حياة بعد التحديث (كامله) لـ خ...

By vbnjhhgbhhv

59.3K 3.7K 643

اسم الروايه حياة بعد التحديث الجزء 2 من "روايه بدون ضمان" تكمله لباقي الاحداث قصه فريدة و مهرة و ليان تابعون... More

مقدمة "تنوية"
اقتباس (1)
اقتباس (2)
اقتباس (3)
اقتباس (4)
تم تنزيل الفصل الأول علي المدونه
صور الأبطال الأساسية
الفصل الأول "الجزء" (1)
هام بخصوص الروايه.
الفصل الأول "الجزء" (2)
الفصل الثاني "الجزء" (1)
الفصل الثاني "الجزء" (2)
الفصل الثالث "الجزء" (1)
الفصل الثالث "الجزء" (2)
الفصل الرابع "الجزء" (1)
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع "الجزء" (1)
الفصل السابع "الجزء" (2)
الفصل الثامن "الجزء" (1)
الفصل الثامن "الجزء" (2)
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثانيه عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر "الجزء" (1)
الفصل السابع عشر "الجزء" (2)
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون "الجزء" (1)
الفصل العشرون "الجزء" (2)
الفصل الواحد والعشرين "الجزء" (1)
الفصل الواحد والعشرين "الجزء" (٢)
الفصل الثاني والعشرين "الجزء" (1)
الفصل الثاني والعشرين "الجزء" (٢)
الفصل الثالث والعشرين "الجزء" (1)
الفصل الثالث والعشرين "الجزء" (2)
الأخيـرة الجزء (1)
الأخيـرة الجزء (2)
الـخـاتمـة الجزء (1)
الـخـاتمـة الجزء (2)
روايه قابل للكتمان

الفصل الرابع "الجزء" (2)

1.2K 74 8
By vbnjhhgbhhv

فصل بتاريخ : 26/9/2023

#روايه_حياة_بعد التحديث الجزء الثاني
من روايه "بدون ضمان"

⁦✍️⁩#بقلم_خديجه_السيد

الفصل الرابع
_________________

في منزل وفاء، انتهت هي من تحضير السندوتشات إلى مهره لتدخل الى غرفتها بملامح حنونه واقتربت من مكتبها الصغير لتضع الطبق فوقه و رفعت الأخري رأسها لها بإبتسامة هادئة، و بادلتها الإبتسامة وفاء وهي تردف بتحذير

= حبيبتي ما تجهديش نفسك في المذاكرة كتير ولو حسيتي نفسك تعبانه كفايه كده وقومي نامي عشان صحتك، اتفقنا .

ظلت مهرة نظراتها نحوها هامسة وهي تهز كتفيها

= ما تقلقيش يا ماما روحي انتٍ نامي و ما تخافيش عليا.. تصبحي على خير .

نظرت إليها وفاء بقلق شديد، فقد عادت إليها الكوابيس في الفترة السابقة، وكعادتها ترفض الخضوع وتذهب إلى طبيب نفسي حتى يراها، ولعل حالتها الصحية والنفسية تتحسن أيضا. لكن مهرة ترفض هذه الفكرة دائمًا، على أمل أن تزول الكوابيس دون أن تتخذ تلك الخطوة، فهي لا تريد الذهاب. إلى الطبيب وتبدأ بالحديث عن قصة حياتها ومآسيها التي تحاول نسيانها بصعوبة بالغة، لكنها تفشل دائمًا.

رحلت وفاء الى غرفتها وصعدت فوق فراشها وقبل أن تغمض عينيها استعاد للنوم استمعت الى رنات هاتفها، برقم سراج لم تتفاجا فبهذه الأيام أصبح يتصل بها كثيراً لكن حديثهم لا يخرج عن اطار العمل فقط، أجابته وفاء بصوتها المتحشرج

= ازيك يا استاذ سراج اخبار حضرتك ايه؟ واخبار الشغل .

جاء صوت سراج المبتسم يرد

= الحمد لله كل حاجه ماشيه تمام، وانا كويس بس انا بتصل بيكٍ النهارده مخصوص عشان أشكرك على موضوع الشقه اللي رضيتي تبيعها
اخيرا ما تتصوريش عمي فرح بيها قد ايه
بجد شكراً جداً، كنت دايما شايل هم الموضوع ده ان لا قدر الله يحصل له حاجه قبل ما افرحه في آخر أيامه .

أبتسمت بتفهم وهي تجيب عليه بهدوء

= ربنا يخليهلك وانا ما عملتش حاجه، و كان لازم اعمل كده من الأول اصلا طالما اتاكد من نيتك الكويسه و كل اللي عاوز تعمله تسعد راجل كبير وترد له الجميل.. وفاهمه كمان كويس ان موضوع الشغل ده دخلتني فيه وساعدتني رغم ان انا مش هفيدك بحاجه بس عشان خاطر موضوع عمك

هز رأسه سراج وهو يواصل حديثه بنفس النبره الهادئة

= بس انتٍ بالنسبه لي عملتي خدمه كبيره أوي، وكنت عاوز اردهالك باي شكل وما لقيتش قدامي اساعدك غير بالطريقه دي وانا مش ندمان ولا حاجه اني دخلتك شريكه معايا
وبعدين مين عالم؟ ممكن الخطوه دي تكون فرصه كويسه لينا ونبدا شغل كتير مع بعض وصدقيني انتٍ ذكيه وبتحبي تجتهدي وتتعبي في الحاجه لو بتفهمي فيها وانا ممكن واحده واحده افهمك الموضوع وتيجي حتى هنا وتشتغلي معايا لو حابه .

ضحكت وفاء بعدم تصديق وهي تقول بنبرة متوترة

= اجي فين تركيا، الموضوع صعب شويه انا اهلي وناسي ومدرسه بنتي واصحابها وكل حياتي هنا وما فكرتش خالص ان انا ممكن أسافر برة مصر في يوم.

اجاب سراج باهتمام وتفهم جيد الامر بالنسبه لها

= كل حد بيسافر وبيتغرب بيقول نفس الكلمتين دول في البدايه، حتى انا بس مع الوقت بتتعودي على الحياه هناك خصوصا لما تحققي نجاح وعيله وكيان ليكي، هتحبي الحياه بعد كده وتتعودي عليها، صحيح هيجي عليكي أيام وتشتاقي لبلدك اللي اتربيتي فيها .. بس ده شعور طبيعي وعادي تحسي بيه وبتحولي تواسي نفسك بالزيارات كل مده.

هزت وفاء رأسها بتفهم ومع ذلك ردت بحرج قليل

= متهيالي نسيبنا من موضوع اني اسافر ده شويه على جنب، ونركز انك ممكن تعلمني الشغل من هنا افضل، و انت قلتلي الكلام ده قبل كده ممكن اشتغل من هنا واتابع الشغل عن طريق النت .

