حياة بعد التحديث (كامله) لـ خ...

By vbnjhhgbhhv

59.5K 3.7K 643

اسم الروايه حياة بعد التحديث الجزء 2 من "روايه بدون ضمان" تكمله لباقي الاحداث قصه فريدة و مهرة و ليان تابعون... More

مقدمة "تنوية"
اقتباس (1)
اقتباس (2)
اقتباس (3)
اقتباس (4)
تم تنزيل الفصل الأول علي المدونه
صور الأبطال الأساسية
الفصل الأول "الجزء" (1)
هام بخصوص الروايه.
الفصل الأول "الجزء" (2)
الفصل الثاني "الجزء" (1)
الفصل الثاني "الجزء" (2)
الفصل الثالث "الجزء" (1)
الفصل الثالث "الجزء" (2)
الفصل الرابع "الجزء" (1)
الفصل الرابع "الجزء" (2)
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع "الجزء" (1)
الفصل الثامن "الجزء" (1)
الفصل الثامن "الجزء" (2)
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثانيه عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر "الجزء" (1)
الفصل السابع عشر "الجزء" (2)
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون "الجزء" (1)
الفصل العشرون "الجزء" (2)
الفصل الواحد والعشرين "الجزء" (1)
الفصل الواحد والعشرين "الجزء" (٢)
الفصل الثاني والعشرين "الجزء" (1)
الفصل الثاني والعشرين "الجزء" (٢)
الفصل الثالث والعشرين "الجزء" (1)
الفصل الثالث والعشرين "الجزء" (2)
الأخيـرة الجزء (1)
الأخيـرة الجزء (2)
الـخـاتمـة الجزء (1)
الـخـاتمـة الجزء (2)
روايه قابل للكتمان

الفصل السابع "الجزء" (2)

1.1K 85 21
By vbnjhhgbhhv

فصل بتاريخ : 8/9/2023

#روايه_حياة_بعد التحديث الجزء الثاني
من روايه "بدون ضمان"

⁦✍️⁩#بقلم_خديجه_السيد

الفصل السابع
_________________

بداخل الغرفة كأن سالم واقفآ يغير ملابسة  ويرتدي ملابس النوم، ثم زفر أنفاسه بارهاق وهو يجلس جوارها فوق الفراش يرفعها برفق إلي أحضانه و سألها هو باهتمام

= عملتي إيه في يومك بعد ما مشينا، وبقيتي لوحدك انا عن نفسي ليلى هلكتني بمشاورها وانتٍ؟

حركت يداها فوق خصلات شعرها ترتبهم جعلته ينتبه لما ترتديه وكان نفسه القميص الذي ارتدته في إيطاليا ولم ينتبه إليها حينها، التمعت عيناه بوهج لم يعرفه يوماً ينظر لمفاتنها، بينما هي أغمضت عيناها تتذكر احداث هذا الصباح وزفرة حارة كنت تخرج من بين شفتيها وهي تقول

= سلامتك المهم ان ليلي اتبسطت، بعد ما مشيت فضلت اشتغل شويه على اللاب واشوف القضايا اللي فاتتنا وحاولت اتكلم كمان مع أيمن بس حسيت ان في حاجه مخبيها عليا وصوته ما ريحنيش، عايز اروح ازوره في اقرب وقت! ممكن يكون في حاجه حصلت وخايف يقولها لي .

عقد هو حاجبيه باستغراب بقوه يُدلك جبهته
بتفكير ثم قال بهدوء حتى يجعلها تطمئن

= ليه بتقولي كده؟ ان شاء الله ما يكونش في حاجه وحشه حصلت يمكن متضايق من حاجه حصلت في الشغل او لانه بقى لوحده .

ارتسمت ابتسامه ناعسة فوق شفتيها، وهي تهز راسها و تجيب عليه

= ان شاء الله تكون حاجه بسيطه، بعد الشغل هبقي اروح أشوفه... ما تشغلش بالك انت المهم ان ليلى اتبسطت معاك لما شفتها داخله  من باب الشقه وبتبتسم عكس ما كنت متوقعه  فرحت .

ضمها سالم إليه يهتف بحنان

= وانا ابتسامتك دي بتبسطني يا تسنيم

توردت وجنتيها وعيناها عالقة به والتقط يدها يلثمها ثم التقط العلبة المخملية التي وضعها فوق الكومود حينا عودته واقترب منها، عقدت حاجبيها بتعجب عندما أعطاها الهديه لينظر لعينيها الناعسة بتتوق وقال وهو يغمز بطرف عينه مازحا 

= دي هديتك.. لازم امشيها بالعدل زي ما جبت لي ليلى اجيبلك انتٍ كمان

استدارت برأسها للجانب قائلة باعتراض صغير

= ما كانش في داعي يا حبيبي انت جبتلي كتير في ايطاليا.. انا مش عايزه حاجه.

وعندما وجدها ستستطرد في الحديث ادارها حتى يُصبح ظهرها مقابل له يفتح العلبة المخملية لتشعر بعدها بشئ بارد حول عنقها.. لتتعلق عيناها بالعقد تضع اصابعها عليه وقد راقها، ثم وضع قبلات متفرقة وضعها خلف عنقها متمتماً بلطف

= عجبك؟ اول ما شفته قلت كأنه اتعمل مخصوص ليكي.

أومأت برأسها بسعادة وألتفتت نحوه! ثوبها يميل فوق كتفيها يظهرها بسخاء..شعرها المشعث يُعطي لهيئتها فتنة عابثة، عاد يخفق قلبه وينبض من جديد بمشاعر يعرفها تماماً، ليضيع هو مع تلك النظرة التي طالعته بها... انها تُطالعه كأنه أثمن شئ بحياتها، استغربت تسنيم من صمته ثم شعرت فجاه بيديه وهي تتحرك فوق ظهرها ثم ذراعيها العاريان وأسرع نحوها يلف ذراعيه حول خصرها والدهشة مازالت ترافق عينيها، أومأ برأسه مؤكدًا بهدوء مغرية علي كلماته 

= شكلك حلو أوي.. وجميله اوي بالقميص ده

يداه انغرزت في خصلات شعرها الطويله يفرده بين أصابعه يشم رائحته والقلب يُريد المزيد والمزيد كان يأتي كلما دفنت وجهها اكثر في عنقه تطوقه بقوه وكأنه هكذا لن يأخذه أحداً منها، ثم يديها تحركت لعنقه لتهمس بعبوس لطيف 

= على فكره انا لبست نفس القميص ده في ايطاليا، بس انت ما خدتش بالك مني خالص.

عقد هو حاجبيه متسائلاً باندهاش

= معقول طب ازاي مخدتش بالي؟ لا انا لازم أصلح الغلطه دي حالا و...

