عرش سبأ (عروس الجحيم) [مكتملة]

By watt_cloud

672K 33.3K 13.8K

🌼"عندما يصبح الشرّ مغرياً أكثر من الخير ...يستطيع الظلام جذب حتى أكثر القلوبِ نقاوةً ".🌼 فتاة طيبة يوقعها ا... More

صدفة أو قدر ؟ | 01
تاريخ العظماء | 02
بين الحقيقة و الخيال | 03
فراشة في وكر الأفاعي | 04
لصة القلادة | 05
طوفان | 06
ليلة في العسل | 07
زمهرير | 08
النبوءة | 09
خاتون | 10
زجاج مكسور | 11
بداية العشق | 12
عقربة بثوب فراشة | 13
دماء السلالة | 14
عقاب القدر | 16
شخصيات الرواية | 17
سخط آل بنجامين | 18
لعنتي الأبدية | 19
عرش سبأ | 20
روح مقابل روح | 21
مستنقع الموت | 22
الأخوة أعداء | 23
عروس الجحيم | 24
أسرار دفينة | 25
دموع كاذبة | 26
ما خفي كان أعظم | 27
سأكون بظهرك دائما | 28
عودة الهجين | 29
عااااجل !!!
عشق محرّم | 30
وجه آخر | 31
المتمردة الحمراء | 32
نحو المجهول| 33
شخصيات الرواية 02 | 34
العناق الأخير | 35
رماد الذكريات | 36
هوس الحمراء | 37
بداية اللعبة | 38
تحالف الصبار و الأقحوان | 39
صراع الأكابر | 40
مارد الموت | 41
بداية النهاية | 42
لعنة السعادة | 43
الهجينة | 44
سماء | 45
النهاية : لم يكن صدفة بل كان قدرا | 46

فجر(ساحر المرجين ) | 15

13.4K 745 78
By watt_cloud

🌼"بداخل كلٍ منا شر يجهله ...و لكن مصيره أن يظهر في يوم من الأيام " 🌼

.
.
.
.

في غابة مظلمة يملؤها الضباب تدب الرعب في نفس كل من يقترب منها يُسمع فيها أصوات غريبة مجهولة المصدر ...مشى الشاب برفقة ذئبه الأسود صاحب الأعين الصفراء اللامعة كقرص الشمس و التي تبدو واضحة حتى في ظلمة اللّيل مشيا في صمت إلى أن كسر الشاب ذلك قائلا

" نحن نبحث منذ ثلاثة أيام دون جدوى "

" ما الذي تفكّر به يا هجين ؟" سأل الذئب بإستغراب فرد الهجين " يجب أن نستعين بساحر ما يقوم بتعويذة تقفي "

" اتصل بعمك بادي أو بفجر إذن " قال الذئب ذلك و بعدها سمعا صوتا غريبا فنظرا لبعضهما ثم نظر نديم لجيب مهيب لأن الصوت كان صادرا منه فضحك مهيب ...لأنه كان صوت هاتفه

" لمَ تحمل هذا الشيء معك ؟" قال نديم ضاحكا فردّ الشاب يحاول استرجاع أنفاسه من شدة الضحك " لا أعلم من أين جاء حتى أنني نسيت صوت رنّته ، دعني أرى من قد يتصل بي في هذا الوقت "

نظر مهيب لهاتفه ليجد آهاب هو من يتصل به فتغيّرت ملامح وجهه للجدّية و ردّ عليه ليقول أهاب قبل أن ينطق مهيب حتّى " يبدو أنني سبقتك هذه المرة يا هجين "

" ليس وقت المزاح " قال مهيب بجدية فردّ آهاب بإستفزاز " لست أمزح ...هيا عد للقصر نحن بإنتظارك "

" القصر ! مهلا هل عدت من السفر ؟"

" نعم ...فجر معي أيضا " رد آهاب فقاطعه مهيب قائلا " لدي بعض العمل لأنجزه إنتظراني ريثما أعود"

" لقد أنجزنا عملك هيا تعال فقط "

" لحظة ! أي عمل الذي أنجزتماه ؟" سأل مهيب بإستغراب فقال آهاب ما أدهشه " تعالي يا فراولة أخوك على الهاتف"

ناول الهاتف لماهيتاب لتكلم أخاها " لا تناديني فراولة مجددا " قالت ماهيتاب بعبوس محاطبة آهاب ثم أمسكت بالهاتف لتحادث أخاها " أعطيني الهاتف ... مرحبا أخي !"

