لكنك وعدتني

By Kamy_army

7.7M 378K 405K

" سَــتَتركينَ الـدِراسة مِــن الــغدِ.. لَــقد سَـحبتُ مـلفاتكِ مِــن الـجامعةِ بـالفعل ..! " " مـالذي تَـ... More

ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..1
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..2
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..3
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..4
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..5
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..6
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..7
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..8
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..9
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..10
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..11
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..12
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..13
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..14
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..15
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..16
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..17
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..18
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..19
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..20
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..21
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..22
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..23
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..24
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..25
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..26
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..27
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..28
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..29
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..30
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..32
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..33
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..34
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..35
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..36
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..37
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..38
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..39
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..40
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..41
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..42
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني.. 43
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..44
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني.. 45
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..46
كُــــنتَ مَـــــلجَئاً ذات يــــوم
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..47
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..48
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..49
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..50
كُــنتِ فرصــةً لـكني مَــن فَــرطت
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..51
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..52
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..53
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..54
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..55
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..56
إســتفتاءٌ يَـهُمني جوابه..
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..57
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..58
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..59
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..60
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..61
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..62
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..63
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..64
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..65
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..66
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..67
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..68
إعلان...
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..69

ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..31

81K 4.3K 3.4K
By Kamy_army



--------------------------------- Part 31

" حضرةَ الطبيبةِ أيــمكنني سؤالكِ عن شيءٍ مـا؟!.."

" مالأمــر ؟!.."

بِـ برودٍ نطقت تلكَ الطبيبةُ رادةً على مساعدتها
والتي هي الأخرى لم تستغرب إسلوبَ الطبيبةِ البارد
فَـ هي هكذا دائماً منذُ أن بدأت تعملُ معها..

" لِــمَ أنتِ هـكذا ؟!.. أعتذرُ عن التدخل فيما لايعنني
لكنــي قَــلقةٌ عليك فقط... فَـ أنتِ تقسينَ على نفسكِ
كثيرًا !.."

تنهدت تلكَ الطبيبةُ بعدمُ إهتمامٍ لِـ تَخلعَ تلكَ القفازاتِ الطبيةِ من يدها ثم نهضت من كرسيها
الخاصِ بالعمل..

" لا شــأن لكِ بذلكَ أميليا ... أنا سَـ أرحلُ الآن
لِـ تغلقي العيادةَ بنفسك.. "

إنحنت المساعدةُ بـ خفةٍ فوراً كـ إحترامٍ للطبيبةِ
وتقديرٍ لـ جهودها طوالَ اليوم لِـ تنصرف عندها الطبيبةُ ولم تقل شيئاً أو تُبدي حتى ردَ فعلٍ..

فَـ هي هكذا دائماً ... باردةٌ و قاسية ...

لكنَ ما يُــدمي قلبَ مساعدتها عليها
أنــها قاسيةٌ على نفسها فقط..!

....................
ما الذي فعلتهِ حتى أصبح الجميعُ لا يمكنهم
ملئ فراغكِ ..؟!
....................

يومَ الثامنِ من مايو لِـ عام 2022
الساعة العاشرةُ إلا ربعاً.... صباحاً...

كــــانَ الحالُ في المشفى كما دائماً ، ضوضاءُ المراجعينَ والموظفين... تَزاحمُ الناسِ وذويهم
في هذا المكانِ للإفتكاكِ من مرضٍ أنهكَ أجسادهم
أو أجسادَ أحبتهم..

وبينَ تلكَ الأعدادِ التي تتزايدُ وتنقصُ تارةً كانَ
رئيسُ العملياتِ الفيدراليةِ الخاصةِ بِـ سيئولِ
الرئيسُ والضابطُ جيون جونغكوك أحــدهم..

وصِــدقاً وجودهُ في المشفى قد أحدثَ ضَجةً بينَ
موظفيها فَـ هو شخصيةٌ مهمةٌ ومنصبهُ ودورهُ في المجتمعِ لايُستَهانُ به...

فَـ حتى رئيسُ المشفى عندما عَلِمَ بوجودهِ
هو قد توجهَ لـ مساعدتهِ وتيسيرِ الأمرِ الذي
أتى لأجله فوراً ..

لَــكن جونغكوك لم يهمهُ كلَ تلكَ الشكلياتِ والمظاهرِ التي لن تُقَدِمَ أو تؤخر شيئاً... فَـ هو قد تركَ عملهُ اليومَ فقط لأجــل أن يحرصَ على سلامةِ حماتهِ وسيرِ عمليتها على أتمِ وجه...

هذهِ مَــسؤوليتهُ وواجــبهُ تجاهَ زوجتهِ منذُ تلكَ اللحظةِ التي تقدمَ بها طالباً يدها...

وكُــلِ تلكَ المشاكل التي بينهما الآن لاعلاقةَ لها
بالدينِ والوعدِ الذي قطعهُ لها...!

آيــدن هو الآخر قد أصــرَ على جونغكوك كي يأتي معهُ ويساعدهُ في هذا اليومِ المهم ... لكن جونغكوك كانَ رافضاً لذلكَ جداً كونَ الآخر هو مَن يَـحلُ محلهُ إن غابَ...

فَـ جميعُ القراراتِ والتصرفاتِ التي يقومُ بها جونغكوك في العمل كانَ آيدن يعلمُ مغزاها وسببَ قيامِ الآخرِ لها لذلكَ فَـ إن جونغكوك دائماً ما يُؤَمنهُ على المنظمةِ إن غاب فَـ هو الوحيدُ الذي اُعـطِيَّ ثقةَ الرئيس...

