حياة بعد التحديث (كامله) لـ خ...

By vbnjhhgbhhv

59.5K 3.7K 643

اسم الروايه حياة بعد التحديث الجزء 2 من "روايه بدون ضمان" تكمله لباقي الاحداث قصه فريدة و مهرة و ليان تابعون... More

مقدمة "تنوية"
اقتباس (1)
اقتباس (2)
اقتباس (3)
اقتباس (4)
تم تنزيل الفصل الأول علي المدونه
صور الأبطال الأساسية
الفصل الأول "الجزء" (1)
هام بخصوص الروايه.
الفصل الأول "الجزء" (2)
الفصل الثاني "الجزء" (1)
الفصل الثاني "الجزء" (2)
الفصل الثالث "الجزء" (1)
الفصل الثالث "الجزء" (2)
الفصل الرابع "الجزء" (1)
الفصل الرابع "الجزء" (2)
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع "الجزء" (1)
الفصل السابع "الجزء" (2)
الفصل الثامن "الجزء" (1)
الفصل الثامن "الجزء" (2)
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثانيه عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر "الجزء" (1)
الفصل السابع عشر "الجزء" (2)
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون "الجزء" (1)
الفصل العشرون "الجزء" (2)
الفصل الواحد والعشرين "الجزء" (1)
الفصل الواحد والعشرين "الجزء" (٢)
الفصل الثاني والعشرين "الجزء" (1)
الفصل الثاني والعشرين "الجزء" (٢)
الفصل الثالث والعشرين "الجزء" (1)
الفصل الثالث والعشرين "الجزء" (2)
الأخيـرة الجزء (1)
الـخـاتمـة الجزء (1)
الـخـاتمـة الجزء (2)
روايه قابل للكتمان

الأخيـرة الجزء (2)

1.2K 77 12
By vbnjhhgbhhv

فصل بتاريخ : ٢٢/١٢/٢٠٢٣

#روايه_حياة_بعد التحديث الجزء الثاني
من روايه "بدون ضمان"

⁦✍️⁩#بقلم_خديجه_السيد

الفصل الرابع والعشرين (والأخيرة)
_________________

بـعـد مـرور سـاعـه.

تحركت مهرة بخطوات بسيطة لتدخل غرفة والدتها فهي قد رأت السيد سراج في الاسفل واستاذنته بالصعود لها، كانت وفاء مستسلمة لبكائها الذي يحرك القلوب، محاولة التفكير سريعًا في سبب مقنع لتبرر ما فعلته وكيف اذيه طفلتها بدلاً من ان تقربها لها بأفعالها.

هتفت باسمها بصوت خافت لترفع وفاء راسها على الفور تنظر إليها بلهفة شديدة ونهضت بتردد بينما اقتربت الأخري خطوه نحوها وهي تنظر إليها بحنان وسرعان ما جذبتها الى احضانها بشده وبدأت تردد قائلة ببكاء حارق

=يا حبيبتي حقك عليا، انا اسفه انا كنت انانيه في حبي ليكي مش هنكر بس ما تبعديش عني وتسيبيني.. مش هضايقك تاني ولا هعمل اي حاجه تزعلك حتى لو عايزه تتجوزي رسلان أو غيره انا موافقه ومش هعترض ولا هفرق بينكم.. ومش هتعامل معاكي كأنك حق مشروع مش بني ادمه وليكي حق زي ما سراج كان بيقول لي و ينصحني دائماً بس انا
ما كنتش بسمع لي .

أبتعدت عنها ببطء ومسحت دموعها بيدها برفق، لترد عليها بهدوء جاد

= هشش ما تعيطيش خلاص انا مش زعلانه منك على فكره.. آه اتضايقت مش هنكر و اتوجعت وحسيت احاسيس كتير وحشه لما حبيت بجد لاول مره في حياتي وما لقيتش اللي انا بحبه جنبي وبقيت طول الوقت بفكر في أفكار وحشه عنه وبقيت مقتنعه خلاص العيب مني وانا هفضل كده طول عمري مش هحب واتحب زي اي بنت .

لم تعلق عليها وفاء في البداية وواصلت بكائها المحترق شاعره بالذنب نحوها، ثم رفعت عينيها المتورمتين من كثرة البكاء نحوها قائله بندم

= ما تقوليش كده على نفسك انتٍ تستاهلي كل حاجه حلوه بس انا ما حسبتهاش كده، طول الوقت بقى عندي احساس بالخوف بطريقه مرعبه انك هتبعدي عني وهتنسيني ومش هشوفك تاني وانك لما تتجوزي وتتعلقي بغيري هتنسيني مع الوقت عشان انا مش امك الحقيقيه ومش هيبقى ليا حق عليكي .

أسندت مهرة رأسها عليها وهي تضمها أكثر قبل أن تتحدث بجدية لطيفة

= الكلام ده غلط مش حقيقي، عارفه وأنا قاعده بره بفكر مع رسلان في كل حاجه حصلت لي من أول ما قابلتك واللي عملتيه دلوقتي؟ لقيت ان الحلو شفاعلك اكثر عندي من الوحش وانا ما ينفعش عشان غلطه واحده انسيلك جمايلك وقد ايه انتٍ جيتي لي في أكثر وقت محتاجه لك، عشان كده عاوزه الإحساس ده يختفي من جواكي و ما تخافيش انا عمري في حياتي ما هسيبك وابعد عنك.. انتٍ غصب عني وعن اي حد امي ومش عاوزاكي تفكري في حاجه غير كده
 
تقطعت أنفاس وفاء وهي تردد متسائلة برجاء متأملة إياها بلهفة

= بجد، انا أمك صح وانتٍ مش هتبعدي عني مهما حصل!.

هزت رأسها بالإيجاب علي الفور وهي تبتسم إليها بين دموعها حتى تطمنها، أحاطتها وفاء  بذراعيها أكثر تقربها منها، وهي تتنهد براحه كبيرة وتغمض عينيها تحاول بث الأمان داخلها بأنها لم ترحل وتتركها بالفعل، وأغمضت عينيها رافضة تركها من أحضانها.