وبعد ذلك استمر الحديث بينهما ساعة بعد ساعة ولم يشعرا بالوقت، حيث أخذهما الحديث إلى موضوع آخر، حيث بدأ سراج يتحدث عن حياته الشخصية قائلا إنه سافر إلى تركيا عندما كان في العشرين من عمره وأكمل دراسته هناك، ثم تزوج من امرأة تركية وأنجب منها طفله الوحيد "رسلان". وروى كيف ساعدت زوجته كثيراً في مشروعه حتى بدأ اسمه ينمو وينتشر هناك في تركيا. وبعد سنوات توفيت زوجته وحزن جداً على فراقها لأنه لم يكن لديه أصدقاء أو أي أشخاص آخرين مقربين منه في ذلك الوقت، وبدأت وفاء تتفاعل معه بالحديث وتواسيه بالكلمات الودوده، وبدأ الأخر يسألها عن حياتها الشخصية ومتى توفي زوجها وكيف مات، ورغم ضيقها من تلك الذكرى إلا أنها ردت باقتضاب وأجابت اجابات باختصار شديد. وبعد فترة هتف فجاه بصدمه

= ايه ده؟ تصوري أن عدي اكتر من ثلاث ساعات واحنا بنتكلم عن حياتنا وما حسيناش بيهم، الوقت خدنا من غير ما نحس

اتسعت عيناها بذهول وهي تنظر إلى ساعه الحائط أمامها وقالت بعدم تصديق

= ايه ده معقول انا الساعه فعلا عندي أربعه الفجر يا نهار ابيض، انا ازاي ما ركزتش ولا خدت بالي من الوقت ده .. الكلام فعلا خدنا و محسناش خالص، انا اسفه اكيد عطلتك على شغلك وحاجات كتير .

هز رأسه سراج برفض، ثم أخرج تنهيدة مشحونة من صدره قائلاً بنبرة عميقة

= لا خالص، انا طول ما بصحى بفضل اشتغل فمش هيجرى حاجه لو اخذت كام ساعه راحه شويه وبعدين انا ما اتضايقتش ومعنى ان احنا فضلنا اكثر من ثلاث ساعات بنتكلم من غير ما احس على نفسي؟ فدا مؤشر كويس ليا ان انا اتبسط وما ضيعتش وقتي على الفاضي، و الفضفضه معاكي كانت شيء جميل واتبسط بالحكاوي اللي حكيناها لبعض .

اختنق صوتها بخجل طفيفة وهي تقول بارتباك ملحوظ

= طب انا لازم اقفل بقى، عن إذن حضرتك مع السلامة.

❈-❈-❈

= إيه القمر دول، بسم الله ما شاء الله دول احفادك؟ بس اول مره اشوفهم معاكي ما كانوش بيجوا قبل كده ليه

قالتها فريدة وهي تطل برأسها من خلف الباب راسمة على ثغرها ابتسامة لطيفة محببة ظهرت عندما شاهدت تلك الطفلتين اللذين يرقدون فوق فراش عواطف! حدقت عواطف فيها بأعينها بحنان وهي تقول

= هم زي احفادي كده، دول بنات بدر اللي بيجي يزورني كل فتره هنا، كنا جيران زمان قبل ما اولادي يموتوا في الحرب وابقى لوحدي واجي هنا الدار.. في الخير بدر ده و تقريبا هو الوحيد اللي بيجي هنا يزورني، دول بناته وما لوش غيرهم، مراته أصلها الله يرحمها ماتت بعد ما ولدتهم وسابتهم لي يرعاهم ويهتم بيهم لوحده .

التفتت بأنظارها إلى الصغار النائمين على فراشها محدقة فيهم بأسف كبير، و غمغمت بحزن عليهم

= ربنا يرحمها البركه، فيه بقى

ردت قائلة باستغلال للأمر بابتسامة لطيفة

= اه يا عيني ربنا معاه ويقدره على الحمل والمسؤوليه الكبيره اللي شايلها لوحده، بس هو للامانه مش سايبهم ده بيغسل ويطبخ ويشتغل ويراعيهم وكل ده لوحده ! ولما لقيته عاوز يوديهم حضانه خاصه ترعاهم خفت عليهم وقلت له هاتهم هنا عندي .

ثم تابعت حديثها مضيفة بقصد باهتمام كبير

= ابن حلال بدر ده وما فيش منه وطيب وحنين اوي، هي بس الدنيا اللي جايه عليه اصل يا عيني يتيم اتربى في ملجأ أيتام لحد سن ١٢ سنه كده جت واحده اتبنته اللي هي كانت جارتي زمان بس ماتت وبعد كده اتجوز مراته وماتت برضه بعد ما ولدت الطفلين دول وسابته لوحده، هو بيشتغل في ورشه تصليح سيارات ايده تتلف في حرير والناس بتجيله من اخر الدنيا عشان تصلح عنده أصله بيتقي ربنا في اسعاره وفي شغلة.. ولا فروض ربنا مش بيسيبها ده بيصلي و...

اقتربت فريدة لتعطيها الدواء، بينما لم تتوقف الأخرى عن الثرثرة عن هذا الشخص الذي يدعى بدر وكيف أنه شخص شهم، وبدأت تروي حياته الشخصية وعمله أيضًا، مما جعل فريدة تنظر إليها بنظرة متطرفة بالضيق، ثم قاطعتها بهدوء زائف

=طنط عواطف في حاجه حضرتك انا كل اللي سالته دول احفادك ، بس فجاه دخلتيني في حوارات كثير وعماله تحكيلي عن ابوهم وبيشتغل ايه وعماله تشكري فيه انا مالي بكل ده.. ومش فاهمه ليه بتعرفيني كل ده أصلا

ابتسمت لها إبتسامة عريضة وهي تقول بنبرة مترددة

= اجيبها لك كده من غير لفه ودوران انا قاصده اقول لك الكلمتين دول عشان في حاجه كده في دماغي بس مش عاوزه تفهميني غلط ..

لوت ثغرها للجانب قائلة باقتضاب

= اتفضلي حضرتك خير.

أحاطتها من كتفيها الأخرى بود،هاتفة بكلمات ذات مغزى

= اصل بدر ابوهم بيدور على عروسه تشيل معاه مسؤوليه بناته، ومش لاقي حد مناسب قدامه في المنطقه وهو كتوم شويه يعني مش متدردح كده وممكن يروح يكلم بنات و يتعرف والكلام ده اصلا محترم اوي.. و والله ما بقول لك كده وخلاص انا عارفاه كويس .. المهم يعني في مره كان بيزورني هنا وقال لي على موضوع العروسه ده، في الاول ما جيتيش في بالي بس بعد كده فكرت فيكي! خصوصا لما عرفت يعني لا مؤاخذه انك مش بتخلفي وفهمت انك مطلقه وليكي ظروف خاصه كده وقلت...

تعذر عليها التنفس بتلك اللحظات وهي تسمع لها، فشحب لون وجهها وتشنجت تعبيراتها معلنة عن دخولها في نوبة غضب! نتيجه كلماتها تلك؟ ربما تكون كلمات بسيطه لكن جرحتها واشعرتها بالاهانه لا تعرف لما؟ او هي أصبحت حساسه من ذلك الموضوع و زاد جنونها ورفضت تصديق الواقع المؤلم، لذا لم تشعر بنفسها وهي تقاطعها بانفعال مرعب

=و قلتي أكيد واحده زيها عاقر لما هتصدق تربي طفلين وتكون خدامه ليهم ولابوهم، و مش هتفتح بقها ده كتر خيره على الثواب اللي هيعمله فيها هي تطول حد يبصلها وهي بظروفها دي.

انصدمت عواطف من انفعالها الزائد فجاه، لتقول بتوجس

= والله يا بنتي ما قصدي كده انتٍ فهمتي إيه، حقك عليا قطع لساني لو اقصد اجرحك بكلمه انتٍ فهمتي غلط انا كان قصدي..