تــايهيونغ كانَ جالساً على إحدى كراسي الإنتظار
يُـناظرُ زوجَ إختهِ الذي كانَ يتحدثُ معَ أحدِ الأطباءِ
على مسافةٍ قريبةٍ منه..

هو لم يتحدث معهُ حتى الآن... فَـ هــو يكره ذلكَ اللعينَ كرهاً حقيقياً... إنهُ يَحبسُ إختهُ واللعنة...!

لــكن لا بأس... لِـ تنتهي عمليةُ إمهِ على خير
اليوم وسَـ يرى هذا الحقيرُ ما سَـ يحدث...!

جميعُ الخبايا سَـ تكون علنيةً ما إن تنهي أمهُ عمليتها..!

ونَــسيبهُ لن يقدر لا بِـ سلطةٍ ولا بِـ نفوذٍ أن يُبقي أختهُ حبيسةَ ذلكَ القصرِ اللعين... فَـ الأمورُ سَـ تأخذُ منحىً آخر..!

" لِــمَ لِم تُحضِر تــالي معك؟!.. إنها عمليةُ أمها
وليسَ أيَ شخص...!"

بِـ حدةٍ نطقَ تايهيونغ ما إن وقفَ جونغكوك أمامهُ
لِـ يسمعَ تنهيدةَ الآخر والذي نطقَ فوراً مُجيباً إياهُ
بِـ إعتيادية..

" إنهـٓا مُتــعبةٌ ولاطاقةَ لها بالقدوم..."

تحدثَ جونغكوك بِـ صدقٍ فَـ هي رفضت القدوم عندما أخبرها بِـ ذهابه..

أو بالأحرى هي لم تَردَ عليهِ وتركت جانبهُ فوراً
حتى أنهُ شكَ أنها لم تسمع ما قاله...

لكنهُ الآنَ لم يكذب على شقيقِ زوجتهِ
فَـ الشحوب والنحول يسيطرُ عليها هذهِ الأيام
بالفعل... كما أن مزاجها مُتعكرٌ من الصباحِ للمساء..

هو يجبُ عليهِ أن يأخذها لِـ طبيبٍ بالفعل فَـ حالتها
تُقلقه...!

" لِــمَ هــي مُتعبة؟! مابها؟
ماذا فعلت لها أيها الحقير..!؟"

بِـ غضبٍ وقلقٍ تحدثَ تايهيونغ فوراً وكانَ قد نهضَ من على ذلكَ الكرسي فَـ سماعُ هكذا شيءٍ عن صغيرتهِ ليسَ بالهينِ على قلبِ أخيها أبداً...

" عــدنا لـ الحقيرِ والشجارِ مجدداً ...! إســمعني
تــايهيونغ دع عمليةَ إمكَ تمضي على خيرٍ هذا
اليوم وإترك تصرفاتكَ الهوجاءِ هذهِ فَـ نحن
في المشفى والناسُ مرضى...!"

بـ حدةٍ نطقَ جونغكوك مُنزعجاً من نسيبهِ الذي
يكون الشجارُ أولَ ما يحدثُ بينهما إن إلتقيا..

" سَـ تندمُ قريباً جيــون جونغكوك
أعدكَ بـ هذا..! "

ردَ عليهِ تايهيونغ بحدةٍ هو الآخرُ أيضاً لِـ يتجاوزهُ
ويدخلَ غرفةَ إمــهِ ناوياً الإطمئنانَ عليها...

عندها زفرَ جونغكوك أنفاسهُ بِـ قلةِ حيلة
لِـ يتحركَ هو الآخرُ صوبَ غــرفةِ الطبيبِ المسؤول
ناوياً التأكيَدَ عليهِ مجدداِ فَـ إحساسهُ غيرُ مُطمأن..!

وصِـدقاً هو قد إستغربَ عدمَ وجودِ السيدِ كيم
فَـ عمليةُ زوجتهِ اليوم وهو ليسَ هنا..!

فقط جــينا صديقةُ زوجتهِ من الجامعة
وتــايهيونغ كانا متواجدَين...

وحَــسناً وجودُ جينا قد أفادهم فَـ هي كانت
تساعدُ السيدةَ سومين كثيراً بِـ حكمِ كونها
إمرأةً أيضاً...

........................

" أمــي عندما تُنهينَ كلَ شيء سَـ آخذكِ لـكي
تَـري إنجازاتي في بريطانيا... مارأيك؟!.."

بـ نبرةٍ لطيفةٍ وحماسٌ تحدثَ إبنُ السابعةِ والعشرين
وهو يقفُ ملاصقاً لِـ سريرِ إمهُ في المشفى
ويحضنها بقوة ...

لِـ تضحك أمه على حماسِ صغيرها الذي كانَ يتوسلها
طيلةَ السنواتِ الفائتةِ أن تسافرَ لِـ عندهِ ولو لإسبوع
لكنها دائماً ما كانت ترفضُ بسببِ قلبها الضعيف والذي لن يتحملَ مشقةَ السفرِ أبداِ...

" حَـــبيبي بالطبع سَـ آتي... أريدُ أن أرى ما فَــعلهُ
صغيري هناك... أنتَ جعلتَ أولئكَ الأجانبَ يــغارونَ
منكَ بالتأكيد"

تحدثت أمــهُ بـ فخرٍ وإعتزاز لِـ يضحكَ تايهيونغ
بخفةٍ فَــرحاً بـ كلماتها الفخورة.. ثمَ تحدثَ بـ تباهٍ

" بالطبع هم يَــغارون أمي ... لكنهم سَـ يغارون
أكثــرَ ما إن يروا والدةَ رئيسِهم.. فَـ أنتِ تفوقينَ
جميعَ نساءهم جمالاً و رِقــة... "

مُــغازلاِ والدتهُ تحدثَ تايهيونغ وهو لازالَ مُستَمراً
بـ إحتضانها يريدُ أن يبعدَ عنها التوتر والخوف..

