لكنك وعدتني

By Kamy_army

7.5M 369K 395K

" سَــتَتركينَ الـدِراسة مِــن الــغدِ.. لَــقد سَـحبتُ مـلفاتكِ مِــن الـجامعةِ بـالفعل ..! " " مـالذي تَـ... More

ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..1
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..2
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..3
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..4
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..5
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..6
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..7
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..8
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..9
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..10
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..11
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..12
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..13
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..14
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..15
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..16
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..17
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..18
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..19
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..20
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..21
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..22
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..23
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..24
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..26
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..27
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..28
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..29
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..30
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..31
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..32
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..33
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..34
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..35
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..36
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..37
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..38
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..39
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..40
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..41
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..42
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني.. 43
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..44
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني.. 45
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..46
كُــــنتَ مَـــــلجَئاً ذات يــــوم
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..47
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..48
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..49
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..50
كُــنتِ فرصــةً لـكني مَــن فَــرطت
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..51
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..52
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..53
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..54
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..55
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..56
إســتفتاءٌ يَـهُمني جوابه..
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..57
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..58
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..59
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..60
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..61
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..62
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..63
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..64
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..65
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..66
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..67
ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..68
إعلان...

ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني..25

88.1K 4.5K 3.1K
By Kamy_army

--------------------------------- Part 25

4000 كلمة....

.
.

" ما بِكَ الآن..؟!"

بِـ تعبٍ وجزعٍ تحدثت تاليا فَـ هذا الرجلُ قد
أهلكها... والآن مابه ؟..
هل لهُ عينٌ ويريدُ مُعاشرتها واللعنة ؟! ..

" ليسَ فـيَّ شيء... أنا أريدكِ أن تُغيري ثيابكِ أمامي
فقط... هل طلبي صعبٌ لهذهِ الدرجة؟!.."

بِـ إعتياديةٍ أصرَ زوجها على ذلكَ جاعلاً إياها
تتنهدُ بثقل ... عندها وضعت عيناها في عينيهِ
وتحدثت بكلِ جدية...

" جونغكوك فَـ لتعرف شيئاً واحداً... فكرةُ تقربكَ لي
أو لمسي لن تُصبحَ حقيقةً مالمَ تُعطني مَلفي ...!
لذلكَ أعطني إياه..!

الإمتحاناتُ سَـ تبدء ... سَـ ينتهي الفصلُ الثاني
قريباً... أعطني ملفي أرجوك...
سَـ تضيعُ السنةُ من يدي ...!
أقسمُ لكَ سَـ أدعكَ تلمسني لكن أعطني ملفي
أولاً... أرجـ ـوك...! "

نبرتها الجادةُ تحولت لأخرى مُنهارة... ألمها الجسدي
قد جعلَ نفسيتها تنهارُ وتعلنُ الإستسلام....
فَـ هي قد بدأت بالبكاءِ أثناءَ حديثها فجأةً جاعلةً
ذاكَ الذي كانَ ينتظرُ شجاراً كالعادة.. ينهضُ من مكانهِ
فوراً...

هو لايحبُ إستسلامها هذا... لايحبُ دموعها تلك..
والأهم هو لايحبُ إصرارها على التمردِ..!

وصراحةً مهما فعلت فَـ هو لن يُلبي لها ما أرادت
فَـ هو مقتنعُ إقتناعاً تاماً بِـ صحةِ ما فعل..
لكنهُ يُريدها أن تصرخَ... أن تتشاجر.. أن تغضب..
كلُ ذلكَ أهونُ عليهِ من دموعها وإنهيارها هذا...

" لِمَ لازلتي تُحاولينَ وأنتِ تعرفينَ النتيجةَ
بالفعل؟!..
أنتِ مُدركةٌ أني لن أعطيكِ إياه مهما فعلتي
لذلكَ لاتبكي... أرجوكِ جَــنتي.."

بِـ نبرةٍ هادئةٍ لم تحوي ذلكَ الغضب الذي كانَ
فيهِ قبلَ قليل حادثها زوجها مُترجياً إياها أن
تتوقفَ عن تعذيبهِ وتعذيبِ حالها..

" هَـ ـذا حَـ ـقي...! أنتَ لاتتفضلُ عليَّ بشيء..
أعطني حقي الذي سَـلبتني إياهُ ظلماً...! "

ردت عليهِ مُنهارةً صدقاً ويدها اليمنى كانت قد تسللت لِـ تُمسكَ جهةَ ظهرها الذي بدءَ بِـ إيلامها
بقوةٍ وحِدة...

لن تقدر... أبداً لن تقدر... هي تُعلن إستسلامها...
جَـسدها ينبضُ ألماً وصحتها النفسيةُ سيئةٌ جدآ..
وإصابتها بالإكتئابِ شيءٌ واردٌ جداً... وقد حدثَ بالفعل...!

لكنَ إنهيارها الآن أمامهُ كانَ بسببِ إصابةِ ظهرها..!
ربما هي لاتدركُ السببَ أو حتى تظنُ أنها إنهارت لمجردِ جزعها من عنادهِ...

لكنَ الحقيقةَ أنها قد إنهارت بسببِ ألمِ جسدها المُبرح
ظهرها الذي ينبضُ بِـ ألمٍ... عدمُ قدرتها على المشي بشكلٍ طبيعي... عدم قدرتها على خلعِ ثيابها التي
أرادت تغييرها منذ الظهيرةِ لكنها لم تستطع...

عجزها أمامهُ... و عدمُ قدرتها على أخذِ حقها المسلوبِ ظلماً قد إشتركَ مع عجزها عن كلِ شيءٍ
آخر... فَـ إنهارت..!

هي لاتستطيع... هي ليست إنسانـاً آلياً كي لاتشعر..
مايجري حولها يفوقُ طاقتها أضعافاً...

بدءَ ظهرها يؤلمُها أكثر لِـ تبكي بصوتٍ عالٍ وترفعَ
يدها الأخرى تُمسِكُ جانبها بقوةٍ...

" أعـ ـطنـ ـي _شــهقة_ مَــ ـلفـ ـي..
أعـ ـطنـ ـي إيـ ـاهُ جـ ـونغكـ ـوك ...!"