❈-❈-❈

فتح أيمن عينيه في الصباح على صوت بكاء الصغير "زين" ونهض بخمول وكسل بعد ان رمقه الفراش جانبه الخالي بيأس، وتحرك نحو غرفة الصغير وفتح الباب واسرع نحوه يحمله علي الفور وهو يبتسم مغرق وجهه بقبلات عديده وتحدث بصوت منخفض محاوله تهدئته، يعبر عن مدي حبه له ثم قبله مجدداً .. وهو يقف يتأمل إياه بشرود و عينيه تلتمع بالحب فتلك الصغير زين كان نسخه مصغره من ليان والدته، فقد كان يمتلك ذات الشعر الاشقر الذهبي والأعين الزرقاء السماويه، لكنه خرج من شروده هذا وهو يتذكر والدته وبدأ يشعر بالحزن نوعاً ما متذكر ما حدث .

ثم التفت أيمن الي تلك الواقفه و اقتحمت الغرفه عليهم مراقبه اياهم بابتسامه مشرقه والسعاده تلتمع بعينيها، مرر يده بحنان فوق شعر إبنه، اقتربت ليان من طفلها زين فلا يزال رؤيتها لطفلها أمامها يبتسم ويضحك بسلام  بعد معجزه يجعل قلبها يرتجف داخل صدرها

= قلب ماما صحي.

حملته من بين ذراعيه زوجها، والطفل ابتسم بسعاده عند رؤيته لوالدته قبل ان يدفن رأسه بعنقها وهي حوطه مقبلاً اياه بحنان و شغف، هتف الآخر قائلاً بإبتسامة هادئة

= فضل يعيط كثير كنتي فين؟

قبلت طفلها بحنان مجدداً، وقالت مبررة

= كنت في الحمام باخد دش يا أيمن مش هيجرى حاجه يعني لما يصحيك بدري يوم وتخلي بالك منه، ما يستاهلش تصحى على وش القمر ده .

صمت لحظة لكنه فور ان وقعت عينيه علي بطنها وتذكر ليله أمس! تطلع فيها بوجه محتقن هاتفاً بتحذير و قد شحب وجهه

= كلامنا لسه مخلص بتاع امبارح يا ليان انا نهيت الحوار بسرعه عشان انتٍ جيتي قلت لي بالليل وكنت خلاص راجع من الشغل تعبان ومش فايق وانتٍ قاصده عشان ما اتكلمش معاكي .

إبتلعت ريقها بتوتر أثر نظرات العتاب الذي يرمقها بها، هامسه بتلعثم

= انا مش عارفه انت مكبر الموضوع ليه، يعني ايه اللي هيحصل، ولا هي حاجه بايدي قلت لك الموضوع حصل غصب عني .

انتفض أيمن في وقفته هاتف بغضب وقد اندلعت نيران بصدره شاعراً بالاختناق بداخله فور تخيله ما حدث قبل سنوات ومشاهد زوجته بين الحياه والموت راقده بالمشفى في غيبوبه وأنه من الممكن يشعر بكل ذلك مره ثانيه .

= ليان ما تعصبنيش اكتر ويعني ايه حصل غصب عنك احنا اتفقنا بعد ما ولدتي زين وانتٍ وافقتي أن ما فيش خلفه ثاني وهتاخدي حذرك عشان ما يتكررش، وانتٍ تيجي بالليل تفاجئيني أن انتٍ حامل، وبلاش تحوري و تقولي غصب عنك عشان انا فاهم ان انتٍ من اول ما زين تم الثلاث سنين وانتٍ عماله تفكري تجيبيله أخ.. رغم أنك فتحتيني في الموضوع قبل كده وانا رفضت وحذرتك اياكي تعمليها من ورايا تاني

تغضن وجه ليان بالحزن فور ادراكها مدي سوء فعلتها جعلت زوجها يعود ويفكر بتلك الذكريات السيئه في حياتهم لكن ما باليد حيله هي بالنهايه أم وتغلبها مشاعر الامومه دوماً،
رفع عيناه نحوها بحده و صرامه وهي مازالت تحمل طفلها، ليضيف هاتفاً مستنكراً

= ايه يا ليان لحقتي بالسرعه دي تنسي اللي شفناه في ولاده زين! انا مش مستعد احس بنفس الشعور اللي حسيته تاني؟؟ ده انتٍ كنتي هتموتي لولا ساتر ربنا كتبلك عمر جديد وبشهاده الاطباء قالوا لك كده بنفسهم انهم كان عندهم امل ان انتٍ ما تقوميش اصلا.. من الغيبوبه اللي دخلتيها بعد ولادتك لحد ما الحمد لله في خلال شهر بدأتي تصحي و تستعيدي صحتك تاني وشالوا لك الورم .. ليه بقى مصممه تعيدي ده كله من تاني ايه لحقتي تنسي حالتي كانت عامله ازاي؟ وانا خلاص بقيت بحاول اعود نفسي ان انتٍ ممكن ما تقوميش تاني و مش عارف هعمل ايه بالطفل ده.. انا وهو من غيرك .

احمر وجهها بخجل، وهمست بصوت مرتجف محاولاً تبرير الأمر

= والله فاكره كل ده من غير ما تقول و مستحيل هنسى حاجه زي كده وبحمد ربنا كل يوم في صلاتي انه اداني عمر جديد بس كمان فاكره أن الدكتور قال لنا بعد ما شلت الورم ان انا عندي فرصه اخلف ثاني وما فيش مشكله دلوقتي بشرط ان انا استنى سنتين على الاقل وانا دلوقتي استنيت ثلاث سنين.. فايه المشكله بقى لما اجيب طفل ثاني واخ لزين، انت اللي عامل قلق ومخوفني على الفاضي علي فكره .

أجابها بهدوء يعاكس النيران التي تشتعل داخله اثر عنادها من أهمالها لنفسها وعدم خوفها على روحها، لكن يظل بالاول والاخير يعرف جيد بانها تفعل كل ذلك لاجله حتى تعوضه على كل شيء حتى ولو على حساب نفسها

= يعني اهو اعترفتي بنفسك ان انتٍ قصده تحملي، مش عارف اعمل معاكي ايه يا ليان مصممه برده تنفذي اللي في دماغك وخلاص ده انا حتى بحاول محسسكيش ان انا نفسي في حاجه زي كده ولا بفتح معاكي موضوع ذي كده، انتٍ اللي عامله تتصرفي من دماغك ومصممه ان انا عاوز ولاد ثاني.. هقول لك ايه ما انتٍ كل مره بتحطيني قدام الامر الواقع وانا عليا أرضي .