لم يكمل جملته للنهاية فاستغربت من صمته، لكنه فسره لها حينما انحنى على رأسها ليطبق على شفتيها بشفتيه قبلها بشغف أكبر، ثم جذبها نحوه بحب يغرقها بين ذراعيه.. فذابت معه سريعًا، وتفاعلت مع حبه الذي أغدق به عليها، وانغمسا مجددًا في عشق خاص بهما.

❈-❈-❈

في منزل أيمن، ظلت شاردة أغلب الوقت تفكر فيما ستفعله في المستقبل، لا يمكنها أن تعيش حياتها مع أيمن بهذه السهولة وتنسى ما مضى! وليس كرد إعتبار لكرامتها فقط بل حتى لا تعود وتعيش التعاسه مجدداً معه، هو رجل شرقي ومن المستحيل ان ينسي خيانه زوجيه التي راها بعينيه وهو بنفسه قالها من قبل، لكن بنفس الوقت مستحيل ان تعود الى والدتها  و تبقى في معزل جاهلة بما يحل بها، بقى أمامها خيارًا واحدًا، ألا وهو العودة إلى حياتها السابقه بمفردها وليس جوارها آحد! لكن يجب ان تفكر كثيراً بهذا الأمر.. السكن بمفردها ليس سهل؟ وطلاقها مجدداً ليس بهذه السهوله؟ وان تبحث عن وظيفه ومال وسكن وأشياء من هذا القبيل.. الأمر بالفعل صعب جدآ من ناحيه التفكير والتنفيذ .

بعد فترة قصيرة خرجت من غرفه المعيشه لتبحث عن أيمن، لتجده يقف في المطبخ أمام الميكرويف يقوم بتسخين الطعام وحينما رأته نظر لها مطولاً ازدردت ريقها هاتفة بحرج لتتغاضى عن نظراته

= هي تسنيم اخبارها إيه؟ اتجوزت مش كده

أبتسم لها بهدوء وهو يجيب

= آه اتجوزت من حوالي شهر ونص كده، ولسه راجعه من شهر العسل من فتره.. هي كانت قالتلي انها راحتلك البيت عشان كانت عاوزه تعزمك بس مامتك هي اللي استضافتها وما شافتكيش هناك

هزت رأسها و لم تتفاجأ، بل أردفت بتوتر رهيب

= كنت قاعده في الاوضه جوه وسامعاها، بس ما كانش ينفع اروح زي ما ماما طلبت مني في الظروف دي.. بس فرحتلها كتير وكان نفسي فعلا اجي الفرح وابارك، المهم أنها اتجوزت اللي بتحبه .. ربنا يسعدها .

هز رأسه بالإيجاب بتفهم وتنهد بصوت مسموع

= الحمد لله، ممكن الحاجه الوحيده اللي كانت ناقصانه غيرك هي عمي، سبحان الله فضل يحارب كتير وكان نفسه تسنيم تتجوز بدل قعدتها لوحدها في الشقه ويوم ما تعمل اللي هو عاوزه يموت قبل ما يفرح بيها ويحضر فرحها ربنا يرحمه .. مات قبل ما يشوفها عروسه زي ما كان بيتمنى .

تنهدت وهي تنظر إليه بحزن علي فقدان قريبه ذلك، لتجده يطالعها بأعين لامعة وتلك الإبتسامة المغرية مرتسمة على ثغره وهو يقول

= الغداء جهز هتاكلي معايا المره دي ولا برده هتهربي زي كل مره؟

جزت علي أسنانها بضيق مكتوم من كلماته فصاحت بحدة

= أيمن أنا قلت لك مش بهرب وعندك باماره إني فضلت اتكلم معاك المره اللي فاتت وما هربتش من النقاش، وتمام هاكل معاك عشان تصدق وتقتنع ان انا مش بهرب .

اقترب منها ليضع يده على كتفها لتبدي اعتراضها له وبشدة، لكنه لم يهتم قائلاً بصلابة

= ليان انا عملتلك اللي انتٍ عاوزاه واتكلمنا صحيح كنت ضد الحوار ده بس حسيت اني معاكي حق، لما كل واحد طلع اللي جواه حتى لو جرحنا بعض بالكلام، بس عشان نعرف اللي جوانا وده اللي هيحدد علاقتنا اللي جايه هتكون شكلها ايه .

فهمت مقصده الضمني الذي يقوله، فقالت مستنكرة وهي قاطبة لجبينها

= علاقتنا الجايه، مش عاوزه احبطك بس اللي هو ازاي؟ الموضوع مش بالسهوله دي هيتنسي ولا هيتمحي ونعيش حياتنا .. وحتى لو انت نسيت اللي عملته انا كمان مش هنسى اللي عملته معايا..والله أعلم ايه تاني ممكن يجري لينا لو كملنا
 
أبتعد أيمن عنها ثم تحدث بجدية أكثر

= بس أي خطأ في الدنيا مهما كان حجمه مش ممكن أبدًا يقضي على حب كبير وحقيقي !
انا كنت قلقان من الفتره اللي عدت انك تكوني بطلتي تحبيني ونسيتيني، بس لقيتك لسه زيي؟ لما اتكلمنا مع بعض شفت ده في عينيك ولما قربت منك وحضنتك.. و كمان لما حصل خلاف بينك وبين والدتك اول واحد لجأتي  لي هو أنا .

احتقن وجهها عندما واجهه بتلك الكلمات، حينما لجأت له وضاقت بها كل السبل للوصول إلى مخرج غيره، فقدوم قريبها الصارم عمها قطع عليها الطريق لتواصل حياتها بهدوء، فهو لن يتهاون فيما يخص سمعة العائلة، وسيحكم عليها بالبقاء في داره في قريته ليقرر هو مصيرها بنفسه، لذا خافت من أن يحكم عليها بالتعاسه ويسيطر على قراراتها وليس خوف من الموت! وهو لن يتراجع عن ذلك حينها، و بالنهاية هداها تفكيرها المحدود للجوء إلى أيمن كما فعلت والدتها تماماً، وهتفت بنبرة حادة

= كنت مجبره على كده عشان انت جوزي يا أيمن، الجوازه اللي انا اضطربت اوافق عليها عشان اخرس لسان اي حد و اوقفه عنده حده ويبطل يتدخل في حياتي.. وبعدين انت محسسني يعني هربت من نار رحت لجنه؟ ما انت زيهم برده يا أيمن وعملت نفس اللي عملوا

أبتسم لها إبتسامة متهكمة، وهو يحدق فيها بنظرات متحدية يعبر بالحديث عن صفته بها وانه يمتلك ذلك الحق عن الجميع

= بس على الاقل انا الوحيد اللي كان ليا حق اعمل كده واتعصب عشان انتٍ دوستي عليا وجرحتيني أنا مش هما، ليان قولتلك بلاش ناخد الحوار للطريقه دي! قلت لك مش بنوصل لحاجه.. هو سؤال واحد وعاوز رده انتٍ عايزه تكملي معايا ولا لاء .. عاوزه تديه لعلاقتنا فرصه جديده؟

نكست رأسها بحسرة كبيرة متوجسة مما سيحدث لها لاحقًا بحياتها وربما تفسده مجدداً وتتحمل الذنب كله بمفردها كالعاده، ثم قالت متسائلة باستفهام بيأس

= يعني لو نفترض قلت لك اة! إيه إللي ممكن تعمله عشان تصلح الوضع .. وحط كمان في اعتبارك انك لازم تحميني من اي حد يحاول يدي نفسه الحق انه يحاسبني على اي غلطه عملتها .. وكمان تنسى انك تحاسبني على الغلطه اللي فاتت دي أكثر من كده .

