حياة بعد التحديث (كامله) لـ خ...

By vbnjhhgbhhv

59.4K 3.7K 643

اسم الروايه حياة بعد التحديث الجزء 2 من "روايه بدون ضمان" تكمله لباقي الاحداث قصه فريدة و مهرة و ليان تابعون... More

مقدمة "تنوية"
اقتباس (1)
اقتباس (2)
اقتباس (3)
اقتباس (4)
تم تنزيل الفصل الأول علي المدونه
صور الأبطال الأساسية
هام بخصوص الروايه.
الفصل الأول "الجزء" (2)
الفصل الثاني "الجزء" (1)
الفصل الثاني "الجزء" (2)
الفصل الثالث "الجزء" (1)
الفصل الثالث "الجزء" (2)
الفصل الرابع "الجزء" (1)
الفصل الرابع "الجزء" (2)
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع "الجزء" (1)
الفصل السابع "الجزء" (2)
الفصل الثامن "الجزء" (1)
الفصل الثامن "الجزء" (2)
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثانيه عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر "الجزء" (1)
الفصل السابع عشر "الجزء" (2)
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون "الجزء" (1)
الفصل العشرون "الجزء" (2)
الفصل الواحد والعشرين "الجزء" (1)
الفصل الواحد والعشرين "الجزء" (٢)
الفصل الثاني والعشرين "الجزء" (1)
الفصل الثاني والعشرين "الجزء" (٢)
الفصل الثالث والعشرين "الجزء" (1)
الفصل الثالث والعشرين "الجزء" (2)
الأخيـرة الجزء (1)
الأخيـرة الجزء (2)
الـخـاتمـة الجزء (1)
الـخـاتمـة الجزء (2)
روايه قابل للكتمان

الفصل الأول "الجزء" (1)

1.9K 95 23
By vbnjhhgbhhv

فصل بتاريخ : 4/9/2023

#روايه_حياة_بعد التحديث الجزء الثاني
من روايه "بدون ضمان"

⁦✍️⁩#بقلم_خديجه_السيد

الفصل الأول
_________________

بــعــد مــــرور ســــنــــة .

بداخل المطبخ، وقفت خيرية تقطع الطماطم لتحضير الطعام بروح سعيدة وبحماس شديد، وشعرت بالارتياح من نظرات ابنتها التي كانت تتابعها بحب، تقوست شفتيها فريدة مبرزة ابتسامة صغيرة وطوقت خصرها من الخلف بذراعيها قائلة بصوت خفيض

= بتقطعي طماطم ليه على السلطه طول عمرك مش بتحبيها في السلطه، و انتٍ اللي هتاكليها انتٍ وبابا بس !.

ألقت نظرة عجيبة عليها تخللت مشاعرها الجافة باشتياق لا يوصف تملكها حينما رأت ابنتها أمامها بعد فترة غياب إجبارية من منزلها، وهي الآن أمامها تراها وتحضنها كما تشاء دون عوائق! توقفت عما تفعله هاتفة بحماس رهيب

= بقيت بحبها طالما انتٍ كمان بتحبيها وهفضل دايما اعمل لك كل الاكل اللي كنتي بتحبيه.. حتى الاوضه بتاعتك لسه زي ما هي ومحافظه عليها .

أبعدت عنها ونظرت لها فريدة بغرابة وهي تقول بنبرة هادئة

= كنتي دايما بتزعقيلي لما تلاقيها متبهدله وتقولي لي روقيها عشان الاوضه النظيفه بتبين قيمه صاحبها، ما كنتش بقتنع بصراحه بكلامك بس ما كنتش بحب ازعلك! بس ليه سايباها دلوقتي متبهدله زي ما سبتها آخر مره .

اقتربت خيرية منها متلمسًا بشرة وجهها برفق، وعيناها مليئة بالدموع الحزينه و النادمه ثم
أجابتها بصوتها المختنق

= عشان مستنياكي انتٍ اللي تيجي وترتبيها زي ما انتٍ عاوزه، حتى مكانك على السفره مش بخلي حد يقعد عليه .. هو انتٍ امتى هترجعي يا فريدة ؟.

اكتفت فريدة بالابتسام الودود لها، بينما أضافت أمها قائلة باضطراب كبير

= فريده انتٍ مش بتردي عليا ليه؟ فريدة !.

وللحظة ظهر أن الذي أمامها هو زوجها عابد وليست فريدة ابنتها كما كانت تتخيل دائما؟ أنها عادت إليهم! لتعلم أن كل ما حدث هو سراب داخل عقلها فقط وليس حقيقيا.

دنا منها زوجها بحدة وهو يقول بجدية

= انا عابد يا خيريه وفريده مش هنا، فوقي بقى وبطلي تصحي نايمه تحلمي بيها.. فريده من ساعه ما مشيت ما رجعتش! وده الواقع ولازم تصدقيه هتتجنني من كتر الحاله اللي بقيتي فيها .

رمشت بعينيها مصدومة و تطلعت حولها مذعـورة ثم حدقت أمامها بنظرات أكثر شرودًا مع خيبة أمل كبيرة، مديره في رأسها تلك الحقيقة التي لم تكن تريد تصديقها أبدا؟ أن فريدة لم تعد هنا ورحلت وتركتها! دون أن تتمكن هي من فعل أي شيء ما عجزت عنه، التمعت عيناها بدموع ألم والتفتت بهدوء مثير للأعصاب لتكمل ما كانت تفعلة وأردفت خيرية بنبرة منتحبة

= يا ترى انتٍ فين يا فريده وعامله ايه يا بنتي

❈-❈-❈

بداخل أحد البنايات الواسعه، استيقظت علي رنين هاتفها فقامت تفرك عيناها بكسل ودون ان تنظر الي الكومود رفعت يدها نحوه واخذت هاتفها ونظرت اليه بأعين ناعسه بشده فوجدته الساعه السابعة صباحاً فأغلقته و قامت ثم تثائبت واتجهت الي المرحاض وهي تفرك شعرها الأسود الطويل واغتسلت وبعد فترة خرجت تجفف شعرها بعنايه ومشطته وجعلته حر كعادتها ونثرت عطرها بغزراه.. ثم ذهبت مهرة الى غرفه وفاء فوجدتها ما زالت نائمه وإبتسمت تلقائيا ثم ذهبت الى المطبخ لتصنع الفطور لهم .

وبعد فترة، استيقظت وفاء عندما استنشقت رائحة الطعام اللذيذة، فقامت لتشاهد مهرة تقف في المطبخ وتقطع الطماطم بتركيز جيد
لتحضير السلطة، كما علمتها هي أن الطعام يجب أن يكون له منظر جذاب للعين. قبل الأكل، شعرت مهرة بها والتفتت بابتسامة بحب لتلك الامرأه الحنونه فقالت

= صباح الخير يا ماما وفاء..!!

اقتربت منها بإبتسامة حنونه كإنها والدتها الحقيقيه قائله بحب

= صباح الخير يا حبيبتي، بس إيه النشاط ده كله

إبتسمت مهرة بصوت وقبلتها من وجنتيها ثم قالت بصوت مرح

= قلت القمر ده مش لازم يتعب في الفطار النهارده طالما صحيت بدري والنهارده اجازتك من الشغل كمان، بس إيه رأيك

ردت عليها وفاء بإبتسامة عريضة وهي تتأمل تلك الحيوية المنبعثة في بشرتها

= بكاشه طول عمرك، يعني مش عامله الجو ده كله عشان عاوزه حاجه ؟.

