لكنك وعدتني

By Kamy_army

7.5M 370K 395K

" سَــتَتركينَ الـدِراسة مِــن الــغدِ.. لَــقد سَـحبتُ مـلفاتكِ مِــن الـجامعةِ بـالفعل ..! " " مـالذي تَـ... More

ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..1
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..2
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..3
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..4
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..5
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..6
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..7
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..8
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..9
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..10
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..11
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..12
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..13
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..14
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..15
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..16
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..17
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..18
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..19
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..20
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..21
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..22
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..23
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..24
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..25
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..26
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..27
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..28
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..29
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..30
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..31
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..32
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..33
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..34
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..35
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..36
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..37
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..38
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..39
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..40
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..41
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..42
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..44
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني.. 45
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..46
كُــــنتَ مَـــــلجَئاً ذات يــــوم
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..47
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..48
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..49
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..50
كُــنتِ فرصــةً لـكني مَــن فَــرطت
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..51
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..52
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..53
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..54
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..55
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..56
إســتفتاءٌ يَـهُمني جوابه..
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..57
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..58
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..59
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..60
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..61
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..62
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..63
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..64
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..65
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..66
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..67
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..68
إعلان...

ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني.. 43

92.5K 4.9K 7.8K
By Kamy_army


--------------------------------- Part 43

فوضى..!

ما يجري في المطار كان عبارةً عن فوضى..

الناسُ كانت تتراكضُ خارجةً من هناكَ بـ هلعٍ وإرتعاب
وصوتُ سيارات الشرطة والإسعاف يعمُ المكانَ بشكلٍ مخيف...

لكن معَ كلِ ذلكَ كانَ جونغكوك في ورطة..

فـ السيطرةُ داخلَ بنايةِ المطارِ كانت من نصيبِ أعدائهِ لا هو..!

أعينهُ القَلِقةُ والمُحمرةُ قليلاً كونهُ لم يذق النوم ليلة أمس كانت تُناظرُ عائلتهُ وكثرةَ الرجالِ المحيطينَ بهم..

هو لم يكن ينوي أن يُظهرَ نفسهُ بل كانَ يريدُ مباغتتهم ريثما يصلُ الدعمُ كونهُ قد سبقهم معَ
سَــريةٍ واحدة فقط ...

لكنَ صوتَ ذلكَ الإطلاقِ وصراخَ زوجتهِ جَــعلهُ يُجن
وبالنظرِ لـما أمامهُ الآن هو أدركَ أن ذلكَ الحقير لايهدد... هو ينوي قتلهم دون مماطلةٍ حتى..!

" بـ ـابااا.."

نادتهُ طفلتهُ المُــرتعبةُ مِن منظرِ خالها وتلكَ الدماءِ
التي غطت ذراعهُ بالكامل فـ هو أصُيبَ عندما سَحبَ أختهُ في اللحظةِ الأخيرة..

لِـــيلي كانت خائفةً وتبكي بـهستيريةٍ.. هي كانت تريدُ
لـوالدها أن يحميهم كونهُ كانَ يُهاجِمُ هؤلاءِ الأشرارِ قبل قليل...

بل هي حتى آرادت أن تَذهبَ لهُ لكنَ أمها منعتها
قبلَ أن تتهور..

وصِــدقاً حَمــداً للربِ أن تاليا قد لاحظتها فـ هي عندما أصيَبَ تايهيونغ جُــنَ جنونها من القلقِ والرعبِ
ومنظرِ تلكَ الدماءِ التي تدفقت كالنهرِ فضلاً عن صرخةِ تايهيونغ المتألمِة أولَ إصابته فـ إندفعت
لـ شقيقها بسرعة ولم يأتي ببالها أن تتهور طفلتها أبداً ...

لكن يبدو أنه كانَ لـ ليلي رأيٌ آخر فـ هي تسببت
بـ صراخِ أمها وأبيها وخالها عندما ركضت ناحيةَ
أبيها وسطَ تلكَ الإطلاقات العنيفة وأولئكَ الرجالِ اللذين وجهوا أسلحتهم لـ جسدها الصغيرةِ دونَ أي ذرةٍ ضميرٍ أو رحمةٍ..

تاليا لَـحقت بها بـ أنفاسٍ مقطوعةٍ تزامناً معَ وقوعِ إثنينِ من الرجالِ أرضاً بفعلِ والدها الذي شعرَ بقلبهِ قد توقفَ لـ ثوانٍ...

جونغكوك كانَ يتنفسُ بحدةٍ وهلعٍ قبل أن يأمرَ رجالهُ بالتوقفِ عن الإطلاقات فـ هم الخاسرونَ إن إستمروا..

لذلكَ كانَ الوضعُ الحالي متمثلاً بـ الفوضى خارجَ المطارِ وذلكَ السكونِ داخله..

جثثُ الرجالِ من الطرفين كانت مرميةً على الأرضِ والدماءُ في كلِ مكان...

ليلي كانت لاتزالُ تبكي بـ إرتعابٍ إلا أنَ أمها كانت تمسكُ يدها بقوةٍ وباليدِ الأخرى كانت تمسكُ جِذعَ أخيها الذي مالَ بجسدهِ عليها كونهُ بدءَ يحسُ بالدوارِ لـ تلكَ الكميةِ الكبيرةِ التي نزفها..

فـ رغمَ أن الإصابةَ كانت في أعلى ذراعه وهو مكانُ أقلُ خطورةً من غيرهِ وهذا لحسنِ حظهِ حقاً لكنَ نزيفهُ كانَ غزيراً لذلكَ هو كانَ يضغطُ على إصابته بيدهِ السليمةِ ويميلُ على أختهِ دونَ إرادتهِ...

تاليا التي كانت في وسطهما هي كانت تقفُ بـ شموخٍ رغمَ كلِ هذا وتنظرُ لأولئكَ الرجالِ بحدةٍ وغضب...

لاوقت لديها للهلعِ والفزعِ وإبنتها تبكي بخوف وأخيها جريح..

هي سـ تُخرجهم من هذهِ المهزلةِ التي وقعوا بها
بسببِ إنتقامات وأعداءِ زوجها السابق..
فـ هم واللعنةُ لن يذهبوا كبشَ فداءٍ لهُ أبداً..
ولن يُقتلوا هكذا... حياةُ أحباءها ليست رخيصةً
لـ تنتهي بهذهِ الطريقة..!

حولت أنظارها لزوجها الذي هو الآخر كانَ ينظرُ لأولئكَ اللعناءِ بحدةٍ ويديهِ تعتصران أسلحتهُ التي
يحملها في كلتا يديه...

جونغكوك نظرَ لها أيضاً فـ أشارت لهُ فوراً بنظراتها وحركةِ رأسها الخفيفةِ بمعنى " ماذا أفعل؟.."

هو فَـهِمَ إشارتها لـ يُلقي نظرةً على الرجالِ
المحيطينَ بعائلتهِ فـ وجدَ أغلبهم مركزين معهُ ومصوبينَ أسلحتهم ناحيتهُ هو وجنوده وقلةٌ فقط مَن كانوا يديرونَ أجسادهم ويصوبون ناحيةَ عائلتهِ
وهذا يعني أنهم لن يُقدِموا على شيءٍ إن لم يبدءَ هو..

هم ينتظرون حركتهُ أولاً.... وهذا ما يريدهُ هو بالضبط ... فـ هو يحتاجُ لخمسِ دقائق فقط..

آيدن قد وصلَ بالجنودِ للمطارِ بالفعلِ بل وحتى
أمنُ الداخليةِ المُتمثلُ بالشرطةِ قد تَدخلَ وأتوا للدعم..

أعادَ أنظارهُ على زوجتهِ التي كانت تنتظرُ
قولهُ أو إشارةً منهُ لـ تقومَ بفعلِ ما يقولهُ
كونها تدركُ أنهُ الخبيرُ في هذهِ الأمورِ...

وآاه كم أحبَ قوتها وصلابتها في هذا الموقف
فـ غيرها كانَ سـ يبكي ويزيدُ عليهِ الأمرَ صعوبة
لكنهُ ليسَ الوقت للإعجابِ واللعنة..
هو يجبُ أن ينقذهم..!

ولكونهِ كانَ مُراقباً من أولئكَ اللعنة وايُ حركةٍ
من يداهِ اللتانِ تحملانِ المسدسات سـ تتسببُ
بـ بدءِ إطلاقاتٍ كالمطر.... هو لجأَ لإستخدامِ عينيهِ
فـ أغمضهما بهدوءٍ ثم فتحهما بمعنى إنتظري..