قاطعتها مرة ثانية بإصرار ظهر بوضوح في نبرتها العصبية

= خلاص يا مدام عواطف فهمت غلط ولا صح مش هيفيد بحاجه، و انا اسفه ان انا برفض طلبك العظيم والخدمه الكبيره اللي بتقدمهالي وابقي دوري على عروسه تانيه لابنك ولا قريبك ده! لكن انا ولا بفكر اتجوز تاني ولا هعيد القرف اللي انا شفته اولاني مع جوزي .. واصلا الجواز مشروع فاشل ومجتمع فاشل وانا مش عاوزه ارتبط تاني مره! وهفضل طول حياتي كده.

التفتت لترحل الى الخارج بسرعه، وصاحت عواطف باسمها بلهفه وهي تنهض بثقل عن فراشها ممددة ذراعيها نحوها

= يا فريده استني.. طب اسمعيني يا بنتي.. يا فـــريــده .

كانت سماح قادمه الى الداخل لترى فريده تخرج بسرعه دون ان تنظر اليها، عقدت حاجبيها بتعجب متسائلة باستفهام

= مالك يا مدام عواطف في ايه؟ بتندهي على فريده ليه وهي ماشيه كده متعصبه ليه! هو حصل حاجه .

عبست بوجهها بإحباط وهي تقول بإحراج وحزن

= شكلي عكيت الدنيا والله ما كنت اقصد يا بنتي انا لما سمعتكم بتتخانقوا قدامي وعرفت انها مطلقه ومش بتخلف فكرت ان انا اجوزها لقريبي بدر ده والاثنين مناسبين لبعض بس هي فهمت غلط

رفعت حاجبها للاعلي بدهشة لتنظر إليها بفضول

= لا واحده واحده كده وفهميني بدر مين؟؟ اللي انتٍ عايزه تجوزهولها، وشافها فين ده .

❈-❈-❈

وفي داخل عنبر السجن، فُتحت البوابات أمام رجال الشرطة ليأمروا السجناء بحسب التعليمات، بينما نهض حسام من سريره بوجه منزعج فلم يكتفي بالنوم. وعلى الرغم من الأشهر التي مرت عليه داخل السجن، إلا أنه لم يعتاد بعد على هذه الطريقة القاسية في الاستيقاظ.. خرج إلى الردهة حيث كان السجناء لكن كالعادة، قام أحد السجناء بسحبه بقوة وعنف نحو الحمامات وأمره بنبرة غير قابلة للنقاش بتنظيفها؟ فنظر إليه حسام بصمت، ولم يجرؤ على الاعتراض.. ليثني جذعه العلوي حتى يصل إلى أرضية الحمامات، ليمسح الأرضيات جيداً كما أمره، ثم بدأ يغسل المغاسل والمكان المخصص لقضاء حاجتهم جيداً. وشعر بالظلم الشديد من هذه المعاملة، ولم يتمكن من الاعتراض حتى لا يتعرض لعقوبة قاسية منهم.

وبعد انتهائه بما كلفه به المسجون ذهب له ليخبرة بأنه قد انتهي، حدق إليه الأخر طويلاً ثم قال بلهجة خشنه

= طب يلا يا حيلتها على المطبخ ، عندك شغل هناك .

تنهد حسام بتعب شديد ثم توجه الى المطبخ بارهاق دون اى كلمه وهو يتافف بنفس غير راضيه وبمجرد دلوفه الى ساحة المطبخ، امره الطاهي ان يجلى الاوانى والاطباق والاكواب المتسخه، انصدم حسام لرؤيته الكم الهائل من الاوانى والاطباق والاكواب، وحاول أن يتحدث بتوتر قائلاً

= ايوه بس دول كتير أوي، انا هعمل كل دول لوحدي.

نظـر إليه بعينان تقدحان شراً وأقترب منه بشده قائلا بصوت جهوري غاضب

= لا تصدق ياض صعبت عليا، عاوز مساعده يا نن عين امك؟ تحب اشمر واساعدك أنا؟ بس كل طبق هغسله هنزل بايدي على قفاك .. اشتغل ياض وبلاش غلبه انا عارف بيجيبوكوا منين .

لم يتكلم، بل بدأ في عمله على الفور بخوف شديد. كانت الأيام في سجنه تمر ببطء شديد. وظن أن الساعات أصبحت سنوات. بالاضافه إلى ذلك أنه لم يعد لديه القدرة أو القوة على تحمل ما يحدث له هنا.. لكنه اضطر إلى ذلك، فلم يكن هناك خيار آخر؟ أعتقد سابقا إن فترة عقوبته ستمر سريعاً دون عواقب.

لكن ما حدث هو العكس تماماً، وهذا هو الحال منذ أول يوم دخل فيه إلى هنا! و استقبلة المسئولون بالسجن المتهمين بما يليق بمركزهم هنا ومنهم من رحب بحضوره! وفي من تعرض منهم للضرب المبرح والمعاملة القاسية عندما حاول الاعتراض على أوامرهم في البداية، ولم يكن يعرف كيف يعمل النظام هنا، ومن هو الريس هنا الذي تعليماته أوامر بلا نقاش! لم يتخيل للحظة أنه سيقوم بهذه الأعمال بنفسه، وبالتالي لا يستطيع الدفاع عن حاله أمام السجناء ولا يستطيع رفض طلبهم.. حتى حالته النفسية تدهورت كثيراً عندما بدأت والدته بعدم القدوم لبعض الزيارات، تارة بحجة التعب وتارة بسبب انشغالها ببعض الأعمال! لكن حسام أصبح حساسا من هذا الأمر وشعر أن والدته ستنساه مع الوقت ولن تأتي هنا مرة أخرى؟؟ ولذلك لم يجد إلا الخضوع لهم حتى يمر حكم سجنه سريعاً ويطلقون سراحه.

❈-❈-❈

استقبلت دلال أيمن بترحيب ودود بعد قدومة إلى المنزل! فلم تعد متفاجئه من مجيته الى هنا؟ في السابق كانت ترفض بالفعل وجوده في نفس المكان لكن الامر اختلف كليا عن الاول؟ فاذا لم ينقذها ويعود ليتزوج ابنتها ما كانت هنا بجانبها الآن؟ صحيح بالاول ساهمت لنهائي تلك الزيجه لكن الان عودت لتساهم بالعوده من جديد، ورغم انها لم تكون راضية على الأمر بنسبه كبيره لكن لم تجد حل اخر امامها لإنقاذ حياة ابنتها من اقارب زوجها، فبعد الانتهاء من كتب الكتاب رحل وترك
لـ ليان المساحة لتفكر وتراجع نفسها دون ضغوطات منه! حمحم أيمن قائلا بهدوء

= ازيك يا طنط دلال، ممكن ادخل

ابتسمت له حماته قائلة بترحيب

= اه طبعا اتفضل يا ابني اهلا وسهلا شرفت

هز رأسه بهدوء ودلف للداخل و أغلقت دلال باب منزلها، بينما هتف أيمن باهتمام

= هي ايه الاخبار عم ليان محاولش يجي هنا تاني صح

لوت ثغرها بابتسامة عابثة وهي تقول له بتوضيح

= اه الحمد لله ما جاش تاني بس بيتصل كل فتره وبيطمن علينا وقال لي هيجي كل فتره يطل هنا ويشوف الوضع بدل ما يتفاجئ بعد كده بمصيبه عاملينها ومخبيينها عليه، يعني نعمل احتياطاتنا وحسابنا ان كل شويه هيجي هنا عشان يتاكد ان ليان فعلا هتروح بيتك ولا لاء