ضمت شفتاها بحزن زائف هاتفة بخفوت

= انا، أبدا دايما كده ظلماني .

رفعت حاجبيها للاعلي لتنظر إليها بمكر ثم قالت بضحكة

= هو انا اقدر اظلمك برضه، بس انا بقيت عارفاكي كويس يلا ما تخبيش عليا و قولي عاوزه ايه؟

تنهدت مهرة بإحراج ولكنها لم تمحي ابتسامتها لتقول بصوت متوتر

= بصراحه يعني صحابي في المدرسه اتفقوا مع بعض نطلع رحله بعد الإمتحانات عشان نودع بعض بما ان يعني بعد كده هندخل الثانويه ومش متاكدين هنتجمع تاني ولا لاء، ولو مش موافقه خلاص براحتك بلاها انا ما اديتهمش رايي غير لما استاذنك الاول .

صمتت للحظة واحدة تفكر بالأمر، ثم أردفت بنبرة إهتمام بالغ

= طب أبقى اديني نمر صحابك دول عشان اتواصل مع امهاتهم واشوف هتتفقوا تروحوا تتفسحوا فين؟ وهيكون في رقيب هيروح معكم ولا لاء؟ مش هيجرى حاجه لما تتفسحوا وتفكوا عن نفسكم شويه بعد جو الامتحانات انتوا ثالثه اعدادي يعني شهاده وكان عليكوا ضغط ومذاكره كتير.. وانتٍ كمان بالذات تعبتي أوي في المذاكره .

اتسعت عيناها الخضراء بعدم تصديق وركضت إليها تحتضنها بحنو، ورفعت قدمها لتصل الى مستواها وقامت تقبلها أعلي جبهتها قائله بسعادة

= حبيبتي يا ماما وفاء ربنا يخليكي ليا يا رب .

ضحكت بحب ثم قالت بتحذير وهي تنظر الي ملامحها السعيدة

= ويخليكي يا حبيبتي، ان شاء الله بس الامتحان تخلص على خير وتجيبي مجموع عالي إحنا اتفقنا هتخشي ثانويه عامه وهنكمل للآخر لحد الجامعه .

هزت رأسها على الفور قبل أن تقبل كفها مطولاً بحنان ثم تطلعت اليها قائله بحماس

= ان شاء الله ادعيلي بس انتٍ، هو احنا هنروح النهارده لي عمو طه .

إبتسمت قائله بهدوء

= اه يا حبيبتي عمك طه عازمنا على الغدا النهارده هو ومراته تعالي يلا نفطر بسرعه عشان نلحق نسافر عشان المشوار بعيد

أومأت مهرة برأسها بابتسامة محبة لتلك المرأة، ثم تناولت طعامها بسرعة كعادتها، رغم توبيخ والدتها الروحية، التي كانت تحرص دائماً على تناول وجبات صحية ومشروبات مغذية. فكانت وفاء تعاملها دائمًا وكأنها ابنتها التي أنجبتها وليست ابنتها بالتبني، ولم تشعرها أبدًا بأنها ليست والدتها الحقيقية!

مرت سنة على أن يكونا معًا، ومهره تغلبت على الكثير من حياتها بفضل ربها ووفاء التي ساعدها كثيرًا ماديًا ومعنويًا، ولم تبخل أبدًا بشيء ضد مصلحتها، فشجعتها لتعود للدراسة وتكمل السنه التي فاتتها مرة أخرى، وكانت دائمًا بجانبها لمساعدتها في الدراسة والسهر معها طوال الوقت تذاكر دروسها .

وكانت مهرة في حاجة فعلًا إلى ذلك الاهتمام، فتشبثت بتلك الفرصة جيدًا وحاولت بكل إصرار أن تتعلم منها الكثير. وفاء لم تساعدها على الدراسة فحسب فقط، بل علمتها الكثير عن دينها وغيرتها للأفضل وصححت مفاهيمها عن الحياة، حتى غيرت طريقة لبسها وحديثها وحاولت تعويضها عن كل ما فاتها في تلك الحياة، ويمكن أن يجعلها سعيدة.. فهي تستحق التعويض والمعاملة الطيبة لتنسى كل من ظلمها في الحياة.

حصلت مهرة من وفاء على الحب والاهتمام في وقت لم يشعر بها أحد أو يراها في المقام الأول. لقد غرست فيها تصميمه على الاعتماد على نفسها ، وأن تكون طموحة ولديها حلم.

في السابق ارتكبت خطأ عندما ذهبت للبحث عن من يحبها حب مزيف وتعلقت برجل متزوج دون أن تعرفه جيدًا، في ذلك الوقت لم تكن تعرف شيئًا عن الحب أو أي مشاعر اهتمام ، لكنها لم تجد أي شخص آخر في ذلك الوقت غيرة، لكنها تأكدت مؤخرًا من أنها إذا استمرت في تلك العلاقة فكانت تتعرض لخسارة أخرى ومعاملة سيئه و اهانه، كما حدث في زواجها من زاهر سابقه، لكن هذه المرة كانت ستقبل الإهانة وتلتزم الصمت، لأنها ستظل ترى نفسها لا تستحق أكثر من ذلك.

وإن طالما لم تحصل على حب من عائلتها
سيكون كرم جارف ممن يظهر مشاعره لها حتى إن كان حب كاذب ومشاعر مزيفة و ستتقبله على الفور دون تفكير بالعواقب، باستثناء قله الثقة بالنفس.. وذلك ما حدث معها عندما تقبلت أيمن ذلك الشخص المتزوج بامرأة أخرى والذي اقترب منها بنيه الإستغلال .

فتتكون الصورة الذاتية لأي شخص من الطريقة الذي تتعامل معه عائلته، وهناك أشخاص يعيشون حياتهم بأكملها يبنون ثقتهم بأنفسهم ويحاولون الإعتماد بأنهم يستحقون أن يُحَبوا ويُقدَّروا ويقبلوا كما هم.

❈-❈-❈

كأن مُمدد في منتصف الفراش يفرد ذراعيه بشكل مستقيم والاخر كان يحمل به سيجار، ادار وجهه الى صوت المنبه لكن لم يهتم الى غلقه فهو بالفعل كان مستيقظ قبل موعده المحدد للذهاب الى العمل، تطلع أيمن بالغرفه وهي هادئه هدوء مُريب من حوله! هدوء يجعل جسده يرتعش من هدوء التام والظلام يسود من حوله بسبب غلق الستائر منعت دخول الشمس الصباحيه ليسود ظلام يتخلله شُعاع نور بسيط و دُخان من أعقاب سجائره التي يتناولها واحده تلو الآخري .

وقف مره واحده واتجه نحو المرآه التي بعرض وبطول الحائط وقف ينظر الي نفسه بوجهه جامد خالي من التعبير رغم قسوه عيناه فتح أول ازرار قميصه حتي ظهر نصف صدره.. ونظر إلي قلبه مباشره فعندما ينبض قلبه بعنف يفهم بأنه اشتاق اليها ويتمنى لو ليراها بنظره عابره حتى؟ فبعض الانفصال لم يراها مطلقاً، اعتقد بانها ستكون مع الذكريات البائسة وسينساها بسرعه كتجربة فشلت بحياته وتعلم منها بأن لا يعطي الى أحد ثقته الكامله، لكنه الآن يموت شوقا لرؤيتها؟ لم يتخيل بانه سيظل يفكر بها بعد كل ما حدث بينهما..

