لكنك وعدتني

By Kamy_army

7.6M 374K 398K

" سَــتَتركينَ الـدِراسة مِــن الــغدِ.. لَــقد سَـحبتُ مـلفاتكِ مِــن الـجامعةِ بـالفعل ..! " " مـالذي تَـ... More

ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..1
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..2
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..3
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..4
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..5
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..6
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..7
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..8
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..9
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..10
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..11
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..12
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..13
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..14
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..15
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..16
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..17
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..18
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..19
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..20
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..21
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..22
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..23
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..24
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..25
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..26
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..27
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..28
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..29
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..30
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..31
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..32
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..33
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..34
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..35
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..36
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..37
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..38
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..40
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..41
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..42
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني.. 43
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..44
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني.. 45
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..46
كُــــنتَ مَـــــلجَئاً ذات يــــوم
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..47
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..48
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..49
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..50
كُــنتِ فرصــةً لـكني مَــن فَــرطت
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..51
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..52
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..53
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..54
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..55
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..56
إســتفتاءٌ يَـهُمني جوابه..
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..57
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..58
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..59
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..60
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..61
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..62
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..63
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..64
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..65
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..66
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..67
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..68
إعلان...

ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..39

100K 4.9K 7.1K
By Kamy_army


" لكن لماذا لاتتقبلُ ماحدث ؟! "

" أتقبلهُ بعد ماذا ؟.."

--------------------------------- Part 39

تقولُ لقد مضى... تُفكرُ مجدداً فـ تقولُ لقد زال..

تبتسمُ بـ أملٍ وحبٍ للحياة..

لقد زالَ البأسُ عني..!

تتنفسُ بعمقٍ فـ تنظرُ للسماء الصافية شارداً فيها
بغرابة..

تلكَ الغيومُ البيضاء تتحرك لكن مقلتاكَ لاتتبعانها بالحركة..

خصلاتُ شعركَ تتطايرُ معَ الرياحِ مُدغدغةً عنقك
لكنكَ مجدداً لاتشعرُ بها..

عيناكَ ساكنةٌ فقط..

ساكنةٌ لاتُظهِرُ أي مَعَلِمٍ من معالمِ الحياة..

ودون أن تدري أو تدركَ حَتى تـتفاجئ بـ ذاكَ
البللِ على وجهك..

ما مضى.. ذلكَ البأسُ مامضى..

فـ كفاكَ خداعاً لـ خلايا عقلك المنهكة..

تلكَ الليالي التي نامت بها تاليا باكيةً ما مضت ..

تلكَ الساعاتُ الطوالِ التي قضتها في الحمامِ
تُناضرُ صغيرها الذي طردتهُ من رحمها وحرمتهُ
الحياة ما مضت ولن تمضي...

رفاةُ أمها... شقيقها المُنهار...

الإفتراءُ عليها وإهانتها أمامَ الجميع..

كرهُها لـ طفلةٍ لاذنبَ لها وجعلها تعيشُ طفولةً تعيسة

حباً بالربِ ماذا تنسى وماذا تتذكر..؟!

.........................

ليلي الصغيرةُ كانت تسيرُ على أرضيةِ تلكَ
المشفى ممسكةً بيدِ خالها..

هم للتو قد خرجوا من المصعدِ بعد أن تركوا
جون ورحلوا...

والدتها كانت تسيرُ على جهةِ خالها اليسرى
بـ سكونٍ وهدوء..

لا أحدَ يصدرُ صوتاً... خالها يلتزمُ الصمتُ وأمها
تفعلُ ذلكَ أيضاً..

ولوهلةٍ قد فكرت الطفلةُ بـ أنها السبب..

هي مَن جعلت أمها تلتقي بـ جون وتتعرضُ لذلكَ
الموقفِ الذي لم تفهمهُ حتى الآن..

فـ ذلكَ الرجلُ يخبرها أن تناديهِ بـ أبي..

لكن لحظة..

أمها حزينةٌ وهادئةٌ جداً الآن.. هل هذا يعني
أنها سـ تعودُ وتكرهها مجدداً.. فـهي قامت بفعلٍ
سيء...

أدمعت عينا الطفلةِ أثناء سيرهم الصامت..

هي خائفة..

هي السبب... لقد جعلت والدتها تكرهها مجدداً..!

هل حُــلمها سـ ينتهي بهذهِ السرعة؟!..
يبدو أن والدتها سـ تعودُ لـ كرهها مجدداً وإلا لِمَ هي بعيدةٌ عنها هكذا وهي تمسكُ بيدِ خالها فقط كما دائماً؟!

أبحرت الطفلةُ بـ أفكارها المؤلمة بعيداً وفي عقلها
قد ألغت أملَ ذهابِ والدتها للروضةِ معها أو أملها
بـ أن تحضِنها مجدداً...

وهي محقةٌ ولا عتبَ عليها فـ هيئةُ ثلاثتهم الآن
وترتيبهم في السير هو ذاتهُ الذي عاشتها منذ أن وعت..

غيرَ مدركةٍ أنَ والدتها ما إتخذت صفَ خالها إلا لأنها
تريدُ الشعور بالإمانِ الذي فقدتهُ برؤيتها لزوجها مجدداً..

شهقت الطفلةُ بصوتٍ مسموعٍ دونَ إرادتها
لـ ينتبه لها خالها وأمها التي قد شعرت بنغزاتٍ
مؤلمةٍ في قلبها..

ويا ويلاهُ ما حدثَ لهذا القلبِ عندما وقعت عيناها
على هيئةِ إبنتها التي على ما يبدو أنها كانت تبكي
منذُ مدةٍ دونَ أن تلاحظها فـ عيونها محمرةٌ جداً
ووجهها مملوءُ بتلكَ الدموعِ..

لكنَ الطفلةَ عندما أدركت أنها جذبت إنتباه
خالها وإمها ببكاءها المزعج عضت على شفتها السفليةِ بسرعةٍ كي تتوقف عن البكاءِ
ولاتجعلَ أمها تنزعجُ كما دائماِ..

أنزلت أنظارها لـ قدميها الصغيرتين تحاولُ
حبسَ الدموعِ كي لاتنزل أكثر..

كل شيء إلا أن تتركها والدتها وتذهب
لأن صوتَ بكاءها مزعج أو أن منظرَ وجهها
بالدموعِ قبيح..!

ألم أخبركم أنَ الطفلةَ قد أبحرت في أفكارها
السوداءِ بعيداً...

" طفلتي لماذا تبكين؟.. هيا أرفعي رأسكِ
وأجيبيني أرجوكِ.."

بـ نبرةٍ قلقةٍ مُرهَقة سألتها أمها التي لم تكتفي بالكلامِ فقط بل هي سارعت بـ قلبٍ مثقلٍ لـ تجلسَ على
ركبتيها وسطَ تلكَ الصالة الكبيرةِ غيرَ مهتمةٍ بمظهرها أمامَ الناسِ أو ثيابها أو أي لعنةٍ أخرى...

أصبحت بمستوى طفلتها التي كانت لاتزالُ تنزلُ
رأسها وتبكي بصمتٍ لـ ترفعَ يديها المُرتجفة وتضعهما
على وجنتي طفلتها المبللة..

رفعت رأسَ الطفلةِ لـ تلتقي عيونُ ليلي المملؤةِ بالدموعِ بـ عيني والدتها المُهتَزة..

" لـن يأخذكِ جونغكوك مني يا ماما..
لذلك لا تخافي.."

نطقت تاليا بـ ما أعتقد أن طفلتها تبكي لأجلهِ
لكنها ما حزرت...