" حبيبة أخاكِ ...هل انت بخير ؟" رد مهيب و قد إمتلأ قلبه بالسعادة لسماع صوت أخته فردت هي بحماس " نعم نعم بخير هيا تعال بسرعة لقد اشتقت لك كثير "

" أنا قادم لن أتأخر "

و بعد لحظات معدودة كان مهيب و نديم أمام القصر دخلا ليجدا العائلة كلها مجتمعة رغم أن الوقت كان متأخراً ، ما إن دخل مهيب حتى ركضت نحوه ماهيتاب و عانقته فنظر هو لآهاب و فجر قائلا " ألن يروي لي أحدكم ما حصل ؟"

" نظرات الذئب العجوز تزعجني اطلب منه أن يغادر"

قال أهاب و هو ينظر لنديم فإنتبه الجميع لما قاله فسألت راتان بإستغراب " ما الذي تقصده بالذئب العجوز ؟"

ابتسم آهاب ثم قال " ذلك الذئب الأسود الضخم الذي لطالما رافق مهيب ما هو إلا صديقه الأخرس نديم و الذي كان يخفي علينا حقيقته كل هذه السنوات "

صدم الجميع لما سمعوه بينما نديم ظل ينظر للأرض لا يرفع رأسه و لكن ماهيتاب ردت بحدة على آهاب قائلة " أنا كنت أعلم بذلك ، كما أن قولك لهذا الكلام لن يغير نظرتنا و لا حبنا له لذلك كف عن إفتعال المشاكل " ثم أضاف مهيب بإنزعاج " لست مضطرا أن تبين له كم تكرهه في كل مرة نلتقي فيها كما أن معظهم يعلمون بذلك "

نظر لها آهاب لهم بتهكم ثم همّ بالصعود للطابق العلوي فلحق به فجر و هو يخاطب مهيب " إلحق بنا لنروي لك ما حدث "

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

*العودة للماضي (قبل بضع ساعات)*

" اجعلها تأكل غصبا عنها نحنا بحاجة لها على قيد الحياة " قال قائد حرس قبيلة الناب و هو يراقب الحراس و هم يضعون الأكل أمام ماهيتاب و التي كانت تصرخ " من انتم دعوني اذهب ! سيأتي اخي ويقتلكم جميعا " فرد عليها و هو يضحك " نحن ننتظره منذ يومين يبدو أنكِ ستموتين قبل أن يصل إلينا حتى "

فجأة دخل أحد الجن من الخارج و كان لونه شاحبا ثم قال برعب " سيدي لقد أصابنا هجوم للتو من رجلين غريبين " فرد قائد الحرس و هو يهم بالخروج " يبدو أنه الهجين و معه صديقه "

" لا انها أول مرة أراهما " أضاف الجني فرد القائد بغضب " من يتجرأ و يدخل منطقتنا ! أخبر الزعيم بسرعة "

خرج زعيم قبيلة الناب من كهفه لرؤية الدخيلان و معرفة من هما بينما يحاوطه الحراس من كل الجهات لحمايته ، بعد قليل بدأت حشود الجن بالتجمّع حول الدخيلان أما هما فلم يكترثا إطلاقا لأعداد الحشود المتجمهرة حولهما .

