روايات عبير / الاميرة الشريده

By Rano2009

11.3K 347 4

لوسى آبوت مستعدة للقيام بأى شئ من أجل حماية طفلتها. فهى تعمل كل الساعات التى تقدر على العمل فيها و ما زالت غي... More

1. ليلة المفاجآت
2. اين المفر
3. أهذا حلم؟
4. من اجل ابنتي
5. ماذا بعد؟
6. طفلة تُقظ الذكريات
7. الأميرة الضائعه
8. وحيدة في الظلام
9. غدا... يوم الانتقام
10. لقاء مصيري
11. حب ام انتقام؟
12. معاهدة غريبة
13. جولة خاسرة
14. صلاة في الظلام
15-اللقاء المنتظر
16. -لن اسامحك..... أبداً
18. انت حياتي

17. لن أنساك!

569 15 0
By Rano2009

فى منتصف الطريق نحو ميلانو, استيقظت كليو باكية من اجل حصانها الأحمر, و ادركت لوسي بخوف انها تركته خلفها فى الفيلا.
غادرت الفيلا بسرعة, يائسة بشدة كى ترحل, قبل ان يتمكن ماكسيمو من اللحاق بها و إقناعها بالبقاء, و قبل ان يكرر كذبته بأنه يحبها. تلك كانت محاولته الأخيرة التى تخلو من اى إحساس بالرحمة, لكى يهزم جدها من جديد.
تركت ثوب زفافها و التاج و عقد الالماس الذى لا يُقدر بثمن على سريرهما, ذلك السرير الذى شهد لحظاتهما السعيدة, و حزمت بعض الثياب لها و لـ كليو, و اخذت حقائبها الثلاثة من ماركة فيرازى. لم تعد تريد الثلاثين مليون التى وعدها زوجها. ليتقاتل ماكسيمو و جدها على شركة العائلة حتى القيامة, فهى لا تريدها. ستعود إلى شيكاغو حيث تجد للاشياء معنى واضحاً. لكن الأمور ستكون مختلفة هذه المرة.
حقائبها الجلدية تساوى آلاف الدولارات حتى فى سوق الاشياء المستعملة, و هذا سيؤمن لها مال يكفى لتدفع الإيجار, و لتضع رصيداً صغيراً فى المصرف للحالات الطارئة.
لن تعود إلى عملها السابق فى محطة الوقود. ستذهب إلى المكتب الرئيسي لسلسلة محطات الوقود, و تشرح لهم ما حدث لها مع داريل. كما ستبدأ بالالتحاق فى دروس مسائية. قد تحتاج إلى عدة سنوات لكنها ستدرس فى الليل اثناء نوم كليو, و ستحصل على إجازتها الجامعية. و ستصبح موظفة فى مكتبة المدرسة, لتعلم الأطفال ان يحبوا الكتب, تماماً كما كانت تحلم.