فـ ليلي قد تحدثت فجأةً بما جعلها تنصدمُ
مُدركةً فضاعةَ التفكيرِ الذي جعلت طفلتها تفكرُ فيه..

" لـ ـيلي فـ ـتاةٌ سيـ ـئة.. لـ ـقد جعـ ـلتُ
مـ ـاما حزيـ ـنة..! "

شهقت الطفلةُ آخرَ كلامها مسببةً ظهورَ ملامحَ الصدمةِ على وجهِ إمها وخالها الذي كانَ واقفاً
قربهما ينظرُ لهما... لكنهُ ما إستطاعَ أن يلتزمَ
الصمت أكثر..

" لـِيلي أنتِ لم تفعلي شيئاً.. إمكِ ليست حزينةً
بسببِكِ صغيرتي.. "

نطقَ خالها يريدها أن تدركَ أن لاسببَ لها بما يحدثُ
معهم فـ هو قد إستنكرَ ذاكَ اللقبَ الذي نسبتهُ لها..

" حـ ـقاً؟!.."

سألتهُ ليلي بنبرةٍ متحشرجةٍ بعدَ أن رفعت
رأسها له... فـ هل حقاً هي ليست السبب..

" بالطبعِ حقاً..أنتِ لادخلَ لكِ بكلِ ما جرى فوق...
إنها أمورٌ تخصُ الماضي فقط.."

ردَ عليها خالها مجدداً يريدُ أن يطمئِنها فـ هي عندما رفعت رأسها ناحيتهُ كانت تنظرُ لهُ بنظراتٍ آملةٍ تريدهُ أن يجعلها تصدقُ أنها ليست السبب..

" لـ ـماذا ؟!."

صوتُ تاليا المختنقِ قد جعلَ كليهما ينظرانِ ناحيتها فوراً لـ تتفاجئ ليلي بـ تلكَ الدموعِ التي تجمعت في عيني والدتها..

فـ رفعت يديها الصغيرتين تريدُ أن تمسحَ تلكَ الدموعَ
قبلَ أن تسقطَ من مقلتي والدتها حتى... لكنها توقفت
وأعادت يديها الأسفلِ فـ هي لازالت غيرَ متأكدةٍ من أن والدتها سـ تعاملها بحبٍ الآن أو تنفرُ منها..

وتاليا عندما رأت هذا شعرت بـ غصتها تصبحُ
أكبرَ وأكبرَ...

أيُّ جريمةٍ هذهِ التي فعلتها بـ حقِ إبنتها..

جرت دموعها على كلتا وجنتيها بـ حسرة..
لـ تتحدثَ والغصةُ في كلماتها واضحة..

" أنـ ـتِ طفلةٌ فقط لماذا تفكرينَ بـ هذا التفكيرِ المؤلم.؟! بل لماذا تصفينَ نفسكِ بتلكِ الصفةِ المؤلمة
التي لاتستحقينها ؟!
لـ ـيلي إنظري لي وأجيبيني لماذا فكرتي بهذهِ
الطريقةِ أرجوكِ؟"

سألتها ودموعها تجري... تتوسلُ طفلتها لـ تجيب..

وماكانَ من ليلي إلا أن تتحدثَ بـ ترددٍ مجيبةً
والدتها بصراحةٍ علها تتوقفُ عن البكاءِ فـهي
لا ترضى لأمها الحزنَ أبداً..

" هـ ـذا لأن لـ ـيلي تُسببُ الحزنَ لـ ماما دائماً..
مـ ـاما لم تكن تحبُ ليلي سابقاً لأنها فتاةٌ سيئة
وماما قد أصبحت حزينةً اليومَ أيضاً لأني قمتُ
بتصرفٍ سـ ـيءٍ مجـ ـدداً ..!"

تحدثت الطفلة بـ براءةٍ بتلكَ للأفكارِ التي تحتلُ
عقلها منذ سنواتٍ لـ تتفاجئ بـ والدتها التي إنهارت
وهي تنادي خالها بـ إسمه..

" تـ ـااايهيونغ.. لـ ـقد دمـ ـرتُ الطـ ـفلةَ بيـ ـدي
لـ ـقد أخبـ ـرتكَ بـ ـذلك ... لـ ـقد توسلتكَ
فـ لِمَ لم تسـ ـتمع لي... لمـ ـاذا؟!.."

إنهارت تاليا جاعلةً بعضَ الناسِ يتوقفونَ ويتجمهرونَ
حولهم لكنها لم تكن بـ حالةٍ تسمحُ لها بـ أن تنتبه لذلك...

فـ هي ترى تاليا الصغيرة في إبنتها.. لقد كانَ والدها
يظلمها أيضاً جاعلاً إياها تفكرُ بـ هذهِ الطريقةِ كلما
عاملها بـ جفاءٍ أو حرمها من شراءِ الألعاب التي تعجبها..

لقد كانت تظنُ أنها فتاةٌ سيئةٌ أيضاً لأن والدها يعاملها هكذا.. فـ كيفَ إنتقلت هذهِ اللعنة وأصبحت في طفلتها؟!

كيفَ جعلها الدهرُ ظالمةً و أن تكونَ هي السبب
في زرعِ العقدِ النفسيةِ في طفلةٍ لاذنبَ لها سوى
أنها أتت في عائلةٍ مُفككةٍ لأمٍ كانت لاترغبُ بها
وأبٍ لم يعلمَ بوجودها إلا قبلَ دقائق...!

" يا آنسة هل أنتِ بخير؟!.."

" سيدتي مابكِ..؟"

" إبنتي لماذا تبكين هكذا هل نستدعي طبيباً لكِ.."

تعالت تلكَ الأصواتُ من الناسِ اللذين تجمهروا حولَ تلكَ المنهارةِ بعضهم يريدُ المساعدة والبعضُ الآخر لم يقف إلا بدافع الفضول...

وهذا الأمرُ قد جعلَ تايهيونغ يستيعدُ رباطةَ جأشهِ
ويوقِفَ تلكَ الذكريات التي أعادتها أختهُ بـ كلماتها..

لـ يتحرك بسرعةٍ ناحيةَ أختهِ فـ حملها بوضعيةِ
العروسِ يريدُ أخراجها من هذا التجمهرِ الذي
قد يؤدي لـ حضورِ زوجها مجدداً فـ تكتملُ عليهم
الحلقةُ وتفقدُ تاليا وعيها نهائياً...

" ليلي تـمسكي بـ جيبِ بنطالي هيا صغيرتي.."

تحدثَ قاصداً تلكَ الطفلةِ التي كانت تنظرُ لأمها المنهارةِ بـ عيونٍ قد إمتلأت بالدموعِ مجدداً..

لـ تومئ لهُ ليلي فوراً وتمسكَ جيبَ بنطالهِ الأمامي
كما آراد... عندها هو بدءَ يتحركُ مُبتعداً عن أعينِ الناسِ..

شعرَ بـ أختهِ تشدُ على ثيابهِ مُتمتمةً بـ كلماتٍ قد سمعها...

" قلتُ لـ ـكَ آنـ ـي لا أصـ ـلحُ لأكـ ـونَ أمـ ـاً..!"

لم يردَ عليها فـ ماعساهُ يرد وهو يرى الحالَ الذي وصلت لهُ أختهُ بسببهِ...