كان أحدهما أشقرا ذو أعين خضراء كالعشب ذو قامة طويلة و شعر غير مرتب و الآخر حنطي البشرة يرتدي بذلة رمادية كانت ملامحه حادة و شعره مرتب ...بعد لحظات من تبادل النظرات إبتسم الأشقر إبتسامة خبيثة و هو ينظر في الأرجاء " من الذي تجرأ و قام بتحدي آل بنجامين ؟ هل سيتجرأ و يرينا وجهه أو أنه سيمكث مختبئا كالفأر طويلا ؟"

ما إن أكمل كلامه حتى سمع صوت زعيم قبيلة الناب

" أنا هنا "

نظر له الشابان بإستغراب بينما كان آهاب يبتسم قليلا " عجبا لجرأتك " فقال الزعيم " لا أملك وقتا لتضييعه معكما ...رأس الهجين مقابل حياة الفتاة "

" ويحك هل قمت للتو بمساومة فردين من آل بنجامين ؟"

قال آهاب بإستفزاز فرد الآخر " انظر للأعداد الهائلة التي تحاوطكما ، فرصتكما في النجاة منعدمة لذا إخضعا لأوامري دون عناد "

" سنقتلهم جميعا و أعتقد أنني سأبدأ بك " قال آهاب مخاطبا الزعيم بينما كان فجر هادئا كل الوقت و بلمح البصر إختفى الزعيم فنظر فجر لإبن عمه قائلا " احرص على قتله أثناء بحثك عن ماهيتاب "

" إعتني بهؤلاء جيدا إذن "

" حسنا يا آهاب لا تتأخر لاني سأشعر بالملل وحيدا عندما أقضي عليهم "

" لن اتأخر " قال آهاب ذلك ثم ظهر دخان أسود كثيف حوله لمارد أسود ضخم إختفى من مكانه في الحين

ظل فجر واقفا لوحدة وسط تلك الحشود التي تتجمهر حوله و بعد لحظات إقترب أحد الجن من فجر بسرعة فائقة ليهاجمه ...كانت تلك الهجمة بمثابة جس نبض قوة الخصم و لكن دون أن يلتفت له فجر جعله رمادا تناثر في الهواء .

أصيب بنوا الجن بصدمة لذلك فبالرغم من سرعة الجن الفائقة إلا أن فجر قد قضى عليه دون أن يستدير له حتى فقال أحدهم بفزع " من يكون هذا بحق الجحيم !"

مشي فجر بثقة و دون حراكٍ من مكانه تسمر الجميع أماكنهم و عجزوا عن الحركة كأنهم أصيبوا بالشلل فتقدمت ساحرة كانت ضمن حشود قبيلة الناب نظرا لأنها لم تتأثر بالتعويذة التي القاها فجر ثم قالت

" أعتقد انني عرفتك !"

حينها أدرك فجر أن التي تقف أمامه ساحرة طالما أنها لم تتأثر بتعويذته فقال و هو يرتب ربطة عنقه

" بإمكان الساحر أن يتعرف على ساحر آخر بسهولة "

" و لكنّك لست أي ساحر ....أنت ساحر المرجين فجر الموقر ، ساحر المجازر الذي لا يحل بمكان إلاّ و قد ترك خلفه مجزرة "

" هل ذاع صيتي هنا أيضا ؟ لم اكن أعلم أنني مشهور لهذه الدرجة " رد فجر بتفاخر بينما بدى الذهول على وجه زعماء قبيلة الناب فهم لم يسمعوا من قبل عن فجر ولا عن الذي كان معه .

من بين أحفاد آل بنجامين كلهم مهيب فقط من كان مشهورا نظرا لأنه هجين فقد عُرِف في كلا العالمين ، فتكلّم أحد زعماء القبيلة مخاطبا الساحرة التي كانت متسمّرة مكانها في ذهول على الرغم من أنها لم تكن تحت تأثير التعويذة " تبا لهذه هذه العائلة هل جميعهم خطيرون هكذا ؟ افعلي شيئا هل جئنا بكِ لتقفي و تشاهدي الأعداء يبيدوننا ! يا .. "

قبل أن يُكمل كلامه سألهم فجر " هل نبدأ يا سادة ؟"

توجهت جميع الحشود نحوه بسرعة فتمتم فجر تعويذة خاطفة أطبقت على الجميع في لمح البصر و معهم الساحرة أيضا ، تطايرت أشلاء حشود الجن على جدران الكهف و قد سالت دماؤهم مشكلة وادٍ أحمر فمشى فجر بكل ثقة بين جثثهم تاركا خلفه مجزرة الجن .