طالبتهُ مجدداً باكيةً بقوةٍ وحِدة... وقد إنحنت للإمام
فَـ هي لم تستطع أن تبقى مستقيمةَ الجذعِ أكثر...

جونغكوك كانَ قد ركضَ ناحيتها فوراً بوجهٍ مخطوفِ
اللون.. فَـ كانَ واضحاً أمامَ عينيهِ أن جــنتهُ سَـ تسقطُ
على الأرضِ في أيةِ لحظة...

وضعَ كلتا يديهِ على كتفيها مُتحدثاً بِـ هلع
فَـ هي قد إنحنت للأمامِ أكثر وبكاءها قد أصبحَ
أنيناً مُتألِماً...

" مابكِ؟!... مالأمر؟... مالذي يؤلمكِ أخبريني؟!
جَــنتي إنطقي أرجوكِ سَـ يتوقفُ قلبي ...!"

" أعـ ـطنـ ـي... مَــ ـلفـ ـي..."

" اللعنةُ على الملفِ الآن ... مما تتألمينَ واللعنة؟!"

بِـ عصبيةٍ نطق وهو يرفعُ كتفيها للأعلى يحاولُ جعلها تستقيمُ مجدداً لكنها صرخت متألمةً حالَ ما فعل..

فَـ توتر وأبعدَ يداهُ عن كتفها فوراً...
وقد عَلِمَ أن مصدرَ الألمِ هو ظهرها... فَـ تحركَ
فوراً وأمسكَ قميصَ بيجامتها لِـ يرفعهُ غصباً
عنها فَـ هي قد رفضت وبدأت تصرخُ عليهِ
أن يبتعد...

لكنهُ تجمدَ مكانهُ ما إن رأى ظهرها، فَـ كدمةٌ زرقاءٌ عملاقةٌ تتوسطهُ وحوافها كانت ذات نقاطٍ حمراء
لإحتقانِ الدمِ هناك... والمنظرُ كانَ مُخيفاً بحق..!

" مَـ مـ ـا هذا ؟!... تاليا ما هذا ؟! مَــن فَعلَ
بكِ هذا ؟.."

بِـ هلعٍ سألها وعيناهُ لم تبتعدا عن ذلكَ المنظرِ حتى
الآن...

" آااه... إبتـ ـعد عنـ ـي..
لا أحـ ـدَ فعـ ـل... أبعــد يدكَ عن بيجامتي
أريدُ النوم ..!"

ردت عليهِ زوجتهُ وقد إستقامت في وقوفها قليلاً
فَـ تأوهت بعلوٍ لكنها بدأت تخطو خطواتٍ بطيئةٍ
مُبتعدةً عنهُ تريدُ الوصولَ للأريكةِ علَ الألمَ يقِلُ
إن جلست...

لكنَ هذا لم يكن رأي زوجها الذي كانَ الأدرنالينُ
قد إرتفعَ عندهُ ومئةُ فِكرَةٍ خافئةٍ قد تكونت في عقلهِ
فَـ ركضَ بخطواتٍ سريعةٍ ساحباً مفتاحَ سيارتهِ من على المنضدةِ لِـ يضعهُ في جيبِ السروالِ الرياضي الذي يرتديه...

وبالنظرِ لما يرتديهِ هو تنهدَ بغضبٍ لِـ يُسارعَ ويُبدلَ
ثيابهُ مُرتدياً بنطالاً و كنزةً ذاتَ عنقٍ طويلٍ وجدها
في أولِ الدرجِ...وقد كانت تلكَ التأوهاتُ المتألمةُ
قد جعلتهُ يوشكُ على الوقوعِ بالخطأ...

فَـ الهلعَ قد جعلهُ يُجن... ظناً منهُ أنَ ظهرَ زوجتهِ
قد يكونُ قد إصيبَ بالكسرِ... فَـ المنظرُ كانَ مُخيفاً..
وبُكاءها المتألمُ قد أرعبهُ أكثر...

وضعَ مفتاح السيارةِ في جيبِ بنطالهِ لِـ يسارعَ
ويخرجَ راكضاً ناحيتها...
فَـ وجدَ زوجتهُ جالسةً على الأريكةِ تأنُ بِـ ألمٍ
وأظافرها قد غُرست في القماشِ تحتها... تحاولُ
إفراغَ ألمها فيه..

لم يقف أكثر بل سارعَ لها لِـ ينحني فوراً ويضعَ إحدى يديهِ تحت فخذيها والأخرى خلفَ ظهرها حاملاً إياها..

لكنها صرخت فجأةً بِـ ألم... فَـ هو كانَ يضغطُ على
ظهرها بيدهِ...

" أنا آسف .. لم أنتبه.."

تحدثَ فوراً وهو يبعدُ يدهُ عن المكانِ المُزرقِ من ظهرها ويرفعها لِـ مكانٍ أعلى...

تاليا ورغمَ ألمها هي قد شردت في كلامهِ...
أنا آسف.. تلكَ الكلمةُ التي لطالما أرادت سماعها
منهُ كثيراً..

في تلكَ الليلةِ التي تأخرت بها وهو ظلمها..
في تلكَ اللحظاتِ التي حرمها فيها من النومِ والراحةِ
وجعلها تخدمُ أهلهُ إجباراً...
في تلكَ المشاجراتِ التي وقفَ فيها معَ أهلهِ ضدها
وظلمها وإتهمها بالوقاحةِ كما فعلوا...
في تلكَ الليلةِ التي صفعها فيها وإتهمها زوراً
وجعلها تُنزلُ رأسها ذُلاً وحياءاً... وقد إستباحَ فيها
كرامتها وجعلها تعتذرُ لهم واحداً واحد...
في تلكَ الليلةِ التي حَطمَ فيها تعبها وما عملت عليهِ
لساعات...

في تلكَ الليلةِ وفي تلك وفي تلك... إنها كثيرة...
هو يدينُ لها بالإعتذارِ كثيراً...!

لكن هل هو يعتذرُ منها الآن فقط لأنهُ آلمها بسببِ حركةٍ خاطئةٍ لِـ إصابةٍ كانَ هو السبب الأساسي في حدوثها..؟!

هل هو وجدَ نفسهُ قد أخطأ هنا فقط لذلكَ قد إعتذر..؟!
إذاً هو يعرفُ الإعتذار ... هو يعرفُ أن المرء إذا
أخطأَ وجبُ عليهِ الإعتذار...

