لُجَيْ ٢ | عاميّة سعودية

By yoka_story

31.1K 2.4K 2.6K

" لجي!.. وما خفي كان أعمق..". . الجزء الثاني من الرواية؛ ضروري قراءة الجزء الأوّل لمواكبة الأحداث والشخصيات. ... More

أمّا قبل: مقدمة..
«١»
«٢»
«٣»
«٤»
«٥»
«٦»
«٨»
«٩»
«١٠»
«١١»
«١٢»
«١٣»
«١٤»
«١٥»
«١٦»
«١٧»
خارج الفصول: نقاش مهم❗
فصل جانبي «٢»: عودة للرياض.
«١٨»
«١٩»
«٢٠»
«٢١»
«٢٢»
«٢٣»
«٢٤»
«٢٥»

«٧»

1K 100 97
By yoka_story

.
السلام عليكم🌺
.

خذوا نفس عميق قبل القراءة👀👈👉
.
.

إن أعجبكم الفصل...
أرجو منكم التصويت★والتعليق على الفقرات..
.
.
.

• • • •

"صوت أنفاسي كان عالي ورؤيتي ضبابية.. كل الأصوات توصلني زي الصدى..

أخذت وقت على ذا الوضع لين ما بدأت استوعب اللي يصير قدّامي.

شفته كيف مطوّق رقبته بيدينه الإثنين ويخنقه، والثاني يحاول يحرّر نفسه بأي شكل وفي نفس الوقت يسعل بقوّة وطاقته على وشك الاندثار..

عقلي وقف عن التفكير وما كنت قادر آتي بأي حركة، بس في نفس الوقت كنت أحاول اني أفوق.. لازم أسوّي شي، ما يصير أخلّيه ينهي حياته مستحيل!

استجمعت قوّتي وقمت بسرعه.. أخذت أقرب شيء لقيته قدّامي وركضت تجاهه ناوي أضربه على راسه...."

• • • •

#لجي:

"بعد ثلاث ساعات تقريبًا وقفنا في استراحة، صلينا المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا بعدها جلسنا على كراسي الاستراحة، ورغم رفضي إلا ان "عبد الرحمن" كان مصمم وراح يجيب أكل لنا..

أنا ضليت مكاني وشردت في عدة أمور.. أولها اتذكرت المرة اللي أنا و"حمد" سافرنا فيها للمدينة، دائمًا ألف وأدور وأرجع أتذكر ذيك الأيام، بالرغم من صخب أحداثها كان فيها أشياء كثير لمست قلبي.

ثاني شيء شردت فيه هو قلقي من اللقاء، وأقصد فيه لقائي بأبوي...
يا ترى كيف صار دحين؟
صحته كويسه ولا متأثره من وقت الغيبوبة؟
إذا شافني بيفرح ولا بينزعج لأني قطعته طول ذا الوقت وكنت أرفض اني أتواصل وياه؟
أخباري كانت توصله من أبو "عبد الرحمن" اللي أظن لين دحين مو فاهم إيش المشكلة اللي ممكن توصّل علاقتي بأبوي لذي النقطة.

صح أنا أحتك ب"سعد" و "حمد" على خفيف رغم توتر علاقتي وياهم، لكن مع أبوي فالوضع كأني قطعت العلاقة نهائيًا، والسبب ان عتبي الأكبر كان عليه؛ الموضوع برمته ما كان ممكن يوصل لذا الحد لولا ان هو سمحله يوصل لذا الحد..
وإذا هو معتبر نفسه الراس الكبيرة والشخص اللي يتحكم في الأمور فأظن طبيعي يفهم السبب اللي خلّاني أتخذ ذا الموقف".

- شكلك وانت سرحان عميق، تحتاج صوره.

"خرجت من شرودي على تعليق "عبد الرحمن" اللي توي أنتبه انه رجع، وبالنسبة لتعليقه فمدري الصراحه ما عمري شفت نفسي وأنا أسبح في أفكاري، بس يمكن اللي عطى منظري جو هو الشال الكحلي اللي لفيته حول أكتافي لأن بدأت أحس ببرودة الجو من الصباح، غير نسمات الهوا اللي زادت من فوضوية شعري.