.
.

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

اتجه أهاب لداخل الكهوف المجوّفة باحثا عن ماهيتاب بينما كانت الأخيرة في أحد الزنازن مع مجموعة من الحرّاس و لكن فجأة جاء أحد الجن قام بإستدعائهم لصدّ هجوم ما .

إستغلت ماهيتاب خروج الحراس ففكت حبالها بصعوبة و خرجت راكضة محاولة الهرب و إذ بها سمعت صوت أقدام يقترب منها فزادت من سرعتها إلى أن كادت أنفاسها تنقطع و قلبها كاد يخرج من مكانه بسبب خفقانه الشديد .

وصلت الفتاة لنهاية التجويف و لم تجد طريقا آخر تسلكه فتوقفت وبدأت نبضات قلبها تتزايد من شدة الخوف و ما إن إلتفت حتى أتى شخص من خلفها أمسك بها فحاولت هي طلب النجدة و لكنه وضع يده على فمها ليمنعها من الصراخ قائلا " ششش لا تصرخي إنه أنا ...آهاب "

كانت تلك أول مرة تسعد فيها ماهيتاب لرؤية آهاب و لكنها نظرت له بعبوس " لقد أخفتني ...يا لك من ابن عم " قالت و هي تدفعه فرد هو مبتسما " بدل أن تشكريني لأنني أنقذت حياتك ؟"

" من قال لك أنقذني ...أخي قادم على أي حال " قالت هي بتعجرف فأمسك هو بيدها و سحبها خلفه قائلا " هيا فقط لنذهب "
.
.

.
.
.
.
.
.
.


كان فجر يقف أمام الكهوف يرتّب بذلته و فجأة سمع صوت أقدام يقترب منه فقال " لقد تأخرتما "

ركضت ماهيتاب و عانقته ثم قالت بسعادة " أخي لقد إشتقت لك ، هل عدت من أجلي ؟ "

" بالتأكيد عدت لأجلكِ لا يمكنني أن اترك أحدا يؤذي أختي الصغيرة " رد و هو يمسح على شعرها الأشقر فقال آهاب بإنزعاج " هل كان فجر مسافرا لوحده ؟ يشتاقون له فقط "

" و من المجنون الذي قد يشتاق لك أنت ؟" قالت ماهيتاب و هي تنظر له بتهكم فرد هو عابسا " لا أريد أن يشتاق لي أحد و خاصة أنتِ "

قاطعهما فجر محاولا كتم ضحكته " دعانا نذهب للبيت "

إتجه الثلاثة للقصر و ما إن وصلوا حتى فتح لهم سيفار الباب فأتي الجميع من خلفه و الذين كان واضحا عليهم التوتر و أنهم ينتظرون قدوم شخص ما فقال آهاب بنبرة مستفزة و هو يهم بالدخول

" مفاجأة ...لقد عدنا !"

" لقد نوّرتما كل أماريا و أرض طلحة يا لها من مفاجأة عظيمة !" قالت أمارة مرحبة بهما فقاطعها شادن قائلا " اصمتي فقط يا مارين كفاكِ مجاملات"

إنتبهت نبراس بأن ماهيتاب معهما فصرخت بحماس

"ماهيتاب معكما أيضا !"