ومعَ ذلكَ هو لم يعتذر لها سابقاً...
بل الأصح..

هو لم يكنُ مُخطِئاً في عينِ نفسهِ أبداً...
هو موقنٌ أنهُ لم يفعل شيئاً يستحقُ
الندمَ والإعتذار..!

ولأجلِ ما فكرَ بهِ عقلها وأدركهُ تواً... أغلقت تاليا
عيناها بِـ يأسٍ وحزن..
وقد تساءلت بحزنٍ وقهر كيفَ آلَ بها القدرُ للعيشِ
معَ رجلٍ يشبهُ والدها في هذهِ الصفة ..

أمها قد عانت من أبيها وقد دفعت الثمنَ بِـ قلبها
الذي قد يتوقفُ بِـ أي لحظة..

فَـ كيفَ إنتقلت هذهِ اللعنةُ لها..؟! وهي التي كانت
تظنُ أن زوجها سَـ يكونُ رائعاً وحنوناً...

شعرت بهِ ينزلُ الدرج لِـ يختضَ جسدها مع حركتهِ
فَـ حبست شفتيها بين أسنانها بقوةٍ تحاولُ منعَ
تأوهاتها من الخروجِ فَـ ألمها قد زاد..

مشى قليلاً لِـ تشعر بهِ قد توقفَ فجأةً وبدءَ يُحادِثُ أحدهم لكنَ الصوتَ كانَ بعيداً... أو ربما هي مَن سمعتهُ هكذا...

شعرت بالسوادِ يُغلفُ رؤيتها عندما فتحت عينيها حتى النصفِ لِـ تُعيدَ إغلاقهما وقد إستسلمت للنومِ وآخر كلامٍ قد سمعتهُ هو صوتُ زوجها الذي طلبَ من إختهِ أن تفتحَ لهما الباب... وقد أدركت أخيراً أنهُ كانَ
يُحادِثُ كارمن منذ البداية...

........................

صباحاً ..

9:30 a. m

فتحت تاليا عيناها أخيراً لِـ تعيدَ إغلاقهما فوراً..
أعادتَ المحاولة مجدداً وقد فتحتهما هذهِ المرةَ
للنصفِ كي تستطيعَ الإعتيادَ على الضوءِ رويداً
رويدا..

وجدت نفسها تنامُ على السريرِ في غرفتها التي معَ زوجها فَـ تنهدت بِـ تعبٍ فَـ هذا المكانُ أصبحَ خانقاً
لها..

حركت يدها تحاولُ أنَ ترفعَ الغطاء عنها لكنها
قد أوقفت حركةَ يدها متألمةً...
وعندما نظرت ناحيتها لاحظت تلكَ الكانيولا
المغروسةَ في يدها كما لاحظت ذلكَ العمودَ الذي
يتدلى منهُ كيسٍ مملوءٌ بِـ محلولٍ ما....

فَـ تنهدت بِـ قلةِ حيلة ولم تُحرك يدها خوفاً من أن تؤلمها مجدداً...

هي لاتعلمُ ماذا حدثَ لها... وهل ذهبت للمشفى بالفعلِ أم لا...؟
لكنَ المريحَ في كلِ هذا أن ألمَ ظهرها قد خفَ
كثيراً...

لاحظت بابَ الغرفةِ الذي فُتِحَ لِـ تنظرَ ناحيتهُ فوراً
فَـ من سيدخلُ الغرفةَ ويفتحها هكذا دونَ إستئذانٍ
غيرَ زوجها...

لكنَ زوجها في العملِ الآن... لذلكَ هناكَ خلل...

" أوه... لقد إستيقظتي... صباحُ الخير..."

نطقت كارمن فوراً لِـ تومئ لها تاليا دونَ أن تتحدثَ
مُستغربةً من قدومِ كارمن لغرفتها...

لاحظت كارمن نظرات الأخرى لِـ تتقدمَ ناحيتها
بتوترٍ وكم كانَ الندمُ والخجلُ مما فعلت بادياً
عليها...

" لِمَ أنتِ لستِ في الجامعة...؟! "

تاليا سألتها فوراً لِـ تقفَ كارمن مكانها وتنظرَ للأخرى
بِـ بعضِ الحزن...

" أنا قد تغيبتُ اليوم..."

أومئت لها تاليا وقد إنزعجت قليلاً... فَـ هي هنا
محرومة وتلكَ المدللةُ كما بدأت تسميها تتغيبُ بكلِ بساطة..

أرادت النهوضَ من إستلقاءها كي تتكئ على قاعدةِ
السريرِ خلفها... فَـ بدأت بالتحركِ ورفعِ جسدها ونتيجةً لذلكَ قد تأوهت فَـ ظهرها قد نغزها بِـ ألمٍ...
لكنهُ يبقى لايُقارنُ مع ألمِ البارحة..

كارمن عندما وجدتها تحاولُ النهوض ركضت ناحيتها
فوراً لِـ تمسكَ بذراعها وتساعدها على الإتكاء...
ولما أرادت إبعادَ يدها عندما إتخذت تاليا الوضعيةَ
التي تريدها كانت الأخيرةُ قد أمسكت يدها لِـ تنظرَ
لها ناطقةً بترجٍ...

" أقنعي أخاكِ... أرجوكِ كارمن ..!"

طلبت منها وهي تنظرُ لِـ عينيها بِـ أملٍ ورجاء
لِـ تتوترَ كارمن وتُبعدَ عينيها عن الأخرى...
فَـ تلكَ النظراتُ الحزينةُ والآملةُ بها من تاليا قد
أثرت فيها وجعلتها تشعرُ بالخزي مما فعلهُ أخوها..

وخلافَ ما حدثَ بالأمسِ هي قد ردت عليها بصدقٍ هذهِ المرةَ وليسَ كَـ ردها السابق والذي كانَ جارحاً بحق... ولِـ توها قد أدركت كم كانَ ردها بالأمسِ
جارحاً ومؤذياً... وبالتأكيد هي قد تسبب بِـ كسرِ
خاطرِ تلكَ التي أتت طالبةً منها العونَ بِـ إستماتة..

" أنا آسفة... لاحيلةَ لي أمامهُ... لقد حاولت معهُ لكنه
رفض... أنا آسفة.."

