لكنك وعدتني

By Kamy_army

7.7M 379K 406K

" سَــتَتركينَ الـدِراسة مِــن الــغدِ.. لَــقد سَـحبتُ مـلفاتكِ مِــن الـجامعةِ بـالفعل ..! " " مـالذي تَـ... More

ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..1
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..2
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..3
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..4
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..5
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..6
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..7
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..8
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..9
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..10
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..11
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..12
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..13
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..14
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..15
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..16
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..17
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..18
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..19
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..20
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..21
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..22
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..23
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..24
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..25
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..26
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..27
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..28
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..29
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..30
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..31
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..32
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..33
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..34
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..35
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..36
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..37
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..38
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..39
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..40
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..41
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..42
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني.. 43
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..44
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني.. 45
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..46
كُــــنتَ مَـــــلجَئاً ذات يــــوم
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..48
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..49
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..50
كُــنتِ فرصــةً لـكني مَــن فَــرطت
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..51
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..52
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..53
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..54
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..55
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..56
إســتفتاءٌ يَـهُمني جوابه..
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..57
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..58
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..59
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..60
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..61
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..62
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..63
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..64
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..65
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..66
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..67
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..68
إعلان...
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..69

ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..47

96K 4.6K 3.4K
By Kamy_army

¶ لاتقرء الجزئيةَ الأولى بالذات دونَ أن تستمعَ
لموسيقاك أو أغنيتكَ الخاصة.. أما تَــصنيفُ ما سَـتسمعُ فَــهو معروفٌ بالفعل... ¶

.
.
.

حِــــينَ يصيرُ الليلُ نهار
ويَــــسودُ في الإفقِ قِفار
تَـــــترامى أمامي الأفكار

أنـــــــتَ أم البَــــــــــهجةَ أختـــــار..؟!

.
.
.

كَـــــيفَ لي ألّا أنادي..
مَـــــنْ ألبـــــسَ عمــــري ســـــوادِ....؟!

--------------------------------- Part 47

" ما بك..؟ ظننتكَ تَعلمُ هذا.."

قطعَ صوتُ تاليا هدوءَ المكانِ وسكونهُ المزعج
فـ زوجها بعدَ نطقها لِـتلكَ الكلمات كانَ قد تصلبَ
ناظراً لها بعدمِ تصديق..

وهي لوهلةٍ قد فكرت هل سَمِعَ كلامها كاملاً
أم أنهُ ركزَ على كلمةِأحبكَ مُتجاهلا كُـــنتُ..!

زوجها وتعرفهُ... هل من مُــعترضٍ؟!

"لِـ.. لِـمَ لَم تُـخبريني بذلكَ في بدايةِ زواجِنا؟..
أ.. أنا كنتُ جيداً حينها... كنتُ سَـ.."

" أنتَ ما كنتَ جونغكوك أنتَ ما كنت..!"

زوجتهُ قطعت عليهِ حديثهُ بـ إنفعالٍ وغضبٍ قد بانَ في عينيها جاعلةً جونغكوك ينظرُ لها بصدمةٍ بعضَ الشي..

هو كانَ جيداً في البدايةِ أليسَ كذلك..؟!
هو لم يكن بذلك السوءِ الذي أصبحَ عليهِ عندما قررَ قراراً ظالماً وأجبرَ زوجتهُ على تركِ دراستها و إنجاب
أطفالٍ له..

حسناً ولأنهُ فَكرَ بهذهِ الطريقةِ تواً ورأى أنَهُ ولو بنسبةٍ واحدٍ بالمئةِ كانَ جيداً هو نطقَ بنبرةٍ غيرِ غاضبةٍ ولاعاليةٍ... بل بنبرةٍ بانَ فيها تقديرُ الطرفُ الآخر رغمَ تضادِ كلامهما وصدامهِ الآن ..

" لقدُ كنتُ جيداً قليلاً تَــاليا.. أنـا كنتُ جيداً في البدايةِ قبلَ أن أتــأثرَ بما حدثَ لإبنِ خالتي وأظلمكِ.. بحقٍ أنا كنتُ أحاولُ أن أكونُ جَــيداً وذاكَ الزوجَ الذي تريدينه.."

هو ردَ عليها ناظراً لها بنظراتٍ ترجو منها التصديقَ فقط... لكنهُ ما حَـزِر... فـتاليا كانت الأمورُ داخلها
بترتيبٍ مُعاكسٍ تماماً..

هي غَـضِبت.. غَـضِبت جداً..

" توقف عن الكلام... توقف عن التفسيرِ والتحليلِ من ذاتك.. لاتَصف العلاقةَ من جهتكَ فقط.. توقف..!"

نبرتها قد إرتفعت.. وعيناها إحتدت...
هي قد صَرخت فَجأةً مُحوِلةً النقاشَ هذا إلى جدال..

جونغكوك قلبهُ بدءَ ينبضُ بـإضطرابٍ وخوف... هو لايريد هذا... لايريدُ أن يُغضِبها ويتعالى صوتها من الإنفعال... هو يريدُ أن يجعلها تعيشُ في هدوءٍ وحبٍ
دونَ معاناة..

تقدمَ منها أكثر ليمدَ يدهُ ممسكاً بيدها المُتشنجةِ
والتي كانت تقبضُ على باطنها بغضبٍ..

" تَــاليا إهدئي.."

هَـمسَ لها بخفوتٍ وعينيهِ تتفحصُ ملامحَ وجهها الغاضبِ بندمٍ على ما تفوهَ بهِ لسانهُ قبلَ قليل..

تاليا نظرت لعيونهِ بِحدة...

" أنتَ لازِلتَ أنانياً ..!"

نطقت بغضبٍ فَـبَهُتَ وجه جونغكوك فوراً..

" مَـ مـاذا فَـعلتُ تواً... بما أخطأت.. أخبريني لأصححهُ أرجوكِ.."

ردَ عليها فوراً خائفاً من تزايدِ الديونِ على عاتقه..
عندها تنهدت تاليا بغضبٍ منه هو..

فَـ أفلتت يدها من يده بقوةٍ ونفور ثم تحدثت بنبرةٍ
لازالت تَحملُ الغضبَ بين طياتها..

" طيلةَ فترةِ مكوثي في قصركَ إياكَ أن تتسلطَ عليَّ
في الكلامِ أبداً... لاتُنهي نقاشاً ما فقط لأنهُ لم يعجبكَ ولم يرق لك ... لا تأخذ سلطةَ النقاشِ أبداً بادئِاً بهِ متى ما أردتَ ومُنهِياً إياهُ حسبَ مزاجك...!
كُــنتُ أكــرهُ فيكَ هذهِ الصفةَ جونغكوك فلاتجلعني
أكُن الكرهَ لكَ مجدداً وأزيده الآن..
تكفيني صورتكَ المُشوهةُ داخلي لذا دع هذهِ الفترةَ تمضي دونَ عواقبَ مُستقبلية... "

أنهت زوجتهُ كلامها جاعلةً إياه يفتحُ عينيهِ على شيءٍ ما خطرَ في بالهِ من قبل... ومعَ أنهُ قد أنهى هذا النقاش الآن خائفاً عليها وغيرَ راغبٍ في جعلها تشعرُ بالغضبِ إلا أنها مُحِقة..!
لقد كانَ هكذا في الماضي... وبدون قصدٍ ودونَ نيةِ سوءٍ قد أعادَ لها الذكرياتِ وجعلها تشعرُ بذاتِ المشاعر...