ومحاولتهُ تلكَ لم تفشل فَـ أمهُ ضربت ذراعهُ
بـ خجلٍ من كلامِ إبنها وإبتسامتها الخجولة
قد جعلت الإبتسامةَ تشقُ وجهَ تايهيونغ...

فَـ هذا ما تستحقهُ أمهُ فقط....

أمــه لاتستحقُ كل ذلكَ الجفاءِ من والدهِ ولاتستحقُ
تلكَ الحياةَ التعيسةَ معه...

زوجٌ لم يُكلف نفسهُ ويأتي لـ مساندةِ زوجتهِ في عمليةٍ جراحيةٍ مهمةٍ وخَطِرةٍ كَـ هذه...
فَـ ماذا ترتجي منهُ إذا ؟!..

بالطبع هو الآن عند إحدى عاهراتهِ اللاتي يخونُ
والدتهُ معهن ...

وآااه كم أن هذهِ الحقيقة تجعلُ النار تتقدُ في قلبهِ
فَـ ما تواجههُ أمـــه والآنَ أختـــهُ أيضاً يَـحرقُ أعصابهُ
ويُثيرَ غضبهُ لأقصى درجة...

لذلكَ هو لن يُبقيهنَ في كوريا أبداً... هو سَـ يأخذُ
والدتهُ وأختهُ ويرجعُ لِـ بريطانيا..!

" تايهيونغ صغيري أينَ أختك؟! لــقد جاءَ جونغكوك لي وحدهُ...! ألــم تأتي أختكَ معه ؟!.."

صوتُ والدتهِ القلق قطعَ سلسلةَ أفكارهِ وتخطيطهِ للمستقبل.... لِـ يتحدثَ فوراً راداً عليها..

" إنهــا مُتعبةٌ أمــي .. ولا تقلقي هي مُجردُ
نزلةِ بردٍ أقسمُ لكِ فَـ أنا حادثتها قبلَ قليلٍ بالفعل.."

بِـ تلبكٍ تداركَ تايهيونغ نفسهُ كاذباً وملفقاً مرضاً
لأختهِ ما إن رأى ملامحُ أمــهِ التي تحولت للهلع
عندما صرحَ عن كونها مُتعبة ...

" يــا إلهي طفلتي.. لِـمَ لم يخبرني جونغكوك
بـ كونها مريضة...؟ صغيرتي هي بالتأكيدِ تتألمُ
الآن... تايهيونغ إتصل عليها... أريدُ أن أحــادثَ
إبنتي..."

نطقت السيدة سومين تنظرُ لِإبنها كي ينفِذَ طلبها
فَـ هاتفها ليسَ معها الآن..

تايهيونغ توتر ما إن نطقت إمــهُ بذلك فَـ هو
قد حاولَ مراراً منذ الصباح لكنها لاتجيب..

قَلقت أمهُ من سكوتهِ الذي لم يرضيها
فَـ هي تريدُ سماعَ صوتِ فِـلذةِ كبدها قبلَ
أنَ تدخلَ للعمليات...

" لِــمَ لا تتصلُ بها تايهيونغ.. بُــني هيا..!"

بـ إصرارٍ مجدداً نطقت وقد تزامنَ ذلكَ معَ دخولِ
جينا للغرفة..

عندها تنهدَ تايهيونغ براحة فَـ جينا أنقذتهُ من تحقيقٍ طويل هو ذاتهُ لايعلمُ إجابته..

" خَــالتي أخبرتني الممرضة أنهم سَـ يبدوءن
بـ عمليةِ السيدِ بارك بعد قليل ... هذا يعني
أن الدور سَـ يلحقنا هـل تريدين فعلَ شيءٍ
قبلَ أن يأتوا !؟..."

تحدثت جينا فوراً فَـ لربما أرادت والدةُ صديقتها
إستعمالَ الحمامِ او حتى فعلَ شيءٍ معين تريدُ
القيام بهِ قبلَ أن يأتي تقنيوا التخدير لِـ تنفيذِ عملهم..

" أمــي سَـ أخرجُ الآن... وسَـ أستمرُ بالإتصالِ على
تاليا وما إن تجيبَ سَـ آتيكِ فوراً.. "

نطقَ تايهيونغ مُستغلاً وجودَ جينا قربَ والدتهِ
فَـ هذا أفضلُ وقتٍ للهروب.. لـ تومئ لهُ والدتهُ
تزامناً معَ جينا التي نظرت لهُ بنظراتٍ حزينةٍ
فورَ سماعها إسمَ صديقتها...

هي تريدُ معرفةَ ما يجري لِـ صديقتها لكن الجميعَ
يأبى إخبارها.... وتاليا هي الأخرى تتهربُ من لقاءها
والتحدثِ معها دائماً...

وهذا كانَ جارحاً لها بحق... هي ليست غريبة..!
فَـ منذ أن كانت في الروضةِ وهي وتاليا معاً
إحداهما تبيتُ في منزلِ الأخرى دائماً والسيدةُ
سومين كانت تعتبرُ جينا إبنتها الثانية...

فَـ لـمَ لايخبرونها بما يجري لـ رفيقةِ دربها؟!..

......................
مضت عشر دقائق...