اتنهدت وبدال ما أرد على "عبد الرحمن" ناظرت السما اللي كانت مغيمه بشكل جزئي.. أرجو ان ذا الشيء ما يأثر على رحلة "حمد" و "صفوان".

• • • •

#حمد"

"من شباك الطيارة كنت أناظر الغيوم الكثيرة، لنا في الجو أكثر من أربع ساعات من أصل ثمان ساعات وثلث وهي المدة المتوقع اننا نوصل فيها لوجهتنا، مدري قديش ارتفعنا عن الأرض..

أقصد الأرض اللي نمشي عليها مو كوكب الأرض، انا مو بذا الغباء..!

اتنهدت بصوت عالي بعدها وجّهت نظري ل"صفوان" اللي نايم جنبي زي القتيل، الحمد لله انه ما يشخر ولا كان فضحنا..!
الأخ نايم من أكثر من ساعة ونص وأنا صراحه حاقد عليه مرّه لأني مو من الأشخاص اللي يعرفون ينامون في أي مكان بسهولة، مو متخيل اني بجلس طول الثمان ساعات بدون نوم!

في نفس الوقت كنت حاسس برهبة من أوّل ما ركبنا الطيارة أو من قبلها حتى..
ما كنت أبغى أعترف بذا الشيء بس أنا من الأشخاص اللي بتوترون إذا ركبوا وسيلة نقل زي الطيارة، مقدر أوقّف أفكاري في إن الطيارة ممكن تطيح أو تنفجر أو أو أو..!

رجعت اتنهدت مرّه ثانيه وسندت راسي على الكرسي ورايا.. شبح ابتسامة حزينة ارتسم على وجهي وأنا أتذكر كيف اتهاوشت مع "صفوان" عشان آخذ الكرسي اللي جنب الشباك.. مو ذا هو السبب في كونها حزينة، بس ان ذا الموقف ذكرني بموقف مشابه، وهو وقت سافرت مع "لجي" من المدينة لجدة بالطيارة..

" - "حمد" لا تستهبل ترا كلها ساعه ونوصل!
- طيب انت قول لنفسك إذا كلها ساعة ليه مرّه متلهّف تجلس جنب الشباك؟!
- مين اللي متلهّف باللّه؟ أنا ولا اللي ركض علطول عشان يحجز الكرسي زي الأطفال؟!

هوشه دارت بيني وبين "لجي" من قبل ما تتحرك الطيارة حتى، والسبب اني أخذت الكرسي اللي جنب الشباك... واضح انه مرّه يبغى يجلس جنب الشباك ولّا ما كان اتهاوش كذا وياي أنا بالذات!

في النهاية أنا اللي فزت وما قمت من مكاني، والأخ المعصّب اتكتف وصار يناظر جهة ثانية، حركاته زي الأطفال ويقول علي أنا زي الأطفال!

السبب اللي يخلّيني أجلس جنب الشباك هو اني أحاول أشكل بالي بالمنظر، رغم ان ذا ممكن يزيد خوفي أوقات بما إني شايف السما قدامي مما يخليني أفكر أكتر في إني طاير في الجو بس ما أعرف أفكر في حلول ثانية، ببساطة لو جلست عالكرسي اللي جنب الشباك راح أنشغل بالنظر حولي، وقتها بتوتر من فكرة اني راكب طياره!

ايوه أنا أخاف من فكرة اني راكب الطيارة أكثر من فكرة اني طاير في الجو.. وضع عجيب أدري.

- إيش فيك متوتر؟

سألني "لجي" بعد ما بدأت تتحرّك الطيارة لأني اهتزيت مع حركتها.. واضح انه لاحظ ذا الشيء..
بس رغم كذا حاولت أكابر وقلت بحاجب مرفوع: - مين قال اني متوتر؟

قلّب عيونه بملل ورجع ناظر قدامه..
الحيوان مين قوّى عينه كذا؟!

