الفصل الرابع "الجزء" (1)

1.1K 90 28
                                    

فصل بتاريخ : 23/9/2023

#روايه_حياة_بعد التحديث الجزء الثاني
من روايه "بدون ضمان"

⁦✍️⁩#بقلم_خديجه_السيد

الفصل الرابع
_________________

في دار الرعاية، بحثت سماح عن صديقتها ولم تجدها لتعلم بانها ما زالت حبيسه بغرفتها، و بعد أقل من نصف ساعة كانت سماح تنتصب واقفة أمام غرفتها بالدار، وفتحت الباب فقد نفذ صبرها وهذه المره ستحاول رغماً عنها تتحدث معها وتطلب منها العفو! حمحمت بإحراج وهمست مبتسمة بتوتر

= ممكن ادخل؟ على فكره انتٍ لو طردتيني برده هدخل بالغصب عشان المره دي مش همشي غير لما تسامحيني

لم ترد لكنها تفاجات بها تبكي قطبت سماح في ريبة واقتربت منها وهي تلاحظ هيئتها الشاحبة وعينيها الذابلتين، وضعت يدها فوق كتفها وقالت باهتمام

= فريدة.. ايه اللي جرى يا حبيبتي؟.. انتٍ... معيّطه؟!!. كنت عارفه اول ما بتقفلي على نفسك الاوضه دي اكيد بتعيطي وبتقعدي تفتكري كل حاجه

لتهتز كتفها فريدة بألم واقتربت ترمي بنفسها في أحضان صديقتها التي احتوتها بدفء وهي تكاد تفقد عقلها من قلقها على حالة فريدة الغريبة، فلم يسبق لها وأن شاهدت وهي في حالة انهيار كهذه، لكن ما اثار دهشتها بأن رات بيديها صوره سونار لطفل! انتظرت حتى هدأت نوبة البكاء الحادة التي داهمتها ثم ابتعدت عنها قليلاً وقالت وهي ترفع رأسها إليها بابتسامة بسيطة

= هو مش اللي في ايدك ده صوره سونار لطفل؟ طب ممكن أعرف ايه سبب الدموع دي كلها؟..

إنسابت العبرات الساخنة عفوياً على وجهها الشاحب لتحفر طريقها حتى شفتيها المرتجفتين، وحدقت أمامها بنظرات خاوية من الحياة ونطقت بصوت مبحوح

= دي صوره ابني اللي مات في بطني قبل ما اشوفه؟ و دي الصوره الوحيده اللي معايا من ريحته يمكن ما فيهاش ملامح آه !.. بس مش لاقيه حاجه غيرها احتفظ بيها عشان كل ما يوحشني افضل ابصلها .

جلسوا فوق الأريكة وبعد أن شربت فريدة بعضا من الماء، انخرطت في بكاء أشد حرقة عندما فكرت في مصيرها المجهول، لتردف

= عارفه يا سماح انا أوقات كتير أوي بحسد الناس اللي عندها فقدان ذاكرة ببقى نفسي كتير اوي انسى اللي حصل لي؟ ببقى نفسي انسى ان انا اتعرضت للاغتصاب! وببقى نفسي انسى ان انا خطيبي أو الانسان اللي كنت بحبه اتخلى عني في اكتر وقت كنت محتاجه له وراح خطب غيري! سابني بطريقه وحشه أوي، كان نفسي كمان انسى ان اهلي اتخلوا عني لما فكرت اجيب حقي عشان خافوا من كلام الناس؟ ونفسي كمان انسى ان انا اتجوزت اكتر انسان في حياتي بكرهه وعشت اسوء ايام حياتي معاه، غير انه اغتصبني مره ثانيه بعد جوازي وما عرفتش اشتكي لمين لاني اهلي ما جابليش حقي اول مره فبالتالي مش هيجيبوا لي حقي ثاني مره؟ يا ريت كمان انسى ان انا مش بخلف و ابني مات من قبل ما اشوفه.. ولا حواراتي الكتير مع اهلي و لما طردوني من بيتهم عشان يلوا ذراعي وارجعلهم واقول لهم أنا متنازله عن حقي لتاني مره و هعيش بدون كرامه واسمح للكل يهني عادي ذي ما هم عاوزين، عشان خايفين من كلام الناس وعشان ما بقاش ست مطلقه وعاقر كمان .. ياااه تصدقي أن انا عاوزه انسى حاجات كتير من حياتي بس مش قادرة للأسف.

حياة بعد التحديث (كامله) لـ خديجة السيد الجزء 2 من "روايه بدون ضمان" Where stories live. Discover now