لم يحتاج الأمر للتفكير كثير فهو قد حسم الأمر في تلك المساله من قبل، لذا أردف أيمن وتحدث بقوة

= أولا انا رأيي نفس رايك في حكايه عمك او والدتك انهم يحاسبوكي بالطريقه دي عشان كده؟ لو أي حد منهم حاول يطاول عليكي من غير تفكير همنعه وانتٍ شفتيني بنفسك عملت ده؟ لما والدتك استنجدت بيا عشان اللحقكٍ منهم ..و بخصوص غلطتك انا نفسي ننساها احنا الاتنين عشان نعرف نعيش حياتنا فبالتاكيد مش هحاسبك عليها تاني.. اما بقى حكايه هنصلح علاقتنا ازاي مع بعض؟ فانا مش لوحدي هصلح .. و لازم انتٍ كمان تساعديني.

لم يجد أيمن بدًا من الاعتراض على ملامح ليان، وفكر أنها من الممكن ارتضت بمحادثة لكنها لم تريح قلبه وترد، بل تحركت واخذت اطباق الطعام المجهزة إلى الخارج بهدوء وصمت.

❈-❈-❈

في منزل وفاء، كأنت تمسك هاتفها بيدها وهي شاردة الذهن في سراج ذلك الشخص الذي افتقدته وبدأت تشعر نحوه بشعور غريب و مريب بنفس الوقت! رغم انها تجاهلت اتصالاته المتكرره سابقاً بعد أن اخذت قرارها بانها لم تعود وتتحدث معه، لكن لم تتوقف هي عن التفكير به.

رن الهاتف فجأة في يدها، فانتفضت في مكانها مفزعة على إثر الرنة المباغتة، لتجد رقم سراج كعادة! تجاهلت اتصالاته المتكررة واضعة هاتفها على الوضعية الصامتة، لكنه لم يتوقف عن الاتصال حتي ابتلعت ريقها بتوتر شديد وهي تضغط على الزر وفتحت الخط قائله بحدة زائف

= الو يا استاذ سراج خير في حاجه حصلت في الشغل عشان الاتصالات الكتيره دي.

تنهد سراج براحه عندما سمع صوتها وأنها بخير لكن لم تعجبه نبره حديثها معه الغريبة و
سألها هو باهتمام

= أخيرا رديتي يا وفاء وبعدين مالك بتكلميني كده ليه؟ هو لازم تحصل حاجه في الشغل عشان اتصل بيكي، ما كنتيش بتردي عليا ليه الأيام اللي فاتت انتٍ كويسه انا قلقت عليكي جدآ.

توترت أنفاسها فبدا صوتها واضحًا إليه، وهي تقول برجاء غريب

= انا كويسه ومش محتاجه تقلق عليا ولا حاجه بس خلاص من هنا ورايح ما ينفعش نقعد نتكلم كده كتير عمال على بطال، عيب وغلط الأمور دي! ممكن عندك عادي انما هنا في مصر لأ، وانا غلطت لما سيرتك في الأول في الموضوع بس اديني عرفت غلطتي أهو و بصلحها

احتدت نظراته منها بعد سماعه حديثها المعنف واسلوبها الفظ معه، وأجاب بغيظ

= هو في ايه؟ ايه الكلام الغريب اللي انتٍ بتقوليه ده؟ غلطه ايه اللي بتصلحيها هو انا عملت حاجه غلط معاكي عشان فجاه تقطعي معايا كده من غير أسباب وانا اللي كنت قلقان عليكي وكنت فاكر جري ليكي حاجه وحشه؟ وفي الآخر أعرف ان انتٍ قاصده ما تكلمنيش
وبعدين مالها اتصالاتنا هو احنا كنا بنتكلم في ايه غير في أمور الشغل

ردت عليه وفاء بإصرار موضحة

= انت برده ما فهمتنيش يا استاذ سراج ما ينفعش كلامنا مع بعض من غير صفه وبلاش نضحك على بعض احنا ما كناش بنتكلم على الشغل غير فين وفين وطول مكالماتنا بينا نتكلم عن حياتنا ونفضل نفضفض لبعض عن يومنا وكل ده غلط وما ينفعش أرجوك انساني وما تحاولش تتصل بيا تاني انا مش عاوزه أعمل حاجه غلط تغضب ربنا بعد العمر ده.. انا مش دي اخلاقي ولا انا عمري كنت كده .

مسح سراج وجهه بضيق شديد منها ومن طريقه تعاملها معه التي تغيرت 180 درجه فجاه، هو تفهم موقفها جيد لكنه مستاء من تجاهلها له ومن طريقه انسحبها التي تثير حنقة اكثر واكثر، فهو طول الفتره السابقه كان يشعر بالقلق عليها وأنها ليست بخير وبالاخير علم أنها كانت تتجاهله بتعمد كل ذلك دون أن تخبره أولا بانسحابها، أردف قائلا بلهجة صارمة وقوية

= هو ايه موضوع استاذ سراج اللي ماسكه لي فيها دي هو احنا مش اتفقنا نشيل التكلفه ما بينا وبعدين مالك مصممه أن احنا كنا بنعمل حاجه غلط؟ احنا كل مكالماتنا كانت باحترام وعمرنا ما اتكلمنا في حاجه ما يصحش ولا عيب ولعلمك انا لسه فاكر عادات مصر كويس مش زي ما انتٍ قلتلي في أول المكالمه وضيقتيني

شعرت بالضيق من إصراره وبامتعاض حرج رديت قائلة

= طب خلاص انا اسفه على الكلمه اللي قلتها لك وضايقتك ممكن بقى ما تتصلش تاني واذا كان علي موضوع الشراكه نفضه انت اصلا شاركتني عشان تاخد الشقه لعمك وعملت كده فخلاص بقى ما اعتقدش عاوز حاجه مني تاني .

جز علي أسنانه بغضب شديد ليهتف بصوت جاد

= هو انتٍ ليه مصممه تعامليني كاني انسان وحش وكنت بستغلك وبقرب منك لغرض معين؟ مالك يا وفاء انتٍ قلبتي ليه كده فجاه عليا ما كنا كويسين مع بعض، ليه مصره تشوهي الصداقه الجميله اللي كانت ما بين علي أنها شئ غلط وعيب مع اننا عمرنا
ما تعدينا حدودنا مع بعض .