هزت رأسها برفض بسرعه قائلة بصوت حزين للغاية

= والله أبدا يا حبيبي ما تقولش كده، بس انا شايفه كل اللي حواليا معاهم بدل العيل اثنين وثلاثه وخصوصا اللي قريبين منك وانا عارفه ومتاكده ان انت لو نفسك في حاجه زي كده عشان اللي حصل زمان مش هتقول، انا اسفه ما تزعلش مني مش قصدي اضايقك ولا اكسر لبك كلمه.. بس صدقني انا رحت كمان من حوالي شهرين للدكتور واتاكدت ان انا ما عنديش مشكله لو خلفت ثاني واللي حصل ده مش هيحصل تاني ان شاء الله .

هز رأسه باعتراض جاد، وقال بصرامة

= هنروح تاني يا ليان ونشوف ولو قال في مشكله هينزل وهتسمعي الكلام من غير حرف انا مش هصدقك تاني وبعد كده وقت الولاده اتصدم .

ارتسمت ابتسامه مشرقه فوق وجهها احاطت وجنته بيدها والاخري تسند بها طفلها هامسه بدلال محاوله تدارك الأمر

= أبدا انا خلاص حرمت، و المره دي بتكلم بجد وعشان تصدق ماشي روح معايا بنفسك وشوف .

أبتسم رغم عنه ابتسامه لطيفه قبل ان يجذبها بين ذراعيه محتضناً إياها بقوه مقبلاً أعلي رأسها وهو يهمس بأذنها بشغف

= اعمل ايه فيكي؟ للاسف بحبك يا ليو.

ارتفعت ليان علي اطراف اصابعها هامسه باذنه وكانت تزال تحمل طفلها بين ذراعيه

=و انا بعشقك و بموت فيك يا قلب ليو!

❈-❈-❈

بعد مرور أسبوع من عوده رسلان، تم الإتفاق بين سراج ووفاء على خطبتهم هذه المره دون اعتراض منها! وحاولت بشد الطرق ان تكفر  وفاء على ذلك الذنب التي ارتكبته بحق مهره وهي الاخرى كانت تتعامل معها بطريقه عاديه ولم تحاسبها على ذلك فتظل بالنهايه الام الروحية لها وقد انقذتها من الضياع عندما احتوتها وتبنتها في منزلها ولم تنسى جميع مواقفها الجيده معها، لذلك لم تغضب منها كثيراً وحاولت تجاهل الأمر! خصوصا انها رأيتها بدأت تشعر بالندم بالفعل وتكفر عن ذنبها

بالإضافة أن رسلان أنهي دراسته بالكامل وعاد يعمل مع والده ثانيا، وقد تم الاتفاق بأن مهرة ستكمل دراستها حتى بعد الزواج وليس هناك مانع بذلك، خصوصا أن لم يتبقى الكثير لديها.

جلس رسلان أمامها لبرهة غير مصدق أنه عاد إليها من جديد وخلال فتره سيعلن خطوبتهم امام الجميع بدون خوفاً، سيل رهيب من المشاعر المتأججة تدفق في عروقه ليزيد من حبه بها، تنهد بحرارة كبيرة محتفظًا بالصمت الذي بدا مناسبًا وهم ينظرون الى بعض منذ ان خرجوا في نزهه، شعرت بما يختلج صدره من أحاسيس متنوعة، أهمها خفقان قلبه المتواصل الذي أكد لها حبه الشغوف بها، أبتسمت بارتياح مطمئنة أنه أصبح معها و زاد بريق عيناها وهي تسأله

= لماذا تحبيني يا رسلان؟

رفعت رأسها محدقة فيه بأعينها المتوهجة بوميض الحب، رمقها بنظرة متيمة مليئة بالكثير قبل أن يحرك شفتيه ناطقًا

= أنا لا أعرف، ربما لأنني مجنون.. أو ربما لأنك ملاكي

أضاف رسلان وعيناه تلمع بطريقة حنونه هو واقعاً بالحب حقا

= اذن اعلم هذا غريب، وقد تراني غريبا لكنني
اريد التعرف عليكي اكثر.. صحيح انني واقع
لكٍ وصدقيني لا ارغب في النجات من حبك ابدأ، و كل ما اريده هو ان اغرق اكثر واكثر

أبتسمت بألم و آسف لهذا الرجل اعترافه
بحبه لها أمامها كان سهلا بالنسبة له، لكنها شعرت بالحزن قليلا بأن والدتها هي من منعتهم من الاقتراب أكثر وفرقتهم عن بعض،
لكنها حاولت النسيان والاندماج معه الان وتعويض ما فات قائله بحماس

= ماذا تريد ان تعلم

أجاب قائلاً بهدوءٍ حانٍ

= ماهو لونك المفضل؟

صمتت للحظة واحدة تفكر ثم أجابته بصوت
خافت

= البنفسج! فقط كونه جريء وجميل لذلك يجذبني وجميع تدرجات الوانه احبها.

هز رأسه باستمتاع على حديثهما كأنه يريد تعويض كل لحظه قضاها بعيد عنها، وتسأل
باهتمام

= وما هو طبقك المفضل ؟

أجابته بنبرة عادية وهي تهز كتفيها

= لا أملك طبقا مفضل لكن لنقل انني احب النودلز ربما؟

همهم متحدث بسعادة وهو يومئ لها برأسه

= اجد صنعه سأغرقكٍ بي .