هو كانَ يأملُ أن تكونُ زوجتهُ قد فَهمت هذهِ الحركة
فـ لايستطيعُ أن يخبرها بطريقةٍ أخرى... ويخافُ أن تقومُ بفعلٍ متهورٍ يضطرهُ لبدءِ الهجومِ مجدداً
و يجعلُ خطتهُ تفشل...

تنفسَ براحةٍ ما إن أدركَ أنها فهمته فـ أعادت ذاتَ الحركةِ له وقامت بـ تقريبِ إبنتهما الباكيةِ لها أكثر
تنوي تهدئتها...

بل حتى أنها حشرت رأسَ ليلي في معدتها كي لاترى تلكَ الأسلحةَ المُوجهةَ لهم وترتعب أكثر ومن ثمَ بدأت تمسح على ظهرها بهدوء...

تايهيونغ هو الآخر ورغمِ وجههِ الذي شَحُبَ بعضَ الشيء إلا أنهُ كان ينظرُ لأولئكَ الرجالِ بحدة
وهذا أراحَ جونغكوك قليلاً فـ هم سـ يلجئون للركضِ بعدَ قليلٍ وآخر ما يريدهُ أن يفقد الأخيرُ وعيه...

مضت دقيقةٌ أخرى تحتَ السكونِ المُرعب
إلا أن أولئكَ الرجال لم يستطيعوا الصبرَ أكثر
فـها هو قائدُ مجموعتهم قد صرخَ مخاطباً
الرئيس..

" لا تُــضيع وقتنا يا هذا..!"

صرخَ بعلوٍ مُتعمداً عدمَ إحترامِ الماثلِ أمامه ومتسبباً بجفولِ جسدِ الطفلةِ التي حشرت نفسها في جسدِ والدتها أكثر وباتت تتنفسُ بهلعٍ..

وقد بانَ هذا الفزعُ والخوف لـ عيني أبيها اللاتي إحتدت وبانَ فيها الغضبُ أكثرَ وأكثر.. هم يخيفونَ
وحيدتهُ ..!

صرَ على أسنانهِ ضاغطاً على مقبضِ سلاحهِ بقوة
تحت أنظارِ رجالهِ اللذين توتروا فـ هم في مأزق..

لم ينطق الرئيسُ بـ أي حرفٍ مُتسببٍ بـ غضبهم أكثر
وماهي إلا ثوانٍ وتسللَ لأسماعهم صوتُ تجهيز العتادِ
وتلكَ الأسلحةِ التي باتت مصوبةً ناحية عائلتهِ بدقة
وكأنهم يقولون له سـ نطلق لقد إكتفينا...

تاليا أدركت أنها ربما النهاية فـ سارعت وبحركةٍ قويةٍ
ساحبةً إبنتها الباكية وأوقفتها خلفها بينها وبين أخيها وقد مالت بجسدها قليلاً لـ تحجب ولو جزءاً قليلاً من جسدِ تايهيونغ ..

على الأقل إذا أطلقوا عليهم سـ تتلقى هي الرصاص
وبذلك يكسبُ جونغكوك الوقت لـ ينقذ ليلي وتأملُ من كل قلبها أن يستطيع إنقاذَ شقيقها أيضاً ..

تصببَ العرقُ على جبينها من التوترِ... كذلكَ تصببَ على جبينِ زوجها الذي سـ يُنفذُ خطتهُ الآن فـ جنودهُ
اللذين وصلوا الآن يفوقونَ المئة بالعدد وهو إستطاعَ لمحهم في الطابقِ الثاني بالفعل...

كانَ آيدن ينظرُ لهُ منتظراً آمره...

وبالفعل جونغكوك حركَ رأسهُ بالإيماء..

عندها ثوانٍ فقط وسقط أحدُ رجالهم بـسكون ودونَ حسٍ لإستعمالِ القناصِ كاتمَ الصوت..

هلعوا جميعهم وبدءوا يطلقون النارَ بعشوائية

" لـتهجموااا جميعكم..!"

صرخَ رئيسهم بصوتٍ جهوري وهو يطلقُ النارَ من الأسلحةِ خاصته..

وتنفيذاً لأمرهِ خرجَ الجميعُ من مخآبئهم
وأولهم كان آيدن الذي أمنَ ظهرَ تايهيونغ
وتلكَ المرأةِ والطفلةِ اللتانِ لم يعلم هويتهما
حتى الآن فهما تعطيانهِ ظهرهما..

رجالُ ذلكَ اللعينِ تبعثروا في المكان... هم لم يتوقعوا أن يظهر هذا العدد الهائلُ فجأةً لذلك فـ إن جونغكوك ركضَ ناحية عائلتهُ بسرعة...

" إبتعد... إتركني أيها الحقير.."

صرخت تاليا ما إن تقدمَ منها أحدُهم وكانَ ينوي أخذها رهينةً... هو بدءَ بسحبها تحت صراخِ تايهيونغ الذي هَلِعَ من هذا الأمر لكنهُ لايستطيعُ قتالهُ واللعنة..
هو عاجز .. سيقعُ على الارضِ من كميةِ الأغماءِ الذي يشعر به...

ليلي صرخت مرتعبةً بل وبات جسدها بالكامل يرتجف.. هذا كثيرٌ على طفلةٍ بمثلِ عمرها..

لكنَ منقذهم قد ظهرَ أخيراً... فـ ذلكُ الرجلُ قد تصلب مكانهُ لثوانٍ واقعاً بعدها على الأرضِ بفعلِ رصاصات
جونغكوك التي أفرغها في ظهرهِ..

ظهرَ أمامهم أخيراً بـ أنفاسٍ لاهثةٍ ووجهٍ بهِ بعضُ نقاطِ الدماء..

" بـ ـابـا.."

نادتهُ إبنتهُ بعدمِ تصديقٍ ولازال إرتجافها واضحاً
لـ يُسارع جونغكوك لها ويحملها عن الأرض..

" جَـــنتي بسرعةٍ لـ تركضي بها عندما أقولُ لكِ.."

بتوترٍ خاطبَ زوجتهِ وهو يعطي الطفلةَ لها
لـ يركضَ بعدها ويُسنِدَ جسدَ نسيبهِ الشاحب
وقلبهُ يدقُ بنظمٍ مُرعب..

في أيةِ لحظةِ قد يُصابُ أحدهم بها..

الرصاصُ المُتطايرُ في كل مكان والثانية هنا تفرق..

" آيدن أمن لي ظهري.. لـ نركض هيا.. "

صرخ آمراً ولم يكن آيدن هو الوحيد الذي
حماهُ من الخلف بل أغلبُ جنودهِ قد فعلوا
مدركين أن خروجَ الرئيسِ وعائلتهِ سالماً هو الأهم..

تاليا التي كانت تتنفسُ بهلعٍ هي الأخرى حشرت
رأس طفلتها في كتفها وباتت تركضُ جنبه..

لم يستطع تايهيونغ أن يجاريهم أكثر وقد أحسَ جونغكوك بذلك لذلك هو حمله بسرعةٍ وأكمل ركضه..

خرجوا من بنايةِ المطار أخيراً لـ تُقابلهم تلكَ الفوضى
والضجةُ الأكبر..

العديدُ من المُسعفين والجنود ركضوا ناحيةَ الرئيسِ بسرعةٍ وهناكَ منهم مَن كانَ يريدُ أن يأخذَ الجريحَ من بين يديهِ لكن جونغكوك صرخ آمراً..

" أريدُ سيارةً بسرعة.."

خائف... نعم هو خائفٌ على عائلته
والجواسيسُ منتشيرين هنا هو متأكد..

يجبُ عليهِ أن يذهبَ لمكانٍ آمن..

" سيدي هذه.."

أحدُ جنودهِ نطقَ لـ يُسرع جونغكوك لها فوراً
معَ تاليا التي كانت تلهثُ وأعينها القلقةُ على
وجهِ أخيها..

" البابُ الخلفية..! "

جونغكوك نطقَ بنبرةٍ غيرِ صارخةٍ هذهِ المرة
كونهُ كانَ يخاطبُ جَــنته..

لـ تُسرع تاليا وتفتحها له..

هو جعلَ تايهيونغ يجلسُ هناك وكانَ على وشكِ أن يُغلقَ الباب عندما رأى الآخر قد إستقر إلا أن تاليا
أوقفتهُ عن إغلاقِ البابِ ودلفت هي وإبنتهما هناك..

صراحةً هو آرادها أن تجلسُ في الأمام لكن لابأس
ثم واللعنة هل هذا وقتُ هذهِ الأفكار
هم يجبُ أن يرحلوا من هنا حالاً..!