حسناً ربما هو كانَ مشاركاً في ظلمها وتعذبيها كما
فعلَ جونغكوك لكنهُ لم يكنَ يستطيعُ أن يسمحَ لها
بـ قتلِ هذهِ الملاكِ التي تعثرت لـ توها فقط لأنها
كانت منشدهةً بالنظرِ لـ والدتها ولم تنتبه للطريق..

هل هذهِ الملاكُ تستحقُ الموت؟!!

مضت الثواني لـ يخرجوا من بابِ المشفى الرئيسي
ويتوجهوا ناحيةَ تلكَ السيارةِ المركونةِ قربَ الرصيف..

غيرَ مدركينَ أنَ ذلكَ الذي كانَ يلازمُ النافذةَ من الطابقِ الثاني قد جنُ جنونهُ من القلقِ..

فـ هو إستطاعَ تمييزَ طفلتهِ التي كانت تبكي
وحالَ جــنتهِ التي لاتقلَ عن ضناهُ إنهياراً...

" ما بـهما... لـمَ هو يحملها هكذا؟!
رباهُ إحفظهما لي أرجوك..!"

تمتمَ وعيونهُ قد أصبحت زجاجية.. فـ كيفَ لهُ
أن يصمدَ وهو يرى عائلتهُ بـ هذا الحالِ أمامه..

ما الذي حدثَ لهم..؟!

هم عندما تركوه كانوا بـ حالٍ جيد..

طفلتهُ لم تكن تبكي ولا جـــنتهُ كانت بهذا الإعياء..

بل حتى أن نَــسيبهُ لم يكن يحملُ ملامحَ حزينةً
كـهذهِ التي تستوطنُ محياهُ الآن..

ماذا جرى لـ عائلتهِ..؟!

.........................

جعلَ تايهيونغ أختهُ تجلسُ في الكرسي الأمامي
قربهُ يريدُ أن يكونَ مطمئناً عليها بوجودها جواره..

لـ ينقلَ نظرهُ لـ ليلي مُتردداً في جعلها تجلسُ
في حضنِ أمها..

ولم يكن هو وحدهُ مَن يملكُ هذا التفكير فـ إبنةُ
الخامسةِ كانت تفكرُ بـ هذهِ الطريقةِ أيضاً..

بل حتى أنها قد تحركت ناحيةِ البابِ الخلفي تريدُ
فتحهُ كي تجلسَ هناك جاعلةً جونغكوك الذي كانَ يراقبهم بـ قلبٍ نابضٍ يعقدُ حاجبيهِ بعدمِ رضا..

لِم إتجهت طفلتهُ للبابِ الخلفي وأمها موجودةٌ
في الأمام..؟!!

" أيـ ـنَ ليلي؟!.."

سألت تاليا عندما لاحظت أن أخاها وحدهُ مَن يقفُ
أمامَ البابِ المفتوحِ حيث تجلس هي ولا وجودُ لإبنتها قربه..

آرادَ تايهيونغ أن يجيبها لكنَ ليلي كانت قد سبقتهُ
بـ أجابتها..

"أنـا هنا ماما.. سـ أركبُ خلفكِ.."

نطقت الطفلة لـ تفتحَ البابَ الخلفيَ مباشرةً..

" تعالي هنا لماذا تركبين في الخلفِ ها؟!
هل بسببِ أنكِ تخافينَ أزعاجي أو أن تُثقلي عليَّ
مجدداً؟!"

تحدثت بـ ألمٍ ناطقةً بـ تلكَ المخاوفِ التي زرعتها
في طفلتها البريئةِ بغيرِ وجه حق..

تفاجئت ليلي من كلماتِ أمها التي إستطاعت قراءة أفكارها دونَ أن تنطقَ حتى... لـ تحتارَ وتتوقفَ
بتردد..

" تعالي لـ حضني فـ هو حقكِ بُــنيتي.. "

نطقت أمها مجدداً جاعلةً صغيرتها تبتسم وتركضُ لها
بـ فرحٍ تحتَ أنظارِ خالها وأبيها الراضية ..

ساعدتها تاليا في الصعودِ لـ تُجلسها في حضنها
وتحبسها بينَ ذراعيها بقوةٍ..

وضعت رأسَ ليلي على صدرها حيثُ جهةِ قلبها
لـ تتحدثَ بهدوءٍ بعيداً عن إنهيارها الذي حصلَ
قبلَ قليل...

" ليلي أتسمعينَ نبضاتِ قلبي؟.."

سألتها بحنانٍ لـ تبتسمُ الطفلةُ بـ حماسٍ وتغمضُ عينيها مركزةٍ في سماعِ تلكَ النبضات الآمنة..

وقد تزامن هذا معَ إغلاقِ البابِ من قبلَ تايهيونغ
الذي توجه نحو كرسيهِ بعدَ ذلكَ كي يرحلوا من هنا..

تاركينَ قلباً معلقاً بهم خلفَ تلكَ النافذة ..

" لـقد سمعتها.. "

بـ حماسٍ نطقت ليلي فورَ سماعها نبضاتِ
قلبِ إمها.. لـ تبتسمَ لها تاليا وتجعلها تنظرَ
لعينيها تريدها أن تستشعرَ صدقَ كلماتها..

" هذا القلبُ ينبضُ لأجلكِ فقط.. أنا على قيدِ
الحياةِ لأجلكِ أنتِ فقط..
ماما لاتكرهكِ يا ليلي.. أنا أحبكِ لذلكَ لاتفكري
بتلكَ الأفكارِ الخاطئةِ مجدداً.. أنتِ أجملُ فتاةٍ
رأتها عيناي صدقيني... كما أنكِ طوالَ حياتكِ
لم تكوني سيئةً لـ ثانيةٍ واحدةٍ حتى... أنتِ فتاةٌ
رائعة وأنا أحبكِ جداً جداً جداً... "

تحدثت تاليا بنبرةٍ صادقةٍ إستشعرتها ليلي
فـ إبتسمت الطفلةُ بوسعٍ وبعضُ الإحمرارِ
قد ظهرَ على وجنتيها خَجِلةً من تلكَ الألقابِ
الجميلةِ التي وصفتها إمها بها...

وتاليا قد إستلطفت فعلتها هذهِ جداً
لـ تشدُ خدودها بـ كلتا يديها منتحبةً...

" هل خَجِلت طفلتي الجميلة... ما أحلاكِ
يا روحَ أمك.."

عضت ليلي على شفتيها كابحةً ظهورَ أسنانها الأرنبيةِ
لكنها ما صمدت... فـ ها هي تبتسمُ بوسعٍ جاعلةً
أسنانها اللطيفةَ تظهر..

لـ تتفاجئ بـ أمها التي قبلت أسنانها الأماميةَ
بحب..

تحررت من صدمتها لـ تحشرَ رأسَها في عنقِ والدتها
بـ خجلٍ..

" مــامااا..! "

إنتحبت بـ دلالٍ وخجلٍ لـ تعلو ضحكاتُ أمها وخالها
عليها جاعلينَ إياها تخجلُ أكثر..

لكنَ والدتها ما هانَ عليها حتى هذا فـ هي قد طبطبت على ظهرها بـ حنانٍ وطبعت العديد من القُبل على فروةِ رأسها جاعلةً طفلتها تغمضُ عينيها براحةٍ وشعورُ النعاسُ قد غزاها فـ هي تشعرُ بالدفئ
والأمانِ وقلبُ أمها الذي ينبضُ لأجلها كانَ أحنَ وأدفئ تهويدةٍ قد نامت عليها لأولِ مرةٍ في حياتها ..

وفعلاً بعضُ الدقائقِ قد مضت لـ تشعرَ تاليا
بـ ثقلِ جسدِ إبنتها التي غطت في النوم...