و سيسهر الليالي يفكر بكل ذكرياتهم معآ ويتمنى سماع صوتها الناعم وملامحها الطفوليه البريئه وشعرها البني الذي كان مُدمناً بإستنشاقه دوماً... عطرها الناعم مثلها...اشتاق حتي لانفاسها الدافئه...اشتاق لخجلها وإحمرار وجنتيها عندما كان يغازلها بجرأه مُحببه اليها ولكن كانت تموت خجلا، كانت تعشقه وتهيم به عشقا ولوعه وكان هو مثلها .

أعترف أنه بالسابق كأن يحبها؟ لا بل كان يعشقها وأكثر من ذلك كان يموت بها عشقا بل كان يُهيم بها كان يصارع الوقت لينتهي من عمله ليركض الي بيته ويراها ويري نظراتها الدافئه الحانيه له دوماً...عشقها من اول نظره و وقع في حبها من هيئتها البريئه مثلها، عشقها بقوه..و عشقته هي الآخري! لكن أين ذهب ذلك الحب لقد تبخر مع الرياح اختفى ولم يكن له وجود، منذ اللحظة التي ذهبت لتبحث عن الاهتمام خارجاً بعيد عنه.. لكن هل بالفعل ذهب ذلك الحب؟

لو كان قد رحل بالفعل، فلماذا يشتاق إليها الآن؟ الفراق حزن حقاً مثل لهيب الشمس الذي يبخر الذكريات من القلب ليرفعها إلى أعاليه، فتستجيب له العيون برش مياهها لتطفئ لهيب الذكريات.

فوضع إصبعه بقسوة على مكان قلبه، يضغط عليه بعنف، وكان وجهه متصلباً، وكأنه لا يشعر بألم، ولما لا! قلبه أصبح حجراً لا يشعر و لا يتألم و لا يسامح ولا يغفر، عباره عن حجاره صماء ليس بها روحآ، ولما كل ذلك هل لاجلها؟

لأجل خائنه تخلت عنه وتركته وحيدا! لكن أليس هذا أيضًا ما أراده؟ لو كانت بهذا السوء لما بقي معها لينتقم منها بالتأكيد، وبعد الانتقام لما لم يتركها، بل ظل يتودد إليها ويهددها بالعودة إليه وفي النهاية هي أصرت على الانفصال؟ لأنه اصبح خائن مثلها، رحلت و تركته يصارع من ألم الفراق والاشتياق !.

أفتقدها في كل ركن من أركان المنزل، حتى أنه يشعر في بعض الأحيان بوجودها، لكنه على يقين أنه مجرد سراب وهي ليست هنا؟ كم هو حزين لبعدها عنه، فهو لم يعلم أبدًا أنه يحبها كثيرًا بهذا المقدار أبـداً .

لم يتخيل قط أنه سيظل يفكر بها ويعشقها، وفي نهاية اليوم يراجع عقله كل ذكرياتهم الطيبة والسيئة.. رحلت لمدة سنة ولم يخف حزنه عليها، بل كان يزداد ويزداد كل يوم أكثر من الذي قبله، ولم يرتاح قلبه ولو قليل! حقا عشقها أصبح مثل اللعنه التي لا يعرف التخلص منها.

❈-❈-❈

تململت في نومتها ومرت عده دقائق وفتحت عيناها بنعاس، نظرت حولها تبحث عن هاتفها لتجد مازال مبكراً على موعد عملها، لكنها مع ذلك نهضت وسحبت الستائر بالغرفة لتدخل اشعه الشمس، نظرت فريدة الي السماء متنهداً بوجع و مراره ها هي حصلت على مسكن وعمل كما كانت تريد وتتمنى! فسماح صديقتها رتب لها عمل كممرضة ومساعدة في دار رعاية للمسنين تستقبل كبار السن وتساعدهم وتوفر لهم السكن والطعام والرعاية الكاملة، وأيضا المساعدين هنا والممرضات يوفرون لهم السكن والسماح بالبقاء! وافقت فريدة على الفور فماذا كانت تريد أكثر من ذلك؟ لقد وجدت وظيفة جيدة وبنفس المكان يسمحوا لها بالعيش فيه. ورغم مرور تلك الفترة، سنة كاملة، وهي لا تستطيع أن تنسى ما يؤذي قلبها، لا تستطيع أن تنسى ما مزّق روحها، لا تستطيع أن تنسى أن الجميع خذلها، وحقها الذي انهدر جزء منه ولم تستطيع استرجاعه بسبب الخوف من حديث المجتمع .

أغمضت عيناها بقوه وهي تتذكر ما حدث لها سابقاً فرت دموعها بغزاره من عيناها المغلقتين وكل ما حدث يمر أمام عيناها بسرعه وقسوه تؤلمها وتؤلم قلبها فتحت عيناها فهبطت دموعها أكثر وأكثر وأصبحت تصدر شهقات خافته، فمؤلمة تلك الدمعة التي تسقط وأنت صامت تسقط من شدة القهر، والألم والإحتياج

مرت تلك المده حقا وحاولت فيها أن تتجاهل وتنسى ما حدث لكن تفشل دوماً في ذلك، حتى بدأت ان تتاقلم وتعتاد على تلك الاحزان انها ستظل تلازمها ولم تفارقها، و رفضت العوده الى منزل أسرتها مره ثانيه حتى انها لم تحاول التواصل معهم مجدداً ليطمئنوا عليها وتطمئن عليهم، هي فقط تريد ان تبقي بمفردها تريد ان تختلي بذاتها و تلك الحياه التي بنتها بمفردها ستظل وحيده فيها و
تعتمد على نفسها ولا تريد أحد بجانبها .

عودت نفسها على القوة إلا مع نفسها تظهر تلك الفتاة الهشة والضعيفة، حتى تلك الأسرة التي تخلت عنها لم تفتقدهم مطلقا في تلك الفترة وتشعر بالجفاء الشديد تجاههم كلما تذكرت ما صدر منهم سابق ؟؟ إذا سمعها أحد سيظن أنها فتاة عاصية بالتأكيد، لكنها لا تهتم لأنه لا أحد يعيش مكانها ولا أحد يمر بما هي عليه حتى يحكم عليها بتلك الحياة التي لا تريدها.

تنهدت بحزن وآسي علي حالها حزن علي فقدان عائلتها وهم ما زالوا على قيد الحياه وفقدان حنانهم والشعور بالامان داخل احضانهم هبطت دموعها وهي حتي لم تشعر بها وهي تتذكر كل شئ حدث في تلك الليله المشئومه تلك الليله التي قضت علي كل شئ و قضت علي كل ذكرياتها الجميله و أحلامها بعدها، ليله اغتصابها تلك البدايه التي بدأت هنا وبعدها واجهت الأهل والمجتمع والناس وخطيبها و وجدت نفسها امام سيل من التنازلات والتضحيات مطلوبه منها؟ ورغم انها المغتصبة تقولها مرار وتكرار بانها الضحيه وليست المذنبه.

