عرش سبأ (عروس الجحيم)

By watt_cloud

567K 22.3K 5.4K

🌼"عندما يصبح الشرّ مغرياً أكثر من الخير ...يستطيع الظلام جذب حتى أكثر القلوبِ نقاوةً ".🌼 فتاة طيبة يوقعها ا... More

صدفة أو قدر ؟ | 01
تاريخ العظماء | 02
بين الحقيقة و الخيال | 03
فراشة في وكر الأفاعي | 04
لصة القلادة | 05
طوفان | 06
ليلة في العسل | 07
زمهرير | 08
النبوءة | 09
زجاج مكسور | 11
بداية العشق | 12
عقربة بثوب فراشة | 13
دماء السلالة | 14
فجر(ساحر المرجين ) | 15
عقاب القدر | 16
شخصيات الرواية | 17
سخط آل بنجامين | 18
لعنتي الأبدية | 19
عرش سبأ | 20
روح مقابل روح | 21
مستنقع الموت | 22
الأخوة أعداء | 23
عروس الجحيم | 24
أسرار دفينة | 25
دموع كاذبة | 26
ما خفي كان أعظم | 27
سأكون بظهرك دائما | 28
عودة الهجين | 29
عااااجل !!!
عشق محرّم | 30
وجه آخر | 31
المتمردة الحمراء | 32

خاتون | 10

13K 635 26
By watt_cloud

ضع نجمة التقييم ⭐ قبل البدئ بالقراءة لتشجيعي على كتابة المزيد

.
.
.
.
.
.
.

🌼 " لا تنتهي أحزان الموت إلاّ بموته " 🌼

.
.
.
.
.
.

غادر المجموعة القرية و لكن بادي لم يرافقهم بل أخبرهم بأنه لن يغادر معهم لأن لديه أعمالا في مكان آخر ، إدعى أنه مشى قليلا حتى تأكد من مغادرة البقية ثم عاد أدراجه متسللا لقبيلة النجمة .

دخل لخيمة كانت عينه عليها منذ أن وصل لذلك المكان فقد رأى جنية شابة تدخل لها و قد جذبت إنتباهه لكونها تبدو مختلفة فقرر أن يخطفها ليس إعجابا بها لينالها لنفسه بل لأنه أدرك بأنها ستكون كنزا يقايض به أحدا ما .

دخل الخيمة فوجد الفتاة مع أخواتها كنّ خائفات من رؤيته  و لكنه ألقى تعويذة عليهن ليشلّ حركتهن إحتياطا كي لا تهاجمه إحداهن ، أخذ الجنية الشابة و غادر بلمح البصر .

عاد مهيب و البقية للقصر الصغير ليجدوا نبراس و أمارة جالستين في حديقة القصر تسقيان الأزهار فنظر إليهما مهيب و سأل " أين ماهيتاب ؟"

وضعت أمارة دلو السقي حين إنتبهت بوصولهم و إستدارت له  " في غرفتها ...برفقة سبأ "

إطمأن الشاب حينما علم بأن أخته ترعى الفتاة فقال مدعيا عدم الإكتراث " أنا ذاهب للإستحمام و بعدها سأخلد للنوم لا أريد أن يزعجني أي منكم "

هزت الفتاتين رأسيهما بالموافقة فذهب مهيب لغرفته بينما ظل الجميع ينظرون لبعضهم البعض حتى  سألت العمة توبا " هل حضرتما طعام العشاء ؟"

كون ذلك القصر ليس به خدم فردت أمارة " ليس بعد يا عمتي "

نزعت توبا معطفها بينما هم يدخلون للقصر و قالت  "هيا لتساعداني إذن "

فرد نديم و هو يسير من خلفها " أنا جائع أيضا "

" سنجهز العشاء بسرعة لا تقلق " ردت توبا دون أن تنتبه من المتحدث ثم توقفت فجأة و إستدارت هي و الجميع نحوه مستغربين ثم قالت توبا بحيرة  " هل تكلّمت للتو ؟"

" هذا صحيح ...لقد تكلم للتو !" قالت أمارة مع توسع بؤبؤ عينيها بينما هو ابتسم و قال بحماس  " نعم ...أنا أتكلم "

كان نديم سعيدا جدا لقدرته و أخيرا على التواصل مع البشر صحيح أنه لم يجد تفسيرا لذلك لكنه كان يريد أن يتواصل مع الجميع

" تعال معي للمطبخ لتساعدني أما أنتما فإبقيا هنا " قالت توبا مخاطبة أمارة و نبراس ثم أشارت بسبابتها لنديم " و أنت ستأتي معي للمطبخ ، هيا !"