وبـ قلبٍ أمٍ خائفٍ على طفلهِ هي قد أسرعت
لـ تغلقَ نافذتها المفتوحة كي لاتبردَ إبنتها أثناءَ
نومها..

" أخـي أغلق نافذتك وأفتح التدفئة
لقد نامت طفلتي.."

حادثت أخاها الذي كان مركزاً في القيادة
لـ يلتفت لها تايهيونغ ناظراً لـ هيئة ليلي
التي تضع رأسها على صدرِ أمها نائمةً بملامحَ
مرتاحة..

فـ سارعَ ونفذَ ما أوصتهُ عليهِ شقيقتهِ خائفاً
على الصغيرةِ أيضاً..

" أخــي... "

" نـعمَ صغيرتي.. "

نادتهُ شقيقتهُ لـ يلتفت لها تايهيونغ لـ ثوانٍ ناطقاً بتلكَ الكلماتِ قبلَ أن يعيدَ نظرهُ لـ الطريقِ فوراً..

" أنـ ـا آسفة... لم أكـن أقصدُ ما قلتهُ قبلَ قليل
أنتَ لاذنبَ لكَ بـ الذي حدث... شكراً لكَ لأنكَ
منعتني من إجهاضها.. "

نطقت بصدقٍ جاعلةً تايهيونغ يبتسمُ أثناءَ
تركيزهِ في الطريق ولـ نكونَ صادقين أكثر
لقد تجمعت الدموعُ في عينيهِ...

فـ هل هو عاشَ ورأى تلكَ اللحظةَ التي شكرتهُ
بها تاليا على قرارهِ أخيراً...

هو لايزالُ يتذكرُ حالها عندما علِمت بـ أنها حاملٌ
بعدَ شهرٍ من محاولةِ إنتحارها وكيفَ ركضت بهستيرية في الشارعِ قاصدةً الصيدلية..

عيناهُ أدمعت وهو يتذكرُ تلكَ الملامحَ الفزِعةَ وذاكَ
الرعبَ الذي إستوطنها وهي تصرخُ وسطَ شوارعِ لندن بـ أنها لاتريدُ طفلاً منه...

لقد أدركَ تايهيونغ وقتها بـ أنَ شقيقتهُ قد تجرعت
ألماً يفوقُ تحملها أكيالاً...

فـ هي كانت تصرخُ بـ أنها لاتريدُ طفلاً منه وتضربُ
بطنها بهستيريةٍ ليسَ وكأنَ هذا الطفل هو طفلها
هي أيضاً..

تتوسلهُ لـ يعطيها حبوب الإجهاض لـ تتخلصَ من
طفلها هي..!

وهذا الأمرُ دامَ لأشهر... هي كانت تصرخُ بالخدمِ
وبهِ تطالبهم بـ أعطائها ما تريدُ قبلَ أن تقتلَ نفسها
مجدداً...

لكنَ الجميعَ كانوا يرفضون ذلكَ فـ تايهيونغ قد هددهم سابقاً...

هو كانَ يعودُ من عملهِ فـ يذهب لغرفةِ أختهِ بسرعةٍ
يُلازمها ولايتركها حتى اليوم الآخر...

كانَ يحضنها طوالَ الليل ويحاولُ تهدئتها كلما
إنهارت وبدأت توسلاتها لـ يساعدها في التخلصِ
من الطفلِ...

لكنهُ لم يكن يعرفُ أنهُ هو الذي سـ ينهارُ وتنزلُ
دموعهُ بـ ألمٍ ما إن صارحتهُ أختهُ بـ الطريقةِ
التي جاءَ بها هذا الطفل...

لقد حَــقِدَ على جونغكوك وقتها حقداً يقسمُ أنهُ
لو كانَ موجوداً أمامهُ لقتلهُ ودخلَ السجنَ بـ نفسٍ
راضية..

هذا الرجلُ دمرَ حياتهم... لقد دمرَ أختهُ وتايهيونغ
تدمرَ هو الآخرُ أيضاً..

فـ هل من الهينِ عليهِ أن يرى إنطفاءَ أختهِ ورفضها
أن ترى طفلتها عندما ولدتها...

أو عندما رفضت أن تُرضعها...

أو عندما ذهبت للعيشِ في إحدى الفنادقِ فقط
لأنها لاتحتملُ سماعَ صوتِ بكاءها...

جونغكوك مدينٌ بـ حياتهِ لـ تاليا لكنهُ أيضاً
مدينٌ بـ إعتذارٍ خاصٍ لـ تايهيونغ الذي ربى
إبنتهُ وكبرها...

هو مدينٌ لـ تايهيونغ الذي قضى لياليهِ شبهَ نائمٍ
فقط لأنهُ يستيقظُ كل نصفِ ساعةٍ لـ يُرضِعَ الطفلةَ
أو يبدلَ حفاضتها او حتى يدورَ بها أرجاءَ قصرهِ
كي تتعبَ وتعودَ للنوم...

كانَ يفعلُ كلَ هذا وقلبهُ ينبضُ بقلقٍ على حالِ أختهِ
وأمانةِ أمـــهِ والتي لم يلمها أو يعاتبها على أفعالها..

فـ هي توسلتهُ ليلَ نهارٍ خائفةً من إنجابِ الطفلِ
وجعلهِ يعيشُ حياةً تعيسةً لأنها لن تتقبلهُ أو تحبهُ
أبداً.. لكنهُ هو مَن أجبرها لذا وجبَ عليهِ تحملُ
مسؤوليةِ كليهما...

فـ في النهاية أصبحت هذهِ الطفلةُ وشقيقتهُ هما
عائلتهُ الوحيدة والتي سـ يعيشُ لأجلها فقط..

وفي تلكَ اللحظةِ تخلى تايهيونغ عن فكرةِ الزواجِ
نهائياً..

وفي اليومِ الثاني هو أخبرَ حبيبتهُ البريطانيةَ بقرارهِ
وإنفصلا نهائياً...

...............................

اليومُ التالي...

الساعةُ التاسعةُ والنصفِ صباحاً..

حيثُ ذاكَ الذي إستعادَ صحتهُ مجدداً
فـ هناكَ دافعٌ قويٌ قد جعلهُ يعتني بنفسهِ هذهِ المرة..

هو قد إستعدَ لـ عملهِ مرتدياً بذلتهُ الفخمة الخاصةَ
بالعملِ...

خرجَ من قصرهِ بـ شموخٍ ورأسٍ مرفوعٍ لـ ينحني
لهُ كلَ مَن يراهُ متمنينَ لهُ يوماً موفقاً..

وقفَ أمامَ البابِ الضخمةِ لـ مملكتهِ الكبيرة
لـ يتراجعَ للخلفِ أكثرِ جاعلاً جموعَ الحراسِ
يبتلعون ريقهم بـ خوف ظانينَ أنهُ يقيمُ
إنضباطهم كالعادة...

لكنهُ في الحقيقةِ لم يكن مهتماً بهم أو بتقييمهم
فـ هو كان يقيمُ شيئاً آخر...

تراجعَ للوراءِ أكثرِ ونظره مُعلقٌ على قصرهِ الضخم
جاعلاً حراسهُ والضباطَ اللذين في تلكَ السياراتِ
الثلاثِ خلفهُ يستغربون ما يقومُ رئيسهم بفعلهِ...

" إن لم ترضى بكَ جَـــٓـنتي سـأبيدكَ للأرضِ
صدقني..!"