ركضَ ناحيةَ جهةِ السائقِ لـ يصعدَ بسرعةٍ بعد
رأى المحيط حوله..

رمى سلاحهُ على الكرسي جنبهِ لـ يُشغلَ
السيارةَ وينطلقَ بـ أقصى سرعةٍ..

سمعَ همساتِ جنتهِ التي كانت تُحادثُ أخاها وتسألهُ عن حالهِ لكنهُ لم يُركز معهم فـ هو لاحظ أن هنالكَ سيارةً بدأت بتتبعهِ لـ يلعن بخفوتٍ...

هذا اللعين جادٌ بحق...

" سـأقودٌ بسرعةٍ وقد أنعطفُ بقوةٍ أحذر على
إصابتكَ تايهيونغ.."

تحدثَ وأعينه بل وجسدهُ بالكامل كانَ مُتشنجاً ينقلُ
نظرهُ بين الأمامِ والخلف..

" لكن لماذا.. ألم نبتعد عنهم؟!..."

بـتعبٍ وقلقٍ تحدثت زوجتهُ وهي تُحدقُ بهِ تارةً
وبـشقيقها الذي بدءَ يُزحزحُ جسدهُ مُبتعداً عن
الباب..

" هناكَ سيارةٌ تتبعنا لكني سـأظللها
لاتقلقي جَــنتي وتمسكيِ جيداً أرجوكِ.."

ردَ عليها وتأنيبُ ضميرهِ قد زاد... هو قد تسببَ بالمعاناةِ لها ولـ نسيبهِ وإبنتهِ..

لحظة..

إبنتهِ؟!..

لِمَ هو لايسمعُ لها صوتاً..

نظرَ من المرآةِ الأماميةِ ناحيتها... هي لاتزالُ في حضنِ والدتها ولم تنزل عنهُ حتى الآن..!

إنها تَحشرُ رأسها هناك فقط...

هذا ما يظهرُ أمامه... لكنهُ لايعلمُ حالها..

شَدَ على مقودِ السيارةِ بقلقٍ لـ ينظرِ لتلكَ السيارةِ من المراءةِ الجانبيةِ مقرراً إنهاءَ هذهِ اللعنة..

وفعلاً هو ضغط على دواسةِ البنزين بقوةٍ محاولاً
الهربَ منهم...

....................

بعد مضي ربعِ ساعة... توقفت السيارةُ أمامَ إحدى البنايات السكنية لـ يُطفئ جونغكوك محركَ السيارة
ثم هو إلتفت لهم وقبل أن يتكلمَ أي شخصٍ هو نطقَ
أولاً مخاطباً زوجته...

" هل ليلي بخير؟!... لماذا لاتُصدرُ صوتاً؟
هل هي نائمة؟"

أسئلتهُ المُتتابعةُ جعلت تاليا تتنهدُ قَلِقةً هي الأخرى على حالِ طفلتها التي بللت كتفها بالفعل..

" هي لاتريدُ رؤيةَ الدماءِ على جسدِ خالها.. دعنا
نعالجُ جرحهُ بسرعةٍ أرجوك.."

ردت عليهِ مُستعملةً الرجاء في آخرِ كلامها
لـ يدركَ جونغكوك أهمية تايهيونغ لديها
فـ هي لن تقول له أرجوك إن لم يكن الأمر
يعني لها حقاً...

" أنا بخيرٍ صغيرتي... هو جرحٌ بسيط.. "

بنبرةٍ مُتعبةٍ صدحَ صوت تايهيونغ لـ تلتفت
تاليا لهُ وعيناها قد أدمعتا فور رؤيتها لـوجههِ الشاحبِ وشفتيهِ اللتان إزرقتا وشَحُبتا...

لم تَرد عليهِ بل أدارت رأسها لـ جونغكوك فوراً
والآخر قد فهمها على الفورِ لـ يَترجلَ من السيارةِ
وقلبهُ مُضطربٌ لرؤيتهِ عيناها الدامعةِ وتلكَ التعابيرِ المُترجيةِ على محياها..

هو تذكرَ عديدَ المراتِ التي نظرت لهُ بذاتِ هذهِ الطريقة...
عديدِ المرات التي ترجتهُ وهي تبكي..
عديد المراتِ التي تألمت فيها زوجتهُ بسببه..

لكنهُ كانَ يتجاهلها... كان يُعاندُ متشبثاً بـ تلكَ
الأنانيةِ التي دمرتهما..

تنهدَ بقهرٍ لـ يفتحَ البابَ الجانبي الذي بجهةِ تايهيونغ تزامناً معَ خروجِ زوجتهِ من البابِ الأخرى وإسراعها ناحيتهُ...

إبنتهُ كانت لاتزالُ مُتشبثةً بـ إمها ولم تنزل من هناك
جاعلةً إياه يقلقُ أكثر لكنهُ مع ذلك قلقَ على جــنتهِ
أيضاً فـ ليلي بالخامسةِ وليست صغيرةً جداً لتستطيعَ
حملها لوقتٍ طويل...

" أخــي هل تستطيعُ السيرَ أم أخبرُ جِـــيون
أن يحملك؟!.."

جَــنتهُ سألت سؤالاً عادياً... لكنَ لِمَ قلبهُ نبضَ بـ ألمٍ
وملامحهُ قد شَحُبت فور سماعهِ ذاكَ اللقبَ
الذي نطقت بهِ...؟!

" أسـ ـتطيعُ السيرَ تالي لكن لـ تُسنديني
قليلاً.."

ردَ عليها تايهيونغ رافضاً فكرةَ أن يُحمَل أو يُسنَدَ من قبلِ الآخر... هو يحملُ بعضَ الكرهِ ناحيتهُ أيضاً
فما فعلهُ بشقيتهِ ليسَ شيئاً يسيراً سـ يُنسى بسهولة..

أومئت له شقيقتهُ فوراً لـ تلتفت ناحيةَ جونغكوك الذي كانَ يقفُ قربها وأشارت لهُ على ليلي تريدهُ أن يحملها وهي سـ تُساعدُ شقيقها...

أومئ لها جونغكوك لـيَمدَ يديهِ ويُمسكَ جذعَ طفلته
ناوياً أخذها من حضنِ أمها...

لكنَ ليلي تشبثت بـ بجسدِ والدتها بقوةٍ وقاومت سحبهُ لها جاعلةً والدها يعقد حاحبيهِ بـ إستغراب..

" لِـــيلي بُنيتي تعالي عندي قليلاً.. أمكِ تريدُ
مساعدةِ خالك... هيا طفلتي.."

نطقَ بهدوءٍ وحنانٍ وهو يمسحُ على شعرها
لكنها نفت برأسها ضدَ رقبةِ أمها...
جاعلةً إمها تتنهد..لـ تَنطقَ بعدها بنبرةٍ هادئة..

" ليلي إذهبي لـ بابا هيا.."

حسناً هناكَ قلبٌ قد إختلَ إنتظامه.. جونغكوك
لم يصدق ما سمعتهُ إذناه... لقد أحبه... أحبَ
هذا اللقب الذي وصفتهُ جنتهُ بهِ..

هما بدا كـ زوجين طبيعين.. وهذا وحدهُ كفيلٌ
بجعلهِ يريدُ الإنهيار مكانه..

لم تردَ ليلي على كلامِ والدتها..هي بقيت ساكنةً غيرَ
أنَ تلكَ الشهقةَ جعلت والديها يفزعان..

أدركت تاليا فوراً أن طفلتها لازالت خائفةً ومُرتعبةً من كَمِ ما رأت... وربما هي كانت خائفةً أكثر من أن تقع عيناها على هيئةِ خالها الشاحبة لذلك أمها إبتعدت بسرعةٍ لـ تُفسحَ المجالَ للآخر..

جونغكوك الذي كانَ ينظرُ لـطفلتهِ بقلقٍ فَهِمَ لما إبتعدت زوجتهُ عنهُ لـ يُسارع ويساعد تايهيونغ الذي كان قد تحركَ خارجاً من السيارةِ بالفعلِ لكنهُ ترنحَ وكادَ يقع ما إن وقفَ على أقدامه...

هو أمسكهُ بسرعةٍ لـ يضعَ ذراعهُ السليمة حولَ عنقه
واغلقَ البابَ خلفه..

" في الطابقِ الرابعِ من هذهِ البناية لديَّ شقةٌ سريةٌ
لايعلمُ أحدٌ عنها.. يجب أن تبقوا هنا قليلاً ريثما
أرى ما سأفعل.."

جونغكوك تحدثَ وهو يسيرُ ببطئٍ مراعياً للآخرِ
الذي زادَ شحوبهِ لـ يأتيهُ ردُ زوجتهِ القلق فوراً..