هز رأسه أيمن بضيق شديد بعد أن تفهم حديثها جيد، ثم أردف بصوت متردد

= فهمت، طب هو انا ممكن اشوف ليان

أشارت له بيدها بأن يجلس فوق المقعد قائله
بعدم اعتراض

= استريح هنا لحد ما اندهلها من اوضتها

هز رأسه بالإيجاب وجلس ينتظرها، وهو ينظر الي الفراغ بشرود و قلبه يقرع بقوه رغم ملامحه تبدو ظاهرة بجمود شديد وعقله غير مستوعب ما حدث للان؟ هي عادت زوجته بالفعل أم أنه يتوهم بذلك؟ هو كان يحلم و يستيقظ كـكل مره بأنها عادت إليه من جديد، كان من المفترض يعيشوا مع بعض منذ سنه أو أكثر كـ زوج وزوجه ولكن ما حدث كان غير متوقع بالمره، أخذ نفسٍ طويل مُحمل بمشاعر كثيره متضاربه ومختلفه بقوه !! وبعد فترة خرجت دلال بمفردها بوجه محتقن بشدة ونظرات مليئة بالغضب! عقد هو حاجبيه باستغراب قبل أن تتحدث الأخري بغيظ شديد من أفعال ابنتها المتمردة

= مش عارفه اقول لك ايه يا ابني، عماله احاول معاها كتير تطلع تشوفك وهي رافضه وقالتلي انا خدت منوم وهنام و آآ.. و مش عاوزه وجع دماغ

أطال أيمن النظر نحوها بعدم تصديق وهو يسألها باستخفاف غاضب

= وانا بقيت بسبب للهانم وجع دماغ؟؟ تمام يا طنط براحتها بس قوليلها ان انا هاجي تاني عشان اخدها، هي دلوقتي مراتي وغصب عنها هتيجي تسكن معايا من تاني! و مش عشان حكايه عمها اللي هيجي كل شويه هنا يتاكد من موضوع جوازنا بس عشان انا عاوزها... عاوزه مراتي ..!!

ضغط على كلماته بلهجه شديده ثم احتدت نظراته وهو يتحرك صوب الباب للخروج مضيف بصوت قاتم

= ولولا أنها واخده منوم زي ما بتقول كنت دخلتلها دلوقتي، ونبقى هناك بقي نتفاهم براحتنا على وجع الدماغ اللي انا بسببهلها.. سلام.

❈-❈-❈

أملك قلبا لا يؤذي أحدا، لكنه يؤذيني.

هوت فريدة بجسدها فوق الفراش بعد الإنتهاء من عملها حيث رحل الجميع إلي منازله، وقعت عيناها على صوره سونار طفلها و تنهدت بحزن وهي تتذكر كيف رحل دون أن تراه وتحمله بين ذراعيها وتخبره انه أصبح رجلها من الآن.. انحدرت دمعه من عينيها مسحتها سريعاً، وشعرت بالاختناق من تدفق الذكريات
المؤلمه التي لا تذهب عن بالها ابدا.

نظرت حولها وتذكرت حديث صديقتها عندما أخبرتها، أن تلك الوحدة هي السبب الرئيسي في تدفق الذكريات لها كل ليله وتقتلها، وبدأت تتساءل.. لو أن لها فرصة تتخلى بها عن كل ما آلمها، تمحي من خاطرها.. لو تعرف كيف يطوي المرء حزنه ويلقيه بعيدًا.. لو يصادفها النسيان وتمضي دون ثقل يُشقينها.. فتلك الحياة تضيع منها بالفعل وهي تقف كل ليلة تراقب تسرب الأيام والشهور من حياتها، لكن عاجزة عن العودة للأيام الرائعة من حياتها.

اليوم، وغدا ودائما تبكي بمفردها، تبكي لأن كل الأشياء التي آمنت بها يومًا لم تحصد منها سوى خيبه وهي مُتعبة من محاولاتها المستمره للتخطي وعدم الالتفات دون الوصول لِجهه آمنة حتى الان."

وبدات تشرد في حديث السيدة عواطف حينما عرضت عليها فكره الزواج من شخص ارمل لدي طفلتين ويريد ان يتزوجها لتراعي اولادة! حينها ثارت عليها بانفعال ولم تعطيها فرصه ورحلت.. وتذكرت أيضا حديث صديقتها في الصباح معها عن ذلك الموضوع .

أردفت سماح قائله بنبرة إصرار

= يا بنتي ما تسمعي الكلام وبلاش تضيعي الفرصه دي من ايدك، جربي تقابلي حتى الراجل اللي مدام عواطف قالت عليه ولو ما عجبكيش خلاص ما حدش هيغصبك على حاجه مش عاوزاها .

قاطعتها فريدة بصلابة قليلة

= سماح انتٍ عارفه من ساعه ما عرفتي الموضوع ده وكام مره تفتحي معايا؟ وبرده بقول لك لا وانتٍ مصممه، هتخليني ازعل منك تاني ليه واحنا لسه متصالحين من مده .. انتٍ مش قلتي مش هتدخلي في حياتي تاني ولا هتفضلي تزني بعد ما عرفتك كل اللي حصل لي

رفعت أنظارها للأمام مبتسمة بهدوء قائله

= حصل بس الموضوع دلوقتي غير، وبعدين هو انا بكلمك في موضوع اهلك دلوقتي انا بكلمك في موضوع خاص بحياتك اللي جايه، وبصراحه بقى انا شايفه ان دي فرصه ما تتعوضش و ده الشخص المناسب ليكي ولظروفك .. بكره لما تتجوزي البنتين دول انتٍ اللي هتربيهم وهيبقوا زي ولادك بالضبط

نهضت واقفًة من على مقعدها مشيرًة لها بيدها وهي تتابع بنبرة عقلانية

= تخيلي كده مع نفسك! مش احسن من الوحده اللي انتٍ فيها.. عشان كده مش عايزاكٍ تضيعي الفرصه من ايدك مش هتيجي تاني.. وبعدين هو انتٍ عاوزه اكتر من كده ايه؟ جالك بدل العيل عيلين وهتربيهم من و هم صغيرين وبكره ينادوكي ماما عشان انتٍ اللي هتربيهم وهم ما شافوش والدتهم حتي.

رغم عنها بدات بالفعل أن تسرح بخيالها و تتخيل بأنها تمتلك عائله صغيره، مكونه من زوج و اطفال صغار يخصونها هي فقط! ترعاهم وينادوها بامي، كم جميل الشرود بذلك حقا! لكن تلك الحياه بالتاكيد ستكون مجرد خيال ولم تحدث بالواقع، كتمت بصعوبة المها الموجوعة عليها، لكن زاد ألمها وكذلك حدة الوخزات التي أوجعت حلقها، و رغم ذلك قالت بهدوء

= يا سلام حليتي موضوع الاطفال، طب و بالنسبه للراجل اللي هتجوزه ده فكرتي فيه؟ وانا اعرف عنه حاجه عشان اثق فيه وامن على نفسي معاه.. سماح انتٍ مش فاهماني ولا هتفهميني اللي جوايا صعب، انا مبقتش اثق ولا في أي راجل، محدش يستاهل ثقة حد عموماً انا واحدة كنت بثق في اي انسان يضحك في وشي بس.. يعني انا لو لسه مقبلاكي النهاردة لأول مرة هقعد احكيلك قصة حياتي كلها.. انا كنت كده للاسف.. وبثق في الناس بسرعه وبصدق ان اللي قدامي عمره ما هياذيني! حتى الثقه دي كنت بثقها في اهلي والنتيجه كانت ايه.. أنا اتغيرت لما قرب الناس ليا ولقلبي وكل حاجة في حياتي ادوني كـف على وشي..

