~بِسْمِ اللّٰه~
•
« لقد إستدعاها .. ! »
الكلمة تتردد بين أذان الجميع و كأن هذا
الأمر يرهقهم و ليس العكس .. !
و بكل خطوة تخطوها الأعين محاطة
عليها و كأنها مقبلة على جريمة .. !
هي لم تكن جاهزة لِدخول جناحه ما العيب
في بقائها هكذا حتى شعر بأنها تستحق الدخول .. !
وقفت مكانها و نظرت جانباً غير مسرورة ترى ميرڨا
و إيلڨا أمامها يتبادلان الأنظار الخانقة ..
أعادت واجهة رأسها إليهما و إنحنت لطالما
هما أعلى شأناً منها ..
« لا بد و أن السعادة تحوم حولك .. ؟ »
قالت ميرڨا ضاحكة و هي تمسك بريشة الهواء
و إيلڨا التي تكاد تخترقها عبر نظرات حارقة
و يورين إبتسمت متكلفة و نبست ..
« أرى أن في هذا القصر مشاكل غيري
صب تركيزكن على أطفالكن فأنا آخر همي
رؤيتكما .. »
« طبعاً ، الجارية المفضلة تفكر بأمور أخرى
و ربما الإستولاء على قلب الإمبراطور و إحضار
صبي له .. »
سخرت إيلڨا منها و لكن يورين لم تكترث و إكتفت
ببسمة تزيد من غيضهم و قالت ..
« و إن أنجبته ماذا سَيحل بكما ربما .. ؟ »
سؤال تراودت عليه العديد من الأفكار داخل
رؤوسهما جعلت من بسمتهما تغادر ثغرهما
من قولها و ميرڨا إكتفت منها و قالت ..
« راقبي ما يخرج من ثغرك قبل أن تتورطي
بمجال لن يعجبك .. ! »
تحركت ميرڨا أولاً و تخطتها و إيلڨا خلفها
لكن يورين رفعت كتفها و هي بالفعل عازمة
على إنجاب طفل من الإمبراطور ..
لا يهمها جنسه لكن و بعيداً عن حبها للإمبراطور
تريد أن تتميز عن الجميع و تكون لها غرفة خاصة .. !
لا مكان لها غير هذا القصر لذا ستحارب حتى تتحسن
مكانتها .. !
توقف إيلڨا قرب أذنها و نبست بهدوء ..
« سَيأتي دور غيرك قريباً .. »
…
و بحلول ساعات الليل و سكن الهدوء
زوايا القصر ..
يورين لا تزال أمام المرآة تتأكد من مظهرها ..
تريد أن تكون الأجمل بين عيناه .. !
ثوب جديد و بألوان زاهية و أطرافه طويلة متدلية واسعة ..
و خصلات شعرها تركت منسدلة على طول ظهرها ..
لم تكن من محبي الكحول على العين فتركتها
على طبيعتها و وضعت القليل من الغبرة لأحمر
الشفاه على ثغرها ..
كانت بسيطة و ذات مظهر حسن .. ~
إستدارت ترى السيدة مين وقفت قرب الباب و أشارت
لها بالمرور فقد حان الوقت ..
تنفست بعمق و بدأت تسير بِهدوء و بطئ متوترة
من القادم .. ~
…
كان يرتدي ثياباً مريحة و فضفاضة ثم
إبتسم و أنزل رأسه يستمع لِطرقات الباب
و بالطبع محبوبته وصلت .. ~
و لأول مرة قلبه ينبض بهذه القوة ..
و لأول مرة يكون متحمس لجلوس
إمرأة قربه .. !
و لأول مرة يقع في حب إمرأة لهذا الحد .. !
« مولاي .. »
أفاقه من شروده صوتها الناعم و الظريف و هي
تنحني أمامه ثم رفعت رأسها تنتظر إشارة منه
حتى تقترب رغم أنها واثقة تمام الثقة حتى لو
إقتربت دون أن يطلب سَيذبل مكانه .. ~
لاحظت اللمعة بعيناه ثم يده التي أشار بها
حتى تتقدم منه و تجلس رفقته على الأفرشة الأرضية
المقابلة للشرفة ..
وقفت قربه و صاحبت ثغرها بسمة خفيفة و خائفة
و شعرت بكف يده وضع على خصرها يحثها على
الجلوس ..
جلس أولاً ثم هي عدلت من ثوبها و نفثته على الأرض
تجلس مرتاحة قربه و قال ..
« السيدة مين أصبحت تقول كلاماً جيداً عنك .. ~ »
ضحك بخفة و هي أنزلت رأسها و الخجل طغى
عليها و أناملها تتآكل بين بعضها ..
توقفت عن تحريكهم بسبب يده التي وضعت على خاصتها
ثم رفع كلاهما و قربهما من ثغره و كل
مرة يقبل باطن إحداهن ..
« رويدك يورين .. ~ »
قضمت شفاهها و تنفسها ثقل فجأة و لم
تعد تعي ما حولها حتى رفع أنظاره إليها
و همس ..