" جــيون يجبُ أن نذهبَ للمشفى لا أن نختبئ هنا
ألا ترى حالَ أخي..! "

قلقها باتَ يتحولُ لـ غضب... هي تريدُ الذهاب للمشفى حالاً.. تايهيونغ هو عائلتها الوحيدة
وآلمهُ هو آلمها.. هي لاتستطيع إحتمال رؤيتهِ
بهذا الوضع أكثر...

ألا تكفيها طفلتها المفزوعةُ والتي تتصرف بغرابةٍ
وإنغلاقٍ لـ كمِ الدماءِ والجثث التي شاهدتها اليوم..

" جَــنتي لاتقلقي... طبيبي الخاص سـ يأتي
في غضون دقائق.. نحنُ لانستطيع الذهاب للمشفى
الآن لربما هاجمكم أولئكَ اللعناءُ مجدداً.. "

ردَ عليها زوجها فوراً يريدُ طمأنتها لـ تتنهدَ تاليا بضيقٍ مُنزعجةً من هذهِ اللعنةِ التي ورطهم زوجها
السابق بها..

لكن لا بأس لـ تتغاضى الآن... فـ الأهم هو تايهيونغ
وبعدها سـ تضعُ حداً لهذهِ المَهزلةِ وتجعلهُ يُهربهم
بطائرةٍ سريةٍ بعيداً عن لعنةِ الإنتقامات والثارات هذه..

وصلوا لـلمصعدِ لـ يدخل جونغكوك أولاً و تلتهُ زوجتهُ
التي ضغطت على الرقمِ أربعةٍ فوراً...

بدءَ المصعدُ بالعملِ لـ تُسارعَ تاليا وتقترب من شقيقها
الذي كانَ يغمضُ عينيهِ بتعبٍ وهي تُجزمُ أنهُ يرمي ثقلهُ على الآخرِ بالكامل فـ واضحُ أن طاقتهُ قد نفذت..

هي رفعت يدها لـ تضعها على وجنتهِ الشاحبة
تحت أنظارِ زوجها الذي كان يركزُ في كلِ حركةٍ
تقومُ بفعلها..

فتحَ تايهيونغ عينيهِ بتعبٍ حالما أحسَ بملمسِ يدها
لـ تُبصرُ عيناه وجه شقيقتهِ القَلِق وعيناها اللتانِ كانتا تتفحصانهِ بخوفٍ عليه..

هو إبتسمَ لها بخفوتٍ شاعراً بالدفئ من فكرةِ وجودِ عائلةٍ تخافُ عليهِ الآلام والمرض..

" تَــحمل قليلاً فقط همم؟.."

همست أختهُ بخفوتٍ تشجعهُ ليتحملَ أكثر لـ يُهمهمَ لها ناطقاً بعدها بما كانَ يشغلُ بالهُ من البداية..

" لـ ـيلي..!"

نطقَ بخفوتٍ وبنبرةٍ مُتعبةٍ جداً جعلت تاليا
تنظرُ لهُ بقلقٍ وخوفٍ أكبر... لكنهُ لم يستطع أن لا ينطق..

هذهِ الطفلةُ هي طفلتهُ أيضاً.. هو رباها مذ كانت
تبلغُ من العمرِ ساعة وتشبثها بـ أختهِ لهذهِ الدرجةِ
جعلهُ قَلِقاً..

تنهدت تاليا عندما رأت شقيقها لازالَ يَنظرُ لها
منتظراً ردها فـ أشارت هي ليدهِ المُدماة
عندها فهِمَ الآخر الأمرَ فوراً ..

وقد تزامنَ ذلكَ معَ بابِ المصعدِ الذي فُتِحَ لوصولهم
الطابقَ المنشود..

" هيا بنا.."

كانَ ذلكَ صوتُ جونغكوك الذي بدءَ بالتحركِ
فوراً فـ قامت زوجتهُ بالسيرِ معهم بالفعل
لكنها كانت تلازمُ جهةَ شقيقها لا جهته..

توقفَ أمامِ بابٍ معينةٍ لـ يُسنَدَ تايهيونغ من جذعهِ
فقط وقد بدءَ بـ كتابةِ الرمزِ باليدِ الآخرى..

فُتِحَ البابُ فوراً لـ يدخلوا جميعهم وقد أغلقت
تاليا البابَ ورائهم..

" هناكَ غرفةُ نومٍ في الجانب الأيمن
ساعدني لـ نسيرَ ناحيتها وبعدها سترتاح.."

خاطبَ جونغكوك شقيقَ زوجتهِ الذي همهمَ لهُ
بتعبٍ..

تاليا ألقت نظرةً على الشقةِ وكانت بسيطةً وصغيرةً بعضَ الشيء... وكأنها مخصصةٌ لفردٍ واحدٍ فقط..
وهذا الأمرُ قد تأكدَ عندها ما إن أدركت وجودَ غرفةِ نومٍ واحدةٍ هنا..

هي لم تستمر بـ إلقاءِ النظراتِ هنا وهناك بل لحقت
بـ شقيقها فوراً مع ألمَ ذراعها الذي بدءَ يزيدُ كون
طفلتها لاترضى الإبتعاد..

رأت جونغكوك الذي أسندَ شقيقها على قاعدةِ السرير
بحيث أصبحَ متكئاً بظهرهِ عليها لـ يُخرجَ هاتفهُ الذي كانَ يرنُ منذ دخولهم الشقةَ ويجيبُ عليهِ أخيراً..

رأت ملامحهُ التي إحتدت بغضبٍ وكيف أنهُ صرَ على أسنانهِ بقوةٍ..

" أنا قادمٌ فوراً .!"

نطقَ بعصبيةٍ لـ يُغلقَ هاتفهُ ويتحدث بسرعةٍ

" ماهي فصيلةُ دمِ تايهيونغ؟!"

بعجالةٍ نطق لـ تجيبهُ الأخرى فوراً..

" AB "

" حسناً ... أنا سـأرحلُ الآن... لا تفتحي البابَ
لأي شخصٍ يطرقهُ أبداً

' فتحَ هاتفهُ مجدداً لـ يقتربَ منها فورا'

هذهِ هي صورةُ الطبيب.. إن لم يكن الطارقُ هو
لا تفتحي البابَ أبداً.. أرجوكِ جَــنتي كوني حذرة"

أومئت لهُ تاليا لـ تراهُ قد إقتربُ منها أكثر
ودنى مُقبلاً رأسَ طفلتها..

" سـأعود حالما أنهي أمر ذلكَ الوغد.. "

كانَت هذهِ هي آخرَ جملةٍ نطقها مُنصرفاً بعدها
بسرعةٍ..

فـ تنهدت تاليا بتعبٍ من هذا الحال لـ تقتربَ
من أخيها الذي كانَ قد طلبَ بعضَ الماء كونه
يشعرُ بالجفاف..

ليلي لم ترضى تركها رغمَ توسلِ إمها التي
إستسلمت مجدداً ما إن عاودت طفلتها
البكاءَ وزادت من تشبثها فيها...

.......................

الساعةُ الثامنةُ ليلاً..

لم يعد جونغكوك للشقةِ حتى الآن..

ليلي كانت جالسةً على السريرِ قربَ خالها
الذي إرتدى ثياباً غيرَ تلكَ المملوءة بالدماء
وكانت ثياباً من خزانةِ جونغكوك بالطبع
فـ من أين قد يحضروا ثياباً أخرى ..

الطبيبُ رحلَ قبلَ مدةٍ طويلةٍ بالفعل بعدَ
أن علقَ لهُ الدماءِ في يدٍ والمحلولَ في اليدِ الأخرى..

إصابتهُ ورغمَ أن الرصاصةَ لم تكن محشورةً في ذراعهِ إلا أنها كانت عميقةً وقد سببت لهُ جرحاً
كبيراً كانَ السببَ بذلكَ النزيفِ الكثير..

إحتاجَ إلى خياطتهِ وبالفعلِ إنتهى بهِ الأمرُ
بـ ثلاثِ غرزٍ لازالت رَطِبةً وتؤلمُ تحتَ ذلكَ الضمادِ
الأبيض..

هو كانَ نائماً الآن بفعلِ المنومِ الذي أضافهُ الطبيبُ
للمحلول.. وليلي التي هدئت أخيراً كانت تجلسُ على السريرِ أيضاً وتعبثُ بهاتفهِ الذي فتحتهُ بسهولةٍ
كونها تعرف رمزه..

هي ملت من إنتظارهِ كي يفتح عيناه ولأنها لاتريد
مفارقته هي بدأت بالعبث قربه..