ركضت ماهيتاب نحوهم ليعانقوها جميعا سعيدين بعودتها سالمة فقال سيفار " لقد كنّا ذاهبين للتوّ للبحث عنكِ يا شقراء "

" بعد يومين أو أكثر !" قالت هي بعتاب فأضاف سلام شارحا " لقد جاءت نبراس للتو و عندما لم تجدكِ هنا سألت عنكِ و نحن أيضا تفاجأنا بسؤالها لأنكِ كنتِ ببيتهم "

" نحن كنا نظن أنكِ عندهم و هم يظنون أنكِ هنا " قال سيفار فأردفت نبراس " لأنني وجدت رسالتكِ عندما غادرتِ و قلتِ بأنكِ تريدين أن تعودي للقصر "

"و لكنني لم أترك أي رسالة " قالت ماهيتاب بإستغراب ثم إبتسمت و أردفت "و لكن لا يهمّ فأنا بخير و بينكم الآن "

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

بعد أن روى آهاب كل ما حصل معهما نظر له مهيب و سأل بفضول " و من أخبركما بإختطاف ماهيتاب مع العلم أن كل من بالقصر لا يعلمون و حتى أنا لم أكن أعلم مكانها ..."

رمى آهاب بنظره لفجر و إبتسم بخبث " اسأل فجر لأنههو من أخبرني" فردّ مهيب بإنزعاج " فجر لن يخبرني تعلم أنه يتكتم عن كلّ شيء "

إبتسم فجر ثم قال " لأنني أعلم كل شيء " إعتدل في الجلوس و وضع أصابعه تحت ذقنه و أردف " و لكن هنالك ما يشغل بالك يا مهيب أفصح عنه"

صمت مهيب لبضع لحظات ثم قال بقلق " معك حق ...أنا محتار لمَ قد يخطف قبائل الناب أختي و أنا ليس بيني و بينهم أي عداوة "

" ليس بالضرورة أن تكون عداوتك معهم ...من الممكن أن يكون أحد حلفائهم عدوّك أو ربما قدّم لهم أحد عرضا مغريا للإطاحة بك دون أن يظهر هو في الواجهة " قال فجر موضحا فسأل مهيب بإستغراب
" لماذا ؟"

"لكي لا تكتشف عدوّك الحقيقي حتى و لو وقف أمامك فإنك لن تعرفه و لن تأخذ حذرك منه "

فقال مهيب مستنتجا " يعني أنه من الممكن أن تكون كل الهجمات التي تعرضّتُ لها من قبل سببها شخص واحد !"

" صحيح " قال فجر فنهض مهيب قائلا و هو يهم بالخروج من الغرفة " حسنا سأدعكما ترتاحان أنا ذاهب لغرفتي لأستحم و آخذ قسطا من الراحة"

" أنا أيضا سأغادر " قال نديم و هو يهم بالمغادرة فسأل آهاب بإستغراب " هل خُيّل لي أن الأخرس تكلّم للتوّ ؟"

" نعم لقد أصابك الخرف " أجاب نديم و هو ينظر له بتهكم فقال آهاب بغضب " سأضرب رأسك الصغير ليصيبك الخرف حقا " ليرد نديم و قد توهجت عيناه " ما رأيك أن تحاول لمسي أولا ؟"

" سوف أقطع .." قال آهاب بغضب و هو يتجه نحو نديم فقاطعهما فجر بصوت عالي " يكفي !"

كان ذلك كافيا لردع الإثنين و عودتهما لصوابهما فدفع مهيب نديم أمامه قائلا " هيا غادر يا ذئب أنا ذاهب للنوم الآن "

غادر نديم بينما ذهب آهاب و فجر ليخلدا للنوم و مهيب ذهب لغرفته ليستحم ، إستغرق الشاب وقتا طويلا في الإستحمام و عند خروجه إستلقى على سريره لينام و لكنه أفاق فجأة و قد خطرت سبأ على باله فهو لم يراها منذ عودته للقصر .