كل حركة الطيارة لين دحين اقتصرت على انها تمشي عالأرض متحركه من مكانها.. بس وقت بدأت ترتفع اهتزّت بقوه وقتها "لجي" شهق واتحرّك كأنه بيطيح من مكانه..

ابتسمت أنا بشماته ذي المرّة وقلت بسخرية: - إيش فيك متوتر؟
ناظرني بحدة وقال: - أقول خلّيك في حالك..

- واضح ان في أحد خلّى رحلة الطيران حقته هو وأبوي من الرياض لجدة تفوت بالقصد!

علّقت وانتظرت أشوف رد فعله بس هو ما رد ولا ناظرني حتى... وقتها أنا حسّيت براحة وخف توتري بس لمجرّد ان في أحد يشاركني ذا التوتر...".

فقت من شرودي وقت سطعت قدامي علامة ربط حزام الأمان.. بعدها وصل صوت المضيف وهو يأكد على ربط حزام الأمان لأن ممكن نمر بتذبذبات جوية.. اللّه يستر! ".

• • • •

#لجي:

- مو اتفقنا بعد الاستراحة أنا اللي أجلس جنب الشباك؟!

"قلت بعصبية وأنا أناظر "عبد الرحمن" اللي اتعمّد يسبقني للباص عشان يجلس جنب الشباك..

ناظرني بابتسامة مستفزة وحرّك كتوفه ببديهية وقال: - غيّرت رأيي..

عصّبت من أسلوبه وقلت بدون ما أنتبه: - لا تستهبل باللّه "حمد"..!
- "حمد"..!
علّق بتقطيبة حاجب وأنا ما انتبهت عاللي قلته إلّا وقتها...

صح أنا اتذكرت سفري مع "حمد" بس ما اتوقعت أندمج في أفكاري لذي الدرجة..
فكرة انك تنادي أحد بغير اسمه لحالها تخجّل عشان كذا أنا ناظرت لجهة ثانية بصمت وما واجهت "عبد الرحمن"..

رغم كذا وصلني تعليقه وقت قال بصوت منزعج: - ما لقيت غير وجه التيس ذاك تناديني باسمه؟!
ناظرته وقتها وكان راسم على وجهه ملامح مشمئزّه بس تضحّك في نفس الوقت، ذا خلّاني أفهم انه يتصنّعها..

بس واللّه عندي فضول أفهم عداوة ذول الاثنين بسبب مواقف طفولية صارت وهم صغار؟!
يا ترى مين كسّر للثاني ألعابه؟

سألني "عبد الرحمن" فجأة: - انت من اللي ينامون في الباص؟

أعتقد قد قلت اني ما أحب أنام في السيارات بس رغم كذا جاوبته باللي يصير كثير: - ايوه..
وقتها هو قام من مكانه وقال: - خلاص أجلس جنب الشباك، لا تنام على الكرسي الثاني وتطيح فجأة.

احم.. صراحه صارتلي كثير فعلًا وأنا صغير!

أول ما قام أنا علطول جلست عالكرسي وكنت مستانس كأني فزت بغنيمة مدري على وش!
بس خلينا نقول أبسط الأمور ممكن تسعد الإنسان...

مرّت ساعتين في الطريق وأنا أغلب الوقت كنت أناظر من الشباك رغم ان ظلام وما في شيء أشوفه، بس أنا كنت سرحان وأفكر في عدة أمور كالعادة يعني..

وفجأة بدأت أسمع صوت قطرات تضرب القزاز بسرعه.. مطر!
ورغم ان ذا المفروض يسعدني بس أنا خفت وعلطول رفعت جوالي بتصل على "حمد".. بس عطاني ان الرقم غير موجود في الخدمة، شيء بديهي لإنهم طايرين في الجو دحين بس أنا ما استوعبت!

سندت ظهري على الكرسي اللي ورايا واتنهدت بصوت عالي، بعدها حسّيت بضربة خفيفة على ذراعي فناظرت جنبي ل"عبد الرحمن" اللي كان يناظرني بملامح هادية وقال: - ترا إذا تمطر هنا مو شرط في مشاكل جوية يعني رحلتهم ما بتتأثّر لا تخاف.
هزيت راسي موافق على كلامه وحاولت آخذه في عين الاعتبار عشان أخفّف توتري...