رأى زوجتهُ الغاضبة قد إلتفتت بجسدها ومن ثمَ خطت خطوةً ناحية البابِ.... فَـ سارعَ فوراً مُمسكاً ذاتَ اليدِ ومُوقِفاً إياها عن الرحيل..

تاليا نظرت لهُ بغضبٍ لـتحاولَ إفلاتَ يدها بقوة..

" دعني أرحل... ما عدتُ أشتهي الحديث معك.."

" هل كنتُ جيداً في بدايةِ زواجنا أم لا؟!.. هل كنتُ ذاكَ الزوجِ الذي أردتهِ أم لا؟.."

" لا أعلم ... والآن دعني أرحل.."

بغضبٍ ردت عليه تريدُ الذهاب.. عندها نطقَ زوجها فوراً وهو لازالَ مُتشبثاً بيدها يريدها أن تُطَمئِنَ قلبه فقط..

" تاليا أرجوكِ أجيبيني.. "

تنهدت بغضبٍ ويدها الآخرى قد إنقبضت على بعضها..

" مالذي تغيرَ الآن... ألم تُنهي هذا الموضوع قبلَ
ثوانٍ وخَـتمتهُ برأيكَ... والذي هو الصحيحُ بالطبع
فـأنتَ دائماً محقٌ وعلى صوابٍ يا رئيس.."

تحدثت وعينيها في عينيهِ دونَ أن يَـخفى على كليهما نبرةُ الإستهزاءِ المُبطَنةِ بالألمِ والذكريات
التعيسة آخرَ كلامها..

تنهدَ جونغكوك بحزنٍ وقهرٍ كارهاً ذاكَ الماضي الأليم والذي بنى هو أغلبَ لَـبناتهِ..

لكنهُ معَ ذلكَ تحدث لروحهِ مجدداً..

" تَــاليا أرجوكِ.."

نبرتهُ الحزينةُ والمُحَملةُ بالثقلٍ جعلت زوجتهُ تنظرُ
لهُ ببعضِ الفراغِ والهدوء الذي باتَ يحتلها مجدداً..

" مــاذا تُريدُ جونغكوك.. دعـــني أذهب.."

بنبرةٍ أقلَ غضباً عن سابقاتِها هي تحدثت تَعِبةً من كل شيء..

" أكُــنتُ جيداً في بدايةِ زواجنا..؟! "

سألها ذات السؤال مجدداً فَـنظرت لهُ وبعضُ
الإستغرابِ صِــدقاً قد إنتابها..

" مابكَ مُصِراً على ذاتِ السؤال.. لِمَ أنتَ مهتمٌ بـجوابي لهذهِ الدرجة..؟!"

سألتهُ هي بدورها مُستغرِبةً إصراره..

" لَـرُبما لأني أدركتُ تواً أني حَــكمتُ على بدايتنا وحدي وكأني الوحيدُ في هذهِ العلاقة.. ولَـربما أيضاً لأن قلبي الآن ينبضُ بخوفٍ من إجابتكِ التي ربما سَـتؤلمه.. "

بـحزنٍ.. بنبرةٍ صادقةٍ مُشَوهةٍ بكلِ مشاعرِ الندمِ والقلقِ والحبِ هو نطقَ..

ثم هو فقط قد إضطرب... جونغكوك قد إضطرب ما إن رأى تلكَ الإبتسامةَ الباهتَةَ التي رُسِمت على محيا روحــه..

" أنبضاتُ قلبكَ خائفةٌ من إجابتي..!
هل أنتَ تقولُ أنَ قلبكَ خائفٌ إن أنا جَـرحتهُ
بكلماتيَّ التي إن خرجت سَـ تخرجُ مُراعيةً
وغيرَ جارحة..؟!"

سألتهُ بـإبتسامةٍ وهدوءٍ باهتٍ جداً
وعينيها كانتا تحكيان لهُ جيوشاً من المشاعر
وبحاراً من العمق.. ليتوترَ جونغكوك قليلاً والقلقُ
فيهِ قد زاد.. لكنهُ معَ ذلكَ قد أجابها فوراً..

"بالتأكيدُ هو خائفٌ يا روحـــي.. أنا أقسمُ لكِ أنكِ
وحدكِ مَن تقررينَ كيفَ سَـينبضُ وأي مشاعر تلكَ التي سَـيعطيها لهذا الجَـسدِ المُنهَك.. أنتِ مَن يلتفتُ لها قلبي في كلٍ حينٍ ويَـخشى منها نبرةً خائبةً مُعاتِبة.. لذلكَ أرجوكِ طمأنيني وأطفئي تلكَ النارَ
التي إشتعلت في صدري.. "

بعد كلامه هذا تاليا لم تستطع إلا أن تنظرَ لهُ
ولوجهه دونَ كلام.. هي باتت تنظرُ لهُ بطريقةٍ
قد إختلفت..

بطريقةٍ كانت المرةَ الأولى لها طيلةَ حياتهما معاً..

في المقابل جونغكوك كانَ ينتظرُ ردها عليه... هو كانَ ينتظرُ منها إجابةً تُريحه..

لكنها أطالت الصمت... هي قد أطالت تلكَ النظراتِ الغريبة...

لكن..

فجأةً..

جَــسدهُ ذاكَ الذي كانَ واقفاً برتابةٍ عاديةٍ منتظراً
تَحدثَ إمرأتهِ.... قد إنتفضَ بقوةٍ..

فَـ جَــــنتهُ قد لَــطخَ خَـــدها الثمينُ خطُ دموعٍ حار..!

" روحــ..."

" وقَـــلبي جونغكوك..!
ماذا عنه..؟"

سكن جونغكوك مكانه بعد أن تسللت تلكَ النبرةُ
الغريبةُ إلى أعماقهِ... بل حتى أن جسدهُ قد إقشعر..

لكن زوجتهُ لم ترحمه.. فَـ تاليا قد غاصت عميقاً
في تلكَ الذكريات المؤلمة..

نظرت لعينيهِ المضطربتَينِ بحزنٍ وعِتاب..

" أكانَ قلبي الذي نَبضَ بخيبةٍ وخوفٍ ليلةَ دخلَتِنا
هَـــيناً عليكَ كي تتركهُ وتنام..؟!
أم كانَ هيناً عليكَ عندما صرختَ عليَّ غاضباً لـذنبٍ
لَم أقترفه ولم أممسسه..؟!

'بَــكت... لـعظيمِ وثقلِ ما في داخلها هي قد بكت..'

بـحقِ ليلي عليكَ يا جونغكوك أخبرني لِمَ لَمَ ترحم قلبي وحَــرقته..؟! "

بـحُرقةٍ سألتهُ ودموعها لطخت وجهها بفوضوية
لـيُجبها فقط .. هي تتوسلهُ لـيفعل...

مالــسبب..! لماذا..!

لماذا تغيرَ بعدَ زواجهما وماعادَ خاطبها الرائع؟!
لماذا باتَ ظالماً لها بعدَ ماكان أول المدافعين عنها..!
لماذا باتَ يَـرضى لها الــذُل بعدَ أن أخبرها أن كرامتها من كرامتهِ وأنها سَـتعيشُ مُـعزَزةً مُدللةً..؟!

أَوفعلت شيئاً خاطئاً لـينقلبَ عليها..!؟
أنَــشِزت منهُ لِــيغضب عليها..!؟
هي تقسمُ أنها ما حَــكت عنهُ بالسوءِ حتى في سِرها ومعَ نفسها..!؟

لم تَرضى أن تَـصفَ زوجها بالسوء..
خافت أن تظلمهُ بـ أفكارها وظنونها..
لقد خافت أن يكونَ هناكَ جزءٌ قد غَفِلت عنه
ولم تنتبه له... خافت حزنه... خافت تألمهُ..