هزت راسها برفض قائلة بتخوف قليل

= عشان لو كملنا على الأساس ده؟ هنعمل الغلط والعيب فعلا وبعدين مافيش حاجه اسمها صداقه بين الراجل والست يا استاذ سراج والعلاقه اللي كانت ما بينا ما ينفعش نسميها كده .

فهم سراج مقصدها الخفي فالوضع ليس خوف فقط من تطور العلاقه بينهما بل هي تشعر بانه يستغلها، فابتسم بغموض قائلاً

= يعني انتٍ كل مشكلتك عشان مش لاقيه وصف مناسب للعلاقه اللي كانت ما بينا؟ عشان ضميرك يرتاح ، طب تمام يا ستي ايه رأيك نسميها علاقه راجل بمراته.. ونتجوز يا وفاء !.

التقطت أذناها كلماته الصادمه ومع ذلك ظلت متيبسة في مكانها دون أن يظهر أي تغيير ملحوظ على تعابيرها، فقط ضغطت على أصابعها بقوة محاولة تخفيف حدة التوتر المستحوذة عليها، ثم ضغطت على زر إنهاء المكالمة سريعًا لتجلس على طرف الفراش وهي لا تصدق نفسها لقد طلبها للزواج !!.
وضعت يدها على وجنتيها تتحسس بشرتها التي زادت سخونة من الخجل ثم عنفت نفسها على ذلك التفكير مثل المراهقين فهذا لا يليق بها .

❈-❈-❈

كانت ليان بداخل غرفتها تتلاوه بعض الآيات القرانيه قبل ان تسمع صوت جرس الباب يرن، صدقت أولا ثم نهضت لتفتح الباب لأنها بمفردها فأيمن ذهب الى عمله اليوم وتركها، وعندما فتحت باب المنزل توهجت عيناي تسنيم بلمعان قوي، هزت رأسها باستنكار كبير رافضة تصديق ما رأته حدقتيها أمامها وهتفت بصوت متحشرج

= ليان انتٍ بتعملي ايه هنا؟ هو أيمن ..

أبتسمت الأخري لها باشتياق قائله بابتسامة صغيرة

= ازيك يا تسنيم وحشتيني اوي، أيمن رجعني من فتره قصيره وما رضاش يقول لك عشان ما يعكننش عليكي شهر العسل بتاعك و فرحتك مع عريسك.. اصل الموضوع كان في مشاكل في البدايه

بعد فتره بالداخل، أشارت ليان لها بيدها لتجلس جانبها وجلست الأخري باسترخاء على المقعد ثم رفعت رأسها لتحدق فيها بسعادة

= ليان انتٍ بجد موجوده قدامي؟ انا مش مصدقه وحشتيني اوي يا حبيبتي، تعرفي على قد ما زعلانه عشان الرخم أيمن خبي عليا حاجه زي كده ومفكرها هتعكنن عليا مع انها بالعكس فرحتني اوي.. الفتره اللي فاتت كنت بحاول كتير اوصل لك بس ما عرفتش وكان نفسي كمان تكوني موجوده في يوم فرحي .

ضغطت على أصابعها بتوتر شديد وهي تقول بنبرة حرجة

= على فكره انا كنت جوه في الاوضه و سمعاكي وانتٍ بتتكلمي مع ماما تعزميها علي الفرح، بس ما كانش ينفع انا اسفه.. ما كانش ينفع اجي بعد المشاكل اللي بيني وبين أيمن غير ان أنا تقريبا ما كنتش بخرج من البيت غير فين و فين .

عقدت حاجبيها بتعجب متسائلة باستفهام وقلق زائد

= ما كنتيش بتخرجي من البيت ليه كتير؟ مالك يا ليان انتٍ كويسه انا كنت حاسه ان في حاجه غريبة، بالذات معامله مامتك ليا اللي ما كانتش ولا بد .. احكيلي يا حبيبتي ايه اللي حصل الفتره اللي فاتت .

اخذت ليان نفس عميق ثم قالت بصوت متعب

= موضوع طويل اوي بلاش نعكنن عليكي بقى انتٍ لسه عروسه برده، المهم انتٍ اللي احكيلي شكل في حاجات كتير كده حصلت معاكي انتٍ كمان .. اخبار الجواز ايه معاكي مبسوطه .

لوت ثغرها بابتسامة باهتة قليلا ثم عبست بوجهها وهي ترد بتنهيده طويله مثلها
 
= كنت من فتره صغيره بس مش مبسوطه وبقيت دلوقتي الى حد ما كويسه والأمور ابتديت تمشي معايا .. انا كمان في حاجات كتير حصلت معايا في السنه دي الوحش والحلو .. بس سيبك خلينا نشبع من بعض وبعد كده نحكي على مهلنا كل حاجه حصلت، ما تصوريش انا فرحت قد ايه ان أخيرا رجعتي، كان نفسي اوي الفتره دي الاقي حد  افضفض معاه واتكلم عن اللي جوايا.

فهمت تسنيم بأن يوجد مشاكل بينها وبين والدتها، والامر لم يتوقف على هنا فعلاقتها بشقيقها أيمن ما زالت متوتره الى حد ما، ولم يعد الأمر من قبل، فهي حتي الآن مستغربه عودتهم الى بعض بذلك الشكل المفاجئ وبدون أي مقدمات حتي، لكن هذه اشاره جيده نحو علاقتهم بانهم عادوا الى بعضهم البعض، فهي كانت تتمنى عودتهم رغم كل ما حدث بينهما بالذات أن ليان قد ندمت بشدة علي ما صدر منها سابقا، بدوا يتحدثون كثيراً عن بعض الأمور الخاصة التي حدثت معهم وعده مواضيع أخري.. حتي جاء أيمن و رحب بأخته بحرارة .

❈-❈-❈

في منتصف الليل بعد أن انتهت حسناء من عملها كانت تسير بين الطرقات بمفردها، و لوهله شعرت بالقلق الشديد عندما رأت نفسها في منتصف الطريق بمفردها وكل الأشخاص ذهبوا الى منازلهم إلا هي! لذلك حاولت ان تسرع في خطواتها لتعود الى منزلها قبل ان يحدث شيء سيئ لها، لكن وكانها بالفعل تمنيتها لتجد شخص أمامها ظهر فجاه يحاول سرقتها و هو يجذب حقيبتها بعنف شديد منها، صاحت بصوت عالٍ بخوف شديد وهي تحاول التشبث بحقيبتها

= يا لهوي الحقوني يا ناس يخرب بيتك عاوز ايه؟ سيب الشنطه.. يا نهار أسود حد يلحقني حـــرامـــي.

كاد قلبها يخرج من بين ضلوعها وهي ترى ذلك الشخص الملثم يحاول سرقه حقيبتها التي تشبتت فيها بهلع شديد وهي تصرخ باستنجاد بأي شخص لكنها لم تجد أحد.. حتى جذب ذلك اللص الحقيبه والتفت يركض بسرعه هارب.