يمكن غريب ان "عبد الرحمن" داري بموضوع سفرهم بس أنا في الاستراحة جلست أسولف وياه واتطرقنا لأمور كثير، ما عمري اتخيّلت اني ممكن أخوض حديث مع "عبد الرحمن" لذي المدة ولا بذا الشكل بس الوضع أخذني لكذا، خاصة ان هو كان يكلّمني بأريحية واتكلم عن أشياء كثير.

رجعت ناظرت الشاشة، بعدها فتحت محادثة الواتس حقت "حمد" اللي ما فتحتها من زمان، كتبت رسالة أسأل فيها عن أحوالهم، أظن بمجرد ما يكون عنده نت في الجوال بتوصله الرسالة".

• • • •

#حمد:

"إذا مراقبتي للوقت صحيحه فالمفروض باقي ساعة تقريبًا ونهبط.. أخيرًا..!

خلال الساعات الماضية الأخ "صفوان" صحي من النوم وجلسنا ندردش، ونص الوقت هو يتكلم وأكل راسي، الأخ نام وشحن طاقة وأنا من أمس ما نمت!

واللي يقهر أكثر في الموضوع انه رجع نام وله دحين أكثر من ساعه!
وأنا طول الوقت أناظر الشباك أو أناظره هو بحقد.. كان بخاطري أصحيه بس كذا عشان حاقد عليه..

الطيارة كانت كل شويه تهبط أكثر من الوقت اللي قبله، وذا استعداد عشان لما نوصل لمكان هبوطها الأساسي تكون أقرب من الأرض..
الغيوم كثافتها صارت أقل ومعالم المدينة اللي إحنا فوقها كانت أوضح.. الحمد لله ان مدينة الهبوط هي نفسها المدينة اللي فيها "سعد" ومو محتاجين وقت أطول..

كنت ناوي أصحّي "صفوان" عشان ما أبلتي فيه وقت الهبوط.. بس قبل ما أشيل نظري عن الشباك جذب انتباهي خيال شيء يخترق الغيوم ويقترب من الطيارة حقتنا.. اتهيّألي انها طيارة ثانية وبسبب مخاوفي اللي ذكرتها من قبل أنا استمريت أراقبها..

كانت تقترب أكثر ووقت صارت أوضح اكتشفت انها فعلًا طيارة بس.. هذي مو طيارة عادية هذي.. طيارة حربية؟

كنت أحاول أستوعب سبب وجودها بس ما كان لي فرصة التفكير لأن فجأة وقبل ما أحد يستوعب اللي جالس يصير سمعنا صوت انفجار بعدها الطيارة بدأت تهتز وصار في صوت إنذار..!

بدأت أناظر حولي زي كل اللي في الطيارة.. وقتها "صفوان" كان فاق بسبب الصوت وناظرني بخمول وقال: - إيش فيه؟
ناظرته برهبه وقبل ما أتكلم الطيارة بدأت تهبط بسرعة جنونية لدرجة اننا ارتفعنا شوي عن كراسيناو أغلب اللي في الطيارة ارتفعت أصواتهم وفي منهم بدؤوا يصارخوا..

ما جا في بالي غير ان واحد من أكبر مخاوفي اتحقق.. الطيارة تطيح..! ".

• • • •

#لجي:

"فتحت عيوني وقابلني قزاز الشباك اللي خدي كان لاصق فيه.. اعتدلت جالس بهدوء ودلّكت رقبتي اللي عوّرتني بسبب وضعية نومي..

على عكس ما اتوقعت أنا نمت، بس كان ذاك النوم المتقطع اللي هو أغفّل نص ساعه بعدها أقوم، الموضوع كان جدًا مرهق..

في كل مرّه كنت أقوم ألاقي "عبد الرحمن" يناظر جوّاله، شكله ما يعرف ينام في المواصلات.. بالضبط زي "حمد"..