فـ سامحت... وأعطت الأعذارَ والفرص مراراً..

لكن لماذا..؟!

لماذا أحرقَ عمرها وعمره..؟!

ماذا فعلت لـيُذيبَ روحها ويُحرقها بهذا الشكل..؟!

" أنَـ ـا آسـ ـف.. أنـ ـا آسـ ـفٌ صَــدقـ ـيني.."

جونغكوك باتَ يعتذرُ وعيونهُ الصامدةُ قد أدمعت فقط دونَ أن تذرفَ دموعها.... على أحدهما أن يكونَ صامداً هنا... لا يجبُ أن ينهارا معاً..

لكنَ داخلهُ كانَ يُكوَى بالنارِ كَـوياً وهو يرى إنهيارَ
وذبولِ شمعتهِ التي كانَ من المفترضِ أن تضيئ لهُ
عَـتمةَ روحه لا أن تنطفئ بهذهِ الوحشيةِ التي جعلتها
تفلِتُ يدها من يدهِ وتمسكُ قميصهُ حيثُ صدرهِ ناظرةً لهُ بعتبٍ وقد نطقت ببحةٍ صوتٍ وبنبرةٍ جعلت دموعه تسقطُ بألم..

" لـ ـماذا فعلتَ ما فعلت أخبرني أتوسلُ إليكَ..؟!
هل كنتُ أنا السبب... هل فعلتُ شيئاً سيئاً لـ تضربني
أمامَ عائلتكَ وعائلةِ عمك... هل فعلتُ جريرةً لا أعرفها
لتحرمني من الجامعةِ وتحبسني في دارك..؟!
هل أنا كنتُ سيئةً وإمرأةً غيرَ جَـيدةٍ أرجوكَ أجبني..!؟"

صرخت فيهِ بُحرقةٍ وضعفٍ ونشيجها الحزينُ الباكي تخلل كلماتها تَـشدُ على قميصهِ بل تتشبثُ فيه... ناظرةً لوجهِ الذي تلطخَ بدموعٍ صامتةٍ بتوسلٍ ورجاء..

جونغكوك بات ينفي برأسهِ فوراً ودموعهُ بل وداخلهُ
قد إحترق... هو يُكوَى بذلكَ الندمِ..

تاليا رأت نفيه... رأت ورقةَ برائتها التي تخبرها
أن لاذنبَ لها عندها أحرقت النيرانُ صدرها...

" إذاً ماذنبي أنا ...إن كنتُ إمرءةً جيدةً ولم أفعل شيئاً سيئاً لكَ لماذا قَـتلتني جونغكوك؟!!...
أنا كنت متألمةً.. خائفةً.. مجروحة.. عندما تزوجتني
وكنتُ أبتغي منكَ الأمان فقط لا غير... فَـ لِمَ أحرقتَ
روحي ودمَرتَ كياني بالكاملِ أجبني..؟!!"

جونغكوك لم يعد يقوى على الإحتمال..هوسينهارُ
واقعاً على الأرضِ في أيةِ لحظة...

هو سحبها لهُ فوراً وأمسك أكتافها مُتشبثاً فيها وبعدها فوراً وضعَ رأسهُ في عنقها وجسدهُ كله كانَ يهتزُ بفعلِ بكاءهِ

ثم بات ينطقُ بتوسلٍ ورجاءٍ وهستيرية..

" تـ ـوقفي... أتوسلكِ تــوقفي... حُــباً بالإله
تــوقفي.. تَـــوقفي.."

باتَ يتوسلها وكلماتهُ التي تخرج من شفاههِ المجروحةِ كانت مُهتزةً ضعيفةً قد أذابها الندمُ
كما أذابَ روحَ صاحبها بالكامل...

تاليا التي بات جسدها يهتزُ بقوةٍ بسببِ إهتزازِ جسد زوجها قد توقفت الدموعُ في عينيها وباتت تنظرُ للحائطِ الذي أمامها بجمودٍ وفراغ..

نشيجُ بكاء جونغكوك كانَ الصوتَ الوحيدَ المسموعَ
في الغرفة... فـ هي هدئت فجأة..

رفعت كلتا يديها لتضعها على كتفيهِ ومن ثم هي أبعدتهُ عنها..

إلتفتت فوراً دون رغبتها في أن تنظر لوجههِ المملوء بالدموعِ أبداً لكن رغمَ ذلكَ هي قد لمحت ذلكَ اللون الأحمر على طرفِ شفتهِ السفلية..

وصلت للباب لـ تُنزِلَ مِقبضهُ وتخرجَ من غرفةِ زوجها
تاركةً إياها تسبحُ في ذاكَ السكونِ المُرعبِ الذي حلَ فجأةً بعدما كانت تعجُ بـ أصواتِ الصراخِ والبكاءِ قبلَ قليلٍ..

إبــنةُ السادسةِ والعشرينِ قد توقفت عن السير في منتصفِ ذلكَ الجناحِ الضخم الذي يخصُ زوجها فقط..

رفعت يدها بذبولٍ وفراغٍ لتلمسَ وجنتيها فـأحست
بها مُبتلةً مجدداً وهناكَ خطُ دموعٍ جديدٍ بات يلطخها..

وهي عندما أدركت هذا رفعت يدها الثانية وباتت
تمسحُ تلكَ الدموعِ بخشونةٍ وعنفٍ... بل حتى باتت
تقسو على عينيها وتؤذيهما بذاكَ المسحِ الذي إمتدَ إليهما..

مضت ثوانٍ لتتوقفَ عن هذا وتنظرَ لإنعكاسها في تلكَ النافذةِ الكبيرة التي تحتل اغلبَ المساحة المقرَرة للحائط..

نظرت حولها قليلاً لتُدرِكَ أنها في صالةِ هذا الجناح
وأنها تجاوزت المصعد بالفعل...

فَـ تنهدت بذبولٍ وعادت أدراجها للمصعد..

هي قد دخلت فيه وضغطت على الطابقِ الأرضي
دونَ الثاني... لن تذهب لأبنتها وأخيها بهذا الشكلِ
أبداً...

تايهيونغ إن رأها بهذا الحال سَـيثور ويصعدُ
لزوجها فوراً وهي لاتريد هذا...

لاتريدُ لأخيها أن يرى جونغكوك ضعيفاً ومنهاراً..

فَـ لربما هذا سَـيَمسُ كرامتهُ ومكانته..

هو يرئسُ وحدةً مهمةً من وحداتِ الدولة ويملكُ
سلطةً عاليةً لذا لن ترضى لهُ يُــرى ضعيفاً...

وتَــصرفها هذا لأنها لاتريد أن تشعر بالذنبِ والندمِ
إن فكرت بهذهِ الأحداثِ بعدَ مدةٍ في بريطانيا..!

فُتِحَ بابُ المصعدِ تدريجياً لترى معالمَ الطابقِ الأرضي
قد بدأت بالإتضاحِ قليلاً...

كتمت أنفاسها لوهلةٍ عندما رأت رئيسِ الخدمِ
على ما تذكر وخلفهُ ثلاثةُ رجالٍ آخرين قد وقفوا
أمامَ بابِ المصعدِ الذي فُتِحَ بالكامل يبتغون تنفيذ
طلباتها وأوامرها...