في المقابل تاليا كانت تجلسُ على أحدى الآرائكِ التي في الصالةِ وتنظرُ للفراغِ بشرودٍ تفكرُ في الفوضى
والرعبِ الذي عاشوه اليوم.. وكيف أنها كانت سـ تفقد أخيها وطفلتها بـأي ثانية..

هي تنهدت بتعبٍ لـ تضعَ رأسها بين يديها
وتغمضَ عينيها بـ إرهاق..

فقط لِمَ ظَهرَ جونغكوك في حياتها مجدداً..؟

ألمَ يكتفي بالماضي المُشرقِ والرائع بينهما؟!!

هل هو يريدُ وضعَ بصمتهِ الرائعةِ والمميزةِ في حاضرها الآن؟!!

فقط ليتركهم وشأنهم..

فقط لـ يختفي من حياتهم واللعنة..!

......................

قُــصرُ عائلةِ جيون..

حيثُ تلكَ النسوةُ اللاتي كُــنَّ يستمعنَّ للأخبارِ
بقلوبٍ قلقة..

فـ حادثةُ المطارِ اليومِ كانت تتصدرُ الأخبار
وجميعُ القنواتِ تتحدثُ عنها... إلا أن حديثهم كانَ
ناقصاً..!

هم لم يملكوا إلا الظاهر والمعروف... لا أحدَ من تلكَ القنواتِ قد قالَ شيئاً واضحاً ودقيقاً بالمرة...

بل كانوا ينهونَ كلامهم قائلينَ أن القضيةِ سرية
وهي تخصُ الإستخبارات والفيدراليةِ حصراً
لذلكَ فـ إن المعلومات قد تمَ التحفظُ عليها..

لكنهم في ذاتِ الوقت كانوا قد عرضوا الكثير
من صور اليوم... تلكَ التي كانت من داخلِ المطارِ
حيث توجدُ العديدُ من الجثث التي تمَ وضعُ تشويشٍ
عليها أو صور الفوضى والإسعاف الذي خارجه...

وجميعُ هذهِ الصورِ قد جعلت كارمن تشعرُ بالإضطرابِ والألم.... هي لم تتحمل رؤيةِ تلكَ الدماءِ
والجثث وفكرةُ أن زوجها وأخاها كانا هناكَ قد جعلَ
صحتها تسوءُ...

أمها وعمتها كُــنَّ قد تلاحقنَّ إبنتهن بسرعة
ووالدها كانَ قد إتصلَ بالطبيبةِ الخاصةِ بها فوراً..

إنها إبنتهم الوحيدة وهي حامل... خوفهم عليها
مبالغٌ لدرجة..

وبالفعلِ كانت الطبيبةُ قد أتت بعد أن تمَ تفتيشها
مئةَ مرةٍ من قبلِ تلكَ الجموعِ الغفيرةِ التي تحرسُ
قصرهم بـ أمرٍ من جونغكوك...

وعلى ذكرهِ... هم ربما إتصلوا بهِ فوقَ المئةِ مرة
لكنهُ لم يكن يجيب... هم قلقون عليهِ جداً
خصوصاً بعدَ أن سَمِعوا أن هجومَ اليومِ
كانَ يستهدفهُ هو بالذات..

بعد أن يأسوا من فكرةٍ أن يجيبهم سارعَ
السيدُ جيون وإتصلَ بصهرهِ والذي لم يجب
بسرعةٍ هو الآخر...

لكنهُ بعد العديدِ من المحاولاتِ أجابهم
جاعلاً زوجتهِ ذات الأعينِ الدامعةِ تبتسم براحة..

" آيدن بُني أين أنت؟!... هل كل شيءٍ بخير؟!
جونغكوك لم يُصَب أليس كذلك ؟!! نحنُ نتصلُ بهِ منذ مدةٍ طويلة لكنه لايجيب !.. "

تساءلَ السيدُ جيون فوراً وكانَ قد فتحَ مكبرَ
الصوتِ بعد ذلك فـ زوجتهُ وأختهُ كانتا سـتقتلانهِ
إن لم يفعل...

" نحن بخيرٍ عمي ... لاتقلق لم نُصب لكنَ جونغكوك الآن مشغولٌ جداً وأنا أشكُ أنه قد رأى إتصالاتكم
فـهو يعقدُ إجتماعاً معَ بعضِ القادةِ فضلاً عن وزيرِ
الداخلية ووزيرِ الدفاع اللذينِ وصلا قبلَ قليلٍ للمقر..
كارمن بخيرٍ أليسَ كذلك؟!... دعني أحادثها قليلاً
عمي فـ لربما أبيتُ في المقرِ اليوم... "

أنهى حديثهُ تزامناً معَ كارمن التي رفعت
يدها بسرعةٍ تريدُ لوالدها أن يعطيها الهاتف
فوراً... هي لن تحتملَ خوفها عليهِ أكثر... تريدُ
أن تطمئن عليهِ...

وفعلاً والدها ذو الملامحِ القِلقةِ على حالِ إبنه
هو تقدمَ ناحيةَ السريرِ مُعطياً الهاتفَ لإبنتهِ بعدَ
أن أوقفَ مكبرَ الصوتِ إحتراماً لـخصوصيةِ الزوجين..

نظرَ لـ زوجتهِ وأخته فـ رآهما بذاتِ حاله...

حسناً إبنهم بخطرٍ... وهذا الأمرُ مُقلِقٌ بحق..

فـ رغمِ إبتعادِ جونغكوك وإستقلالهِ في آخر
سنين إلا أنهم لازالوا يروه صغيراً..

" لكن لماذا تم الهجوم عليكم في المطارِ حبيبي؟!
ماذا كنتم تفعلون هناك؟.."

سؤالُ إبنتهم لـزوجها قد جعلَ جميعَ العائلةِ
تنظرُ لها بل حتى يونغي الذي كان يريدُ مغادرةَ
الغرفةِ هو توقفَ مكانهُ ما إن سَمِعَ سؤال شقيقته..

ملامحُ وجهِ كارمن قد بانَ عليها الإستغراب
والإستنكارُ جاعلةً أفرادَ عائلتها يعقدون حواجبهم
أيضاً...

لكنهم معَ ذلكَ إنتظروا حتى تكمل الإتصال...

وبالفعل دقيقةٌ ربما وودعت كارمن زوجها بعد أن أوصتهُ أن يتناول طعامه ولايعرضَ نفسه للخطر..

" كارمنَ لماذا كانَ أخوكِ في المطار؟!"

أمها سألت بعجالةٍ لـ تنظرَ كارمن ناحيتها
وأجابتهم بذاتِ الإجابةِ التي أخبرها بها زوجها..

" لا أعلمُ أمي... لكن آيدن قالَ أنَ أعدائهم كانوا يُحاصِرون تايهيونغ وإمرأةٍ وطفلة.. أخبرني أنهُ لم يستطع تمييزَ هويةِ تلكَ المرأة لكنهُ يعتقدُ أنها زوجتهُ وتلكَ الطفلةُ هي إبنتهما... كما أن أخي قد هَــربهم من المطارِ وإختفى بهم فجأة.."

إستغربت العائلةُ بـ أكملها مانطقت بهِ كارمن..
هذا الإسم كانَ آخر ما توقعوا سماعه.

" تايهيونغ هو شقيقُ تاليا أليسَ كذلك؟! "

نطقت عمتها لـ تومئ لها كارمن ويعقد يونغي
حاجبيهِ بـ عدمِ فَـهِم... هو لايتذكرُ أنهُ رأى هذا التايهيونغ مرة... كان صغيراً عندما تزوجَ شقيقه
تلكَ الفتاةَ التي يتذكرُ أنها كانت لطيفة لكنهُ
لايتذكرُ أي شيءٍ آخر غيرَ ذلك...

" ماذا... لكن ما الذي يفعلهُ تايهيونغ هنا؟!
ألــم يغادر ويترك كوريا بعد أن فضحتنا
شقيقتهُ بـ إنتحارها..!"

والدتهم نطقت لـ ترفعَ كارمن كتفيها بمعنى
لا أعلم... ويتنهدَ السيدُ جيون بحيرةٍ أيضاً..

و بعدَ حديثهم هذا تركَ يونغي الغرفة غيرَ
راغبٍ بسماعٍ أيِ شيءٍ عن زوجةِ شقيقهِ الراحلة..

هو لايعلمُ ماذا فعلت عندما كانت تعيشُ معهم
لـ يكرهها كبارُ العائلةِ بهذا الشكل إلا أنهُ متأكدٌ
أنها لم تكن بهذا السوء فـ شقيقتهُ تخبرهُ دائماً
أنها كانت مظلومة ..