« أأنتِ سعيدة و إمبراطور مملكة بأكملها
واقع بحبك بكل ما يملك من مشاعرك .. ~ »
آمالت رأسها و رغم أنها أصبحت تتريث في
أقوالها لكنها لا تزال تلك الطفلة التي لا تجيد
التحكم بلسانها قليلاً و قالت عابسة ..
« هناك غيري .. ~ »
إرتفعت إبتسامته و عدل من وضعية جلوسه
و فرق بين قدميه و حملها يجعلها تتوسط ساقيه
بحيث ظهرها على قدمه اليمنى و جزءها السفلي
فوق قدمه اليسرى تتكئ على يده اليمنى و وجهها
قريب منه ..
رفع يده اليسرى و بدأ يمرر إصبعه السبابة على
خدها بلطف و تلك الإبتسامة الدافئة على ثغره
تجعلها تشرد مكانها بملامحه دون حراك ..
« لكنِ لم أرى من بعدك .. ~ »
يقصد أنه منذ أن رآها و طوال هذه السنة لم يتجرأ
على الإقتراب أو رؤية غيرها لكن و رغم صحة
قوله لم و لن تثق بشيء كهذا تمام الثقة .. !
لكنها إبتسمت تبعث الطمأنينة لجسدها حتى تتوقف
عن الإرتعاش و تستقبله بطريقة جيدة بعد أن إنتظرها قرابة
عام .. ~
غيرت مقلتاها إلى يدها التي رفعها و شابك أنامله معها
و دنى منها قرب وجهها حتى أصبح يتنفس هواءها
و همس ..
« أريد أن أحظى بأطفالٍ منك .. ~ »
لم يترك لها المجال حتى ترد و أطبق شفتيه على
خاصتها و زاد من شدها خلف رأسها و دفعها إلى
حضنه أكثر حتى يشعر بها ..
عض على شفتها السفلية يحرضها على التفاعل
معه و يده راحت تتلاعب بالنزول تدريجياً على
جسدها حتى ترتخي أطرافها و يقضيان هذه الليلة
بين أحضان بعد و تغزلات لم يبادلها مع سابقيها
أبدًا .. !
…
صباح اليوم التالي و حتى بعد شروق الشمس
و للآن لا يوجد من خرج من الغرفة أو أي
حركة صدرت منها دليل على أنهما لا يزالان
غارقان في النوم .. ~
كان جيمين يقف بعيدٌ قليلاً عن باب الغرفة
و يهتم بنظافة سيفه لطالما الفراغ أكله و سيده
نسي أمره و لما سيتذكره و من معه في الغرفة
أهم منه أساساً .. !
توقف عن لمس السيف و نظر للسيدة مين التي
قالت ..
« هل نحضر الأكل .. ؟ »
« ليس بعد .. ~ »
« لن نسلم من لسانها الطويل بعد الآن .. »
« سيدة مين أخبرتك دعك من هذه الأمور و حضري
الأكل ، الإمبراطور لن يبقى نائم حتى هذه الساعة .. ! »
أومأت السيدة مين و تراجعت تأمرهم بذلك
و سحبت جسدها و الآن عليها العودة للإهتمام
ببقية الأعمال و وضع عيناها على السيدة إيلڨا
فاليوم لن يمر على خير فهذه الليلة كانت
كابوس للبعض .. !
وقفت قرب القاعة و كانت شبه فارغة
فالجواري ذهبن إلى أعمالهن و الحركة بدأت
من ساعات قليلة فقط ..
تنهدت السيدة مين و أخذت بخطواتها نحو الطابق
العلوي و عليها التأكد من رؤية أن كل شيء بخير .. ~
…
لم تنم الليل بطوله و هي متمددة فوق سريرها و لحد الآن
لم تتحرك و لا تزال خلايا عقلها تأبى الإعتراف بهذه
الليلة ..
الإمبراطور لم يعد ملكها و لم يعد يهتم بأمرها .. !
حاولت جاهدة طوال عام أن تعيده إليها لكن
يورين كانت أقوى منها حتى و هي أقل طبقة ..
أغمضت عيناها و لحظات حتى شعرت بأيدي
صغيرة تحيطها و نائمة قربها ..
عادت تفتح عيناها و نفثت الهواء بخنق على وضعها
هذا و لكنها إبتسمت ترى صغيرتها التي رفعت رأسها
و ضحكت قائلة ..
« أنا جائعة .. »
حملتها إيلڨا و نهضت حتى تعدل نفسها
و خصلات المبعثرة بسبب حركتها
المهملة و الغير متزنة و نبست ..
« سأطعم صغيرتي .. ~ »
…
تسير ميرڨا و إبنتها الكبرى قربها صاحبة الخمس سنوات
و هي أيضاً تحاول إثبات للجميع أنها
إعتادت على هذا لكن على من تضحك ..
هي بنفسها و لم تعد تتقبل شيء كهذا
و تتحكم بأعصابها لأجل صغيراتها ..
توقفت عن السير و إلتفتت تستمع
للسيدة مين خلفها ..