لكنها أعطتهم ظهرها فوراً ما إن لَمِحت أنظارهم المستغربةَ والمتفاجئة...

اللعنة... لم قصرهُ يحوي الكثير من البشر..!

هي لاتحبُ أن يرى أحدهم بُكاءها أو يعلم أنها بكت حتى... والآن هي في ورطةٍ نوعاً ما....

وجهها لايُــساعِدُ على التواصل البشري مع تلكَ العيونِ المُحمَرةِ والمُنتَفِخة ووجنتيها التي لاتزالُ
أثارُ الدموعِ مرسومةً عليها...

يا ليتها بقيت في جناحِ زوجها... على الأقلِ كانَ
المكانُ هناكَ هادئاً ولاوجودَ لأي بشريٍ في أركانه..

سَـمعت صوتَ رئيسِ الخدمِ ذاك وهو يأمر اللذين معهُ بالإنصراف وإخلاء المكانِ قليلاً في الطابقِ الأرضي
لـتسمعَ بعدها صوتَ خطواته التي إبتعدت... لكنها معَ ذلكَ لازالت تعطي ظهرها للباب... هي تريدُ أن تختفي
على أن يراها غريبٌ بهذا الشكلِ ويعطيها تلكَ النظراتِ المُشفقةِ التي تتقرفُ تاليا منها...

" سَــيدتي.."

سمعتهُ يناديها بـإحترامٍ لتتنهدَ بغضبٍ من حالها
لماذا ورطت نفسها ونزلت...

" نَــعم... مالأمر...؟! "

ردت عليهِ بنبرتها المعتادةِ معَ الغرباء... واثقةً باردةً
خاليةً من المشاعر... نبرةٌ كما المُعتادُ منها...

" لـتشعري بالراحةِ لطفاً سيدتي فـأنا قد أخليت المكان كي تفعلي ماتريدينهُ دون تحديقهم فيكِ وإزعاجك ... الحمامُ على اليسار.. وعلى اليمين توجدُ صالةٌ لو أردتي أن ترتاحي فيها... القصرُ قصركِ ونحنُ جميعاً تحتَ أمركِ... سَـأكونُ قريباً من هنا ويمكنكِ سؤالي وطلبُ أي شيءٍ مني... "

تحدثَ سان بمراعةٍ وإحترامٍ وبعضِ الحنيةِ أيضاً..
وبعدها هو قد تحركَ فوراً وإبتعدَ عن المصعدِ مغادراً
المكان كي لاتخجل زوجــةُ رئيسهِ منه..

تاليا ما إن سمعت صوتَ خطواتهِ التي أصبحت بعيدةً هي تنهدت براحةٍ لـتَخرجَ من المصعدِ فوراً وتقصدَ
جهةَ الحمامِ أولاً..

هي يجبُ أن تزيلَ آثارَ إنهيارها وبكاءها بسرعة..

لاطاقةَ لها بسؤالٍ أي أحدٍ أو نظراتهِ المُشفِقة..

مضى بعضُ الوقت..

خرجت تاليا من ذلكَ الحمامِ بِـهيئةٍ أفضلَ قليلاً من تلكَ التي دخلت بها غيرَ أن إحمرارَ عينيها لن يزولَ فوراً بالتأكيد وهي لذلكَ قد تنهدت بـ إنزعاجٍ بعضَ الشيء... لقد إشتاقت لطفلتها وتريدُ أن تقضي وقتاً معها...

فكرت قليلاً قبل أن تقرر أينَ سَـتذهب..

قدماها قد إتجهتا لذلكَ الممرِ الفخمِ الذي دخلوا منهُ
أولَ قدومهم.... لـتتخطاهُ وتخرجَ من البابِ مُتجهةً
للحديقةِ حيثُ خططت...

سَــتستنشقُ بعضَ الهواءِ النقي وتنعمُ بالهدوءِ قليلاً
ريثما يزول إحمرارُ عينيها وبعدها سَــتصعدُ لطفلتها..

مَــنظرُ الحديقةِ قد أعجبها جداً... فالـشمسُ بدأت بالغروبِ وإنعكاسها على أرواقِ الأشجارِ والزهورِ كانَ
يعطي منظراً فاتِنناً بحق..

هي تحركت من أمامَ البابِ لتتوغــل داخلَ تلكَ الحديقةِ الواسعة..

" سَــيدتي.."

فَزَعَ جسدها عندما نطقَ أحدهم بهذا فجأةً
لـتلتفتَ حيث مصدرِ الصوتِ وترى رجلينِ
أحدهما كان يمسكُ مقصَ الأشجارِ الكبيرِ ويبدو أنهُ كانَ يعتني بشكلِ الأشجارِ قبل قدومها... ورجلٌ آخر
كان يقفُ إلى جانبه..

" هــل تحتاجينَ شَــيئاً سيدتي.. نحنُ بالخدمة.."

ذاتُ الرجلِ أعادَ النطقَ لـتنفي هي فوراً وتُخبرهما
أن يكملا ماكانا يفعلانهِ...
ومن ثم هي قد إبتعدت عنهما وإتجهت إلى جهةٍ كانت خاليةً من أي بشرٍ عداها..

كانت هذهِ الجهةُ التي ذهبت لها معزولةً بشكلٍ
مُـلفت... بل حتى أن أشجارها كانت مختلفةً ومُرتبةً
بطريقةٍ كأنها تحيطُ بشيءٍ ما..

مشت أكثر تُــريدُ إستكشافَ المكان لكنها تصلبت
مُنصَدمةً عندما رأت تلكَ الأرجوحةَ وتلكَ الأزهارَ
المألوفة ..!

بقيت واقفةً مكانها تحدقُ في المكانِ بفراغٍ..

شعرت بظلٍ شخصٍ خلفها لكنها لم تلتفت
فذاكَ الشخصُ كانَ قد تحدثَ فوراً..

" سَـــيدي كانَ يقضي أيامَ إجازتهِ هنا دائماً
ولايسمحُ لأيٍ منا بمقاطعتهِ أبداً.. بل لايسمحُ لأحدٍ
بدخولِ هذا المكانِ حتى.. هو يعتني بهِ بنفسه ويسقي تلكَ الأزهارَ كلَ يومٍ أو يومين دائماً ..
وهذا جَــعلنا نُــدرِكُ أن هذا المكانَ ثمينٌ بالنسبةِ
له لذا كنُا نُعاجِلُ ونعتني بهِ فوراً لو أن سَـــيدي غابَ
عن القصرِ مدةً طويلة...

لَــكني يا سَــيدتي كنت أقلقُ عليهِ عندما يتأخر هنا ويحلُ عليهِ الليل وهو لم يدخل للقصر... لذا كُــنتُ أُعاجِلُ وآتي إليهِ لأخبرهُ بالدخول.. وفي كلِ مرةٍ من تلكَ المراتِ كنتُ آراهُ في مكانٍ واحدٍ وحالٍ واحدة..
أتَـــعلمينَ ماهي؟.."

وجَـــه سَــان سؤالهُ لـزوجةِ رئيسهِ ناظراً لها بـأملٍ
مُنتظِراً منها أن تقول ماذا كانَ يفعل؟..
ما كانَ حالهُ؟!..
أن تُـبدي إهتماماً بـ كيفَ كانَ يعيشُ رئيسهُ طيلة السنين الســت التي مضت من حياتهما في الألم والمعاناة..

لكنها لم تفعل... زوجَـــةُ رئيسهِ لم تهتم...
بل هي حتى أعطــت ظهرها لـمكانِ رئيسهِ الثمين..