ابتسمت له وهي تبادله نظرات دافئة، فقالت مؤكدة بضحك

= وهل هناك شخص لا يجد صنع النودلز

كانت تتحدث مهرة بحماس طفوليه جعلت الآخر يبتسم، قد بدى له لوهلة وكأنها طفله رقيقه و ذو قلب صغير ابيض نقي. بريئه وجميله ايضا. أجابها بصوت واثق وقد تقوس فمه للجانب لتبرز ابتسامة مغترة عليه

= أول مرة، حدثنى قلبى انى سأتمكن إياه ذات يوم. لم اكن اعلم انك تحبينني لهذه الدرجه !. آه لو انني قد قرأت رساله اعترافك لاحبك لي لكنت ظليت ولم أرحل

ضغطت على شفتيها غير قادرة على الرد بشفافية عليه، فوالدتها مخطئة بكل المقاييس وتجاوزت حدود المقبول بكثير، هي غلفت الأجواء السعيدة بسحب الحزن الكثيفة عندك أمرت إياه بالرحيل، تقوس ثغرها بابتسامة باهتة قائلة بثقة

= متى فهمتَ لتفهم الان !. كنت وسابقى طوال حياتي ملك لقلبك.

صمت لحظة يراجع كلماتها التي قالتها علي اذنه منذ قليل، تثبت انها لم تعد صغيره ، انها نضجت وأصبحت قادره علي تفريق الامور من أهتمام وحب مزيف، هتف قائلاً بتنهيدة

= تلك الحياه التي اريد ان اعرضها عليكٍ يا مهرة ، مليئه بالالوان والدفئ والجمال والضوء فقط اعطيني فرصه، أنا افديك بروحي.. قسما بالله افديكي بروحي و على استعداد ان اموت لاجلك .. اذن اذا كان الأمر كذلك لما من البدايه لا تعترفي بحبك لي.

اصطبغ وجهها بحمرة عظيمة جعلتها تستشعر تلك السخونة المتدفقة من وجنتيها، ثم أبتسمت وهي تقول بنبرة جادة نوعًا ما

= تعلم في رواية يقال عندما انزل الله آدم وحواء على الارض دامت رحلة بحثهما عن بعضهما 40 سنة وفي اول لقاء هي أول من راته كان مستلقيا تحت شجرة فلم تذهب إليه بل هزت جذع الشجرة والتفت غير مبالية فانتبه لوجودها فذهب اليها وكان اول المبادرين، ومنذ ذلك الوقت جرت العادة ان يكون الرجل هو اول المبادرين في الخطبة وليست المرأة!!.

نظر نحوها قليلاً بإعجاب قائلاً بابتسامة عذبة

= حسنا فهمت وكنت بالفعل انا المبادر وانتٍ الثانيه .

بقيت أعينها متعلقة ببعض مستشعرة تلك الدقات العنيفة التي تكاد تخرج قلبها من موضعه، اعتدل متنحنحًا بخشونة وهو يقول

= مهره أرغب في معرفه ما الذي حدث معكٍ 
في فتره غيابي عنك خلال تلك السنوات .
و أريدك أيضا ان تعلمي عني كل شيء ، كما في الحقيقة انا اعلم عنك العديدة من الاشياء حيث سألت والدي عنك وكان ينقل لي كل اخبارك.. لكن الم تريدي أن تخبريني بتلك الكلمه التي انتظرتها اكثر من ثلاث سنوات .

تلعثمت الحروف في جوفها، وخرجت الكلمات من بين شفتيها بارتعاش من الخجل وهي ترد لكن بلغتها العربيه

= بحبك .

ضغط على أسنانه بغيظ منها، وهو يقول بيأس جلي

= ما الامر مهره تحادثيني بلغتك تمزحي.. هل
سافهم شيئا كذلك.

ضحكت عليه باستمتاع وقالت بهدوء

= حسنا لا تغضب، أخبرتك انني سأعلمك اللغة العربية بأسرع وقت.. حسنا ستعلميني انت اللغه التركيه وانا اعلمك اللغه المصريه .. اتفقنا .

هز رأسه بعدم اعتراض، وأجابها بثبات

= اتفقنا بالتاكيد.. لكن الأهم أننا متفقين علي لغه واحده ونعرفها كل منا جيداً .

قطبت جبينها مدهوشة من جملته الغامضة تلك، ورددت متسائلة بنبرة مرتابة

= وما هي تلك اللغة .

حدق بها بنظرات طويلة متعمق بث فيها أشواقه، ارتجفت أوصالها من نظراته تلك، مشاعر غريبة انتابتها أحدثت فيها ارتباكًا محببًا إليها، ثم أسبل عيناه نحوها مجيب بصوت العشاق الهامس

= لغه العشاق مهرة !.

❈-❈-❈

بمنتصف الليل عاد سالم من العمل وهو يشعر بالارهاق الشديد، ذهب أولا يطمئن على ليلي والتوأم مثل كل مره ثم فتح الغرفه اندفعت زوجته ناحيته لتحتضنه بقوه شديده و هي
تستقبله بابتسامه عريضه لكي تزيل عنه التعب قبل سالم رأسها بحنان تارك نفسه لها لان علي يقين تام بان راحته معها هي وحدها، بينما هي لم تكتفي بفعل هذا بل وقفت تزيل عنه سترته ثم قميصه ولم تشعر بالخجل مما تفعل بل على العكس تماماً بدأت مره وراء مرة تشعر انها امرأته بحق وانها من حرمت نفسها من حقها فيه... هي تعلم انه يمنح بسخاء ولكن هي من ظلت صامته عن حقها تتقبل اي
شئ بهدوء.. إنما بعد تلك الأمور الكثيره التي حدثت في حياتهم قد عرفت قيمه حياتها مثل ما هو علم قيمتها بحياته .

كان يطالعها بنظرات صامته حتى أصبح لم
يتبقى إلا ازاله قميصه عن جسده بعدما فكت
ازراره، وهتفت بهدوء

= ادخل خد حمام دافي لحد ما اخرجلك
هدومك، وكمان هجيبلك الاكل اللي جهزته من بره .

تحرك بأنصياع نحو المرحاض، كان اعتقاده عن كون هذا الدفئ حلم مجرد خيال، فقد كان بين يديها يشعر بها معه و بدفئها بعيداً عن كل الألم التي شعر بها منذ بدايه فتره زواجهما والمشاكل التي مروا بها.. لكن استطاعوا ان يتجاوزون كل ذلك ويتعلمون من تجارب حياتهما ولا يكرروا اخطاءهم مرة ثانية.