" خالتي سَـ أقصدُ الحمامَ قليلاً وأعــود... هناكَ
فتاتانِ من وحدةِ التخديرِ قادمتانِ بالفعل... إن طرقوا
الباب إسمحي لهم بالدخول.."

تحدثت جينا بـ حرجٍ بعضَ الشيء فَـ هي يجبُ
أن تبقى هنا لكنَها مضطرةٌ للمغادرةِ قليلاً...

والسيدةُ سومين قد تفهمتها فوراً لِـ تردَ
عليها بـ إبتسامةٍ ونبرتها الحنونة قد لامست قلبَ
مَــن تعتبرها أمها الثانية..

" بالطبع بُــنيتي... فَـ لتذهبي.. "

إبتسمت لها جينا أيضاً لِـ تنهضَ من مكانها
وتغادرَ الغرفةَ بالفعل...

و في هذهِ الأثناء بقيت السيدةُ سومين تنظرُ للفراغِ
بـ مللٍ.... وتفكرُ أينَ أبنها العاق والذي إخلف وعده..

فـ هو لم يتصل بـ أختهِ كما طلبت منه...

شردت في تفكيرها وهدوءُ الغرفةِ قد ساعدَ على
ذلك...

لكنها إنتفضت بـ فزعٍ ما إن رنَ هاتفٌ قربها
لـِ تزفرَ أنفاسها بـ إرتياحٍ عندما أدركت أنَ ما أفزعها
مجردُ هاتف...

" إنهُ هاتف جينا... لقد نسيته..."

تمتمت بخفوت وكـ عادةِ البشرِ الفضوليين هي أرادت معرفةَ مَن يتصلُ بها فـ إن كانت والدتها هي
سَـ تجيبُ عليها..

لَكن ملامحُ وجهها كلها إستبشرت وإبتسامتها قد شقت وجنتيها لِـ شدةِ سعادتها...

فَـ عزيزةُ قلبِ إمها كانت تزينُ شاشةَ الهاتفِ
بـ إسمها..!

تلقفت الهاتف بيدها بـ لهفةٍ وإشتياق فَـ أمنيتها
تحققت وسَـ تسمعُ صوتُ وحيدتها...

فَتحت الخطَ فوراً لِـ تضعَ الهاتفَ على إذنها
بسعادة...

" صَـغـ...."

بِـ بهجةٍ أرادت السيدةُ سومين أن تتحدث لكن
تلكَ الشهقةَ العالية والنحيب من إبنتها قد جعلها
تُـشل...

جسدها بالكاملِ بدءَ بالإرتجاف...

" تَــ ــالـ...."

بـ إرتجافٍ نطقت بعد أن سمعت إبنتها تتحدث
عن خبايا الخطبةِ ذلكَ اليوم وعن السببِ وراءَ
موافقتها...

لكن إبنتها لم تسمعها بل صوتُ بُـكاءها وشهقاتها
قد طغى على اي صوتٍ آخر...

تاليا لم ترحم والدتها أبداً...!

هي إستمرت بالتحدثِ دونَ إعطاءِ المجالِ لأمها
أن تنطقَ حتى ...

تحدثت بـ تفاصيلَ وأحداثٍ جعلت قلبَ أمها
يضطرب بشدة بل أن بكاءها قد إمتزجَ معَ بكاءِ
إبنتها التي لم تنتبهِ لها حتى الآن...

" جـ ـينا سَـ أجـ ـهضُ الطـ ـفل اليـ ـوم... أنـ ـا
سَـ أتخلـ ـصُ منـ ـه...!"

بـ بكاءٍ ختمت تاليا كلامها لـ تصرخَ والدتها فوراً

" لاااا.... لا تــقتلي إبنكَ تاليا لااا...!"

بـ إنهيارٍ صرخت السيدةُ سومين وهي تشعرُ
بـ نفسها قد ضاق وأنَ الأنوارَ قد أصبحت معتمة...

هــي كانت على وشكِ فقدانها للوعي فَـ حالتها
إنتكست بشدة وضرباتُ قلبها قد أصبحت بطيئةً
جداً...

ولأجلِ ذلكَ بدءَ الجهازُ يصدرُ ضوضاءَ عاليةً قد
أفزعت الكادرَ الطبي الذي جاءَ راكضاً..

تزامناً معَ ركضِ جونغكوك وتايهيونغ اللذينِ قد إصفرت وجوههما من الخوفِ والهلع...

أصبحت الغرفةُ مُكتظةً والضوضاء والصراخُ قد وصلَ لِـ تلكَ التي كانت تصرخُ من الهاتفِ بهلعٍ
وخوف...

تايهيونغ قد أصبحت عيونهُ زجاجيةً وهو يرى
الأطباءَ ملتفينَ حولَ والدتهِ.... هو كانَ يتنفسُ
بـ هلعٍ وصوتٍ عالي...

تقدمَ منهُ أحدُ الأطباءِ لـ يحاولَ السيطرةَ
على ذاته..

" سيدي سَـ ندخلُ والدتكَ لـ غرفةِ العمليات..
لقد إجتازت النوبةَ بالفعل.."

" هَـ ـل سَـ تكون بخير...؟!"

بقلقٍ تحدثَ لِـ يبتسمَ لهُ الطبيبِ ويربتَ على
كتفهِ مُطمئناً إياه...

" لاتقلق سيد كيم... القلبُ الجديدُ جاهز بالفعل
ووالدتكَ قد إجتازت الخطر الآن.... لذلكَ لن يبقى
أمامنا غيرُ زراعتهِ وعندها سَـ تبدءُ عمراً جديداً..
فقط لـ يتقبل جسدها القلب الجديد
وَ سَـ تكونُ العمليةُ ناجحةً مئةً بالمئة...!"