" أَنـــا لا أعــلمُ حـالهُ طيلةَ تلكَ السنين.. لَــكن
الشيء الوحــيد الذي أعــلمهُ ومُتــأكدةً مــنهُ
أنَ الـشخصَ الوحيدَ الذي دفَـــعَ ثَـــمنَ هــذهِ
السـنين حَــقاً هي إبـــنتهُ.."

غـادرت زوجــةُ رئيسهِ المكانَ بعد أن نطقت بتلكَ
الكلمات التي تَحملُ خلفها معاناةً ومَــأساةً لايَــعلمُ
عنها ســان شيئاً..

..................

" مَـــاما أخيراً أتيتِ... لقد تأخرتِ كــثيراً.. "

صدحَ صوتُ ليلي التي قفزت من حِــضنِ خالها
حالما دخلت أمــها للغرفةِ وركضت لها فوراً..

تلقفتها تاليا في حِــضنها فوراً وضمتها لها بقوةٍ
جعلت إبتسامةَ طفلتها تَــتسع لأن أمـــها
لاتَـــــزالُ تُــحبها إلى الآن..!

فَـ هي طِفلةً نشأت على الحِــرمانِ العاطفي..
وما تَــعيشهُ الآن بـرأيها هِـــباتٌ قَــد تزولَ فجأةً
كما أتَــت فجأة...

ومُـــجدداً أيـــوجَدُ مَــن قد يُــخالِفُ الــرأيّ
قائلاً أنَ الزوج أو الزوجَـــةَ هم ضحايا الإنفصال..؟!

إبتسمَ تايهيونغ عندما شاهدَ حـضنهما الجميل لـينهضَ هو الآخر ويَـخطو ناحيةَ إختهِ..

" تَــالي لم تأخرتي كل هذا الوقت.. لم يحدثُ
شيءٌ سيءٌ أليسَ كذلك..؟!"

شقيقها تحدثَ بنبرةٍ قَلِقةً محاولاً جاهِداً أن لا يستعملَ عباراتٍ صَـريحةٍ من أجلِ ليلي..

لَــكنَ الطفلةَ فَهِمت..

لقد أدركت أن الشيء السيءَ الذي يقصدهُ خالها
هو والدها..

وهي لذلكَ قد إنطفأت إبتسامتها...

" لا لم يَــحدث شيءٌ أخي... لاتقلق... أنا شعرت بالإختناقِ من الجدرانِ فـتجولتُ في الحديقةِ قليلاً..
آســفةٌ لأني تأخرتُ بالقدومِ وجعلتكَ قَلِقاً..."

ردت عليهِ شقيقتهُ بـأسفٍ لـينفي لها تايهيونغ فوراً وهناكَ إبتسامةٌ مُرتاحةٌ رسِمت على وجههِ..
هو كانَ قَلِقاً... وقلقهُ قد زالَ الآن...

رأى شقيقتهُ التي إستقامت واقفةً وقد حَملت إبنتها معها ثم إتجهت بها للسرير لتجعلها واقفةً هناك..

إبتسمٍ بــحبٍ لـ عائلتهِ الوحيدة عندما سَــمعَ
إختهُ تُحادِثُ إبنتها بنبرةٍ طفولية..

" لِـــيلي ركـــزي مَــعي.."

تحدثت تاليا بنبرةٍ طفوليةٍ جادة وهي تنظرُ لوجهِ
إبنتها التي باتت بمستواها تقريباً كونَ ليلي تقف على السرير وتاليا تقف على الأرض...

ليلي تحمست عندما حادثتها أمها بهذهِ النبرة
لـ ترد عليها فوراً..

" مــاذا مــاما..؟"

" مَـــاما في ورطة صَــغيرتي ..! "

ردت عليها أمها بنبرةٍ حزينةٍ لـتقلقَ ليلي وتتحدث فوراً..

" مابكِ ماما...؟ هَــل بَــابا أزعجكِ...؟!
أنــا سَــأوبخهُ ولن يَــعودَ لفعلها مُــجدداً..
لكن لاتَـحزني أرجوكِ.."

أمسكتُ الطفلةُ بـوجه أمها بيديها الصغيرتين
وباتت تنظرُ لها بحزنٍ ومُــواساةٍ تُخبرها بكل حركات
جسدها ونظرةِ غرابيتاها أن لا تَــحزن..

في المقابل تاليا كانت تنظرُ لها بتفاجئٍ وعدمِ تصديق
لَــم يَــكن هذا ما قصدت... لَــم تَــعني ما تَـرجمهُ عقلُ صغيرتها التي باتت تُــدرِكُ وجودَ مشاكل كثيرةٍ بين
والديها..

رفعت يديها فوراً لـتُمسِكَ يدي طفلتها اللتانِ كانتا على وجنتيها.. ثم هي جمعت قبضتيها الصغيرتينِ
معاً وقَـربتهما من شفتها مُقبِلةً أناملَ صغيرتها قُـبلاً
كَــثيرةً...

وبَـينما هي لم تفلت يدي صغيرتها اللتانِ كانتا محبوستانِ بينَ يديها نَــطقت بـإبتسامةٍ وبنبرةٍ صادِقةٍ كي تقتنعَ إبنتها..

" بَــابا لم يَــفعل لي شَــيئاً ياروحَ مَـــاما..
بَــابا لاعــلاقةَ لهُ بـحزني لو رأيتني حَــزينةً يوماً
هـــو ليسَ شَــخصاً سيئاً فَـلاتَـظني بهِ السوءَ مُجددًا..
هو يحبكِ جداً وسَــيُنَفِذُ أيَّ شيءٍ تُــريدهُ أمــيرتهُ
المُــدلَلةُ أليسَ كذلكَ أخــي..؟! "

" أأ..بـ بـالطبع... لِـــيلي والدكِ يُحبكُ صَــغيرتي
وهــو شَــخصٌ جَــيد .. "

ردَ تايهيونغ فوراً.. وهو في داخلهِ كانَ يَـستهزءُ من
مانطق...نعم نعم...شَــخصٌ جيدٌ أوصَــلَ أخــتهُ للإنتحار..!

" حَــقاً..؟! "

نبست ليلي بخفوتٍ تَنقلُ نظرها بين أمها وخالها...

" بالطبعِ حَــقاً.. صَــدقي ماما حَـــبيبتي. "

و بعدَ هذهِ العِبارة الأخيرة ليلي إبتسمت وبانت على ملامحها معالمُ الراحـــة لـتبتسمَ أمها براحـــةٍ أيضاً..

" على كلٍ لقد ذهبنا في إتجاهٍ بعيدٍ جداً صَــغيرتي..
' قهقهت بخفةٍ على ما قالته'
أنــا كُنتُ أقـــصدُ أنــي مُــتعَبةٌ جداً وأشــعرُ بالنعاس
لَـكني لن أستطيعَ النوم حتى إن حاولت الآن... لذلك أنا في ورطـــة...وفَــكرتُ لَــربما إن قامت طِــفلتي
بـإحتضان المـاما سَـيُساعدها ذلكَ على النوم..؟ "

أنهت تَــاليا كلامها لـترى كيف تغيرتُ ملامحُ إبنتها فوراً... ليلي لاتستطيعُ التصديقَ أن أمــها مَن باتت تطلبُ منها الحضنَ وتريدهُ وليسَ العكس...

هـــي سَـــعيدة.. سَـــعيدةٌ جداً...