تمتمَ مخاطباً قصرهُ بـ إبتسامة قد أخافت حراسهُ
فـ هم سـ يُجنون هل الرئيسُ يستطيعُ أن يبتسمَ
مثلهم أيضاً...؟!!

أنزلَ جونغكوك أنظارهِ التي كانَ يقيمُ بها قصرهُ
على جنودهِ فجأةً لـ ينطقَ بنبرةٍ خشنةٍ فـ هم مبعثرونَ وهو يقفُ أمامهم.. ماللعنة !!!

" ما رأيكم بـخصمٍ في الرتــبةِ العسكرية؟!
أوَالذي يقفُ أمامكم مجندٌ أيضاً وأنا لا أعلم..!"

نطقَ بنبرةٍ تهديدٍ هادئةٍ في البداية لـ يصرخَ
بعدها بغضبٍ ونبرةٍ قد جعلت الضباطَ خلفهُ
يهابونهُ فما بالكَ بـ أولئكَ المجندينَ اللذين
نسوا أن يؤدوا التحيةَ العسكرية لـ الرئيسِ
منشغلينِ بـ مشاهدةِ تصرفاتهِ الغريبة...

وحسناً الحقُ يقالُ... جونغكوك لهُ كاملُ الأحقيةِ
بالغضب فـ السلكُ العسكري فيهِ قواعدٌ صارمةٌ
لاحقَ لأحدٍ بمخالفتها.. والتحيةُ العسكريةُ لـمَن
هو أعلى منكَ مرتبةً أولها وأكثرها شهرةً...

" ســيدي.."

صوتٌ عالٍ جهوري تزامناً معَ الوقعِ العالي لأقدامِ
حوالي عشرين حارساً لـ قصرهِ قد صدحَ بصوتٍ
عالٍ جداً ويجزمُ الجميعُ أن كلَ سكانِ هذا الحي الراقي قد سمعوهُ...

لكنَ هل هذا عفى عنهم خطأهم؟!...

لا أحدَ يعلمُ إلا الرئيسُ الذي أدارَ وجههُ وتركهم
دلالةً على عدمِ رضاهُ عنهم بعد...

فـ لايجبُ لـ جنودهِ الخاصينَ أن ينسوا شيئاً
مهماً كهذا...!

في المقابل أدى الضباطُ لهُ التحيةَ حالَ إستدارتهِ
لهم لـ يومئ لهم جونغكوك ويتحركَ نحو تلكَ السيارةِ التي في الوسط راكباً بها بعدَ أن فتحَ لهُ البابُ أحدُ
الضباط...

تحركت السيارات السوداء المظللةُ الثلاث تباعاً بحيث تكونُ سيارةُ الرئيسِ في المنتصف..

جونغكوك كانُ يُكلمُ أحدهم في الهاتفِ صارخاً بهِ
بتهديدٍ لـ ينتهي الأمرُ بـ إستسلامِ الطرفِ الآخر
وخضوعهِ لـ شروطِ الرئيسِ كالعادة..

عندها تنهدَ جونغكوك وأغلقَ هاتفهُ فـ هو عندما
جلسَ في السيارةِ شكى لهُ أعلى الضباطِ مرتبةً
وهو الوحيدُ الذي كانَ يجلسُ في سيارةِ الرئيسِ
في الكرسي الأمامي لـ غرضِ الحماية...

هو شكى لهُ عن مشكلةٍ عالقةٍ حدثت بالأمسِ عندما غابَ الرئيسُ ولم يأتي للعملِ على غيرِ العادة فـ لمَ
يستطيعوا حلها وها هو رئيسهم قد حلها بـ خمسِ
دقائق فقط...!

وحسناً سيطرتهُ وقوتهُ وهيمنتهُ في العمل تجعلُ
جميعَ المحيطينَ بهِ يهابونهُ لكنهم يشعرون
بالأمانِ لأنهُ معهم ...

فـ من ذا يقدرُ عليهم وخلفهم يقفُ
الرئيسُ جيون جونغكوك..

مضت عدةُ دقائق أغمض فيها جونغكوك عينيهِ
مرتاحاً قليلاً قبلَ أن يصلَ لـ مقرهِ حيثُ لن يجدَ طعماً
للراحةِ هناك..

لكنهُ قد أعادَ فتحها صدفةً ناظراً للشارعِ من نافذتهِ
المظللة...

رأى شيئاً قد جعلهُ يبتسمُ بـ خبث...

حسناً لا بأسَ بـ بعضِ الإنتقامِ لـ سنينهِ التي
ضاعت في البكاءِ والحزن..

" أوقف السيارةَ هنا...!"

بصوتٍ رخمٍ نَطقَ جاعلاً السائقَ يتوقفُ فوراً
مُنفذاً كلامَ الرئيس..

وبـ توقفِ سيارةِ الرئيسِ توقفت باقي السياراتِ
التابعةِ لهُ أيضاً..

" سيدي ما الأمر؟!... هل حدثَ شيءٌ ما؟!"

تساءلَ الضابطُ الذي يلازمُ الرئيسَ في ذاتِ
سيارتهِ..

لـ يرفعَ جونغكوك رأسهُ ناحيتهُ ناطقاً بنبرةٍ غامضة..

" أخبر زملائكَ أني سـ أدخلُ للمشفى الآن
ولـ تأتوا جميعاً معي لأننا يجبُ أنَ نزورَ عزيزاً
يقطنُ هنا...! "

" حاضر سيدي.. "

ردَ الضابطُ فوراً ورغمَ أنهُ لم يفهم مقصدَ الرئيسِ
ولاغايته إلا أن أوامرهُ مُطاعة...

وبالفعل ما هي إلا ثوانٍ وأصبحَت كلماتُ جونغكوك واقعاً...

فـ ها هو قد دخلَ المشفى معَ حاشيتهِ قاصداً
عزيزاً ما كما وصفهُ...

_ لــــكنهُ كانَ غافلاً عن تلكَ العيونِ التي
تبعتهُ فوراً..! _

" ســ ــيدي... شـ ـرفتَ بـ حضوركَ مشفانا
سيادةَ الرئيس.."

نطقَ رئيسُ المشفى بتوتر فـ هالةُ الرئيسِ القويةُ
لا تمزح... وإنجازاتهِ التي قامَ بها للبلدِ لاتعدُ ولاتحصى..

" لي عندكَ مطلبٌ أيها الطبيب.."

نطقَ الرئيسُ الذي كانَ يجلسُ واضعاً قدماً على الأخرى لـ يبتلعُ رئيسُ المشفى ريقهُ ويومئ للرئيس
موافقاً على طلبهِ مبدئياً أياً كان...

" دلـــــني على الطبيبِ بـــــارك جـــيمين ..!"

....................

في المقابل كانَ إبنُ الثالثةِ والثلاثينِ..

طبيبُ القلبِ باركِ جيمين قد عادَ لـ توهِ من
غرفةِ الإستشاريةِ العامة متوجهاً لـ مكتبهِ الخاص..

لكنَ أقدامهُ قد تصلبت مكانها وتوقفَ ما إن رأى
ضباطَ الفيدراليةِ الكثارِ يقفونَ أمامَ بابِ مكتبهِ
لـ يتوجسَ في قلبهِ خِيفةً منهم ومن السببِ الذي
جعلهم يتجمهورنَ هكذا أمامَ مكتبهِ..؟!

حسناً على الأقلُ هناكَ شيءٌ مريحٌ في هذا كلهِ
فـ بابُ مكتبهِ مغلقٌ وهم لم يدخلوه..

