلانة ليه".

ضحكت رزان في تلك اللحظة، لتعتدل تجلس بجانبها على الفراش وهي تقول بنبرة ساخرة:

-" أزعل ليه يا أفنان هو مسافر الكويت؟ طيب دة ياريت يسافر والله علشان يجيبلي أيفون من هناك".

ضربت أفنان كف بكف وهي تلوح برأسها بنفاد صبر، لتضحك رزان وهي تقول بنبرة مرحة:

-" خلاص بهزر، بس أنا فعلاً مش زعلانة".

نظرت لها أفنان، لتتنهد رزان بعدما تلاشت إبتسامتها وظهر عليها علامات الضيق وهي تقول:

-" يمكن في الأول لما قالي كنت متضايقة إنه هيسيبني وهيمشي، بس دلوقتي قولت يمشي وأهو على الأقل حد مننا يرتاح يا أفنان، مش هنفضل أنا وهو محبوسين هنا وسطهم، وأنا مش عايزاه طول ما هو هنا يشيل همي، عايزاه يبعد ويريح دماغه مني ومن مشاكلي، لأن أنا السبب في كل دة، ف مش عايزة أشيِل حد ذنبي وعايزة لوحدي أواجه وخلاص".

مسحت أفنان دموعها وهي تنظر لها، لتبتسم رزان وهي تقول بنبرة مرحة:

-" وبعدين مش يمكن الشغلانة دي تكون بداية الخير عليه ونسمع بعد كدة أخبار حلوة".

إبتسمت أفنان وهي تبتلع ريقها لتقول بنبرة محشرجة:

-" هو قالي إنه بعد ما يرجع هييجي يتقدملي".

توسعت أعين رزان بسعادة لتضحك وهي تضربها بكتفها بخفة قائلة بنبرة سعيدة:

-" شوفتي! طب والله الواد زيت دة رجولة، أنا كنت متأكدة أصلاً إنه مسافر علشانك أنتِ".

إبتسمت لها أفنان، لتنظر لها مرة أخرى وهي تقول بنبرة مضطربة:

-" لما تكلميه أبقي طمنيني عليه".

غمزت لها رزان بعينها وهي تقول بمشاكسة:

-" من عينيا".

نظرت أفنان أمامها وهي تبتسم بخجل، لتعود بنظرها إلى رزان مرة أخرى وهي تعتدل أمامها تُربع قدميها أثناء قولها بنبرة مُحمسة:

-" هتلبسي أنهي طرحة على الطقم بليل؟ أنا حاسة أن البيچ هتليق، وألبسي السلسة إللي فيها فراشة نبيتي، هتبقى بردوا حلوة أوي".

تلاشت إبتسامة رزان عندما تذكرت ما سوف يحدث الليلة، لتومىء برأسها في هدوء، حتى اعتدلت في جلستها وهي تنوي النهوض قائلة بنبرة هادئة:

-" هطلع دلوقتي علشان عايزة أنام شوية، الجامعة النهاردة هدت حيلي".

إبتسمت لها أفنان لتقول بنبرة مرحة:

-" أطلعي يا روزة ريحي شوية، وأنا وأحلام هنتغدى وهنطلعلك علشان نشوف هنعمل فيكي إيه بقى".

إبتسمت لها رزان بإضطراب لتومىء لها برأسها، حتى ذهبت من المنزل بعدما قامت بتوديع شادية، لتقف على الدرج وهي تشعُر بالدموع على وجنتيها تُسيل تُشاركها حُزنها وقلة حيلتها وكأن ما بيدها أي شيء لتقوم بفعله، لتتنهد بإرتجافة وهي تقوم بمسح دموعها بقوة حتى إبتلعت ريقها لتصعد إلى شقتهم وكأن شيئاً لم يكن.



في المساء، تجهز بلال بعدما قام بإرتداء بِنطال من الجينز الفاتح، وقميص كاروهات يطغى على ألوانه اللون اللبني، ليقف بجانب باب المنزل وهو يُعدل ياقة القميص أمام المرآة ويُنثر عطره من ثم يُشمر أكمامه إلى حدٍ مُعين لتُعطيه جاذبية خاصة، حتى خرجت من بعد ذلك من الغُرفة وئام التي كانت ترتدي جيب من اللون اللبني وبلوزة من اللون الأبيض، وحجابها الذي كان يجمع بين اللونين، تمسك حقيبتها بيديها الأثنين وهي تطالعه بتوتر.

ليوجه بلال نظره إليها، حتى تفحصها من أسفل إلى أعلى برضا، ليتنهد وهو يقول بنبرة هادئة:

-" يلا ".

أومأت له رأسها بإضطراب، ليقوم بفتح باب المنزل، حتى خرجت هي أولاً بعدما إبتعدت عنه على الفور، لينظر لها بتعجُب، حتى لوح برأسه وهو يُغلق باب المنزل.



وصلوا جميعهم إلى إحدى محلات المجوهرات الموجودة بأحد المولات، لتقف الشباب بالخارج، حتى تحدث مالك قائلاً بنبرة حانقة:

-" طيب وإحنا مالنا بالليلة دي مش فاهم، ما كانوا ياخدوا سامية وعُمران وهو ياخد أمه وعمه وخلاص على كدة".

تنهد هاشم ليقول بنبرة هادئة وهو يستند بظهره على السيارة:

-" علشان مفيش خطوبة وعلشان عمك ميكونش لوحده في يوم زي دة".

تحدث مالك قائلاً بتبجح:

-" وهما هيكتبوا الكتاب، دول هيشبكوا".

لوح هاشم رأسه بعدم فائدة، ليتحدث رشاد الذي كان يرتشف سيجارته قائلاً بنبرة ساخرة:

-" لا بس طلع ذوق وهيعزمهم كلهم أهو، مجتش من عمك".

نظر له هاشم قليلاً، ليتنهد بهدوء، حتى تحدث بلال قائلاً بجدية:

-" رغم إني بردوا شايف لحد دلوقتي إن كل إللي بيحصل دة غلط".

غمز له مالك بعينه ليقول بنبرة خبيثة:

-" يا عم ما أنت سيبتنا وأتجوزت والدنيا أحلوت معاك، متعملش نفسك همك علينا بقى".

ضحك بلال بسخرية وهو يلوح برأسه، لينظر هاشم بساعة هاتفه، حتى تنهد ليعتدل يفتح باب سيارته وهو يقول بنبرة هادئة:

-" هروح أجيب يحيى من الدرس وجاي تاني".