وهذا كانَ واضحاً بـــقفزها على السرير بـحماسٍ
قائلةً لِـــنَنَم مــاما.. لِـــنَنَم مــاما..

" سَــتنامون فقط ولن تَــذهبوا لـحَفلةِ
لِــمَ تَـــحمستي لهذا الحَــدِ أيتها الصَــغيرة..؟"

تايهيونغ قاطعَ فَــرحتها بـشقاوةٍ مُـــعتادةٍ بَــينهُ
وبينَ طفلتهِ التي رباها.. وجملتهُ تلكَ جعلت أختهُ
التي كانت تُطالِعُ فَــرحةَ إبنتها بحبٍ تلتفتُ لهُ تنظرُ ناحيتهُ بـ غضبٍ لأنهُ سَـيُحزِنها بكلامهِ..

لَـــكنها ما حَــزرت... بل هي لم تَــفهم بالأحرى...
فَـردةُ فعلِ صغيرتها وكلامها قد فاجأها...

" خَــالي إخرج من الغرفةِ الآن.. أنتَ مُــعاقَبٌ
ولن تنامَ معنا فَـ مــاما سَــتنزعجُ من صوتِ شخيركَ
العالي ولن تنام..!"

أخرجت لسانها لهُ في النهاية وهي تَـضحكُ بـشقاوةٍ وخبث...
واحِـــدةٌ بـواحدة....هو سَــخِرَ من فَـرحتها وهي كَــشفت بطاقتها الرابحةَ كما دائماً والتي سَـتتسببُ
بـصراخهِ مُنفعلاً بذاتِ الجملةِ كما يحدثُ الآن..

" أنــا لا أشــخرُ عالياً أيتها الكاذبة.."

صرخَ وتقدمَ ناحيتها بغضبٍ لـتقهقه بعلوٍ عليه..

" بـل تَــفعل... أنا سَــمعتكَ بنفسي.. أاااا توقف
ماما أنقذيني سَـيُدغدغني..."

صرخت بأعلى نبرةٍ تملكها ماإن إقتربَ منها بذاتِ الملامحِ الغاضبة لـ تقفزَ على جسدِ إمها بهلعٍ..

هو سَـيدغدغها كثيراً لدرجةٍ لن تقوى فيها على التنفسِ حتى وهو عقابٌ قاسٍ صراحةً.... سَـيُخرِجُ روحـها من الضحكِ ولن يَـرحمها أبداً حتى تعتذرَ له ...

هما هكذا دائماً... بينهما لُــغةٌ خاصةٌ وأحدهما يَــفهمُ
الآخرِ من الإشارةِ فقط..

لاأحـدَ يعرفُ ليلي ويحفظها مثلما يفعل تايهيونغ ولاأحــدَ سَـيُشكلُ غيابهُ أو غَــضبهُ أو عدمُ رضاهُ عنها ثُــغرةً لـن تُغلقَ في حياتها إلا خالها... فَــهو
والــدها الذي رباها
وكَــبّرها ورعاها وأنامها على صَــدرهِ أغلبَ الليالي
وسَــهرَ على رأسها ليالٍ طوالٍ خائفاً عليها من مرضٍ
أو حــزن..

وهذا ما لَــم يفعلهُ أيٌ من إمــها وأبيها الحَـقيقيين..

لذلك لم تَــفهم تاليا كلامَ أخيها وأساءتَ الظنَ به ولافَـهمت سببَ ردِ إبنتها عليهِ بهذا الشكلِ الغريب...

هي لم تَــفهم أيضاً لما باتت طفلتها تصرخُ مُعتَذرةً
وتُــخبرهُ أن لا يقترب فقط وسَـتبقى تعتذرُ لهُ ساعةً
كاملةً لو أراد...

لكن معَ ذلكَ كانَ كلاهما يضحكانِ بـ سعادةٍ وكأنهما مُعتادَينِ على هذهِ الطقوس...

ولحظتها أدركت تاليا شيئاً واحداً..

الـــوالِدُ مَــن يُـــرَبي لامَــــن يَــــلِد..!

...............

الـــساعةُ الثامِــنةُ لَــيلاً...

ولأولِ مرةٍ في تاريخِ قَــصرِ الرئيس...

تلكَ المائدةُ الطويلة في تلكَ القاعةِ المُسماةِ
بــقاعةِ الطعام قد إمتلئت بالصحونِ الكــثيرة
والأصنافِ المُنوعةِ من الطعام...

وهذا صِـــدقاً كانَ غريباً على أولئكَ الخَــدمِ..
لقد كانَ شعوراً جَـديداً يجربونهُ للمرةِ الأولــى..

لكنهم معَ ذلكَ كانوا فَــرحِينَ مُبتهِجين ونظراتُ أعينهم لو إلتقت ببعضها تجعلهم يقهقون من السعادة
حتى دونَ وعي ...

لَــن يَــستطيعَ أحدٌ فِــهمَ مشاعرهم إلا مَن عاشَ ماعاشوا ورأى مارأوا طيلةَ السنين الستِ التي مَــضت...

ماعَــادَ رئيسهم وحيداً.... هُــم لن يروهُ جالساً وحدهُ
على تلكَ المائدةِ الطويلة وسط هدوءِ القصرِ وكآبتهِ..

سَـيفرحُ رئيسهم أخيراً وتَـبتهجُ روحــهُ المُختَبئةُ
خلفَ قسوتهِ وبرودهِ...

خَـــدمهُ وحُــراسُ قَــصرهِ يحبونه... ورغمَ أنهُ لم يُظهر لهم إلا جوانبَ القسوةِ والبرودِ والأوامرِ إلا أنهم
كانوا يقفون على قلوبهم من القلقِ لو تأخرَ في العودةِ
يوماً... بل حتى لو تأخرَ في الإستيقاظ...

في اليومِ الذي يبتسمُ بهِ هم لايُصدِقون هذا ولاتحملهم الأرضُ من الفرحِ وقتها...

في اليومِ الذي يعودُ فيهِ باهتاً شاحباً مملؤءاً
بترابِ المقبرةِ هم يقفون عند الدرجِ وينظرون لجناحهِ بـحَـسرةٍ وحزن...بل حتى أنَ منهم مَن كان
يقفُ هناكَ ساعاتٍ فقط تَـحسباً لسماعِ صوتٍ منهُ
لايُبشرِ بالخير..

هــم كانوا عائلتهُ التي تَــحبهُ دائماً وأبداً...

واللذينَ سَـيفدونهُ بـأرواحهم لو أراد ..
فَـ هم أقسموا بالولاءِ لرئيسهم حتى النهاية ..

" هَــل إنتهيتم؟!.."

ســان الذي كانَ ينظرُ للمائدةِ بـإبتسامةٍ سألَ
مَن أمامهُ من الخدمِ لـيجيبوه فوراً بالإيجابِ

عندها هو أمرهم بالإنصراف والتوزعِ في القصر
وليلزمَ بعضهم جِهة المطبخ...

يجبُ أن يُعطوا العائلةَ خصوصيتها..

وعند ذكرِ النقطةِ الأخيرةِ كانَ جميعهم قد إبتسموا
سعيدين من أجلَ رئيسهم...

لَـــقد صُــنِعَ بحُــــب... جُمــلةُ تنطبقُ على تلكَ
المائدةِ الممدودة..

....................

مضت بعضُ الدقائقِ فقط لـ ينزلَ جونغكوك ويدخلَ
قاعَـــةَ الطعام أخيراً...