أمسكت الأخري يديها بحنان تشجعها بكلمات بسيطة قائله باهتمام

= بلاش تشاؤم وبكره ان شاء الله كل حاجه هتتصلح وتبقى زي الأحسن وكل المخاوف اللي جواكي دي هتروح لوحدها، بس لما انتٍ تحاولي وتخشي تجارب جديده مش هتتغيري لوحدك.. وبطلي بقى اسطوانه انا هفضل كده لوحدي ومش هتجوز خالص بذمتك دي حياه؟ العمر بعد كده هيجري وهتلاقي نفسك لوحدك وهتندمي .. خديها مني نصيحه طالما مش عاوزه ترجعي لاهلك ومش قادره! يبقي ابني عيله تخصك لوحدك و تعوضك

حديثها بالفعل لمس قلبها، صمتت للحظة لتلتقط أنفاسها قبل أن تتحدث ببطء

= انا ممكن في يوم افكر اتجوز بس لما اقابل شخص مناسب.. اللي متقدم ده مش مناسب
او ممكن انا اللي في وضع مش مناسب ان ابدا حياه وارتبط من تاني؟ عارفه لما تكون ثقتك بنفسك ضعيفة و تربطي سعادتك بشخص؟ وقتها بتتنازلي عن كل حاجه وترضي بقليلك وانا مش عاوزه ابقى كده .. ‏انا محتاجه اقابل حد يثبتلي إن مش كل الناس وحشة.

اقتربت إليها مواصلة الربت على يدها بحنو مطمئنة وهي تجيب بهدوء جاد محافظة على ثبات نبرتها

= عارفه هتلاقي الشخص ده امتى؟ لما تحبي يا فريدة، وتسيبي نفسك للدنيا مره ثانيه وتعيشي بجد، لكن انتٍ دايما حاطه في دماغك ان ده الحل وأن عمر ما حد هيعرف يوصل لك ولا يؤذيكي طول ما انتٍ حابسه نفسك في الاوضه جوه وده مش صح، في ايه لو جربتي تاني حتى لو فشلتي ما انتٍ اتعلمتي من تجربتك اللي فاتت وقلتي بنفسك كده؟ يبقى جربي واتعلمي تاني .

تأهبت حواسها من كلماتها لكن رغماً عنها
أجابتها فريدة بسخرية مريرة و بابتسامة باهتة

= الكلام سهل يا سماح وبعدين حب ايه اللي احبه، ولله انتٍ فايقه ورايقه ومين اصلا ده اللي هيحبني وعلى ايه؟ ولا أنا ممكن أحب بعد اللي شفته كله و افتح قلبي لمين؟ احنا محتاجين ناس تستحملنا قبل ما تحبنا يا سماح ! وانا الحمد لله ولا لقيت اللي يحبني ولا إللي يستحمل وضعي .

زاد رفضها، بينما حاولت سماح امتصاص احباط صديقتها قائله بحذر

= طب هو مين قال لك انك مش هتلاقي، طب ما هو موجود مش انتٍ هتربي لي عياله... قصاد كده بقى يستحملك ويقبل وضعك ومين عارف مش ممكن يطلع ابن حلال وكويس، هو يطول أصلا بس انتٍ بلاش تنشفي دماغك واقبلي وبلاش ترفضي المرة دي.

التفتت نحوها وتضاعف ارتباكها وهي ترد بتجهم

= انتٍ بتقولى ايه يا سماح ؟؟ وهو لو طلع انسان کویس استغله يعني !! و ايه الكلام الغريب اللي انتٍ بتقوليه ده ايه دي قصاد دي! ده جواز هو لعب عيال.. بقول لك ايه؟ اقفلي على السيرة دي خلاص بقى وانا اصلا اتخنقت مع مدام عواطف و هبيت فيها هبه جامده و اكيد وصلت الكلمتين دول للعريس ومش هيفكر تاني فيا، يعني الموضوع اتقفل من قبل ما يبدأ اصلا

نظرت لها سماح بعتاب وهي تقول بنبرة جادة

= أولا ما اسمهاش استغلال، خدمه قصاد خدمه، وهو الجواز ايه غير اتفاقات! وثانيا بقى واهم حاجه مدام عواطف لما اتكلمت معاها وحكيتلي ظروف الجدع اللي اسمه بدر ده .. عرفت انه لما يصدق اي واحده تقبل بظروفه قصاد انها تربي العيال وهو مش عاوز اكتر من كده.. وما اعتقدش انها استعجلت وحكيتله اللي حصل، واديكي شايفه بنفسك كل يوم والثاني بنشوف العيال عندها، يعني معنى كده أنه لسه ملقاش العروسه المناسبه

❈-❈-❈

في منزل وفاء، وضعت مهرة اكواب العصير أمام الضيوف وهي تشعر بالتوتر منهم؟ بينما
كانت تطلع وفاء إلي مروة بامتعاض ظاهر علي ملامحها، ثم هتفت قائلة بقصد وهي تجذب مهرة من ذراعها نحو الأريكة لتجلسها إلى جوارها

= اتفضلي اشربي العصير يا مروه كرم الضيافه هنديهلك حتى لو مش طايقاكي وبعد ما اهنتي بنتي و اهنتيني انا كمان ومع ذلك دخلتك بيتي من تاني، عشان انا بس بنت اصول ومتربيه وبحترم الناس اللي بتدخل بيتي حتى لو مش طايقاها

استدارت برأسها نصف استدارة لتجيبها بحذر

= ايه لازمته الكلام ده بس يا وفاء، للدرجه دي شايله مني؟ ما أنا قلت لك انا اسفه وجايه لك مخصوص النهارده مع اخوكي عشان اعتذر لك عاوزاني اعمل لك اكثر من كده ايه؟.

نظرت وفاء ناحيتها هاتفًة بوجه خالٍ من التعبيرات

=اللي انتٍ عملتيه يساوى عندي كتير أوي يا مروه ومع ذلك هكبر دماغي واسامح عشان اخويا بس، وانا بتكلم عن نفسي انما انتٍ لسه في حد ما اعتذرتيش لي مع انك غلطتي فيها اكتر مني وهي اللي تستاهل الاعتذار

رمقتها مروة بنظرات مهينة تجاه مهرة، وردت بنزق

= هو مش انتوا الاتنين واحد وانا اعتذرتلك مش كفايه .

ابتلعت ريقها مهرة وضغطت على شفتيها قائله بتردد محاولة تلطيف الأجواء

= ماما وفاء خلاص انا مش زعلانه وكفايه فعلا انها اعتذرتلك اكنها اعتذرت لي انا كمان

لم تجب عليها وفاء بل إكتفت بالنظر إليها بضيق شديد وعدم رضا من كلماتها فهي تحاول ان تجعل لها قيمه ولا تريد ان تمرر الأمر هكذا بهذه البساطه حتى لا يتجرا احد مره ثانيه عليها ويقلل من شانها، ثم إستدار طه قائلا بجدية

= مروه اعتذري وطيبي خاطر مهره انتٍ غلطتي فيها اكتر من مره، خلينا يلا نخلص الليله دي على خير و طالما جيتي يبقى اعتذري لكل اللي غلطتي فيه.

تنفست مروة بعمق مستجمعة شجاعتها لتقول الكلمات شاعرآ بضيق مكتوم وضغطت على شفتيها قائلة بتمهل مدروس

= حقك عليا يا مهره واوعدك مش هعمل اللي عملته تاني ولا هعملك بالطريقه الوحشه دي لو جيتي تاني بيتي و أنا اسفه، ها لسه زعلانه مني؟

أخفضت مهرة رأسها أرضاً كالتائهة وهي تري لأول مره أحداً يُعاملها وكأنها روحً من حقها أن تنال كلمة أعتذار، وبعد فترة هتفت بخفوت

= لا مش زعلانه ما حصلش حاجه يا طنط مروه وانا والله ما فيش حاجه من اللي في دماغك حقيقي و من اللي حضرتك كل مره تتهميني بي.. انا بعتبر ولادك اخواتي فعلا وعمر ما في حاجه تانيه هتحصل غير كده .