هي ماتت مُنتَحِرة... أي أنها كانت تُعاني..

لكنَ مِــمَ...؟!

من ماذا هي كانت تعاني؟!

شقيقهُ يُحبها جداً ويكادُ لايفارقُ قبرها
أو صورتها العملاقةِ في غرفتهِ الخاصة
فـ لِمَ إنتحرت وتركت زوجها بهذا الحال المُحزِن ؟!..

.....................

مُنتصفَ الليل...

كانَ تايهيونغ يأنُ بسببِ حرارتهِ التي إرتفعت فجأةً
مُتسبباً بـ هلعِ شقيقهِ التي ركضت ناحيةَ المطبخ
لـ تُحضرَ إناءاً ملئتهُ بالمياه ومكعباتِ الثلج التي وجدتها في المُبردِ الخاصِ بالثلاجة...

هي عادت لهُ بسرعةِ وأخرجت قطعةَ قماشٍ وجدتها مناسبةً من خزانةِ جونغكوك بادئةً بعدها بـ تكميدِ
شقيقها...

الطبيبُ أخبرها بالفعلِ أنَ حرارتهُ قد ترتفعُ في الليلِ
اليومَ بالذاتِ لأن جسدهُ يقاومُ الإصابة لذلك كانَ قد
تركَ بعضَ خافضات الحرارةِ للحاجة وأخبرها أن تحقنها في المحلول إن إضطرت لإستخدامها ...

هي سارعت ناحيةَ ذلكَ الكيسِ فـ وجدت بهِ بعض
الحقنِ بالفعل..

حضرت واحدةً منهم بسهولةٍ كونها معتادةٌ على إستعمالِ المحاقن عند تخديرِ مرضاها... لـ تحقنها في المغذي كما قالَ لها الطبيب..

بعد ذلك هي عادت لهُ ناويةً أن تحاولُ إخفاضَ حرارتهُ بالطريقةِ التقليديةٍ جنباً لجنبٍ مع الأدوية..

عصرت قطعةَ القماشِ المُثَلجةِ مجدداً لـتضعها
على جبينه...

عيناها وقعتا على جسدِ طفلتها التي تَغطُ بنومٍ عميقٍ قربَ خالها لـ تبتسمَ بتعبٍ فـمنظرها الهادئ والمُرتاحُ
الآن يجعلُ بالها مُطمئناً قليلاً...

....................

الساعةُ الرابعةُ فَجراً..

فُتِحَ بابُ تلكَ الشقةِ أخيراً لـ يدخلُ ذو الجسدِ
المُنهَكِ بهدوء دونَ إصدارِ أي ضوضاء..

كانت الشقةُ مفتوحة الأضواءِ لـ يستغرب ذلك
ألمَ يناموا للآن أم أنهم نسوا إطفاءها..؟

سارَ للمطبخِ أولاً لـ يضعَ تلكَ الأكياسَ الكثيرةَ على الطاولةِ ثم هو ذهبَ للغرفةِ ناوياً الإطمئنانِ عليهم..

الطبيب بالفعل أخبرهُ بحالِ تايهيونغ وماذا
إحتاجَهُ من علاج لـ يشكرهُ جونغكوك على ما فعل
ويأمرَ رئيسَ خدمه أن يعطيهِ حقَ تعبهِ معهم
مع التشديد عليهِ مجدداً أن يكون مكانُ هذهِ الشقةِ سرياً فـ لاطاقةُ له بإيجاد مكانٍ آمنٍ آخر...

فَتحَ بابَ الغرفةِ ببطئٍ لـ يراها مُضاءةً هي الأخرى
وجــنتهُ كانت تنامُ ببعثرةٍ وهي جالسةٌ على الأرض..

وقد فَـهِم فوراً أنها نامت دون تخطيطٍ بينما كانت
تبدلُ الكمادات لأخيها...

إقتربَ منهم أكثر لـ يرى تايهيونغ الذي كانَ نائماً بعمقٍ
وليلي التي كانت هي الأخرى نائمةً على السرير وتلتصقُ بخالها..

مدَ يدهُ لـ يضعها على جبينِ النائم ووجدَ حرارتهُ طبيعية لذلك هو أبعدَ تلكَ الكمادةَ عن جبينهِ
وحملَ ذلكَ الإناءَ خارجاً بهِ من الغرفة..

عادَ للغرفةِ مجدداً بعد أن وضعهُ في المطبخِ
لـ يسرعَ ويخطو لـلجهةِ التي تنامُ بها إبنته
هو أبعدَ الغطاء قليلاً وعدلَ تلكَ الوسادة...

عادَ و إقتربَ من روحـــهِ التي كانت تنامُ مكشوفةً دون أي غطاءٍ يقيها البرد لـ تضطربَ دقاتهُ وتَدمع عيونهُ مُنذرةً ببكاءهِ عندما وقفَ حاملاً إياها ورأسها
أصبحَ مسترخٍ على صدره...

نظرَ لـوجهها المرتاحِ بفعلِ النوم لـ يتأملهُ
بضبابيةٍ فـ تلكَ الدموعُ التي تجمعت منعتهُ
من الرؤيةِ بشكلٍ واضح..

" أنـ ـا آسفٌ يا روحي... جونغكوك الغبي
والأناني آسف.. أنا آسفٌ جَــنتي..!"

همسَ نادماً ورغمَ إدراكهِ أنها لن تَسمعهُ لكنهُ معَ ذلكَ
نطق فـ هذا أول ما يتبادرُ لـ ذهنهِ إن إلتقت عيناهُ
بـ عيناها أَو إن رأى هيئتها..

نظراتها... ملامحها... هو عندما ينظر لها يتذكرُ
صراخها عندما إغتصبها آخذاً حقوقهُ الزوجيةَ
بالإجبار..

يتذكرُ بكاءها وهو تتوسله لأجل حقوقها..

بل هو يتذكر تلكَ النظرة التي يتمنى لو أنهُ ماتَ
قبلَ أن تنظرَ لهُ بها... نظرةُ الخذلان..

الخذلانِ منهُ عندما صفعها أمامَ عائلتهِ..

الخذلانِ منه عندما أخلفَ وعدهُ لها..

الخذلانِ منه عندما جامعها دون رغبتها لأولِ مرةٍ..

هو لا يريدُ أن يتذكر... هذا يقتله... هذهِ الذكريات
باتت سكاكيناً في صدرهِ وهو الظالمُ هنا لا المظلوم
فـما بالكَ بحالِ زوجتهِ التي عاشت هذهِ الظلمَ
وتجرعتهُ كاملاً..

بـ خطىً ثقيلةٍ سارَ ناحيةَ السريرِ لـ يُـنزِلَ جَـــنتهُ
وروحهُ بـ هدوءٍ ورقةٍ خائفاً إيلامها أو إفزاعها..

إنحنى لها أكثر لـ يُعدلَ وضعَ رأسها على الوسادةِ
لكن دموعهُ التي إنزلقت ووقعت على وجنتها جعلته
يشردُ وينظرُ لهذا المنظرِ بـ ألمٍ..

ألمٍ على حالهم التي أوصلهم هو لها..

ألمٍ على حالِ طفلتهم التي لايعلمُ كيفَ عاشت
تلكَ السنين وهل هي بخيرٍ حقاً..

" عندما بلغتُ العشرين أبي دعاني إلى مكتبهِ
وأخبرني أن أحذر من جنسِ الإناث فـ هم ذويِ
كيدٍ وحيلٍ... هو أخبرني أن النساءَ سـ تستخدمُ
مفاتنها وعُــريها لـ توقِعَ بي طامعةً في أموالي ومكانتي... وأني في اللحظة التي أقع بها
يجبُ علي أن أنظرَ لهنَّ كما نظرنَ لي.. أفرغُ
بِهنَ شهوتي وأعطيهنَ الأموال التي أردنها مني..
لكني لم أفعل ذلك... أنا لم ألمسهن... بل إستحقرتُهن
وإستحقرتُ أولئكَ الرجالِ عديمي الشخصيةِ اللذين
كانوا يتوددون لهن...
عندما صارحت أبي بما جالَ في بالي هو أيدني
فوراً قائلاً أن الرجلَ الذي يَرضى الإستماعِ لـ كلمةِ
الأناث ليسَ برجلٍ البتة... بل هو مِزهريةٌ ومخنثٌ
عارٌ عليهِ أن يُسمي نفسهُ رجلاً..
حسناً يا ليتني كنتُ ذاكَ المزهريةَ والمخنث..
يا ليتني كنتُ ذاكَ الذي لاينتمي لـ الرجال..
يا ليتني لم أستمع وأتأثر بهذا الهراء.. فماذا
جنيت؟!..
ماذا جنيتُ غيرَ قتلي وقتلكِ على قيدِ الحياة..! "

تمتمَ بخفوتٍ ودموعهُ تجري نادماً بحق ..
ها هي عائلتهُ أمامه... ها هي جنتهُ لاتبعدُ
إلا سنتيمتراتٍ عنهُ..لكنهُ هو البعيد..!