نهض من سريره و إتجه للغرفة التي بجانب غرفته ليجدها واقفة بجانب النافذة تشاهد القمر كان وجهها شاحبا و لديها حدائق سوداء تحت عينيها توحي بتعبها الشديد و عدم نومها لأيام متواصلة و لكنها على غير عادتها لم تبدي أي ردة فعل لرؤيته بل نظرت له ثم عادت للتحديق في القمر

" هل هنالك خطب ما ؟" سأل مهيب بصوت هادئ فأجابته هي دون النظر إليه حتى " لا ...ما الذي جاء بك في هذا الوقت ؟"

" هل أزعجتكِ بقدومي في هذا الوقت ؟" تجاهلت هي سؤاله و قالت " متى يمكنني المغادرة ؟"

" ما هذا السؤال ؟ و ما الداعي له ؟"

" لا أريد البقاء هنا " قالت و هي تستدير له فسألها هو " هل أزعجكِ أحدهم ؟"

"لا ، أنا فقط أريد المغادرة " قالت و قد كانت تبدو مصممة على قرارها ذاك فأضاف هو " أنا قد عدت لا يوجد شيء لتقلقي بشأنه لن يزعجكِ أحدهم "

"لا يهم ..."

" وجودي غير مهم ؟" سأل بإستغراب فأدارت هي وجهها للنافذة دون أن تجيبه فأردف " حسنا عندما أتأكد أنهم لا يراقبونكِ ستغادرين "

هزت هي رأسها بالموافقة فغادر هو عائدا لغرفته و لكنه قد أحس إحساسا غريبا كأنما صفعته على وجهه بتجاهلها ذاك له ، هو لم يكن يتوقع رد فعلها البارد ذاك عند رؤيتها له بعد غياب ثلاثة أيام فجلس يحادث نفسه كأنها شيئا ما قد تغير بها .

إستلقى على سريره يفكر بها للحظات ثم فجأة إنتبه لنفسه و قال بإنزعاج " و لمَ أكترث لعدم إهتمامها ، أنا حتى لا أهتم لها و لا أريدها أن تهتم لي ، لن أعيرها إهتماما مرة أخرى "

ظل يقنع نفسه أنه لا يهتم لأمرها و بأن أمرها لا يعنيه محاولا تجاهل تلك الأحاسيس الغريبة التي تراوده عندما يراها ظل يحاول نفي إنزعاجه من تجاهلها له إلى أن غطّ في نوم عميق .

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

في صباح يوم جديد إجتمع آل بنجامين على طاولة الفطور ما عدا مهيب الذي كان لايزال نائما و لم يوقظه أحد لأنه يكره أن يتم إيقاظه من نومه كما أنه كان متعبا .

بينما الجميع يأكلون في صمت إذ بشادن ينظر لآهاب و إبتسم بخبث حاول آهاب تجاهله عدة مرات و لكنه في النهاية قد أثار غضبه فصرخ قائلا

" لماذا تنظر لي و تبتسم هكذا كالأبله ؟"

" لا شيء أنا فقط محتار " رد شادن و هو يحرك زيتونة أمامه بالشوكة فسأله أهاب " محتار من ماذا ؟"

" أنك لم تعلّق أنت و فجر على وجود فتاة غريبة في قصرنا " قال شادن و هو يهز حاجبيه بالتناوب هو كان يعلم جيدا أن أهاب لا يعلم بالأمر لذلك تعمد إخباره فسأله أهاب بإستغراب " عن أي فتاة تتحدث ؟"

حينها ابتسم شادن بخبث و قال "حبيبة مهيب التي سيتزوجها "

وقف آهاب من شدّة الصدمة و نظر لفجر الذي كان هادئا يتابع أكله دون الإكتراث بما يحصل حوله فوجه آهاب نظره لكبار العائلة " ما هذا الكلام الذي أسمعه ؟ "

" تعلم أن الهجين لا يستشير أحدا في قراراته " رد عمه بادي بإنزعاج و قبل أن يكمل كلامه قاطعه شادن مضيفا " و الفتاة تشاركه غرفة واحدة "

" أغلق فمك يا صبي " صرخ نجم بوجه إبنه فقال الأخير بتذمر " لست بكاذب يا أبي "

" اسكت و لا تتدخل ها قد أحدثت مشكلة على طعام الفطور " رد نجم بتهكم فقال آهاب بغضب " لا تخاطبه يا عمي بل خاطبني أنا أي فتاة هذه التي سيتزوجها الهجين و ما الذي جعله يأخذ هذا القرار !"