لكن لم يستمع لها أحد، واكتشفت أنها تعيش في مجتمع يسود بالكذب والخداع والمؤامرة الدنيئة عندما وافقت على طلبهم، لتجد نفسها تخسر كل شيء حينها...!!

ظل صدرها يصعد ويهبط بقوه عده دقائق ثم اتجهت الي المرحاض لتغتسل و توضت لتؤدي فريضه الله، وبعدها اخرجت ثيابها لتخرج خارج الغرفه تباشر عملها بالدار .

أخذت نفساً عميق وزفرته علي مهل واتجهت نحو الكافتيريا وبدأت في صنع الشاي، وجدت يد تربت علي كتفها علمت من هي فالتفتت بهدوء وتنهدت الأخري قائله بابتسامة صغيرة

= صباح الخير يا فريده كنت لسه هدخل اصحيكي عندنا شغل كتير النهارده، وحالات ياما .

لم تجيب فريدة عليها واخرجت من جيب ملابسها علبه دواء، جلست سماح أمامها وهي تقول بضيق

= مش عارفه امتي ربنا هيتوب علينا من الشقي والتعب ده، هو انتٍ بتاخدي دواء ايه علي الصبح كده

هزت كتفها ببساطة وقالت بنبرة عادية

= دواء السكر .

إبتلعت الآخري لعابها بصدمه قائله بقلق

= انتٍ عندك السكر؟؟ وده جاءلك امتى انا اول مره اعرف

ارتشفت القليل من الشاي وأجابت قائله بجمود

= مش بقيله كتير ولا حاجه يجي من حوالي اقل من سنه كده، و جاليه وقت قضيه الخلع اللي كنت رافعاها على حسام زمان .. حسيت بتعب ساعتها وكنت بطنش في البدايه لحد ما زاد الألم ورحت كشفت وهناك عرفت ان انا عندي السكر

استنكرت الأخرى تحدثها ببساطه عن الأمر وكانه شيء عادي لكن لم تتفاجا من حاله الجمود تلك، التي بدات أن تسيطر عليها في الاواني الاخيره بسبب تلك التجارب التي مرت بها، نظرت سماح الي حاله صديقتها بأسي حتي قالت لها بتفهم

= عشان كده بقيتي تشربي الشاي من غير سكر، انا إزاي ما كنتش بلاحظ وانتٍ ليه
ما قلتليش .

إبتسمت فريدة بسخرية مريرة قائله بإقتضاب

= وهقول لك ليه هتفرق يعني في حاجه؟؟ واحمدي ربنا انها قد علي قد السكر وبس ده انا أوقات كنت بحس إني هنام في مرة مش هصحى تاني بعدها، من كتر اللي كنت بشوفه منهم .

اومأت سماح بقله حيله حتي لا تضغط عليها، لترحل فريدة من امامها، فتنهدت بحزن علي حالها قائله

= ربنا يهديكي ويعوضك خير في اللي جاي يا فريدة .

❈-❈-❈

ارتدت تسنيم فستان الزفاف بمساعدة أحدى
المسؤولين عن الميك اب والفستان واستدرت نحو المرآة لترى نفسها؟ لم تذهل بجمال الفستان لقد كان يناسبها تماما، ويبرز منحنيات جسمها وقوامها الرشيق.. لقد كان الفستان ساحر من القماش الأبيض الرقيق والمطرز برسومات ناعمة وبقصة ضيقة عند الصدر ثم ينسدل بانسيابية على جسدها، غير قلبها الشاعر بسعادة عارمة وشعور بالدفء،لقد بدا الأمر حقيقياً نعم كان ذلك حقيقياً. و كانت تعرف أن هذه هي نهاية حبهم أخيرا .

سحب أيمن شقيقها طرحه الزفاف الطويله جانب ليقترب وهو يشاهد تسنيم في المرآة بإعجاب و ابتسمت هي الأخري عن تلك المشاعر الجديدة التي تغمرها وقبض على كفها بحنو ثم تحركوا الى الخارج باتجاه قاعه الفرح .

وصلوا الى القاعه لاحقا، ابتدأت تلك الليله تسير بسعاده غامره و الجميع يرقص طربًا مع محبيه، من معارف واقارب واصدقاء ناهيك عن كل من له صلة به العروسين، امتلأت القاعة وتسابق الجميع في تقديم التهنئات والمباركات له ولها وكل شخص على طريقته الخاصة، تنهدت تسنيم مطولاً سعادة لا توصف تملكتها حينما استلمها سالم من شقيقها بنظرات جعلتها تشعر وكانها كالملكة شامخة، و دق قلبه بقوة معلنًا عن حبه اللا محدود لها و لم تفارقها عيناه، وبين الحين والأخر كان يلتفت نحوها ليرمقها بنظراته العاشقة بالرغم من إحاط الاصدقاء وداخله كان يترقب على جمر متقدة مرور الساعات لينفرد بها ويتمكن من التعبير لها عن مشاعره العميقة لها، ألهى عقله بما يحدث حوله مؤقتًا كي لا يهلك من كثرة الانتظار والتفكير.

على الجانب الأخر جلست ناهد على الطاولة القريبة من مقعد العروسين تشاهد ما يحدث بهدوء وصمت عكس ليلي التي كانت تجلس جانبها مشتعله حرفياً من الغيرة، رفعت ليلي عيناها نحو تسنيم وهي بفستان الزفاف ترمقها بضيق تراها لا تستحق تلك الحياه ولا مكان لها في حياه والدها.. كانت تراها تلك الصغيره انها امرأه اقل من العادي فكيف تكون في النهايه المرأة التي تأتي لتأخذ مكان والدتها الراحله، وقلب والدها العاشق لها .

شعرت تسنيم بتلك اليد توضع على كتفها، أدارت رأسها للجانب لتجد أخيها محدق فيها بنظرات حانية وهو يربت عليها برفق ، مال عليها قائلا بحب أخوية

= مبروك يا حبيبتي الف مبروك ما تتخيليش النهارده فرحتي قد ايه وانا شايفك بالفستان الابيض أخيرا، ربنا يهنيكٍ ويسعدك .

ردت بخجل وهي ترخي ساعديها

= متشكره يا أيمن الله يبارك فيك وعقبالك بقى لما عقدتك تتفك انت كمان وتشوف حياتك كفايه سنه بقى عدت وانت لسه بتحاول تخرج من الدوامه دي .

ضغط بأصابعه على راحتها هامسًا بغيظ

= هو انتٍ حتي في فرحك مش سايباني في حالي وعامله فيها دور الام اللي بتنصح ابنها، ركزي مع عريسك احسن وسيبيني في حالي يا تسنيم وانا مرتاح ومبسوط كده .

ردت وهي تهز رأسها برفض بحزن علي حاله

= انت بتكدب على نفسك ولا عليا انت مرتاح ومبسوط برده؟ هو انا مش شايفه حالك من بعد ما طلقت ليان عامل ايه؟ قلت لنفسي كلها كام شهر وتخرج من الدوامه دي بس الوضع زي ما هو .. وطالما خلاص طلقتها وبعدت عنها وهي بالنسبه لك بقت صفحه وانتهت يبقى شوف حياتك

صمت قليلا ولم يرد وخافت هي أن تكون قد استاءت بحديثها وتسببت في إيلامه بصورة غير مباشرة فاعتذرت فورًا له، وهو أجاب
بفتور قبل أن ينسحب

= شكلك فتحتي في الكلام ومش هتخلصي أنا هروح اقعد بعيد وانتٍ ارجعي مكانك لعريسك.