هو سـ يتجاهلهم فقط ويحتمي داخلَ مكتبهِ
من غريبي الأطوار هؤلاء..

فـ صدقاً... فيدراليةٌ وفي المشفى.. ما الذي يفعلونهُ
هنا بحقِ الجحيم..

تشجعَ قليلاً لـ يُعاوِدَ السيرَ مجدداً...

وصلَ أمامَ بابِ مكتبهِ لـ يجدهم قد تزحزحوا عن طريقهِ فـ إبتسمَ بثقةٍ وكبرياء... هم يخشونه...!

فتحَ بابَ المكتبِ لـ يدخلهُ فوراً ويبدو أن توترهُ
الذي يكابرُ ويقولُ أن غيرَ موجودٍ قد جعلتهُ يغفلُ
عن حقيقةِ أنهُ فتحَ بابَ مكتبهِ دونَ أن يستعملَ
المفتاحَ الذي في جيبِ معطفهِ الطبي!

بابُ مكتبهِ كانَ مفتوحاً بالأصلِ بواسطة مفتاحٍ
غيرِ مفتاحهِ...!

أغلقَ البابَ خلفهُ فورَ دخولهِ لـ يتنهدَ بـ إرتياحٍ

" حــمقى... ألم يجدوا مكاناً لـ يتجمهروا فيهِ
غيرَ بابِ مكتبي..!"

تمتمَ بـ سخطٍ منزعجاً ولـ كلامهِ المنزعجِ هذا
هناكَ مَن نمتُ إبتسامةٌ خبيثةٌ على شفتيهِ..!

تقدمَ جيمين للأمامِ أكثر قاصداً الجلوس في مكتبهُ فـ هو يريدُ ان يرتاحَ قليلاً ويراجع البحثَ الذي يعملُ عليهِ منذ مدة..

لكنهُ قد تصلبَ مكانهُ وتنفسهُ قد توقفَ لـ وهلةٍ

فـ تلكَ الهيئةُ التى تجلسُ على كرسي مكتبهِ
قد جعلتهُ يفزعُ ويتراجعُ للوراءِ بخوف...

جونغكوك نظرَ للطبيبِ من رأسهِ حتى أخمصِ قدميهِ
أكثرَ من مرةٍ مُتلاعباً بـ نفسيةِ الذي أمامهِ..

فـ في النهاية هذا إختصاصهُ وجميعُ الأساليب النفسية التي يستعملها لـ فرضِ سيطرتهِ مثيرةٌ
للإعجابِ بحق...

" إذاً... أيها الطبيب...

' رفعَ ملفاً ما كانَ على المكتب لـ يقرءَ
إسمَ الطبيب منهُ كـ إشارةٍ ولعبةٍ نفسيةٍ أخرى
فـ هو يعرفُ إسمَ الطبيبِ بالفعل لكنهُ يريدُ
فرضَ سيطرتهِ وهيمنتهِ أكثر..'

بارك جيمين.."

" نـ ـعمَ حضرةَ الرئيسِ.."

جيمين الذي قد عرفَ هويةَ الآخرِ منذ البداية
ردَ عليهِ بتوترٍ بعضَ الشيء غيرَ مرتاحٍ بوجودٍ
شخصٍ مثلهِ في مكتبه..

و جونغكوك الذي سَمِعَ ردَ الآخر طقطقَ عنقهُ
كـ من يستعدُ للدخولِ في عراكٍ جاعلاً الطبيب
يستغربُ تصرفهُ... لكنهُ فجأةً قد أوقفَ حركاتهِ
ونظرَ في عيني الطبيبِ بحدةٍ قد أرجفت دواخلهُ
لـ ينطقَ بعدها بنبرةٍ غاضبة..

" لديكَ خمسُ دقائق فقط..
المــــسرحيةُ التي شاركتَ في تلفيقها ضدي قبلَ
ستِ سنوات يجبُ أن تُــبَرَرَ الآن وبسرعة ..!"

نعم... فـ جونغكوك لم ينسى أبداً إسمَ الطبيبِ المكتوبِ في نهايةِ شهادةِ الوفاةِ خاصةِ زوجتهِ..

حسناً هو لازالَ يحتفظُ بها حتى هذهِ اللحظة
فـ هي الشيء الوحيد الذي كانَ يجعلُ طيفَ
جنتهِ يتوقفُ عن الظهور...

جيمين أدركَ كلَ شيءٍ... لقد فَهِمَ أن الرئيسَ
بطريقةٍ أو بـ أخرى قد عَلِمَ أن زوجتهُ على
قيدِ الحياة...

" أنتَ تستحقُ هذا.. فـ أمثالكَ لاحقَ لهم
بالإعتراضِ حتى..!"

نطقَ جيمين بـ غضبٍ وقد أتتهُ الثقةُ والشجاعةُ فوراً فخوراً بما فعلهُ في بدايةِ مسيرتهِ الطبية..
فـ هذا الرجلُ اللعينُ لم يكن يستحقُ فتاةً طيبةً
كـ شقيقةِ صديقهِ...

جونغكوك ما إن سمعَ ما قالهُ إبتسمَ بشرٍ
لـ يقهقه بـ عدم تصديق..

" ولـــديكَ لــسانٌ ينطق؟!.."

نطقَ بنبرةٍ غاضبة لـ يقتربَ جيمين منهُ ويردَ
عليهِ بذاتِ الغضب فـ مَنَ آذاها وحطمَ حياتها
كانت بـ مثابةٍ شقيقتهِ الصغرى أيضاً...

" بالطبعِ لــديَّ لسانٌ ينطق ويدافعُ عن أحبائهِ
يا حضرةَ الرئيس... أنا لا أعلمُ كيفَ عَلِمتَ أن تاليا
على قيدِ الحياةِ لكني مستعدٌ الآن وأمامكَ أن أتصلَ
بـ تايهيونغ لأخبرهُ بذلكَ كي يهربَ هو وشقيقتهُ
من بطشكَ أيها الظالم...!"

بغضبٍ نطقَ ظاناً أن تايهيونغ ربما لا يعلمُ
بـما يفعلهُ الرئيسُ خلفَ ظهرهِ وها هو مستعدٌ الآن
لـ خسارةِ وظيفتهِ ومستقبلهِ فقط من أجلِ مساعدةِ
صديقهِ وتخليصهِ من بطشِ الماثلِ أمامهُ..

وهذا إن عنى شيئاً لـ جونغكوك فـ ما هو إلا برهانٌ
لمدى سوئهِ في الماضي والذي جعلَ هذا الطبيبَ
غيرَ نادمٍ على فعلتهِ لا و بل يخاطرُ الآنَ بخسارةِ وظيفتهِ غيرَ مهتمٍ إلا بـ حماية جَـــنتهِ منه هو...!

هذا جعلهُ غاضباً من نفسهِ ومن العالمِ أجمع..

هو كانَ حقيراً وظالماً... هو يقسمُ أنهُ يعترفُ
بهذا.. لكن أن يُلفقَ أحدهم موتَ زوجتهِ
ويجعلهُ يعيشُ ذاكَ الرعبَ من أن فرصةَ
التعويضِ والإعتذارِ قد ضاعت... هذا أمرُ
لايُـــغتفر..!

نهضَ من الكرسي واقفاً لـ يتقدمَ ناحيةَ
ذلكَ الطبيبِ بـ غضبٍ قد أعماه..

أمسكهُ من ثيابهِ لـ يشدهُ ناحيتهُ بعنفٍ
صارخاً بوجههٍ بـ غضبٍ وحقد..