" هذه حياته و من حقه أن يعيش مع التي يختارها" قالت ماهيتاب متدخله فصرخ آهاب بوجهها " لا تتدخلي أنتِ !"

" كفّ عن الصراخ ! " قال والده رعد و هو يضرب قبضته على الطاولة

" و لكن يا أبي أنا هنا منذ البارحة و لم يخبرني أحد .." و قبل أن يكمل آهاب كلامه قاطعه والده قائلا " قلت لك كفّ عن الصراخ ...هذا زواجه و قراره يختار أي فتاة يريدها لا دخل لكم "

توقف فجر عن الأكل و مسح فمه بالمنديل ثم نظر لعمه برق و قال بكل هدوء " فتاة القرية التي قامت ماهيتاب بدعوتها لحفل الزفاف ، أليس كذلك ؟"

أومأ برق برأسه بأن ما يقوله فجر صحيح فأضاف الأخير " لم أرى شيئا مميزا في تلك الفتاة "

قالت أمارة متدخلة تخاطب فجر " و لكن الحب لا يأتي بسبب مميزات الشخص أو جماله أو حتى إمكانياته سواءا الجسدية أو المالية ...الحب شيء يحدث فجأة و يصيب قلبك "

نظر لها فجر دون أن يرد فقط إكتفى بإبتسامة هادئة فأردفت هي " دعونا نتقبل قراره برحابة صدر " و لكن والدها بادي قاطعها " لا تتدخلي "

"و لكن يا أبي .."

" لقد قلت لا تتدخلي " قال بادي بحدة فصمتت أمارة بينما تابع البقية فطورهم حتى قالت زمرد و هي تخاطب آهاب " عندما ننتهي من الفطور أريدك أن أتكلم معك في موضوع مهم يا آهاب "

"و أي شهيتك بقيت عندي ...هيا لنصعد لغرفتي يا زوجة عمي "

صعد آهاب برفقة زمرّد لغرفته فجلست هي على الأريكة و طلبت منه الجلوس " اجلس يا صغيري هنالك موضوع مهم أريد أن أطلب مساعدتك فيه "

" أخبريني أنا أسمع " قال دون أن يجلس فقد بقي واقفا يشبك يديه و علامات الغضب على وجهه فقالت هي " الفتاة ..."

" تقصدين المتشرّدة التي وقع الهجين في حبها "

هزت هي رأسها بالموافقة فسألها هو " ما بها ؟"

" إنها حامل " ما إن قالت ذلك حتى توسعت عيناه و قال بصدمة " ماذا !"

" و مهيب لا يعلم بالأمر بعد " أضافت زمرد فقال آهاب بغضب " تلك الفتاة ليست من مقام عائلتنا "

" أنا قد قمت بترهيبها من مهيب و قلت لها أنه سيقتلها لو علم بأمر حملها " قالت ذلك و نظرت له نظرات مظلمة ثم أردفت " لذلك يجب عليك أن تحذرها أنت أيضا منه و تساعدها في الهرب من هنا و عندما تبتعد عن حدود أرضنا ستجد هنالك من ينتظرها "

"ليقوم بقتلها " قال هو مستنتجا فردت هي " نعم "

" بإمكاني قتلها " رد هو مقترحا فقتل فتاة ليس بالأمر الصعب عليه و لكنها عارضته قائلة " لا نريد التورّط مع مهيب فقط ساعدها على الهرب "

" لا تقلقي سأضمن خروجها من القصر هذه الليلة ...تلك المتشرّدة و لكن كلّ ما عليكِ فعله هو أن تقومي بإلهاء الهجين " قال آهاب فردت هي " لا تقلق سأطلب من برق أن يقوم بإلهائه فمهيب لا يرفض طلبات والده أبدا "

"هيا إذن لننزل الآن و نجلس مع البقية إلى أن يصحو الهجين "

نزل آهاب و زمرد ليجلسوا مع البقية و بينما هم يتبادلون أطراف الحديث اقتربت زمرّد من زوجها برق و همست له " هل يمكنني أن أطلب منك طلبا صغيرا ؟"