بعد دقائق بدأ صدي نغمه رومانسيه بالمكان، احتضن سالم خصر زوجته وتمايلت برفق مع النغمات المحفزة للحواس وهي كانت تضحك بسعادة و انحني هو على جبينها يقبلها بحب .
بينما في تلك اللحظة كادت أن تدمع عين ليلي من الألم لتختفيها بداخلها قبل أن تنهمر عبراتها تأثرًا، لا تعرف ما الذي أصابها لتصبح على تلك الحالة الضائقة ويختنق صدرها على الأخير، عندما شاهدت تسنيم تقترب من والدها الى هذا الحد وهو يحتضنها ويقبلها بحنان بالغ مثل ما كان يفعل معها بالضبط .

علي الساحة كأن يحضنها سالم متأملا وجهها و تشكل على ثغره ابتسامة عذبة وهو يقول بنبرة ذات مغزى

= وفيت بوعدي معاكي، صح؟ ما سبتكيش الا لما حبتيني و وثقتي فيا

هزت راسها مبتسمة بحب ثم ردت بنعومة

= ايوه، طول عمرك قد كلمتك يا حبيبي

أبتسم علي كلماتها وقبلها أعلي وجنتيها بعمق وهو يطالعها بنظراته الوالهة

= ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي، بحبك

اشتعل وجهها بحمرة خجلة من قبلته الصريحة أمام الجميع، فأطرقت رأسها حياءً منه وقالت بتوتر واضح

=سالم، مش قصاد الناس .

ضحك سالم ثم لف ذراعه حول خصرها اكثر قائلا بغزل

=بس ايه الحلاوة دي، الفستان جامد عليكي

أخفضت تسنيم أنظارها عنه وقالت بخجل

=ميرسي

تنهدت ليلي بمقت تهتف داخلها بضيق وهي تشاهدهم من بعيد بأعين مشتعله بالغيرة والحقد

= مسيرك تخرجي من حياتنا يا تسنيم، افرحي بس دلوقتي.

نهضت فجاه والتفتت بظهرها وأخفت قدر المستطاع ضيقها، ثم سلطت أنظارها مجدداً على العروس التي كانت تبتسم بسعاده لانها حصلت على قلب والدها واخرجتها من حياتها كما تعتقد، ثم أسرعت بالذهاب إلى المرحاض

مرت ساعة، وكان أيمن يجلس بجانب بصمت وهو يتابع حفل الزفاف ولاحظ نظرات تسنيم وكانها تبحث عن أحد ما؟ نهض واقترب منها قائلاً بجدية

= طالما قاعده بتدوري عليها بين الناس كده يبقى شكلك عزمتيها ؟. ولا انا غلطان .

أجابته تسنيم بقلق

= قصدك ليان؟ هي حتى لو انفصلتوا هي كانت بالنسبه لي اكتر من أخت يا أيمن عشان كده طبيعي اعزمها .

توتر أيمن بشدة، وتسائل بقلب مفتور

= افهم من كلامك انك رحتلها وشفتيها؟

هزت كتفها بالايجابي وهي تقول بنبرة موضحة

= يا ريت، انا رحت فعلا بيتها بس والدتها هي إللي استقبلتني وما شفتش ليان هناك خالص مش عارفه اذا كانت مستخبيه جوه مني ولا كانت خرجت زي ما قالتلي والدتها وتقريباً كده شبه طردتني اسلوبها كان معايا جاف وبترد عليا باختصار وما اديتنيش عقاد نافع، عشان كده ما لقيتش قدامي غير أني اسيبلها دعوه الفرح وامشي وقلتلها يا ريت تبلغيها حضورها هيفرق معايا جدآ ..

حركت رأسها متفهمة وهي تضيف بنبرة يأس

=بس شكلها مش هتيجي حتى التليفون من ساعه ما انفصلتوا مش بترد عليه، مش عارفه اذا كانت هي اللي بتبعد عني عشانك ولا مضطره بسبب والدتها غصب عنها تبعد .

كـان يقف مشدودة وهو يستمع إلى كلماتها غير مستوعب الأمر، وسبب اختفاء ليان وهو يضيق عينيه في حيرة .

أوشك الزفاف على الانتهاء، وبدأ المدعوين في الانصراف واحدًا تلو الأخر، ولم يتبقَ إلا أفراد العائلتين وقليل من الحضور يتبادلون الأحاديث، حتي توجه العروسان نحو السيارة مصحوبان بالزغاريد والمباركات، مدت تسنيم يدها لتمسك بكف أيمن بامتنان وحب وعيناها كانت مليئه بنظرات حزينه لانها ستفارقه رغم انها كانت تسكن بمفردها سابق، نظر هو إلى سالم قائلا بحذر شديد

= مش هوصيك خلي بالك من تسنيم، و اوعي تزعلها في يوم يا سالم .

رد سالم موضح بابتسامة سعيدة

= مش محتاج توصيه، تسنيم في قلبي وعيني ما تقلقش عليها، وان شاء الله حياتها اللي جايه معايا هتكون سعاده

ضحك أيمن مرددا بعبث

= كله بيقول كده في الاول عشان كده مش هتطمنلك، ولو جت في يوم تشتكيلي صدقني مش ههديها من ناحيتك بالعكس جدآ هشعللها عشان تبعد عنك .

وضع يده على ظهر زوجته هاتفًا بمرح

= اخوكي ده طلع بيحبني أوي، متشكر يا استاذ ايمن أي أوامر تانيه ولا خلاص تسمحلنا نمشي .

التهت ناهد بمتابعة المدعوين، حاولت ليلي أن تبتسم لكن كانت بسمتها باهتة، اختلست النظرات نحوه فوجدته مشغولاً بالحديث مع أيمن و تسنيم، ضجرت أكثر من تلك العائلة التي اقتحمت حياتها السعيده مع والدها وقد أتت لتخريب سعادتها معه، و حينما التقت أعين والدها معًا أدارت وجهها بعيدا بجفاء.

اقترب منها وهو يحتضنها ويقبلها أعلي وجنتيها بحب وهو يقول محاوله مواساتها

= تعالي يا حبيبتي، انتٍ هتباتي مع تيته النهارده ومن بكره الصبح هتلاقيني عندك، حتى لو عاوزاني اوصلك لحد بيت تيته هاجي معاكي ومش هسيبك كمان الا لما تنامي اتفقنا .

لم ترد عليه بل ارتخي جسدها لتسقط بين أحضان والدها فاقده للوعي دون مقدمات، انقبض قلبه بخوف كبير وهو يراها على تلك الحالة غائبة عن الوعي، وصرخ سالم بهلع

= لــيــلي ردي عليا مالك .

❈-❈-❈

مرت سنة ولم تمل ليان، وهي تبحث عن المغفره والتوبة، لكنها هذه المرة كانت تنتظر النتيجة من ربها وليس من الناس كما كانت تفعل! وفي ذلك المجتمع أيقنت أنه لا يقبل توبة النساء، لكنه يقبل توبة الرجل، حتى لو لم يقتنع بذلك أو لم يندم على فعلته الجسيمة.