« صباح الخير سيدة ميرڤا .. »
أومأت المعنية و تكفلت بالصمت
على غير العادة و السيدة مين
تحمحمت منبسة ..
« أتحتاجين مساعدة .. ؟ »
نفت ميرڨا و إلتفتت تتجاهلها ..
هي لا تحتاج شفقة أحد .. !
أكملت سيرها و بكل خطوة تخطوها
تحاول تثبيت تنفسها حتى غادرت المكان ..
…
و في داخل ذلك الجناح الملكي لا يزال كلاهما
يتوسط السرير داخل الأغطية الدافئة
تستر أجسادهما ..
منذ ساعتين و هو مستيقظ و لكنه لم يتحرك .. !
مبتسم و أنامله تداعب وجهها و خصلات شعرها
الحريرية ..
كان رأسها فوق يده المبسوطة و جسدها يقابل جسده
و كلما تتملكه الرغبة يدنو منها و يأخذ قبلة كل مرة بمكان ..
و رغم كل هذا لم تستيقظ حتى الآن .. !
نظر إلى ضوء الشمس و هو قد تأخر فعلاً في الإستيقاظ
و كله بسبب هذه الطفلة التي تتوسط أحضانه و
بسببها لم يستطع حتى تركها و النهوض ..
أعاد بصره لها و همس حتى تستيقظ فالوقت لم يعد
مناسب للنوم ..
« يورين .. ~ »
ظل يردد إسمها بهمس و هدوء حتى لا يزعجها
و لحظات حتى بدأت تستوعب و فتحت عيناها
ترى الضباب أمامها ثم ظهر صدره العاري
و لم تكن تستوعب أين هي و نهضت
سريعاً تنظر حولها ثم إليه
و الذي يعلم أنها لم تكن بوعيها لكنه
تمدد على ظهره و ظل يراقبها حتى قالت
محرجة ..
« نسيت .. ~ »
إبتسم بهدوء و نهض يفرك خصلات شعره يرفعها
تحت أنظارها الهائمة و عاد للنظر لها يراها
تبحث بعيناها حول الغرفة و رفع حاجبه ..
« أتبحثين عن شيء ما .. ؟ »
« ثيابي .. ~ »
زادت من شد الغطاء على جسدها
و وجهها إحمر و هو مد يده يضعها فوق
الغطاء الذي يستر جسدها و كان ينوي سحبه
لكنها شدت عليه بإحكام متذمرة ..
« توقف .. ! »
إسترسل ضاحكاً و أشار بعيناه خلفها
يريها ثيابها و نهض يراقبها تتوسط فراشه
و بالطبع لن يتركها تذهب حتى تأكل ..
ذهب ناحية الباب و طرق مرتين و قال ..
« أحضروا الفطور ... »
عاد مكانه و بحث عن قميصه و جلس على الفراش
الأرضي و أشار لها بالقدوم و جلوس
بين أحضانه و فوق فخذيه بالتحديد ..
رتب خصلاتها المبعثرة و غطى جزء من صدرها
الظاهر ثم قال ..
« حتى الثياب كبيرة عليك .. ! »
فكرت لوهلة بضربه على هذه السخرية منها
لكنها لن تتجرأ أبداً على فعل ذلك معه و خصوصاً
أنها أول ليلة بينهما ..
طرق الباب و كعادتها لا تزال تنتفض و كأن
هناك من يترصدها و نهضت من فوق فخذه
تليها دخول الخدم
يضعون الأكل فوق الطاولة قربهما ..
رفع رأسه بعد خروج الخدم و لا يزال يمسك
ضحكاته و ربت على فخذه حتى تعود للجلوس
و حمل كأس من الحليب الدافئ يرتشف منه أولاً
يتأكد إن كان ساخن أو دافئ
و من ثم قربه من ثغرها يجعلها تشرب
و كأنها طفلة صغيرة ..
أعاد الكأس مكانه و حمل قطعة من الموز الموضوع
جانباً و عاد يطعمها و كأنها أهم منه في هذه اللحظة
و هي إبتسمت بدفئ و أخيراً حتى أنه و منذ ليلة الأمس
شعر براحتها في هذه الثانية بين ذراعيه ..
مدت يدها أيضاً تحمل كوب الشاي فهي
سبق و علمت أنه من محبينه في الصباح
و جعلته يرتشف منه أيضاً و من ثم سمعته
يحادثها ..
« عودي الليلة .. ~ »
يتبع ✓
أي قصة حب حلوة و ما في منها صح .. 😉
إفرحوا يا أطفاااااال ..
يورين دخلت للقفص الذهبي .. 🚶🏿♀️
إيلڨا و ميرڨا زي المساكين .. 🚶🏿♀️
الكل فرحان ليورين و نسيانين المساكين التانيين .. 🚶🏿♀️
في جملة كثير خطيرة ذكرتها في البارت خافوا منها .. !
و يلا حتى نقسم مجموعات ..
تيم ميرڤا من هنا ..
تيم إيلڨا من هنا ..
تيم يورين من هنا ..
دمتم في رعاية الله و حفظه ✓