" ماذا ؟" قال برق بإستغراب فردت هي " هل يمكنك أن تقوم بإلهاء مهيب لبعض الوقت خارج القصر "

" لماذا ؟"

" نريد أن نتكلم قليلا مع الفتاة و مهيب لن يسمح لنا " قالت ذلك لتقنعه فرد هو "حسنا "

كان إقناع زمرد لبرق سهلا جدا فهي كانت ممثلة بارعة كما أنها إمرأة حادقة جدا ، بعد مرور القليل من الوقت نزل مهيب و كان يبدو متعبا نظر له الجميع أثناء نزوله فقال هو بإستغراب " لماذا تنظرون لي هكذا ؟"

" أنا بإنتظارك منذ ساعتين" قال برق بتجهم فرد مهيب بإستغراب " لماذا ؟"

"سنذهب للصيد "

"صيد ؟ أي صيد في هذا الوقت يا أبي " قال مهيب بتذمر فقال برق و هو ينظر لشادن " يجب أن نأخذ هذا الصغير لنعلمه الصيد "

نهض شادن من مكانه و قال بصدمة " أنا ؟! مهلا أنا لا أريد تعلّم الصيد من قال أنني أريد ؟"

ضحك نجم والد شادن و قال مخاطبا أخاه "نعم خذه يا برق إنه أحسن قرار " فقال شادن متوسلا " لا أرجوكم ...أنا لا أريد "

ضحك الجميع على شادن فقال مهيب بحماس

"سيكون الصيد ممتعا اليوم إذن "

"سنأتي معكم أنا و سلام أيضا " قال سيفار فأضاف سلام " نعم فمازال لدي يومين فقط هنا "

توقف مهيب عن الضحك و سأل سلام بإستغراب

" إلى أين ستذهب ؟"

"سأسافر أنا و نيزك لنتكفل بأعمال العائلة في الخارج لنحل محل آهاب و فجر "

" أي أنكما ستبقيان هناك طويلا ؟" سأل مهيب و هو ينظر لفجر فهز الأخير رأسه بالإيجاب

" هيا جهزوا أنفسكم يا شباب لنذهب للصيد" قال برق و هو يتجه لغرفته .

.
.
.
.
.
.

ضع نجمة التقييم قبل المغادرة ⭐

.
.
.
.
.

🌼نهاية الفصل الخامس عشر 🌼

.
.
.
.

☁️"لا تخافوا من إتباع فضولكم ...و لكن احذروا !!!☁️

.
.
.

.
.
.
.

☁️ لا تنسوا ترك توقعاتكم و تعليقاتكم و نجمة التقييم ☁️

.
.
.

إلى اللقاء في الفصل القادم غيمات 🌨
.
.
.
.
.
.
.
.
.

Continue Reading

You'll Also Like

672K 33.3K 47
🌼"عندما يصبح الشرّ مغرياً أكثر من الخير ...يستطيع الظلام جذب حتى أكثر القلوبِ نقاوةً ".🌼 فتاة طيبة يوقعها القدر في قبضة شيطان هجين و لكنها تختار بإ...
204K 18.4K 94
عامان كاملان لم يعشهما غيره! حبيبة رقيقة لا يعرفها احد سواه! قالوا له هلوسات ولكن هل للهلوسة ان تترك في يده مايراه الجميع؟! قصة تدور بين الواقع وال...
871 110 16
يَخسرُ "نيستور نافالني" زوجتَهُ وشقيقَه في حادِثة أشارَ إليها بإنّها "حادِثة التّسعون" الّتي راحَ ضحيَّتُها الكثَير ، ولِكي يحَلُّ لغزَ "التّسعون" عل...
60.6K 506 7
فلتعلم عزيزي القارئ أن هذه الروايات التي أنت على وشك رؤيتها مختارة بعناية وفق معايير مثالية لأن كل واحدة منهم هي قطعة من الفن وابداع لا مثيل له لا...