اعتقدت لوسي فى السابق ان كونها اما يعنى ان عليها التخلى عن احلامها, لكن فى الأسابيع القليلة الماضية تعلمت ان ذلك ليس صحيحاً. قصص الأحلام تحدث فى كل زمان, و ليس هناك نهاية للعيش فى حلم ما. لم تتأخر بعد على تحقيق كل ما ترغب به, و بإستثناء حلم واحد فقدته إلى الأبد: ان تحب ماكسيمو و تعيش معه.
حتى بعد ان ادركت انها تركت الحصان الأحمر هناك, لم تكن قادرة على العودة و مواجهة الرجل الذى كذب عليها و حطم قلبها. ضغطت على دواسة الوقود, و بكت هى و ابنتها طوال الطريق حتى وصلت إلى المطار فى ميلانو. استعملت خمس بطاقات مالية مختلفة, لتتمكن من شراء بطاقة سفر إلى شيكاغو.
انتهت من مرحلة التأكد من الحقائب, و مرت امام حراس الأمن, ثم وجدت مكاناً مظلماً للانتظار. انه منتصف الليل. حاولت تهدئة كليو و مساعدتها على النوم على كرسي طويل بينما كانتا تنتظران طائرة الصباح. اصبحت قاعات المطار مهجورة و معظم المتاجر فيه مقفلة, بإستثناء بعض الإعلانات العادية من مكبر الصوت, لم يكن هناك إلا الصمت و الهدوء... و بكاء طفلتها.
لم تتمكن كليو من النوم و لم تتوقف عن البكاء. لمعت الدموع على خديها المكتنزين, و راح جسدها الصغير ينتفض من التنهدات.
ضمتها لوسي إليها اكثر محاولة ان تخفف عنها, لكن هذا كل ما تستطيع القيام به كى لا تنتحب هى ايضاً مع طفلتها.
حاولت بقوة ألا تُغرم بـ ماكسيمو. حاولت كثيراً, لكنه جعل من المستحيل عليها الا تفعل. اعتقدت انه قوى جداً, و حنون جداً, و عظيم جداً, و رائع جداً. لكنه دمر حياتها بأخذها من عائلتها عندما كانت طفلة.
"هل دمّر حياتك حقاً بفعلته تلك؟"
همست تلك الفكرة برأسها
أجابت نفسها بغضب: "بالطبع فعل ذلك!"
ثم جمدت مكانها.
صبى غاضب محطم القلب فى الثانية عشر من عمره انقذها من النيران, و اخذها لتنشأ بين يدى كونى آبوت, امرأة حنونة رائعة احبتها كثيراً. قرأت لها القصص, و اعدت لها الحلوى, و قبلتها لتبعد عنها المخاوف. و علمتها كيف تكون نزيهة, محبة للحياة و العمل.
كم كانت حياتها لتكون مختلفة لو انها نشأت و كبرت مع رجل بارد محب للثأر و الأنتقام مثل غوسبي فيرازى؟
قالت لنفسها بغضب: لا اهمية للأمر الآن! ماكسيمو كذب عليها, و اقام علاقة جسدية معها و يعبث بقلبها. أما الأسوأ من ذلك كله فهو ادعاؤها بأنه يحبها.
الأمير العابث لن يحب احد مطلقاً. قال ذلك فقط من اجل التمسك بفوزه و نصره على غوسبي, و لكى يهزم الرجل العجوز الذى يكرهه.
"وحوش!!"
همست بذلك بصوت عالى. الحمد لله انها تمكنت من الابتعاد مع ابنتها قبل ان تتعلق كليو بـ ماكسيمو. و قبل ان يعيشوا حياة سعيدة معاً, و قبل ان.....
انفجرت باكية و الدموع تنهمر على وجهها.

"برنسيسيا!"

توقفت كليو عن البكاء فجأة, و هى تشعر بالدهشة. رفعت لوسي نظرها, و رأت أرمانو حارسها الشخصى السابق, واقفاً قرب طيار ماكسيمو الخاص. مسحت دموعها على الفور, و نظرت بكل الاتجاهات خائفة من ان تجد رئيسهما فى مكان ما.
"ماذا تريد؟ و كيف تمكن من إيجادى؟"
"تبعك صحافى إلى المطار. طلب منى الأمير ان اقدم لك كل مساعدة."
احنى الطيار الاسترالى رأسه باحترام, و تابع: "أنا جاهز لأقلك إلى اى مكان ترغبين فى الذهاب إليه."
قد ما ارمانو إليها مغلفاً, و قال: "و هذا لكِ."
"ما هذا؟"
رفع كتفيه كأنه يقول, ا اعرف.
فتحت المغلف فإذا به يحتوى على معلومات عن حساب مصرفى فى سويسرا, و يحمل رقماً مالياً. ثم رأت المبلغ المودع فيه. همست: "لا افهم ما يجرى."
قال: "هناك رسالة صغيرة فى المغلف."
خافت لوسي مما ستكتشفه. مدّت يدها داخل المغلف, فوجدت رسالة قصيرة بخط يد ماكسيمو.

"وضعت المال المتفق عليه فى العقد فى حسابك المصرفى. ثلاثون مليون دولار, بالإضافة إلى الثمن المتفق عليه فى الأسواق العالمية لشركة فيرازى, التى تساوى ثلاثمئة مليون دولار.
شكرا لكِ لأنك كنتِ لطيفة و رائعة جداً معى. أنا لا استحقك مطلقاً, و لن انساكِ ابداً. زوجتى, و حبيبتى. المرأة الوحيدة التى ملأت حياتى."