أومأوا برؤوسهم، ليذهب هاشم بسيارته من أمامهم، حتى نظر مالك إلى كلاً من رشاد وبلال بسخط، ليتحدث رشاد قائلاً بجدية:

-" في إيه يالا ما تظبط بتبص كدة ليه؟".

تهكمت ملامح وجه مالك وهو يقول بنبرة حانقة:

-" ياعم اشمعنى أنتوا معاكم عربيات وأنا لا! ما تقولوا لعُبد يجيب عربية ويفك الكيس".

أمتعضت معالم وجه بلال وهو يقول بعدم إهتمام:

-" ما أنت عارف أبوك مبيحبش السواقة، هيجيبها لمين".

وضع مالك يده على صدره ليقول بجدية:

-" للعبد لله، هو مش أنا آخر العنقود في الفرع الصبياني؟ يجيبلي بقى وأنا هعلمه عليها".

ضحك كلاً من رشاد وبلال عليه، ليرمقهم مالك بنفس الحقد والسخط ليُقلب عينيه بملل بعيداً عنهم.



بداخل المحل، كان كلاً من بسام الذي كان يرتدي بِنطال من اللون الأسود وقميص من اللون الأبيض بتفصيلة مُعينة جعلته جذاباً، ورزان التي كانت ترتدي فُستان بسيط من اللون الأسود يعتليه حجاباً من اللون البيچ، يقفان أمام الرجل الذي كان يعرض عليهم المجوهرات، لينظر بسام إليها وهو يقول بنبرة هادئة:

-" شوفي إللي تحبيه ونقيه، لو مش عاجبينك نشوف غيرهم".

سحب الرجل العُلبة من أمامهم ليضع أخرى غيرها وهو يبتسم قائلاً بنبرة هادئة:

-" الأشكال دي لسة جاية من يومين بالظبط".

نظرت رزان لهم ولم تُنكر إعجابها بهم بشدة، ليتحدث عُمران قائلاً بنبرة هادئة للرجل:

-" بس دول شكلهم غالي يا حج".

لوح الرجل برأسه حتى كاد أن يأخذ العُلبة، ليستوقفه بسام قائلاً بنبرة هادئة:

-" خليهم الآنسة هتنقي منهم".

نظرت له رزان قليلاً، لتُحيد بنظرها عنه وهي تقول بنبرة خافتة:

-" لأ أنا خلاص ممكن أشوف من التانيين".

رفع بسام رأسه ينظر إلى كلاً من والدتها ووالدها الذين كانوا ينظرون إليها بحِدة لاحظها هو، ليعود بنظره إليها مرة أخرى وهو يقول بجدية:

-" بس أنا مش عاجبني الأشكال التانية، دول أحلى".

تحدثت سامية قائلة بنبرة حرجة:

-" بس دول يابني شكلهم غالي أوي".

نظرت لها والدة بسام لتتحدث قائلة بنبرة هادئة وهي تبتسم:

-" وفيها إيه يا حجة هو في حاجة تغلى على رزان، سيبوها تنقي إللي يعجبها مش هي إللي هتلبس".

نظرت سامية إلى عُمران، ليبادلهم بسام النظرات حتى عاد بنظره إلى رزان وهو يقول بنبرة هادئة:

-" أتفضلي نقي اللي يعجبك".

نظرت رزان إلى العُلبة بإعجاب شديد وهي تشعُر بالحيرة أثر الأشكال التي أخذت عقلها، لتبتسم بتلقائية حتى ألتفت لتنظر إلى كلاً من أحلام وأفنان، أفسح لهم بسام مكانه على الفور وهو يُشير لهم بالإقتراب، حتى تجمعوا ثلاثتهم ينظرون إلى الأشكال بسعادة، لتُشير رزان على إحدى الخواتم، وقد كان يتميز ذلك الخاتم بالطابقين، إحداهما به فصوص صغيرة، والآخر الذي يعتليه مُكون من ورود تُماثل حجم الفصوص في مظهر خاطِف لأنظار كل من يراه، لتتحدث أفنان قائلة بنبرة سعيدة:

-" دة بردوا عجبني أوي، شكله تحفة".

أومأت لها رزان برأسها وهي تشعُر بالسعادة مُتناسية تواجد ذاك الذي ينظر إليها مُبتسماً عندما وجد تلك الضحكة على وجهها لأول مرة، لتقترب سامية من الفتيات قائلة بنبرة صارمة:

-" أخلصوا شوية الناس مش هتستناكم".

أشارت لها رزان على الخاتم الذي نال إعجابهم قائلة بنبرة هادئة وهي تبتسم:

-" دة حلو أوي".

نظرت له سامية، لتمسكه وهي تضعه بكفها ترى حجمه، لتجده ثقيل إلى حداً ما، حتى تركته مكانه مرة أخرى لتقول بنبرة صارمة:

-" شوفي حاجة أخف من كدة".

لم تفهم رزان حديثها لتتساءل بعدم فهم:

-" يعني إيه".

نظرت سامية إلى الخواتم، لتمسك إحداهما بيدها، حتى نظرت له بإمعان، لتُعطيه إلى رزان قائلة بنبرة هادئة:

-" دة كويس ".

أمسكت رزان به لتنظر له قليلاً، حتى تحدثت أحلام قائلة بنبرة مُتوددة:

-" جميل دة بردوا يا روزة".

لتنظر أحلام إلى أفنان التي كانت تنظر إلى سامية بتهكُم، لتتحدث أفنان قائلة بجمود:

-" حلو فعلاً".

أومأت رزان رأسها بقلة حيلة، لتقوم بترك الخاتم، وسط نظرات بسام الذي كان يشعر بنفاد صبره شيئاً فشيء، ليتنهد وهو ينظر إلى الرجل قائلاً بنبرة هادئة:

-" هناخد دة".

أومأ له الرجل برأسه، لتعود رزان بنظرها للفراغ من أمامها وهي تشعُر بأن حياتها القادمة بأكملها لن يكون لها الحق بها، لتربت أفنان على كتفها وهي تبتسم، حتى بادلتها الإبتسامة بأخرى مُنكسرة، لتقترب سامية تقف بجانب شادية وهي تُميل عليها قليلاً قائلة بنبرة خافتة:

-" علشان ميقولوش إننا داخلين على طمع، مش ناقصة".