شهقت حسناء صارخة من هول المفاجأة وصاحت خوفـاً، لكنها فجاه وجدت شخص آخر لا تعرف من أين ظهر؟ و قبض علي ذلك اللص بعنف واقترب منه بشده قبل ان يضربه بقوة وأخذ حقيبتها من بين يديه وتركة ليفر هارب بسرعه شديده.. ثم اتجه نحوها وهو يقول بخشونة

= اتفضلي يا ست الستات الشنطه اهي و ابقي خالي بالك المره الجايه من نفسك، الدنيا ما بقتش أمان ولاد الحرام كتروا .

اخذت حسناء تتنفس الصعداء بصعوبة بالغة بعد أن أخذت حقيبتها منه، ثم بدأت تتحدث بنبرة متوترة بعصبية واضحة

= تشكر، مش عارفه اقول لك ايه ده انا قلبي وقع في رجلي لما ابن الـ*** اتهجم عليا وكان عاوز ياخذ الشنطه غصب عني.. الحمد لله ربنا ستر، حسبي الله ونعم الوكيل في الأشكال اللي زيه ما تروحوا تشتغلوا بدل الحرام اللي انتم عايشين فيه ده .

أخرج علبة السجائر من جيبه ثم إلتقط واحدة بيده، ومــدها نحو فمه وهو يقول بجدية

= معلش الحمد لله انها جت على قد كده، وانتٍ برده ما كانش ينفع تمشي لوحدك في وقت زي ده، تعالي لما اوصلك في طريقي عشان اطمن عليكي

إبتلعت حسناء ريقها متوجسة وهي تقول بنبرة مترددة

= لا ما لوش لازمه خلاص يا اخويا كفايه لحد كده متشكره .

هز رأسه باعتراض وألقى بعقب سيجارته على الأرضية وداس عليها بقدمه وهو يتحدث بضيق ولهجة صارمة

= لا إزاي ودي تيجي، هو انتٍ شايفاني لا مؤاخذه قدامك ايه عشان اسيب واحده زيك قمر كده تمشي في حته مقطوعه لوحدها وفي وقت زي ده.. لازم تخافي على نفسك الحلوين اللي زيك بيبقوا مطمع برده.. تعالي معايا ما تخافيش هوصلك حتى لحد اخر الشارع.. انا عربيتي ركنا هناك اهي

صمتت حسناء ثواني بعد أن ألتفتت برأسها لترى سيارته والتي يبدو عليها انها ماركه شهيره وباهظه، وهنا تغيرت ملامح وجهها وعيناها للغموض ثم نظرت إليه لتتقدم خطوه للإمام بخيلاء مثير ودلال ناعم هاتفه

= ما تعرفناش صحيح انا اسمي حسناء .

ابتسم الآخر أبتسامه عريضة وهو يردف قائلا

= وأنا فرج .

❈-❈-❈

في منزل سالم، كانت ليلي تجلس في غرفه المعيشه و معها اثنين من اصدقائها يراجعون درسهم مع بعضهما البعض! وبالطبع بعد أن تأكدت ليلي بأن والدها سيتاخر بالعمل اليوم حتى لا يروا اصدقائها فيكفي عليها تسنيم، هتفت صديقتها قائله بفضول

= هي مين الست اللي فتحتلنا الباب دي يا ليلى.. ست شيك وجميله أوي .. هي دي مرات باباكي صح؟ بس جميله اوي

احتجت ليلي علي حديثها وشعرت بالغيرة أكثر نحو زوجه أبيها قائلة بتجهم

= ايوه هي بس ما تتخدعيش زي غيرك فيها،  كنا دائما مبسوطين مع بعض.. بس دلوقتي
هتاخده مني خلاص هي .

ارتشفت صديقتها الأخري من كأس العصير خاصتها وهي تردف مؤكدة بنبرة خبيثة مثلها

= عندك حق تزعلي.. حتي على طول كان  بيوعدك ياخدك معاه وتسافروا واهو اخدها هي المرة اللي فاتت.. وهي اكيد إللي رفضت وجودك معاهم

أشعلت نيران الحقد بها أكثر، بينما كانت الثالثة  لها رأي آخر وهتفت تشاركهم الحديث بضجر

= يا جماعه شكلها كويسه وهي هتاخد باباكي منك ليه بس يا ليلى هو طول عمره بيحبك انتٍ، تفكيري بعد الحب ده كله هينساكي يعني بسهوله .

رفعت ليلي كفها في الهواء قائلة بتبرم

= بس انتٍ بطلي طيبه وهبل دي خبيثه انا عارفاها كويس اكتر منكم، بتحب تبان قدام الناس أنها كويسه وبتساعد غيرها؟ بس هي غير كده! دي شيطانه وعاوزه تاخده مني وتفرق ما بينا وتخليه يكرهني.. بس انا مش هسيبهلها ولا هخليها تتهنى .

ثم أضافت قائلة بنبرة خبيثة

= استنوا انا هخليها لكم دلوقتي تقول حقي برقبتي.. مش عاوزين تشربوا حاجه تاني؟  هنفضل نطلب منها طلبات كثير تعملها لنا واحنا بنذاكر مع بعض ونعملها حجه

تقدمت تسنيم عندما سمعت ليلي تناديها ثم طلبت منها بعد المقرمشات والعصائر ولم تبدي على الأخري أي اعتراض بل ابتسمت بهدوء وطلبت منها تنتظر ثواني وستحضر لها ما تريده هي واصدقائها، وظلت ربع ساعه واكثر على ذلك النحو تطلب منها ليلي كل دقائق طلب لهم، و تسنيم تفعله لها بنيه حسنه دون اعتراض .

زفرت مطولاً صديقتها قائله بحنق

= خلاص بقى يا ليلى مش عاوزين حاجه تاني والست باين عليها طيبه وكل ما تطلبي منها طلب بتعملهلك من غير ما تناقشك .

لوت ليلي ثغرها للجانب وهي ترد ساخرًا بوقاحة

= طب ما تعمل وهي هتتناقش ليه اصلا، ما دي خدمتها هنا في البيت تخدمنا يعني ما بتعملش حاجه جديده عليها.. وبعدين احنا ليه نتعب نفسنا ونقوم نجيب آمال هي شغلتها
إيه هنا.

ثم تعالي صوتها وهي تقول ببراءة زائفة

= ابله تسنيم ممكن كوبايه عصير تاني .

و في تلك اللحظة كانت تسنيم تقف بجانب الباب حيث نهضت لتحضر اوراق خاصةً بالعمل من الغرفة.. لكن من حسن حظها استمعت الى حديثها، التفتت برأسها لتحدق فيها بأعينها المشتعلة كمدًا وغيظًا ثم سحبت نفسًا عميقًا لتضبط به نوبة غضبها منها بعد أن فهمت لعبتها وأنها تتعمد اهانتها امام اصدقائها، ثم أردفت قائلة بعصبية شديدة

= ليلى حبيبتي المطبخ قدامك مش بعيد لما تعوزي حاجه قومي هاتيها لنفسك او حتى أصحابك يساعدوكي هم مش ضيوف برده.. بس لازم تعرفي انتٍ واصحابك ان عيب لما تطلبي حاجه اكتر من مره من حد اكبر منك وانتٍ قاعده .