ذهب نديم للمطبخ مع توبا و التي كانت سعيدة جدا لسماع صوته و التحدّث معه و ما إن دخلا للمطبخ حتى قالت بحماس " أخبرني ! كيف تستطيع التواصل مع البشر ؟"

" لا أعلم حقا "  قال لها و هو يهز كتفيه فسألت هي " هل ألقى عليك أحدهم تعويذة ما ؟"

هز نديم رأسه بالنفي فسألت مجددا و هي تكمش عينيها " هل صادقت أحد البشر !"

" لم أفهم سؤالك !" قال هو بإستغراب فردت هي تشرح له " حسنا سأشرح لك الأمر من المعروف أن الشياطين المستذئبة لا تستطيع التواصل مع البشر ...تقول الأسطورة أن المستذئب لو صادق أحد البشر فإنه سيستطيع التواصل معهم و هذا يعني .."

حرك هو عينيه يمينا و يسارا ثم هز رأسه ببطئ فأردفت هي " أي أنك صادقت أحدهم أليس كذلك !"

" على ما يبدو ...و لكن أنا صديق مهيب لمَ لم أستطيع التحدّث معكم من قبل ؟"

" مهيب هجين ليس بشريا خالصا بالإضافة إلى أن علاقتك به هي علاقة سيّد بحارسه أي أنه كان مهمتك منذ أول يوم عرفته و لم يكن صديق"

قالت هي تشرح له و قبل أن ينطق بأي كلمة أردفت قائلة " الفتاة ...هي صديقتك أليس كذلك !"

" أي فتاة ؟ " قال هو مدعيا أنه لا يفهمها فقالت هي
" بحق السماء ! لا تدعي أنك لا تفهمني "

" حسنا ... ربما معكِ حق  "

" لاحظت ذلك في الزفاف نظراتك لها كانت غريبة جدا " قالت توبا مبتسمة فأراد هو أن يغير الموضوع " هيا إبدئي تحضير العشاء أو سيلتهمونكِ بدلا منه "

" حسنا ساعدني هيا ...صحيح ! أين ذهب بادي ؟" سألت توبا فهز نديم كتفيه بجهل " لا أملك أدنى فكرة"

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

#المقايضة

وصل بادي لقرية مهجورة كل منازلها من الطين و معظمها غير صالحة للعيش أشجارها سوداء جافة كأن حريقا مروعا قد اشتعل فيها ، بقي يجول بعينيه في المكان حتى ظهرت إمرأة خمسينية ذات عينين مكحلتين و شعر أسود يتخلله بعض البياض كانت ترتدي ثوبا أسودا و تضع عمامة فوق رأسها ظلت تنظر له بإستغراب فإقترب هو منها بخطوات متثاقلة

" العرّافة تجاويد !إنه لوقت طويل" قال بادي محاولا كسر الصمت بينهما فسألته  هي " كيف حال العم بنجامين ؟ هل سمعتم عنه أي خبر ؟"

" لا يوجد خبر عنه فعزلته لن تنتهي " قال هازا رأسه بالنفي و قد بدى الحزن على وجهه فسألت هي "لماذا ؟"

" لأن أحزان الإنسان لا تنتهي إلاّ بموته " قال و هو يزيف ابتسامة على شفتيه فردت هي " أتمنى أن يغادره حزنه ...لن أنسى فضله علي ما حييت ، على كلٍ أين هي هديتي التي وعدتني بها ؟"

" عندما تنفّذين الإتفاق أوّلا !"

رفعت تجاويد إحدى يديها و أظهرت خاتم فضيا ترتديه على إحدى أصابعها " الخاتم معي "

مدّ يده لها و أخذ الخاتم يقلبه و يتفحصه كان خاتما فضّيا يبدو عاديا لا يحمل أي جواهر  فسأل بإنزعاج " ما هي ميزة هذا الخاتم ؟ يبدو عاديا "

" انظر لداخله ستجده يحمل نقوشا ...تلك تعويذة إستدعاء مردة كنعان " قالت هي تشرح له فسأل هو بإستغراب " و لمَ قد تقايضينني بخاتم إستدعائهم و أنت أحوج له فأنت عرافة كنعان !"