فبذلك المجتمع يتم جلد الفتيات اللاتي يرتكبن أخطاء جسيمة حرفيًا ويرفض منحهن فرصة أخرى في الحياة، وكأن المغفرة والجنة في أيديهن، وليسن بشرًا مثلها، ومن الممكن أن يقعون بنفس الخطأ مثلها لذلك ليان تعلمت الدرس و ان كانت توبتها وندمها حقيقي؟ فالأفضل أن نلجأ إلى الله وليس إلى المجتمع.

لا تنكر بأنها واجهت الكثير وهي تري مستقبلها أمامها، تتخيل ما الذي ستفعله بعد ذلك، لكن لن تقف محلك سر كما يُقال ستواصل ستعمل وتجتهد حتي تتغير من تلك الفتاه سيئه الاخلاق التي تجرأت وتحدثت مع رجل آخر وهي متزوجه، ولم تعرف عن المسئوليه شئ، الي فتاه مسؤولة.. و دائما دعائها لن يفارق لسانها بأن يغفر الله لها وستضع امامها دائما كلام الله كما يقول .
" إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ "

هبطت دموعها بكثره وقد ارتجف قلبها تأثـراً من كلمات تقرءها دوماً لكنها تشعر وكأنها لاول مره تعيش ذلك الإحساس، بقدر خوفها بقدر سعادتها بما أصبحت فيه.. علمت انها من الممكن أن تتوب.. عندما تكف عما فعلته قديما وتصبح إنسانه جديده!! فكرت داخلها قليلا وتخيلت بل تمنت أن كل ما مر سابقاً كان فقط كابوس مؤلم ولم يكن واقعا !!.

تنهدت بحزن شديد عندما تذكرت أن تلك الأشهر كانت شبه محصورة في غرفتها وكانت تخرج من المنزل لفترات قصيرة، بسبب خوف والدتها من أن تعود كما كانت من قبل، أو أنها تفكر بهذه الطريقة سيتم إعادة تعليمها كما تقول دائما !! ولم تلوم والدتها فحسب، بل ألقت باللوم على نفسها بعنف وهي التي أسلمت نفسها للشيطان...و سلمت نفسها لمتاع الدنيا ولم تعلم أن متاع الدنيا زائل ولن يدوم أحد بالنهايه بالحياة.

استغلت تلك الفتره بان تقرأ القران وتنتظم بصلاتها وتعرف عن دينها الكثير، فحتى انها تحجبت وغيرت الكثير من طريقه ملابسها الى ملابس فضفاضه، لكن مع كل ذلك لم تقتنع والدتها بندمها وما زالت تتعامل مع الامر بطريقه خاطئه! عكس ما تمنت ليان بأن تستغل هي الاخرى تلك الفرصه وتقترب منها.. لكن لم يعد يشغلها هذا او بمعنى اصح؟ لم تعد تهتم الى غفران البشر بل تنتظر وتعمل لغفران ربها افضل .. ولم تنسي دعائها وهي تدعي وتتمنى أن يغفر لها الله ما فعلته سابقاً.

جلست في مكانها بعد أن انتهت من صلاتها، تلتقط أنفاسها براحة لم تشعر بها من قبل، راحة مختلفة أنفاسها تزفر بارتياح، شعرت وكأن جبل الهموم قد ذاب من صدرها، فقامت تستطيع التنفس دون عائق.. أخذت كتاب الله وداومت على قراءة القرآن كثيراً. ولم تمل من ذلك قط، إذ كانت تشعر بقلبها يرتعش خوفًا وتأثرًا و يهدأ قلبها عند آيات التوبة والعفو والمغفرة، ويرتجف ويرتعش عند آيات العذاب والحساب.. ولكنها تعود وتقرأ لتطمئن أن الله غفور رحيم.

وبعد الانتهاء أغلقت كتاب الله، وتجولت قليلا بحياتها السابقة، وكانت قناعتها كبيرة أنه لم تكن هناك صداقة بريئة بين رجل وأنثى، إلا أنها ستتحول إلى علاقة سيئة في الحياة بالنهاية، هبطت دموع تتساقط بقوه، لتقول بصوت مُتحشرجٍ خافت مُرتجف

= اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني .. يارب .

❈-❈-❈

في إحدى المناطق الشعبيه في حي القاهره
من قبل طلوع الفجر، قد استيقظ مبكراً كالعادة واتجه الي المرحاض أولا ليغتسل ثم ارتدى ثيابه سريعاً واخذ مُتعلقاته متجها الي المطبخ بدأ في تشغيل الغساله بعد أن قام بوضع ملابسه وملابس أطفاله التوأم، ثم اتجه بعد ذلك نحو البوتاجاز وقام بتسخين المياه الباردة لصنع اللبن الخاص باطفاله، وبعدها ذهب لغسل الاواني التي بالحوض وعندما انتهاء عاد متجه للبوتاجاز مره ثانيه وبدأ في تحضير اللبن البودره .

ثم حمله وذهب إلي غرفه صغيرة حيث أطفاله التوأمان بها الذين يجعلون من قلبه ينتعش فقط لرؤيتهم يجعلون الابتسامه الحقيقيه تظهر علي ثغره، وجد الفتاتين مستيقظين كعادتهم.. بدأ يطعمهم بحب وهو يضحك علي ضحكاتهم الطفوليه التي تهلك وتزلزل قلبه بقوه شديده حتي انتهى من اطعامهم، وضع الببرونه فوق الطاوله جانب واخرج اليهم ثياب للاستحمام فحملهم بين ذراعيه الاثنين واتجه إلي الحمام.

بدر شاب في مقتبل الثامن والعشرين يتيم  عاش طفولته في ملجأ ايتام وقد تبنته امرأة بسيطة تعيش في منطقة شعبية، لكنها توفيت منذ سنوات، وكان متزوجا من سيدة تدعى منال، لكنها توفيت بعد أن أنجبت له فتاتين (توأم). ليجد بدر نفسه مسؤول عن الطفلتين وحدة الذي لديهم عده أشهر فقط ولا يعرف عنهم شيئاً، ورغم ذلك تحمل المسؤولية وبدأ يقوم بدور الأب والأم في نفس الوقت لهما، على الرغم من التعب والإرهاق الذي يشعر به طوال الوقت فـ مسؤوليتهم ليست سهلة على الإطلاق، بالإضافة إلى عمله في الورشة، لكنه دائما يتحيز من أجلهم ويتجاهل تعبه.

وبعد تحميم الصغيرين، ارتدى هو الآخر ملابس العمل بسرعة دون أن يأكل أي شيء بسبب  مرور الوقت، ليخرج من منزله كالعادة دون طعام. فحملهما معًا وهو يبتسم بمحبة وحنان كبيرين، وهو ينظر إلى وجوههما بحنان أبوي خالص ويتنهد بحزن شديد وتعب أيضًا.

نزل الدرج ليقف أمام باب أحد المنازل بعد أن طرق الباب وانتظر دقائق قليلة حتى خرجت له سيده همهم بدر قائلا في نبرة أسف

= سلام عليكم ازيك يا ام خالد، معلش لو صحيتك بس عشان نازل الشغل دلوقتي وكنت بستاذنك اسيب البنات عندك واجي اخدهم بالليل زي ما اتفقنا .

