روايات عبير / الاميرة الشريده

By Rano2009

12.1K 397 4

لوسى آبوت مستعدة للقيام بأى شئ من أجل حماية طفلتها. فهى تعمل كل الساعات التى تقدر على العمل فيها و ما زالت غي... More

1. ليلة المفاجآت
2. اين المفر
3. أهذا حلم؟
4. من اجل ابنتي
5. ماذا بعد؟
6. طفلة تُقظ الذكريات
7. الأميرة الضائعه
8. وحيدة في الظلام
9. غدا... يوم الانتقام
10. لقاء مصيري
11. حب ام انتقام؟
12. معاهدة غريبة
14. صلاة في الظلام
15-اللقاء المنتظر
16. -لن اسامحك..... أبداً
17. لن أنساك!
18. انت حياتي

13. جولة خاسرة

555 19 0
By Rano2009

ضربة.... شئ ما تحطم.... و ضربة جديدة..... فتحت لوسي عينيها بصعوبة. للحظة مددت جسدها على الفراش الوثير, فهى لا تزال تحلم. إنه حلم رائع جداً: عائلة سعيدة تعيش فى كوخ مغطى بالورد قرب البحر.... بيت ملئ بأطفال يضحكون و يلعبون, و بعد ان يناموا يأتى الأمير الوسيم ليحملها إلى السرير فى الليل, و يجعلها تشعر بأحاسيس لم تعرفها يوماً.
تذكرت رهانهما.....!!
فتحت عيناها بقوة. إنها نائمة فى غرفة صغيرة, مستلقية على فراش ناعم فى سرير معدنى قديم, و مغطاة بلحاف يدوى الصنع. على طاولة قريبة منها, رأت مزهرية مليئة بورود قُطفت صباح اليوم.
جلست و هى تشعر بحرارة اشعة الشمس تتدفق على سجادة مصنوعة يدوياً ايضاً, و تغطى الأرض الخشبية السميكة. لابد ان الوقت متأخر!!
همست بصوت عال: "نجحناًً! نمنا لوقت متأخر, كليو."
لكن المهد فارغ!
ضربة.... شئ ما تحطم.... و ضربة جديدة.....
أين طفلتها؟ قفزت لوسي من السرير. و فتحت الباب, ثم ركضت نحو القاعة. ما رأته فى المطبخ جعلها تتوقف عن اى حركة. حدقت اربعة عيون بها باستغراب. كانت كليو تجلس على السجادة امام المدفأة, و يداها المنتفختان تحملان معلقتين خشبيتين كبيرتين, تستعملهما لتضرب بقوة على قدر نحاسي موضوع رأساً على عقب امامها. رأت بقعاً زرقاء تُلطخ ذقن طفلتها و فمها, ما إن رفعت كليو نظرها إليها ابتسمت بسعادة.
وراء الطفلة رأت ماكسيمو يعد الفطور. بدا وجهه ملطخ بالطحين, ما جعله يبدو رائعا بشكل لا يوصف.
"بونجورنو, كارا!"
وضع طبق الكعك المغطى بالعناب, و شدها إليه قليلاً.
قبل خدها الأول ثم الثانى, و قال: "اترغبين فى بعض القهوة؟"
هزت لوسي رأسها, و هى تشعر بالدهشة و الارتباك.
"اجلسي! اتريدين القشدة و السكر؟"
قالت: "أجل."
جلست على كرسي قرب طاولة المطبخ. لم تفهم ما يجرى امامها, خدعته لمدة اثنتى عشرة ساعة فى رهانهما, فـ اين رده على ما فعلته؟
"هل نمتِ جيداً؟"
احضر لها فنجان قهوة مع القشدة و السكر. من دون ان يحاول لمسها, ثم ادار ظهره, و بدأ بترتيب سلة النزهة.
تمتمت: آهـ....! أجل."
رشفت رشفة من القهوة.