تفاجات ليلى من ردها وقبل ان ترد بأسلوب وقح كعادتها لاحظت والدها يقف بجانب الباب وقد استمع الى كلمات زوجته وهي تبوخ  ابنته! لذلك فضلت الصمت وهي تبتسم داخلها بانتصار بأن والدها جاء في الوقت المناسب..
تابع سالم بانظاره تسنيم وهي تدخل الى أحد الغرف فلم تراه، رغم أنه تضايق من أسلوبها مع أبنته لكن فضل عدم التدخل حتى يعرف لاحقاً ما حدث.

بينما كانت تسنيم ستحل الأمر بينهما لاحقاً بعيد عن اصدقائها و والدها وستتحاور قليلاً  فهي بالنهايه طفله مراهقه لذلك ستتفاهم معها افضل وتشرح لها بهدوء ما فعلته خطأ... ولم تذهب الى شكوتها الى أبيها بالأخص وهو عاد من عمله مرهق لذلك حاولت تتغاضى عن أسلوبها ولكن الصغيره كان لها راي آخر؟ و أسرعت تبخ سمها كما اعتادت ليلي و تفوقت علي سنوات عمرها، دخلت له وعيناها مليئه بالدموع ضمها أبيها إليه وعيناه مثبته نحوها بقلق بالغ

= مالك ياحبيبتي في إيه؟ سبتي اصحابك وجيتي ليه

ضمت شفتيها بامتعاض قائله من بين دموعها الزائفة

= صحابي مشوا، انا ما كنتش قصدي ازعلها يا بابا وما اعرفش انها هتزعل اوي كده

هز رأسه بعدم رضا ليمسح دموعها وهو يقول باهتمام

= قصدك تسنيم! انا ما فهمتش بتتكلموا على ايه وما حبيتش ادخل ما بينكم بس ايه الموضوع؟ و ايه اللي خلاها تتعصب عليكي كده

صمتت للحظة قبل أن تبكي بشدة حتى تتقن الدور جيد بأنها تاذت بالفعل من اسلوب زوجته المهين لها أمام أصدقائها، وكانها لم تفعل العكس تماماً، ثم بدأت تتحدث وتحكي عن شعورها بالاهانه والاحراج

= كل ده عشان طلبت منها تعمل لنا عصير وهي مشغوله في شغلها كانت ممكن تقول لي بالراحه مش تزعقلي كده وتكسفني قدامهم.. وكمان ابله تسنيم بتقولي اني بنت مش کویسه عشان بطلب منها حاجه وانا ممكن اقوم اعملها لنفسي .

زفر بضيق مبديًا انزعاجه مما فعلته زوجته معها، فذلك الأسلوب الفظ لا يتعامل به مع ابنته مطلقا، ولا يريدها ان تتعامل به هي الاخرى معها ولا أي شخص مهما كان، ثم أردف بنظرات ضائقه

= خلاص يا حبيبتي أهدي.

دخلت في تلك اللحظة تسنيم ولم تنتبه الى نظرات ليلى الخبيثه التي مرت سريعًا من جوارها تسرع في خطواتها الي غرفتها بعد ما وصلت الى مرادها، بينما اقتربت منه زوجته بأنظارها الواله وهي تقول بنبرة هادئة

= انا خلصت الأكل يا حبيبي تحب احطلك تتعشى.

أغاظه هدوءها المستفز له وهي تتحدث معه كأنها لم تفعل شيء فهو أستمع إلي طريقتها السيئة مع أبنته بنفسه لذلك متاكد من حديث ابنته، أجاب مرددًا بتهكم

= لا علي ايه بلاش تتعبي نفسك طالما انا موجود احط لنفسي، أحسن تضايقي ولا حاجه من خدمتك لينا وتقولي عليا مش كويس .

انتبهت لجملته التهكمية التي قالها بصرامة وشدة، ناهيك عن ملامح وجهه المقتضبه دون تفسير! و رحل من أمامها بصمت بينما هي ظلت مكانها مذهولا وعقدت حاجبيها بتعجب متسائلة نفسها بعدم فهم

= ماله ده؟!.

❈-❈-❈

بداخل الورشة صباحاً، كأن يقف بدر يرتشف  قهوته التى قدمها له عوض قبل أن يرحل ليحضر عدة طلبات خاصة بالعمل، وبدأ هو  يعمل على التنظيف والترتيب كعادة صباحية، لكن ما زال عقله مشغول بالتفكير بفريده وما عرفة عنها وهل ستكون إختيار جيد لبناته وله؟ إذا استمر في طلبها للزواج بعد ما أخبرته عنها .

مسح وجهه متألماً من الحيرة وهو يفكر في نفس الأمر ولم يصل إلى حل بعد كل هذا الوقت و تعمد عزل نفسه، ورمي همومه و مشاكله أمام عينيه، باحثاً عن الحل المناسب.. هو نظرته فيها لم تتغير بعد كل ما قالته له وما قرأه على صفحة الأخبار على الإنترنت. كانت تحكي فيها قصتها، وطبعاً لم تكن كلها، فقد روت له الجزء الأصعب من تخلي عائلتها عنها بسبب مطالبتها بحقوقها.. وهو يعرف جيداً هذا الشعور العيش بلا اسرة أو سند في الحياة، ناهيك عن المعاناة من الألم والظلم.

هو في الحقيقة لم يشمئز منها، لكنه يخشى أن يؤذيها من خلال اقترابه منها عندما يقترب دون أن يفكر في ذلك، ثم يجدها غير مناسبة وياذيها في ذلك الوقت برحيله، لكن لما ينفر  منها هي لم تفعل أي شيء خاطئ! اغتصبت المعنى واضح؟؟ لقد أُجبرت على ذلك.. ولم يكن برضاها.. ولم توافق على أقامت علاقة معه.. كل ما في الأمر هو أنه شبيه الرجال ذلك لم يفكر بالله أو يشفق عليها عندما أغتال جسدها بلا رحمة وبلا حق! حتى ذلك الحقير اغتصبها للمرة الثانية بعد الزواج، معتقدًا أن هذا حقه، ولم يفكر في حديث الله عندما قال
و عاشرهن بالمعروف!