تحدثت بِـ أسفٍ وحزنٍ على حالِ الأخرى لِـ تفلتَ
تاليا يدها وتُديرَ وجهها للجهةِ الأخرى...

فَـ هي قد إنقهرت من ردها... لكنَ ما قدَ حَزَ في نفسها
أكثر هي تلكَ النظراتِ المُشفقةِ عليها من الأخرى..

وصدقاً فكرةُ أن مَن هو أصغرُ منها بدءَ يُشفِقُ عليها قد جعلتها تشعرُ بالخزي من نفسها والغضبِ من كلِ
شيء..

" جَـــنتي... لقد إستيقظتي أخيراً... كيفَ تشعرين
هل خفَ الألم ؟!..."

صوتٌ يعودُ لزوجها قد صدحَ من جهةِ البابِ مما جعلَ
كارمن تلتفتُ ناحيتهُ لكنَ تاليا لم تفعل... بل هي قد تساءلت ماللعنة التي جعلتهُ يبقى في المنزل..
فَـ وجودهُ حولها قد أصبحَ كريهاً...

إقتربَ جونغكوك ناحيةَ السريرِ إكثر لِـ ترفعَ تاليا
رأسها ناحيته وتتحدثَ عن ما شغلَ بالها منذ أن
أستيقظت...

" مابي !؟.. مالذي أصابَ ظهري؟.. هل هو كسرٌ
في الفقرات ؟!..."

ناطقةً بالإحتمالِ الذي أخافها منذ الأمس هي قد سألتهُ... لِـ يتقدم جونغكوك ناحيتها أكثر وَ لـ فعلتهِ
هذهِ كارمن قد إبتعدت عن السرير فَـ هي كانت تقفُ
قربَ تاليا...

وقد قررت الخروجَ من الغرفةِ وإعطاءَ الزوجينِ
خصوصيتهما... إلا أن ما نطقَ بهِ جونغكوك قد جعلها
تتصلبُ مكانها...

" سَـ أخبركِ كلَ شيء... لكن أجيبيني أنتِ أولاً..
كيفَ حدثَ هذا لظهركِ...؟! مَن فَعلَ بكِ هذا؟!.."

سألها بِـ جديةٍ مُتوعداً في داخلهِ لِـ مَن كانَ السبب..

وتاليا التي بدأت تُدرِكُ أن الآخر يتصفُ بالعنفِ إن
غَضِب هي أجابتهُ بِـ إعتياديةٍ ولم تنظر لِـ كارمن
حتى فَـ ربما يتتبعَ سيرَ نظراتها...

" لا أحد... لقد وقعتُ من الدرجِ بالأمس..
أردت أن أعِدَ لي كأسَ حليبٍ ساخن في الصباحِ الباكر لكني كنتُ نعسةً وقد إنزلقت قدمي فجأةً.."

همهمَ لها جونغكوك بِـ عدمِ رضاً لِـ ما فعلت
وكارمن كانت قد شدت على ثيابها نادمةً
فَـ تاليا لم تُفرط بها.. معَ انها كانت تستطيعُ
أن تُخبرهُ وتجعلهُ ينتقمُ لها... فَـ هي في النهايةِ
قد آذتها...

سَـمعت صوتَ أخيها الذي بدءَ بِـ شرحِ ما حدثَ
لزوجتهِ فَـ خرجت هي من الغرفةِ وأغلقت البابَ
خلفها...

صراحةً هي كانت تظنُ أنَ تاليا سَـ تُخبرهُ الحقيقة
وسَـ يأتي لها أخوها الثائرُ في أيةِ لحظة...
فَـ منذُ رؤيتها لحالةِ تاليا بالأمسِ وكيفَ أنها فقدت
الوعي في حضنِ أخيها... كارمن قد بقيت الليلَ
مستيقظةً بقلقٍ على حالِ الأخرى فَـ هي لن تسامحَ
ذاتها لو أنَ مكروهاً قد أصابَها...

فضلاً عن خوفها من شقيقها الذي لاتعلمُ ما قد
يفعلُ لها إن عَلِمَ الحقيقة...

لكن يبدو أن قلقلها لم يكن لهُ داعٍ فَـ تاليا
لم تكن كما توقعت...!

..........................

مضت الأيام..
لِـ يمضي إسبوعانِ...

تَـحسنت إصابةُ تاليا والتي لم تكن كسراً لِـ حسن الحظِ...

في الفترةِ الماضية... إتصلت عليها والدتها لكنها
لم ترد...!
إتصلت عليها جينا لكنها لم ترد..!
إتصلَ عليها جميعُ أصدقائها لكنها لم تردَ أيضاً...

هي كانت قد أضربت عن فعلِ كلِ شيءٍ يخصُ
المنزل فَـ لم تعد تُنظِفُ او تُعدُ العشاءَ كما كانت تفعل سابقاً...

هي كانت تريدُ من عائلتهِ أن تغضبَ عليها وما إن تطالبها بالعودةِ لِـ فعلِ ما إعتادوهُ منها.. هي
سَـ تشترطُ عليهم أن يجعلوا إبنهم يعيدها للدراسة...

لكنهم... لم يعترضوا واللعنة...!

وما لاتعلمهُ أن زوجها كانَ قد تكلمَ مع عائلتهِ
سابقاً وأقنعهم أن يدعوا زوجتهُ تفعل ما تشاءَ
إلى أن تعتادَ الوضعَ وتتقبله...!

لكنَ الوضعُ أصبحَ لايُطاق... هي قد جربت كلَ شيء
لكن لا نتيجة...

الليلُ كانَ قد حلَ بالفعل وهي كانت جالسةً على
الأريكةِ تنظرُ لِـ شاشةِ الهاتفِ بِـ حزنٍ وحسرة...

فَـ جينا كما كلُ ليلةٍ كانت ترسلُ لها رسائلَ تُخبرها عن الأحداثِ التي تحصلُ في غيابها وماذا فعلَ الدكاترة
ثم في نهايةِ الحديثِ هي تُخبر تاليا أنها
سَـ تنتظرها أمامَ بابَ الجامعةِ غداً صباحاً...!

ولِـ هذهِ العبارةِ كانت تاليا تنهارُ دائماً وتبكي
بِـ قهرٍ لِـ هذا الظلمِ الذي تعيشهُ...