أومئ له تايهيونغ وهو يمسحُ دمعةً خائنةًقد تدحرجت على وجنته...

فَـ إنصرف الطبيب لِـ يحضرَ ذاتهُ للعملية وأما
والدتهُ فقد وضعوا على فمها بخاخَ التخديرِ بالفعل..

" سَـ تكونُ والدتكَ بـخيرٍ لاتقلق...! "

نطقَ جونغكوك بهدوء يحاولُ مواساةَ الآخر
فـ هو رأى دموعهُ التي نزلت من الخوف...

" سـ نكون بخيرٍ إن طلقتَ أختي وحررتها منك..!
سَـ نكونُ بخيرٍ حقاً وسعداءَ وقتها.."

ردَ عليهِ تايهيونغ بهدوءٍ فـ هو مرهقٌ ولن يستطيع
الإنفعال عليه... لِـ يسمعَ تنهيدةَ الآخر الذي تَجاهَلَ
الردَ عليه...

فـ تجاهلهُ تايهيونغ أيضاً مولياً إهتمامهُ لوالدتهِ
إقتربَ من سريرها لِـ يُمسكَ كفها بينَ يديهِ
ويُقبلها مراراً...

إلى أن إنتهى بهِ الحالُ جالساً على الكرسي الذي
بجانبِ السرير ويضعُ كفَ والدتهُ على وجنتهِ مُغمضاً
عيناهُ بـ راحةٍ لـ تجاوزها هذهِ النوبةَ المفاجِئة...

......................

في الجهةِ الثانية حيثُ تلكَ التي سَـ تفقدُ عقلها من القلق والخوف...

هــي كانت تدور في الغرفةِ مثل المجنونةِ وتمتمُ
بـ عبارتٍ تدعوا بها الإلــه أن يجعل عملية أمها تنحج..

فـ هي سمعت كل ما حدث بالغرفة وأدركت أن والدتها قد أصيبت بنوبةٍ بسببِ غباءها وتهورها...

ما كــان يجبُ أن تتهور.... ماكانَ يجبُ أن تتهور
هكذا...

تأنيبُ الضميرِ قد لازمها....!

هــي لاتعرف ماذا سَـ تفعل.. وبـ اي وجهٍ سَـ تقابلُ
والدتها الآن...

لكن الأهمَ من ذلكَ هو هذا الطفل الذي في بطنها
الآن...!

أمها باتت تعلمُ بوجودهِ وهذهِ كارثة...!

هي سَـ تجهضهُ بالتأكيد... لكنَ أمها لن تتركها
بعدَ أن تفعل ذلك...

اللعنة لِمَ حدثَ ذلك.... هي كانت تريدُ التخلص منهُ
دونَ أن يعلمَ بشريٌ غيرها بوجودهِ...!

تعبت من المشي وشعرت بالدوار لـ تجلسَ على
السريرِ بسرعةٍ قبلَ أن تسقطَ أرضاً...

" أنــا سَـ أجهضهُ معَ ذلك... أمــي لن تمنعني...
أنا لا أريدهُ.... أنا لا أريدُ أيَ شيءٍ يربطني بهذا
الرجل...!"

نطقت بـ إصرارٍ تؤكدُ على ذاتها كي لاتتراجعَ
لأي سببٍ كان...

فقط لـ يهدءَ قلقُها على أمها ويخبرها
أحدهم بـ نجاحِ عمليتها وسَـ تجهضهُ فوراً...

...................
كانت جينا وتايهيونغ جالسينِ أمامَ صالةِ العملياتِ
منذ ساعةٍ بقلق... أما جونغكوك فَـ كان يأتي ويرحل
وتايهيونغ لم يهتمَ لِـ سببِ رحيلهِ أصلاً...

إستمرت الدقائقُ بالمضي تلتها الساعات..

جونغكوك جلسَ أيضاً منتظراً لكنهُ بالطبعِ
لم يحمل قلقاً مُماثلاً لـ قلقِ نسيبهِ الذي كلما
زادَ وقتُ العمليةِ زادَ إضطرابهُ وتوترهُ والذي
سَـ يلاحظهُ أي شخصٍ ينظرُ إليه...

حدثت ضوضاء أفزعت ثلاثتهم لـ ينهضوا
بـ هلعٍ ووجوهم قد إصفرت ماإن رأوا ممرضةً
تركضُ بـ أكياسِ دمٍ كثيرةٍ ...

" مــاذا يحدثُ أرجوكِ..."

صرخَ تايهيونغ بـ هلعٍ بعد أن أمسكَ يدَ ممرضةٍ أخرى
قد خرجت لتوها من الصالة...

" لا أعــلم سيدي... لَــكن جسدَ المريضةِ
يرفضُ تَـــقبلَ القلبِ الجديد...!"

سحبت الممرضةُ نفسها بسرعةٍ لـ تبدءَ بالركضِ
بـ إتجاهٍ ما فَـ لاوقتَ لديها للتفسيرِ او شرحِ شيء

يجبُ عليهم أن يتلاحقوا المريضةَ بسرعة...

وما إن إنصرفت تلكَ الممرضةُ دونَ إعطاءِ الفرصةِ
لهُ كي يفهم ما يجري تايهيونغ قد سقطَ على الأرض

مُــتسبباً بـ هلعَ جينا وجونغكوك اللذينِ قد ركضا لهُ فوراً..