هو بعيدٌ عن أمانهِ وروحهِ... بعيدٌ جدا..
يقفُ في تلكَ البقعةِ المُوحشةِ وحده..
حيثُ لايحيطُ بهِ سوى العتمةِ وشعورِ البرد..

هو كانَ وحيداً طيلةَ سنين حياته..
وحيداً رغمَ إهتمامِ عائلتهِ الذي كانَ مشروطاً
وهذا الأمر صراحةً جعلهُ يشعرُ بـ فَجوةٍ بينهُ وبينهم
فـ هم لم يُحبوهُ كما هو... هم أحبوا تلكَ النسخةَ
التي في رؤوسهم والتي كانَ يعملُ جاهداً ليكون مثلها ويرضيهم حالهُ كـ حالِ أي طفلٍ يريدُ تلقي الحب...

لذلك هو عندما وعى قليلاً وأدرك أنهُ يلهثُ وراء
كمالياتٍ لاتمثلهُ كانَ الأوان قد فات فـهو أصبحَ
ذلكَ الشخصُ الذي ربوهُ تربيةً مثاليةً كما يقولون دائماً...

شَعرَ بالوحدةِ منذ ذلكَ الوقت.. شعرَ أن لا أحدَ أحبهُ كما هو.. لقد تسللَ ذلكَ الشعورُ الباردُ لـقلبهِ.. ذلكَ المحيطُ الأسودُ البارد.. لذلكَ بدءَ ينغلقُ على ذاتهِ منذُ يومها وأصبحَ بارداً وذو مزاجٍ حادٍ متسلط...

شخصيتهُ كانت سيئة... أفكارهُ كانت خاطئة..
مشاعرُ الوحدةِ والسلبيةِ كانت تسيطرُ عليهِ
عندما إلتقى بزوجتهِ للمرةِ الأولى..

وعندما إلتقت عيناه بـ عيناها وجدَ بها خلاصه..
لقد أحبها... لقد رسمَ لهما مستقبلاً مشرقاً...
هو كانَ يريدُ أن يكونَ لها زوجاً وسنداً
وتكونَ لهُ الشخص الذي لن يدعهُ يدخل
في تلكَ القوقعةِ الباردةِ وحده...

لقد كانت أنيسَ وحدتهِ ومصدرَ البهجةِ في حياته
فـ كيفَ إستطاعَ فعلَ ذلكَ بها..؟!
كيفَ سمحَ لذاتهِ أن يُطفئها هكذا؟!..

أيُ جرمٍ وجريرةٍ هذهِ التي فعلها بـ روحــه؟!..

" أنـ ـا لاحـ ـياةَ لي بدونكِ أقسمُ لكِ.."

نطقَ بـ ألمٍ وقهرٍ مُقبلاً جَـبهتها قبلةً إختلطت
بدموعِ ندمهِ وحزنه... لـ ينهضَ بعدها حاملاً نفسهُ
بثقلٍ وبوجهٍ مُبتلٍ لم يكلفُ نفسهُ عناءَ مسحهِ حتى
هو سحبَ له غطاءاً من الخزانةٍ خارجاً من الغرفةِ
بعد أن أطفئ ضوئها...

سارَ نحو الصالةِ لـ يُطفئ ضوئها أيضاً ثم خطى
وإرهاقُ العالمين أجمع كانَ فوقَ كتفيهِ مُلقياً
نفسهُ على تلكَ الأريكة لـ يستلقي عليها مقرراً
النومَ أخيراً بعد حرمانٍ دامَ لـ ثمانٍ وأربعين ساعة..

....................

السابعةُ و النصف صباحاً ..

إستيقظت تاليا أولاً لـ تشعرَ بـثقلٍ على صدرها
فـ رفعت رأسها فوراً ورأت إبنتها تحضنها وتنام هناك ..

لكن لحظة هي لاتتذكرُ هل نامت على السرير
بنفسها أم لا..؟!

فـ آخرُ ما تتذكرهُ هي حرارةُ شقيقها التي إرتفعت
وهي كانت تقوم بعملِ كماداتٍ له..

مهلاً..!

حرارةُ شقيقها...!

هي يجبُ أن تطمأن عليهِ..!

أمسكت بجسدِ طفلتها لـتُبعدها عنها برويةٍ وهدوءٍ
لا تريدها أن تستيقظ فَزِعة...

تَنهدت براحةٍ عندما لم تستيقظ لـ تنهضَ من السريرِ
بسرعةٍ وتتجه ناحية شقيقها لكنها عقدت حاجبيها
بـ إستغراب...

حسناً هي متأكدةٌ أنها لم تُرجع الإناءَ والكمادات التي إستعملتها بالأمس...

هناكَ شيءٌ خاطئ..!

هل جاءَ جونغكوك ليلاً أم ماذا..

مدت يدها لـ تضعها على جبينِ شقيقها
فـ إبتسمت بوسعٍ عندما كانت حرارتهُ طبيعية..

هي دنت منه لـ تقبلَ جبينهُ بـ إرتياحٍ.. كما وقبلت جبينَ طفلتها قبلَ أن تخرجَ من الغرفةِ بهدوءٍ كي لايستيقظا..

سارت عبر الصالةِ ناويةً التوجه للمطبخ
لكنَ أقدامها توقفت مكانها ما إن رأت هيئة زوجها
النائم على تلكَ الأريكة ..

هو كانَ نائماً بعمقٍ ولم يتأثر بـ أشعةِ الشمسِ التي كانت على وجههِ وهذا جعلها تتأكدُ أنهُ مُتعبٌ جداً..

تنهدت بعمقٍ لـ تزفرَ أنفاسها ببعضِ الضيق..
ثم هي ببساطةٍ قد هربت..!

لم تقدر... لم تستطع أن تنظرُ لهُ أكثر..
هي لاتريدُ التفكير بـ أي شيء.. لاتريدُ حتى
أن تتذكر ماحدث بينهما ..

دخلت للمطبخِ بسرعةٍ لـ تُغمضَ عينيها هناك
وتتنفس بهدوءٍ وبصوتٍ مسموع ..

ثم هي ببساطةٍ قد إبتسمت بتزييف لـ تفتحهما
وتتجه لـغلايةِ المياه مقررةً إعدادَ النسكافيه لها..

" ماذا سـأعدُ لـ طفلتي..؟"

تمتمت ببهجةٍ مزيفةٍ لـ تفتح بابَ الثلاجة
والتي لم تحوي الكثير من المحتويات صراحةً..

غيرَ أن المكون الذي تريدهُ كانَ موجوداً وهذا
جعلها تتنهدُ بـ إرتياح..

" بيضٌ مسلوقٌ وحليب.. هذا مغذٍ للأطفالِ
أليسَ كذلك؟.."

نبست مجدداً أثناء بحثها عن إناءٍ مناسبٍ على غيرِ عادتها... فـ هي لاتتكلمُ وحدها إن كانت تطهو..

وجدت الإناءَ المناسب لـ تبتسمَ بوسعٍ مبالغٍ بهِ
ثم كانت تنوي التوجه لـ حنفيةِ المياه كي تملئه
لكن تلكَ الأكياس التي على الطاولةِ جعلت
إبتسامتها تختفي فوراً..

هي لم تلحظ وجودها رغمَ وضوحها..

إقتربت من الطاولةِ لـ تضعَ ذلك الإناءَ جانباً ثم هي بدأت بـ فتحِ تلكَ الأكياس..

" طعام.."

همست بخفوتٍ مُدرِكةً أنَ النائم وسطَ الصالةِ هو مَن أحضرَ هذا الطعامَ الجاهز من أحدِ المطاعم..
والذي كانَ دافئاً بعضَ الشيء مما يعني أنهُ وضِعَ هنا من فترةِ قريبة..

هي توقفت عن فتحِ الأكياس لـ تزمَ شفتيها
وتحملَ ذلكَ الإناء مُبتعدةً عن الطاولة ..

هناكَ شعورٌ غريبٌ تسلل إلى دواخلها..

شعورٌ غيرُ مريحٍ البتة..