بعد فتره خرج من المرحاض و بدأت تساعده في ارتداء ثيابه وبعدها جلسوا يتناولوا سوا، فهي تنتظره ولا تتناول مع الاولاد.. ليتناولون سوا وبنفس الوقت يبدأ يتحدث عن أمور العمل والشركه وهي أوقات تحل معه بعض الأمور وتساعده أيضاً كونها كانت تعمل معه بنفس المهنه، وانتهزت تسنيم الفرصه وهو هادئ المزاج واخبرته بما قالته لها ليلى عن ذلك العريس .

قطب جبينه مدهوش، وتلعثمت الحروف في جوفه، قائلاً بحده

= نعم يا اختي مين دي اللي جايلها عريس وانتٍ جبتهلها من انهي داهيه ده .

نهضت تسنيم وأجابت بامتعاض مرهق

= أولا وطي صوتك عشان الولاد ما يصحوش ثانياً مش انا اللي جبته ليها ده اخو واحده صاحبتها كان بيجيبها من الدرس وشافها اكتر من مره وحاول يتكلم معاها كتير بس هي رفضت طبعاً لحد ما طلب منها انه عاوز نمرتك عشان يكلمك و عاوز يخطبها.. بس هي برده قالت لي انها ما اديتهوش كلمه و جت الاول تستاذن .. بس بيني وبينك شكل بنتك معجبه بي بس ما تخافش شكلها اتعلمت من تجربه زمان وما حاولتش انها تكلمه خالص ممكن ده اللي خلاه يتمسك بيها اكتر ويطلب رقمك.

انفرج شفتاه للأسفل في صدمة، كما اتسعت حدقتيه مذهولا من قولها كأنه لم يتوقع أن يحدث حدث كذلك وتتزوج ابنته، ليردد بعدم تصديق

= هو انتٍ بتتكلمي بجد يا تسنيم.. ليلى بنتي أنا جي ليها عريس وهتتجوز!. طب إزاي

سألته زوجته عابثة باستمتاع

= مالك مستغرب كده ليه يا سالم؟؟ ايه ما توقعتهاش ولا عمرك ما فكرت في حاجه زي كده، ولا مش واخد بالك ان انت كبرت يا عجوز وعندك بنت عروسه وبقت على وش جواز .

لم يضحك أو يبتسم ولكن كل ما فعله وضع
كوب المياه جانبه وتسطح جانب زوجته لينظر اليها بعمق وقال بتذمر

= بقى المقروده دي اللي كانت بتغير عليا من الهوا الطاير هتسيبني وهتتجوز وهيبقى ليها واحد غيري تغير عليه، بقي أنا اقعد اربي واكبر ويجي غيري ياخدها علي الجاهز كده وهي كمان موافقه .. ما كانش العشم يا ليلى وانا اللي قلت هتفضل جنبي ومش هتسيبني .

قطبت تسنيم جبينها باستغراب كبير من حالته و اقتربت منه وهي تضحك بشده

= منظرك فظيع بجد يا سالم، ده انت اللي هتموت من الغيره عليها دلوقتي وهي لسه ما اتجوزتش! هو انا هعمل كده زيك لما لبني تيجي تتجوز أو سليم؟ احساس وحش كده ان ابنك او بنتك بعد ما تكبر وتربي فيهم يجي واحد غيرك ياخدهم ويحبوا نفس الحب اللي كانوا بيحبوا ليك .

حدق أمامه في الفراغ بنظرات ضائقة وأجاب بحيرة كبيرة

= هو الشعور دلوقتي فعلا وحش لدرجه ان انا نفسي اقوم واروح اخد منها عنوان اللي عاوز يتجوزها ده، عشان اروح لي وانزل في ضرب لحد ما يرجع في كلامه، بس لو سرحتي شويه وفكرتي انك هتشوفيها عروسه وتسلميها لعريسها وهيجي اليوم اللي تقول لك انها بقت حامل وانتٍ هتبقي جده.. مش هنكر انه احساس جميل اوي و هفرح أوي عشانها .

دست نفسها بين أحضانه وقرب رأسها إليه منحنيًا عليه ليطبع قبلة على جبينها شعرت  بأنفاسها الحارة وهي تقول بنبرة هادئة

= لسه بدر يا سالم هي مش هتتجوز بكره على طول يعني ولا حاجه، اسال براحتك على العريس ولسه كمان في خطوبه وهي هتتعرف عليه.. وغير دراستها يعني كل الاحاسيس دي لسه شويه عليها .

زفر سالم بضيق قائلاً بتبرير مزعوج

= البيت شكله هيفضى علينا يا تسنيم وشويه كمان كده و سليم ولبنى هيقولوا لك عاوزين يتجوزوا هم كمان.. العمر بيجري بسرعه اوي .

غمزت تسنيم له مرددًة بمرح

= وماله خليه يجري هو احنا هنقدر نوقفه مثلا، واهو عشان نقضي كل تفاصيل حياتنا مع بعض من حب وخناق وتربيه أولاد واهو دلوقتي جوازهم كمان وقريب هنشوف احفادهم .

هز رأسه متفهمًا، وحرك ذراعيه برفق ليلامس كتفيها ثم وضع قبضتيه عليهما ليخفضهما حتى أمسك بكفيها، رفعهما إلى فمه، وانحنى برأسه عليهما ليقبلهما قبلة طويلة متعمقة بث فيها أشواقه هامس

= المهم نكون مع بعض في كل لحظه ذي دي وما تسيبنيش وما نبعدش عن بعض تاني .

اتسعت ابتسامتها وأنتهت جملته بعاصفة حبه القويه .. فأخذها لعالمه لتطير معه عاليا.. ومع كل لمسه من لمساته كانت تغرق في بحور عشقه.

❈-❈-❈

عندما علمت سيرين بزواج رسلان من مهره وحقيقتها لم تستطيع الصمود وذهبت اليهم حتى تمنع ذلك الارتباط، دق قلب مهرة بعنف حين قالت سيرين إلي ابن اختها

= ألا ترى فكره ان تتزوج من امراه مطلقه أساء إليك وإلى مركز والدك .