والليلةُ كما باقي الليالي... كانت رسائلُ جينا
تَصلُ لِـ هاتفها... وهي كانت فقط تقرءُ دونَ
ردٍ كالعادة...

فَـ بماذا سَـ تجيبُ مثلاً لو أرادت الردَ عليها...؟!

أوه زوجي مَنعني من الدراسةِ فجأةً ولايرضى أن
يُعطيني ملفي...
ها.. وأنا الغبيةُ لاحيلةَ لي أمامهُ...!

ضحكت بسخريةٍ على تفكيرها لِـ تقررَ أن تضعَ الجملةَ
الثانيةَ أولاً... فَـ هي أصدقُ من التي قبلها...

نَـعم فَـ لو لم تكن غبيةً لَما فعلَ بها كل هذا...!
ولو لم تكن ضعيفةً لَما أصابها الجُبْن منهُ أو من
الإستعانةِ بِـ سندها..!

ومن طريقةِ تفكيرها وكلامها عن نفسها أو حتى عن
المستقبل... كانَ جلياً أنها قد أصيبت بالإكتأب..!

شَدَ إنتباهها ذلكَ الإشعارُ من جينا لِـ تفتحَ الرسالةَ
فوراً وتقرأها...

وصدقاً هذا هو السببُ الذي يجعلُ جينا تستمرُ
بفعلِ ذلكَ رغمَ عدمِ ردِ الأخرى عليها...

فَـ هي ترى أن تاليا تقرءُ رسائلها دائماً لذلك
هي لم تتوقف عن فعلِ ذلك... فَـ لربما تأتي
تاليا للجامعةِ وتخبرها بِـ سببِ كلِ ما فعلته...!

" تاليا أنا أعلمُ أنكِ تقرأينَ هذا الآن...
إسمعيني جيداً... غداً هو أولُ إمتحانٍ فصليٍ
لنا... يجب ُ عليكِ أن تؤديهِ أرجوكِ فَـ الإمتحاناتُ
ليست كالأيامِ العاديةِ التي يمكنكِ التغاضي عنها...
أنا انتظركِ ...!"

* صورةٌ مرفقةٌ لجدولِ الإمتحاناتِ الفصلية..

رأت تاليا تلكَ الصورة التي أتت لِـ تضغطَ على
علامةِ التحميلِ فوراً...

وثوانٍ فقط وقد فُتحت تلكَ الصورةُ لِـ تنظرَ لها
بِـ تركيز...

إذاً غداً لديهم إمتحانُ فسلجة... هي جيدةٌ في هذهِ
المادة... وربما سَـ تنجحُ إن أدت الإمتحان... فَـ رغم
المحاضراتِ التي فوتتها إلا أنها كانت قد درست الكثيرَ من المنهجِ المقررِ قبلَ أن يحدثَ ما حدث..

خرجت من محادثتها مع جينا لِـ تفتحَ القناة الخاصةَ
بِـ مادةِ الفسلجة وتبدءَ بتحميلِ المحاضراتِ الموجودةِ هناكَ بصيغةِ pdf...
هي سَـ تدرسُ ما تستطيعُ دراستهُ في الهاتف
وسَـ تذهبُ لإجراءِ الإمتحانِ غداً...

شاءَ زوجها أم أبى...

وبذكرِ زوجها هو قد فتحَ الباب ودخلَ لتوهِ لِـ ترفعَ
تاليا نظرها لهُ وتنظرُ ناحيتهِ بِـ إنزعاجٍ لم تحاولُ
إخفاءهُ حتى...

فَـ بحقِ الجحيمِ السابعة... هو بدءَ
يُطالبها بالنومِ معها بدمٍ باردٍ...!

أنزلت تاليا أعينها لِـ هاتفها مجدداً تنظرُ لِـ تلكَ
الملفاتِ التي بدءَ تحميلها يكتملُ بالفعل...

" جَــنتي..."

نادى فَـ لم ترد عليهِ... بل لم ترفع أنظارها من الهاتفِ حتى... فَـ تنهدَ ثمَ أعادَ النداء مجدداً...

" جـَـــنتي ..!"

" هَــل سَـ تعطيني الملف ؟!.."

تحدثت تاليا بـ بنبرةٍ باردة..
لكنَ زوجها لم يرد عليها فَـ هو بدءَ يعتبرُ هذهِ
الجملةَ مثلَ تحيةِ الصباح... قولها واجب لكنَ
الردَ عليها يكونُ حسبَ المزاج...

وحسناً هو لامزاجَ لهُ بالردِ الآنَ فقد مَــل من تكرارِ
حديثهِ دائماً...

هو يريدُ حقوقهُ منها الآن ..!

فَـ هو رجلٌ بطبيعةِ الحال ولديهِ رغبات..
وصدقاً زوجتهُ قد إمتنعت عنهُ بما فيهِ الكفاية..
وهو الآن مُحتاج...!

" حَـــبيبتي... أنا أريدك...!"

نبسَ بها بعدَ أن حاصرَ جسدها من الخلفِ
لِـ يحضنها...

تاليا التي قد جزعت من هذهِ الحال قد نطقت
بِـ إصرار...

" إن لم تُعطني ما يخصني... فَـ لتحلم
بذلكَ جونغكوك... فَـ أنتَ قد تجاوزتَ
حدودكَ بالفعل.. في البدايةِ تَظلمني ثم بعدها
تأتيني مُطالباً بحقوقك...!

إن لم تعطني حـقي لن تأخذَ حقكَ أبداً..!"

تحدثت بحدةٍ لِـ تُفلت نفسها من بينِ يديهِ وتتحركَ
ناحيةَ الحمامِ تاركةً ذاكَ الذي بدءَ يدفعُ لسانهُ ضدَ
وجنتهِ بِـ غضبٍ وعدمِ رضا... ونظراتهُ كانت مُعلقةً
على الإتجاهِ الذي ذهبت فيهِ زوجته...

وحسناً ربما سَـ يلجأ لِـ طريقةٍ أخرى في أخذِ
حقوقه...!

........................

صباحاً...

كانت الساعةُ تمامَ الثامنةِ والنصف..
وتاليا كانت تُنهدمُ ذاتها أمامَ المراءة..