كان المفروض نوصل جده قبل الفجر بس الباص في الاستراحة الثانية وقف أكثر من ساعة بسبب عطل.. ذا أخّرنا لدرجة ان الفجر أذن واحنا لسه ما وصلنا..

ما أظن اني بنام مرّة ثانيه، نومي كان متقطع بس كان كافي بالنسبة لي..
فتحت جوّالي وأرسلت رسالة ل"سعد" عالواتس أسأله إذا "حمد" و "صفوان" وصلوا.. بس شكله قافل نت، يمكن مو وقت استراحته..

مع بداية طلوع النور وصل الباص للمحطة في جدة.. أنا وقتها كنت أناظر من الشباك وأخذت نفس عميق..
يمكن في نفس ذي البقعة وقف الباص اللي جابني أنا وأبوي لجدة أوّل مرّه.. واللي من وقتها بدأت المصايب.

ناظرت "عبد الرحمن" واللي كان ساند جبهته على الكرسي اللي قدامه وتقريبًا صار شبه نايم لأن طول الطريق ما نام أبدًا.. دحين جاته رغبة النوم ما شاء الله!
حطّيت يدي على ذراعه أحرمه وقلت بصوت هادي: - "عبد الرحمن" يلا وصلنا..
رفع راسه ببطء وأخذ نفس بعدها ناظرني وكانت عيونه مرّه حمرا من قلة النوم.. بعدها مسح وجهه بيدينه وقال بتعب: - طيب يلّا..

كل اللي في الباص نزلوا بالإضافة لي أنا و"عبد الرحمن" ورحنا أخذنا شنطنا بعدها خرجنا من المحطة وأخذنا سيارة أجرة..

عالغالب "أحمد" و "بندر" وصلوا من فتره وأنا ما دقيت عليهم عشان كنت ناوي أروح لهم وأفاجئهم، بس غيرت رأيي وأول شيء بروح شقة "حمد" لأن "عبد الرحمن" تعبان ويبغى ينام حرام.. هو حرفيًا من أول ما ركبنا سيارة الأجرة نام لين ما وصلنا للوجهة اللي وصفتها للسواق.. بصعوبة صحيته ونزلنا من السيارة..

فتحت باب الشقة واستشعرت هدوءها.. آخر مرّه دخلتها كانت من فترة طويلة وما أبغى أسترجع ذي الذكريات.. هذا كان أول مكان شهد على انهياري ورفضي للواقع المرير اللي اكتشفته..

قلت مخاطب "عبد الرحمن": - اختار أي غرفة تنام فيها بس.....
كنت أبغى أنبهه انه ما ينام في الغرفة اللي عاليسار اللي هي حقّت "حمد".. بس قبل ما أكمّل كلامي هو كان اتجه لها بشكل تلقائي.. أوك عادي عادي "حمد" أكيد ما راح يدري..

اتأكدت ان "عبد الرحمن" نام وخلّيت شنطته جنب السرير.. بعدها اتوجهت للغرفة الثانية اللي هي حقت "سعد"، حطين شنطتي فيها بعدها صرت أناظر الغرفة.. أدري مو من حقي بس أنا عندي فضول أستكشف الغرفة خصوصًا ان مازال فيها أغراض من حقت "سعد".. بس ما عندي وقت..

اتوضيت وصليت الصبح بعدها خرجت من الشقة ناوي أروح ل"أحمد" و "بندر"..
صح معايا مفتاح شقتهم بس قررت أدق الباب؛ كنت متحمّس أشوف رد فعلهم وقت يفتحوا ويشوفوني.. أدري الموضوع بيكون غريب بعد رفضي لطلبهم بشكل خلانا نتهاوش.. بس أكيد بيركزوا أكثر على فرحتهم بأني كسرت حاجز خوفي -تقريبًا- وجيت جده..

وصلت لقدام شقتهم أخيرًا وأخذت نفس قبل ما أدق الباب.. بس قبلها انتبهت لشيء، الباب مفتوح أصلًا!
معقول ما انتبهوا انهم ما قفلوه؟ ويقولون علي أنا اللي مفهي..