لم يكن هناك اى توقيع على الرسالة. شعرت لوسي ان انفاسها حُبست فى صدرها. ضمت الورقة إليها و قالت: "اين هو؟"
قال الطيار: "رحل. نقلته إلى روما لكى يحول شركة فيرازى إلى جدك."
شهقت قائلة: "هل تخلى عن فيرازى, و اعادها إلى جدى؟"
هز الطيار رأسه, و قال: رأيت السنيور فيرازى فى روما, بدا حزيناً و معتل الصحة. لا يمكننى ان اضيف انه بدا على وشك الموت." هز رأسه من جديد بإستغراب, و قال: "الحمد لله إننى مجرد طيار عادى, و ليس جزءاً من عالم الأزياء و الحقائب."
فجأة ضرب ارمانو يده على جبهته, و قال: "مي سكيوزى, برنسييسا! لقد طلب منى الأمير ان اعطيكِ هذه ما ان اراك. قال انكِ تريدينها اكثر مما تريدى المال. تفضلى!"
مد يده داخل جيب معطفه الجلدى الكبير, و سحب قطعة قماش حمراء اللون بالية. ما إن رأتها كليو , حتى صفقت على الفور, و هى تزعرد. شعرت لوسي بتنهيدة تخرج من حلقها. إنه حصان ابنتها الأحمر!
ماكسيمو وجد الحصان, و علم ماذا يعنى لـ كليو . لقد انقذها, تماماًكما انقذ لوسي فى شيكاغو.
هو لم يدمر حياتهما, بل اعتنى بهما. حماهما من اليكس, و عامل كليو كأنها ابنته. امطرها بالحب و الهدايا. اعد لهما الطعام. قرأ الكتب لـ كليو, و تودد إلى لوسي بكل الحب و الحنان اللذين لم تتخيل ابداً وجودهما. و فى النهاية, و بعد ان تركته, تخلى عن شركة فيرازى, الجائزة الكبرى التى سعى إليها طوال حياته.
لماذا يفعل ذلك؟
هناك تفسير واحد لهذا كله: ماكسيمو لم يكن يتظاهر بحبها. إنه يحبها حقاً!
هو يحبها, و هى أذلته. رمت الخاتم بوجهه امام العالم كله. من هو المتوحش فى الواقع؟ اخذت لوسي نفساً عميقاً, و نهضت بسرعة على قدميها. كانت كليو سعيدة جداً بحصانها الأحمر, فما كان منها إلا ان صرخت معترضة, ما ان استدارت لوسي بقوة نحو الطيار.
"اين هو؟"
بدا الطيار مندهشاً لكنه اجاب: "الأمير لا يرغب ان يعلم احد اين هو, سمو الأميرة."
تقدمت نحوه بإندفاع. انها قادرة على القيام بعمل متهور لمعرفة مكانه.
"اخبرنى الآن فوراً! قل لىّ!"
هز الطيار رأسه بآسف و قال: "آسف! امرنى سموه ألا اخبر احداً بمكانه."
ارادت لوسي ان تهزه, لكن ما الغاية من القيام بذلك؟ تلك لست غلطة الطيار, فالرجل يتبع اوامر سيده. بتعب و إرهاق, و بحزن لا يوصف, غطت وجهها بيديها. يا لها من حمقاء! لقد حصلت على حب ماكسيمو, و رمته بعيداً. والآن فات الأوان على ذلك. لقد خسرته إلى الأبد.
فجأة استدار حارسها الشخصى السابق بجسده الضخم نحو الطيار, و قال بصوت كـ الزئير: "قل لها اين هو."
رفعت لوسي نظرها إليهما, و قد حبست انفاسها. اجاب الطيار النحيل, و هو يبدو مندهشاً: "لا استطيع, فالصحافيون كـ النسور المتوحشة. همسة واحدة و يعلم الجميع بذلك. إنه يريد ان يُترك بسلام. اعطته وعداً بذلك."
"حسناً! لا تتفوه بأى كلمة."
قال ارمانو ذلك, ثم ضغط على اصابعه مصدراً صوتاً واضحاً, و هو يتابع: "خذها إليه فقط."
"حسناً! أنا....."
تردد الطيار قليلاً, ثم نقل نظره بين ارمانو و لوسي و كليو. تنهد و تابع: "حسناً, اميرتى! لا استطيع مقاومة الحب الحقيقى."

Continue Reading

You'll Also Like

77.2K 2.1K 19
حين نعتوه باللقيط، وتخلى عنه أقرب الناس له كانت هي هبة من السماء، ساعدته فكانت أول صديقة له، ليقطع على نفسه وعداً أن يرد لها المعروف. فحين يلتقان هل...
327K 13.5K 15
★ بنت تذهب ل شـخصـ عصـبي مـن دون سـبب آلآحدآث مـشـوقه ومـمـتعه ★ ب آلهجهہ آلعرآقيه
2.9M 185K 73
أصبح السبيل ميسرًا الآن، للوقوف على درب الطريق، المؤدي في نهايته إلى مسار قلبها، فهل تستعد النفس الكسيرة المتألمة، لاستقبال مريضًا أدمن حبها؟ است...
2.5M 43.1K 35
💔-بريئة أوقعها القدر في يد قاسى إتخذها أداة لينفذ بها إنتقامه لمقتل والده. ..... 💔وأخرى تزوجها رغما عنه فأهانها وأذاقها العذاب ألوان إلى إن كانت ال...