فَـ زوجها ويونغي وكارمن وحتى السيد جيون
كلهم قد ذهبوا لأشغالهم ولم يبقى في المنزلِ
أحدٌ غيرَ والدتهِ وعمتهِ...

واللتانِ كانتا تظنانِ أن تاليا نائمةٌ في هذا
الوقت... فَـ جونغكوك يتركها نائمةً دونَ إيقاضها
وهي لاتستيقظُ إلا قريبَ الظهرِ مُفَوتتاً وجبةَ
الفطورِ دائماً...

وحسناً ظنهنَ كانَ خادِماً لها حقاً...

فَـ هي إستطاعت التسلل والخروجَ من المنزلِ بسهولةٍ
ولم يبقى أمامها غيرَ أولئكَ الحرسِ اللذينَ يحرسونَ
البوابةَ الخارجية...

هي توقفت قليلاً ولم ترد أن تتصرف بتهورٍ خصوصاً
معَ وجودِ تلكَ الكاميراتِ هناك...

وثوانٍ فقط لِـ تبتسمَ بوسعٍ فورما تذكرت وجودَ بابٍ
صغيرةٍ في الخلف كانَ العمُ جونغ قد أخبرها عن وجودها فَـ هو والبستانيُ يستعملانها دائماً...

عقدت العزم لِـ تتحركَ ناحيةَ تلكَ البابِ فوراً
والتي كانَ يحرسها حارسٌ واحد إستطاعت تشتيتهُ
بسهولةٍ لِـ تخرجَ راكضةً مُبتعدةً عن القصرِ فورَ
إبتعادِ الحارسِ عن البابِ وذهابهِ نحو مصدرِ الضوضاء التي إفتعلتها هي بِـ حجرٍ كبيرٍ بعضَ الشيء...

إستقلت سيارةَ أجرةٍ فوراً لِـ تخبرَ سائقها بالإتجاه
ناحيةَ الجامعة...

وما إن بدءَت السيارةِ بالتحركِ هي أخرجت هاتفها
لِـ تتأكدَ من الوقت... وقد كانت الساعةُ تمامَ التاسعةِ
لِـ تتنهدَ بِـ إرتياح... فَـ هي تستطيعُ اللحاقَ بالإمتحانِ
الذي سَـ يبدءُ في التاسعةِ والنصف...

ومضت الدقائقُ بالفعلِ لِـ تنزلَ من السيارةِ بعدَ أن أعطت سائقها أجرته...

خطت ناحيةَ الجامعةِ لِـ تدخلها فوراً...
وآاه عيناها قد أصبحتا زجاجيتانِ وهي تنظرُ
لأرجاءِ الجامعةِ وضوضاءِ الطلابِ التي كانت تكرهها
سابقاً...

لكنها لم تعد تفعل...!
هي بدأت تُقَدِرُ عظيمَ هذهِ النعمة...

وحقيقةً لايقدرُ النعمةَ غيرَ فاقِدها..

دراستها في الجامعةِ تحتَ ظلِ أهلها كانَ نعمةً
لم تقدرها حتى فقدتها بسببِ زوجٍ متسلطٍ ظالم...

رفعت يدها لِـ تمسحَ دمعةً خائنةً منها قد لطخت وجنتها وهي تضحكُ بسخريةٍ على حالها فَـ هي
أصبحت تتأثرُ بسرعةٍ هذهِ الأيام...

نظرت لِـ ساعةِ هاتفها فَـ تنهدت بتعبٍ ثم بدأت
تركضُ ناحيةَ قسمها... فَـ الإمتحانُ سَـ يبدءُ بعدَ
خمسِ دقائقَ فقط...

وصلت أخيراً لِـ تقفَ مكانها وتلتقطَ أنفاسها
برَوية...

أخذت نفساً عميقاً لِـ تدخلَ للقاعةِ الإمتحانيةِ والتي
كانَ الطلابِ قد دخلوا فيها جميعاً...

لَـمحتها جينا والتي لم تصدق عيناها لِـ ترفعَ
يدها للأعلى وتشيرَ لِـ تاليا بالقدومِ ناحيتها
فَـ المكانِ الذي بجانبها كانَ فارغاً ويمكن لِـ تاليا
أن تجلسَ فيه...

هناكَ الكثير... جينا تريدُ الحديثَ عن الكثير..
وأولهم وأهمهم هو ذلكَ الذبولُ الذي كانَ بادياً
على محيا صديقتها... هي لاحظت أنها قد خسرت
وزناً أيضآ وهذا جعلها تتقلبُ على نيرانِ القلق..
فَـ اللجنةُ الإمتحانيةُ بدأت بتوزيعِ الأسئلة ولايجوز
لها أن تتحدثَ معَ الأخرى...

تاليا أخذت ورقةَ اسئلتها من المعيدةِ بسعادةٍ خلافَ
زملائها اللذينَ كانوا مُتجهمي الوجهِ جميعاً...

معَ أن تاليا تُقسمُ أنها أقلُ الموجودينَ هنا دراسةً
لكنها معَ ذلكَ كانت فَرِحة...

وجودها هنا هو سعادةٌ بحدِ ذاتها...!

بدءَ الجميعُ بِـ حلِ أسئلةِ الإختبارِ لِـ يعمَ الهدوء..

لكنَ بابَ للقاعةِ قد فُتِحَ وقد دخلت إحدى المعيداتِ
الجدد وإتجهت ناحيةَ الدكتورةِ المسؤولةِ عن القاعة..
هُــنَ قد تهامسنَ قليلاً لِـ ترحلَ المعيدةُ بعدَ ذلك..

وتاليا أو أيُّ من الطلابِ الآخرينَ لم يهتموا بذلك
مُركزينِ في ألأوراقِ التي بينَ يديهم فَـ الثانيةُ
في الإمتحانِ تُحتسَبُ عليهم...

" جيون تاليا..."

صوتُ الدكتورةِ الذي ناداها قد جعلها ترفعُ رأسها
عن الأسئلة... وليست هي الوحيدةَ التي فعلت
فَـ جميعُ الطلابِ قد فعلوا...

فَـ هذا الإسم هم قد حفظوه لِـ كثرةِ المراتِ التي
يُذاعُ فيها من قِبلِ دكاترتهم ويتمُ تسجيلهُ في
قائمةِ الغائبين...