" لكن هل هذا يعني أن تلفقَ موتَ جــــنتي
أيها الحقير.... هل تعلمُ مالذي تسببتَ بهِ لي؟!
لقد كنتُ أموتُ في اليومِ مئةً مرةٍ فقط لأني أدركُ
إنها رحلت دونَ أن تسامحني ودونَ أن أعتذرَ لها
عما أجرمتهُ في حقها..!
أنتَ قتلتني أنا عندما قتلتها في تلكَ الشهادةِ
المزيفةِ أيها الخسيسِ...!"

صرخَ بهِ بصوتٍ جهوري غاضبٍ لـ يخرجَ جيمين عن صمتهِ ويدفعُ الرئيس عنهُ بقوةٍ صارخاً هو الآخر
بما جعلَ جونغكوك يتجمد مكانه...

" ومَن قالَ لكَ أن تلكَ الشهادةَ كانت مزيفةً أيها اللعين.. فقط أخبرني من أينَ تفكرُ أنت ؟!.. هل لازلتَ تظنُ أن ما حدثَ بالحمامِ مجردُ مسرحيةٍ قامت تاليا بفعلها لـ تخدعك؟!!..
أنتَ أحمقٌ ولعين... أمثالكَ لايستحقون فرصةً حتى
فـ أنتَ جعلت فتاةً لم تبدءَ بـ شبابها حتى تُقدمُ
على الإنتحارِ حقيقةً..! "

" مـ ـاذا تـ ـقصد... إنـ ـطق أيها اللعين.. "

صرخَ جونغكوك بـ غضبٍ خائفاً من الحقيقة
فـ تأنيبُ ضميرهِ قد قلَ منذ أن أدركَ أن جميعَ
ما حدثَ في تلك الليلةِ المشؤومةِ كان مسرحيةً
قامت زوجتهُ بـفعلها لـ تستطيع التحرر من ظلمهِ
وتسلطهِ...

تنهدَ جيمين بتعبٍ لـ ينطقَ بنبرةٍ هادئةٍ
مُتسبباً بـ شحوبٍ وجه الآخر بـ كلماتهِ...

" لقد أقدمت تاليا على الإنتحارِ فعلاً... هي قد قررت
أن تنهي حياتها في تلكَ الليلةِ مخالِفةً خطتنا أنا
وتايهيونغ فـ هي تناولت علبةَ السمِ
بـ أكملها..!
أتذكرُ في تلكَ الليلةِ أني كنت ملازِماً ردهةَ الطوارئ
ولم أسمحَ لزملائي بـ أن يشاركوني العملَ بها كي
أنفردَ انا وتايهيونغ عندما يحضرُ تاليا دون تدخلهم
أو فضولهم..
كنتُ أنتظرُ دخولَ تايهيونغ المُبتسمِ والفَرِحِ لأنَ خطتنا قد نجحت أخيراً وهو سـ يستطيعُ أن يأخذَ
أختهُ لـ مقرِ عملهِ في بريطانيا ويعيشون هناكَ بهدوءٍ بعيداً عن بطشكَ وتسلطك..
لكني تفاجئتُ بهِ يركضُ بـ أختهِ بـوجهٍ مملوءٍ بالدموعٍ الخائفةٍ يصرخُ بـ هستيريةٍ كي نعيدَ
أختهُ للحياة..!
سَــمعت... نُعيدها للحياةِ... فـ زوجتكَ يا سيادةَ
الرئيسِ أتتنا فاقدةً لأنفاسها ولولا لطفُ الرب وسرعتنا في التدخلِ لـ كانت تحتَ الثرى الآن
بـسببكَ أنتَ فقط لاغير..! "

أنهى جيمين كلامهُ الطويل لـ يتفاجئ بتلكَ
الدموعِ التي تنزلُ من عيني الآخر بـ غزارة..

" أيـ ـها الرئـ ـيس.. "

بتوترٍ نطقَ جيمين فـ هذا آخرَ ما كانَ يتوقعهُ
أن يصدرَ من الآخر..

" هـ ـل حَـ ـصلَ كـ ـلُ هـ ـذا حـ ـقاً..؟! "

أعادَ سؤالهُ بنبرةٍ مختنقةٍ لـ تلكَ الغصةِ التي إستوطنت حنجرتهُ يتوسلُ الآخر بعينيهِ أن ينفي ذلك...

" نـ ـعمَ.."

ردَ عليهِ الطبيبُ لـ يُنزلَ جونغكوك عينيهِ للأرضِ
بـ خزيٍ وعارٍ من نفسهِ..
هل هو كانَ مؤذياً حقاً لتلكَ الدرجةِ التي جلعت جَـــنتهُ تختارُ الموتَ على أن تحيا معها؟!

هو يقسمُ أنهُ يحبها وقد تصرفَ تصرفاتٍ خاطئةٍ
وفضيعةٍ لا تُغتفرُ ..لكنهُ يعشقها بل ويموتُ في الأشياء التي تلمسها أناملها ..

فـ هل سـ تكونُ لهُ فرصةٌ بالمسامحةِ والعفو
وهو الذي جعلها تختارُ الموتَ على الحياة سابقاً ؟

هل يوجد..؟!

........................

4:30 p. m
من عصرِ ذاتِ اليوم...

توقفتُ سيارةُ جونغكوك الحديثةُ الخاصةُ أمامَ
تلكَ البنايةِ حيثُ إلتقى بـ طفلتهِ للمرةِ الأولى
والتي عرفَ من خلالها أنَ والدةَ هذهِ الطفلةِ
تعملُ هنا...

حسناً هو وقتها ظنها معلومةً لن تُقَدِمَ في حياتهِ
شيئاً ولن تؤخر... مجردُ ثرثرةِ أطفالٍ لافائدةَ منها..

لكنهُ الآنَ شاكرٌ لـ ثرثرةِ الأطفالِ تلك... وليسَ
اي أطفال... فـ تلكَ الصغيرةُ هي إبنتهُ وريحانتهُ..

أخذَ نفساً عميقاً لـ يرفعَ رأسهُ لـ تلكَ اللافتةِ
التي كُـــتبَ إســمُ روحهِ عليها...

لكنهُ عَـــقدَ حاجبيهِ غيرَ راضٍ عن ذلكَ اللقبِ
الذي سبقها..

_ طــبــٰٖــ۫͜ــــيبــٰٖــ۫͜ــــةًُ آݪأسـٰٖـ๋͜ــًـًًـًٍـًٍـــنآن
ڪيم تآݪيآ _

" أنتِ جــيون فقط... أنتِ روح جيون
ومالكةُ فوائدهِ وسيدتهُ وأمُ طفلتهِ..
سـ تعودين لـي.. سَـ تـ ـعودينَ لي
أرجـ ـوكِ.."

كان ينطقُ بـ ثقةٍ فَــرِحاً بدايةَ كلامهُ لكنهُ إنتهى
بـ همسٍ متوسلٍ في الآخرِ مُـــدركاً شيئاً واحداً فقط
الإجـــبارُ لم ينتجُ عنهُ إلا الموت..!

وهو لن يجبرَ روحهُ على أيِ شيءٍ مطلقاً..!

تحمحمَ قليلاً لـ يُحرِكَ أقدامهُ أخيراً ويتجه
لـ داخلِ العيادة...

_ ومُــجدداً هــو قد غَــفِلَ عن تلكَ العيونِ التي تــراقبه _

دخلَ لـ قاعةِ الإنتظارِ لـ يجدَ المراجعين
يجلسون هناكَ ينتظرونَ دورهم..