فَـ سانَ قررَ مناداتهُ في الأخير...

هو أخبر خادمينِ أن يُناديا عائلةَ الرئيسِ أولاً
وما إن رآهم يَـهمونَ بالنزول بالفعل هو سارع وذهبَ
لمناداةِ رئيسهِ بنفسه...

لَـــقد تعمدَ ســان أن يكونَ الرئيسُ آخرَ مَن يَــدخُلَ
قاعــةَ الطعام..

لَـــقد آرادهُ أن يراها مَــسكونةً بـأحبابهِ مَمدودةً بصحونٍ كثيرةٍ وهناكَ مَن يَـنظرُ لهُ مُنتظِراً حضورهُ
و جُــلوسهُ كي يبدوءا بتناول الطعام..

" بَــابا تَـعال.."

صوتُ إبنتهُ التي تدعوهُ للدخولِ صدحَ عندما أطالَ هو الوقوفَ قربَ البابِ... لـيبتسمَ جونغكوك بسعادةٍ
ويَــخطوا ناحية كرسيهِ الذي برأسِ الطاولةِ بمشاعرَ عَــميقةٍ ملئتهُ بالكامل..

عيونهُ القَلِقةُ وقعت على روحـــهِ التي كانت تجاورُ أخاها بالجلوسِ مُبتعدةً عنهُ كالعادة..

لكنهُ لم يهتمَ بكل هذا... هو لم يهتمَ بهذهِ التفاصيلِ
الغيرِ مهمةٍ الآن بل هو كان يُناظرها بقلقٍ خائفاً من أن إنهيارها الذي حصلَ عصرَ اليومِ قد آذاها...

هــو كانَ خائفاً عليها... ينظرُ لوجهها الذي كانت تُنزِلهُ
ناظرةً بدورها للطعامِ بشرودٍ.. وكأنها تتعمدُ عدمَ رؤيتهِ وترفضَ أن تلتقي عيناهما ولَـو صدفةً...

وقَــلبهُ لـتصرفها هذا ما إطمأنَ ولا هدءَ..

هو نَــسي حاله... لقد أهملَ حالهُ وباتَ كلٌ من عقلهِ
وقلبهِ شغلهما الشاغل هو حالَ تلكَ الحـــواءِ التي ملكتهما...

لكنَ ريَــحانتهُ التي كانت تجلسُ على يسارهِ لم
تفعل..

" بــابا ما بها شفتك..؟"

بقلقٍ وحزنٍ نبست طفلتهُ ليلتفتَ جونغكوك لها فوراً..

" هــا..؟"

" شــفتكَ بــابا.. إنها مَـجروحة.. هل هل تؤلمك؟!.."

وكأنها هي المُتألمةُ لا والدها ليلي نطقت بحزنٍ
وتأثرٍ وعيونها القاتمةُ كانت تُناظِرُ شفةَ أبيها السفليةِ
بقلق..

إبتسمَ جونغكوك لها فورَ إدراكهِ ما تقصدَ لـيرفعَ
يدهُ ويمسحَ على شعرها بحنانٍ..

" لا يا بــابا إنها لاتؤلمني فـلاتقلقي.. "

بـدفئٍ نَطقَ لكنَ ليلي لم ترضى...

" كيفَ جرحتها..؟! هل دخلتَ في عراكٍ معَ أحدهم..؟"

ومجدداً طفلتهُ تأسرهُ بقلبها الحاني... إنها تجعلُ منهُ
مُــتعَلِقاً بها تَــعلقاً خطيراً على قلبهِ وروحــهِ..

هي تهتمُ لتفاصيله التي لايُـلاحظها أحدهم دائماً..

رآها لازالتُ تنظرُ لهُ متسائلةً تنتظرُ جوابهُ فَـ تحدثَ هو فوراً كي لايُعطلها أكثر وتبدءَ بتناولِ طعامها...

" إنــهُ تَــحسسٌ من البردِ بُــنيتي.. هو سَـيزول
عندما أضعُ لهُ مرهماً لذا لاتَــشغلي بالكِ أكثر وإبدئي
بتناولِ الطعام... أنا أريدكِ أن تَكبري بِــسرعةٍ وتصبحي أجــملَ فتاةٍ في البلادِ كِــلها.."

نطقَ مُبتسماً وبنبرةٍ دافئةٍ جاعلاً طفلتهُ تبتسمُ
ببعضِ الخجل... هي تحبُ أن يَـمدحها أحدهم هكذا
ولاسيما والدها..

فَـ بدأت فوراً بتناولِ الطعامِ بسعادةٍ تحتَ أنظار
إمها التي كانت تُناظِرهم بهدوءٍ من البداية...

...................

اليوم الموالي.... صباحاً.... الســاعةُ التاسِعةُ تَـحديداً..
وبعدَ الإفطار...

حيثُ تلكَ الصالةِ في الطابقِ الأرضي... وحَــيثُ
أمــيرةُ أبيها التي كانت تَــركضُ وهي تَــضحكُ بسعادةٍ بعد أن إستطاعت سرقةَ هاتفِ والدها
وهَــربت بهِ قبلَ أن يمسكَ بها...

كانَ صوتُ ضحكتها المُنتَصِرةِ والفخورة يَــصدحُ في أرجاءِ ذلكِ القصرِ الذي إعتادَ السكونَ الكآبةَ فيما مضى... جاعلةً الخدمَ ينظرونَ لها قلوبٍ مَــأسورة...

إنها نُــسخَةٌ طبقَ الأصلِ عن رئيسهم... وهذا السبب
وحدهُ يجعلهم يقعون لها... فما بالكَ لو كانت شخصيتها بتلكَ الحلاوةِ التي يرونها الآن..

جونغكوك بدورهِ كانَ يقفُ أمامَ المصعدِ ويُكتفُ يداهُ
لـ صدرهِ مُبتسماً بقلةِ حيلة...

هو كانَ ينوي الصعودَ لـجناحهِ كي يُنجِزَ بعضَ الأعمالِ ويحاولُ حلَ القضيةِ التي هم بها الآن..

لكن هيئةً صغيرةً باغتتهُ فَــجأةً وسَــرقت هاتفهُ
من جَــيبِ بنطالهِ ثم هَــربت بسرعةٍ وهي تضحكُ
بعلوٍ..

مضت دقيقةٌ ليراها قد عاودت القدومَ لهُ بخطواتٍ
مُــستَحيةٍ تَـجرُ بعضها بعضاً... لكنها معَ ذلكَ كانت تمسكُ هاتفهُ بقوةٍ وتَــضمهُ لصدرها حاميةً إياهُ من السلب ...

تنهدَ ضاحكاً عليها وعلى تصرفاتها العجيبة..
هــي تُــظهِرُ الندمَ لأنها سَـرقت هاتفهُ لكنها معَ ذلك
لازالت مُــصرةً على سرقتهُ وتتمسكُ بهِ بقوةٍ..

" بــابا إفتحهُ لي.. إنهُ مقفول برمز.. لكن لاتأخذهُ مني
إتفقنا وإلا لن أعطيك إياه..!"

كانت تتحدثُ بنبرةٍ لَــطيفةٍ في البدايةِ تريدُ أن
تستجدي عطفهُ و يُنَفذَ لها طلبها... لكنها سرعان ما تحولت للتهديد جاعلةً أباها يَـهزُ رأسهُ بقلةِ حيلةٍ وإستسلام... إبـنتهُ مَلكةُ التناقضات ..

مدَ يدهُ لها كي تعطيهُ الهاتف ويفتحهُ لها..