" لا أعتقدُ انها موجودةٌ هنا دكتورة..."

صوتُ المُمثِلَ قد صدحَ رادً على نداءِ الدكتورةِ
ظناً منهُ أنها تريدُ تسجيلَ الحضورِ كالعادة...

وهذا واجبهُ... فَـ هو ممثل المرحلةِ وله الحقُ
بالرد...

لكنَ كلامَ الدكتورةِ كانَ قد صدمهُ وصدمَ البقيةَ
اللذينَ قد تركوا أسئلتهم وركزوا في ما يحدث
بالقاعة...

" لا... إنها هنـ..."

" نعم دكتورة...؟!"

تزامناً معَ كلامِ الدكتورةِ ردت عليها تاليا
لِـ يلتفت الجميعُ بالمعنى الحرفي ناحيتها
فَـ هي قد إختفت فجأة... والآن قد عادت فجأةً...

تنهدت الدكتورةُ بِـ حزنٍ لحالِ هذهِ الصغيرةِ
لكنها نطقت...

" إبنتي قد تمَ إبلاغي أنكِ لاحقَ لكِ في الإمتحان
ما لم تُعيدي ملفكِ الجامعي. فَـ أنتِ لستِ طالبةً هنا...
أنا آسفة... لكن سلميني أوراقَ الإختبار ...!"

تحدثت الدكتورة لِـ يقعَ كلامها كالصاعقةِ على
جميعِ الطلابِ اللذينَ ربما قد فَهِموا ما حدث..

فَـ نظروا جميعآ بِـ نظراتٍ مُشفقةٍ على حالِ زميلتهم
أما جينا وسونهي فَـ كانتا تنظرانِ لها بصدمةٍ
ينتظرانِ منها رداً على هذا الكلامِ الخاطئ...

إبتلعِ الغُصة.... فقط إبتلعيها...
قلتُ لكِ إبتلعيها لِمَ تُضخمينها بهذا الشكل المؤلم؟!

لم تعلم ماذا تفعل ...؟!

هي لاتعلمُ ماذا تفعلُ واللعنة... لِـ يساعدها أحدكم
أرجوكم...!!

توقفواا....توقفوا عن النظرِ لي هكذا...!

هم ينظرون لها مُشفقين !!...لماذا واللعنة؟!...
هل وبالصدفةِ قد فَهِموا ما يحدث..؟!...

الدكتورة تنظرُ لها تنتظرُ منها أن تسلمها ورقةَ الإختبارِ وتخرج...

لكنها لم تستطع... هي لاتستطيعُ النهوض فَـ أرجلها
لاتستطيعُ حَملِ ثقلِ جسدها...

" تاليا هل هذا صحيح... ماذا يحدث
لِمَ ملفكِ ليسَ لدى الجامعةِ...؟!!"

بِـ إنفعالٍ جينا قد نطقت... هي خائفة... لاتعلمُ
عن حالِ صديقتها لـ شهرٍ تقريباً وعندما عادت
يحدث هذا....!

لم تُجب عليها تاليا.... بل هي لم ترفع رأسها ناحيتها
حتى... بَـل بِـ إرتجافها يديها الذي لم تستطع إيقافهُ
هي قد أمسكت ورقةَ الإختبارِ لِـ تنهضَ من مكانها
خاطيةً ناحيةَ الدكتورةِ بعيونٍ تنظرُ للأرض...

خائفة...!

خائفةً أن تلتقي عيناها بِـ عيني أحدهم وتُبصرَ
فيها نظراتِ الشفقة...

أعطت الدكتورة ورقةَ الإختبار لِـ تتحركَ ناحيةَ
البابِ خارجةً من القاعةِ دونَ نطقِ أي حرفٍ
فَـ حتى لو أرادت هي لن تقدر...

هي لاتستطيعُ النطقَ بِـ شيء..

فَـ هناكَ غصةٌ تمنعها من الحديثِ فضلاً عن
نوبةِ الإختناقِ التي قد هاجمتها بقوةٍ...

لكنها لم تهلع هذهِ المرةَ مثلَ سابقاتها...
بل لم تحاول تهدئةَ ذاتها حتى..

فَـ لَربما تتحققُ أمنيتها
وتختنقُ حقاً وتموتُ أخيراً ...!

هي بدأت تمشي خارجةً من الجامعةِ وكلُ
خوفِ العالمين وإرتعابهم قد غزا روحها
المتهالكة...

بل إنها حتى قد تعثرت بِـ درجةٍ لم ترها كانت تفصلُ
أحدى الحدائقِ عن الأرضِ الإسفلتية لِـ تقعَ على
الأرض وتتجلخَ يداها ...!

لكنها نهضت فوراً لِـ تعاودَ المسيرِ بسرعةٍ
تريدُ الخروجَ من حدودِ الجامعةِ قبل أن تلحقها
جينا أو سونهي أو أيٌ من أصدقائها واللذين تُجزمُ
أنهم قد تركوا الإختبار الآن وسَـ يلحقون بها في أيةِ
لحظة...

و وا ويلاهُ للرعبِ الذي أصابها ما إن تخيلت
رؤيتها أمامهم لِـ تبدءَ بالركضِ هاربةً من هنا
بِـ أنفاسٍ مضطربةٍ ووجهٍ قد أحمرَ قليلاً
فَـ هي بالكادِ تتنفس...

تَوقف عن قَولِ انا بِخير، صوتُك يرتجِف
ويَديك بارِده، وجِهك باهِت وعِينيك
جَمِدَتْ دمِوعها على خِديك، جسَدك
اصِبح هَزيل فَـ عِن أي خَير تتحدث؟..

فَـ عن أي خيرٍ تتحدث...!

...................

مضت ساعةٌ كاملة لِـ تصلَ للمنزلِ أخيراً
وقد كانَ السائقُ قد جرى ناحيةَ بابها لِـ يفتحهُ
هو فَـ هي قد جعلتهُ يهلعُ من حالتها وتخبطها
في الخلف...

هي تختنق.... وعندما تُحاول التنفسَ تسحبُ
الهواءَ بقوةٍ بِـ حلاةً روحٍ فقط....
وإلا فِـ أنها قد بدأت بِـ كره هذا الهواء الذي
يأخذهُ جسدها الجبان ...!