تعرفَ الكثيرون منهم عليهِ فـ هو شخصيةٌ مشهورةٌ
في المجتمع لـ يُلقوا عليهِ التحيةَ بـ حفاوة..

ردَ جونغكوك التحيةَ لهم لـ يتوجه ناحية السكرتيرة
يرغب في أخذِ موعدٍ هو الآخر..

" مرحباً... أرغبُ في حجزِ موعدٍ عند الطبيبةِ
لو سمحتي.."

بـ أدبٍ ولَباقةٍ نطقَ جاعلاً تلكَ السكرتيرة تذوبُ فيهِ
لـوهلةٍ.. فـ هي لم تحلم بـ مقابلةِ الرئيس حتى..

وها هو الآن يقفُ أمامها منتظراً منها خِدمة...

سَـ يتوقفُ قلبها ... إنهُ مثير...

" يا آنسة..؟ "

أعادَ جونغكوك الحديثَ عندما وجدَ أن الفتاةَ
أمامهُ قد ذهبت لـ عالمٍ موازٍ وهو هنا يقفُ كالصنم..

توترت الفتاة لـ تنطقَ بسرعة

" آسـ ـفةٌ سيدي... هل تريدُ معاينةً فقط أم موعداً
كاملاً ؟!"

سألتهُ لـ يفكر جونغكوك لـ ثوانٍ ثم أجابها فوراً

" معاينة.. "

هو إختارَ المعاينة فـ قلبهُ لن يحتملَ الإنتظارَ أكثر
قد يضلُ جالساً هنا لـ ساعةٍ إنه هو إختارَ الموعد
لكنَ المعاينة سـ تجعلهُ يدخلُ بسرعة..

" حسناً سيدي... خمسُ دقائق ويحينُ دورك
أرجو أن تنتظرَ قليلاً..."

همهمَ لها المعني لـ يتحركَ ناحيةَ إحدى تلكَ
الآرائكِ الفخمةِ جالساً عليها يحسبُ الثواني
لـ لُقيا جَــــنتهِ..

هــو لايستطيعُ الإنتظارَ أكثر فـ قلبهُ يضربُ في صدرهِ بـ عنفٍ فقط لأنهُ يدركُ أنَ جَـــنتهُ تقبعَ
خلفَ هذا البابِ الذي أمامه...

مضت بعضُ الدقائقِ لـ يُفتَحَ البابُ ويخرجُ منهُ رجلٌ وطفلٌ صغيرٍ على ما يبدو أنه إبنه...

ندهت السكرتيرةُ بـ أسماءِ بعضِ الحاضرين لـ يدخلوا
عندها عَقدَ جونغكوك حاجبيهِ بعدمِ رضا فـ هو ظنَ أنهُ التالي...

" سَـــيدي الرئيسِ يمكنكَ الدخولُ أنتَ أيضاً
فـ المعاينةُ لن تؤثرَ على مَن دخلوا قبلك.."

حسناً هم يقولونَ أن الإنسانَ لايستطيعُ الطيران
لـ نصحح معلوتهم فـ جونغكوك قد طار..!

فَـ هو بينَ ثانيةٍ وأخرى قد إنتقلَ من الأريكةِ
لـ يصبحَ واقفاً أمامَ الباب فجأةً...

طرقَ الباب بـ قلبٍ نابضٍ لـ يقشعرَ جسدهُ
و تنطَرِبَ إذناهُ بـ تلكَ النبرةِ التي أجابت

بـ " تفضل.."

فتحَ البابَ لـ يتراءى أمامهُ بعضُ المراجعين
اللذين قد دخلوا قبلهُ موجودينَ هناكَ أيضاً
فـ عقد حاجبيهِ بعدمِ رضا... هو يريدُ أن يكونَ
الوحيدَ الذي يدخلُ على جنتهِ لا أن يشاركهُ
أحدٌ ما...

اللعنةُ عليهِ يا ليتهُ إختارَ الموعدَ الكامل...

" تــفضل وإجلسَ هناك مِـن فَـضــ..."

توقفَ الكلامُ في حنجرتها ما إن رأت هيئةَ
هذا المراجعِ الغيرِ مرغوبٍ بهِ هنا بتاتاً ..

لـ تجدهُ ينظرُ لها بـ عيونٍ دامعةٍ يتأملها
دونَ حياء..

المراجعون الموجودون في غرفةِ الطبيبةِ قد إستغربوا هذا الجو المتوتر الذي حلَ ما إن دخلَ
الرئيس..

لكنَ إستغرابهم لم يكن شيئاً أمامَ ما فعلتهُ
الطبيبةُ التي نهضت من مكتبها وتقدمت من
الرئيس تنظرُ لهُ بنظراتٍ غريبة...


ثم هي ببساطةٍ..


















صفعتهُ بقوةٍ جاعلةً وجههُ يُـــدارُ للجهةِ الأخرى..!

------------------------------------------------♥️

✨كــــارما بارت 18 ✨
❤️صفعةٌ أمامَ الناسِ❤️



مـــقاطعَ تـــاليكوك حـ تكون كثيرة من الآن فـ صاعداً
كوننا بدينا بـتصفيةِ حسابات الماضي أخيراً..





الويكند القادمة والتي بعدها أيضاً أنا أستطيعُ
النشر فيها لـ ذلكَ سـ يكونُ لنا لقاءٌ آخر الجمعةَ
القادمة بـ إذن الله.. ❤️



هـــذا البارت نُـــشرَ يوم الجمعةِ المصادف
16/12/2022
غداً السبت مباراةُ الثالث والرابعِ بين المغربِ
وكرواتيا..
يليها الأحد والذي سـ يكونُ ختاماً لـ كأسِ العالمِ
لـ عامِ 2022 بين الأرجنتين وفرنسا ..
نحنُ لانعلمُ مَن سـ يفوز وكلٌ منا قَد رشحَ مفضليه
بالفعل... لـ تكتبوا هنا المنتخب الذي تظنونهُ سـ يفوزُ
في المباراتين وتعالوا بعدها صححوا ظنكم أو إحتفلوا بـ تحققه✨

❤️يارب خلي ميسي يفوز 🗿❤️






دمتم بخيرٍ وألفٍ منهُ أعزائي ..
كانت معكم مُحَدِثَتكم ... ڪآمـيني ... ♥️✨

Continue Reading

You'll Also Like

209K 12.6K 71
في مَملكة تُدعى مِايليو إتبعت مَلكتها عادات و تقاليد قديمة طَبقتها على أبنها الوحيد 'الخادمات الأخوات' تحتَ قسم الأمير بارك جيمين !! • • أميرٌ و...
23.7K 3.5K 12
" أُرِيدُ قهوةً داكِـنه دونَ سُكر و معَ حلى يُسمـى أنـتِي " النرجسية : إفتتانِ المرءِ بذاته وإعجابِه بنفسِه دونَ سِواه رواية كوميدية رومنسية لطيفة م...
21.7K 2.1K 23
عند تقبيل وحش لفتاة مصيرها يرتبط به اذا ابتعدت عنه ستمرض الى أن تموت "أتيت لقتلكِ فوقعت بحبكِ" ~~~~~~~~~~~~~~~ ~cover by Mariam Rj♡
16M 343K 56
باردة حياتها معه ....لا تعلم سبباً واحداً يبرر بروده معها أو عدم اهتمامه بها...فقد تزوجها و لا تدرى لما اختارها هى تحديداً..؟! سارت كالعمياء فى طريقه...