وضع ماكسيمو بعض السندوتشات الملفوفة و أنية الطعام الفضية فى السلة, و قال: "يبدو الطقس رائعاً اليوم. فكرت فى الذهاب إلى النزهة بعد ان تنتهى من تناول قهوتك. إنه طقس حار بالنسبة لهذا الفصل."
نظر إلى بيجامتها الحريرية, و تابع: "اكثر حرارة مما عرفته منذ زمن بعيد جداً."
شعرن كأن حرارتها هى ترتفع جراء نظراته, وكأن الأمور عادت إلى ما كانت عليه بينهما فى السابق. إنه يقصد إغوائها بهذه النزهة.
بسرعة وضعت خطة دفاع عن نفسها. سترتدى اقرب ما يكون إلى بذلة التزلج, و ستبقى ابنتها بقربها طوال الوقت. إن عطست كليو, ستدعى انها على وشك الاصابة بالزكام, و إن تثاوبت ستقول إنها بحاجة إلى النوم, و كلا السببان جيدان لإعادتها إلى المنزل.
لا شك ان طفلتها ستحميها. و كأنه كليو فهمت نواياها, إذ زحفت نحوها, و رفعت إليها ذراعيها. التقطت لوسي ابنتها, و ضمتها إليها بقوة. رأت ان خديها ملطخان بالعناب. بالنسبة إلى زير نساء لا خبرة لديه مطلقاً بالأطفال, يبدو ان ماكسيمو يعرف كيف يُسعد طفلتها.
من الموؤسف انه ليس والد كليو!
تجمدت لوسي مكانها بسبب تلك الفكرة. يكفيها سوءا انها تفكر دائماً به, لكن ان تتمنى ايضاً لو انه والد طفلتها, و هو الرجل الذى اقسم على عدم التفكير مطلقاً بالاستقرار.... إلى اى حد من الغباء يمكن لقلبها الأعمى ان يصل؟
قالت لقلبها الضال: "كفى! توقف عن ذلك الآن!"
"هل قلتِ شيئاً ما كارا؟"
يا إله السموات! هل نطقت بتلك الكلمات بصوت عالى؟
"كنت اتساءل فقط متى استيقظت كليو؟"
"منذ ساعتين."
شهقت قائلة: "ساعتان؟ لماذا لم توقظنى؟"
رفع ماكسيمو كتفيه, و مد يديه بطريقة معبرة قائلاً: "سمعتها تتحدث فى المهد, و كنت مستيقظاً بكل الأحوال اراجع بعض ارقام المبيعات من مكتب طوكيو, فقلت لنفسي انكِ ترغبين فى البقاء فى السرير إلى ما بعد وقت نهوضك المعتاد."
انها المرة الأولى التى تحظى فيها برفاهية النوم صباحاً منذ ولادة كليو. شعرت لوسي انها تنبض بالحياة فهى مرتاحة جداً. لكنها لم تفهم.... تتخلى ماكسيمو عن ساعتين من الاثنتى عشرة ساعة الأخيرة, ليتركها تنام.
"شكراً لك! لكن كياستك لن تساعدك لتربح."
النوم الإضافى جعلها اكثر استعدادً لمواجهة المعركة.
اضافت: "ارتكبت اول غلطة."
ابتسم و اجاب: "سنرى! إن كنت قد انتهيتِ من شرب القهوة, هل يمكنك الاستعداد للذهاب؟"
تفوهت كليو بمقاطع حروف لا معنى لها, و هى تلوح بالمعلقة الخشبية بسعادة.
ابتسم بحنان للطفلة, و قال: "ما الذى تقولينه؟ اتريدين ان نُسرع؟"
ضحكت لوسي لهما, ثم جمدت على الفور.
تردد إحساس فى اعماقها, اشبه بشعاع من نور الشمس ينعكس عبر نوافذ ملونة. هذه هى الحياة العائلية التى حلمت دائماً بها: "طفلة تضحك, و مطبخى دافئ, زوج وسيم. هذه هى السعادة...."
قالت لنفسها بيأس و حزن, انها وهم كبير.