نزلت من السيارة لِـ تخطوا ناحيةَ المنزلِ
غيرَ مكترثةٍ بِـ الحراسِ اللذينَ قد توسعت عيونهم
عندما رأوها خارجاً...

بل إنها تخطتهم... وتخطت عمةَ زوجها وأمهِ
واللتانِ قد وسعتا عيونهما عندما شاهدنها...

فَـ كيفَ إستطاع الخروجَ واللعنة...!؟

صعدت تاليا ناحيةَ غرفتها فوراً وقد شعرت
بِـ أشخاصٍ بدءوا يمشونَ ورائها فَـ علمت
فوراً أنهنَ قد صعدنَ خلفها....

دخلت الغرفةَ فوراً لِـ تُغلقها بالمفتاحِ غيرَ
مُهتمةٍ بِـ طرقاتِ البابِ أو أي لعنةٍ أخرى...

بل عقلها المريضُ بدءُ بسردٍ أفكارٍ مؤلمةٍ
عليها...

فَـ زادَ ذلكَ من إختناقها والذي يزدادُ شدةً كلما
زادت حالتها النفسيةُ سوءاً...

وربما كانَ الختامُ لِـكلِ شيءٍ هو هاتفها الذي رنَ
بِـ إتصالِ من جينا مما جعلها تُجن فَـ صرخت
بصوتٍ عالٍ...

ثم إتجهت لهاتفها الذي يستمرُ بالرنينِ
لِـ ترميهِ على الحائطِ بكلِ قوتها جاعلةً إياهُ
يصبحُ حطاماً...

أدركت ما فعلت وسوءَ الحالِ الذي هي فيهِ
لِـ تسقطَ على الأرضِ وتبدءَ بالزحفِ ناحيةَ
زواية الغرفةِ...

جسدها بالكاملِ كانَ يرتجفُ برعبٍ وخوف...

رفعت أقدامها لِـ تُقربها ناحيةَ جسدها
وسرعانَ ما حشرت رأسها هناك ويداها قد
حاوطتا قدميها بقوةٍ...

هي تكورت على ذاتها باحثةً عن الإمانِ
والذي لم تجده فَـ إستمرت بِـ الإرتجافِ خوفاً
وشفتيها كانتا تهتزانِ بذاتِ الإسم مراراً..

" أمـ ـي.... أمـ ـي... مـ ـامـ ـا  أيـ ـنَ أنـ ـتِ ...؟!"

هي تبتغي أماناً... تبتغي إطمئناناً...

فَـ حياتها قَد حُطِمت في نظرها نهائياً
وصورتها أمامَ زملائها قد شوهِت...

لقد أصبحت علكةً يتحدثُ عنها الجميعُ الآن...!

"حاملآ نفسي ونفسي لم تعد تقوى الأحتمال "



........................
الرابعةُ عصراً....

عادَ جونغكوك من العملِ لِـ تستقبلهُ والدتهُ وعمتهُ
واللتانِ كانتا قلقتينِ وغاضبتينِ على ما فعلتهُ
زوجةِ إبنهم...

جونغكوك الذي كانَ الحراسُ قد أخبروه سابقاً
بخروجِ زوجتهِ كان قد غَضِبَ من الأساس
وقد أكملت والدتهُ وعمتهُ المهمة عندما أخبرتاهُ
أن زوجتهُ تحبسُ نفسها في الغرفةِ منذ عودتها
وقد أغلقت الباب بالمفتاح...

فَـ صعدَ هو مشحوناً بالغضبِ ناحيةَ زوجتهِ
التي لاترضى أن تعطيهِ حقوقهُ الزوجية...

أخذَ معهُ المفتاحَ الإحتياطي فاتحاً الباب لِـ تُقابلهُ عتمةُ المكانِ فَـ الستائرُ كانت جميعها مغلقةً ولايدخلُ
من ضوءِ الشمسِ إلا القليل...

رأى هيئةَ زوجتهِ التي كانت متكورةً في إحدى زوايا
الغرفةِ وكانت ترتدي ثيابَ الخروج...!

لِـ يتجه ناحيتها فوراً ناوياً الإستفسارَ ومحاسبتها
فَـ هي لم تتعلمَ الدرس وقد خرجت دونَ إذنهِ مجدداً ..!

لكنها ما إن رأت هيئتهُ حتى رفعت رأسها الذي كانت
تحشرهُ بينَ أقدامها...

لِـ تنطقَ بنبرةٍ باردةٍ مُتحشرجة جعلتهُ
ينصدمُ ويوسعُ عينيه ...






" طَــلقني الآن جونغكوك...!"


.
.
.
.



------------------------------------------------♥️











إحم.....















إحم...













Iam sorry...
لــكن الصورة تسريب... 💔





دمتم بخيرٍ وألفٍ منهُ أعزائي ..
كانت معكم مُحَدِثَتكم ... ڪآمـيني ...♥️✨

Continue Reading

You'll Also Like

208K 12.5K 71
في مَملكة تُدعى مِايليو إتبعت مَلكتها عادات و تقاليد قديمة طَبقتها على أبنها الوحيد 'الخادمات الأخوات' تحتَ قسم الأمير بارك جيمين !! • • أميرٌ و...
358K 8.2K 34
لو إلتقينا في عالم آخر لوقعت.. لغرقت وتهت في حبك ولكن ولدنا هنا في عالم انتِ القاتلة وانا السجان واه من حرقة الإنتقام ولهيبها تهنا معًا في هذا الظلام...
23.5K 3.5K 12
" أُرِيدُ قهوةً داكِـنه دونَ سُكر و معَ حلى يُسمـى أنـتِي " النرجسية : إفتتانِ المرءِ بذاته وإعجابِه بنفسِه دونَ سِواه رواية كوميدية رومنسية لطيفة م...
13.9K 2.2K 51
"هَلْ هَذِهِ صَدَاْقَةٌ بِحَقٍ؟" قَاْلَتْ بَيْنَمَاْ تُحَدِقُ بِعَيْنَيْهِ الْتَىِ تَرّْمُقْهَاْ بِدِفْيٍء أَذَاْبَ قَلْبَهَاْ " لَاْ أَهّْتَمْ بِأَن...