حاول رسلان الاحتفاظ بهدوءه المعتاد وهو يقول ببساطة

= لا، لانني أرى الاساءه الحقيقيه هي طريقه تفكيرك رغم تطور الزمن و المواقف.. أنا أحب مهرة وهي ايضا .. واي شيء اخر لا اريد التفكير بي .

شعرت سيرين أنه يضيق عليها الخناق وهي لا تريد تلك العلاقة بينهما بينما كان رسلان واثقا من كل خطوة ولا يخجل من الاعتراف بمشاعره، نظرت له بغضب شديد وقالت

= أظن بعد معرفتك بحقيقتها هذه علينا التفكير جيداً بهذا الأمر .. هذا مستحيل العادات والتقاليد حتى لا تسمح بذلك .

ربع رسلان يده أمام صدره وأجاب هاتفاً بصوت منفعل

= اعتقد انه انتهى زمن احترام الاراء طالما بهذا الشكل سادعس عليها بقدمي دون تردد .

صرخ به سراج بتحذير يحته على التزام الصمت ولا يتحدث بتلك الطريقه مع الأكبر منه بالعمر، غير أن رسلان كان بالفعل فقد صبره

= ماذا يا أبي؟ ماذا؟ لقد كنت صامتا منذ ذلك الحين سنين. وماذا كانت نتيجة هذا الصمت؟ لا شيء، لا يحبون التطور.. ولا يحبون أن يفهموا أن الوقت يمر وأننا يجب أن نتطور حتى نتغير من هذه العقليات وطريقة التفكير، ألا يجب أن يفهموا أن هذه التقاليد هي التي تسببت في معاناة فتاة صغيرة مثل مهرة كثيراً؟ العشائر والعادات والتقاليد رغم أننا تغلبنا عليها بيننا، إلا أنها للأسف إلى يومنا هذا لا تزال موجودة في كثير من الدول العربية وغيرها. أنا أتحدث إليكم الآن وربما هناك فتاة. في بلد الآن تموت بسبب عادات وتقاليد تافهة، وهناك أطفال يتم اغتصابهم وهناك العديد من الظواهر اللاإنسانية تحت ما يسمى التقاليد والعادات بالعشائر...

تابع حديثه قائلاً بلهجة صارمة

= لما لا نستبدل جمله عادات وتقاليد به شريعه الله هل يحدثنا في كتابه عن رفض زواج المطلقات مثلا؟؟ بالطبع لا؟ اذن هذه العادات والتقاليد من وحي بشر فاسدين ومن المفترض لا نسمع لهم .

نظرت مهرة له كثيراً بفخر واعتزاز، فمـا المـرأه بهذا المجتمع سـوي انسان محكوم عن الحريـه ومخنوق الرقبه تحت ايادي بعض البشر كل شيء لهم لا يجوز الا للرجل له كامل الحـق بـارتكاب ما تشائه روحه. ليتحدث سراج اخيرا

= سيرين لسنا نحن في هذا الجيل الذى يتقدم لخطبة فتاة بمجرد رؤيتها، كما أن الفتيات الآن لا يقبلن بهذا فى الغالب لابد من وجود حيزا للتعارف ورسلان ومهره لقد تعرفوا على بعضهم البعض هنا أمام عيني جيدًا بما فيه الكفاية.. وأنا واثق من تربية مهره واحترمها.. وفي النهاية، هذا هو قرارهم والآن أصبحوا بالغين.

شعرت سيرين بالضياع والتشتت من كلماتهم و شعرت أنها مهما قالت لم يسمعها احد لذلك لمت حالها ورحلت بينما نظر رسلان نحو مهرة بحب وهز رأسه مبتسماً بخفه ليطمنها .

❈-❈-❈

قذفت سعاد بكل ماهو موضوع على تسريحتها الخاصة ليتحطم أغلبه وصارت حاله من الفوضى بالمنزل بعد ان اخبرها أبنها بما يريده، التفتت ناحيته صارخة باهتياج

= نعم!! عاوز تبيع البيت انا قلت كده من الأول ما جيتك هنا، والكام سنه اللي قعدتهم معايا بتخطط لحاجه مش كفايه طالع داخل بتشرب وتاكل وما دفعتش جنيه انت والسنيوره مراتك اللي اكبر مني ولا عارفه حاجه عنك ..

زاد نحيبها المتحسر من صدمتها فيه ومن أفعاله القاسيه عليها، أتعب قلبها شعورها بالخذلان لتفريط أبنها فيها بتلك الطريقه، وأضافت بصوت متهدج باكٍ

=وما فكرتش في امك؟؟ لما تبيع البيت انا هروح فين ولا صحيح تفكر فيا ليه ما انت يا جاحد خدت فلوس علاجي وسافرت ولا تعرف حاجه عني .

مط حسام شفته بعدم مبالاة ولم يتاثر لو للحظه من أي كلمه قالتها أو حالتها الغاضبة، وقال بجدية متصلبة

= خلصتي الهوليله بتاعتك برده اللي انا عاوزه هيحصل واذا كان على السكن دار الايتام كثير في البلد يبقى اقعدي فيها على الأقل هتلاقي ونس لان هبيع البيت برضاكي او غصب عنك وبفلوسه هعمل بيها مشروع بره، انا عمال اخطط في ثلاث سنين واكتر ومش بعد ما عملت الدراسات واتفقت مع الناس هتيجي تقولي لي لأ .

نظرت إليه بنظرات تحمل العديد من المشاعر. لا تدري هل هي آسف..؟ حزينة..؟ صادمة..؟ غاضبه..؟ نادمه..؟ لكن على الأقل حصلت على جواب واحد منه انه اصبح إبن عاق! مشاهدة أبنها الذي لم يحسن معاملتها وهي راعته كثير يخبرها الآن بكل قسوة بانه سيضعها في دار أيتام، لم تشعر بنفسها إلا وهي تصفعه بقوه شديده وصاحت بعنف شديد

=اه يا زباله يا واطي عاوز توديني دار أيتام عايز تودي امك اللي شقيت عليكي و وقفت جنبك ولمت وراك قرفك كله، هي دي اخرتها يا شيخ ربنا ياخذك ويخلصني منك .