وهي قد قامت بدراما قبلَ أن تفعل ذلك..تتقدمُ خطوةً مرةٍ وتتراجعُ مرة... تمدهُ مرةً وتُرجعهُ لصدرها
مرةً أخرى...

ولم تعطهِ إياه إلا بعد أن جعلتهُ يعدها أكثر من مرةٍ
أنهُ سَـيفتحُ القفل ويعيدهُ لها فوراً ...

إبتسامتها شَـقت وجهها عندما أعطها الهاتف المفتوح
وباتَ بين يديها...

" نُــصفُ ساعةٍ وسآتي لأخذهِ إتفقنا... أنا أحتاجُ إليهِ
بُــنيتي... كما وإنظري هنا..

' أشار لها على تطبيق الإتصالات '

هذا التطبيقُ يخصُ الإتصالات صغيرتي... لا تدخلي عليهِ فـربما تتصلين على أحدهم بالخطأ.. إتفقنا؟!"

سألها في النهاية يريدُ منها التأكيدِ على كلامه
فَـ أومئت لهُ ليلي أكثر من مرةٍ موافقةً على كلِ
ما قالَ وإبتسامتها لازالت مرسومةً على وجهها..

عندها تنهدَ والدها بحبٍ ومَــسحَ على رأسها بحنانٍ
قبل أن يتركها ويستقل المصعد وكلهُ مَــشاعرَ يجربها للمرةِ الأولى...

هَــل هذا هو شــعورُ أن يكونَ لكَ أطفالٌ يشاركونكَ
كلَ شيء..

إنهُ شعورٌ غريبٌ.... لكنهُ رائع.... هو يُــقسم..

في الجهةِ الثانيةُ حَــيثُ ليلي التي جَـلست على الأرضِ وبدأت تَحمِلُ ألعاب الأميراتِ في هاتفِ أبيها..

كان التحميلُ لازالَ سارياً ولم تكتمل أي لعبةٍ حتى
الآن وهذا جعلها تُقَلِبُ الهاتفَ وتعبثُ بـأزرارهِ الجانبيةِ بمللٍ... هي عبثت بها جميعها حرفياً
عدا زرِ الإغلاقِ بالطبع... كل شيءٍ إلا أن تغلقَ
الهاتفَ ولاتستطيعَ فتحهُ مجدداً لأنهُ محميٌ برمزٍ سريٍ...

ولأن هاتفَ والدها كانَ من نوعِ الآيــفون هي بعبثها
في ذلك الزرِ الذي فوقَ أزرارِ الصوتِ قد جعلت الهاتفَ على الوضع الصامت دونَ أن تُدرك ...

مَــضى بعضُ الوقت الهادئ على الجميع.. وسطَ عملِ
الخدمِ اللذين كانوا يبتسمونَ لأبنةِ رئيسهم كلما مروا
بجانبها... هم يستلطفونها...

ليلي كانت تلعب في هاتفِ أبيها وتَـعبثُ بهِ
دونَ أن تقترب من تطبيقِ الإتصال كما أوصاها
والدها...

لكن بعدِ مدةٍ قليلةٍ هي تركت الهاتفَ ورفعت رأسها
مَــتَعجِبةً ومُستغربةً من صوتِ الضوضاءِ ذاكَ
الذي علا فجأةً...

بابُ القصرِ الداخليةِ فُتِحت بسرعةٍ من قبلِ أحدهم
وصوتُ خطواتهِ لا بل خطواتهم صدحَ بوضوحٍ وهم يركضون متجاوزين الممر الطويل الذي في البداية...

دخلوا القصرِ لتفزعَ ليلي من هيئتهم وتنهضَ واقفةً
وهي تعتصرُ هاتفَ أبيها بخوفٍ...

إنهم يحملون أسلحةً كثيرةً بأيديهم ويرتدون
ثياباً غريبة...

هم كانوا يَــلهثون والقلقُ والخوفُ بادٍ على محياهم...

" سَـــان أين أنت تعال... أي أحدٍ ليأتي فوراً..!"

صرخَ الرجلُ الذي كانَ في المُقَدَمةِ وهو يلهثُ
وينظرُ في كلِ مكانٍ بتوترٍ....

إلى أن وقعت أعينهُ على هَــيئةَ تلكَ الصغيرةِ
التي تمسكُ هاتفاً...

والذي هــو هاتفُ جــونغكوك...!

اللعنة.... لذلك هو لم يجبِ على إتصالاتهِ الكثيرة..
هاتفهُ لم يكن معه ولا عِـلمَ لهُ بالمصيبةِ التي
سَتَحدثُ في أيةِ لحظة...

لاحظ خوفَ الطفلةِ منهم وهناك إرتجافٌ قليلٌ قد أصابها... إنها خائفةٌ لأنها وحدها هنا وهم أمامها
بـأسلحتهم المُــرعبةِ لها..

تنهدَ بقلةِ حيلةٍ لـيتقدمَ منها فوراً لكن أعصابهُ
المشدودةَ حالياً ودقاتِ قلبهِ الخائفةِ المتوترةِ
جَــعلتهُ ينطقُ بسرعةٍ ماسحاً على رأسِ الطفلةِ
بـدفئٍ كي لاتخاف منه...










" لاتَــخافي ياصَــغيرة أنــــا زوجُ عَـــمتكِ ولن
أؤذيكِ أبداً.... لكني أريدكِ أن تُساعديني وتركضي
لـ بابا فوراً فَـنحنُ نحتاجهُ بسرعةٍ وإن تأخرنا لثوانٍ
سَـتكونُ العواقبِ وخيــمةً جـــداً..!"

------------------------------------------------♥️




أريـــدُ إجابةً على هذا بالسؤالِ بالذات..
شــــعوركَ وتلكَ الأفكارُ التي فَـكرتَ بها وأنتَ
تــقرءُ الجزئية الأولى من البارت(جزئية الغرفة)؟!

رأيكم بـ علاقة تايهيونغ وليلي؟!...






وأخيراً بـــارت 48 راح ينزل بيوم عيد مــيلادي..
16/4/2023...
كونوا على الموعد 💚✨








دمتم بخيرٍ وألفٍ منهُ أعزائي ..
كانت معكم مُحَدِثَتكم ... ڪـــآمـيني ...♥️✨

Continue Reading

You'll Also Like

84.2K 6.2K 46
-لا يُمكننا اختيارَ مصيرنا-لكن على الأقل نستطيع اختيار مصيرَ الأخرين. -اخترعت اسمًا جديدًا ، اسمًا سيخشون يومًا ما أن ينطقوا به.
6.4K 854 17
أُناشِدُ يا مَحْبوبَتْي شَفَتَيّكِ الحُلّوَةَ الّتي أذابَتْني غَراماً أُناشِدُ يا مَعْشوقَتْي أنامِلَكِ الّتي أرّضَخَتْني هَياماً أنْ تَشْهَدَ و بُنْ...
979 132 10
مصـاص الدمـاء الـذي يعـيش فـي القرن الواحـد والعـشرين يجد صعوبة في التأقلم مع البشر وفـي صُـدفة سيئـة يكتشفُ أن الرجل الـذي يحاول قتـله هـو شبيهه من...
145K 10.9K 35
Started : 28-12-2018 توقفي عن النظر إلي بهذهِ الطَريقه ، أنتِ تقتُلينني بتَصرُفاتك وانتَ ِقف بجانبي دائما ، حتى استطيع التَحكُم بتَصرُفاتي Ended : 23...