قال طه بهدوء وهو يشير بيده

= واحنا مصدقينك يا مهره خلاص خلينا بقى نقفل على السيره دي وننساها ولا اكنها حصلت والحمد لله ان النفوس كلها اتصافت .

بعد فتره اخذ طه مروه ليرحلون من المنزل، و نوعاً ما كانت وفاء راضية من اعتذارها بينما في الأسفل صعدت السياره واغلقت الباب بحدة وهي غير راضيه من إجبار زوجها لها لفعل ذلك، ضربت جانبيها براحتي يدها مرددة بانزعاج

= يا ريت تكون مرتاح دلوقتي بعد ما حلفت عليا بالطلاق وكنت هتطلقني عشان غلطه زي دي.. و... انت بتعمل ايه يا طه؟؟

صمتت للحظة و رمقته بنظرات مصدومة لرؤيتها إياه يقبل كفها وهو يجيبها بصوت نادم

= حقك عليا يا مروه انا غلطان انا كمان ولازم اعتذر ما كانش ينفع تحت اي سبب احلف عليكي بالطلاق بس انتٍ عصبتني وضيقتيني فعلا منك، و مش موضوع انك غلطتي في مهره واللي عملتيه معاها بس؟ لا الموضوع اكثر و انك ما كبرتنيش ولا احترمتي وجودي ولا وجود اختي.. بس انا كنت مصمم انك تعتذري عشان لقيتك بتدخلي في حته مش بتاعتك انتٍ عمرك ما كنتي وحشه لا بتظلمي حد كده يا مروه.

ثم أضاف طه بصوت جاد للغاية بعقلانية و تريث

=و زي ما طيبتي خاطر اختي عشاني و سمعتي كلامي انا كمان بطايب خاطرك اهو وبقول لك انا اسف، وانا مش واخدك يا بنت الناس من بيت ابوكي عشان اكسر خاطرك بالطريقه دي ولا اطلقك على أي سبب، و كان لازم احل الامور احسن ونتفاهم انا وانتٍ بدل ما اخرب البيت واحلف بالطلاق لانك كان ممكن تعندي معايا بس انتٍ ما عملتيش كده! بس انتٍ اللي كنتي منشفه دماغك عليا بس مش هيتكرر تاني.. ويتقطع لساني يا ستي لو فكرت احلف عليكي بالطلاق ثاني مره

احتوائه للامر بتلك الطريقه الساحره لها، وانه اجبر بخاطرها هي الأخري! و اعتذار منها بندم جعلها الى حد ما تدرك قيمة خطاها وتتراجع عن اي أفكار سيئة تجاه مهرة، ضغطت على شفتيها بخجل طفيفة من نفسها وهي تقول بنبرة متوترة

= بعد الشر عليك ما تقولش كده، خلاص انا مش زعلانه وقابلت اعتذارك كمان.. و اوعدك ان انا مش هضايق اللي اسمها مهره دي، بس طول ما هي بعيده عن عيالي.

❈-❈-❈

ذهبت ناهد لتفتح الباب بعد أن استمعت الى صوت الجرس، لتجد سالم امامها وبصحبته أبنته ليلي! اندهشت من وجوده بصحبة حفيدتها بذلك الوقت دون اخبارها مسبقا، و أشارت ملامح وجهها ونظراتها إلى ذلك،هي لم تتوقع مجيئه بتلك الأيام، وقبل أن يدفعها فضولها للسؤال بطريقة قد تربكه، هتف سالم موضحًا

= معلش يا مدام ناهد ان انا جاي من غير ميعاد، بس اتصلت بيكٍ قبل ما اجي ما ردتيش وانا كنت مستعجل في اللي عاوز اقوله لك

سألته ناهد باهتمام وهي تشير بعينيها نحو الداخل

= لا ولا يهمك اتفضل، بس خير في حاجه اصلك جايب ليلى معاك وقلقتني بصراحه

ابتسم سالم لها بخفة وهو يضغط برفق على يد أبنته قبل ان يامرها بهدوء

=لا ما تقلقيش الموضوع بسيط، ليلى ممكن معلش تدخلي الاوضه بتاعتك وتسيبيني انا وتيته نتكلم براحتنا

هزت راسها بالايجاب ورحلت وتركتهم، و مرت أكثر من ساعة ولم تسمع ليلى صوت والدها بالخارج لتضطر ان تخرج لتري ماذا يفعل؟ ثم انعقد ما بين حاجبي ليلي باندهاش عندما لم تجده بغرفة المعيشة وهي تتساءل بغرابة

= هو بابا فين يا تيته؟

نظرت إليها ناهد وهي تقول بنبرة هادئة

=باباكي سافر هو ومراته عشان يقضي شهر العسل بتاعهم يا ليلي، اظن انتٍ اكتفيتي منه وبزياده، المره اللي فاتت لغى شهر العسل بتاعه مخصوص عشان امتحاناتك سيبيه بقى يستجم مع مراته براحته، و انا وانتٍ نقعد براحتنا

انصدمت ليلي من فعلت أبيها وقد قست نظراتها على الأخير وقطبت جبينها مبدية غضبها الشديد، لتضيف جدتها قائله بحب
محاوله ان تواسيها

= هنقضي مع بعض الاسبوعين اللي باباكي هيسافرهم فصح وخروجات احنا كمان، و هنتبسط مع بعض أوي يا حبيبه تيته

لم تعلق عليها بل اكتفت بالتحديق فيها بنظرات غامضة تحمل الحنق والسخط، هي متأكدة بأن والدها تركها هنا بأمر من زوجته الحقوده! ليزداد غضبها تجاهها وكرهها، فهي مؤمنة بأنه والدها ولها هي فقط! من حقها أن تثور و أن تغضب و تخرج عن المألوف بالصراخ والعويل إذا أقترب أحد منه، لكنها صمتت مجبره نفسها على ذلك وداخلها تشتعل غضب وتتمنى رحلتها ان تكون تعيسه الحظ
و لم تنل تسنيم من الحياة السعادة إلا القليل.

لكن ذلك الصمت لم يطال بالتاكيد كثيرا !!. تحشرجت أنفاسها حتى أوشكت على الاختناق
و زاد جنونها ورفضت تصديق بأن والدها تخلى عنها من اجل زوجته! وابتعد عنها تاركها هنا ليذهب ويلهي مع زوجته دون الاهتمام إليها، ولم يكفيها بأنه الايام السابقه كان معها وحدها .. ما زالت تريد الاكثر؟؟ تريدة كله لها دون ان يشاركها أحد فيه، ركضت إلي غرفتها وأغلقت الباب خلفها بكل قوة وهي عاجزة عن فعل شيء ليعود إليها، فحسب كلمات جدتها بانه سافر الآن! بكت رغمًا عنها، وتتابعت شهقاتها المتحسرة عليها.. وبدأت أشد دافعة ما على تسريحة غرفتها ومكتبها من أدوات مدرسية وكتب! تخرج غضبها فيهم! وهي لا تصدق بان تلك اللئيمه انتصرت عليها مجدداً .