اندفع حسام كالثور الهائج إلى والدته واضع يديه على ذراعيها بقوة شديدة، و كز على أسنانه صارخ بحده

= انتٍ بتمدي ايدك عليا وتضربيني لا بقول لك ايه حسام بتاع زمان بقى واحد ثاني واتغير من ساعه ما اترميت في السجن ومحدش سال عليا فيكم والبيت ده غصب عنك هاخده منك.. فاهمه ولا لأ هتمضي وهتبيعي غصب عنك.

نظرت سعاد إليه باشمئزاز منفر، وقالت بعناد

= مش هديك حاجه ولا هبيعلك وريني هتطول مني البيت ازاي؟؟ ده بموتي اطلع منه! انا سكتلك كثير يا كلب يا زباله

اقترب منها بشراسة أكثر وأمسك برقبتها أراد أن يفتك بها، أن ينبش بلحمها كي يمزقها إربًا،
اراد فعل كل ذلك ليشعرها بالخوف وتستسلم الى أمره، وقال بتهديد

= يبقى هو هيكون بموتك فعلا! انا الشقه دي هبيعها يعني هبيعها يا قاتل يا مقتول .

هزت رأسها برفض بإصرار وذلك جعله يضطر أن يضغط علي رقبتها بقوة أكبر معتقد انها بتلك الطريقه ستستسلم من الخوف منه، بينما هي كادت تنفجر من شدة الألم المسيطر عليها بفعل ثورته المهتاجة وضغطه عليها ومع ذلك رفضت الاستسلام، وأخرجت صرخة عنيفة من صدرها بصعوبة بالغة

= آآآه ابعد عني يا زباله هتموتني بجد مش هبيعلك حاجه برده، آآ حد يلحقني، أبعد مش قادره اخد نفسي .. آآآه

سقطت أرضا وهو مزال ممسك بها، اعتقد انها تمثل التعب حتى يتركها لذلك صاح بصوته الهادر بعصبية شديدة

= قومي ردي عليا انتٍ هتعملي نفسك موتي بجد، قومي رد عليا عشان تمضي وتبعي لي البيت .

لم ترد إنما بدأ يشعر ويلاحظ أنفاس والدته التي بدأت تتثاقل، كيف أنها لم تستطع التنفس جيداً، و بدأ ذراعيه بالتراخي من حول رقبتها تدريجياً، حتى إرتخى جسده وابتعد عنها تماماً، وهي أغمضت عينيها كأنها تعلن رحيلها الأبدى للجانب الآخر من هذا العالم، ابتلع ريقه بتوجس كبير وهو يردد بصوت خائف

= ماما انتٍ ما بترديش ليه .. آآ ماما .

❈-❈-❈

بدأت وفاء تتعامل مع رسلان بالقليل من الود فهى لا تنكر أنها تري انجذابه إلي ابنتها و هى تعلم الآن أن مهرة تحتاج له، ومهما اقتربت منها ستظل بحاجه له وهذه سنه الحياه و بالتاكيد ستتزوج! بالاضافه ما اريحها أكثر بان سراج أخبرها انهم سيتزوجون في نفس المنزل معهما وبذلك لم تبتعد كثير مثل ما توقعت.....

مرت الأيام سريعاً وبعد تسع أشهر كانت مهرة تقف تتألق كالاميرة فى ذلك الفستان الذى تمنت أن ترتدي يوماً وتشعر بتلك السعادة التى تشعر بها الآن؟ ولم تنسى أيضا بان هذا نفس الفستان الذي راها رسلان به اول مره واعتقد أنها متزوجه بشخص آخر! يا له من الحظ السعيد، فارسلان من قام بشرائه واعطاء لها هديه ليشعرها بالسعاده والفرح .

= الفستان يليق بكٍ كثيراً يا سيدتي، والآن سأحضر الخمار

قالت ذلك المصففه بإبتسامة عريضة وهي تحضر الخمار الطويل المصمم بطريقة جميلة جعلته يتناسب مع الفستان. أنحنت مهرة قليلاً لتدع لها فرصة تثبت لها الخمار حول رأسها وبدت رائعة به. وكانت في الخلف تراقبها وفاء بأعين مليئة بدموع الفرحه .

التفتت مهرة ناحية المرآة لترى انعكاس هيئتها فيها، بدت مصدومة من مظهرها، كانت تشبه الأميرات في حليتهن المبهجة، مع فارق أنها عروس اليوم، بينما قالت هامسة بقلق طفيف بدأ على قسماتها

= انا خايفة أوي يا ماما .

مسحت وفاء على ظهرها بحنو وهي تقول بتفهم

= من ايه؟ انتٍ مش صليتي صلاه استخاره ولما اتكلمتي معاه اطمنتي اكتر، هو انتٍ خايفه منه ولا ايه؟

ردت عليها أبنتها بخجل لطيف

=لا مش موضوع خوف منه..بس لما الموضوع دخل في الجد.. خوفت من فشل التجربه من تاني

لتحتضنها بحنو أمومي زائد هاتفة بصوتها الصادق لها

= اطمني يا حبيبتي وما تخافيش اهم حاجة انه شكله بيحبك يا مهرة..و الحب ما بيخوفش.. بالعكس ده الضمان الوحيد ان الواحد هيبقى مبسوط اصلا، ده احلى احساس ربنا خلقه جوانا .

وفي نفس اللحظه كان يقف رسلان امام المراه و يثبت دبابيس بدله الزواج جيد و ملامحه كانت مشرقه ومتوتر بعض الشيء، وبنفس الوقت دخل صديقه بالعمل عليه وقال بسرعه

= رسلان لقد هربت العروس!

وقف يراقب عيني رسلان وهما في حالة صدمة وتفاجئ، ثم أبتسم صديقة بمرح لقد نجح المقلب ليقول بضحك وهو ينظر لجميع اصدقائه الذي بغرفه الفندق

=يا الهي انظروا منظره كيف مضحك.. كنت امزح من أين سأعرف شكل العروسه اصلا .