ازدادت عواطفها اضطراباً عندما تشارك الثلاثة فى النزهة. جلسوا على غطاء سميك إلى جانب تلة مليئة و مطلة على البحر. ضحكوا و تناولوا طعاماً بسيطاً عبارة عن سندوتشات لحم مشوى و الفاكهة و الكعك المغطى بالعناب. بعد ذلك, و فى حقول الزهور المشبعة بحرارة الشمس, و تحت سماء صقلية الزرقاء الصافية, رأت لوسي ابنتها تخطو خطوتها الأولى.
ثلاثة خطوات مرتجفة من بين ذراعى ماكسيمو إلى ذراعيها.
ها هى تشاهد هذا الحدث المهم لابنتها, و الفضل يعود إلى ماكسيمو.....
همست و هى تنظر إلى وجهه الوسيم, و الفرح واضح على وجهها: "شكراً لك! شكراً لأنك جعلت من الممكن لىّ ان اكون معها."
امسك ماكسيمو بيدي كليو و هى تقف بترنح على قدميها. ثم تركها لتسير نحو لتمسك بها, لكن الطفلة فقدت توازنها, و سقطت إلى الوراء على الغطاء. رأت سلة النزهة, فزحفت نحوها و وجدت آخر قطعة حلوى فيها. امسكت بها و هى تهتف بمرح.
"أنا سعيد لوجودى هنا معك و مع كليو ايضاً."
شئ ما فى نبرة صوتها دفعها لتستدير و تنظر إليه. وجدت نظرة عينيه الزرقاوتين عميقتين عمق البحار, و هو يتابع: "لو اننى من نوع الرجال الذين يرغبون فى الاستقرار, لفكرت....."
سألته لوسي و هى تحبس انفاسها: "لفكرت..... بماذا؟"
"قبلينى!"
عبر الغطاء نحوها, فلم تستطيع ان تبتعد. حسناً! لن يحدث اى سوء بسبب قبلة واحدة. كما ان كليو تجلس قربهما, و هى بحاجة لتستحم لتزيل العناب الملتصق بشعرها و ثيابها.
"سالاف, ماكسيمو!"
سُمع صوت امرأة من على مسافة ورائهما.
استدارا معاً. رأت لوسي امرأة تكبرها سناً تُلوح لهما, و هى تنزل التلة بإتجاهما. شعرها القصير أنيق جداً, بشرتها مشدودة, و ناعمة كـ الحرير, و على وجهها ابتسامة سعيدة.
قال: "سالاف."
"من هذه؟"
"إنها عمتى سيلفانا."
ابتسم لـ لوسي قبل ان يتابع: "ستهتم بـ كليو طوال فترة بعد الظهر."
شعرت لوسي بالتوتر يجتاح جسدها. إذا لقد ادرك ماكسيمو خطتها بشأن كليو, أليس كذلك؟
بالطبع! عضت على شفتها, ثم قالت: "أهى ام اميليا؟ أنها جميلة حقاً."
حدق فى الفراغ الفاصل بينهما و بين عمته قائلاً: "اجل, جميلة جداً لدرجة ان جدك اراد الزواج بها."
"جدة طلبها للزواج؟ لكنه يكبرها كثيراً."
قالت لوسي ذلك و هى شبه مصدومة, و تساءلت إن كان ما سمعته صحيحاً.
"كان فى الاربعين من عمره. ارمل و لديه صبى عندما انتقل للعيش فى آكيلينا, و كانت هى فى الخامسة عشر من عمرها, لكنه تخيل انه مُغرم بها بجنون."
ابتسم بدون اى مرح قبل ان يتابع: "بالطبع سخر جدى من طلبه. فمن هو فيرازى؟ لا احد. كيف لابن تاجر رومانى حديث الثراء ان يتزوج من اميرة دواكيلا؟ صفعه جدى لانه طلب يدها. لكن فيرازى اقسم على الانتقام بسبب تلك الاهانة."
توقف عن الكلام و هو يضغط بشدة على اسنانه.
سألته لوسي و هى تتنفس بقلق: "و هل فعل؟"