" أمـ ـي... أمي أنتِ بخير... أمي بخير..."

كانَ يتمتمُ وعيناه معلقةٌ على صالةِ العمليات
وكأنهُ يحادثُ أمه...

لـ يشعرَ بـ شخصٍ يَضعُ يديهِ تحتَ ذراعيه..

" تايهيونغ إنهض..."

كانَ هذا صوتَ زوجِ إختهِ اللعين...

إخته؟!...

اختهُ يجبُ أنَ تكونَ هنا الآنَ وفوراً....

بـ هلعٍ كانَ قد أبعدَ يدي جونغكوك عن جسدهِ
لـ ينطقَ فوراً...

" أحضرها.... أحضر أختي الآن بسرعة...
إتصل بها لـ تأتي الآن...!"

إستسلمَ لهُ جونغكوك بالفعل لـ يخرج هاتفهُ ويحادثُ
العمَ جونغ كي يحضر تاليا الآن....

فـ عندِ التفكيرِ في الموضوعِ وجودها الآن ضروريٌ
فَـ لربما يحدثُ شيءٌ للسيدةِ سومين...

تنهدَ بـ ثقلٍ عندما أخبرهُ العمُ جونغ أنهُ سَـ يحضرها
فوراً لـ يخبرهُ جونغكوك بـ مكانهم في المشفى كي لاتتوه تاليا إن أتت...

أعادَ أنظارهُ لـ تايهيونغ الذي كانَ لايزالُ جالساً على
الأرضِ وشفتاهُ ترتجفانِ فَـ الفوضى قد زادت

لـ يغمضَ عيناهُ بقلقٍ يدعو الإله أن لايحرمَ أبناءها
منها... فَـ الوضعُ خطر جداً....

وحالةُ تايهيونغ لاتوحي بـ أي خير فَـ هو إستسلمَ
لـ فكرةٍ قد رسخت في رأسه...

....................
مضت دقائقُ أخرى لـ يُغلقَ الضوء ُ الأخضر
الخاص بالعملياتِ دلالةً على إنتهاء العملية ...

فَـ نهضَ تايهيونغ بصعوبةٍ وعيناهُ الفارغةُ
كانت تنتظرُ خروجَ أي شخص...

وقد خرجَ أحدهم بالفعل...

لقد خرجَ الطبيبُ المسؤول عن العملية
لكنهُ كانَ مُنــكساً لـ رأسه والحزنُ سيطرَ على
ملامحِ وجهه...!

عنــدها أمسكَ تايهيونغ جهةَ قلبهِ بخوف
أما جينا فَـ بدأت بالبكاء بالفعل...

إقتربَ الطبيبُ من تايهيونغ فَـ هو يعرفُ أنهُ
إبنُ السيدةِ التي أجرى لها العمليةَ... لِـ يضعَ
يدهُ على كتفهِ ناطقاً بما جعلَ الجميعَ يتصنمون...



" تَـــعازي الحارة بُــني... أعَـطتكَ أمــكَ عمرها..!
لقد فشلت العملية... لكنَ فشلها لم يكن بسببِ
خطأٍ طبيٍ أبداً... فَـ المريضةُ إستمرت بـ رفضِ
القلبِ.... حاولنا كثيراً وبذلنا جميعَ ما إستطعنا
عليهِ لكنها لم تتقبل هذا القلبَ أبداً...!
تــعازي الحارةَ وإعتذاري الخالص... "





" مـ ـاذا ؟!...أنـ ـتَ تـ ـمزح...
أمـ ـي لـ ـم تـ ـمت !! أمـ ـي سَـ تذهـ ـبُ مَـ ـعي
لـ بريـ ـطانيا... أمـ ـي قـ ـالت أنـ ـها سَـ تأتـ ـي..! "

بـ تأتأةً تحدثَ وهو يحركُ يداهُ في الهواء
عيناهُ كانت متوسعةً ينظرُ للطبيبِ بترجٍ
يريدهُ أن يصدقَ كلامهُ...

لكنَ صوت جينا الذي قد علا بالبكاء
وترهُ لـ يلتفت لها بغضبٍ فـ لمَ تبكي ولم يحدث
شيء...؟!
بُـكاءها العالي يُزعجه...

" جـ ـينا توقــ ـفي .. أمـ ـي بخيـ ـرٍ لاتـ ـبكي..
صـ ـوتُ بـ ـكاءكِ يُزعجـ ـها توقفــي...!"

نطقَ مجدداً تحتَ أنظارِ الطبيبِ وجونغكوك
الذي كانت عيونهُ دامعةً بالفعل...

" بُـني أنــا آسف..."

نطقَ الطبيبُ يريدُ إخراجَ الشابِ من حالةِ الصدمةِ
التي أصابته..

وتايهيونغ قد أولاهُ إنتباههُ مجدداً فَـ تحدثَ فوراً..

" أمــكَ في مكانٍ أفضل الآن... هي لاتتألم.."

نطقَ الطبيب مجدداً لِـ يرى ملامحَ الآخر التي
تَدلُ على أنهُ أدركَ وإستوعبَ كلماتهِ أخيراً..

فَـ نزلت دموعهُ عليهِ ما إن بدءَ الشابُ بالصراخِ
وصراخهُ قد هزَ المشفى بالكامل..

سقطَ على الأرض مُستمراً بنداءِ والدتهِ
وحزنُ العالمينَ قد إجتمعَ في صراخه...

جونغكوك دموعهُ نزلت بحزنٍ وهو يرى
إنهيار الآخر وصراخهُ منادياً أمهُ التي رحلت..