وقف أمامه رسلان ينظر إلى صديقة بنظرات غاضبة بينما هو كان يضحك بشدة، ولكن فجأة جاءته صفعة على مؤخرة رأسه منه وقال وهو يستدير ليعدل البابيون بيد ترتعشان قليلاً.

= حقير! سأتبرأ منه بعد الزفاف.

أبتسم باقي الاصدقاء عليهم، ثم دخل سراج
وابتسم يمشي باتجاه إبنه ليقف أمامه ممسكا بكتفيه، ثم عدل له البابيون وثبتها و قال له وهو يبتسم

= اهدأ يا بني، غير ممكن انك ترتعش؟.. لم أرك ترتعش هكذا من قبل.. ماذا تركت للعروس؟

علق قائلاً أحد الأصدقاء بمداعبة وقاحه

= يا عمي أقسم لك العروس هي التي ستقدم له الهدوء وتغير له ملابسه وليس العكس.

نظر رسلان نحوه بعصبية وهتف سراج بحذر

= تادب بالحديث عنها، ولا تنسى بأن زوجته تعتبر في مقام ابنتي أيضا، هيا ابني هدي نفسك واذهب لاستقبال عروستك .

تنفس بصعوبة بالغة وهز رأسه مبتسماً بتوتر نوعاً ما، وقبل ان يتحرك جذبه والده مره اخرى وقال بجدية

= اذا تغير فؤادك يوماً ولم تعد تحب مهرة ابنتي لا تؤذها أعدها لي .

أبتسم رسلان وربت علي يد والده بامتنان، وبعد فترة كانت هى تتأبط ذراعه وهو ينظر لها بعينين عاشقتين و تلك الأجواء الساحرة أشعلت جمرة من المشاعر و تخبطت أفكارها وعكفت حاجبيها متسائلة بارتباك

= إذاً .. كيف أبدو ؟

فسر لها بصدق لترتخي تعابير وجهها وترى شبح ابتسامة على وجهه قبل أن يقول بانبهار

= أنتِ مثالية.

لم تكن تشعر بما يدور حولها فالسعادة قد سيطرت على كامل عقلها فأصبحت لا ترى شيء سوى رسلان وبعض الفراشات المتطايرة من حولهم ونسمات الهواء العليلة التي تؤنسنا في أيام الصيف الحارة.. وعندما جاءت لحظه الرقص تمتمت مهرة بعبوس وخجل بسيط

= رسلان لا اعلم كيف ارقص.

أبتسم رسلان ببساطة ليأخد زوجته الى وسط الساحة حيث يرقص الثنائيات، و وقف لينظر الى أقدامها ثم حمل زوجته الصغيرة ليضع قدميها فوق قدميه هو... ليبدأ رسلان بالتحرك بينما قدم مهرة فوق قدميه، وعلق بمرحة المعتاد

= وأخيراً وجدت استخداماً لقصرك... أيتها القزمه.

شعرت مهرة بدفئ مشاعرها ودفنت وجهها داخل صدره، و لم يجد سوا أن يطوقها بذراعيه بحنان ويمسد على ظهرها برفق، حتى
أردفت فجاه بكل شجن وحنين

= انا أحبك رسلان .

أبتسم بعدم تصديق بسعادة وهي تعبر عن مدى حبها له فالآن هي أصبحت زوجته و بشكلًا رسمي فلا هناك شيء يمنعها، اقترب منها ليقبل جبينها بلطف ثم يضمها إلى صدره مجدداً بينما يتلقى التهنئة من الجميع.

كانت السعادة تغمرها حقا بعد أن مرت في شقاء وبؤس لسنوات فما حدث لمهره، حكاية خط الزمن سطورها و أصبحت ذكري كلما تذكرتها تتنهد و تتأمل حالها الآن و کیف نالت جزاء الصبر، يكفي إنها ستعيش الآن مع من تحب والدتها و السيد سراج الذي أصبح في مقام والدها الآن.. و زوجها .

نظرت وفاء إليهم تراقب سعاده الجميع و بالأخص ابنتها وهي تردد براحه

= الحمدالله، ربنا يسعدك يا بنتي .

حملق رسلان بوجهها حتى شعرت بالخجل خاصة أنه توقف عن الحركة وبدأ الحضور يتلفتون ويتهامسون وهو غير عابئ بكل ما يحدث، وقال بشغف

= اعيدى ما قلتٍ .

رفعت عينيها بخجل تنظر لعينيه مباشرة بحب وانفكت عقده لسانها مجدداً قائله

= أحبك حسنا، كفانا إحراجا سأقولها طيلة العمر لكن تحرك ولا تطلع لي بهذه النظرات .

ضمها بقوة وهو يرفعها عن الارض حتى
وصلت قدميها لركبتيه وهو يضحك ويدور بها، ثم وضعها أرضا وهو يمسك كفها وتقدم نحو خارج القاعة وعندما وصل إلي الخارج أمام السيارة كاد يحملها لكنها صاحت برفض وصدمة

= ماذا تفعل؟ لما رحلنا إنه حفل زفافى اعدنى إليه.. مهلا ما الذي تريد فعلا؟

قالتها وهي تنظر إليه بأعين متسعه عندما حملها بين ذراعيه ليحنى برأسه هامسا بأذنها

= شيء يخص المتزوجون فقط!

ضحكت بصوت منخفض ليتورد وجهها معبراً عن سعادتها وخجلها فى آن واحد .

** ** **
يـتـبـع.

انتظروا الخاتمه .!!!؟؟؟


Continue Reading

You'll Also Like

4.3K 175 11
قصص مختلفه وأبطال مختلفه دعونا نعيش معاً تلك اللحظات من سعاده وحزن وخُذلان وغيرهم دعونا نري العديد من قصص الحُب، أروي إليكم تلك القصص لتكون رابط بينن...
4.3K 129 24
عذاب ، وجع ، حب بسبب صفعه واحده من صاحب لقب قاهر النساء غير مجرى حياتها على يد هذا الذي لا يعرف الرحمه « روايه من تأليفى »
7.5M 107K 29
قزح ١٠٧ رواية منقولة للكاتبة زهراء سلامي هواي بنات طلبوها ولكيتها بالتلي