يعرف جيد قسوة هذا المجتمع عندما يضع نفسه الجلاد أمام الضحية ويعطي نفسه الحق في محاسبة الآخرين دون أي مبرر أو حق، فهو أيضا ذاق قسوتهم التي لم ينساها في حياته عندما كان طفلاً صغيراً عاش ونشأ في الملاجئ ولم يعرف شيئا عن أهله ولم يكن ذلك خطأ بالتاكيد، لكن دائما الناس عندما تجد طفلاً رضيعاً أمام أحد الملاجئ، تسارع الشائعات إلى القول إنه ربما نشأ الطفل نتيجة علاقة غير شرعية... ويبدأ المجتمع بالحكم عليه دون دليل أو حق! هكذا كانت طفولته. نشأ وهو يستمع إلى تلك المحادثة... وعندما تبنته سيدة ذو قلب طيب لم يتوقف الناس عن قول تلك الأشياء بالطبع... وبسبب ذلك المجتمع كره طفولته وشعر بفترة في حياته أنه يفقد ثقته بنفسه ويلوم نفسه على ذنب لا علاقة له به، حتى يتذكر جيد عندما كان يتقدم لخطبة فتاة ما، وهو في بداية حياته! كانوا يرفضوا البعض لهذا السبب لأنه لا يعرف شيئاً عن عائلته... وربما كان طفلاً لقيطاً.

بينما لمحته لوزه من على بعد وهو يقف بداخل الورشة بمفرده، أسرعت في خطواتها لتلحق به قبل أن يعود عوض أو تأتي الزبائن له، فكانت الظروف مهيئة تمامًا لكي تنفرد بالحديث معه دون أن يراهما أي شخص، عدلت من حجابها أعلي رأسها وهيئتها متأكدة من تناسق عبائتها على جسدها قبل أن تقترب منه ثم همست راسمة ابتسامة عريضة على ثغرها

= ازيك يا سي بدر اخبارك ايه .

حك بدر مؤخرة رأسه وهو يجيبها بعدم مزاج

= الحمد لله يا لوزه، عوض راح يشتري حاجه  و الاحسن انك تستني في البيت لانه هيتاخر علشان راح يجيب طلبات للورشه من بعيد

تحركت خطوة نحوه لتقلص المسافات بينهما متسائلة بغيظ

= هو انا كل ما اجي ليك تفتكرني جايه لعوض طب اديني هقولها لك صريحه انا جايه لك انت وكل مره كنت باجي بعمل حجتي عوض عشان أشوفك، عشان بتوحشني يا سي بدر

تراجع مستنكرًا جرأتها والتي لم تعجبة مطلقاً وهو يرد بانفعال طفيف

= لوزه ما يصحش الكلام اللي انتٍ بتقوليه، لو حد سمعك من الناس في الشارع دلوقتي هياخدوا عنك فكره غلط غير انك قريبه صاحبي وعيب تقولي كده لاي حد حتى لو بتحبي، لازم كرامتك تبقى هي اللي اهم عندك من حبك لاي حد .

رمقته بنظرات معاتبة، بدت أنفاسها مضطربة وهي تتطلع إلى وجهه بأعين مشتاقة بحب جارف، وتعجب من طريقتها الغير مريحة معه، ومن نظراتها التي لا تحمل أي حياء أو حرج، وأظهر نفورًا واضحًا مما تفعله لكنها لم تهتم و أكدت على عبارتها وهي توميء برأسها قائلة

= ما انا دوست على كرامتي عشانك! عشان تعبت من انك مطنشني ولا عاوز تديني ريق حلو، انا مش عيله صغيره ومش فاهمه مشاعري ولما قلتلك وحشتني فعشان بحبك.. بحبك فعلا وقصداها، وقلتها من غلبي عشان لقياك مش حاسس بيا خالص

نظر لها شزرًا وهو مرددًا بسخط شديد

= شوف اقول لها ايه تقولها تاني، لوزه قلت لك ما تقوليش الكلام ده وما ينفعش تبقي صريحه كده مع حد انت مش عارفه نواياه و ممكن يستغل لك في طريق وحش، اسمعيني كويس يا بنت الناس انا بعتبرك زي أختي وعمري ما هبصيلك بطريقه ثانيه ولا هفكر فيكي بالطريقه دي؟ مش عاوز اجرحك بس انا صريح معاكي عشان ما تفضليش متعلقه بوهم عمره ما هيحصل  .

امتعضت تعابيرها حينما رأته يصر علي رفضها، حينما سألته بعتاب بصوت حزين

= طب ليه هو انا ناقصني حاجه عشان تحبني، لو عشان اتضايقت من جرأتي وان انا اعترفتلك بحبي اوعدك مش هعمل كده تاني بس اتقدملي واطلب ايدي من عوض جوز اختي.. أنت ما تعرفش انا ببقى حالتي عامله ازاي كل ما أتخيلك ممكن تروح تتجوز غيري تاني .
 
فرك رأسه بانزعاج واضح عليه، وجاهد قدر الإمكان ألا يبدو فظًا معها، لكنها أخرجته عن هدوئه الحذر، لذا هتف بغضب شديد

= استغفر الله العظيم! لوزه انا عمال اتكلم معاكي بالراحه وبهدوء رغم ان انا مضايق ومتعصب من طريقتك دي! شيلي التخاريف دي من عقلك! أنا عمري مابصيتلك، ولا هبصلك أصلاً! وقبل كده قولتلك إننا أخوات، يا ريت تفهمي ده كويس عشان تريحي نفسك مني!

لم ينتظر ردها بل اتجه للداخل لتحاول إيقافه فلا يستمع لندائها، لا تنكر أن قلبها تألم وشعرت بالندم لأنها تجرأت على ذلك الاعتراف بلا فائده، لكنها تأملت أن يرضى بدر بالأمر الواقع ويلتفت لنفسه التى اهملها منذ زمن، ضغطت على شفتيها السفلى هاتفه بقلب مفطور

= يا كسرة قلبك يا لوزه! اهو مش رفضك وبس ده حسسك كمان قد ايه انك رخيصه.

غابت عن ناظريه ليزفر بغضب متمتما بسباب لاذعه متهمها بما آلت إليه حياته من بؤس، اغمض عينيه بتعب شديد وقد عزم على المضى قدما نحو طريق فريدة يجرب حظه،
لكن بالاول عليه فعل خطوه أهم، وهمس بحسم

= مفيش حل غير كده هصلي صلاه استخاره وبعد كده احدد القرار النهائي من ناحيه الموضوع ده .

غادرت لوزه، ليحول بدر أمره لله؟؟ إن ساقه إليها فكل الخير معها وإن تقطعت السبل فعليه بالرضا لكن فى المرة القادمة سيحسن استغلال أى فرصة تصل له كاشاره نحوها .

❈-❈-❈

نهضت وفاء واقفًة عندما سمعت جرس باب منزلها، وعندما فتحت الباب اتسعت عيناها بذهول وهي تنظر إلى سراج بصدمه قائله بقلق

= سراج انت نزلت مصر أمتي؟ وجاي هنا ليه

نظر لها لعدة لحظات، ثم أجاب بإبتسامة لطيفة

= هي دي المقابله اللي بتستقبليني بيها ما فيش حتى اتفضل وبعد كده اشرحلك انا جاي هنا ليه؟

ظلت مكانها مذهولا من رأيته أمامها، وتنهد هو واضاف بصوت يحمل الجدية

= ايه يا وفاء هتفضلي واقفه كده كتير قولي لي اتفضل، مش هنعرف نتكلم هنا والناس طالعه نازله تشوفنا، الوضع كده مش كويس
خلينا ندخل نتكلم جوه.