بينما في منزل سالم، قرع جرس الباب فتوجهت تسنيم لفتحه، وتفاجات بكونه سالم يرن الجرس رغم أن المفتاح معه! و شعرت بخجل حينما رأته أمامها يطالعها بنظراته المتلهفة لها، ثم حمحمت لتدخل متحاشية النظر إليه! و أسرع سالم في خطواته نحوها بعد أن أغلق باب المنزل و استمر في التحديق بها بنظرات شغوفة متناسيًا العالم من حوله وقبل ان ترحل تسنيم من أمامه وهي لا تفهم حاله الغريبة تلك اخرج سلسله جميله ليقدمها لها، عضت على شفتيها السفلى وهي تأخذها منه ونظرت إليها باعجاب

= إيه السلسله الجميلة دي، جايبها ترشيني بيها يعني ولا ايه عشان اسامحك واعفو عنك

غمز لها سالم من طرف عينه مبتسمًا بعبث

= هو انتٍ بذمتك في حد بيعرف ياكل بعقلك حلاوه، ولا يرشيكي كفايه الأيام اللي فاتت مطلعه عيني عشان غلطه واحده بس عملتها من غير ما اقصد، بس ماشي حقك يا ستي
تعملي اكتر من كده كمان؟ عشان انا ما كانش ينفع اتجاهل قمر زيك كده وانساه

زفرت بصوت مسموع قبل أن تقول حديثها المرتبك

= والاهتمام والكلام الرومانسي ده ما كانش بيتقال من الاول ليه؟ ولا لازم تتقرص عشان تعرف قيمتي.. على العموم السلسله حلوه و ذوقك جميل بس مش معنى كده ان انا سامحتك 100%

هز رأسه سالم بندم دون أن يحيد بعينيه عنها

=عارف بس متهيالي المفاجاه الجايه هتخليكي تسامحيني مش 100% بس لا كمان هتديني حضن وبوسه وهتنسي كل اللي عملته

عقدت حاجبيها بتعجب متسائلة بفضول

= واثق من نفسك اوي كده! طب قول لي ايه هي المفاجاه؟ يمكن ما تعجبنيش

أخرج من جيبه تذاكر سفر ثم أردف سالم موضحًا بجدية

= اولا دول تذكرتين سفر لايطاليا والطياره فاضل عليها من دلوقتي ساعه بالظبط يعني تتحركي حالا تجهزي شنطتك بسرعه وشنطتي، وثانيا اخدتلك اجازه ليا وليكي من شغلنا، و ثالثا ليلى قبل ما اجي وديتها عند مدام ناهد وآه كمان اجازتنا هتكون اسبوعين مش اسبوع واحد زي المره اللي فاتت! ايه رايك بقى في مفاجاتي؟؟ متهيالي دي مش مفاجاه واحده! لا وكمان لسه باقي المفاجات هتبتدي لما نسافر هناك إيطاليا .

ارتفع حاجبي تسنيم للأعلى مبدية اندهاشها من أفعاله المثير، فهو بالفعل ندم علي افعاله بالسابق وفي وسط المشاكل تلك حصل على الحل الامثل و أستطع التفكير بذهنٍ صافٍ، الذي حجب عن عقله الكثير من الحلول الميسرة التي تضمنتها بالطبع، حينما غفل عنها غير متعمد، لتقول بصوت متوتر اثر صدمتها

= سالم انت بتتكلم بجد ولا بتهزر لحقت تعمل كل ده امتى؟ و إزاي ؟

رد مبتسمًا قائلاً بمرح طفيف

=يا حبيبتي دي قدرات وانتٍ لسه ما تعرفنيش كويس، انا مستعد اعمل اي حاجه عشانك وعشان تسامحيني وتعرفي ان انا ما كنتش اقصد اي حاجه وحشه عملتها في الايام اللي فاتت وان انا مستحيل استغنى عنك..والغلطه دي ان شاء الله مش هتتكرر تاني و اوعدك بكده

اتسعت حدقتاها بصدمة، وشعرت بتلك السخونة المتدفقة إلى وجهها، وهتفت بسعادة كبيرة

= سالم انا مش مصدقه انت بجد عملت كل ده عشاني، شكراً يا حبيبي انا بحبك اوي و مبسوطه أوي و مش مصدقه ان احنا هنسافر فعلا .

و كأن كلماتها تلك قد أوقدت نيران الحب بداخله، نظر لها بأعين لامعة محافظًا على ابتسامته الهادئة وهي لم تنبذ مشاعره مثلما تفعل؟ بل على العكس كانت تلين نحوه وقلبها المتيبس يرق اثر كلماته واهتمامه الصادق هذه المرة المصحوبة بأفعاله، لم يطل التحديق فيها طويلاً وهو يري تأثير حبه المتأجج على تعابيرها التي استسلمت لتيار عشقه اخيرا، حيث نظر لها متأملاً حمرة وجنتيها المغرية و وضع يده على طرف ذقنها متحسسًا إياه بأنامله ورافعًا وجهها إلى عينيه قبل أن تنخفض شفتاه على شفتيها، لتقوم بدورها الاحترافي، جعل كامل بدنها ينتفض ويتلبك في توترٍ خجل خفضت رأسها حرجًا منه، ليضطر الى فصل قبلته ثم همس لها بحرارة لفحت وجهها

= وانا كمان بحبك يا تسنيم .. وانتٍ مش بس مراتي انتٍ بقيتي حياتي كلها واسف على اي حاجه حصلت مني المره اللي فاتت وزعلتك مني .

ثم أضاف بحذر زائف وهو يشير بيده

= ممكن بقى تتكرمي بسرعه وتحضري الشنط قبل ما نقعد نرغي كده ونحب في بعض كتير والطياره تفوتنا لثاني مره، اظن لو حصلت المره دي كمان؟ كده يبقى في حاجه غلط بقى في الجوازه كلها و حد عامل لنا عمل مش محسودين وبس .

تنهدت بصدرٍ يخفق بقوةٍ وهي تجد نفسها محوطه بنظراته الوالهة، لتهتف بإبتسامة عريضة

= لا حاضر بسرعه هروح اجهزها وانت تعالى معايا عشان تساعدني، بسرعه قبل ما يحصل حاجه فعلا عشان انا كمان بقيت اتشائم من موضوع السفر والطيارات ده

هز رأسه بأصرار ينفي على اعتقادها قائلا بدلائل محسوسة

= ما فيش حاجه هتحصل ان شاء الله يا حبيبتي المره دي، و هنفرح ونتبسط غصب عن اي حد ومهما حصل .

لوت ثغرها بابتسامة عابثة تأكد علي كلماته وكأن الدنيا قد ابتسمت لها من جديد بمجرد أن بدأ سالم يهتم بها، جعلها تشعر ببريق الأمل يلوح في الأفق لكونه يصلح الامر لعوده الحياه الى مجاريها بينهما بطريقة أو بأخرى، بالإضافة لكونها فرصة طيبة لتبادل اطراف الاقتراب و التودد إلي بعضهما البعض بعد أن عزفت عنه لأيام عدة، فباتت لياليه طويلة جافة.

❈-❈-❈

في دار الرعاية، انتبهت فريدة لصوت صراخ طفله باكية يأتي من غرفة السيدة عواطف، فتلفتت حولها تبحث عن مصدر الصوت ثم نهضت من مكانها متجهة صوبها عندما زاد صوت البكاء ثم وقفت أمام الرضيعة، بكت بحرقة حتى احمر وجهها من كثرة صراخها المتوسل للرحمة والحنان، راقبتها فريدة بقلق بنظرات مطولة، ثم عاودت الالتفات بالغرفة تبحث عن السيدة عواطف او أي شخص ما، هاتفه بصوت مرتبك

= مدام عواطف.. مدام عواطف حضرتك فين

سمعت صوت مياه قادم من المرحاض لتعلم أنها بالداخل، لوت ثغرها مرددة بامتعاض

= ازاي تدخل كده وتسيب الاولاد لوحدهم هنا، ممكن حد يدخل يعمل لهم حاجه من غير ما تحس.. ولا عيل صغير من بره يجي يضايقهم .