حرّكت راسي بيأس وفتحت الباب وعلى وجهي ابتسامة بسيطة، بس مجرد ما دخلت الشقة انمحت الابتسامة عن وجهي وحل محلها تعابير صدمة..

المكان عباره عن فوضى!.. تقريبًا ما في شيء في مكانه، كل شيء طايح عالأرض وأشياء كثير مكسوره..
دخلت ببطء وصرت أسمح صوت تكسير قطع القزاز اللي أدعّس عليها بجزمتي..

إيش اللي صار؟!.. ذا أوّل سؤال خطر على بالي..
بس أنا حاليًا متأكد من شيئين.. الأول ان ما في أحد في المكان لأني دخلت كل الغرف وكانت فاضيه، والثاني ان أكيد ذا الوضع مو نتيجة مضاربة بين "أحمد" و"بندر" لأن مهما كان اللي صاير بينهم مستحيل يوصلوا لذا الوضع..

جا نظري عالأرض ناحية المطبخ وشفت سمكة "بندر" على البلاط في بقعة مويه ضئيله وتجاهد عشان تحصّل مويه أكثر و البرطمان حقها قطعه متناثره حولها..".

• • • •

#سعد:

"من وقت ما كلّمني "صفوان" وعلمني ان هو و "حمد" جايين وأنا كل شويّه أناظر جوّالي منتظر يوصلني اتصال من رقم غريب ويكونوا هم بعد ما جابوا شريحة..
قلبي كان مقبوض مدري ليش.. يمكن عشان لي فترة علاقتي "بحمد" متأزمه؟! ومن وقت ما سافرت ما شفته وجه لوجه..
مقدر أنكر اني مشتاق له مرّه وانشرح صدري بعد ما علّمني "صفوان" ان جيّتهم سببها ان "حمد" ناوي على الصلح أخيرًا..

مدري مين الغلطان الصراحة ومو مهم.. المهم ان أحد يبادر بالصلح حتى لو مو هو اللي بدأ المشكلة..

حرفيًا من الصباح وأنا مو مركز والدكتور المشرف عليا اليوم وقت شاف وضعي كذا طلب مني أروح غرفتي وأرتاح لين ما أحس اني أفضل..
الحمد للّه ان أغلب اللي أتعامل معاهم لطيفين مو زي "سيرجي" والحمد للّه ان اليوم "سيرجي" مو موجود أصلًا..

اتنهّدت بصوت عالي وأنا أشوف الوقت اتأخر ولسه ما وصلني اتصال منهم.. واضح رحلتهم تحتاج وقت أطول..
عشان ألهي حالي قررت أخرج وأساعد في الطوارئ بدال جلستي اللي بدون فايده..

خرجت ويديني في جيوب معطفي الطبي وطول ما أنا ماشي أشوف فوضى من حولي، ناس تركض هنا وهناك.. ما كنت متفاجئ لأن ذا الوضع في الغالب..
بس اللي لاحظته اني وقت صرت أقرب للطوارئ الفوضى كانت أكثر من المعتاد..! حسيت في شيء غلط..!

سرّعت خطوتي ودخلت الطوارئ عشان أتفاجأ بالوضع.. في العادة الطوارئ تكون مليانه بس دحين حرفيًا ما في مكان لرِجل حتى! مصابين في كل مكان.. كل ما أوجّه نظري لبقعة ألاقي طبيب يحاول يسعف مصاب وواضح ان أغلبهم حالات خطيرة..