جونغكوك ينامُ بهدوءٍ على بعدِ أمتارٍ عنها
وقد أحضرَ لهم الطعامَ والذي سـ تجهزهُ هي
أليسَ كذلك..

هو نائم... وهي في المطبخ..

هذا مؤلوف..!

إنهُ يذكرها بالماضي واللعنة... وجودهُ هنا يذكرها
بكلِ شيءٍ عاشته معه..

" سـ أسافرُ اليوم... سـ أرحلُ من هنا اليوم
لا تتذكري أي شيءٍ واللعنة.."

تمتمت بـ إنهيارٍ لـتضعَ كلتا يديها على وجهها
وتبدءَ بفركهِ..

صوتُ غلايةِ المياه التي باتت تصدرُ صفيراً
أخرجتها من دوامة الذكريات لـ تنظر ناحيتها
ببعضِ الذبول وتتجه لإطفاءها فوراً..

ثمَ هي باشرت بـ تحضيرِ فطورِ طفلتها فوراً
مُتجنبةً التفكير بـ أي شيء..

هي سـ ترحلُ بالفعل... فـ لابأسَ بـ تحملِ النظرِ لهُ
لـ عدةِ ساعاتٍ فقط ..

.....................

الساعةُ التاسعةُ صباحاً..

و حولَ تلكَ الطاولةِ التي ضمت تاليا وتايهيونغ الذي أصرَ على الخروجِ من الغرفةِ كونهُ يشعرُ أنهُ قد تحسنَ وأن إصابته ليست خطرةً لـ يصبحَ طريح
الفراشِ بسببها..

كانَ جونغكوك هو الآخر يجلسُ هناكَ أيضاً فـ هو إستيقط عندما شعرَ بكثرةِ الحركةِ حوله والتي كانت
بسبب إصرار تاليا على شقيقها ليعود للسرير لكنَ الآخيرَ رفض...

هم كانوا يتناولونَ طعامَ الفطور بـ هدوءٍ دونَ
أي حديثٍ..

فـ بعدَ سؤالِ جونغكوك عن ليلي وإجابة تايهيونغ له
بـ أنها لازالت نائمة لم يُفتح أي موضوعٍ بينهم..

وحسناً... تايهيونغ كانَ غريباً بعض الشيء..

هو نوعاً ما كانَ لطيفاً وأقلَ حِدةً معَ زوجِ أختهِ
على غيرِ العادة..!

لـ ربما لأنهُ كانَ يقظاً فجرَ هذا اليوم..
لا أحد يعلم..

مضت دقائقُ إخرى لـ ينتهي ثلاثتهم من تناولِ
الطعام.. أو حسناً لـ نقل إنتهى الشابانِ من تناولِ
الطعام فـ تاليا كانت شهيتها مسدودةً ولم تأكل
إلا القليلَ حرفياً ..

ورغمَ رغبةِ جونغكوك في أن يُنبهها على هذا الأمر
ويطلبَ منها تناولَ طعامها جيداً خوفاً وحرصاً عليها
إلا أنهُ لم يتجرء وينطق بهذا... لـ ربما سـ يتسببُ
بـإنزعاجها دونَ قصدٍ وهذا آخرُ ما يريد..

رأى زوجتهُ ونسيبهُ ينظرانِ لهُ فـأدركَ فوراً
غايتهما..

لذلكَ هو تحمحمَ ناطقاً بعد ذلكَ بما جعلَ مجرى
الحديثِ بينهم جِدياً..

" أولاً أنا أعتذرُ للموقفِ الخطرِ الذي تعرضتم لهُ
البارحة وخصوصاً أنتَ تايهيونغ أنا آسفٌ لأنكَ
أصبتَ بسببهم.."

نطق بـ هدوءٍ وجديةٍ لـ يهمهمَ تايهيونغ الذي ردَ عليهِ فوراً..

" لا بأس حصل ما حصل.. والأهم أنَ الجميعَ على قيدِ الحياة.. ولـ ندخلَ في صلبِ الموضوع أكثر
نحن كنا في طريقنا للسفرِ كما عَلِمتَ بالأمس
لذلك سـ نمضي قدماً في هذا ونريدُ منكَ أن توفرَ
لنا الأمانَ كي نستطيع الخروجَ من هنا سالمين.."

تحدثَ تايهيونغ بجديةٍ ناطقاً بما تناقشا بهِ هو وشقيقتهُ صباحاً..

لكنَ حديثهُ كانَ جارحاً..

حديثهُ هذا قد كَــسرَ خاطرَ الماثلِ أمامه.. والذي كانَ
قد نظرَ لزوجتهِ فوراً فـ رآها قد أشاحت نظرها
ما إن إلتقت أعينهم...

أغمضَ عينيهِ بـ ألمٍ وقهرٍ ..

" بخصوصٍ هذا أنا آسفٌ مجدداً لكنكم لن تستطيعوا
السفر الآن ...!"

" ماذا؟!... مالذي تقصدهُ؟!... نحنُ سـ نُسافر
إن رضيتَ بذلكَ أو لم ترضى فـ الموضوع لن
يَصبحَ كورقةِ الطلاقِ أبداً ..!"

تحدثت تاليا بـ إنفعالٍ فوراً وعيناها قد إحتدتا
والكره فيهما كانَ واضحاً ..

هي تعرفُ هذهِ البدايات... تعرفها جيداً...!

" سـ تُقتَلون..! سـ يستهدفونكم ويقتلونكم دونَ
أي ذرةِ رحمة وإن كنتم في بريطانيا.. هو يريدكِ
ويريدُ إبنتنا أمواتاً... يريدُ أن يَحرقَ قلبي عليكما..!"

بـ صدقٍ تحدثَ وعيونهُ قد لَمعت خائفاً من تحققِ
هذا الأمر... هو لن يُسامِحَ ذاتهُ أبداً بل وسـ يقتل
نفسهُ في ذاتِ اللحظةِ..

كانَ ينظرُ لها بترجٍ يُـريدها أن تصدقه.. الأمر في غايةِ الخطورة وهو لايحتمل الخطأ مطلقاً..

تنهدت تاليا بقوةٍ..

" ما الحلُ إذاً ؟!.. كيفَ سـ نتخلصُ من هذهِ الورطةِ
التي أوقعتنا بها..!"

هي غاضبةٌ وكاملُ الحقِ معها ..

" يــَجبُ أن تأتوا لقصري .. ريثما أسيطرُ على
الوضعِ وأنتهي من أمرِ ذلكَ اللعين يجبُ أن تكوني
تحتَ حمايتي جَـــنتي ..!"

------------------------------------------------♥️

✨ 6000 آلالاف كلمة ✨
لـِـمن يريدُ أن يشكرني على طول البارت
الغير معتاد علق بـ قلوبٍ خضراء على هذهِ
الفقرة فـ هي تعني لي الكثير 💚

ســـؤال..
ما هــو الشيء الذي يَــشدكم لإكمال الروايةِ؟!

ســـؤال آخر يُهمني ..
منذ بداية قرائتكم للرواية وحتى هذا البارت مانوع
المشاعرِ التي كانت تسيطرُ عليكم ؟!

دمتم بخيرٍ وألفٍ منهُ أعزائي ..
كانت معكم مُحَدِثَتكم ... ڪآمـيني ...♥️✨

Continue Reading

You'll Also Like

362K 30.6K 13
في عالمٍ يملأهُ الزيف غيمةً صحراويةً حُبلى تلدُ رويدًا رويدًا و على قلقٍ تحتَ قمرٍ دمويْ ، ذئبا بشريًا ضخم قيلَ أنهُ سَيُحيى ملعونًا يفترسُ كلُ منْ ح...
140K 9.5K 61
شَخصان بجسد واحد جُزءَ الخير و جُزءَ الشَر في صِراع للعودة الى قَصرَ العائلة أو دَمارَ المَملكة...! -لا بَلد او مَدينة او حتى جِناح يُبعدهُم بَل حاجز...
13.9K 2.2K 51
"هَلْ هَذِهِ صَدَاْقَةٌ بِحَقٍ؟" قَاْلَتْ بَيْنَمَاْ تُحَدِقُ بِعَيْنَيْهِ الْتَىِ تَرّْمُقْهَاْ بِدِفْيٍء أَذَاْبَ قَلْبَهَاْ " لَاْ أَهّْتَمْ بِأَن...
6.3K 853 17
أُناشِدُ يا مَحْبوبَتْي شَفَتَيّكِ الحُلّوَةَ الّتي أذابَتْني غَراماً أُناشِدُ يا مَعْشوقَتْي أنامِلَكِ الّتي أرّضَخَتْني هَياماً أنْ تَشْهَدَ و بُنْ...