نظرت لها شادية بتهكُم، لتلوح برأسها وهي تشعُر بالضيق من أجل رزان.



كانت كلاً من وئام وكريمة يقفان بجانب بعضهما البعض، لتنظر كريمة للخارج نحو رشاد الذي كان يقف مع الشباب يتحدثون سوياً، حتى تنهدت بعمق وهي تُطيل النظر به، ولكنها أفاقت عندما وجدت جنة تسحبها من ملابسها، لتنظر لها كريمة قائلة بنبرة حانقة:

-" عايزة إيه".

حدثتها جنة بلغة الإشارة بإنها تُريد الذهاب إلى المرحاض، لتُحادثها كريمة قائلة:

-" أستحملي لحد ما نروح، خلاص قربنا".

نظرت لها جنة، لتقف بجانبها وهي تعقد ذراعيها، حتى لاحظت وئام التي تابعت حديثهم، لتتحدث قائلة بنبرة مُتلهفة وهي تنظر إلى جنة قائلة:

-" أنا هوديها يا طنط، هنشوف هو فين وهوديها".

أغلقت كريمة جفنيها بعدما إستمعت إلى تلك الكلمة التي تبغضها، لترسم إبتسامة على وجهها وهي تقول ببرود:

-" خديها، أتفضلي".

أومأت لها وئام برأسها وهي تبتسم، لتقترب من جنة تُشير لها برأسها وهي تمد لها يدها لتمسك بها، حتى خرجت كلاً منهم من المحل، ليذهبون إلى المرحاض، حتى ولجت كلاً منهم، ليجدوا أحلام بالداخل، نظرت لها وئام وهي تبتسم، لتضع أحلام الهاتف بحقيبتها وهي تقول بنبرة ساخرة:

-" يا محاسن الصُدف".

ضحكت وئام، لتولج جنة إلى إحدى الطُرق المؤدية إلى المرحاض، حتى توقفت وئام بعيداً مع أحلام، لتنظر وئام إلى أحلام وهي تضع مُلمع شفاه من اللون الوردي، حتى إبتسمت وئام ببلاهة لتقول بنبرة أظهرت إعجابها:

-" الروچ لونه حلو أوي".

نظرت لها أحلام بعدما قامت بوضعه، لتبتسم وهي تقول بنبرة مرحة:

-" دة إسمه ليب جلوس، بيلمع الشفايف كدة بيدي Glow حلو أوي".

أومأت لها وئام رأسها ببلاهة، لتُعطيه لها وهي تقول بنبرة مُحمسة:

-" خدي حطي منه".

توسعت أعين وئام لتنفي برأسها وهي تضغط بيديها على حقيبتها قائلة بنبرة حرجة:

-" لأ مش هينفع".

عقدت أحلام حاجبيها لتتساءل بعدم فهم:

-" ليه؟".

نظرت لها وئام لتقول بجدية تماثلها:

-" ولاء مكنتش بتخليني أحط من حاجاتها علشان مش بتحب حد يحط منهم".

تعجبت أحلام من حديثها، لترفع رأسها بتفهم، حتى إبتسمت لتقول ببلاهة:

-" ياستي أمسكي حطي أنا مش بقرف عادي".

نظرت لها وئام قليلاً، لتومىء لها أحلام برأسها وهي تُعطيه لها، لتسحبه وئام منها بخجل، حتى قامت بفتحه، لتقترب تنظر بالمرآة وهي تقوم بوضع القليل منه، حتى نظرت إلى لونه على شفتيها بإعجاب وهي تبتسم، لتلتفت تنظر إلى أحلام الذي رفعت حاجبيها بإعجاب قائلة بنبرة مرحة:

-" شكله حلو أوي عليكي، ولايق عليكي أوي كمان علشان أنتِ بشرتك فاتحة".

عادت وئام بنظرها للمرآة مرة أخرى وهي تبتسم بسعادة، لتقوم بإعطاءه إلى أحلام، حتى نفت أحلام بيدها لتقول بنبرة مُحبة:

-" لأ خلاص خديه، هو طلع شكله حلو أوي عليكي وأنتِ أصلاً مش بتحطي حاجة، ف أبقي حطي منه هينفعك".

توسعت أعين وئام لتقول بنبرة أظهرت حرجها:

-" لا مش هينفع، دة بتاعك أنتِ".

ضحكت أحلام لتمسك بيدها وهي تقول بنبرة لينة:

-" وبقى بتاعك أنتِ دلوقتي، أنا هبقى أجيبلي واحد تاني، ملكيش دعوة بقى".

إبتسمت لها وئام، لتنظر له بين يدها، حتى نظرت إلى أحلام مرة أخرى، لتقترب منها تقوم بمُعانقتها وهي تقول بنبرة مُحبة:

-" شكراً يا أحلام، شكراً حلو أوي".

بادلتها أحلام العِناق وهي تشعر بالتعجُب أثر سعادتها إلى ذلك الحد، ولكنها إبتسمت بحُب وهي تشعر بسعادة تُماثلها، حتى خرجت ثلاثتهم من المرحاض، ليجدون بلال يقف أمامه، ليلتفت ينظر إلى وئام قائلاً بجدية:

-" أنتِ أتحركتي من هناك أمتى".

كادت وئام أن تتحدث، لتسبقها أحلام قائلة بنبرة هادئة:

-" جنة كانت عايزة تدخل الحمام وهي أخدتها".

نظر لها بلال وعلى وجهه علامات الخوف عليها، ليتنهد بهدوء، حتى أمسكت أحلام بيد جنة وهي تقول بنبرة هادئة:

-" هنروح إحنا وأنت هاتها وأسبقونا علشان أكيد قربوا يخلصوا".

أومأ لها بلال برأسه بعدما إبتلع ريقه، لتذهب أحلام من أمامهم، حتى عاد هو بنظره إلى وئام التي كانت تنظر للأرض، ليقترب منها وهو يقول بجدية يشوبها الحِدة:

-" مش قولتلك ١٠٠ مرة متتحركيش من مكان أنا سايبك فيه".

إبتعدت عنه وئام لتقول بنبرة خافتة:

-" أنا آسفة".

عقد بلال حاجبيه بتعجُب منها، ليتساءل بنبرة حادة أظهرت نفاد صبره:

-" في إيه! مالك هو أنا هاكلك كل ما أقرب منك تبعدي؟".