جعدت ملامحها قليلاً ثم حركت رأسها بالايجابي قائله بسرعه عندما بدأت تتجهم ملامحها من الامتعاض

= لا انا صاحيه ماشي ادخل حطهم جوه، و روح شوف شغلك انت وما تشغلش بالك بيهم

نظر الي أطفاله بحب ولم يلاحظ نظرات الأخرى المزعجة وهو يبتسم بهدوء، ثم أردف بنبرة امتنان

= معلش تعبتك معايا، الشنطه دي فيها كل حاجه ممكن يحتاجوها، وانا هحاول متاخرش.

❈-❈-❈

بعد فتره وصلت وفاء بصاحبه مهره الى منزل طه شقيقها، رحب طه بها بود، لا ينكر بانه في البدايه كان لم يتقبل مهره ويشعر بالبغض تجاهها لكن مع مرور الشهور تفاجئ بحيويه شقيقته و سعادتها الدائمه بعد ان تبنت تلك الفتاه فقد غيرتها كثيراً حقا لذلك لم يجد أي سببب لكره لها، حتى أولاده الإثنين بداوا يتوددوا إليها وكأنها فرد من اسرتهم بالفعل.

وفي ذلك الأثناء كانت تقف وفاء وبجانبها مهرة وهم يحضرون الطعام للجميع بالخارج، حتى خرجت وفاء للخارج في حين نهضت علي الفور مروه زوجه طه ودلفت الي المطبخ وهي تنظر لصينية الضيافه التي جهزتها قبل ان ياتوا، وأخذت تعد قطع الجاتوه ثم هتفت بشك

= اوعي تكوني مديتي إيدك على حاجه يا بنت انتٍ ما انا عارفه عينتك كويس، جايه من البيت مش شبعان و اي حاجه قدامك هتاخديها من غير استئذان.

نظرت مهرة لها بصدمه وعيناها مليئة بآلام لكنها لم تتفاجأ فهذه دائما طبيعتها معها، ولا تعرف لماذا تعاملها بهذا الكره دون ان تفعل لها شيء، حتى انها لم تذهب ولا مره لتشتكيها الى وفاء حتى لا تتسبب بالمشاكل بينهما.

إحتلت عيناها نظره حزن شديده وتنهدت بانكسار دفين وقالت بنبرة محرجه

= انا مش محرومه من حاجه عشان أمد أيدي يا طنط على حاجه مش بتاعتك، الله يسامحك .

لوت شفتيها بامتعاض وقالت بنبرة مستنكرة

= ارسمي يابت الأدب وعزة النفس عليا، لعبتي على عقل الوليه الكبيره اكمنها محرومه من الخلفه وعلقتيها بيكي بس أنا لا؟ مش هتيجي تعمليهم عليا ولا على عيالي الاثنين وحذاري
يكون عينك على حد من عيالي وتعلقي بيكي والاهتمام اللي بينكم ده قلبي مش مطمئنه .. فاهمه ولا لاء .

اتسعت عيناها متألمة وهي تشعر بالاهانه وبان بذلك الحديث تعريها ثم قالت بصوت مخنوق

= إيه اللي حضرتك بتقولي ده يا طنط؟ انا بعتبر ولادك اخواتي فعلا وعمري ما بصيت لي واحد فيهم كده، ليه حضرتك دايما بتشوفيني
كده رغم اني عمري ما عملتلك حاجه وحشه

نظرت إليها بحده قائله بقسوة شديدة

= انا مش طنط يا روح امك، وما تفتكريش عشان لبستي نضيف شويه تاريخك الاسود هيتمحي بسهوله انتٍ واحده متربيه و عاشيرتي عيله تاكل مال النبي اثق فيكي أنا ازاي لما ادخلك بيتي؟

ثم تابعت حديثها قائلة بنبرة حقد

= انا اللي مخليني بسكت عشان خاطر وفاء وبس، ربنا يعدي الزياره دي على خير حاكم انا بتشأم منك... احفظنا يارب من عيون الناس.

نظرت إليها نظرة بغل وهي تحمل ما جهزته
وخرجت مروة تتمتم بعض الآيات القرآنية كي لا يصيبها الحسد لتنظر مهرة نحوها بانكسار، وهي شاردة بحديثها بأنها مهما فعلت ستظل إبنه زكريا الرجل الذي باعها مقابل المال هو واخيها الذي اتهمها بشرفها! تلك وصمه العار لم تنزاح من تاريخها أبدأ بالفعل.. ولكن ما عليها الا الصمت حتى لا تجلب المشاكل إلي والدتها وفاء، فأقامتها مع وفاء لم تأتي من عدم...
زفرت أنفاسها بندم لمجيئها هنا لكن اذا رفضت فسوف تتساءل وفاء عن السبب ولم تعرف ماذا تقول لها حينها فهي لا تريد ان تتسبب بالمشاكل .

عدت فتره وحاولت مهرة ان تتجنب مروه على قدر الامكان، حتى كانت ترد على ابنائها بإقتضاب واجابات مختصره حتى لا تفكر بأنها تقصد التقرب منهم بحجه رسم الحب المزيف كما تظن، ابتسم طه إلي أخته وقال متسائلا باهتمام

= أخبار الشغل معاكي ايه في المحل؟ اتعلمتي الصنعه ولا لسه شويه عليكي

وضعت وفاء كوبا العصير فوق الطاوله جانبها وقالت بصوت مرهق

= والله مش هخبي عليك يا طه ساعات كده وساعات كده، وساعات بفكر افكني من حكايه محلات الذهب دي وافتح حاجه بفهم فيها،
ما انت لو تهودني وتيجي تشتغل معايا هنبقى احنا الإثنين أيد واحده، بس انت اللي مش راضي .

ابتسم طه إبتسامة هادئة وقال بهدوء

= معلش كده احسن وبعدين انا ما ليش في شغل الذهب ده ولا حبه، خليني في الشغل اللي انا اعرف فيه واللي قادر اصرف بي على عيالي وانتٍ ان شاء الله مع الوقت هتتعودي، دي فلوسك وانتٍ اكتر واحده لازم تكوني عارفه كل حاجه فيها وتتعلمي بنفسك

جزت مروة علي أسنانها بغيظ شديد من رد زوجها فهي تتمنى أن يوافق ويعمل مع اخته،
ثم تابع هو حديثه قائلا بحنان لتغير الموضوع

= وانتٍ يا مهره اخبار الدراسه معاكي ايه مش امتحاناتك قربت برضه؟ يلا اتجدعني و هاتي بقى مجموعه كبير عشان تخشي الثانويه العامه زي احمد ومحمد ولادي .

كادت أن تتحدث مهرة لكن، هتفت مروة ببرود قائلة بنبرة استفزاز مقصودة

= بلاها الثانويه العامه يا طه كبيره عليها وغير كده مصارفها كتير، تشوفلها صنايع ولا دبلوم حتى علي قدها .

توترت مهرة بشدة وصمتت باحراج، بينما أمسكت وفاء يدها بقوة وهي تتحدث بصوت حازم بإصرار

= مهره مش اقل من حد يا مروه وان شاء الله هتجيب مجموع عالي وهتخش ثانويه عامه والجامعه كمان، واذا كان على المصاريف ان شاء الله اصرف اللي معايا كله بس
ما احرمهاش من حاجه دي بنتي و إللي طلعت بيها من الدنيا .