" لأنني سأعتزل عالم السحر عن قريب "

" لماذا تعتزل عرّافة عاتية مثلكِ عالم السحر ؟ إنها لخسارة كبيرة " قال بادي بصدمة فردت هي تشرح له
" إنها رغبة إبني خِضْر ...لا يريد أن تكون والدته عرّافة ، لقد طلب مني أن أترك السحر إن أردته أن يعيش معي "

" لم أراه منذ أن كان صغيرا ...يبدو أنه أصبح شابا يضع شروطه أيضا " قال بادي و هو يبتسم فردت هي بإبتسامة مماثلة حينما ذكرت سبرة إبنها الوحيد

"بالتأكيد ...له كل الحق في أن يضع شروطا على والدته ، أين ما وعدتني به ؟"

إستدار بادي خلفه و نظر يمينا و شمالا ثم قال " اظهري نفسكِ يا صغيرة "

و من العدم ظهرت جنية ذات شعر ذهبي و عينين أرجوانيتين كانت تبدو خائفة مما يحدث فبقيت تنظر للعرّافة و لبادي بنظرات مرتعبة و كأنها ترى وحوشا أمامها فإقترب منها تجاويد و أمسكت ذقنها لترفع وجهها الذي يشبه فلقة القمر و سألت " ما إسمك يا شبيهة القمر ؟"

" خاتون ...إسمها خاتون " أجاب بادي فسألت تجاويد مستغربة " لمَ لم تجبني هي؟"

" لأنني لم أسمح لها بالكلام "

" هذه الجنية مملوكة إذن !" قالت تجاويد بإدراك فرد بادي " كل الجن الذين ألقي القبض عليهم مملوكين و لكن لمَ أردتِ هذه الجنيّة بالذات بالرغم من أنّ لدي غيرها الكثير و كلّهم أقوياء ؟"

" لرغبة في نفسي ...هيا إمنحها حريتها الآن يا بادي "

نظر بادي لخاتون و قال لها " لقد أصبحت تجاويد سيدتكِ الجديدة و ستنفذين كل ما تقوله مفهوم ؟"

"أمرك سيّدي" قالت الجنية و هي تهز رأسها فهمّ بدر بالمغادرة قائلا"  أنا سأغادر الآن لقد انتهى عملي هنا "

" رافقتك السلامة يا صديق الزمان" قالت تجاويد و هي تنظر له و هو يغادر

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

ما لم يكن يعرفه بادي هو أن تجاويد قد رأت نفسها في تلك الشابة على الرغم من كونها جنية و لكنها قد تذكرت ضعفها و إنكسارها عندما رأت ذلك الخوف في عينيها و يديها الصغيرتين المرتجفتين فقبل ما يزيد عن الثلاثين سنة قد كانت عبدة مملوكة لأحد ملوك الجن ...فجعلت تتذكر كيف جاء ذلك الرجل الطيّب و كان سببا في تحريرها .

كان ملوك الجن يستعبدون الساحرات الصغيرات و يرغمنهن على خدمتهن ، كانوا يقومون بخطفهم منذ نعومة أظافرهن لكي يكبرن كخادمات و لا تعترض أي منهن على أي من أوامر الجن و في يوم من الأيام بينما كانت تجاويد جالسة رفقة الخادمات الأخريات من الجن يقمن بتحضير الطعام سمعن صراخا قويا يأتي من الخارج و إذ بحارس يأتي مناديا لتجاويد

" يا بشرية تعالي بسرعة !"

"ما الذي يحصل ؟" سألت تجاويد بقلق فقال "حاصد الكنوز قد داهم أرضنا يجب أن تنضمي للساحرات الأخريات لحماية الملك بسرعة !"

كان حاصد الكنوز معروفا في كل مكان فهو ساحر متمكن ذاع صيته و نُقِلت الأحاديث عنه على كل الألسنة ، ركضت تجاويد متجهة لخيمة الملك .