اخيراً نظر ماكسيمو إليها. بدت عيناه غامضتين كـ أعماق البحار.
اجاب: "سي! بعد فترة طويلة من وفاة جدى, و بعد فترة طويلة من زواج عمتى من رجل آخر, تمكن فيرازى من تحقيق انتقامه من العائلة كلها."
مدت يدها إليه, و قالت: "ماكسيمو, ما الذى فعله؟"
هز رأسه و كأنه يمحو تلك الذكريات من رأسه. نهض على قدميه ما إن اصبحت عمته قريبة و قادرة على سماع ما يقولانه.
قال: "سيلفانا! انا سعيد جداًً لأنكِ تمكنتِ من القدوم."
التقط الطفلة من فوق الغطاء, و حملها بين ذراعيه القويتين, و هو يتابع: "هذه كليو."
"فاسيا بادا! يا لهذا الوجه الجميل!"
ابتسمت المرأة و مدت ذراعيها, و بعد لحظة من التردد ذهبت كليو إليها. حملت المرأة حقيبة فيرازى و وضعتها على كتفها, ثم غادرت و هى تلوح لهما. حدث ذلك كله بسرعة, لدرجة ان ردة فعل لوسي جاءت بعد فوات الأوان, بعد ان ابتعدت سيلفانا و ابنتها.
"انتظرى! إلى اين ستذهبان؟"
"إلى قصر عمتى, و ستُحضر لنا كليو إلى الكوخ بعد العشاء."
قطبت جبينها, و استدارت لتقول لـ ماكسيمو بغضب: "ما حدث غير عادل على الإطلاق. شغلتنى بتلك القصة عن جدى. لم يكن ذلك اتفاقنا."
حدق بها ماكسيمو بنظرة ثاقبة تحمل الكثير من المعانى, و هو يقول: "دعينى اريكِ ما هو الامر العادل."
حملها بين ذراعيه, و اجلسها على الغطاء فى حقل ملئ بالزهور. للحظة شعرت بالانبهار من صورته تحت تلك السماء الزرقاء المشرقة, و شمس صقلية الحارة.
"بعد ما حصل ليلة البارحة, اردت التأكد من انك لن تجدى عذراً ما او مكاناً تهربين إليه. إلى اين ستهربين الآن؟ انت تلعبين بمكر و دهاء, كارا! هذا ما سأفعله انا ايضاً."
ببطء, قربها منه و عانقها. شهقت لوسي عندما شعرت بيده تلامس عنقها و كتفها, فحاولت ان تتحرك للتخلص من يديه القويتين.
همست: "لا! من فضلك, لا يمكن."
اسكتها بعناقه, فمالت نحوه و هى تحبس انفاسها.
ابتسم لها ماكسيمو ابتسامة ماكرة, فشعرت بدقات قلبها تتسارع, و لم تعرف ان كانت تسمع دقات قلبها او قلبه.
اقتربت منه اكثر, فيما ملأت سمعها زقزقة العصافير و غمرتها حرارة الشمس.
علمت لوسي انها ستخسر المعركة بلا شك

انتهى الفصل

Continue Reading

You'll Also Like

4.5K 89 12
العنوان الأصلي: Dangerous Rhapsody حين نحب هل يعني هذا ان نضحي من اجل من نحب ؟ ضحت ايما بعاطفتها الصادقة تجاه دايمون , خوفا عليه ومن اجل مركزه المرمو...
8M 509K 53
رجلٌ شرسٌ شُجاع مُتقلبُ المزاج غريبُ الطورِ عديَمُ المُشاعر حيَادي لا ينحاز سَديدُ الرأي رابطُِ الجأَشِ وثابِتُ القلب حتىٰ.. وقعت تلك الجميلةُ بين...
5.3M 156K 105
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣
142K 3K 9
الملخص وانقلب السحر على الساحر ... ارادت باميلا سامرز ان تحصل على وظيفة تبعدها عن تحرشات ارباب العمل ,فأخفت جمالها وراء مظهر عانس رصينه قبيحه , ونجحت...