نفت وئام برأسها لتقول بنبرة مُهتزة أظهرت خوفها منه:

-" مفيش حاجة".

لم يقتنع بلال بحديثها، ولكنه قرر عدم السؤال كثيراً أثر شعوره بالغضب منها في الوقت الحالي، ليلوح لها بيده قائلاً بنبرة صارمة:

-" أتفضلي".

نظرت له وئام، لتُحيد بنظرها عنه وهي تتحرك من أمامه، ولكنه أعاق طريقها ليتوقف أمامها وهو يضع يده أسفل ذقنها ليرفع وجهها وهو يعقد حاجبيه مُتسائلاً بجدية:

-" إيه إللي أنتِ حطاه دة؟".

تذكرت وئام ما تضعه على شفتيها لتقول بنبرة مضطربة:

-" دة ملمع شفايف أحلام إديتهوني".

أمتعضت معالم وجهه ليترك وجهها من يده وهو يقول بنبرة صارمة:

-" شيلي القرف دة وميتحطش تاني".

نظرت له وئام قليلاً، لينظر لها هو الآخر، حتى قامت بإخراج مناديل من حقيبتها على الفور لتقوم بمسحه بيديها المُرتعشة التي أثبتت بإنها على وشك البُكاء، لينظر لها بلال قائلاً بجدية:

-" عايزة تحطي الحاجات دي يبقى في البيت بس، لكن مش في الشارع".

أومأت له وئام برأسها وهي تُحاول التحكُم بدموعها، لينظر لها بلال قليلاً، حتى تنهد بعمق ليعود بها إليهم مرة أخرى.



أنتهى الجميع من إنتقاء الشبكة، لينظر بسام إلى رزان بعدما لاحظ خجلها قائلاً بنبرة هادئة وهو يبتسم:

-" ألبسي دبلتك وأنا هلبس دبلتي".

نظرت له رزان، لتومىء له برأسها حتى قامت بلبس دبلتها وخاتمها، مثلما فعل هو مع دبلته، لتعتلي أصوات الزغاريد من بعد ذلك من الفتيات والسيدات وسط سعادة البعض وليس الجميع، حتى تنهدت رزان بعمق وهي تتحكم بدموعها، لتنظر لها أفنان بحُزن، حتى لوحت برأسها للخارج لتجد زيد يقف بعيداً ينظر لها وهو يضع يديه في جيب بنطاله، لتتفاجىء برؤيته، حتى أخرج يده ليلوح لها بها مُودعاً إياها، سُرعان ما إبتسمت له بعدما لمعت أعينها بالدموع، ليبتسم لها بحُب حتى ذهب من أمامها.



خرجوا جميعهم من المول، ليتحدث مالك قائلاً بنبرة مرحة:

-" طيب إيه دة أنا جايب معايا شماريخ، مفيش زفة زغروطة أي حاجة كدة".

تحدث عابد قائلاً بجدية:

-" يابني ما بلاش الزفت دة بيودي في داهية".

لوح مالك رأسه بنفاد صبر، ليتحدث بسام قائلاً بنبرة هادئة وهو يبتسم:

-" خلاص إحنا ممكن نمشي ورا بعض بالعربيات ونعمل زفة مع نفسنا كدة، وأنا كلمت فرقة مزمار بلدي بردوا المفروض جايين دلوقتي".

ضيق مالك عيناه ليقول بجدية وهو ينظر له:

-" تصدق بالله، أنا حبيتك ودخلت قلبي، وإللي يدخل قلب مالك نجم يبقى جدع ورجولة وسالك وصاحب صاحبه".

ضحك بسام على كلماته، لينظر مالك إلى رزان قائلاً بنفس جديته:

-" خدي بالك من الجوهرة إللي جنبك دي".

نظرت له رزان بهدوء، لتعود بنظرها للأرض مرة أخرى، حتى إستمع الجميع إلى صوت دق الطبول والمُزمار المُقبلين عليهم، لتُصفق السيدات حتى قام مالك بعد قليل بإخراج أحد الصواريخ والشُعل الحمراء وسط أصوات الأغاني الصادحة من السيارات بصوتٍ عالي، لتستمر تلك الضوضاء بعدما سعدت الفتيات والشباب بها، ليميل عابد على عُمران قائلاً بجدية:

-" الراجل كتر خيره صرف وكلف وجاب مزمار وحاجة ساقعة وهيعمل عزومة كمان يومين، عايزين نعمل معاه الواجب".

أومأ له عُمران برأسه ليقول بنبرة هادئة:

-" نبقى نعزمه ونعزم باقي أعمامه إللي مشوفناهمش في قراية الفاتحة".

أومأ له عابد برأسه وهو يتنهد بهدوء، لتنتهي الليلة حتى عادوا جميعهم إلى المنزل تباعاً.



بعد مرور ساعة، وصل بسام بسيارته إلى أسفل عمارة آل نجم ليقوم بتوصيل كلاً من رزان ووالديها بعدما قام بتوصيل والدته، ليصف سيارته حتى هبط منها، لينظر له عُمران قائلاً بنبرة هادئة:

-" تسلم يا حبيبي تعبناك معانا، عقبال الليلة الكبيرة إن شاء الله".

إبتسم له بسام ليقول بنبرة هادئة تماثله:

-" ولا أي حاجة حضرتك زي والدي، ربنا يقدرني وأكون عند حسن ظنكم".

تحدثت سامية في ذلك الحين قائلة بنبرة ودودة:

-" والله ربنا يعلم إني حبيتك، تعالى بقى يلا معانا نتعشى مع بعض".

نفى بسام بيده وهو يقول بأدب:

-" ربنا يخلي حضرتك، أنا همشي علشان الشغل الصبح إن شاء الله، بس محتاج أتكلم مع الآنسة رزان كلمتين الأول إذا أمكن".

أومأ له عُمران برأسه على الفور قائلاً بنبرة مُتلهفة:

-" طيب تعالى يابني فوق بدل وقفة الشارع دي".

ذم بسام شفتيه بأسف ليقول بنبرة حرجة:

-" معلش يا حج مرة تانية، هما كلمتين مش هأخرها".

أومأوا له برؤوسهم، ليربت عُمران على كتفه، حتى ذهبوا من أمامهم، ليُشير بسام إلى رزان نحو المدخل قائلاً بنبرة هادئة:

-" تعالي نقف في المدخل أحسن".