بعد فترة سمحت له بالدخول بالفعل وظل واقف يراقبها بصمت، ثم أشارت له بالجلوس على الأريكة وهي ترد بابتسامة متوترة

= هتفضل تبصلي كده كتير قول بسرعه عاوز ايه انت مش شايف انك جاي في وقت ما يصحش، وانا لوحدي وما فيش حد هنا وبنتي نايمه جوه .

جلس أمامها فوق المقعد، ثم مط فمه ليقول
بضيق من تهربها منه

= ما انا مستني ردك افتكر ان آخر تليفون ما بينا طلبت منك طلب! وقلت لك هستنى ردك ومن ساعتها ما ردتيش عليا ولا حتى بتردي على تليفوناتي فما لقيتش قدامي غير ان انا انزل مصر واجيلك بنفسي عشان أسمع الرد .

انقبض قلبها بقوة وتوجست بارتباك ملحوظ ثم تنحنحت قائلة بتردد وهي تتحاشى النظر له

= رد ايه؟ انا مش فاكره ولا عارفه بتتكلم على إيه بالضبط.

تضايق من أسلوبها كثيرا، خصوصا أن لا داعي لها لفعل كل ذلك! فإذا علم أسباب الرفض وأقتنع بها من البداية لكان انسحب من حياتها بهدوء، لكن عنادها ذلك جعله يعناد مثلها، ثم هتف بتبرم ساخط

= وفاء بلاش الأسلوب ده و انتٍ فاهمه كويس انا بتكلم على ايه واحنا مش إثنين مراهقين عشان شغل العيال اللي انتٍ بتعمليه ده، طلبت منك اتجوزك واديتك مهله تفكري؟ ايه بقى لازمه انك تهربي مني وما ترديش على تليفوناتي ولا رسائلي حتى .. اظن احنا اتنين كبار وعاقلين كفاية على الكلام ده.

ضغطت على شفتيها السفلى بإحراج وأجابته بهدوء واثق

= انا ما قلتلكش تنزل مصر عشان تسمع ردي وبعتلك ردي في رساله من الرسائل اللي انت بعتهالي في مرة، وقلت لك انا مش بفكر في الموضوع ده ولا عاوزه اتجوز وانك تنسيني وحتي الشراكه اللي ما بينا هتتلغي .. كفايه بقى لحد كده احنا تجاوزنا حدودنا أوي وانت لسه قايل بنفسك إحنا مش اتنين صغيرين على الكلام ده ولا ينفع حكايه اتنين اصدقاء بيتكلموا عادي عن حياتهم لبعض ..

تابعت مضيفة بارتباك قاصدة الضغط على كل كلمة فيها وهي تتعمد لتظهر صلبة أمامه وأن الأمر لا يعنيها عكس ما بداخلها

= سراج من فضلك انسى كل حاجه حصلت وكفايه، احنا ما ينفعش لبعض لا طريقه تفكيرك ولا الطريقه اللي انت اتربيت ونشأت بيها بره غير هنا، جو التسليه اللي كنت بتعمله وتتصل نتكلم مع بعض عن حياتنا ماينفعش يحصل في مصر، مفيش حاجه اسمها صداقه بين راجل وست .. انت متعود على جو بره وفاكر الكلام ده هنا عادي .

ابتسم سراج باستخفاف من كلماتها،ضرب كفه بالأخر مرددًا باستياء

= بجد هي دي الطريقه اللي بتفكري فيا بيها؟ انا مش مصدقك بجد انا عملت ايه معاكي ولا اتكلمت في حاجه ما يصحش عشان تقولي لي ان انا بتسلى بيكي؟ اتجاوزت معاكي حدودي في ايه عشان تفتكري ان انا بعاملك بطريقه بره وناسي أصول مصر هنا، ده انا حتى طلبت إيدك للجواز.

أخفضت رأسها بتردد واضـح بقله حيله، في حين تنهد سراج بنفاذ صبر قائلاً بصلابة

= مممم سكتي تاني ومش عاوزه تردي عشان ما عندكيش رد، ماشي تمام، هو ده تليفونك؟

هزت رأسها بإيماءة خفيفة وهي تجيبه بعدم فهم

= ايوه هو، بتسال ليه .

أخذ سراج هاتفها من فوق الطاوله أمامه وبدأ يبحث بداخله عن نمره محدده، مرددًا باهتمام

= كويس انك مش عامله رقم سري لي؟ فين نمر طه أخوكي مش كان إسمه كده برده قلتلي في مره.. أيوه أهو .. بس يا رب يرد عليا بسرعه

سألته بخوف شديد وهي قاطبة لجبينها

= سراج انت اتجننت؟ خدت نمره طه ليه من تليفوني وبتتصل بيه دلوقتي هتقول له ايه؟ سراج اقفل بسرعه الخط ما تتصلش بيه .. سراج انا بكلمك رد عليا .

وضع هاتفها فوق الطاوله مره ثانيه، ونظر اليها بغموض وتحدي وهو يتحدث عبرا هاتفة الخاص

= الو مساء الخير، معايا أستاذ طه، انا سراج
بشتغل رجل أعمال حضرتك ما تعرفنيش.. بس
هنتعرف على بعض بعدين انا بتصل عشان أخد من حضرتك ميعاد .. عشان عاوز أطلب أيد أختك وفاء للجواز.

شهقت وفاء بصدمة مما فعله للتو! لم تصدق أنه هاتف أخيها أمامها وهو ينظر إليها بنظرة تحدي. كأنه يرسل لها رسالة مفادها أنه يريد  حقًا أن يكون معها و يتزوجها ولم يكن يتسلي بها كما اعتقدت.

** ** **
يـتـبـع.

ملحوظه الروايه سابقه هناك علي المدونه بفصل اللينك في المحادثات للعوز يتابع.

Continue Reading

You'll Also Like

12.4K 693 57
-مين المجنونة اللي توافق تتجوز واحد أيده مبتورة ومتجوز وتيجي تعيش في أرياف بدل مكانت عايشة في المدينة؟! مستحيل هتوافق بيا يا جماعة! رواية مختلفة، م...
4.7K 150 28
اشجان هى بطلة القصة اشجان شخصية واقعية موجودة بالفعل كل احداث القصة واقعية وان كنت هضطر لادخال بعض الاحداث الدرامية فهى لن تتعدى 1%من احداث القصة قمت...
3.4M 87.7K 34
روايه الدهاشنه بقلم ملكه الإبداع ايه محمد رفعت