لوت مروه شفتيها بفتور ساخراً من كلمه ابنتها داخلها ولم تتحدث بينما حمحم أبنها محمد وتحدث حتى ينهي حاله الحد والجذب التي أصبحت بينهما بسبب كلام والدته وقال بصوت أجش

= قوليلي صحيح يا مهره اخبار القرص الانجليزي إيه، لسه مكمله فيه ولا خلاص وقفتي وزهقتي منه

إبتسمت وفاء بحب واقتربت مقبلا جبينها بحنان شديد هي فقط تريد فعل أي شئ لينسيها ما مرت به فقالت بحب

= لا مهره مكمله فيه ما شاء الله عليها شاطره في الانجليزي وكمان قالتلي انها نفسها تتعلم الفرنساوي بعد كده، بكره هتتكلم لغات خلاص ومحدش هيعرف يتكلم معاها .

ابتسمت مهره بسعاده في تلك اللحظه وشعرت بانها ردت اليها جزء كبير من كرامتها المهدورة امام الجميع بتلك الكلمات وقد شعرت بالفخر بأنها جانبها وتساندها طوال الوقت، بعد فترة نهضت وفاء وقالت بهدوء

= طب نمشي إحنا عشان ما نتاخرش بقى يلا يا مهره، وخليك انتٍ يا طه انا معايا عربيتي هنروح بيها

نظرت مروة لها بسخرية ثم قهقهت قائله بنبرة بتهكم

= اتعلمتي السواقه كمان يا وفاء دي احنا اتطورنا واتبدلنا خالص

رمقها زوجها بنظرات مليئة بالغضب و التحذير لتصمت، ثم زفرت وفاء بيأس منها و أردفت بنبرة ضائقة

= معلش بقى ما هو محدش بيفضل على حاله.

أغلق طه الباب خلف شقيقته بعد ان ودعها، و التفت نحو زوجته بشك قائلا بحدة

= مروه انتٍ قلتي لمهره إيه، انا شفتها خرجت من المطبخ بعد ما انتٍ دخلتي بشويه كان باين عليها متضايقه قلتلك بدل المره 10 ما لكيش دعوه بيها، وفاء لو عرفت هتزعل مننا جامد

هتف أبنها محمد وتحدث بجدية

= بابا معاه حق يا ماما انا كنت داخل المطبخ وسمعتك وانتٍ بتتكلمي معاها وكنتي بتعيريها بعشتها مع ابوها زمان! انا مش فاهم ليه مصممه تشوفيها انها وحشه وسيئه للدرجه دي

ليؤكد احمد أبنها الاخر علي الحديث قائلا بعدم رضا

= مهرة بقيلها اكتر من سنه معانا ولو كنا شفنا منها حاجه وحشه كانت ظهرت من زمان وهي بتتعامل معانا كأننا عيلتها بالظبط واحنا اخواتها يبقى ما لوش لازمه اللي بتعمليه يا ماما

صكت علي أسنانها بقوه عنيفه، ليحل داخلها بركاناً نشيطاً من الغضب فأتجهت إليهم صائحه بعنف

= يا سلام بقيتوا كلكم عليا وهي الملاك وانا الشريره مش كده؟ ماشي بس انتم مش هتصدقوني غير لما بكره تشوفوا بنفسكم وتعرفوا ان البنت دي بترسم البراءه عليكوا عشان توقع واحد فيكم والدليل اهو قاعدين بتدافعوا عنها وجايين على امكم عشانها

أستردت أنفاسها العاليه من الغضب والعصبية ثم تابعت حديثها بصرامة

= وقلت لكم بدل المره الف بطلوا تشكروا فيها وتدافعوا عنها قدامي بتعصبوني اكتر، دي راحت ولا جت مطلقه ولا نسبها اللي يعر ذيها ده ليها اخ في السجن كمان.

أخذ نفسٍ عميق ثم نظر اليها قائلا بجدية

= مروه بطلي دراما هي ولا في دماغها حد من عيالك ولا نيله هي بتتعامل معاهم كانهم اخواتها وهم كمان، وبعدين دلوقتي خلينا في المهم ابعدي عنها انتٍ مش شايفه بنفسك وفاء بتعملها ازاي كانها بنتها بالظبط ومابتستحملش عليها نسمه الهوا؟ تخيلي بقى لو سمعتك في مره وانتٍ بتسميني بدنها بالكلام ده هتعمل ايه ؟ .

مالت زوجته شفتيها العلويه للجانب بسخط وإستنكار ورمقته بنظره بارده واخذت تتحدث بضيق

= انا مش فاهمه اختك متعلقه بيها على ايه بلا نيله، لا وكمان رايحه جايه عماله تصرف عليها الفلوس اللي ورثتها ومن حقها لوحدها، و بعدين من امتى الحب انت كمان؟ ما انت كنت بتكرهها زيي ومش طايقها وكنت دايما بتقول لي عيله صغيره ضحكت على عقل أختي.

هز طه رأسه إيجابا بهدوء وهو يمط شفتيه قليلا ثم قال بتوضيح

= مش هنكر فعلا كنت قلقان من البنت واحده جايه علينا ومش عارفين عنها حاجه وكنت خايف جدآ على اختي منها بس مع الوقت لقيت أن كل اللي عاوزه البنت دي أنها تعيش ومش تاذي حد، غير ان اديكي شايفه بنفسك وفاء بقت عامله ازاي من ساعه ما البنت دي دخلت حياتها؟ هي دي بذمتك وفاء اللي كنا نعرفها زمان اللي كانت على طول حزينه وقافله على نفسها، دلوقتي رايحه جايه معاها وبتخرج وتتفسح وسعيده يبقى هزعل ليه ؟ ربنا يهنيهم ببعض وبعدين لما فكرت في الموضوع بيني وبين نفسي لقيت ان اختي فعلا محتاجه ونس معاها وطالما هي رافضه موضوع الجواز عشان ما حدش يظلمها تاني زي زاهر يبقى افضل انها تتبنى عيله وتاخد بايدها بعد عمر طويل .

ضحكت مروة بصخب قائله بتهكم

=موت يا حمار وعلي رأي المثل، قليل الاصل هيفضل دايما ناكر خيرك ومهما تدوقه عسلك يحن لمر غيرك

** ** **
يـتـبـع.

Continue Reading

You'll Also Like

128K 6.4K 34
يُقال ذاتِ يوماً يقع كائن من كان في هيام الحُب ها أنا الكائن في حُب معشوقي وقعتُ تخطيت تلك المشقات معكَ وتلك المتاعب معكَ وتلك الآلآم معكَ ها أ...
12.3K 693 57
-مين المجنونة اللي توافق تتجوز واحد أيده مبتورة ومتجوز وتيجي تعيش في أرياف بدل مكانت عايشة في المدينة؟! مستحيل هتوافق بيا يا جماعة! رواية مختلفة، م...
451K 22.2K 53
( 1/29 ) ذكــرى لا تنسـى " انـقـلاب " ألـ غضـب من البصـره " الفيحـاء " جمعتهـم المحبـه والتآخـي في مكـان واحـد . علاقـه اولاد العم أكثر من الا...
21.3K 479 21
بس انا بحبك يـ عشق انا مش من مستواك عشان تحبني انسي عشان احنا مش هينفع مع بعض اخر مره تشوفني فيها يـ عشق مش تسيبني انا ما صدقت لقيتك مش هينفع يـ اياد