لم تنظر له رزان لتومىء له برأسها، حتى ذهبت من أمامه ليقف كلاً منهم بالمدخل، حتى تنهد بسام وهو ينظر لها، ليبتسم وهو يقول بنبرة مرحة:

-" هو أنتِ هتفضلي موطية رأسك كدة كتير".

رفعت رزان رأسها تنظر له، لتلوح رأسها بإضطراب، حتى تحدث بسام مرة أخرى قائلاً بنبرة هادئة:

-" الشبكة عجبتك؟".

نظرت رزان للخاتم الذي بيدها، لتومىء برأسها وهي تقول بنبرة هادئة:

-" أه .. جميلة ".

إبتسم بسام لينظر هو الآخر إلى دبلته قائلاً بنبرة مرحة:

-" واخد بالي إنك بتحبي اللون الأسود".

رفعت رأسها تنظر له مرة أخرى لتقول بنبرة هادئة:

-" أه .. أكتر لون بحبه".

لوى بسام شفتيه ليقول بنبرة مرحة:

-" كدة دي تاني معلومة أعرفها عنك من ساعة ما شوفتك".

نظرت له بإحراج قليلاً، لتتساءل بنبرة خافتة تقول:

-" كانت إيه أول حاجة".

دار بسام بأعينه في الفراغ ليقول بنبرته المرحة:

-" إنك بتحبي الكريمة مش الشوكولاتة".

نظرت له رزان قليلاً، لتعود بنظرها للأرض مرة أخرى، ليتنهد بسام بعمق وهو يتحدث قائلاً بجدية:

-" بصي يا رزان، أنا عارف انك مغصوبة على الموضوع دة زي ما فهمتك قبل كدة، ولو كنت عايز أقول الكلام دة قدام أهلك كنت قولته، بس أنا حبيت أكمل في الموضوع علشان قريب يكون الرفض من عندي أنا وساعتها محدش من أهلك يلومك".

نظرت له رزان بدهشة، لتبتلع ريقها وهي تقول بنبرة مُهتزة:

-" بس أنا.. مش مغصو...".

أستوقفها بسام وهو يبتسم قائلاً بنبرة هادئة:

-" أنا فاهم والله، قولتلك إني لما جيت أتقدمتلك كانت المرة الـ ١٧ أقعد نفس القعدة دي وأشوف نفس النظرات إللي شوفتها في عيونك، وقومنا وإحنا ناهيين الموضوع، لكن إللي حصل بعد كدة فاجئني، وفهمت ساعتها إن الموضوع تم بعدم موافقة منك، علشان كدة أنا هريحك، دة جواز مش لعب، ولازم كل واحد مننا يكون مكمل مع الشخص إللي مرتاح ليه، لأن لو ربنا أراد مش هتكملي معاه سنة أو اتنين، لا أنتِ هتكملي معاه عمرك كله".

أغرورقت أعين رزان بالدموع، ليُضيق بسام عينيه وهو يقول بنبرة مرحة:

-" بس طبعاً على ما الوقت دة ييجي إحنا مخطوبين، ويحقلي أسمع إسمي منك بدل ما أنا قاعد مستنيه يطلع بالغلط كدة".

إبتسمت رزان قليلاً من وسط بُكاءِها، ليتنهد بسام بهدوء قائلاً بجدية:

-" وكان في حاجة كمان محتاج أكلمك فيها".

نظرت له بأعيُنها اللامعة، لينظر لها بسام بأعينه الضيقة السوداء الذي تودد إليها بها وهو يقول بنبرة أرخى بها حباله الصوتية لتظهر لينها بشكل كبير أثناء قوله:

-" يمكن لو الموضوع مفيهوش خير لينا يخلص بسرعة، بس إذا كان فيه أو مفيش .. أنا هحب إننا ناخد بإيد بعض للجنة، علشان كدة هتكون حاجة كويسة إنك تنتظمي في الصلاة، ربنا هيحب قُربك منه وهيحب لقائِك، وأنتِ كمان هتحبي لقاءه علشان أنا شايف انك محتاجة تشكي، أشكي لربنا وهيسمعك، وواحدة واحدة هتحسي إنك بقيتي تستني وقت الصلاة علشان تصلي وتقعدي تتكلمي شوية مع ربنا، مفيش أحلى من القُرب من ربنا، هتحسي إن حياتك بقت أحسن، وتفكيرك ناحية حاجات كتير أوي هيتغير، هتبقي حابة تعرفي تعملي إيه علشان تكوني شخص صالح أكتر، تقرأي أكتر عن القرآن وتفسيره، وعن الرسول ومسيرته، هتحسي ساعتها إنك حابة تعملي كل دة وأنتِ حابة تعمليه من جواكي مش مجبورة عليه، وأنا هدعيلك بالثبات إن شاء الله".

كانت رزان تستمع إليه بهدوء، لتومىء له برأسها وهي تمسح دموعها، ليعتدل في وقفته حتى وضع يده على قدمه وهو يقول بنبرة سريعة:

-" أطلعي يلا علشان وقفنا كتير، مش عايز الحج عُمران ياخد عني فكرة مش كويسة من أول مرة كدة".

إبتسمت رزان بإضطراب، حتى كادت أن تذهب من أمامه، ليستوقفها قائلاً بنبرة هادئة:

-" هتبدأي من بكرة، وأنا إن شاء الله هبعتلك ماسدج على الواتساب علشان أشوفك عملتي إيه، لحد ما واحدة واحدة تبدأي تنتظمي على السُنن وقيام الليل، ولو حابة تسأليني عن أي حاجة عامةً هكون موجود، أنا أخدت رقمك من الحج عُمران".

أومأت له رزان برأسها، لتبتسم بسمة بسيطة وهي تذهب من أمامه، حتى نظر بسام في أثرها قليلاً، ليتنهد بعمق وهو يضع يده على رأسه، حتى حرر يده عن خصلاته وهو يُسير إلى سيارته مرة أخرى.



كان بلال يقود السيارة وهي من جانبه تضم كفيها إلى بعضهم البعض كعادتها، ليتنهد بلال حتى تساءل بنبرة هادئة يقول:

-" عايزة تنامي؟".

نظرت له وئام، لتعود بنظرها للأمام وهي تلوح برأسها قائلة بنبرة مضطربة:

-" لا ".