شكلت هي و مجموعة من الساحرات الأخريات خطا دفاعيا للملك الذي كان مختبئا من خلفهن كالدجاجة بعد ما أباد حاصد الكنوز أغلب الحراس و شلّ حركة البقية دخل أخيرا لخيمة الملك فرآه مختبئا خلف الساحرات اللواتي كنّ معظمهن صغيرات في السّن و كنّ يشكّلن وضعية الدفاع تحسبا لأي هجوم منه و لكنه قال

"لا أنوي الأذى لكن ...فأنا لا أؤذي من كان السحر رابطا بيني و بينه ، لقد أتيت لأحرركن من العبودية لدى الجن فهم قد خُلقوا لخدمتنا و ليس العكس ...سيضل السحرة أسياد القوم و ليس خدمهم"

نظرت له الساحرات نظرة إستغراب من الكلام الذي يقوله و لكن الملك صرخ قائلا

"هاجمنه الآن أنتن خادمات عندي و أنا سيّدكن و آمركن بالقضاء عليه "

و لكنّ الساحرات لم يطعن أمره فإبتسم حاصد الكنوز و قال بإستهزاء

"هذا الذي كنتن تخدمنه لسنوات ما هو إلاّ حشرة يختبئ خلفكن لحمايته و الواحدة منكن قادرة على القضاء عليه و الدليل على صحة كلامي أنكن الآن لم تطعن أوامره و لكن ما بيده حيلة "

أنزلت الساحرات أيديهن و قد تأكدن من صحة كلامه فإنقلبن ضد الملك و قتلنه دون رحمة حينها نظر لهن حاصد الكنوز و قال

" عملي هنا قد إنتهى ...لا تسمحن لأحد بإستعبادكن أنتن قوة مطلقة لا تسمحن لأحد بكبحها "

و لكن من بين جميع الفتيات تكلمت واحدة من بينهن تدعى تجاويد  تقدمت و قالت "شكرا لك يا حاصد الكنوز "

ابتسم و قال لها "لست حاصد كنوز لقد إعتزلت هذه المهنة منذ سنوات مضت و لا تشكرنني بالكلام ...بل ساعدن كل مستعبد ليجد حرّيته "

" حاضر يا سيدي أعدك أن أفعل "

" أدعى بنجامين و لست سيّدا على أحد " قال و هو يهم بالمغادرة

نزلت دمعة من عين العرّافة و هي تتذكر كل تلك الذكريات فقامت بمسحها ثم نظرت للجنّية الشابة و قالت " سأعلمكِ كيف تكونين قوية يا خاتون "

" كيف ذلك يا سيدتي ؟" سألت خاتون بإستغراب فردت تجاويد " أنا لست سيّدتكِ أنتِ سيّدة نفسكِ "

رحلت العرافة و الجنية عن قرية كنعان لمكان بعيد جدا ...و بالتحديد في بلدة تدعى العافور و إستقرّتا هناك برفقة خِضر إبن العرافة .

مرّ وقت و الثلاثة يعيشون سويّا كانت تجاويد تدرّب خاتون لتصل للقوة التي تدافع بها عن نفسها و تربيها كأنها إبنتها و لم تفرّق بينها و بين خِضر أبدا لم يسبق لأحد أن رأى علاقة مثلها بين الجن و البشر ...

كان كل شيءٍ على ما يرام إلى أن جاء يوم و طلب فيه خِضر طلبا غريبا جدا من والدته ... و هو الزواج من خاتون .

.
.
.
.
.
.

ضع نجمة التقييم قبل المغادرة ⭐

.
.
.
.

                🌼 نهاية الفصل العاشر 🌼

.
.
.
.

☁️لا تخافوا من إتباع فضولكم ...و لكن إحذروا ☁️

.
.
.
.
.

إلى اللقاء في الفصل القادم غيمات 🌨
.
.
.
.
.

Continue Reading

You'll Also Like

419K 3.8K 15
"لا ارجوك دعني اذهب" "كيف ؟ وانتي تجذبيني لكي بكل حركة تقومين بها ؟" 18+
11K 568 4
في تلك اللحظة أمسك شئ برقبتي و إعتصرها كبرتقالة قديمة عند أم مصرية، إنه يحملني، إن كنت ستلقيني أسرع رقبتي ليست رقبة فيل، لم لا يرفعني من قدمي من يدي،...