قلبهُ كانَ يدقُ بـ عنفٍ خائفاً من ردِ فعلِ
زوجتهِ... هو قلقٌ عليها جداً فـ إنهيارُ تايهيونغ
الآن لن يكونَ شيئاً أمامَ إنهيارها...!









لَــكنهُ كانَ مخطئاً...!





فَـ زوجتهُ كانت واقفةً خلفهم بالفعل وعيناها
تنظرانِ لإنهيارِ شقيقها بـ نظراتٍ ميتة..

" لــقد قتلتُ أمـــي...!"

.
.
.

عادَ جونغكوك للمنزلِ بعدَ مرورِ ساعةٍ على ماحدث
فـ أقاربُ تايهيونغ ووالدهُ قد جاءوا للمشفى بالفعل..

دخلَ للمنزلِ بـ شكلهِ المُتعب لِـ تستقبلهُ والدتهُ
وإختهُ بـ قلق...

" بني ماذا حدث... هل كل شيء بخير؟!
زوجتكَ لم تحادِثنا عندما سألناها قبلَ قليل..؟"

تحدثت والدتهُ لِـ ينظرَ لها جونغكوك بـ إستغرابٍ
فَـ هو ظنَ أن تاليا لم تأتي للمشفى كونهُ لم يرها...

" ماذا....؟! أمــي هل تاليا ذهبت للمشفى؟"

بـ إستغرابٍ سألَ لـ تردَ عليهِ والدتهُ فوراً
فَـ إبنها وزوجتهُ قد حيراها...

" أجل هي ذهبت مع جونغ فـ هو أخبرني أنكَ
إتصلت بهِ وطلبتَ منهُ إحضارَ تاليا... وهي قد ذهبت
معهُ بالفعل... لكنها عندما عادت كانت غريبةً بعضَ
الشيء.... هل كلُ شيءٍ بخير؟!..."

سألت أمهُ بقلقٍ عندما رأت تلكَ الملامحَ القلقةَ
التي غزت وجهَ صغيرها...

" آااه أمــي يجبُ أن أذهبَ لها فوراً... السيدة
سومين قد ودعت الحياة قبلَ قليل... أخبري
أبي وعمتي أن يتحضرا فَـ الجنازةُ سَـ تكونُ
في الرابعة..! "

تحدثَ جونغكوك بسرعةٍ لـ يركضَ ناحية الدرجةِ
يريدُ الوصولَ لـ غرفتهِ فوراً تاركاً والدتهُ التي صدمت
مما سمعت وكارمن التي قد أدمعت عيناها بالفعل ما إن أدركت أن والدةَ تاليا قد فارقت الحياة...

فَـتحَ جونغكوك بابَ الغرفةِ بسرعةٍ وقلبهُ
كانَ ينبضُ بـ عنفٍ خائفاً على جَــنتهِ
فَـ هي فقدت والدتها واللعنة...!

لم يجدها في الغرفة لـ يهلعَ ويدخلَ باحثاً
عليها فَـ لربما تكونُ في الحمامِ أو غرفةِ الملابس..

لكنهُ توقفَ ما إن رأى هيئتها المتوشحةَ بالسوادِ
بالكاملِ تخرجُ من جهةِ غرفةِ الملابس...

بـ قلقٍ نظرَ لـ وجهها يريدُ تفحصَ محياها
لكنهُ صُــدمَ عندما لم يرى دموعاً...!

لِـمَ لا تبكي؟!....

هــل هي في حالةِ صدمةٍ كَـ تلكَ التي دخلها
تايهيونغ قبلَ قليلٍ وترفضُ تصديقَ وفاةِ والدتها؟!..

لكنها ترتدي السواد!!..
أي أنها أدركت حقيقةَ فقدها لـ أمها وإلا لما
إرتدت الأسود؟!...

رآها تنظرُ لهُ بـ طرفٍ عينها لـ تتحركَ وتجلسَ
على الأريكةِ بـ هدوءٍ قد أربكهُ...

هو لم يرتبك هكذا أمامَ أخطرِ المجرمينَ
وأشرسهم...

جَــنتهُ جلست دون حراكٍ وعيناها تنظرانِ
للأرضٍ بفراغ...

ماذا عليهِ أن يفعل؟!..

هو لم يرى شخصاً يموتُ لهُ عزيز وتكونُ هذهِ
هي ردةُ فعله...

المفروض ان تبكي.... أن تنهار... أن تصرخ...
لا أنَ تجلسَ بهذا البرود...!

تقدمَ منها لـ يصبحَ مقابلاً لها لكنها لم ترفع
عيناها لهُ بل لم تهتمَ بوجوده...

لـ يتنهدَ بحزنٍ وقلقٍ عليها ثم جلسَ مجاوراً
لها دونَ أن ينطقَ بـ أي شيء...

فَـ لربما وجودهُ يكون مريحاً لها...

أرادَ أن يحضنها ويضعَ رأسها حيث صدرهِ
لكنها نفرت منهُ فوراً لـ تنهضَ من مكانها
وتعيدَ الجلوسَ على السريرِ هذهِ المرة...

فَـ نظرَ ناحيتها بقلقٍ غيرَ راضٍ عن ردِ فعلها
هذا... فَـ هي أعادت النظرَ للأرضِ بـ نظراتٍ
مُبهمةٍ لايستطيع تفسيرَ معناها...

.......................

كانت الساعة تمامَ الثالثةِ ظهراً...

حيث يجبُ على جونغكوك تاليا أن يتوجهوا
لـ والدةِ تاليا قبلَ أن يحينَ موعدُ الجنازة..