ظل بلال ينظر إلى الطريق من أمامه، حتى قام بتغيير مسار الطريق، ليذهب بها إلى وجهة أخرى، حتى مرت بضع دقائق أخرى، ليتوقف بها أمام إحدى الحدائق الهادئة في ذلك الوقت من الليل، والتي كان يملئها الزرع وصوت صرصور الحقل فقط، لينظر لها بلال، حتى وجدها تنظر للمكان من أمامها بهدوء، حتى عقد حاجبيه ليتساءل بنبرة ساخرة:

-" مش هي دي ردة الفعل إللي كنت مستنيها بصراحة، فين أيام ما كنتي بتتنططي لما نيجي هنا سوا".

نظرت له وئام، لتقول بنبرة خافتة أظهرت حُزنها:

-" بس أنا مش فرحانة".

عقد بلال حاجبيه قليلاً، ليتنهد وهو يقول بنبرة هادئة:

-" طيب تعالي ننزل نقعد الأول الجو حلو".

أومأت له برأسها، ليهبط كلاً منهم من السيارة، حتى أقتربوا من أحد المقاعد ليجلس كلاً منهم بجانب الآخر، حتى أعتدل بلال قليلاً ليُصبح مُقابلاً لها وهو يقول بنبرة هادئة:

-" أتفضلي أحكي، مش مبسوطة ليه؟".

نظرت له وئام، لتلمع أعينها بالبكاء وهي تقول بنبرة محشرجة أخرجت بها بكل ما يجول بخاطرها ويتعب صدرها:

-" أنت رجعت تكلمني وحش تاني يا بلال، أنا بقيت بخاف منك، وبقيت بخاف إنك تكلمني وحش في أي وقت، بقيت بخاف أعمل حاجة تزعلك مني ف تتعصب عليا وتشدني من دراعي زي ما بتعمل".

كان بلال يستمع إليها وهو يشعُر بالضيق من نفسه بشدة، لتمسح وئام دموعها وهي تسترسل حديثها بنفس نبرتها وهي تقول:

-" أنت مبقتش بتحبني يا بلال، أنت مكنتش كدة معايا لما كنا مش متجوزين، كنت بتعاملني حلو، ومش بتتعصب عليا، وكنت بتخرجني، وبتكلمني حلو أوي، ومكنتش بخاف منك زي دلوقتي".

لتبتلع ريقها وهي تنظر له قائلة ببراءة من بين دموعها:

-" أنا ممكن لو مزعلاك في حاجة تقولي، بس متكلمنيش كدة أو تشد دراعي، أنت بتشده جامد وبتعصره في إيدك".

ضحك بلال رغماً عنه، لتقترب وئام تضربه بكتفه وهي تقول بنبرة محشرجة:

-" يعني أنا لو ضربتك كدة مش هتوجعك".

نظر بلال إلى ذراعه، ليعود بنظره إليها وهو يقول بنبرة ساخرة:

-" أنا مأخدتش بالي إنك ضربتي أصلاً والله".

نفت وئام برأسها وهي تمسح دموعها قائلة بنبرة باكية:

-" أنت بقى بتمسكني جامد ودراعي بيوجعني، والحركة دي بتخليني أخاف منك".

نظر لها بلال قليلاً بحُزن، ليقترب منها حتى قام بتقبيل كتِفها، ثم أمسك بكلتا يديها ليقوم بتقبيلهم، حتى عاد بنظره إليها وهو يقول بنبرة مُتأسفة:

-" والله العظيم أسف، تتقطع إيدي لو أتمدت عليكي تاني حتى لو بالغلط، وعد مش هتتكرر تاني، ولا هخليكي تخافي مني تاني".

نظرت له وئام بأعيُنها المُتوسعة، ليرمقها بلال بنفس نظراتها، حتى أعتدل في جلسته وهو يمسك بيديها قائلاً بنبرة مُحبة:

-" بس مهما حصل يا وئام .. مهما حصل أوعي تقولي إني مبحبكيش، علشان أنا بحبك أكتر من نفسي والله، أنا كلمة بحبك دي أساساً متقدرش توصف حُبي ليكي عامل إزاي، أنتِ بنتي وحبيبتي وصاحبتي وكل حاجة ليا من زمان، والله أنا بحبك أوي، ولو في كلمة توصف حُبي ليكي أكتر من كدة كنت قولتها".

كانت وئام تستمع إلى كلماته بسعادة طغت عليها وهي تبكي، لتتساءل ببراءة قائلة:

-" بس أنا بحبك ومش بتعصب عليك لما بتعمل حاجة تزعلني، وبابا مكنش بيضرب ماما ولا بابا عابد بيعمل كدة، هما بيحبوا بعض وإحنا كنا زيهم".

شعر بلال باللوم على نفسه أكتر، وشعر بأن ما يفعله معها ستظل تتذكره إلى الأبد، ليبتسم قليلاً بإنكسار وهو يقول بنبرة مُترجية:

-" علشان أنا غبي يا وئام، أنا واحد غبي ومش بفهم لما أعمل فيكي كدة، أنا عايزك تسامحيني ووعد مش همد إيدي عليكي أبداً ولا حتى هزعقلك".

نظرت له وئام قليلاً، لتومىء برأسها له في هدوء وهي تبتسم له، ليبتسم بلال وهو يشعُر بالحُزن أكثر لعدم إتخاذها موقف كبير، وكأنه يمكنه بسهولة إرضاءِها بأبسط الطرق، ليُقبل كفيها مرة أخرى بحُب وهو يشعُر بكُل دقة به تُفصح بحُبه لها، ولعدم مقدرته على العيش من دونها، ليوعد نفسه من داخله بأنه سوف يُحاول تعويضها عما رأته معه، وسيُحاول إخراج تلك الذكريات السيئة من ذاكرتها بقدر الإمكان، حتى أقترب منها تلقائياً ليقوم بتقبيل وجنتها بحُب وعُمق، ثم قام بإمساك وجهها بين كفيه وهو ينظر إلى أعيُنها قائلاً بنبرة أظهرت حُبه بشكلاً كبير:

-" أنا بحبك أوي يا وئام، بحبك أكتر من روحي، ومعنديش إستعداد أخسرك في يوم، أنتِ عندي أغلى من نفسي ومن نفَسي إللي بتنفسه، وأوعدك إني هعوضك عن كل لحظة وحشة قضيتيها معايا، أنتِ حياتي كلها".