بدون تردد اتوجهت لأقرب مصاب شايف ما في عنده أحد وبدأت أسعفه.. اتفاجأت من إصابته اللي كانت ناتجه من طلق ناري!
كانت في كتفه فما كان الوضع مرّه خطير، ضمّطتها بسرعه وأنا أحاول أهدّيه بكلامي، وأول ما اتأكدت من وقوف النزيف اتحرّكت من عنده ورحت لأحد ثاني.. وللمرة الثانية كان مصاب بطلق ناري!
بس ذي المرة كان وطعه أسوأ، الإصابة كانت في البطن والدم كان يتدفق بغزارة لدرجة انه عبّى يديني وملابسي وأنا أحاول أضغط عليه بالشاش..
كنت أحاول أكلّم المصاب وأخليه يستجيب لي لأنه كان فاقد للوعي.. بل أسوأ..! وقت حاولت أتأكد من نبضه وجدته منعدم من الأساس.. واضح ان جسمه ما اتحمّل كمية الفقد الكبيرة للدم وفارق الحياة!

اتحرّكت من عنده عشان ما أضيّع الوقت لكن كنت مشتت.. مدري لمين أروح بالضبط..

كنت واقف وأناظر حولي بضياع.. أصوات الصراخ والألم والبكاء منتشره في كل المكان، ملامح الألم والمعاناه على وجوه كل الموجودين.. غير الدم اللي عبّى يديني وملابسي أنا شخصيًا..
مو داري مين المفروض أساعد أو مين!

لوهله صرت مغيّب عن كل شيء.. نسيت مين أنا ووين أنا وليش أنا هنا..".

• • • •
.
.
.

نهاية الفصل السابع...

احم احم.. نهاية خاطفة للأنفاس من كافة الجهات صح؟👀

مبدئيًا أعتذر اني نزلت متأخر النهارده، في العاده بنزل على خمسه أو سته.. بس أظن من الفصل واضح أنا اتأخرت ليه👈👉.. بجانب الدراسه طبعًا🚶💔

أكيد حفظتوا ان الجزء من المقدمة من أحداث جايه قدام..
وبالنسبة لآجر جزء في الفصل فهو تفسير للجزء اللي كان في مقدمة الفصل الثاني..

وحده وحده كده ونسأل أسئلة الفصل🚶😂..

تفكير "لجي" في "حمد" و تفكير "حمد" في "لجي" في نفس الوقت تقريبًا؟
-الوضع قلب على تخاطر😂🚶..-

هل حسّيتوا من البداية ان في حاجه خطيره هتحصل؟
-أنا كنت قايله أصلًا👀😂-

تتوقعوا ايه اللي حصل لطيارة "حمد" و"صفوان"؟

"أحمد" و "بندر" حصلهم ايه؟

سبب الفوضى الزايده الي في الطوارئ عند "سعد"؟

أخيرًا انتوا بتحبوا تقعدوا جنب الشباك ولا عادي؟
+ بتعرفوا تناموا في المواصلات ولا لا؟
-عن نفسي بحب أقعد جنب الشباك بس مش بتفرق معايا أوي لو مقعدتش+ مستحيل أعرف أنام في المواصلات🚶-

بس كده... أشوفكم الأسبوع الجاي ان شاء الله👀..
أستودعكم اللّه الذي لا تضيع ودائعه✨

Continue Reading

You'll Also Like

15.6K 1K 39
جيتني مثل الشروق ☀︎︎.. اللي محى عتم الليالي ☽ جيت فرحه للحزين ☹︎.. اللي من همومه هلك ☠︎︎ جيتني وانت يحبك الف محبوبٍ بدالي ❤︎سخرك سبحانه اللي في عيوني...
1.2M 72K 60
العادات هي سلاسل قيدت العديد منا.. أما القدر فلة كلمة لاتتجزأ.. رواية جميلة تستحق القراءة متنوعة فلا تتوقف في بداية سطورها.. تعالو معي لنرى كيف ت...
7K 375 16
*ملاحظة: يتم إجراء بعض التعديلات في أسلوب السرد فقط وليس في الأحداث... *المقدمه: . اسم القصه: عميان البصيره. . التصنيف: مغامره - نفسي - مأساه - طبي...
2.3M 117K 33
بين الحُبِ والقسوة بين الهلاك والعذاب يوجد ذلك الشيء الذي يلتفُ حول رقِبتي يُلون ماتبقى مِن حياتي باللون الأسود ، أحارب بما تبقى لي من قوةٍ لأزيل بق...