جونغكوك أنهى تحضير نفسهِ بالفعل
لـ يبدءَ بـ نداءِ تاليا التي دخلت الحمامِ منذ
عشرِ دقائق...

مضت ثوانٍ لـ تخرجَ زوجته نحوه بالفعل...

بَــعدَ أن إبتلعت الحبةَ الأولى...!

.
.
.

حدثت الجنازة....
تاليا وتايهيونغ ووالدهما كانوا يقفون في السطرِ الأولِ بالفعل...

تايهيونغ كانَ مُنهاراً وبالكادِ يقف... حالهُ كـ حالِ
الكثيرِ من الحاضرين...

فَـ السيدةُ سومين كانت حنونةً وإنسانةً طيبةً
بـ كل ما تحملهُ هذهِ الكلماتُ من معنى...

لَــكن تاليا كانت بــاردةً وتنظرُ لـلتابوتِ الذي يحوي
رفاةَ أمها بـ فراغ...

عيناها لم تبتعدا عن ذلكَ التابوتِ أبداً...

هي كانت تنظرُ لهُ بـ ثباتٍ وعيونٍ فارغة...!

تحتَ أنظارِ زوجها وأخيها الذي قَلِقَ عليها
بالفعل ما إن لاحظَ حالها ..

.....................
الساعةُ الثانيةُ والنصف ليلاً...

جونغكوك غطَ في النومِ أخيراً بعد أن إدعت تاليا
أنها نامت بالفعل...

فَـ هو كانَ يرفضُ أن ينامَ ويتركَ تاليا وحدها
مُستيقظة.. الى ان جزعت تاليا منهُ لِـ تدعي
أنها نائمة...

نظرت للساعةِ مجدداً لـ ترى أنها قاربت
على الثالثة.. فَـ نهضت من إستلقاءها وبدأت
تتحركُ بخفةٍ مُطمئنةً من ناحيةِ عدمِ إستيقاظِ
زوجها فَـ هو يغطُ في نومٍ عميقٍ بالفعل...

أخذت لها بعضَ الثيابِ من غرفةِ الملابسِ
لـ تتوجهَ ناحيةَ الحمامِ وتغلقَ البابَ خلفها بالمفتاح...

أخرجت الحبةَ الثانيةَ من حبوبِ الإجهاضِ
لـ تبتلعها فوراً بـ عيونٍ ميتة...

فَـ الإجهاضُ يكون بـ أن تأخذَ حَـبتينِ متتاليتين
الفرقُ الزمني بينهما إثنتي عشرة ساعة...

هي أخذت الحبةَ الأولى في تمامِ الثالثةِ ظهراً
والآن قد أصبحت الثالثةُ صباحاً...

و هذهِ الحبوب سَـ تؤدي عملها وتَطردَ الجنينَ
من الرحم...!

فَـ هي تسببُ تقلصاتٍ في الرحمِ
وشلحَ بطانتهِ التي ينغرسُ بها الجنين...

تأوهت تاليا بـ صوتٍ مكتومٍ ما إن أحست
بـ تقلصاتِ رحمها القوية...

نزعت ملابسها عنها فوراً لـ تفتحَ المرشَ الذي
أصدرَ صوتاً بهِ بعضُ العلو وهذا جيد فَـ هو سَـ يغطي
على أنينها وتأوهاتها...

وقفت تحتهُ لـ يسري الماءُ على كاملِ جسدها..

بدأت تحسُ بـ سكاكينَ تُطعنُ في رحمها
لـ تعض يدها بقوةٍ تحاولُ أن لاتصرخ...

عيونها قد أدمعت من الألم وطبعةُ أسنانها قد
جعلت الدماءَ تظهرُ في يدها...

أحست بروحها سـ تخرجُ من هذا الألم
وبـ أنَ رحمها سَـ يقتلعُ نفسهُ من جسدها...

لم تستطع التحمل أكثر وهي واقفة فَـ تكورت
على ذاتها والمياه لازالتُ تسقطُ على جسدها...

" آاااااه...!"

صرخت تزامناً معَ تحولِ لون المياهِ في أرضيةِ
الحمام إلى اللونِ الأحمر...!

دماءها نزلت مع ألمٍ رهيبٍ لا يُحتمل
لكنها معَ ذلكَ كانت تنظرُ لِـ تلكَ الدماءِ
التي ملئت المكانَ حولها بـ فراغ...







" لـــقد قــتلتُ طـــفلي كــما قـــتلتُكِ
يــا أمـــي..!"

------------------------------------------------♥️






دمتم بخيرٍ وألفٍ منهُ أعزائي ..
كانت معكم مُحَدِثَتكم ... ڪآمـيني ...♥️✨

Continue Reading

You'll Also Like

437K 33.9K 60
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...
37.9K 3.6K 37
{ ڤانتازيا بحرية } يقولون انها اسطورة فحسب لكنني اقول انها كائنات عظيمة ، يقولون انه مجرد نسج من خيال شخصٍ راحِل ..لكنني اقول انها حقيقة ، يقولون ان...
143K 14.4K 43
"سأكون موجوداً دائما في احلامك و في حياتك لن تتخلصي مني " ثم اجابت بخوف أثر الظلام الدامس و الهدوء المستفز للأعصاب " لكن من انت !! و ماذا تريد ! " ل...
958 130 10
مصـاص الدمـاء الـذي يعـيش فـي القرن الواحـد والعـشرين يجد صعوبة في التأقلم مع البشر وفـي صُـدفة سيئـة يكتشفُ أن الرجل الـذي يحاول قتـله هـو شبيهه من...