إبتسمت وئام بسعادة وهي تنظر له بحُب مُتناسية ضيقها وخوفها ورهابها منه، لتومىء له برأسها عدة مرات، حتى قربها منه بلال ليقوم بمُعانقتها بقوة وكأنه يخشى ذهابها من بين أحضانه، يشعُر بالظمأ نحو عِناقها، وكأن روحه أيضاً ذابت بِها إشتياقاً لها ولكل تفصيلة بها، سيُقبل جميع جروحها، ويُزيل كُل تعبها، ويُمحي كل دمعة هبطت منها كان هو المُتسبب بها، سيُعيد زهو أعيُنها التي تُشبه فراشات الريف المُضيئة مرة أخرى بجانبه، سيُحاول بقدر الإمكان إصلاح ما قامت الحياة رغماً عنهم بإفساده.









باليوم التالي، توجه رشاد باكراً نحو المركز، ليقوم بالإنتهاء من محاضراته بعد وقت ليس بقليل، حتى خرج من إحدى الغُرف، ليجد تلك الفتاة أمامه تنظر له بحِدة، ليلوح برأسه بعدم فائدة، حتى رفعت هي حاجبها لتقول بنبرة حانقة:

-" حضرتك متضايق من حاجة؟".

نظر لها رشاد ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" شايف إن حضرتك إللي متضايقة مش أنا".

عقدت هديل ذراعيها لتنظر له وهي تقول ببرود:

-" وأنا هتضايق من حضرتك ف إيه؟".

لوى رشاد شفتيه ليقول بعدم إهتمام:

-" مش عارف، ومش مهتم أعرف بصراحة".

كاد أن يذهب من أمامها، ولكنها أستوقفته لتقف أمامه وهي تقول بنبرة هادئة:

-" دكتور رشاد، أنا مبحبش حد يبقشش عليا، وفي نفس الوقت متضايقة من طريقة كلامنا مع بعض، ف علشان كدة خد فلوسك ومن بعدها نتعامل كويس، لكن طول فترة وجودنا هنا أنا هفضل شايلة منك غصب عني، وأنا معرفكش شخصياً، علشان كدة مش هكون حابة إني أكلمك بطريقة مش كويسة وهحب إن أسلوبنا مع بعض يكون كويس".

نظر لها رشاد قليلاً، ليتنهد وهو يقول بنبرة هادئة:

-" وأنا آسف ليكي يا دكتورة بس مش هقدر أخد منك الفلوس دي، حضرتك ممكن تتبرعي بيهم هنا للمركز، أو ممكن تجيبي بيهم معدات لكريم وليد، هو شاطر في دراسته ف أعتبريها هدية مني ليه أنا كلفتك بيها، كدة كويس؟".

تنهدت هديل بهدوء، لتومىء برأسها، حتى كاد رشاد أن يذهب مرة أخرى، ولكنها استوقفته قائلة بنبرة حرجة:

-" آسفة على أسلوبي معاك أنا مبحبش أغلط في حد، بس أنت إللي أستفزتني ساعتها".

إبتسم رشاد بوجهها لأول مرة، ليقول بنبرة هادئة:

-" ولا يهمك، عن أذنك ".

أومأت له هديل برأسها وهي تبتسم، حتى ذهب رشاد من بعد ذلك حتى وصل إلى سيارته، ليصعد بها من ثم جاءت له مُكالمة، لينظر رشاد للرقم قليلاً وهو يتنهد بملل، حتى قام بفتح المُكالمة ليأتيه صوتِها من الناحية الأخرى تقول بنبرة هادئة:

-" دكتور رشاد".

أغلق رشاد جفنيه، لينظر إلى الهاتف يرى إسمها، حتى عاد به مرة أخرى إلى أذنه قائلاً بنبرة هادئة:

-" أيوة يا دكتورة سجدة".

حمحمت سجدة لتقول بنبرة أظهرت خجلها:

-" أنا آسفة إني بتصل بحضرتك، بس أنا كنت بستأذن حضرتك لو ينفع تشرحلي كام حاجة واتساب أنا بعتهم لحضرتك".

عقد رشاد حاجبيه بعدم فهم، لتتحدث هي مُعدلة حديثها سريعاً تقول بنبرة مُتلهفة:

-" أنا فاهمة والله عارفة هقول إيه، بس بتكلم إني كنت بحفظ وبفهم بطريقة مختلفة شوية يعني، ف كنت حابة أن حضرتك تقولي طريقة مبسطة اكتر لو أمكن".

تنهد رشاد ليقول بنبرة هادئة:

-" ورايا شغل دلوقتي هخلصه وهشوف بعتتي إيه".

أغلقت سجدة جفنيها وهي تشعر بالحرج منه، لتقول بنبرة حرجة:

-" تمام يا دكتور، وآسفة لحضرتك".

رفع رشاد حاجبيه ليقوم بتوديعها على الفور، حتى أغلق الهاتف، ليُركز بقيادته من بعد ذلك.



كان هاشم يجلس بالمعرض يعمل كعادته، حتى أتى إليه ذلك الشاب، لينظر له هاشم قليلاً، حتى أشار له بالجلوس قائلاً بنبرة هادئة:

-" أقعد يا رامز".

جلس رامز وعلى وجهه علامات التعجُب، ليتساءل بنبرة هادئة يقول:

-" أحمد قالي إنه لو شافني يقولك علشان عايزني، خير يا عم هاشم في إيه".

ترك هاشم ما بيده، لينهض من موضعه حتى ذهب ليجلس على المقعد المُقابل له، ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" بتطمن على أخبارك، عامل إيه في دراستك، بتروح دروسك ولا لا؟".

نفى رامز برأسه على الفور ليقول بعدم إهتمام:

-" مفيش وقت، ولسة بدري على الإمتحانات، هبقى ألم المنهج قبلها بشهر أو أتنين مع نفسي وخلاص".

لوى هاشم شفتيه ليقول بنبرة ساخرة:

-" أنت ليه محسسني إنها مش سنة مصيرية".

رفع رامز كتفيه ليقول بنبرة غير مُبالية:

-" هي سنة مصيرية بس هي زيها زي أي سنة يا عم هاشم، منهجها يمكن مش أصعب من باقي المناهج، الفكرة كلها إنها تالتة ثانوي، ف الكلمة دي هي إللي عاملة كل المشاكل".