لم يتحمل قلبها بكاء الصغيره اكثر من ذلك؟ و رق قلبها نحوها أكثر عندما رفعت الرضيعة كفيها للأعلى عله تمسك بها، ابتسمت فريدة لها بحنان وعطف شديد و مدت أصابعها المرتعشة وهي تقترب منها ثم رفعتها بذراعيها إلى صدرها تهدهدها كي تصمت، ثم خرجت بها من الغرفة حاملاً إياها حتى لا تستيقظ اختها الصغيره النائمه بالداخل، و وقفت بها جانب تتحدث معها كأنها تفهم عليها بمعاتبًا بضيق زائف

= هشش، اشمعنى انتٍ اللي عامله صداع واختك ساكته، شكلك شقيه عنها .. ما هم دايما بيقولوا التوام مش زي بعض وفيهم اختلاف حتى لو الشكل واحد .. بس انتٍ جميله اوي وفيكي براءه بتخطف العين .

بدأت الصغيرة تصمت وهي تنظر اليها باهتمام وتلتفت حولها بفضول ثم عادت لتنظر اليها وتبتسم ببراءة، أخفضت فريدة نبرة صوتها وهي تتابع ابتسامتها الجميلة التي خطفت قلبها، لتكمل بإبتسامة عريضة

= انتٍ بتضحكي شكلك فاهمه كلامي، وذكيه كمان ماشاء الله .

استمرت فريدة تداعب الصغيرة وتضحك علي تعابيرها البريئه وهي لاول مره تشعر بذلك الاحساس، وفي ذلك الأثناء كان قادم بدر من الخارج وقبل ان يدخل الى غرفه السيده عواطف لمح ابنته تحملها ممرضة هنا، وكانت تحتضنها و تدلك برفق على ظهرها بحنان.. ظل دقائق يتابعها بصمت و لم تشعر فريدة بوجوده، ولم تعبأ بأنظاره المثبتة عليها بغرابة! ظلت تحمل الرضيعة تلاعبها بيدها حتى غفت بين ذراعيها ثم استمعت الى صوت يحمحم جانبها، فالتفتت برأسها للجانب لتجد شخص ما أمامها لا تعرف هوايته، تسائلت بجمود جاد

= خير حضرتك عاوز حاجه .

اتسعت ابتسامته تدريجيًا وهو يتابع ابنته النائمه على كتفها براحه، ثم هز رأسه قائلا بهدوء

= اه البنت اللي حضرتك شايلاها دي تبقى بنتي اكيد مدام عواطف اللي اديتها لك صح؟ هي اختها فين مع خالتي جوه.

اتسعت عيناها بصدمة وسرعان ما خمنت بانه
بالتاكيد هو نفسه العريس الذي كانت تتحدث عنه السيد عواطف قبل أيام! يقف أمامها وهي تحمل ابنته، خجلت كثيرًا من تصرفها الذي وضعها في موقف حرج للغاية، واكتست تعابير وجهها بحمرة قوية وهي ترد بتلعثم واضح

= هاه آه آآ لأ .. آآ قصدي انا دخلت الاوضه عشان اديها الدواء واطمن عليها لقيتها في الحمام، وكانت البنت بتعيط فخدتها والبنت الثانيه جوه في الاوضه ساكته أو نايمة مش فاكرة .

لاحظ تحديقها المستمر به بالبداية و جرحها منه، لكن خمن بأنها خجلت من وجوده أمامها فجاه كذلك، لكن هي كانت لا تعرف أكان على معرفه بانها العروس التي تحدثت عنها السيدة عواطف ام لا؟ ثم هتف هو قائلاً مبتسماً براحه

= اه تمام شكراً أكيد تعبتك معلش، طب ممكن البنت.

نظرت له عدة ثواني ثم هزت راسها بتأكيد، وهي تتحدث بقلق واضح على نبرتها وفي تعبيرات وجهها المشدودة

= اه طبعا اتفضل.. بس بالراحه عليها وسمي قبل ما تشيلها و خالي بالك من...

قاطعها قبل أن يسحب بدر نفسًا عميقًا، لفظه ببطء محافظًا على ثابته وهو يجيبها بتريث

= ما تقلقيش انا عارف كل ده واكتر، هم بقيلهم اربع شهور واكتر و انا اللي بربيهم لوحدي ومسؤول عن كل حاجه عنهم، وعارف كل المعلومات دي من بدري وكل حاجه عن تربيتهم.

هزت راسها بتفهم قبل أن تمد يديها له لياخذها بهدوء، وتحرك تجاه غرفه السيدة عواطف قبل أن يقول بامتنان

= شكرا مره ثانيه عن اذنك .

كورت قبضتي يدها بحدة ضاغطة على أصابعها بقوة مستشعرة الحرج الشديد منه، التهب وجهها بحمرة صريحة مستعيدة المشهد في عقلها، فاذا كان يعرف بامرها ستكون في موقف لا يحسد وسيعتقد انها ربما فعلت ذلك بقصد حتى تلفت انتباهه وهي بالتاكيد لم تتعمد ذلك، انتفضت في مكانها بخضة حينما ظهر أسر أمامها دون مقدمات! لتقول هامسة بضيق

= أسر انت بتعمل ايه هنا؟ انا مش قلت لك مش عايزه اشوف وشك تاني.

اقترب أكثر حتي بات يقف أمامها ولا يفصل بينهم شئ لتشعر هي بالقلق نوعا ما منه، ثم جمد أنظاره عليها قائلا بشراسة مخيفة

= لا ده انا من حظي الحلو اني جيت دلوقتي ، عشان اشوف البية اللي كنتي واقفه معاه وعاملين تتكلموا وبتبتسموا لبعض اوي كده.. يا ترى بقى هو ده السبب اللي مخليكي مش عايزه ترجعيلي من تاني؟؟ رغم ان قالتلك ندمان .

** ** **
يـتـبـع.

ملحوظه الروايه سابقه هناك علي المدونه و اللينك بنزله هنا، علي المحادثه للعوز يتابع يدرس علي اللينك ده


Continue Reading

You'll Also Like

4.6K 150 28
اشجان هى بطلة القصة اشجان شخصية واقعية موجودة بالفعل كل احداث القصة واقعية وان كنت هضطر لادخال بعض الاحداث الدرامية فهى لن تتعدى 1%من احداث القصة قمت...
444K 22K 53
( 1/29 ) ذكــرى لا تنسـى " انـقـلاب " ألـ غضـب من البصـره " الفيحـاء " جمعتهـم المحبـه والتآخـي في مكـان واحـد . علاقـه اولاد العم أكثر من الا...
7.5M 107K 29
قزح ١٠٧ رواية منقولة للكاتبة زهراء سلامي هواي بنات طلبوها ولكيتها بالتلي
49.3K 2.6K 150
أديل، ماسحة أحذية من الأحياء الفقيرة. إنها في وضع يمكن بيعها لأنها لا تستطيع دفع رسوم الحماية الخاصة بها، لذا تلتقي بسيزار، الذي تلتقي به بالصدفة، وي...