إبتسم هاشم وهو يستمع إلى حديثه، ليتنهد حتى أعتدل ليقول بنبرة هادئة:

-" يمكن إسمها هو إللي عامل مشاكل بس دة ميمنعش إنك تشد على نفسك من الأول يا رامز، وأنا مش بقولك سيب الشغل وركز في مذاكرتك، ياسيدي أشتغل بس على الأقل كل يوم أفتحلك كتاب ذاكرلك كلمتين مش أكتر، على الأقل علشان لما تيجي تلم المنهج يبقى عندك فكرة".

أومأ له رامز برأسه ليقول بنبرة هادئة:

-" حاضر يا عم هاشم ".

أومأ له هاشم برأسه، لينظر له مرة أخرى قائلاً بجدية:

-" أنا عايزك تسيب الشغل إللي أنت شغال فيه دلوقتي، وتيجي تشتغل معانا هنا في المعرض".

إبتسم رامز بسعادة ليقول بنبرة مرحة:

-" ما أنا جيتلك قبل كدة يا عم هاشم وكلمت عم عابد وأنتوا إللي جبتولي الشغلانة إللي أنا فيها دلوقتي، كان لازم يعني أبعد عنكم علشان تحسوا بقيمتي".

ضحك هاشم على تلقائيته تلك، ليقول بنبرة مرحة وهو يضحك:

-" عندك حق، ما الواحد مش بيقدر قيمة الحاجة غير لما تروح من إيده صح".

أومأ له رامز برأسه مؤكداً على حديثه وهو يضحك، ليبتسم هاشم بعدما توقف عن الضحك، ليقول بنبرة هادئة وهو يبتسم:

-" بس هتشتغل ٦ ساعات بس، وباقي الوقت هتروح البيت علشان تذاكر".

عقد رامز حاجبيه ليقول بنبرة مُتعجبة:

-" بس أنا متعود أشتغل ١٢ ساعة ".

نفى هاشم برأسه ليقول بنبرة هادئة:

-" هنا هتشتغل ٦ ساعات بس، لأن مصطفى أخو أحمد موجود، هتبقى أنت وردية الصبح علشان تروح تذاكر وهو وردية بليل".

ضيق رامز جفنيه ليتساءل بنبرة ساخرة:

-" إيه حوار المذاكرة دة، مرات أبويا كلمتك ولا إيه".

تلاشت إبتسامة هاشم، ليتنهد وهو يقول بجدية:

-" متستهونش بنفسك يا رامز، قولتلك السنة دي مهمة، وكمان أنت سايب أختك ومرات أبوك لوحدهم في البيت وهما محتاجين راجل معاهم".

لوح رامز برأسه، ليعود بنظره إليه قائلاً بجمود:

-" معلش يا عم هاشم بس دي حاجة تخصنا إحنا، وبعدين أنا مش سايبهم ولا حاجة، أنا موجود عادي".

أشار له هاشم بيده وهو يرفع حاجبيه قائلاً بنبرة خبيثة:

-" وأنا متدخلتش في إللي ميخصنيش، أنا بس بفهمك قصدي .. أنت إللي أتضايقت".

نظر له رامز قليلاً، ليومىء برأسه قائلاً بنبرة هادئة:

-" هستلم الشغل أمتى ".

لوى هاشم شفتيه ليقول بجدية:

-" من دلوقتي لو تحب".

حك رامز أسفل شعره ليقول بنبرة هادئة:

-" خليها بكرة لو ينفع علشان أروح أصفي حسابي هناك".

أومأ له هاشم برأسه، ليومىء له رامز في المقابل حتى نهض، ليستوقفه هاشم قائلاً بنبرة هادئة:

-" بكرة الساعة ٧ الصبح، وخد بالك علشان هتابع معاك، لو فكرت تروح تشتغل باقي اليوم في مكان تاني هعرف".

إبتسم رامز ليقول بنبرة ساخرة:

-" البحر بيحب الزيادة".

ضحك هاشم ليقول بنبرة تماثله:

-" والذل في الطمع والعزة في القناعة، وبعدين متقلقش .. مش هتبقى محتاج تشتغل شغلانة تانية إن شاء الله".

أومأ له رامز بعدما شعر بالجرح، ليمسك هاشم بساعده قبل أن يذهب قائلاً بنبرة يشوبها اللين:

-" المهم تركز في مذاكرتك علشان أنت دماغك حلوة، وأنا متأكد إنك هتنجح في حياتك مش بس في شغلك ودراستك، وليك عندي يا سيدي حاجة هتعجبك لو عملت إللي بقولك عليه".

سعد رامز بحديثه المُشجع، ليومىء له برأسه مرة أخرى، حتى إبتسم له هاشم، ليتركه حتى يذهب من بعد ذلك، ليعود هاشم إلى موضعه مرة أخرى، حتى دق هاتفه من بعد ذلك، ليضعه على أذنه وهو يقول بنبرة هادئة:

-" أيوة يا حج".

لينتفض هاشم من موضعه على الفور وهو يتساءل بنبرة سريعة بعدما تجمعت معالم الصدمة على وجهه:

-" قسم إيه ".

Continuar a ler

Também vai Gostar

189K 4.3K 66
imagines as taylor swift as your mom and travis kelce as your dad
14.6K 484 25
•لقد تفوقت عليـﮯ مـن قبل لگن ليـسـ آلآن •وآللعنهہ‏‏ بمـآذآ تهہ‏‏ذيـن آنتي •آريـد رؤيـهہ‏‏ آبنتي •عليـگ آن تخضـع لمـديـرتگ •...
284K 8.1K 136
"𝑻𝒉𝒆𝒓𝒆'𝒔 𝒓𝒆𝒂𝒍𝒍𝒚 𝒏𝒐 𝒘𝒂𝒚 𝒐𝒇 𝒘𝒊𝒏𝒏𝒊𝒏𝒈 𝒊𝒇 𝒊𝒏 𝒕𝒉𝒆𝒊𝒓 𝒆𝒚𝒆𝒔 𝒚𝒐𝒖'𝒍𝒍 𝒂𝒍𝒘𝒂𝒚𝒔 𝒃𝒆 𝒂 𝒅𝒖𝒎𝒃 𝒃𝒍𝒐𝒏𝒅𝒆."
5.2M 45.9K 56
Welcome to The Wattpad HQ Community Happenings story! We are so glad you're part of our global community. This is the place for readers and writers...